الأحد، 17 نوفمبر 2019

الارجنتين

الأرجنتين، وتعرف رسميا باسم جمهورية الأرجنتين (بالإسبانية: República Argentina)، هي دولة في أمريكا الجنوبية، تحدها تشيلي من الغرب والجنوب، بوليفيا وباراغواي في الشمال، والبرازيل وأوروغواي من الشمال شرقي. تدعي الأرجنتين سيادتها على القارة القطبية الجنوبية، وجزر فوكلاند (الإسبانية: مالفيناس) وجورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية. الأرجنتين عبارة عن اتحاد يضم 23 مقاطعة، ومدينة بوينس آيرس هي العاصمة وأكبر مدينة بالبلاد. الأرجنتين هي ثامن أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، والأكبر بين الدول الناطقة باللغة الإسبانية. الأرجنتين هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وعضو في كل من: ميركوسور، اتحاد دول أمريكا الجنوبية، منظمة الدول الأيبيرية الأمريكية، مجموعة البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، وهي واحدة من مجموعة ال 15 ومجموعة ال 20 لأكبر الاقتصادات. الأرجنتين قوة معترف بها أقليمياً وقوة وسطي، وتعدّ ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، مع تصنيف عالٍ جداً في مؤشر التنمية البشرية. تحتل الأرجنتين المركز الخامس في إجمالي الناتج المحلي الاسمي للفرد الواحد علي مستوي دول أمريكا اللاتينية والأعلى في القدرة الشرائية. يشير المحللون إلى أن البلاد لديها أساس قوي للنمو المستقبلي نظرا لحجم سوقها، مستويات الاستثمار الأجنبي المباشر، نسبتها من صادرات التكنولوجيا الفائقة وحصتها من الناتج الكلي للسلع المصنعة، وهي مصنفة من قبل المستثمرين على أنها من الاقتصادات الناشئة الوسطي.
الاسم
كلمة الأرجنتين مشتقة من اللفظة اللاتينية ارجنتيوم والتي تعني الفضة، مع العلم أن الأرجنتين لا تحوي أي مصادر للفضة ولكن سميت هكذا لأن الغزاة الأسبان أتوا إلى تلك الأراضي بعد انتشار الشائعات بأنها تحوي جبالاً من الفضة. أول استخدام للفظة الأرجنتين يمكن تتبعه إلى العام 1602 م في قصيدة للشاعر مارتن ديل باركو سنتينيرا، ولكن الاسم لم يصبح متداولاً الا في القرن الثامن عشر. أول استخدام رسمي للاسم كان في دستور عام 1826 م والذي استخدمت فيه كل من جمهورية الأرجنتين وأمة الأرجنتين، تم إلغاء الدستور وتحول الاسم إلى اتحاد الأرجنتين وهي الكلمة التي استخدمت في دستور عام 1853 م. لاحقاً أيضا تم تعديل الاسم إلى أمة الأرجنتين في عام 1859 م وأخيرا عدل ليصبح جمهورية الأرجنتين مرة أخرى في عام 1860 م بعد اتخاذ الدولة تنظيمها الحالي.
تعود أقدم أدلة الوجود البشري في الأرجنتين إلى سنة 11,000 ق.م والتي تم اكتشافها في باتاقونيا. هذه الاكتشافات تعود إلى شعوب الدياقويتا، الهواربي والسانافيرون وهي من جماعات السكان الأصليين. في العام 1480 م قامت إمبراطورية الإنكا تحت قيادة حاكمها باشاكيوتك باجتياح والاستيلاء علي المنطقة التي تمثل حالياً الجزء الشمالي الغربي من الأرجنتين، ودحرت القبائل المحلية والتي تجمعت في منطقة سميت كوللاسويو. أما بقية القبائل مثل السانافيرون، لولي-تونوكوتي وكوميشنقون فقد قاومت الإنكا وظلت مستقلة عن حكمها. كان أول المستكشفين الأوروبيين وصولاً إلى الأرجنتين هو خوان دياز دي سوليس في عام 1516 والتي كانت تعرف في حينها باسم ريو دي لابلاتا. وقامت إسبانيا بتأسيس إمارة التاج الأسباني في بيرو والتي كانت تضم جميع ممتلكات إسبانيا في أمريكا الجنوبية. تأسست مدينة بوينوس آيريس في العام 1536 ولكن تم تدميرها بواسطة السكان الأصليون، وتم إعادة بناء المدينة مرة أخرى في العام 1580 م. استعمار الأرجنتين الحديثة أتى من ثلاث جهات مختلفة: من البراغواي بتأسيس ولاية ريو دي لابلاتا، من بيرو ومن تشيلي. أصبحت بوينوس إيرس عاصمة إمارة ريو دي لابلاتا في العام 1776 م مع مقاطعات من إمارة بيرو. قاومت بوينوس إيرس ومونتيفيديو اثنين من الاجتياحات البريطانية المشؤومة في عامي 1806 و 1807، وفي المرتين كان يقود المقاومة الفرنسي سنتياقو دي لينيريس والذي سيصبح حاكماً من خلال الدعم الشعبي له. مع ظهور أفكار عصر التنوير ونماذج الثورات الأطلسية بدأت تتولد الانتقادات للحكم الملكي المطلق، والإطاحة بملك إسبانيا فيرناندو السابع في حرب شبه الجزيرة الأيبيرية أنشأت اهتماماً عظيماً لدي الأمريكيين، وبدلأت العديد من المدن بخلع السلطات الملكية الحاكمة وتعيين حكام جدد يعملون وفقاً للأفكار السياسية الجديدة. وهكذا بدأت حروب الاستقلال الأمريكية الإسبانية في أنحاء القارة، أما بوينوس ‘يرس فقد أطاحت بحاكمها الملكي بالتاسار هيدالقو دي سيسنيروس في العام 1810 فيما عرف بثورة مايو.
أشعلت ثورة مايو حرب الاستقلال الأرجنتيني بين الوطنيين والملكيين. أرسل المجلس العسكري الإسباني -الحكومة الجديدة في بوينس آيريس-أرسل الحملات العسكرية لقرطبة، بيرو العليا وباراغواي، ودعم حركات التمرد في باندا الشرقية. ولكن هزمت هذه الحملات العسكرية فقامت بوينس آيريس بتوقيع هدنة مع مونتيفيديو. بقيت الباراغواي علي سياسة عدم التدخل خلال الفترة المتبقية من الصراع، أما البيرو فقد دحرت المزيد من الحملات العسكرية، وتم إعادة الاستيلاء على باندا الشرقية من قبل وليام براون خلال تجدد القتال. كذلك المنظمة الوطنية- سواء في ظل حكومة مركزية تقع في بوينس آيرس أو كاتحاد- بدأت الحروب الأهلية الأرجنتينية، مع اندلاع الصراعات بين بوينس آيريس، وخوسيه أرتيغاس جرفاسيو. وصدر إعلان الاستقلال في الأرجنتين من قبل الكونغرس من توكومان في عام 1816. أبقي مارتن ميغيل دي جويميس علي الملكيين محاصرين في الشمال، بينما عبر خوسيه دي سان مارتين جبال الانديز لتأمين استقلال تشيلي. مع البحرية الشيلية تحت تصرفه قام بنقل المعركة إلى معقل الملكيين الحصين في ليما. كانت حملات سان مارتين العسكرية تستكمل تلك الت بدأها سيمون بوليفار في كولومبيا الكبرى، وأدت إلى انتصار الوطنيين في حروب الاستقلال الأمريكية الإسبانية. كانت نهاية السلطة الوطنية المركزية في معركة سيبيدا عام 1820 والتي دارت بين المركزيين والفدراليين. وصدر دستور جديد للمركزية في عام 1826، خلال الحرب مع البرازيل، وعين برناردينو ريفادافيا أول رئيس للأرجنتين، ولكن تم رفضه من قبل المحافظات، مما اضطر ريفادافيا إلى الاستقالة. أطيح بالحاكم الجديد مانويل دوريغو وأعدم علي يد خوان لافال، مما أدى إلى تفاقم الحرب الأهلية. نظم خوان مانويل دي روساس المقاومة ضد لافال، واستعاد السلطات المخلوعة. بعدها اعتبرت المحافظات نفسها كونفدرالية فضفاضة من المحافظات التي تفتقر إلى قيادة موحدة للدولة. ولتلافي ذلك الوضع قامو بتفويض حاكم مقاطعة بوينس أيريس في بعض السلطات الهامة مثل تسديد الديون وإدارة العلاقات الدولية.
حكم خوان مانويل دي روساس في الفترة بين 1829-1832، و 1835-1852. خلال فترة ولايته الأولى دعي إلى الاتفاقية الفيدرالية وهزم رابطة الاتحاديين. بعد 1835، حصل على "كامل السلطة العامة". واجه العديد من الصعوبات منها الحصار الفرنسي بين 1838-1840، حرب الاتحاد في الشمال، الحصار الأنجلو فرنسي بين 1845-1850، وتمرد مقاطعة كورينتس. ولكن بقي روساس صامدا خلال هذه السلسلة من الصراعات ومنع فقدان المزيد من الأراضي الوطنية. رفضه سن دستور وطني، وفقا لاتفاق الاتحادية، أدي بمحافظ انتري ريوس: خوستو خوسيه دي اورغيزا للانقلاب ضد روساس والمصادقة على دستور الأرجنتين لعام 1853. رفضا ذلك، انفصلت بوينس آيريس من الاتحاد وأصبحت دولة بوينس آيريس. واستمرت الحرب بين البلدين ما يقرب من عقد من الزمن، وانتهت بفوز بوينس آيريس في معركة بافون. أعادت بوينس ايريس الانضمام للاتحاد، وانتخب بارتولومي ميتر أول رئيس للبلد الموحد في عام 1862. وبدأ الحملات العسكرية ضد كل من بقايا الفيدراليين في الأرجنتين والبيض من أوروغواي، وباراغواي. حرب التحالف الثلاثي -تحالف الأرجنتين مع أوروغواي والبرازيل- خلفت أكثر من 300,000 قتيل ودمرت باراغواي. أصبح بارتولوم ميتر قير قادر علي التأثير علي انتخاب الرؤساء اللاحقين دومينجو فاوستينو سارمينتو ونيكولاس افيانيدا الذين خلفوه وبالرغم من انهما كانا اتحاديين لكنهما لم يكونا من بوينس ايريس ومختلفين معه. لذا حاول ميتري مرتين فصل بوينس آيرس من البلاد لكنه فشل في ذلك. قام افيانيدا بجعل بوينس آيريس فيدرالية، بعد إخماده محاولات الانفصال الفاشلة. منذ عهد الاستعمار، كانت أراضي واسعة تحت سيطرة السكان الأصليين. كل الحكومات التي تعاقبت منذ ذلك الحين حاولت توطيد بقاءها بعدة وسائل، منها قتلهم أو دفعهم إلى حدود أبعد من أي وقت مضى. وكان الصراع الأخير في غزو الصحراء، والذي شنه خوليو أرجنتينو روكا. مع هذه العملية العسكرية استحوذت الأرجنتين علي باتاغونيا.

صعود البيرونية
أسست دعائم الأرجنتين الحديثة بواسطة "جيل الثمانينيات" وهي حركة سياسية معارضة لنظام ميتري، وسعت لجعل الأرجنتين بلداً صناعيا. ومن ناحية أخرى أدت موجة الهجرة الأوروبية إلى تعزيز تماسك الدولة، كما أدت تنمية الزراعة الحديثة إلى إعادة صياغة المجتمع والاقتصاد الأرجنتيني، وبرزت الأرجنتين كواحدة من أغني عشر دول في العالم، مستفيدةً من اقتصاد تقوده الصادرات الزراعية فضلا عن الاستثمار البريطانية والفرنسية. مدفوعاً بالهجرة وانخفاض معدل الوفيات، نما تعداد سكان الأرجنتين بمقدار خمسة أضعاف، كما نما الاقتصاد بمقدار 15 ضعفاً، ولكن مع ذلك لم يتمكن الحزب الاستقلالي الوطني من تحقيق أهدافه الأساسية في جعل الأرجنتين دولة صناعية، وبقيت البلاد كمجتمع ما قبل الثورة الصناعية. واجه الرئيس خواريز سيلمان أزمة اقتصادية ولدت سخطاً شعبياً وأدت إلى قيام ثورة المتنزه في عام 1890، بقيادة الاتحاد المدني. مع استقالة الرئيس ميتري أصبح الاتحاد المدني يعرف بالاتحاد المدني الراديكالي، وعلى الرغم من فشل الانقلاب إلا أن الرئيس سيلمان تقدم بإستقالتة، والتي كانت بداية الـتراجع والانحسار للحزب الوطني الاستقلالي. سيطرت النخب المحافظة على السياسة في الأرجنتين حتى عام 1912 عندما قام الرئيس روكي ساينز بينيا بسن قانون الاقتراع للذكور والاقتراع السري، مما سمح للاتحاد المدني الراديكالي بالفوز في الانتخابات الحرة في البلاد لأول مرة في عام 1916. سن الرئيس هيبوليتو يريغوين الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ومساعدة أسر المزارعين والشركات الصغيرة. بقيت الأرجنتين محايدة خلال الحرب العالمية الأولى. واجهت الإدارة الثانية للرئيس يريغوين أزمة اقتصادية ضخمة علي إثر أزمة الركود العظيم العالمية، مما دفع الجيش للقيام بانقلاب عسكري وأطاح به من السلطة، وكانت تلك بداية العقد سيئ السمعة. تولي خوسيه فيليكس اوريبورو الحكم العسكري لمدة عامين، وأنتخب بعده بيدرو أغوستين خوستو رئيساً في انتخابات مزورة، ووقع على معاهدة روكا-رونسيمان. التزم كل من روبرتو ماريا أورتيز وكاستيلو رامون الحياد خلال الحرب العالمية الثانية. كانت بريطانيا تؤيد الحياد الأرجنتيني، ولكن بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر طلبت الولايات المتحدة من جميع دول أمريكا الجنوبية الانضمام إلى دول الحلفاء[؟]. أطيح أخيرا بكاستيلو بثورة 43 التي قادها انقلاب عسكري جديد، واتي ارادت وضع حد لتزوير الانتخابات الذي ساد العقد الماضي. أعلنت الأرجنتين الحرب على دول المحور قبل شهر من نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا. إزدادت شعبية وزير الشؤون العسكرية خوان بيرون في أوساط العمال بعد فصله من منصبه وسجنه، ولكن مظاهرة ضخمة أجبرت السلطات تحريره، ترشح بيرون لرئاسة الجمهورية في عام 1946 وفاز فيها بنسبة 53.1%. أنشأ خوان بيرون حركة سياسية عرفت باسم البيرونية. مستفيدا من واردات الصناعات البديلة والدمار الذي عم أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، قام بيرون بتأميم الصناعات الإستراتيجية والخدمات، وقام برفع الأجور وتحسين ظروف العمل، تسديد كامل الديون الخارجية، وتقريبا تحقيق معدل العمالة الكاملة. لكن مع ذلك بدأ الاقتصاد في التراجع عام 1950، شدد بيرون الرقابة والقمع، وقام بإيقاف 110 من المطبوعات، كما سجن وعذب العديد من الشخصيات المعارضة. كانت زوجته إيفا بيرون ذات شعبية كبيرة، ولعبت دورا سياسياً محوريا، وكان معظم نشاطها من خلال مؤسسة إيفا بيرون والحزب الأنثوي البيروني بعدما تم منح المرأة حق التصويت في عام 1947. بالرغم من ذلك منعها تدهور حالتها الصحية من الترشح لمنصب نائب الرئيس في عام 1951، وتوفيت بالسرطان في العام التالي. بدأ الجيش في رسم مخطط ضد بيرون في عام 1955، وقصف بلازا دي مايو في محاولة فاشلة لقتله. وبعد بضعة أشهر، استقال بيرون خلال انقلاب عسكري جديد، غادر بيرون البلاد، واستقر أخيرا في إسبانيا.

الحرب القذرة
قام الرئيس بيدرو يوجينيو أرامبورو بحظر البيرونية ومنع جميع مظاهرها، ولكنها رغم ذلك لم تختف حيث حافظ البيرونيون علي أنفسهم منظمين في عدة روابط غير رسمية. تم إلغاء تعديل الدستور لعام 1949 ولكن انتخابات الجمعية التشريعية لوضع الدستور حصلت علي أغلبية أصوات فارغة بسبب حظر البيرونيون. إزدادت شعبية أرتورو فرونديزي من حزب الاتحاد المدني الراديكالي بسبب معارضته للحكم العسكري، وتم انتخابه في الانتخابات التالية. من جهة أخرى لم يسمح الجيش بتأثير البيرونية علي الحكومة الجديدة، وسمح لفرونديزي بتولي زمام السلطة بشرط ان يكون حليفا للعسكر.

تدخل العسكر كثيرا لصالح المحافظين والمصالح الزراعية، وكانت نتائج هذا التدخل مشوشة ومضطربة. شجعت سياسات فرونديزي الأستثمار وأوصلت البلاد لمرحلة الاكتفاء الذاتي من الطاقة والصناعة، مساعداً في القضاء علي العجز التجاري المزمن الذي لازم الأرجنتين. أكسبت جهود فرونديزي للبقاء علي علاقة جيدة مع كل من البيرونيون والعسكر، بدون الانحياز الكامل لأحد الطرفين دون الاخر، عدم ثقة ورفض كلا الطرفين. قاد رفع فرونديزي الحظر عن البيرونيون إلى إنتصارهم في عدة محافظات، الشيء الذي اغضب العسكر، وأدي إلى قيام انقلاب عسكري جديد جرده من سلطته، ولكن في رد فعل سريع قام خوسيه ماريا غوايدو (رئيس مجلس الشيوخ) بتطبيق القوانين الخاصة بفراغ منصب الرئيس، وأصبح رئيساُ بدلا عن العسكر. ألغيت الانتخابات وتم حظر البيرونية مرة أخرى. أنتخب أرتورو إيليا رئيساً في عام 1963، ولكن برغم الازدهار اطاح به انقلاب عسكري عام 1966 بسبب محاولاته إشراك البيرونيون في الممارسة السياسية. حاولت الحكومة العسكرية الجديدة والتي عرفت باسم الثورة الأرجنتينية حكم الأرجنتين بغموض وعلي نحو غير محدد.

قام المجلس العسكري الجديد بتعيين خوان كارلوس أونغانيا رئيسا للبلاد. قام أونغانيا بإغلاق مجلس الشيوخ وحظر كل الأحزاب السياسية وحل كل اتحادات الطلاب والعديد من اتحادات العمال. نتج عن تلك الإجراءات أستياء شعبي كبير قاد إلى خروج مظاهرات ضخمة في كل من قرطبة وروزاريو. تم استبدال اونغانيا بروبيرتو ليفينجستون، وبعد ذلك بقليل كان هنالك حالة فوضي واضطراب سياسي كبير علي إثر اختطاف وتصفية الرئيس الأسبق أرامبورو. نفذت الجريمة بواسطة المونتونيريون، والذين دخلوا جنبا إلى جنب مع مليشيا الجيش الشعبي الثوري في حرب عصابات ضد الجيش، عرفت بالحرب القذرة. بعدها أيضا تم استبدال ليفنجستون بأليخاندرو اوغستين لانوسي، والذي دخل في مفاوضات لإعادة الديموقراطية ورفع الخظر عن البيرونية. مبدئياً سعي إلى السماح بعودة البيرونية ولكن ليس عودة خوان بيرون نفسه من منفاه في إسبانيا، باتفاقية تشترط إقامة المرشحين الرئاسيين داخل الأرجنتين في يوم 24 أغسطس. وهكذا لم يكن بيرون هو مرشح البيرونيون، إنما هيكتور خوسيه كامبورا، والذي فاز في الانتخابات بنسبة 49.59%.

شهدت عودة البيرونية إلى السلطة خلافات عنيفة بين شقيها الداخليين: جناح اليمين قادة الاتحاد وجناح اليسار شباب مونتونيرو. تسببت عودة بيرون إلى البلاد في اندلاع نزاع مسلح، عرف بمزبحة إيزيزا. مغمورون بالعنف السياسي تقدم كامبورا ونائبة بإستقالاتهم، معلنين عن انتخابات جديدة ترشح فيها بيرون وانتخب رئيساً مع زوجته إيزابيل في منصب نائب الرئيس، ولكن قبل توليه السلطة قاما المونتينيرو بقتل قائد الاتحاد خوسيه إجناسيو روتشي والذي تربطه صلات وطيدة ببيرون. قام بيرون بطردهم من بلازا دي مايو ومن الحزب، وأصبحوا مرة أخرى منظمة سرية. قام خوسيه لوبيز ريجا بتنظيم التحالف الأرجنتيني ضد الشيوعية. توفي بيرون بعد ذلك بفترة قصيرة وخلفته زوجته، التحالف الأرجنتيني ضد الشيوعية واصل عملياته ضد المليشيات المسلحة مما ذاد من قوته. صدر مرسوم يأمر الجيش بإنهاء التدمير. قام الجيش بانقلاب عسكري اخر في مارس 1976 عرف بعملية إعادة التنظيم الوطني، وأيضا تم إغلاق مجلس الشيوخ، عزل أعضاء المحكمة العلية، حظر الأحزاب السياسية، الاتحادات واتحادات الطلاب. أيضا تم تشديد الإجراءات ضد الجيش الشعبي الثوري والمونتونيروس والذين كانوا يقومون باختطاف وقتل تقريبا أسبوعيا منذ 1970. لجأ الجيش إلى تصفية عناصر المليشيات المشتبه بهم، وبدأ يكسب الحرب. كانت خسائر المونتونيروس تقترب من الألفين شخص بنهاية عام 1976. حاول المجلس العسكري رفع شعبيته لدي المواطنين في صراع بيغل وفي مونديال 1978.

بحلول عام 1977 كان قد تم دحر الجيش الشعبي الثوري تماماً، وإضعاف المونتينيروس بقسوة، لكنهم قاموا بهجوم مضاد ضخم تمت هزيمتهم فيه وإسدال الستار علي تهديدات المليشيات.

بقي المجلس العسكري في سدة الحكم، وقام ليوبولدو غالتييري بشن حرب الفوكلاند لإستعادة الجذر ولكنه هزم من قبل المملكة المتحدة في عضون شهرين. غادر غاليتييري الحكومة بسبب الهزيمة العسكرية، وبدأ بعده رينالدو بيغنوني تنظيم عملية التحول الديموقراطي بالانتخابات الحرة في عام 1983.

العهد المعاصر
في حملة 1983 الانتخابية دعا ألفونسين إلى الوحدة الوطنية، واستعادة الحكم الديمقراطي والملاحقة القضائية لكل المسئولين عن الحرب القذرة، كما قام أيضا بإنشاء اللجنة الوطنية المعنية بالأشخاص المختفين (CONADEP) للتحقيق في حالات الاختفاء القسري، أصدرت اللجنة تقريرا مفصلا عن 340 من مراكز الاعتقال غير القانونية، و 8961 حالة اختفاء قسري. في محاكمة المجلس العسكري عام 1986 صدرت أحكام قضائية علي كل قيادات الحكومة في تلك السنوات، بعدها استهدف ألفونسين العسكر من الرتب الدنيا، الشيء الذي زاد من استياء المؤسسة العسكرية وهدد بخطر حدوث انقلاب جديد، ولإرضاء الجيش قام بإصدر قانون التوقف الكامل، والذي يحدد موعد نهائي لمحاكمات جديدة. لكن لم يثمر هذا العمل على النحو المنشود، وأدي إلى تمرد مجموعة من الجيش عرفت بالكارابينتاداس (الوجوه المطلية) وإجبارهم الحكومة علي الأخذ بقانون الطاعة الواجبة، والذي ينص علي عدم مساءلة أي من أفراد المؤسسة العسكرية الذين قاموا بتنفيذ أوامر وجهت اليهم من رتب عليا. تسبب ذلك في خفض الدعم الشعبي للحكومة، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى التضخم المفرط.

فاز البيروني كارلوس منعم في انتخابات 1989، لكن أعمال الشغب الهائلة التي سببتها الأزمة الاقتصادية أجبرت ألفونسين على الاستقالة، وتسليم الحكومة لمنعم. قاد كارلوس منعم تغييراً في البيرونية، متخلياً عن سياستها المعتادة وتبني الليبرالية الجديدة بدلا عنها. أدي تحديد سعر صرف ثابت في عام 1991، وتفكيك الحواجز الحمائية، وإعادة صياغة الموجهات التجارية والخصخصة في عدة مؤسسات، أدي كل ذلك إلى إعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح لبعض الوقت. أدت انتصارات منعم في انتخابات 1991 و 1993 إلى تعديل الدستور لعام 1994 في الأرجنتين، مما سمح له بالترشح لولاية ثانية. وأعيد انتخابه، لكن بدأ الاقتصاد في الانخفاض في عام 1996، مع ارتفاع معدلات البطالة والركود الاقتصادي. خسر منعم انتخابات عام 1997، ولكن الحزب المدني الراديكالي عاد إلى الرئاسة في انتخابات عام 1999.

سعى الرئيس فرناندو دي لا روا لتغيير نمط منعم السياسي، لكنه أبقي علي خطته الاقتصادية بغض النظر عن الركود الاقتصادي المتنامي. وعيّن دومينغو كافالو، الذي كان وزير الاقتصاد في عهد الرئيس كارلوس منعم. قاد السخط الاجتماعي إلى ظهور المتظاهرين وأصوات فارغة ضخمة في انتخابات عام 2001 التشريعية. في محاولة منها لوقف هروب رؤوس الأموال الضخمة إلى لخارج قامت الحكومة بتجميد الحسابات المصرفية، مما أدي لتوليد المزيد من السخط. أدت أعمال شغب عدة في البلاد بالرئيس إلى إعلان حالة الطوارئ، مدعومةً بالمزيد من الاحتجاجات الشعبية، أجبرت أعمال الشغب الضخمة في ديسمبر كانون الأول الرئيس دي لا روا أخيراً على الاستقالة.

تم تعيين الرئيس ادواردو دوهالدي من قبل الجمعية التشريعية، وقام بالتقليل من أهمية سعر الصرف الثابت الذي وضعه منعم. وبدأت الأزمة الاقتصادية في الانتهاء أواخر عام 2002 تحت إدارة وزير الاقتصاد روبرتو لافانيا. تسبب مقتل اثنين من المتظاهرين في فضيحة سياسية أجبرت دوهالدي للدعوة إلى انتخابات مبكرة. حصل كارلوس منعم على أغلبية الأصوات، يليه نيستور كيرشنر. وكان كيرشنر غير معروف إلى حد كبير من قبل الشعب، ولكنه كان سيبقي على لافاجنا وزيرا. ومع ذلك، رفض منعم خوض جولة الإعادة، الأمر الذي جعل كيرشنر الرئيس الجديد.

بعد السياسات الاقتصادية التي وضعها دوهالدي ولافاجنا، قام كيرشنر بإنهاء الأزمة الاقتصادية، والحصول على الفوائض المالية والتجارية. لكنه ابتعد عن دوهالدى بمجرد تقلده زمام السلطة. قام كيرشنر بإعادة فتح إجراءات قضائية ضد جرائم الحرب القذرة. خلال فترة حكمه تم إعادة هيكلة ديون الأرجنتين المتعثرة مع تخفيض كبير (حوالي 66٪) على معظم السندات، كما تم تسديد الديون لدي صندوق النقد الدولي وتأميم بعض المؤسسات التي تمت خصخصتها من قبل. لم يرشح كيرشنر نفسه لاعادة انتخابه، معززاً من ترشيح زوجته كريستينا فرنانديز دي كيرشنر للمنصب.

