الاثنين، 1 يونيو 2020

أنتيفا

أنتيفا

أنتيفا (بالإنجليزية: Antifa)‏ هي حركة محتجين يسارية مسلحة مناهضة للفاشية تبرز أثناء الصراعات السياسية سواء في الإنترنت أو في الأماكن العامة، ويقومون باستخدام وسائل عنف كثيرة سواء تدمير الممتلكات والضرب والتحرش بمعارضيهم من الذين يصفونهم بالعنصريين والفاشيين أو يمينيين متطرفين. هؤلاء المحتجين أيضاً معارضون للرأسمالية ويعتنق أغلبهم الأفكار الشيوعية والاشتراكية واللاسلطوية مع بعض الأفكار الليبرالية. ويتميزون بلبس اللون الأسود وبإخفاء وجوههم كملثمين. إزداد نفوذهم واحتجاجاتهم بعد إعلان دونالد ترامب ترشحه للرئاسة الأمريكية وثم فوزه بمنصب الرئاسة، إقترح دونالد ترامب مؤخراً تصنيفهم كجماعة إرهابية
عندما نجح الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني في توحيد السلطة في ظل حزبه الوطني الفاشي في منتصف عشرينيات القرن العشرين، ظهرت حركة معادية للفاشية في إيطاليا وبلدان مثل الولايات المتحدة. كان العديد من الزعماء المناهضين للفاشية في الولايات المتحدة من النقابيين، واللاسلطويين، والاشتراكيين المهاجرين من إيطاليا من ذوي الخبرة في تنظيم العمل والنضال القتالي. من الناحية الإيديولوجية، تعتبر حركة أنتيفا نفسها خليفة النشطاء المناهضين للنازية في ثلاثينيات القرن العشرين، فقد عادت الجماعات الناشطة الأوروبية، والتي نُظمت في الأساس لمعارضة الدكتاتوريات الفاشية في أثناء الحرب العالمية الثانية، إلى الظهور في سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته، من أجل معارضة سيادة البيض وحركة حليقي الرؤوس، ثم انتشرت في نهاية المطاف إلى أميركا. بعد الحرب العالمية الثانية، وقبل نشوء حركة أنتيفا المناهضة للفاشية، تواصلت بين الحين والآخر المواجهات العنيفة مع العناصر الفاشية.

من الممكن إرجاع سياسات حركة أنتيفا الحديثة إلى معارضة اختراق حليقي رؤوس القوة البيضاء لفرق البانك روك البريطانية في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وإلى ظهور النازية الجديدة في ألمانيا في أعقاب سقوط جدار برلين. في ألمانيا، جدد اليساريون الشباب، بمن فيهم الأناركيون وأنصار فرقة البانك، ممارسة مناهضة الفاشية على مستوى الشوارع. يكتب الكاتب بيتر بينارت أنه «في أواخر ثمانينات القرن العشرين، بدأ أنصار فرقة البانك اليساريون في الولايات المتحدة يحذون حذوهم، على الرغم من أنهم أطلقوا على جماعاتهم اسم حركة مناهضة العنصرية (إيه آر إيه) بناء على نظرية مفادها أن الأمريكيين أكثر دراية بمكافحة العنصرية من مكافحة الفاشية».

وصف مارك براي، مؤرخ بكلية دارتموث ومؤلف كتاب أنتيفا: دليل مناهضة الفاشية، حركة مناهضة العنصرية (إيه آر إيه) باعتبارها سلفًا لجماعة أنتيفا الأمريكية الحديثة في الولايات المتحدة وكندا. في أواخر ثمانينات وتسعينيات القرن العشرين، قام نشطاء حركة مناهضة العنصرية (إيه آر إيه) بجولات مع فرق البانك وحليقي الرأس الشعبية من أجل منع أنصار كو كلوكس كلان والنازيين الجدد وغيرهم من أنصار سيادة العرق الأبيض من الحشد والتجنيد. كان شعارهم «نذهب حيث يذهبون»، وهو ما يعني أنهم سوف يواجهون نشطاء اليمين المتطرف في حفلات موسيقية ويزيلون موادهم وأغراضهم بنشاط من الأماكن العامة. في سنة 2002، عطلت حركة مناهضة العنصرية (إيه آر إيه) خطابًا في بنسلفانيا ألقاه ماثيو إف. هيل، رئيس مجموعة كنيسة الخالق العالمية لسيادة العرق الأبيض، ما أدى إلى حدوث شجار واعتقال خمسة وعشرين شخصًا. كانت أنتيفا روز سيتي، التي تشكّلت في بورتلاند، أوريغون، سنة 2007، إحدى أقدم جماعات أنتيفا في الولايات المتحدة.

توجد مجموعات أنتيفا أخرى في الولايات المتحدة لها أصول أخرى، على سبيل المثال في مدينة منيابولس بولاية مينيسوتا، حيث تشكلت مجموعة تُدعى بالديز في عام 1987 بقصد محاربة جماعات النازيين الجدد على نحو مباشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد