الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

اضطراب ثنائي القطب

الاضطراب ثنائي القطب  هو اضطراب نفسي يسبّب نوبات من الاكتئاب ونوبات من الابتهاج غير الطبيعي. تعدّ نوبات الابتهاج المذكورة، والتي تعرف أيضاً باسم الهوس أو الهوس الخفيف، ذات أهمّية في تشخيص الحالة وذلك اعتماداً على شدّتها أو إذا كانت أعراض الذهان بادية. تختلف نوبات الابتهاج غير الطبيعي عن الشعور بالابتهاج في الظروف الاعتيادية، إذ في الحالة المرضية يشعر المرء حينها بنشاط وسعادة وتهيّج غير طبيعي؛ كما أنّها تؤدّي بالشخص في بعض الأحيان للقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة أو مدروسة العواقب. تتضاءل الحاجة إلى النوم أثناء نوبات الهوس؛ في حين أنّه خلال نوبات الاكتئاب قد يظهر على الأشخاص المصابين أعراض من قبيل نوبات البكاء، كذلك النظرة السوداوية للحياة، بالإضافة إلى تجنّب الالتقاء مع الآخرين. يظلّ خطر الانتحار عند المرضى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب مرتفعاً، بنسبة تفوق 6%، في نفس الوقت قد تحدث أيضاً حالات من إيذاء النفس عند حوالي 30% إلى 40% من الحالات. يمكن لاضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب القلق أو اضطراب تعاطي المخدرات أن تكون مرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب.

لا تزال مسبّبات هذا الاضطراب غير مفهومة بوضوح؛ إلّا أنّ العوامل البيئية والوراثية يمكن أن يكون لها دور في ذلك. تتضمّن العوامل البيئية الخطرة وجود إساءة في مرحلة الطفولة أو حالات طويلة الأمد من التوتّر النفسي (الكرب)؛ في حين أنّ العديد من التأثيرات الجينية الصغيرة تساهم في خطر الإصابة بهذا الاضطراب النفسي؛ وتشير بعض الدراسات أنّ العوامل الوراثية هي الأكثر تأثيراً في الواقع، إذ يُعزى إليها حدوث حوالي 85% من الحالات.

ينقسم الاضطراب ثنائي القطب بصفةٍ عامّة إلى نوعين: النوع الأول يتميّز بحدوث نوبة هوس واحدة على الأقلّ، مع أو بدون نوبات اكتئابية؛ أمّا النوع الثاني فيتميّز بوقوع نوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف (وليس الهوس) ونوبة اكتئابية رئيسية (كبرى). قد تُشخّص حالات من اضطراب المزاج الدوروي عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض أقلّ شدّة وطويلة الأمد من الاضطراب ثنائي القطب. إنْ كانت الأعراض ناتجةً عن عقاقير أو مشاكل طبّية فإنّها تصنّف بشكل منفصل. من بين الحالات الأخرى التي قد تظهر بشكل مشابه، نجد مثلاً اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واضطرابات الشخصية الأخرى والفصام واضطراب تعاطي المخدرات بالإضافة إلى عددٍ من الحالات الطبّية الأخرى.

ليس من المتَطلّب إجراء اختبارات طبية في هذه الحالة لتشخيص المرض، على الرغم من ذلك، فلا بأس من القيام بتحاليل دمّ أو تصوير طبّي من أجل استبعاد المشاكل الأخرى.

يمكن معالجة الاضطراب ثنائي القطب بالأدوية والعقاقير المناسبة، مثل مثبّتات المزاج ومضادّات الذهان؛ إلى جانب العلاج النفسي. يمكن لمثبّتات المزاج أن تحسّنه وأن تقلّل من اضطرابه، وهي تشمل العلاج بالليثيوم وأنواع معيّنة من مضادات الاختلاج (مضادات نوبات الصرع) مثل أملاح الفالبروات وعقار كاربامازيبين. قد تتطلّب إدارة الحالة إجراء علاج لاإرادي في مستشفى الأمراض النفسية إذا كان المصابون غير متعاونين مع برنامج العلاج ويشكّلون خطراً على أنفسهم أو على الآخرين. قد يمكن معالجة المشاكل السلوكية الشديدة مثل التهيّج أو السوك العدواني باستخدام مضادّات ذهان قصيرة الأمد أو باستخدام عقاقير بنزوديازيبين. في نوبات الهوس يُنصَح بالتوقّف عن استخدام مضادّات الاكتئاب؛ وإذا استخدمت الأخيرة في نوبات الاكتئاب، فينبغي أن تُستخدَم مع مثبّتات المزاج. رغم عدم وجود دراسات كافية عنه بالشكل الكافي، إلّا أنّ المعالجة بالتخليج الكهربائي قد يُلجَأ إليها في حال عدم الاستجابة لوسائل العلاج الأخرى. في حال إيقاف العلاج، فإنّه يُنصَح بالقيام بذلك بشكل بطيء.

يعاني العديد من الأفراد من مشاكل مالية واجتماعية ومهنية جرّاء هذا الاضطراب؛ وتُصادَف تلك المشاكل في حوالي ربع إلى ثلث الأوقات وسطياً. بالإضافة إلى ذلك فإنّ المصابين بهذا الاضطراب قد يواجهون مشاكل متعلّقة بالوصمة الاجتماعية. يرتفع خطر الإصابة بالأمراض الأخرى مثل مرض القلب التاجي بمقدار الضعف عند المصابين بهذا الاضطراب نتيجة التغيّرات في نمط الحياة وبسبب التأثيرات الجانبية للعقاقير.

يصيب هذا الاضطراب حوالي 1% من السكّان عالمياً، كما يُقدَّر أنّ حوالي 3% من السكان في الولايات المتحدة عُرضةٌ في مرحلةٍ ما من حياتهم لهذا الاضطراب، وذلك بشكل متقارب بين الجنسين. يعدّ سن الخامسة والعشرين السنّ الأكثر شيوعاً لظهور أعراض هذا الاضطراب. قُدّرت الخسائر الاقتصادية المتعلّقة بهذا الاضطراب في الولايات المتحدة سنة 1991 بحوالي 45 مليار دولار؛ وذلك بشكل رئيسي بسبب الغياب عن الدوام في العمل، والذي قُدّر بحوالي 50 يوم في السنة.
التسمية
الاضطراب ثنائي القطب ^ (بالإنجليزية: Bipolar disorder) ويسمى أيضًا:

الاضطراب ذو القُطبين.
الاضطراب ثنائي الاستقطاب
الاضطراب ذو الاتجاهين
الذهان الهوسي الاكتئابي
الهوس الاكتئابي
العلامات والأعراض
يتّسم كلٌّ من الهوس والاكتئاب بحدوث اضطرابات وتقلّبات في المزاج الطبيعي وفي النشاط النفسي الحركي وفي النظم اليوماوي وفي المعرفة. يمكن للهوس أن يُلاحَظ بمستويات مختلفة من اضطراب المزاج وذلك بشكل يتراوح من الابتهاج الطبيعي إلى الانزعاج والتهيّجية. يتضمّن العارض الرئيسي للهوس حدوث هياج نفسي حركي؛ كما يمكن للهوس أن يترافق مع هوس العظمة أو تسارع في الكلام وتوارد الأفكار أو الاندفاعية. يتمايز الهوس عن الهوس الخفيف بمدّة الحالة، إذ أنّ الهوس الخفيف أقصر، كما أنّه لا يترافق دوماً مع حدوث اختلال في الوظائف. لا تزال الآلية الحيوية المسؤولة عن التحوّل من نوبة الهوس إلى نوبة الاكتئاب، وكذلك بالاتجاه العكسي، غير مفهومة بالكامل.

نوبات الهوس
تتميّز نوبة الهوس بحدوثها عندما ينتاب المصاب مزاج يمكن أن يتراوح من الابتهاج إلى الهذيان وذلك لفترة لا تقلّ عن أسبوع؛ ويترافق ذلك مع المظاهر السلوكية التالية: الهياج النفسي الحركي، والتسارع في الكلام والأفكار، وقلّة الحاجة إلى النوم، وتقلّبات في الشهيّة، وقصر مدى الانتباه، والقيام بنشاطات مهيّجة محدّدة الهدف لكنها غير محسوبة العواقب، مثل فرط النشاط الجنسي أو التبذير. لكي تُشخَّص نوبة الهوس بشكل صحيح ينبغي على السلوكيات المذكورة أن تعيق قدرة الفرد المصاب على الاندماج في المجتمع أو الذهاب إلى العمل. في حال عدم علاجها قد يطول أمد نوبة الهوس من ثلاثة إلى ستّة أشهر.

قد يمكن أن يكون للأشخاص الذين ينتابهم الهوس سجلٌّ من تعاطي المخدرات قد يمتدّ لعدّة سنوات كوسيلةٍ للتداوي الذاتي؛ وفي أقصى الحدود يمكن لهؤلاء الأشخاص في أشد حالات الهوس أن يعانوا من الذهان وذلك بحالة انفصال عن الواقع؛ كما يمكن أن يترافق ذلك مع أوهام وهلوسات تدفعهم للشعور بأنهم في مهمّة مختارة أو أن لديهم قدرات خارقة. قد يؤدي ذلك إلى سلوك عنيف، ممّا قد ينتج عنه في بعض الأحيان الحاجة إلى الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية؛ ومن حيث المبدأ يمكن لمدى وشدّة أعراض الهوس أن تقاس باستخدام مقياس يونغ لتدرّج الهوس.

نوبات الهوس الخفيف
يمثّل الهوس الخفيف كما يوحي الاسم حالةً مخففّةً من الهوس، وذلك عندما تمتدّ الحالة لأربعة أيام على الأقلّ بأعراض مشابهة للهوس؛ ولكن من دون أن يسبّب ذلك انخفاضاً ملحوظاً في قدرة الفرد المصاب على التواصل الاجتماعي أو القيام بنشاط العمل اليومي، بالإضافة إلى عدم ظهور الأعراض المرافقة المميّزة للذهان مثل الوهام أو الهلوسة، ولا يتطلّب الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية. يمكن أن تُفهَم حالة الهوس الخفيف لدى البعض أنّها حيلة دفاعية ضد الاكتئاب؛ كما أنّ البعض ممّن يبدي حالة هوس خفيف قد يبدون مقداراً متزايداً من الإبداع، في حين أنّ البعض الآخر تكون أحكامهم مشوّشة وقراراتهم خاطئة.

من النادر أن تتطوّر نوبة الهوس الخفيف إلى نوبة هوس شديدة الأثر؛ في حالات نادرة قد تترك نوبة الهوس الخفيف شعوراً جيّداً لدى بعض الأشخاص الذين تتنابهم؛ على الرغم من أنّ أغلب الأشخاص الذين عاشوا تلك التجربة كانوا قد صرّحوا أن الكرب المرافق كان وقعه شديداً. بالرغم من ذلك فإنّ الأشخاص الذين ينتابهم الهوس الخفيف يميلون أن ينسوا آثار أفعالهم على المحيطين بهم؛ حتّى عندما تلاحظ العائلة والأشخاص المقرّبون حدوث تقلّب في المزاج، إلّا أنّ الفرد المصاب غالباً ما ينكر حدوث أيّ أمرٍ خاطئ.

إذا لم يرافق نوبة الهوس الخفيف أيّ نوبات اكتئاب فإنّ ذلك لا يعدّ علامةً من علامات الاضطراب ثنائي القطب النفسي؛ ولا تعدّ ذات إشكالية، إلّا إذا كان تقلّب المزاج غير منضبط. من الشائع أن تستمرّ أعراض نوبة الهوس الخفيف من عدّة أسابيع إلى عدّة أشهر.

نوبات الاكتئاب
تشمل علامات وأعراض نوبة الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب مشاعر متواصلة من الحزن والتهيّجية والغضب وانعدام التلذّذ وشعور غير مبرّر بالذنب وبفقدان الأمل؛ وعدم انتظام في النوم وذلك إمّا بحدوث مشاكل بالأرق أو بفرط النوم، وكذلك تغيّر في الشهيّة و/أو الوزن، وكذلك الإعياء ومشاكل بالتركيز، والشعور بالعزلة والسوداوية بالإضافة إلى كره الذات والشعور بعدم القيمة، والتفكير في الانتحار. في الحالات الشديدة، قد يعاني الفرد المصاب من أعراض الذهان مثل حدوث توهّمات أو هلوسات (أقل شيوعاً نوعاً ما). تستمرّ الحالة الاكتئابية الكبرى لفترة تزيد عن أسبوعين ويمكن أن تستمرّ لأكثر من ستّة أشهر إذا تُرٍكت دون علاج؛ وحينئذٍ ترتفع خطورة محاولة الانتحار.

كلّما كانت الحالة في أوّلها كلما زادت احتمالية أن تكون النوبات الأولى اكتئابية. بما أنّ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب يتطلّب حدوث نوبة هوس أو هوس خفيف، لذلك فإن العديد من الأشخاص المصابين يُشخَّصون بأنّ لديهم اضطراب اكتئابي وتوصَف لهم مضادّات اكتئاب وذلك بشكلٍ خاطئ.

حالات مختلطة
قد يحدث في بعض حالات الاضطراب ثنائي القطب أن تكون هناك حالات مختلطة تظهر فيها أعراض متزامنة من الهوس والاكتئاب. من الأمثلة على ذلك أن ينتاب المصاب أفكار متعلّقة بهوس العظمة وذلك بشكل متزامن مع ظهور أعراض اكتئابية مثل شعور عميق بالذنب أو الرغبة بالانتحار. تعدّ الحالات المختلطة عموماً ذات خطورة مرتفعة فيما يتعلّق بالميل نحو الانتحار لأنّ المشاعر الاكتئابية مثل فقدان الأمل تكون مترافقة مع مشاكل في ضبط المشاعر الاندفاعية. يمكن لاضطرابات القلق أن تُرافق بشكل متكرّر النوبات المختلطة للاضطراب ثنائي القطب أكثر من النوبات غير المختلطة لهذا الاضطراب.

ميزات مرافقة
الميّزات المرافقة للاضطراب ثنائي القطب هي ظواهر سريرية ترافق عادةً هذا الاضطراب ولكنها ليست جزءاً من الشروط التشخيصية له؛ فعلى سبيل المثال فإنّه عادةً ما يبدي بعض البالغين تغيّرات في العمليات المعرفية والمقدرات الذهنية؛ وهي تتضمّن مثلاً حدوث ضعف بالانتباه وبالوظائف التنفيذية وبالذاكرة. يختلف تعاطي الفرد المصاب مع البيئة المحيطة به حسب طور وحالة الاضطراب، خاصّةً مع وجود خواص وميّزات متفاوتة بين حالات الهوس والهوس الخفيف والاكتئاب. كما قد يواجه المصابون بالاضطراب ثنائي القطب صعوبةً في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية. هناك عدّة ميّزات مشتركة كان عدد من مصابي الاضطراب قد أبدوها في مرحلة الطفولة مثل عدم انتظام المزاج واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

المراضة المشتركة
يمكن لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب أن يتعقّد في حال وجود حالات مراضة نفسية مشتركة، وتلك تتضمّن كلّ من: الاضطراب الوسواسي القهري أو اضطراب تعاطي المخدرات أو اضطراب الأكل أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو الرهاب الاجتماعي أو المتلازمة السابقة للحيض (بما في ذلك اضطراب مزعج سابق للحيض) أو اضطراب الهلع.

من المفيد إجراء تحليل دقيق للدراسات الطولية على أعراض ونوبات الاضطراب ثنائي القطب، لأنّها تفيد في وضع خطّة علاج وذلك في حال تداخل تلك الحالات المرضية.

الأسباب
تتفاوت أسباب الاضطراب ثنائي القطب غالباً بين الأفراد المصابين به، ولا تزال الآلية الدقيقة المسبّبة لهذا الاضطراب غير معروفة. يُعتقَد أنّ العوامل الوراثية تسبّب حوالي 60% - 80% من خطورة تطوّر الأعراض، ممّا يشير إلى الدور الكبير للوراثة في هذا الاضطراب. قُدّرَت القابلية الكلّية لانتقال هذا الاضطراب بالوراثة بمقدار 0.71.

رغم محدودية العيّنة الإحصائية في الدراسات التوأمية على هذا الاضطراب إلّا أنّها أظهرت الدور الكبير للعوامل الوراثية، بالإضافة إلى تأثير العوامل البيئية. ففي دراسة على النمط الأول من الاضطراب ثنائي القطب كان معدل توافق الإصابة على التوائم المتماثلة (جينات (مورثات) متطابقة) بمقدار 40%؛ وذلك بالمقارنة مع حوالي 5% فقط في حالة التوائم غير المتماثلة. من جهةٍ أخرى، فإنّ الدراسات على اشتراك أعراض النمط الأول من الاضطراب مع النمط الثاني أو إظهار أعراض مزاج دوروي أعطت نتائج مشابهة، إذ كانت النتيجة 42% في التوائم المتماثلة مقابل 11% في التوائم غير المتماثلة، مع نسبةٍ أقلّ نسبياً في الاضطراب ثنائي القطب من النمط الثاني، ممّا يعكس غالباً التغاير في هذه الحالة.

هناك تراكب في النتائج مع الاكتئاب الأعظمي (أحادي القطب)؛ وفي حال أخذه بعين الاعتبار في الدراسات التوأمية تصبح النسبة 67% في التوائم المتماثلة و19% في التوائم غير المتماثلة. إنّ النسبة المنخفضة لتوافق الاضطراب لدى التوائم غير المتماثلة في الدراسات التوأمية يمكن أن يشير إلى محدودية التأثير البيئي؛ ولكن صغر العينة الإحصائية يجعل تعميم هذه النتائج غير صحيحاً بالكامل. من جهةٍ أخرى، قد تلعب الهرمونات دوراً في أعراض هذا الاضطراب، فقد وجدت علاقة بين هرمون الإستروجين والاضطراب ثنائي القطب لدى النساء.

العوامل الوراثية
تقترح دراسات علم الوراثة السلوكي أنّ العديد من مناطق الكرموسومات (الصبغيات) والجينات المرشّحة لها علاقة مع العرضة بالإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، إذ أنّ كلّ اضطراب جيني له أثر متوسّط الشدّة وسطياً. إنّ خطورة الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب لدى أقارب المصابين به من الدرجة الأولى هي أكبر بعشر مرّات بالمقارنة مع العيّنة الإحصائية العامّة (جمهرة السكان)؛ وبشكل مشابه، فإنّ خطورة الإصابة بالاضطراب الاكتئابي لدى الأقارب من الدرجة الأولى للمصابين بالاضطراب ثنائي القطب هي أعلى بثلاث مرّات من العينة الإحصائية العامّة (جمهرة السكان).

على الرغم من أنّ أوّل ارتباط جيني للهوس كان سنة 1969، إلّا أنّ دراسات الارتباط تلك كانت متضاربة. لم تبدِ آخر دراسة واسعة وشاملة للترابط الجينومي الكامل (GWAS) وجود أيّة صلة بين أيّ موقع كروموسومي معيّن وبين هذا الاضطراب، ممّا يوحي بعدم مسؤولية جين معيّن بحدّ ذاته عن حدوث الاضطراب في أغلب الحالات. بالمقابل وجدت دراسات أنّ تعدّد الأشكال في كلّ من عامل التغذية العصبية المستمدّ من الدماغ (BDNF) ومستقبل دوبامين D4 ‏ (DRD4) وأكسيداز الحمض الأميني D ‏ (DAAO) وكذلك النظير الإنزيمي لهيدروكسيلاز التريبتوفان (TPH1) يرتبط بشكلٍ متكرّر مع الاضطراب ثنائي القطب، وكان ذلك الربط ناجحاً في تحليل تلوي، إلّا أنّه لم ينجح بعد التصحيح من أجل التجريب المتكرّر. بالإضافة إلى ذلك، وُجدت هناك علاقة بين النظير الإنزيمي الآخر لهيدروكسيلاز التريبتوفان (TPH2) وبين هذا الاضطراب.

بناءً على تضارب النتائج المستحصلة من دراسة الربط الجينومي الكامل نهجت عدّة دراسات منحى تحليل بيانات تعدّد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNPs) في المسارات الحيوية. تتضمّن عملية تأشير المسارات الحيوية التي عادةً ما تترافق مع الاضطراب ثنائي القطب تأشير كلّ من الهرمون المطلق لموجهة القشرة (CRH) ومستقبل β الأدريناليني القلبي، وفوسفوليباز C ومستقبل الغلوتامات. يترافق الاضطراب ثنائي القطب مع تعبير أقلّ لإنزيمات معيّنة مسؤولة عن ترميم الدنا ومستويات متزايدة من تضرّر الدنا الطبيعي التأكسدي. وجدت علاقة نوعاً ما بين تأثير العمر الأبوي وبين ازدياد احتمالية الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب في الذرّية، وذلك بشكل متوافق مع فرضية زيادة حدوث الطفرات.

العوامل البيئية
تلعب العوامل النفسية الاجتماعية دوراً مهمّاً في تطوّر وفي مسار الاضطراب ثنائي القطب، ويمكن للمتغيّرات النفسية الاجتماعية الفردية أن تتآثر مع نزعة العوامل الوراثية. من المحتمل أن يكون لأحداث الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية الشخصية دورٌ في وقوع وتكرار نوبات تقلّب المزاج ثنائي القطب، كما هو الحال في حالات الاكتئاب أحادية القطب (أحادية الاتجاه). وفقاً لبيانات استقصاء إحصائي فإنّ 30-50% من البالغين الذين شُخّصوا بالاضطراب ثنائي القطب كانوا قد أقرّوا بمرورهم بتجارب سيّئة في مرحلة الطفولة؛ وذلك يتوافق مع ظهور الأعراض المبكّرة وارتفاع معدّل محاولات الانتحار، وكذلك ارتفاع احتمالية ترافق أعراض اضطرابات أخرى مثل اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية. إنّ عدد الحالات المسببة للكرب في مرحلة الطفولة يكون أعلى منه لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب بالمقارنة مع غير المصابين، خاصّةً لدى أولئك الذين نشأوا في ظروفٍ قاهرةٍ قاسية.-

العوامل العصبية
بشكلٍ أقلّ شيوعاً فإنّ الاضطراب ثنائي القطب يمكن له أن يكون بسبب حالة أو إصابة عصبية معيّنة مثل حدوث سكتة أو إصابة دماغية رضّية أو التصلّب المتعدّد أو البرفيرية؛ وبشكل أقلٍّ صرع الفصّ الصدغي.

الآلية
الفيزيولوجية
microscopic image of a neuron
بيّنت دراسات تصوير الدماغ وجود فروقات في حجم مناطق متعدّدة في دماغ المصابين بالاضطراب ثنائي القطب وبين دماغ الأصحّاء.
من الممكن أن يكون الاختلال في بنية و/أو وظيفة الدارات العصبية الدماغية مسؤولاً عن الاضطراب ثنائي القطب. بيّنت تحليل تلوية لدراسات بنيوية بالتصوير بالرنين المغناطيسي لمصابين بهذا الاضطراب وجود تقلّص في حجم عدّة مناطق منها القسم المنقاري الأيسر في القشرة الحزامية الأمامية والفص الجزيري الجبهي والجانب البطني من القشرة أمام جبهية ومنطقة العائق في الدماغ. بالمقابل لوحظت زيادة في حجم مناطق أخرى مثل البطين الجانبي والكرة الشاحبة وباحة التلفيف الحزامي الأمامي (باحة برودمان 25) واللوزة الدماغية، بالإضافة إلى الشدّة المفرطة في صور المادّة البيضاء.

اقترحت نتائج وفق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أنّ التحوير أو التضمين غير الطبيعي بين المناطق أمام الجبهية والحوفية، خاصّةً في منطقة اللوزة الدماغية، هو المسؤول غالباً عن الضبط العاطفي الضعيف وعن أعراض تباين المزاج.

يزيد العلاج الدوائي للهوس من نشاط الجانب البطني من القشرة أمام جبهية، وذلك بشكل يجعله أقرب للحالات الطبيعية، ممّا يدعم الاقتراح أنّ نشاط تلك المنطقة من الدماغ يعدّ مؤشّراً على حالة المزاج. عادةً ما يتمّ تمييز نوبات الهوس والاكتئاب عن طريق المقارنة في الاختلال الوظيفي بين الجهة البطنية والظهرية في القشرة أمام جبهية. في أثناء المهمّات التي تتطلّب سواءً انتباهاً أو استرخاءً فإنّ الهوس يكون مترافقاً مع تناقص نشاط القشرة الجبهية الحجاجية، في حين أنّ الاكتئاب يترافق مع ازدياد الاستقلاب الاسترخائي. بشكلٍ متّسق مع الاضطرابات العاطفية الحاصلة بسبب حدوث آفة، فإنّ الهوس والاكتئاب يمكن تمييزهما مكانياً حسب الجانب في القشرة أمام جبهية من حيث الاختلال الوظيفي، إذ يترافق الاكتئاب بشكلٍ أساسي مع الجانب الأيسر، في حين أنّ الهوس يترافق مع الجانب الأيمن في القشرة أمام الجبهية. لوحظ اختلال النشاط في الجانب الباطني من القشرة أمام الجبهية مع فرط النشاط في اللوزة أيضاً أثناء حالة اعتدال المزاج لدى المصابين، وكذلك لدى أقاربهم الأصحّاء، ممّا يشير إلى وجود سمات سائدة محتملة. يظهر المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أثناء غياب النوبات (حالة اعتدال المزاج) وجودَ ضعفٍ في نشاط التلفيف اللساني، في حين أنّه أثناء نوبة الهوس يلاحظ لديهم انخفاض النشاط في الفص الجبهي السفلي؛ بالمقابل فلا يلاحظ وجود أيّ فرق فيما ذُكر أثناء نوبة الاكتئاب.

يبدي الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب نشاطاً متزايداً في المناطق الحوفية البطنية في الشقّ الأيسر من الدماغ، مقابل انخفاض في النشاط في البنى اللحائية القشرية في الشقّ الأيمن من الدماغ المرتبطة بالمعرفة. اقترحت دراسة حالة من حالات الاضطراب ثنائي القطب أنّ فرط الحساسية في دارات نظام المكافأة في الدماغ، من بينها الدارة الجبهية المخطّطية، من مسبّبات حدوث الهوس، وأنّ انخفاض الحساسية في تلك الدارات هو المسبّب للاكتئاب.

هناك دلائل على وجود ترابط بين حدوث حالات الكرب والتوتر النفسي في المراحل المبكّرة من العمر وبين الاختلال الوظيفي في المحور الوطائي-النخامي-الكظري ممّا يؤدّي إلى تزايد حساسيته، وذلك قد يلعب دوراً في فهم حالة النشوء المرضي لحالة الاضطراب ثنائي القطب. يُعتقَد أيضاً أنّ هناك دورٌ لمكوّنات خلايا الدماغ العصبية في حدوث هذا الاضطراب، مثل الميتوكندريون (المتقدّرة)، ومضخّة الصوديوم والبوتاسيوم؛ بالإضافة إلى دور النَظْم اليوماوي وانضباط مستوى هرمون الميلاتونين في الجسم.

الكيميائية العصبية
بيّنت الدراسات أنّ الدوبامين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن دورة المزاج، يزداد نقله في طور الهوس. تنصّ فرضية الدوبامين أنّ الازدياد في الدوبامين يؤدّي إلى استتباب التنظيم الجيني لأنظمة ومستقبلات مهمّة، مثل زيادة المستقبلات المقترنة بالبروتين ج وذلك بأثر الدوبامين؛ ممّا يؤدّي إلى تناقص نقل الدوبامين، وهي حالة مميّزة لطور الاكتئاب. ينتهي الطور الاكتئابي بطور استتباب مرحلي مؤقّت، ومن ثَمَّ لتعود الكرّة من جديد.

لوحظ أنّ تركيز الغلوتامات يزداد بشكل كبير ضمن القسم الأيسر من القشرة أمام جبهية الظهرية الجانبية أثناء طور الهوس في الاضطراب ثنائي القطب، ثمّ ليعود إلى المستويات الطبيعية عند تجاوز تلك النوبة. من المحتمَل أن يعود الازدياد في تركيز حمض غاما-أمينو البوتيريك إلى خللٍ في المراحل الأولى من هجرة الخلايا أثناء تكوّن الدماغ عند مرحلة التصفيح، أيْ مرحلة تَطَبُّق الخلايا لتشكيل البنى في القشرة المخّية.

يمكن أن يتمّ التأثير العلاجي للأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج الاضطراب ثنائي القطب عن طريق تنظيم وضبط التأشير بين الخلايا، مثل استنزاف مستويات إينوزيتول وتثبيط التأشير عبر أحادي فوسفات الأدينوسين الحلقي، وعن طريق تغيير البروتينات ج المقترنة. وُجدَ أيضاً ازدياد في تعبير وحساسية بروتين كيناز ألفا، بالإضافة إلى مستويات مرتفعة من الوحدات البنائية لعدّة أنماط من البروتينات G مثل Gαi و Gαs و Gαq/11 في الدماغ وعيّنات الدم.

لوحظت مستويات منخفضة من حمض 5-هيدروكسي إندول الأسيتيك، وهو ناتج ثانوي من استقلاب السيروتونين، في السائل الدماغي الشوكي لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، وذلك خلال كلّ من نوبَتي الهوس والاكتئاب. أظهرت دراسة مراجعة لهذا الاضطراب عدم وجود فرق في مستويات النواقل العصبية أحادية الأمين، ولكنّها وجدت مستويات مرتفعة غير طبيعية من نورإبينفرين لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. وجد أن نضوب التيروسين يقلّل من آثار عقاقير ميثامفيتامين لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، وكذلك من أعراض الهوس.

التشخيص
عادةً ما يُشخّص الاضطراب ثنائي القطب أثناء مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكّر؛ ولكن على العموم يمكن لأعراض هذا الاضطراب أن تظهر في مراحل الحياة المختلفة. يصعب تمييز هذا الاضطراب عن الاضطراب الاكتئابي أحادي القطب، ويمكن أن يتأخّر التشخيص الصحيح لمدّة وسطية تتراوح بين 5-10 سنوات بعد ظهور الأعراض. يأخذ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب عدّة عوامل في الحسبان، منها التقارير الذاتية للأعراض من الأفراد المصابين أنفسهم؛ وكذلك للسلوكيات الغريبة الملاحَظة من قبل أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل؛ بالإضافة إلى الأعراض التي يُشخّصها الطبيب النفسي المختصّ، وكذلك الإطّلاع على التقارير الطبّية من أجل استثناء مسبّبات مرضية فيزيولوجية. وُجدَ أنّه أثناء استخدام مقدّم الرعاية لمقاييس التدرّج في التشخيص، فإنّ البيانات المقدّمة من الأمّ تكون أكثر دقّة من المعلّم وتقارير التقييم المدرسية في تخمين احتمالية حدوث الاضطراب ثنائي القطب لدى اليافعين. عادةً ما يُجرى تقييم الحالة في العيادات النفسية الخارجية؛ إذ أنّ الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية يحدث عندما يشكّل المصاب خطراً على نفسه أو على الآخرين.

هناك معايير لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب، وأكثرها شهرةً الموضوعة من منظّمة الصحة العالمية والمنشورة في تقرير المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-10)؛ وكذلك الموضوعة من الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، والمنشورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في طبعته الأخيرة الخامسة (DSM-5)، والتي وصفت المعايير بشكل أكبر دقّة عن الموجودة في الطبعة الرابعة. تُستخدَم معايير ICD-10 على نطاق عالمي في الدراسات السريرية والأبحاث، في حين أنّ معايير DSM تُستخدَم بشكلٍ أكبر على نطاقٍ محلّي في الولايات المتّحدة.

يمكن أن تفيد المقابلات شبه المهيكلة في تأكيد حالة الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب مثل KSADS أو SCID؛ كما تستخدم عدّة مقاييس تدرج من أجل تقييم الحالة، مثل BSDS أو MDQ أو GBI أو HCL-32. لا يغني التقييم باستخدام مقاييس التدرّج عن إجراء مقابلة مع طبيب نفسي مختصّ مبنيّة على أساس منهجي لجمع كافة الأعراض. من جهة أخرى، فإنّ الأجهزة والوسائل المستخدمة في مسح الاضطراب ثنائي القطب ذات حساسية منخفضة.

التشخيص التفريقي
هناك عدّة اضطرابات نفسية أخرى لها أعراض مشابهة لأعراض الاضطراب ثنائي القطب. تتضمّن تلك الاضطرابات كلّ من الفصام، والاضطراب الاكتئابي، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، بالإضافة إلى اضطرابات نفسية محدّدة مثل اضطراب الشخصية الحدّي.

على الرغم من عدم وجود اختبارات وتحاليل حيوية للاضطراب ثنائي القطب، إلّا أنّ إجراء تحليل للدم و/أو تصوير شعاعي يمكن أن يستثني حالات فيزيولوجية أخرى. إذ يمكن لحالات مرضية أن تحاكي أعراض الاضطراب ثنائي القطب، ومن أمثلتها التصلّب المتعدد والصرع الجزئي والسكتة الدماغية الجزئية المعقّدة وأورام الدماغ وداء ويلسون والإصابة الدماغية الرضّية وداء هنتنغتون، بالإضافة إلى الحالات المعقّدة من الصداع النصفي. يمكن استخدام تخطيط أمواج الدماغ من أجل استبعاد الاضطرابات العصبية مثل الصرع، كما يمكن استخدام المسح بالتصوير المقطعي المحوسب أو بالتصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد وجود أيّ آفة أو علّة دماغية. هناك أيضاً أمراض داخلية لها أعراض تتداخل أيضاً مع الاضطراب ثنائي القطب، مثل قصور أو فرط الدرقية أو داء كوشينغ أو مرض النسيج الضام المتمثّل بالذئبة الحمامية الشاملة؛ كما هناك أمراض واعتلالات أخرى يمكن أن تسبّب حالات من الهوس مشابهة لنوباته في الاضطراب ثنائي القطب مثل الزهري العصبي أو التهاب الدماغ الحلئي، وكذلك مرض نقص الثيامين.

الطيف ثنائي القطب
يتضمّن طيف اضطرابات ثنائي القطب: الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول ومن النوع الثاني ومن اضطراب المزاج الدوروي، بالإضافة إلى حالات دون العتبة التشخيصية، والتي تسبّب حالات سريرية مزعجة ومُكرِبة للمصابين بها؛ كما يشمل الطيف أيضاً الحالات المختلطة التي تظهر فيها الأعراض المميّزة لكلتا حالتي المزاج (القطبين) في هذا الاضطراب. يشبه المبدأ المعتمد في تقسيم الاضطرابات في الطيف ثنائي القطب المبدأ الأصلي الذي اعتمده إميل كريبيلن في وصف اضطراب الاكتئاب الهوسي.

المعايير والأنواع

مخطّط مبسّط يظهر المقارنة بين النوع الأول والنوع الثاني للاضطراب ثنائي القطب بالإضافة إلى اضطراب المزاج الدوروي.
يصف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والتصنيف الدولي للأمراض الاضطراب ثنائي القطب بأنه طيف من الاضطرابات تحدث بشكل متّصل. يصنّف DSM-5 ثلاثة أنواع مميّزة لهذا الاضطراب:

اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: والذي يكون فيه حدوث نوبة هوس واحدة ضرورياً لتشخيص الحالة؛ بالمقابل تكون نوبات الاكتئاب أكثر شيوعاً في أغلب حالات الإصابة بالنوع الأول من الاضطراب. من أجل تقييم الاضطراب يمكن أن تستخدم تعابير معيّنة مثل: «لطيف أو متوسط أو متوسط إلى شديد أو شديد أو مترافق مع ميّزات الذهان».
اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يتّسم هذا النوع بأنّه لا تحدث فيه نوبات الهوس العادي إنما نوبة واحدة أو أكثر من نوبات الهوس الخفيف وكذلك الأمر من نوبات الاكتئاب. لا تكون نوبات الهوس الخفيف مترافقة مع أعراض الذهان، ولا تصل إلى الحدّ الأقصى الذي تصل له نوبات الهوس العادي، بحيث لا تتسبّب بإفساد المحيط الاجتماعي أو المهني. مجموع هذه الأمور يجعل من النوع الثاني من الاضطراب ثنائي القطب صعب التشخيص.
دوروية المزاج: وهي تصنّف عندما يكون هناك سجلّ من نوبات الهوس الخفيف مترافقة مع نوبات من الاكتئاب، إلّا أنّ الأخيرة لا تكون بالشدّة الكافية لتحقّق معايير نوبات الاضطراب الاكتئابي.
في هذه الحالات يقوم المعالج النفسي عند تقييم الحالة بدراسة الأعراض من أجل تمييز الأنماط عن بعضها.

التقلّب السريع
إنّ أغلب الأشخاص الذين يحقّقون معايير الاضطراب ثنائي القطب يعانون من عددٍ من النوبات، والتي تتراوج وسطياً بين 0.4 إلى 0.7 سنوياً، والتي تدوم من ثلاثة إلى ستّة أشهر. يستخدم تعبير «التقلّب السريع» في وصف حالة أيّ نوع من أنواع طيف الاضطراب ثنائي القطب، وهو يعرف بحدوث أربع حالات أو أكثر من نوبات تقلّب المزاج في السنة، وهو عارض يوجد عند نسبة معتبرة من المصابين بهذا الاضطراب. يفصل بين تلك النوبات حالات من الشفاء الجزئي أو الكلّي لفترة تبلغ شهرين على الأقل؛ أو قد يحدث بالمقابل تحوّل في نمط النوبة بشكل سربع (من النوبة الاكتئابية إلى نوبة هوس، أو بالعكس).

من جهة أخرى وصفت حالات يكون فيها التقلّب سريعاً (غضون أيام) أو سريعاً جداً لأكثر من مرة خلال اليوم نفسه. لا يزال أسلوب العلاج الدوائي لهذا النوع من التقلّب السريع شحيحاً من حيث المعلومات، بحيث لا يوجد إجماع طبي بهذا الشأن.

الوقاية
ركّزت محاولات للوقاية من الاضطراب ثنائي القطب على التوتّر النفسي (أو الكرب) الناتج بسبب تجارب سيّئة في مرحلة الطفولة مثل النشوء في عائلة مليئة بالشجارات؛ وعلى الرغم من أن كون ذلك ليس عاملاً محدّداً مسبّباً للاضطراب، إلّا أنّ الوقاية منه قد يخفّف على الأشخاص، الذين هم عرضة للإصابة بسبب العوامل الجينية الوراثية والحيوية، من خطورة معايشة تجارب أشدّ وطأةً لهذا الاضطراب. لا تزال النقاشات دائرة فيما يخصّ العلاقة بين المرجوانا والاضطراب ثنائي القطب.

إدارة العلاج
هناك عددٌ من الوسائل العلاجية للاضطراب ثنائي القطب، سواءً أكان دوائياً أو نفسياً.

قد يكون الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية ضرورياً، خاصّةً إذا ترافقت الحالة مع نوبات هوس كما هو الحال في النوع الأول من هذا الاضطراب؛ وقد يكون الإدخال إمّا طوعياً، أو في بعض الحالات جبرياً (وذلك حسب القوانين المحلّية للبلد). أصبحت الإقامة طويلة الأمد في مستشفى الأمراض النفسية أقلّ شيوعاً، خاصّةً مع التوجّه نحو التقليل من الإقامة الطويلة في تلك المصحّات النفسية؛ رغم أنّها لا زالت ممكنة الحدوث.

هناك عدّة خدمات داعمة يمكن القيام بها بعد (أو بدلاُ من) الإدخال إلى المشفى، وتلك تتضمّن مراكز إيواء، أو زيارات من فريق المعالجة الإلزامية المجتمعية، أو الدعم في مجال التوظيف، أو مجموعات دعم يقودها مرضى آخرون، أو برامج مكثّفة خارج المشفى. تُدعى تلك الخدمات أحياناً برامج معالجة جزئية.

النفسية
يهدف العلاج النفسي إلى التخفيف من الأعراض الرئيسية، وإلى التعرّف على مسبّبات النوبة، وإلى التقليل من المشاعر السلبية في العلاقات الاجتماعية، وإلى التعرّف على بوادر الأعراض قبل تكرار حدوثها بشكلها الشديد، وإلى التدرّب على العوامل التي تحفّز التماثل إلى الشفاء. تدلّ النتائج أنّ وسائل العلاج النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج العائلي والتربية النفسية لها أكبر قدر من النجاعة في الحماية من الانتكاس؛ في حين أنّ علاج الإيقاع الشخصي المتناسق والعلاج السلوكي المعرفي هي وسائل علاج ناجعة في التقليل من الأعراض الاكتئابية المتبقّية. تركّز أغلب الدراسات على النمط الأول من الاضطراب، كما أنّ العلاج خلال النوبات الشديدة يرافقه الكثير من التحدّيات. يؤكّد بعض الأطباء السريريون على الحاجة إلى التحدّث مع الأفراد الذين يعانون من حالة الهوس، وذلك من أجل تشكيل علاقة علاجية تفيد بالتسريع في التعافي.

الدوائية

يُستخدَم الليثيوم عادةً لمعالجة الاضطراب ثنائي القطب، حيث يبدي دلائل على التقليل من حالات الانتحار.
يوجد عدد من الأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج الاضطراب ثنائي القطب. يعدّ العلاج بالليثيوم من أفضل الوسائل العلاجية الدوائية لهذا الاضطراب، حيث يخفّف من الآثار الحادّة لنوبات الهوس، ويمنع معاودتها، وكذلك الأمر بالنسبة لنوبات الاكتئاب. يقللّ العلاج بالليثيوم من مخاطر الانتحار وإيذاء النفس عند المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. من غير الواضح فيما إن كان الكيتامين مفيداً في حالات هذا الاضطراب.

مثبّتات المزاج
هناك عدد من العقاقير المثبّتة للمزاج منها مضادّات الاختلاج وكاربامازيبين ولاموتريجين وحمض الفالبرويك (أو أملاح الفالبروات الموافقة)، والتي تستخدم لمعالجة الاضطراب ثنائي القطب. تستخدَم هذه المثبّتات للمعالجة طويلة الأمد، إلّا أنّها لم تظهر قدرةً على معالجة حالات الاكتئاب الشديدة بشكلٍ سريع. يُفضَّل استخدام العلاج بالليثيوم لحالات تثبيت المزاج طويلة الأمد. يعالج عقار كاربامازيبين نوبات الهوس بشكل فعّال، مع وجود دلائل على أنّ الفائدة الكبرى منه تكون في حالات الاضطراب ثنائي القطب سريعة التكرار، أو الحالات المترافقة مع أعراض الذهان، أو التي لها سمة فصامية سريرية؛ بالمقابل فإنّه أقلّ فعالية في الحدّ من حالات معاودة الإصابة بالمقارنة مع الليثيوم أو الفالبروات. يمكن استخدام أملاح الفالبروات وصفةً علاجية فعّالة لنوبات الهوس. أمّا عقار لاموتريجين فيعدّ دواءً ناجعاً في معالجة نوبات الاكتئاب ثنائي القطب، وخاصّةً في الحالات الشديدة منها. كما أبدى فعالية أيضاً في الحدّ من تكرار معاودة الإصابة، رغم وجود شكوك عن صحّة تلك الدراسات. من جهة أخرى، لا تزال فعالية عقار توبيرامات غير معروفة.

مضادّات الذهان
تعد مضادّات الذهان فعّالة للمعالجة قصيرة الأمد لنوبات الهوس في الاضطراب ثنائي القطب، بحيث أنّها تمتاز عن العلاج بالليثيوم ومضادّات الاختلاج في ذلك الصدد. يمكن أن تستخدَم المضادّات غير النمطية للذهان في معالجة حالات الاكتئاب مع مثبّتات المزاج. من المحتمل أن يكون أولانزابين فعالاً في الحدّ من حالات معاودة حدوث الاضطراب، رغم شحّة الدلائل الداعمة لذلك الأمر بالمقارنة مع الليثيوم.

مضادّات الاكتئاب
لا ينصح باستخدام مضادّات الاكتئاب لوحدها في معالجة الاضطراب ثنائي القطب، ولم يوجد لها أي منفعة إضافية بالمقارنة مع مثبّتات المزاج؛ كما أنّ المضادّات غير النمطية للذهان (مثل أريبيبرازول) مفضّلة على مضادات الاكتئاب، لعدم فعالية الأخيرة في معالجة هذا الاضطراب.

وسائل أخرى
من الممكن استخدام البنزوديازيبينات لفترة قصيرة بالتزامن مع أدوية أخرى لعلاج الاضطراب ثنائي القطب حتى الوصول إلى مرحلة ثبات المزاج. من المحتمل أن يكون أسلوب المعالجة بالتخليج الكهربائي نافعاً في بعض الحالات الشديدة المترافقة باضطراب المزاج، خاصّةً عند ظهور أعراض الذهان أو الجامود (شذوذ الحركة الفصامي)؛ وقد يستخدم مع النساء الحوامل اللواتي يعانين من هذا الاضطراب، وذلك من أجل تجنّب استخدام العقاقير.

بالنسبة لوسائل الطب البديل فقد اقترح استخدام الأحماض الدهنية أوميغا 3 في مكافحة أعراض الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب، ولكن ليس لنوبات الهوس؛ وذلك على الرغم من شحّة المصادر العلمية الرزينة التي تدعم هذا الرأي.

المآل
يعدّ الاضطراب ثنائي القطب من المشاكل الصحّية الكبيرة المنتشرة على نطاق العالم، وذلك بسبب تزايد معدّل الإصابة به، وتزايد وفيّات اليافعين؛ كما أنّ الحالة يمكن أن ترافق المصاب طوال العمر، رغم مرور فترات من التعافي الجزئي أو الكلّي بين نوبات الانتكاس المتكرّرة. يترافق الاضطراب أيضاً مع مشاكل نفسية وطبّية أخرى، بالإضافة إلى ارتفاع نسب التشخيص الخاطئ أو المتأخّر، ممّا يحول دون التدخّل العلاجي الملائم، ممّا يسهم بالنهاية في تدنّي نسب مآل (تكهّنات سير المرض) الإيجابية. حتّى بعد إجراء التشخيص فإنّه يبقى من الصعب الوصول إلى حالة الشفاء التامّ من كلّ الأعراض، إذ أنّ وسائل العلاج الحالية، سواءً النفسية أو الدوائية، قد لا تكون كافية للتخلّص من الأعراض التي تزداد شدّةً مع مرور الوقت.

إنّ التجاوب مع البرنامج العلاجي الدوائي قد يكون عاملاً مهمّاً في تخفيض معدّل وشدّة حالات الانتكاس، وكذلك يكون له أثراً إيجابياً في التكهّن بمآل هذا الاضطراب. من جهة أخرى، فإنّ العلاج بالعقاقير يصاحبه آثار جانبية حسب نوعها، مع وجود إحصائية تفيد أنّ أكثر من 75% من الأفراد المصابين بالاضطراب ثنائي القطب لا يلتزمون ببرنامجهم العلاجي الدوائي لأسبابٍ مختلفة.

تعدّ حالة التقلّب السريع (أربع نوبات أو أكثر في السنة) أسوأ أنماط الاضطراب المختلفة مآلاً؛ وذلك بسبب ارتفاع معدّلات إيذاء النفس والانتحار. وُجد أنّ الأفراد المصابين والذين لديهم سجلّ عائلي من حالات الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب هم أكثر عرضةً لتكرار نوبات الهوس أو الهوس الخفيف. إنّ ظهور الأعراض في عمر ٍمبكّر وحدوث أعراض الذهان هي أصعب الحالات علاجاً؛ بالإضافة إلى الأنماط الفرعية من الاضطراب اللامستجيبة للعلاج بالليثيوم.

يؤدّي التشخيص والتدخّل العلاجي المبكّر إلى تحسين مآل هذا الاضطراب، خاصّةً أنّ الأعراض في المراحل المبكّرة أقلّ شدّةً وأكثر تجاوباً للعلاج. وُجدَ أنّ ظهور أعراض الاضطراب بعد مرحلة المراهقة له نسب تكهّن إيجابية أكبر، وذلك لدى الجنسين، رغم أنّ الذكور أقلّ عرضةً للتعرّض لنوبات اكتئاب شديدة؛ بالمقابل فإنّ تحسين حالة الترابط الاجتماعي (مثل بناء عائلة أو الإنجاب) لدى النساء قبل تطوّر أعراض الاضطراب ثنائي القطب يؤدّي إلى التقليل من حالات الانتحار.

الأداء الوظيفي
عادةً ما يعاني المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من انحدار في الوظائف العقلية الإدراكية المعرفية أثناء (أو قبل) النوبات الأولى، والتي بعدها يصبح عادةً حدوث درجة معيّنة من الاضطراب المعرفي أمراً مستمرّاً، وذلك بشكل واضح في الحالات شديدة الحدّة، وبشكل أقلّ في فترات التعافي. نتيجةً لذلك، فإنّ حوالي ثلثي الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب تظهر لديهم عوارض مشاكل نفسية اجتماعية بين النوبات، حتّى وإن كانت حالة المزاج تشير إلى حالة من التعافي. تُلاحَظ هذه الظاهرة في نمطي الاضطراب ثنائي القطب، الأوّل والثاني، وإن كان هذا الاختلال يُلاحَظ بدرجةٍ أقلّ عند المصابين بالنمط الثاني. يزداد ملاحظة العوز المعرفي عادةً مع تطوّر حالة الإصابة بهذا الاضطراب؛ إذ يتناسب الوصول إلى درجةٍ متقدّمة من الاختلال المعرفي مع عدد نوبات الهوس والإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية، ومع ظهور أعراض الذهان. يسهم التدخّل العلاجي المبكّر في الإبطاء من تطوّر حالة الاختلال المعرفي؛ في حين أنّ العلاج في المراحل المتأخّرة يساعد في التقليل من الضيق والتبعات السلبية المترافقة لهذا الاختلال.

على الرغم من الأهداف الحياتية الطموحة التي يعبِّر عنها المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أثناء نوبة الهوس، إلّا أنّ أعراض الهوس تضعضع من قدرتهم على تحقيقها، ممّا يؤثّر سلباً على وظائفهم الاجتماعية والوظيفية. إذ بيّنت إحصائية أنّ حوالي ثلث الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يبقون عاطلين عن العمل لمدّة سنة بعد إدخالهم المستشفى إثر نوبة الهوس. بالمقابل، فإنّ أعراض الاكتئاب المتكرّرة أثناء وبين النوبات تترافق مع ضعفٍ في الأداء الوظيفي، والذي يتمثّل في البطالة أو البطالة المقنّعة لدى المصابين بهذا الاضطراب على نمطيه الأوّل والثاني. تلعب عدّة عوامل في تخمين الأداء الوظيفي للمصابين بالاضطراب ثنائي القطب، والتي من أفضلها معرفة سجلّ الاضطراب (المدّة، العمر أثناء ظهور الأعراض الأوّلية، وعدد مرّات الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية، ظهور حالات التقلّب السريع للأعراض أو عدمها)، يلي ذلك ظهور أعراض الاكتئاب ثم عدد سنوات التعليم.

التعافي وتكرار الإصابة
وجدت دراسة منهجية لحالات المصابين الشديدة بالاضطراب ثنائي القطب أنّ حوالي 50% منهم أظهروا حالات تعافي خلال ستّة أسابيع بعد إدخالهم الأوّل إلى مستشفى الأمراض النفسية إثر نوبات هوس أو نوبات مختلطة؛ في حين أنّ النسبة وصلت إلى 98% خلال سنتين، وأثناء تلك السنتين وُجد أنّ 72% منهم اختفت لديهم أعراض الاضطراب، في حين أن 43% أبدوا تعافياً من الجانب الوظيفي (بعودتهم إلى مهنهم ووضعهم الاجتماعي السابق)؛ من جهة أخرى، فإنّ حوالي 40% من العيّنة الاحصائية عانوا من نوبات متجدّدة من الهوس أو الاكتئاب خلال تلك السنتين، و19% ظهرت لديهم حالة تناوب في الأطوار دون الوصول إلى حالة الشفاء.

إنّ بوادر الانتكاس، خاصّةً تلك المتعلّقة بنوبات الهوس، يمكن أن تُميَّز بشكل موثوق من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. نادى البعض بتعليم المصابين آليات تلاؤم عند ملاحظتهم مثل تلك الأعراض، والتي أعطت نتائج مشجّعة.

الانتحار
يمكن للاضطراب ثنائي القطب أن يغرس أفكار قد تؤدّي إلى محاولات انتحار؛ خاصّةً عند الأفراد الذين يبدأ لديهم الاضطراب بنوبة اكتئابية شديدة أو بنوبات عاطفية مختلطة، والتي يصعب التكهّن بمآلها. وجدت دراسة أنّه في تلك الحالات الشديدة كان كلّ شخصٍ من بين اثنين قد حاول ولو لمرّة واحدة في حياته الانتحار، مع وجود نسبة من الحالات التي انتهت إلى ذلك المصير. يبلغ المعدّل الوسطي للانتحار جرّاء الاضطراب ثنائي القطب حوالي 0.4%، وهو أعلى بحوالي 10-20 مرة من المعدّل العام؛ كما أنّ نسبة الوفيّات من حالات الانتحار في الاضطراب ثنائي القطب تتراوح في الولايات المتّحدة بين 18-25%؛ أمّا وجود خطر الانتحار طوال العمر لدى المصابين بهذا الاضطراب فيصل إلى 20%.

الانتشار

انتشار الاضطراب ثنائي القطب: بناءً على معطيات معدل السنة الحياتية للإعاقة لكل 100 ألف نسمة وفق بيانات سنة 2004.
  <180

  180-185

  185-190

  190-195

  195-200

  200-205

  205-210

  210-215

  215-220

  220-225

  225-230

  >230
إنّ الاضطراب ثنائي القطب هو سادس مسبّب للإعاقة على مستوى العالم، وله نسبة انتشار طويلة الأمد تتراوح نسبتها بين 1-3% من التعداد العام للسكّان. إلّا أنّ إعادة تحليل للبيانات بالنسبة للولايات المتّحدة اقترح أنّ حوالي 0.8% من تعداد السكان فيها كانوا قد عانوا، ولو لمرّة واحدة في حياتهم، من نوبة هوس (وهي العتبة التشخيصية للاضطراب ثنائي القطب من النمط الأول)؛ وأنّ حوالي 0.5% آخرين ظهرت لديهم نوبات هوس خفيف (وهي العتبة التشخيصية للاضطراب ثنائي القطب من النمط الثاني، أو اضطراب المزاج الدوروي)؛ وعند احتساب المعايير دون العتبة التشخيصية، مثل ظهور واحد أو اثنين من الأعراض خلال فترة زمنية قصيرة، تصل النسبة إلى 5.1% من السكان، بحيث يمكن القول أنّ ما مجموعه 6.4% من السكّان في الولايات المتّحدة لديهم أعراض طيف الاضطراب ثنائي القطب. وجد تحليل حديث للبيانات في الولايات المتّحدة أيضاً أنّ نسبة 1% من السكّان قد طابقت المعايير السائدة طويلة الأمد للاضطراب من نمطه الأول، ونسبة 1.1% طابقت معايير الاضطراب من النمط الثاني، ونسبة 2.4% طابقت المعايير دون العتبة التشخيصية. من جهة أخرى، أبدى البعض تحفظّاً من الناحية المبدأية والمنهجية على النتائج الإحصائية، إذ أنّ دراسات المعايير السائدة للاضطراب ثنائي القطب تنجز عادةً بواسطة مقابلات يقوم مؤدُّوها بتتّبع مخطّطٍ مسبقٍ ثابت، وقد يؤدّي تقييمٌ خاطئ من المُحاوِر إلى التقليل من موثوقية النتائج؛ بالإضافة إلى أنّ التشخيص يتباين اعتماداً على أسلوب المقاربة إن كان وفق تصنيف أو وفق طيف الأعراض؛ ممّا أدّى في النهاية إلى إطلاق مخاوف احتمالية حدوث خطأ في التشخيص، إمّا بالتشخيص الناقص أو بالتشخيص المفرط.

وجد أن نسبة الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب متساوية عند الجنسين، وكذلك الأمر عند مختلف الشعوب والثقافات والمجموعات العرقية؛ إلّا أنّ الأمر قد يتفاوت وفق الإحصائيات المحلّية، ففي الولايات المتّحدة وجدت دراسةٌ أنّ معدّل الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب للأمريكيين من أصلٍ آسيوي أقلّ بشكلٍ واضح منه لدى أقرانهم من أصلٍ أفريقي أو أوروبّي. وجدت دراسة أجريت سنة 2000 من منظّمة الصحّة العالمية أنّ انتشار الاضطراب ثنائي القطب متساوٍ على صعيد العالم؛ وأنّ إحصائيات العمر المُقَيَّس لكلا الجنسين متقاربة، إلّا أنّ شدّة الاضطراب متفاوتة، إذ أنّ معدّلها أعلى في البلدان النامية، وربما يعود ذلك إلى ضعف الرعاية الصحّية وصعوبة الحصول على وصفات العقاقير الملائمة للعلاج.

بالنسبة للأعمار، فتعدّ مرحلة المراهقة والبلوغ المبكر أكثر المراحل العمرية تواتراً من حيث ظهور عوارض الإصابة بهذا الاضطراب. من جهةٍ أخرى وجدت دراسة أنّ حوالي 10% من الحالات كانت فيها بداية أعراض الهوس تظهر بعد تجاوز سنّ الخمسين.

التاريخ

كان الطبيب النفسي إميل كريبيلن أوّل من ميّز الاضطراب ثنائي القطب عن باقي الاضطرابات النفسية المعروفة آنذاك في أواخر القرن التاسع عشر.
لوحظ التفاوت في المزاج ومستويات الطاقة عند الإنسان عبر التاريخ. استخدم الأطباء النفسانيون الأوروبيون الأوائل تعبير سوداوية (ملانخوليا) لوصف حالة الاكتئاب، كما جرت عدّة محاولات، من بينها محاولات للطبيب الروماني القديم كايليوس أورليانوس، لمعرفة أصول كلمة «مانيا» (الهوس)؛ حيث هناك خمسة تفسيرات على الأقل، وما يزيد الأمر صعوبةً هو استخدام تلك المفردة في الأساطير والشعر قبل عصر أبقراط.

في أوائل القرن التاسع عشر وصف الطبيب النفسي الفرنسي جان-إتيان دومينيك إسكيرول أعراض لوبيمانيا lypemania، وهو واحد من أصناف اضطرابات الهوس الأحادي العاطفية، وبذلك كان من أوائل من أسهب في وصف ما يُعرَف حالياً باسم الاكتئاب. إلّا أنّ أُسُسَ ومبادئ وصف الاضطراب ثنائي القطب تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، ففي سنة 1850 قدّم جان-بيير فارليه إلى أكاديمية جمعية الطبّ النفسي في باريس وصفاً ذكر فيه تعبير «الجنون الدوّار». بعد ذلك بثلاث سنوات، قدّم جول بيارجيه وصفاً إلى الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا ذكر فيه أعراض اضطراب عقلي ثنائي الطور يسبّب تأرجحاتٍ متكرّرة بين الهوس والملانخوليا، أسماه «الجنون مزدوج الشكل»؛ ثمّ قام بنشره في دورية علمية طبّية متخصّصة بالطب النفسي سنة 1854.

طُوّرَت تلك المبادئ من الطبيب النفسي الألماني إميل كريبيلن (1856–1926)، والذي استخدم مبدأ كارل لودفيج كالباوم في تشخيص اضطراب المزاج الدوروي، من أجل تصنيف ودراسة أسباب الحالات بشكلٍ منهجي لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب؛ وكان هو أوّل من ابتكر مصطلح «الذهان الهوسي الاكتئابي» لوصف الحالات التي شاهدها لدى مرضاه.

ظهر مصطلح «رد الفعل الهوسي الاكتئابي» في أوّل نسخةٍ من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية سنة 1952، وذلك بفضل جهود أدولف ماير. أمّا التصنيف الفرعي إلى اضطرابات اكتئابية أحادي القطب واضطرابات ثنائية القطب فيعود فضلها إلى مبادئ كارل كلايست التي وضعها سنة 1911، ثم قام كارل ليونهارد سنة 1957 باستخدامها للتفريق بين الاكتئاب أحادي القطب من ثنائي القطب. مع تقدّم الأبحاث والوسائل في الطب النفسي جرى مراجعة وتنقيح وصف الأعراض في الطبعات اللاحقة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية بناءً على جهود عدّة أطباء نفسيين.

المجتمع والثقافة

قامت المغنّية روزماري كلوني بالكشف علناً عن الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، ممّا جعلها من المشاهير الأوائل الذين تكلّموا عن الاضطرابات النفسية.
هناك مشاكل منتشرة متعلّقة بالوصمة الاجتماعية والأحكام المسبقة والتحامل على الأفراد الذين لديهم أعراض الاضطراب ثنائي القطب. إلّا أنّ البعض يواجه تلك الحالات؛ إذ قامت كي ريدفيلد جايمسون، وهي طبيبة نفسية سريرية وبروفيسورة علم النفس في مدرسة جونز هوبكنز الطبية، بتمثيل حالة إصابتها بالاضطراب ثنائي القطب ووصفها في مذكّرتها «الذهن المضطرب An Unquiet Mind» سنة 1995؛ كما قامت الكاتبة كريس جوزيف أيضاً بوصف حالة صراعها الذاتي مع الاضطراب.

جرى تمثيل حالات الاضطراب ثنائي القطب في عددٍ من الأعمال الدرامية، من أشهرها فيلم مستر جونز (Mr. Jones) سنة 1993، والذي يعاني فيه السيد جونز (ريتشارد جير) بالتأرجح من طور الهوس إلى طور الاكتئاب، مما اضطرّ الأمر إلى إدخاله مستشفى الأمراض النفسية مظهراً بذلك أعراض الاضطراب ثنائي القطب. في فيلم ساحل البعوض (1986)، يبدي ألي فوكس (هاريسون فورد) مظاهر بعض سمات الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك التهوّر والرعونة وهوس العظمة وازدياد النشاط محدّد الهدف وتقلقل المزاج، بالإضافة إلى إظهار جنون ارتياب. اقترح بعض علماء النفس أنّ شخصية «ويلي لومان»، وهي الشخصية المحورية في مسرحية موت بائع متجول للكاتب آرثر ميلر، تُظهِر أعراض الاضطراب ثنائي القطب. من جهةٍ أخرى، ظهرت بعض الأعمال التلفزيونية المتخصّصة التي تتناول موضوع الاضطراب ثنائي القطب إمّا بشكلٍ وثائقي أو بشكل درامي، وعُرضَت على قنواتٍ تلفزيونية مثل BBC، أو MTV؛ ممّا قد يسهم في زيادة الوعي العام عن هذا الاضطراب. من المسلسلات الدرامية التي عُرضَت فيها حلقات كان فيها بعض أبطال المسلسل، بشكلٍ أو بآخر، مصابين بالاضطراب ثنائي القطب كلّ من مسلسل 90210؛ وإيست إندرز EastEnders؛ وبروكسايد Brookside.

شرائح عمرية معينة
الأطفال

يعدّ العلاج بالليثيوم العلاج الوحيد المرخّص باستخدامه من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الهوس عند الأطفال.
لاحظ إميل كريبيلن في عشرينات القرن العشرين أنّ نوبات الهوس نادرة الحدوث قبل البلوغ. على العموم، لم يتمّ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال في النصف الأول من القرن العشرين؛ إلّا أنّ المعايير التي وضعها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في العقود الأخيرة من القرن العشرين ساهمت في التعرّف على أعراض هذا الاضطراب في مراحل عمرية مبكّرة. على الرغم من ذلك، لا يحدّد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في طبعته الخامسة وجود الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، ولكنّه بدلاً من ذلك يشير إليه باسم اضطراب عدم انتظام المزاج الممزّق. في حين أنّه لدى البالغين يميّز الاضطراب ثنائي القطب بحدوث نوبات اكتئاب وهوس واضحة ومميّزة، إلّا أنّه عند الأطفال والمراهقين تحدث تقلّبات سريعة في المزاج تكون هي العلامة المميّزة. يمكن تمييز حدوث الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال عندما يكون هنالك ثورات غضب وتهيّجية وذهان، أكثر من حدوث هوس ابتهاجي، والذي يلاحظ بشكل أكبر عند البالغين. من الأغلب أن تبدأ أعراض الاضطراب ثنائي القطب على هيئة اكتئاب أكثر من الهوس أو الهوس الخفيف.

على العموم يعدّ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال محطّ خلافٍ وجدل؛ على الرغم أنّه لا خلاف على أنّ الأعراض النمطية للاضطراب ثنائي القطب لها تبعات سلبية على القاصرين الذين يعانون منها. يتركّز محور النقاش على إن كان ما يُعرَف بالاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال يشير إلى نفس الاضطراب عند تشخيصه لدى البالغين، وعلى السؤال المتعلّق إن كانت معايير التشخيص لدى البالغين مفيدة ودقيقة عند تطبيقها على الأطفال؛ مما حدا ببعض الخبراء النصح باتباع معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية عند تشخيص الأطفال. من جهةٍ أخرى، يعتقد البعض أنّ تلك المعايير لا تفصل بشكل صحيح بين الأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب وبين المشاكل الأخرى مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وأنّها تؤكّد على تقلّبات المزاج السريع. في حين أنّ آراء أخرى تقول بأنّ التشخيص المميّز للأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب هو التهيّجية. تشجّع المعايير العملية وفق الأكاديمية الأمريكية للطبّ النفسي للأطفال والمراهقين (AACAP) على الإستراتيجية الأولى. تضاعف عدد حالات الأطفال المشخَّصين بالاضطراب ثنائي القطب في الولايات المتّحدة حوالي 4 مرات، بحيث وصلت المعدلات إلى حوالي 40% في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وذلك في المستشفيات العامة، في حين أنّها تصل إلى حوالي 6% في العيادات الخارجية. بالمقابل، فإنّ الدراسات التي تعتمد معايير DSM وصلت فيها نسب الإصابة بالاضطراب عند الأطفال واليافعين إلى حوالي 1% فقط.

يتضمّن علاج الأطفال المشخصين بالاضطراب ثنائي القطب المعالجة الدوائية والنفسية. يتألّف برنامج العلاج الدوائي عادةً من مثبّتات المزاج والمضادّات غير النمطية للذهان؛ رغم أنّ العلاج بالليثيوم هو الوحيد من بينها الذي رخّصت به إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتّحدة لعلاج الأطفال دوائياً. يجمع أسلوب العلاج النفسي عادةً بين التربية النفسية والعلاج الجماعي والعلاج السلوكي المعرفي. اقترحت بعض الأبحاث المهتمّة بتطوير وسائل العلاج بضرورة إجراء تدخّلات نفسية اجتماعية تشترك فيها العائلة مع وسائل التربية النفسية وتطوير المهارات (باستخدام وسائل العلاج السلوكي الجدلي أو علاج الإيقاع الشخصي المتناسق) وذلك بالإضافة إلى العلاج الدوائي.

المسنّين
تعدّ الأبحاث التي تتناول موضوع الاضطراب ثنائي القطب لدى المسنّين شحيحة. هناك دلائل تشير إلى أنّ الاضطراب يصبح أقل تفشّياً مع تقدّم العمر، ولكنّه رغم ذلك يسبّب دخول بعض المسنّين إلى العيادات النفسية؛ وإلى أنّ المرضى المسنّين يمكن لهم أن تصيبهم النوبات لأوّل مرّة في مراحل متقدّمة من العمر؛ وأنّ بداية ظهور أعراض الهوس في مراحل متأخّرة من العمر يترافق مع تلف ذهني عصبي؛ وإلى أنّ إدمان العقاقير أمر غير شائع في مجموعات المسنّين؛ وإلى وجود درجة كبيرة من التفاوت في مجرى الاضطراب وأعراضه؛ كما يوجد دليل، وإن كان ضعيفاً، أنّ نوبات الهوس أقلّ شدّة، وأنّ هناك انتشار أكبر للنوبات المختلطة، ومن جهةٍ أخرى، أن هناك تجاوبٌ أقلّ للعلاج؛ خاصّةً عندما تتعقّد الحالة بوجود الخرف أو وجود آثار جانبية من أدوية معطاة لحالات أخرى.

Bipolar disorder

Bipolar disorder, previously known as manic depression, is a mental disorder that causes periods of depression and abnormally elevated moods.[4][5][7] The elevated mood is significant and is known as mania, or hypomania if less severe and symptoms of psychosis are absent.[4] During mania, an individual behaves or feels abnormally energetic, happy, or irritable.[4] Individuals often make poorly thought out decisions with little regard to the consequences.[5] The need for sleep is usually reduced during manic phases.[5] During periods of depression, there may be crying, a negative outlook on life, and poor eye contact with others.[4] The risk of suicide among those with the illness is high at greater than 6 percent over 20 years, while self-harm occurs in 30–40 percent.[4] Other mental health issues such as anxiety disorders and substance use disorder are commonly associated with bipolar disorder.[4]

The causes are not clearly understood, but both environmental and genetic factors play a role.[4] Many genes, each with small effects, contribute to the disorder.[4][8] Environmental risk factors include a history of childhood abuse and long-term stress.[4] About 85% of the risk is attributed to genetics.[9] The condition is classified as bipolar I disorder if there has been at least one manic episode, with or without depressive episodes, and as bipolar II disorder if there has been at least one hypomanic episode (but no full manic episodes) and one major depressive episode.[5] In those with less severe symptoms of a prolonged duration, the condition cyclothymic disorder may be diagnosed.[5] If the symptoms are due to drugs or medical problems, it is classified separately.[5] Other conditions that may present similarly include attention deficit hyperactivity disorder, personality disorders, schizophrenia and substance use disorder as well as a number of medical conditions.[4] Medical testing is not required for a diagnosis, though blood tests or medical imaging can be done to rule out other problems.[10]

Bipolar disorder is treated with medications, such as mood stabilizers and antipsychotics, as well as with psychotherapy.[4][11] Mood stabilizers may improve mood disturbances, and include lithium and certain anticonvulsants such as valproate and carbamazepine.[4] Involuntary treatment in a psychiatric hospital may be needed if a person is a risk to themselves or others but refuses treatment.[4] Severe behavioral problems, such as agitation or combativeness, may be managed with short-term antipsychotics or benzodiazepines.[4] In periods of mania, it is recommended that antidepressants be stopped.[4] If antidepressants are used for periods of depression, they should be used with a mood stabilizer.[4] Electroconvulsive therapy (ECT), while not very well studied, may be tried for those who do not respond to other treatments.[4][12] If any treatment is stopped, it is recommended that this be done slowly.[4] Many individuals have financial, social or work-related problems due to the illness.[4] These difficulties occur a quarter to a third of the time, on average.[4] Due to lifestyle choices and the side effects of medications, the risk of death from natural causes such as coronary heart disease in people with bipolar is twice that of the general population.[4]

Bipolar disorder affects approximately 1% of the global population.[13] In the United States, about 3% are estimated to be affected at some point in their life; rates appear to be similar in females and males.[6][14] The most common age at which symptoms begin is 25.[4] The economic cost of the disorder has been estimated at $45 billion for the United States in 1991.[15] A large proportion of this was related to a higher number of missed work days, estimated at 50 per year.[15] People with bipolar disorder often face problems with social stigma.[4]
Signs and symptoms

Bipolar mood shifts
Both mania and depression are characterized by disruptions in normal mood, psychomotor activity, circadian rhythm, and cognition. Mania can present with varying levels of mood disturbance, ranging from euphoria that is associated with "classic mania" to dysphoria and irritability. The core symptom of mania involves an increase in energy of psychomotor activity. Mania can also present with increased self-esteem or grandiosity, rapid speech, the subjective feeling of rapid thoughts, disinhibited social behavior, or impulsivity.[16] Mania is distinguished from hypomania by length, as hypomania requires four consecutive days, and mania requires more than a week. Unlike mania, hypomania is not always associated with impaired functioning.[13] The biological mechanisms responsible for switching from a manic or hypomanic episode to a depressive episode, or vice versa, remain poorly understood.[17]

Manic episodes
Mania is a distinct period of at least one week of elevated or irritable mood, which can range from euphoria to delirium, and those experiencing hypomania or mania generally exhibit several of the following behaviors: speaking in a rapid, uninterruptible manner, decreased need for sleep, short attention span, racing thoughts, increased goal-oriented activities, agitation, or exhibition of behaviors characterized as impulsive or high-risk, such as hypersexuality or excessive spending.[18][19][20] To meet the definition for a manic episode, these behaviors must impair the individual's ability to socialize or work.[18][20] If untreated, a manic episode usually lasts three to six months.[21]

Manic individuals often have a history of substance abuse developed over years as a form of "self-medication".[22] At the most extreme, a person in a full-blown manic state can experience psychosis: a break with reality, a state in which thinking is affected along with mood.[20] They may feel unstoppable, or as if they have been "chosen" and are on a "special mission", or have other grandiose or delusional ideas.[23] This may lead to violent behavior and, sometimes, hospitalization in an inpatient psychiatric hospital.[19][20] The severity of manic symptoms can be measured by rating scales such as the Young Mania Rating Scale, though questions remain about the reliability of these scales.[24]

The onset of a manic or depressive episode is often foreshadowed by sleep disturbances.[25] Mood changes, psychomotor and appetite changes, and an increase in anxiety can also occur up to three weeks before a manic episode develops.[26]

Hypomanic episodes

An 1858 lithograph captioned 'Melancholy passing into mania'
Hypomania is the milder form of mania, defined as at least four days of the same criteria as mania,[20] but which does not cause a significant decrease in the individual's ability to socialize or work, lacks psychotic features such as delusions or hallucinations, and does not require psychiatric hospitalization.[18] Overall functioning may actually increase during episodes of hypomania and is thought to serve as a defense mechanism against depression by some.[27] Hypomanic episodes rarely progress to full-blown manic episodes.[27] Some people who experience hypomania show increased creativity[20][28] while others are irritable or demonstrate poor judgment.

Hypomania may feel good to some persons who experience it, though most people who experience hypomania state that the stress of the experience is very painful.[20] Bipolar people who experience hypomania, however, tend to forget the effects of their actions on those around them. Even when family and friends recognize mood swings, the individual will often deny that anything is wrong.[29] What might be called a "hypomanic event", if not accompanied by depressive episodes, is often not deemed problematic, unless the mood changes are uncontrollable, or volatile.[27] Most commonly, symptoms continue for a few weeks to a few months.[30]

Depressive episodes
Main article: Major depressive disorder

'Melancholy' by W. Bagg after a photograph by Hugh Welch Diamond
Symptoms of the depressive phase of bipolar disorder include persistent feelings of sadness, irritability or anger, loss of interest in previously enjoyed activities, excessive or inappropriate guilt, hopelessness, sleeping too much or not enough, changes in appetite and/or weight, fatigue, problems concentrating, self-loathing or feelings of worthlessness, and thoughts of death or suicide.[31] In severe cases, the individual may develop symptoms of psychosis, a condition also known as severe bipolar disorder with psychotic features. These symptoms include delusions and hallucinations. A major depressive episode persists for at least two weeks, and may result in suicide if left untreated.[32]

The earlier the age of onset, the more likely the first few episodes are to be depressive.[33] Since a diagnosis of bipolar disorder requires a manic or hypomanic episode, many affected individuals are initially misdiagnosed as having major depression and then incorrectly treated with prescribed antidepressants.[34]

Mixed affective episodes
Main article: Mixed affective state
In bipolar disorder, mixed state is a condition during which symptoms of both mania and depression occur simultaneously.[35] Individuals experiencing a mixed state may have manic symptoms such as grandiose thoughts while simultaneously experiencing depressive symptoms such as excessive guilt or feeling suicidal.[35] Mixed states are considered to be high-risk for suicidal behavior since depressive emotions such as hopelessness are often paired with mood swings or difficulties with impulse control.[35] Anxiety disorders occur more frequently as a comorbidity in mixed bipolar episodes than in non-mixed bipolar depression or mania.[35] Substance abuse (including alcohol) also follows this trend, thereby appearing to depict bipolar symptoms as no more than a consequence of substance abuse.[35]

Associated features
Main article: Associated features of bipolar disorder
Associated features are clinical phenomena that often accompany the disorder but are not part of the diagnostic criteria. In adults with the condition, bipolar disorder is often accompanied by changes in cognitive processes and abilities.[36] These include reduced attentional and executive capabilities and impaired memory.[37] How the individual processes the universe also depends on the phase of the disorder, with differential characteristics between the manic, hypomanic and depressive states.[26] Those with bipolar disorder may have difficulty in maintaining relationships.[38] There are several common childhood precursors seen in children who later receive a diagnosis of bipolar disorder, such as mood abnormalities (including major depressive episodes) and attention deficit hyperactivity disorder (ADHD).[39]

Comorbid conditions
The diagnosis of bipolar disorder can be complicated by coexisting (comorbid) psychiatric conditions including the following: obsessive-compulsive disorder, substance-use disorder, eating disorders, attention deficit hyperactivity disorder, social phobia, premenstrual syndrome (including premenstrual dysphoric disorder), or panic disorder.[22][31][40][41] A careful longitudinal analysis of symptoms and episodes, enriched if possible by discussions with friends and family members, is crucial to establishing a treatment plan where these comorbidities exist.[42]

Causes
The causes of bipolar disorder likely vary between individuals and the exact mechanism underlying the disorder remains unclear.[43] Genetic influences are believed to account for 60–80 percent of the risk of developing the disorder indicating a strong hereditary component.[40] The overall heritability of the bipolar spectrum has been estimated at 0.71.[44] Twin studies have been limited by relatively small sample sizes but have indicated a substantial genetic contribution, as well as environmental influence. For bipolar disorder type I, the rate at which identical twins (same genes) will both have bipolar disorder type I (concordance) is estimated at around 40 percent, compared to about 5 percent in fraternal twins.[18][45] A combination of bipolar I, II, and cyclothymia similarly produced rates of 42 percent and 11 percent (identical and fraternal twins, respectively), with a relatively lower ratio for bipolar II that likely reflects heterogeneity. There is overlap with major (unipolar) depression and if this is also counted in the co-twin the concordance with bipolar disorder rises to 67 percent in identical twins and 19 percent in fraternal twins.[46] The relatively low concordance between fraternal twins brought up together suggests that shared family environmental effects are limited, although the ability to detect them has been limited by small sample sizes.[44] Estrogen in women has been linked to bipolar disorder.[47][48]

Genetic
Behavioral genetic studies have suggested that many chromosomal regions and candidate genes are related to bipolar disorder susceptibility with each gene exerting a mild to moderate effect.[40] The risk of bipolar disorder is nearly ten-fold higher in first degree-relatives of those affected with bipolar disorder when compared to the general population; similarly, the risk of major depressive disorder is three times higher in relatives of those with bipolar disorder when compared to the general population.[18]

Although the first genetic linkage finding for mania was in 1969,[49] the linkage studies have been inconsistent.[18] The largest and most recent genome-wide association study (GWAS) failed to find any particular locus that exerts a large effect, reinforcing the idea that no single gene is responsible for bipolar disorder in most cases.[50] Polymorphisms in BDNF, DRD4, DAO, and TPH1 have been frequently associated with bipolar disorder and were initially successful in a meta-analysis, but failed after correction for multiple testing.[51] On the other hand, two polymorphisms in TPH2 were identified as being associated with bipolar disorder.[52]

Due to the inconsistent findings in a genome-wide association study, multiple studies have undertaken the approach of analyzing single-nucleotide polymorphisms (SNPs) in biological pathways. Signaling pathways traditionally associated with bipolar disorder that have been supported by these studies include corticotropin-releasing hormone (CRH) signaling, cardiac β-adrenergic signaling, Phospholipase C signaling, glutamate receptor signaling,[53] cardiac hypertrophy signaling, Wnt signaling, Notch signaling,[54] and endothelin 1 signaling. Of the 16 genes identified in these pathways, three were found to be dysregulated in the dorsolateral prefrontal cortex portion of the brain in post-mortem studies, CACNA1C, GNG2, and ITPR2.[55]

Findings point strongly to heterogeneity, with different genes being implicated in different families.[56] Robust and replicable genome-wide significant associations showed several common SNPs, including variants within the genes CACNA1C, ODZ4, and NCAN.[40][50]

Bipolar disorder is associated with reduced expression of specific DNA repair enzymes and increased levels of oxidative DNA damages.[57]

Advanced paternal age has been linked to a somewhat increased chance of bipolar disorder in offspring, consistent with a hypothesis of increased new genetic mutations.[58]

Environmental
Psychosocial factors play a significant role in the development and course of bipolar disorder, and individual psychosocial variables may interact with genetic dispositions.[59] It is probable that recent life events and interpersonal relationships contribute to the onset and recurrence of bipolar mood episodes, just as they do for unipolar depression.[60] In surveys, 30–50 percent of adults diagnosed with bipolar disorder report traumatic/abusive experiences in childhood, which is associated with earlier onset, a higher rate of suicide attempts, and more co-occurring disorders such as post-traumatic stress disorder (PTSD).[61] The number of reported stressful events in childhood is higher in those with an adult diagnosis of bipolar spectrum disorder compared to those without, particularly events stemming from a harsh environment rather than from the child's own behavior.[62]

Neurological
Less commonly, bipolar disorder or a bipolar-like disorder may occur as a result of or in association with a neurological condition or injury. Conditions like these and injuries include stroke, traumatic brain injury, HIV infection, multiple sclerosis, porphyria, and rarely temporal lobe epilepsy.[63]

Mechanism
Further information: Biology of bipolar disorder
Physiological
microscopic image of a neuron
Brain imaging studies have revealed differences in the volume of various brain regions between patients with bipolar disorder and healthy control subjects
Abnormalities in the structure and/or function of certain brain circuits could underlie bipolar disorder. Meta-analyses of structural MRI studies in bipolar disorder report decreased volume in the left rostral anterior cingulate cortex (ACC), fronto-insular cortex, ventral prefrontal cortex, and claustrum. Increases have been reported in the volume of the lateral ventricles, globus pallidus, subgenual anterior cingulate, and amygdala as well as in the rates of deep white matter hyperintensities.[64][65][66][67] Functional MRI findings suggest that abnormal modulation between ventral prefrontal and limbic regions, especially the amygdala, likely contributes to poor emotional regulation and mood symptoms.[68] Pharmacological treatment of mania increases ventral prefrontal cortex (vPFC) activity, normalizing it relative to controls, suggesting that vPFC hypoactivity is an indicator of mood state. On the other hand, pretreatment hyperactivity in the amygdala is reduced post-treatment but is still increased relative to controls, suggesting that it is a trait marker.[69]

Manic and depressive episodes tend to be characterized by ventral versus dorsal dysfunction in the ventral prefrontal cortex. During attentional tasks and resting, mania is associated with decreased orbitofrontal cortex activity, while depression is associated with increased resting metabolism. Consistent with affective disorders due to lesions, mania and depression are lateralized in vPFC dysfunction, with depression primarily being associated with the left vPFC, and mania the right vPFC. Abnormal vPFC activity, along with amygdala hyperactivity is found during euthymia as well as in healthy relatives of those with bipolar, indicating possible trait features.[70]

Euthymic bipolar people show decreased activity in the lingual gyrus, while people who are manic demonstrate decreased activity in the inferior frontal cortex, while no differences were found in people with bipolar depression.[71] People with bipolar have increased activation of left hemisphere ventral limbic areas and decreased activation of right hemisphere cortical structures related to cognition.[72]

One proposed model for bipolar disorder suggests that hypersensitivity of reward circuits consisting of frontostriatal circuits causes mania, and hyposensitivity of these circuits causes depression.[73]

According to the "kindling" hypothesis, when people who are genetically predisposed toward bipolar disorder experience stressful events, the stress threshold at which mood changes occur becomes progressively lower, until the episodes eventually start (and recur) spontaneously. There is evidence supporting an association between early-life stress and dysfunction of the hypothalamic-pituitary-adrenal axis (HPA axis) leading to its overactivation, which may play a role in the pathogenesis of bipolar disorder.[74][75]

Some of the brain components which have been proposed to play a role are the mitochondria[43] and a sodium ATPase pump.[76] Circadian rhythms and regulation of the hormone melatonin also seem to be altered.[77]

Neurochemical
Dopamine, a known neurotransmitter responsible for mood cycling, has been shown to have increased transmission during the manic phase.[17][78] The dopamine hypothesis states that the increase in dopamine results in secondary homeostatic downregulation of key systems and receptors such as an increase in dopamine-mediated G protein-coupled receptors. This results in decreased dopamine transmission characteristic of the depressive phase.[17] The depressive phase ends with homeostatic up regulation potentially restarting the cycle over again.[79]

Glutamate is significantly increased within the left dorsolateral prefrontal cortex during the manic phase of bipolar disorder, and returns to normal levels once the phase is over.[80] The increase in gamma-Aminobutyric acid (GABA) is possibly caused by a disturbance in early development causing a disturbance of cell migration and the formation of normal lamination, the layering of brain structures commonly associated with the cerebral cortex.[81]

Medications used to treat bipolar may exert their effect by modulating intracellular signaling, such as through depleting myo-inositol levels, inhibition of cAMP signaling, and through altering G coupled proteins.[82] Consistent with this, elevated levels of Gαi, Gαs, and Gαq/11 have been reported in brain and blood samples, along with increased protein kinase A expression and sensitivity.[83]

Decreased levels of 5-hydroxyindoleacetic acid, a byproduct of serotonin, are present in the cerebrospinal fluid of persons with bipolar disorder during both the depressed and manic phases. Increased dopaminergic activity has been hypothesized in manic states due to the ability of dopamine agonists to stimulate mania in people with bipolar disorder. Decreased sensitivity of regulatory α2 adrenergic receptors as well as increased cell counts in the locus ceruleus indicated increased noradrenergic activity in manic people. Low plasma GABA levels on both sides of the mood spectrum have been found.[84] One review found no difference in monoamine levels, but found abnormal norepinephrine turnover in people with bipolar disorder.[85] Tyrosine depletion was found to reduce the effects of methamphetamine in people with bipolar disorder as well as symptoms of mania, implicating dopamine in mania. VMAT2 binding was found to be increased in one study of people with bipolar mania.[86]

Diagnosis
Bipolar disorder is commonly diagnosed during adolescence or early adulthood, but onset can occur throughout the life cycle.[5][87] The disorder can be difficult to distinguish from unipolar depression and the average delay in diagnosis is 5–10 years after symptoms begin.[88] Diagnosis of bipolar disorder takes several factors into account and considers the self-reported experiences of the symptomatic individual, abnormal behavior reported by family members, friends or co-workers, observable signs of illness as assessed by a clinician, and often a medical work-up to rule-out medical causes. In diagnosis, caregiver-scored rating scales, specifically the mother, has been found to be more accurate than teacher and youth report in predicting identifying youths with bipolar disorder.[89] Assessment is usually done on an outpatient basis; admission to an inpatient facility is considered if there is a risk to oneself or others. The most widely used criteria for diagnosing bipolar disorder are from the American Psychiatric Association's (APA) Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition (DSM-5) and the World Health Organization's (WHO) International Statistical Classification of Diseases and Related Health Problems, 10th Edition (ICD-10). The ICD-10 criteria are used more often in clinical settings outside of the U.S. while the DSM criteria are used clinically within the U.S. and are the prevailing criteria used internationally in research studies. The DSM-5, published in 2013, included further and more accurate specifiers compared to its predecessor, the DSM-IV-TR.[90] Semi structured interviews such as the Kiddie Schedule for Affective Disorders and Schizophrenia (KSADS) and the Structured Clinical Interview for DSM-IV (SCID) are used for diagnostic confirmation of bipolar disorder.

Several rating scales for the screening and evaluation of bipolar disorder exist,[91] including the Bipolar spectrum diagnostic scale, Mood Disorder Questionnaire, the General Behavior Inventory and the Hypomania Checklist.[92] The use of evaluation scales cannot substitute a full clinical interview but they serve to systematize the recollection of symptoms.[92] On the other hand, instruments for screening bipolar disorder tend to have lower sensitivity.[91]

Differential diagnosis
There are several other mental disorders with symptoms similar to those seen in bipolar disorder. These disorders include schizophrenia, major depressive disorder,[93] attention deficit hyperactivity disorder (ADHD), and certain personality disorders, such as borderline personality disorder.[94][95][96]

Although there are no biological tests that are diagnostic of bipolar disorder,[50] blood tests and/or imaging may be carried out to exclude medical illnesses with clinical presentations similar to that of bipolar disorder. Neurologic diseases such as multiple sclerosis, complex partial seizures, strokes, brain tumors, Wilson's disease, traumatic brain injury, Huntington's disease, and complex migraines can mimic features of bipolar disorder.[87] An EEG may be used to exclude neurological disorders such as epilepsy, and a CT scan or MRI of the head may be used to exclude brain lesions.[87] Additionally, disorders of the endocrine system such as hypothyroidism, hyperthyroidism, and Cushing's disease are in the differential as is the connective tissue disease systemic lupus erythematosus. Infectious causes of mania that may appear similar to bipolar mania include herpes encephalitis, HIV, influenza, or neurosyphilis.[87] Certain vitamin deficiencies such as pellagra (niacin deficiency), Vitamin B12 deficiency, folate deficiency, and Wernicke Korsakoff syndrome (thiamine deficiency) can also lead to mania.[87]

A review of current and recent medications and drug use is considered to rule out these causes; common medications that can cause manic symptoms include antidepressants, prednisone, Parkinson's disease medications, thyroid hormone, stimulants (including cocaine and methamphetamine), and certain antibiotics.[97]

Bipolar spectrum
Kraepelin looking to the side
Since Emil Kraepelin's distinction between bipolar disorder and schizophrenia in the 19th century, researchers have defined a spectrum of different types of bipolar disorder
Bipolar spectrum disorders includes: bipolar I disorder, bipolar II disorder, cyclothymic disorder and cases where subthreshold symptoms are found to cause clinically significant impairment or distress.[5][87] These disorders involve major depressive episodes that alternate with manic or hypomanic episodes, or with mixed episodes that feature symptoms of both mood states.[5] The concept of the bipolar spectrum is similar to that of Emil Kraepelin's original concept of manic depressive illness.[98]

Unipolar hypomania without accompanying depression has been noted in the medical literature.[99] There is speculation as to whether this condition may occur with greater frequency in the general, untreated population; successful social function of these potentially high-achieving individuals may lead to being labeled as normal, rather than as individuals with substantial dysregulation.

Criteria and subtypes

Simplified graphical comparison of bipolar I, bipolar II and cyclothymia[100][101]:267
The DSM and the ICD characterize bipolar disorder as a spectrum of disorders occurring on a continuum. The DSM-5 lists three specific subtypes:[5]

Bipolar I disorder: At least one manic episode is necessary to make the diagnosis;[102] depressive episodes are common in the vast majority of cases with bipolar disorder I, but are unnecessary for the diagnosis.[18] Specifiers such as "mild, moderate, moderate-severe, severe" and "with psychotic features" should be added as applicable to indicate the presentation and course of the disorder.[5]
Bipolar II disorder: No manic episodes and one or more hypomanic episodes and one or more major depressive episode.[102] Hypomanic episodes do not go to the full extremes of mania (i.e., do not usually cause severe social or occupational impairment, and are without psychosis), and this can make bipolar II more difficult to diagnose, since the hypomanic episodes may simply appear as periods of successful high productivity and are reported less frequently than a distressing, crippling depression.
Cyclothymia: A history of hypomanic episodes with periods of depression that do not meet criteria for major depressive episodes.[103]
When relevant, specifiers for peripartum onset and with rapid cycling should be used with any subtype. Individuals who have subthreshold symptoms that cause clinically significant distress or impairment, but do not meet full criteria for one of the three subtypes may be diagnosed with other specified or unspecified bipolar disorder. Other specified bipolar disorder is used when a clinician chooses to provide an explanation for why the full criteria were not met (e.g., hypomania without a prior major depressive episode).[5]

Rapid cycling
Most people who meet criteria for bipolar disorder experience a number of episodes, on average 0.4 to 0.7 per year, lasting three to six months.[104] Rapid cycling, however, is a course specifier that may be applied to any of the above subtypes. It is defined as having four or more mood disturbance episodes within a one-year span and is found in a significant proportion of individuals with bipolar disorder.[31] These episodes are separated from each other by a remission (partial or full) for at least two months or a switch in mood polarity (i.e., from a depressive episode to a manic episode or vice versa).[18] The definition of rapid cycling most frequently cited in the literature (including the DSM) is that of Dunner and Fieve: at least four major depressive, manic, hypomanic or mixed episodes are required to have occurred during a 12-month period.[105] Ultra-rapid (days) and ultra-ultra rapid or ultradian (within a day) cycling have also been described.[106] The literature examining the pharmacological treatment of rapid cycling is sparse and there is no clear consensus with respect to its optimal pharmacological management.[107]

Prevention
Attempts at prevention of bipolar disorder have focused on stress (such as childhood adversity or highly conflictual families) which, although not a diagnostically specific causal agent for bipolar, does place genetically and biologically vulnerable individuals at risk for a more severe course of illness.[108] There has been debate regarding the causal relationship between usage of cannabis and bipolar disorder.[109]

Management
Main article: Treatment of bipolar disorder
There are a number of pharmacological and psychotherapeutic techniques used to treat bipolar disorder. Individuals may use self-help and pursue recovery.

Hospitalization may be required especially with the manic episodes present in bipolar I. This can be voluntary or (local legislation permitting) involuntary (called civil or involuntary commitment). Long-term inpatient stays are now less common due to deinstitutionalization, although these can still occur.[110] Following (or in lieu of) a hospital admission, support services available can include drop-in centers, visits from members of a community mental health team or an Assertive Community Treatment team, supported employment and patient-led support groups, intensive outpatient programs. These are sometimes referred to as partial-inpatient programs.[111]

Psychosocial
Psychotherapy is aimed at alleviating core symptoms, recognizing episode triggers, reducing negative expressed emotion in relationships, recognizing prodromal symptoms before full-blown recurrence, and, practicing the factors that lead to maintenance of remission.[112][113][114] Cognitive behavioral therapy, family-focused therapy, and psychoeducation have the most evidence for efficacy in regard to relapse prevention, while interpersonal and social rhythm therapy and cognitive-behavioral therapy appear the most effective in regard to residual depressive symptoms. Most studies have been based only on bipolar I, however, and treatment during the acute phase can be a particular challenge.[115] Some clinicians emphasize the need to talk with individuals experiencing mania, to develop a therapeutic alliance in support of recovery.[116]

Medication

Lithium is often used to treat bipolar disorder and has the best evidence for reducing suicide.
A number of medications are used to treat bipolar disorder.[60] The medication with the best evidence is lithium, which is an effective treatment for acute manic episodes, preventing relapses, and bipolar depression.[117] Lithium reduces the risk of suicide, self-harm, and death in people with bipolar disorder.[118] It is unclear if ketamine (a common general dissociative anesthetic used in surgery) is useful in bipolar as of 2015.[119]

Mood stabilizers
Lithium and the anticonvulsants carbamazepine, lamotrigine, and valproic acid are used as mood stabilizers to treat bipolar disorder. These mood stabilizers are used for long-term mood stabilization but have not demonstrated the ability to quickly treat acute bipolar depression.[120] Lithium is preferred for long-term mood stabilization.[60] Carbamazepine effectively treats manic episodes, with some evidence it has greater benefit in rapid-cycling bipolar disorder, or those with more psychotic symptoms or a more schizoaffective clinical picture. It is less effective in preventing relapse than lithium or valproate.[121][122] Valproate has become a commonly prescribed treatment and effectively treats manic episodes.[123] Lamotrigine has some efficacy in treating bipolar depression, and this benefit is greatest in more severe depression.[124] It has also been shown to have some benefit in preventing bipolar disorder relapses, though there are concerns about the studies done, and is of no benefit in rapid cycling subtype of bipolar disorder.[125] The effectiveness of topiramate is unknown.[126]

Antipsychotics
Antipsychotic medications are effective for short-term treatment of bipolar manic episodes and appear to be superior to lithium and anticonvulsants for this purpose.[60] Atypical antipsychotics are also indicated for bipolar depression refractory to treatment with mood stabilizers.[120] Olanzapine is effective in preventing relapses, although the supporting evidence is weaker than the evidence for lithium.[127]

Antidepressants
Antidepressants are not recommended for use alone in the treatment of bipolar disorder and have not been found to be of any benefit over that found with mood stabilizers.[13][128] Atypical antipsychotic medications (e.g., aripiprazole) are preferred over antidepressants to augment the effects of mood stabilizers due to the lack of efficacy of antidepressants in bipolar disorder.[120]

Other
Short courses of benzodiazepines may be used in addition to other medications until mood stabilizing become effective.[129] Electroconvulsive therapy (ECT) is an effective form of treatment for acute mood disturbances in those with bipolar disorder, especially when psychotic or catatonic features are displayed.[13] ECT is also recommended for use in pregnant women with bipolar disorder.[13]

Contrary to widely held views, stimulants are relatively safe in bipolar disorder, and considerable evidence suggests they may even produce an antimanic effect. In cases of comorbid ADHD and bipolar, stimulants may help improve both conditions.[130]

Alternative medicine
Several studies have suggested that omega-3 fatty acids may have beneficial effects on depressive symptoms, but not manic symptoms. However, only a few small studies of variable quality have been published and there is not enough evidence to draw any firm conclusions.[131][132]

Prognosis
A lifelong condition with periods of partial or full recovery in between recurrent episodes of relapse,[31][131] bipolar disorder is considered to be a major health problem worldwide because of the increased rates of disability and premature mortality.[131] It is also associated with co-occurring psychiatric and medical problems, and high rates of initial under- or misdiagnosis, causing a delay in appropriate treatment interventions and contributing to poorer prognoses.[33] After a diagnosis is made, it remains difficult to achieve complete remission of all symptoms with the currently available psychiatric medications and symptoms often become progressively more severe over time.[91][133]

Compliance with medications is one of the most significant factors that can decrease the rate and severity of relapse and have a positive impact on overall prognosis.[134] However, the types of medications used in treating BD commonly cause side effects[135] and more than 75% of individuals with BD inconsistently take their medications for various reasons.[134]

Of the various types of the disorder, rapid cycling (four or more episodes in one year) is associated with the worst prognosis due to higher rates of self-harm and suicide.[31] Individuals diagnosed with bipolar who have a family history of bipolar disorder are at a greater risk for more frequent manic/hypomanic episodes.[136] Early onset and psychotic features are also associated with worse outcomes,[137][138] as well as subtypes that are nonresponsive to lithium.[133]

Early recognition and intervention also improve prognosis as the symptoms in earlier stages are less severe and more responsive to treatment.[133] Onset after adolescence is connected to better prognoses for both genders, and being male is a protective factor against higher levels of depression. For women, better social functioning prior to developing bipolar disorder and being a parent are protective towards suicide attempts.[136]

Functioning
People with bipolar disorder often experience a decline in cognitive functioning during (or possibly before) their first episode, after which a certain degree of cognitive dysfunction typically becomes permanent, with more severe impairment during acute phases and moderate impairment during periods of remission. As a result, two-thirds of people with BD continue to experience impaired psychosocial functioning in between episodes even when their mood symptoms are in full remission. A similar pattern is seen in both BD-I and BD-II, but people with BD-II experience a lesser degree of impairment.[135] Cognitive deficits typically increase over the course of the illness. Higher degrees of impairment correlate with the number of previous manic episodes and hospitalizations, and with the presence of psychotic symptoms.[139] Early intervention can slow the progression of cognitive impairment, while treatment at later stages can help reduce distress and negative consequences related to cognitive dysfunction.[133]

Despite the overly ambitious goals that are frequently part of manic episodes, symptoms of mania undermine the ability to achieve these goals and often interfere with an individual's social and occupational functioning. One third of people with BD remain unemployed for one year following a hospitalization for mania.[140] Depressive symptoms during and between episodes, which occur much more frequently for most people than hypomanic or manic symptoms over the course of illness, are associated with lower functional recovery in between episodes, including unemployment or underemployment for both BD-I and BD-II.[5][141] However, the course of illness (duration, age of onset, number of hospitalizations, and presence or not of rapid cycling) and cognitive performance are the best predictors of employment outcomes in individuals with bipolar disorder, followed by symptoms of depression and years of education.[141]

Recovery and recurrence
A naturalistic study from first admission for mania or mixed episode (representing the hospitalized and therefore most severe cases) found that 50 percent achieved syndromal recovery (no longer meeting criteria for the diagnosis) within six weeks and 98 percent within two years. Within two years, 72 percent achieved symptomatic recovery (no symptoms at all) and 43 percent achieved functional recovery (regaining of prior occupational and residential status). However, 40 percent went on to experience a new episode of mania or depression within 2 years of syndromal recovery, and 19 percent switched phases without recovery.[142]

Symptoms preceding a relapse (prodromal), specially those related to mania, can be reliably identified by people with bipolar disorder.[143] There have been intents to teach patients coping strategies when noticing such symptoms with encouraging results.[144]

Suicide
Bipolar disorder can cause suicidal ideation that leads to suicidal attempts. Individuals whose bipolar disorder begins with a depressive or mixed affective episode seem to have a poorer prognosis and an increased risk of suicide.[93] One out of two people with bipolar disorder attempt suicide at least once during their lifetime and many attempts are successfully completed.[40] The annual average suicide rate is 0.4 percent, which is 10–20 times that of the general population.[145] The standardized mortality ratio from suicide in bipolar disorder is between 18 and 25.[146] The lifetime risk of suicide has been estimated to be as high as 20 percent in those with bipolar disorder.[18]

Epidemiology

Burden of bipolar disorder around the world: disability-adjusted life years per 100,000 inhabitants in 2004.
  <180
  180–185
  185–190
  190–195
  195–200
  200–205
  205–210
  210–215
  215–220
  220–225
  225–230
  >230
Bipolar disorder is the sixth leading cause of disability worldwide and has a lifetime prevalence of about 1 to 3 percent in the general population.[6][147][148] However, a reanalysis of data from the National Epidemiological Catchment Area survey in the United States suggested that 0.8 percent of the population experience a manic episode at least once (the diagnostic threshold for bipolar I) and a further 0.5 percent have a hypomanic episode (the diagnostic threshold for bipolar II or cyclothymia). Including sub-threshold diagnostic criteria, such as one or two symptoms over a short time-period, an additional 5.1 percent of the population, adding up to a total of 6.4 percent, were classified as having a bipolar spectrum disorder.[149] A more recent analysis of data from a second US National Comorbidity Survey found that 1 percent met lifetime prevalence criteria for bipolar I, 1.1 percent for bipolar II, and 2.4 percent for subthreshold symptoms.[150]

There are conceptual and methodological limitations and variations in the findings. Prevalence studies of bipolar disorder are typically carried out by lay interviewers who follow fully structured/fixed interview schemes; responses to single items from such interviews may suffer limited validity. In addition, diagnoses (and therefore estimates of prevalence) vary depending on whether a categorical or spectrum approach is used. This consideration has led to concerns about the potential for both underdiagnosis and overdiagnosis.[151]

The incidence of bipolar disorder is similar in men and women[152] as well as across different cultures and ethnic groups.[153] A 2000 study by the World Health Organization found that prevalence and incidence of bipolar disorder are very similar across the world. Age-standardized prevalence per 100,000 ranged from 421.0 in South Asia to 481.7 in Africa and Europe for men and from 450.3 in Africa and Europe to 491.6 in Oceania for women. However, severity may differ widely across the globe. Disability-adjusted life year rates, for example, appear to be higher in developing countries, where medical coverage may be poorer and medication less available.[154] Within the United States, Asian Americans have significantly lower rates than their African and European American counterparts.[155]

Late adolescence and early adulthood are peak years for the onset of bipolar disorder.[156][157] One study also found that in 10 percent of bipolar cases, the onset of mania had happened after the patient had turned 50.[158]

History
Main article: History of bipolar disorder

German psychiatrist Emil Kraepelin first distinguished between manic–depressive illness and "dementia praecox" (now known as schizophrenia) in the late 19th century
Variations in moods and energy levels have been observed as part of the human experience throughout history. The words "melancholia", an old word for depression, and "mania" originated in Ancient Greece. The word melancholia is derived from melas (μέλας), meaning "black", and chole (χολή), meaning "bile" or "gall",[159] indicative of the term's origins in pre-Hippocratic humoral theory. Within the humoral theories, mania was viewed as arising from an excess of yellow bile, or a mixture of black and yellow bile. The linguistic origins of mania, however, are not so clear-cut. Several etymologies were proposed by the Ancient Roman physician Caelius Aurelianus, including the Greek word ania, meaning "to produce great mental anguish", and manos, meaning "relaxed" or "loose", which would contextually approximate to an excessive relaxing of the mind or soul.[160] There are at least five other candidates, and part of the confusion surrounding the exact etymology of the word mania is its varied usage in the pre-Hippocratic poetry and mythology.[160]

In the early 1800s, French psychiatrist Jean-Étienne Dominique Esquirol's lypemania, one of his affective monomanias, was the first elaboration on what was to become modern depression.[161] The basis of the current conceptualisation of bipolar illness can be traced back to the 1850s; In 1850, Jean-Pierre Falret presented a description to the Academy the Paris Psychiatric Society in the course of which he mentioned "circular insanity" (la folie circulaire, French pronunciation: ​[la fɔli siʁ.ky.lɛʁ]); the lecture was summarized in 1851 in the "Gazette des hôpitaux" ("Hospital Gazette").[2] Three years later, in 1854, Jules-Gabriel-François Baillarger (1809–1890) described to the French Imperial Académie Nationale de Médecine a biphasic mental illness causing recurrent oscillations between mania and melancholia, which he termed folie à double forme (French pronunciation: ​[fɔli a dubl fɔʀm], "madness in double form").[2][162] Baillarger's original paper, "De la folie à double forme," appeared in the medical journal Annales médico-psychologiques (Medico-psychological annals) in 1854.[2]

These concepts were developed by the German psychiatrist Emil Kraepelin (1856–1926), who, using Kahlbaum's concept of cyclothymia,[163] categorized and studied the natural course of untreated bipolar patients. He coined the term manic depressive psychosis, after noting that periods of acute illness, manic or depressive, were generally punctuated by relatively symptom-free intervals where the patient was able to function normally.[164]

The term "manic–depressive reaction" appeared in the first version of the DSM in 1952, influenced by the legacy of Adolf Meyer.[165] Subtyping into "unipolar" depressive disorders and bipolar disorders has its origin in Karl Kleist's concept – since 1911 – of unipolar and bipolar affective disorders, which was used by Karl Leonhard in 1957 to differentiate between unipolar and bipolar disorder in depression.[160] These subtypes have been regarded as separate conditions since publication of the DSM-III. The subtypes bipolar II and rapid cycling have been included since the DSM-IV, based on work from the 1970s by David Dunner, Elliot Gershon, Frederick Goodwin, Ronald Fieve, and Joseph Fleiss.[166][167][168]

Society and culture
See also: List of people with bipolar disorder, Category:Books about bipolar disorder, and Category:Films about bipolar disorder

Singer Rosemary Clooney's public revelation of bipolar disorder made her an early celebrity spokeswoman for mental illness.[169]
There are widespread problems with social stigma, stereotypes, and prejudice against individuals with a diagnosis of bipolar disorder.[170]

Kay Redfield Jamison, a clinical psychologist and professor of psychiatry at the Johns Hopkins University School of Medicine, profiled her own bipolar disorder in her memoir An Unquiet Mind (1995).[171] In his autobiography Manicdotes: There's Madness in His Method (2008), Chris Joseph describes his struggle between the creative dynamism which allowed the creation of his multimillion-pound advertising agency Hook Advertising, and the money-squandering dark despair of his bipolar illness.[172]

Several dramatic works have portrayed characters with traits suggestive of the diagnosis that has been the subject of discussion by psychiatrists and film experts alike. A notable example is Mr. Jones (1993), in which Mr. Jones (Richard Gere) swings from a manic episode into a depressive phase and back again, spending time in a psychiatric hospital and displaying many of the features of the syndrome.[173] In The Mosquito Coast (1986), Allie Fox (Harrison Ford) displays some features including recklessness, grandiosity, increased goal-directed activity and mood lability, as well as some paranoia.[174] Psychiatrists have suggested that Willy Loman, the main character in Arthur Miller's classic play Death of a Salesman, suffers from bipolar disorder,[175] though that specific term for the condition did not exist when the play was written.

TV specials, for example the BBC's Stephen Fry: The Secret Life of the Manic Depressive,[176] MTV's True Life: I'm Bipolar, talk shows, and public radio shows, and the greater willingness of public figures to discuss their own bipolar disorder, have focused on psychiatric conditions, thereby, raising public awareness.

On April 7, 2009, the nighttime drama 90210 on the CW network, aired a special episode where the character Silver was diagnosed with bipolar disorder.[177] Stacey Slater, a character from the BBC soap EastEnders, has been diagnosed with the disorder. The storyline was developed as part of the BBC's Headroom campaign.[178] The Channel 4 soap Brookside had earlier featured a story about bipolar disorder when the character Jimmy Corkhill was diagnosed with the condition.[179] 2011 Showtime's political thriller drama Homeland protagonist Carrie Mathison is bipolar, which she has kept secret since her school days.[180] In April 2014, ABC premiered a medical drama, Black Box, in which the main character, a world-renowned neuroscientist, is bipolar.[181]

In an effort to ease the social stigma associated with bipolar disorder, the orchestra conductor Ronald Braunstein cofounded the ME/2 Orchestra with his wife Caroline Whiddon in 2011. Braunstein was diagnosed with bipolar disorder in 1985 and his concerts with the ME/2 Orchestra were conceived in order to create a welcoming performance environment for his musical colleagues, while also raising public awareness about mental illness.[182][183]

Creativity
Main article: Creativity and mental illness § Bipolar disorder
A link between mental illness and professional success or creativity has been suggested, including in accounts by Socrates, Seneca the Younger, and Cesare Lombroso. Despite prominence in popular culture, the link between creativity and bipolar has not been rigorously studied. This area of study also is likely affected by confirmation bias. Some evidence suggests that some heritable component of bipolar disorder overlaps with heritable components of creativity. Probands of people with bipolar disorder are more likely to be professionally successful, as well as to demonstrate temperamental traits similar to bipolar disorder. Furthermore, while studies of the frequency of bipolar disorder in creative population samples have been conflicting, studies that have a positive finding report that full blown bipolar disorder is rare.[184]

Specific populations
Children
Main article: Bipolar disorder in children

Lithium is the only medication approved by the FDA for treating mania in children
In the 1920s, Emil Kraepelin noted that manic episodes are rare before puberty.[185] In general, bipolar disorder in children was not recognized in the first half of the twentieth century. This issue diminished with an increased following of the DSM criteria in the last part of the twentieth century.[185][186] The DSM5 does not specifically have bipolar disorder in children and instead refers to it as disruptive mood dysregulation disorder.[187]

While in adults the course of bipolar disorder is characterized by discrete episodes of depression and mania with no clear symptomatology between them, in children and adolescents very fast mood changes or even chronic symptoms are the norm.[188] Pediatric bipolar disorder is commonly characterized by outbursts of anger, irritability and psychosis, rather than euphoric mania, which is more likely to be seen in adults.[185][188] Early onset bipolar disorder is more likely to manifest as depression rather than mania or hypomania.[189]

The diagnosis of childhood bipolar disorder is controversial,[188] although it is not under discussion that the typical symptoms of bipolar disorder have negative consequences for minors suffering them.[185] The debate is mainly centered on whether what is called bipolar disorder in children refers to the same disorder as when diagnosing adults,[185] and the related question of whether the criteria for diagnosis for adults are useful and accurate when applied to children.[188] Regarding diagnosis of children, some experts recommend following the DSM criteria.[188] Others believe that these criteria do not correctly separate children with bipolar disorder from other problems such as ADHD, and emphasize fast mood cycles.[188] Still others argue that what accurately differentiates children with bipolar disorder is irritability.[188] The practice parameters of the AACAP encourage the first strategy.[185][188] American children and adolescents diagnosed with bipolar disorder in community hospitals increased 4-fold reaching rates of up to 40 percent in 10 years around the beginning of the 21st century, while in outpatient clinics it doubled reaching 6 percent.[188] Studies using DSM criteria show that up to 1 percent of youth may have bipolar disorder.[185]

Treatment involves medication and psychotherapy.[188] Drug prescription usually consists in mood stabilizers and atypical antipsychotics.[188] Among the former, lithium is the only compound approved by the FDA for children.[185] Psychological treatment combines normally education on the disease, group therapy and cognitive behavioral therapy.[188] Chronic medication is often needed.[188]

Current research directions for bipolar disorder in children include optimizing treatments, increasing the knowledge of the genetic and neurobiological basis of the pediatric disorder and improving diagnostic criteria.[188] Some treatment research suggests that psychosocial interventions that involve the family, psychoeducation, and skills building (through therapies such as CBT, DBT, and IPSRT) can benefit in a pharmocotherapy.[190] Unfortunately, the literature and research on the effects of psychosocial therapy on BPSD is scarce, making it difficult to determine the efficacy of various therapies.[190] The DSM-5 has proposed a new diagnosis which is considered to cover some presentations currently thought of as childhood-onset bipolar.[191]

Elderly
There is a relative lack of knowledge about bipolar disorder in late life. There is evidence that it becomes less prevalent with age but nevertheless accounts for a similar percentage of psychiatric admissions; that older bipolar patients had first experienced symptoms at a later age; that later onset of mania is associated with more neurologic impairment; that substance abuse is considerably less common in older groups; and that there is probably a greater degree of variation in presentation and course, for instance individuals may develop new-onset mania associated with vascular changes, or become manic only after recurrent depressive episodes, or may have been diagnosed with bipolar disorder at an early age and still meet criteria. There is also some weak and not conclusive evidence that mania is less intense and there is a higher prevalence of mixed episodes, although there may be a reduced response to treatment. Overall, there are likely more similarities than differences from younger adults.[192][193] In the elderly, recognition and treatment of bipolar disorder may be complicated by the presence of dementia or the side effects of medications being taken for other conditions

زياد علي

زياد علي محمد