بدأت رئاسة كريستينا كيرشنر بصراع مع القطاع الزراعي، والناجم عن محاولة لزيادة الضرائب على الصادرات.تم تصعيد الصراع إلى الكونغرس، وأعطي نائب الرئيس خوليو كوبوس تصويتاً غير متوقع أدي لكسر التعادل في التصويت ضد مشروع القانون. خاضت الحكومة عدة خلافات مع الصحافة، مقلصةً من حرية التعبير.

في 15 يوليو 2010، وأصبحت الأرجنتين أول دولة في أمريكا اللاتينية وثاني بلد في نصف الكرة الجنوبي يقوم بإضفاء الشرعية على زواج المثليين. توفي نيستور كيرشنر في عام 2010، واعيد انتخاب كريستينا فرنانديز في عام 2011.

الجغرافيا

منتخب بلجيكا

منتخب بلجيكا لكرة القدم هو المنتخب الوطني لكرة القدم في بلجيكا، يدار بواسطة الاتحاد الملكي البلجيكي لكرة القدم
لعبت بلجيكا أول مباراة رسمية لها في 1 مايو 1904، وانتهت بالتعادل 3-3 مع فرنسا. قبل هذه المباراة لعب المنتخب البلجيكي عدة مباريات، لكن الفريق احتوى على بعض اللاعبين الإنجليز؛ لذلك لم يتم أخذها في الاعتبار.

في عام 1920 ، فاز الفريق بأكبر تكريس له عندما وصل إلى الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في أنتويرب. في المباراة النهائية ضد تشيكوسلوفاكيا، عندما كانت النتيجة 2-0 لصالح بلجيكا.

بدأ منتخب بلجيكا أنجح فترة لعبها عندما حصل على المركز الثاني (الوصيف) في بطولة أوروبا عام 1980، وتعتبر الثمانينات وأوائل التسعينات عمومًا العصر الذهبي للمنتخب الوطني. تحت إشراف غي ثيس ، الذي قاد الفريق الوطني في أكثر من 100 مباراة رسمية ، اكتسبت بلجيكا سمعة جيدة كفريق جيد التنظيم كان يصعب مواجهته. نجاح مشهود آخر عندما بلغ الدور نصف النهائي من كأس العالم 1986.

في ديسمبر 2015 ، وصل الفريق البلجيكي إلى المركز الأول في تصنيفات الفيفا العالمية؛ وبذلك يصبح المنتخب البلجيكي ثاني منتخب يصل إلى المركز الأول دون أن يفوز بكأس العالم.

مجدي حبيب يعقوب

لسير مجدي حبيب يعقوب (مواليد 16 نوفمبر 1935 –) هو بروفيسور مصري-بريطاني، وجراح قلب بارز. من مواليد مدينة بلبيس، محافظة الشرقية، مصر، لعائلة قبطية أرثوذكسية، وتنحدر أصولها من المنيا. درس الطب في جامعة القاهرة، وتعلم في شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد (من 1969 إلى 2001)، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم (منذ عام 1992). عُين أستاذا في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967. في عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005. من بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966، ويُطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب "ملك القلوب".

حين أصبح عمره 65 سنة اعتزل إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء. في عام 2006 قطع الدكتور مجدي يعقوب اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، حيث لم يزل القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة، والتي قام بها السير مجدي يعقوب.

حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بـلندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كلا من: جامعة برونيل، وجامعة كارديف، وجامعة لوفبرا، وجامعة ميدلسكس (جامعات بريطانية)، وكذلك من جامعة لوند بـالسويد. وله كراس شرفية في جامعة لاهور بـباكستان، وجامعة سيينا بـإيطاليا.
أرقام قياسية
في عام 1983 قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة غينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عام حتى توفى جون في 2016.

مجدى يعقوب وجائزة فخر بريطانيا
تم منحه جائزة فخر بريطانيا في 11 أكتوبر 2007، والمقدمة علي الهواء مباشرة من قناة اي تي في البريطانية بحضور رئيس الوزراء غوردن براون، والجائزة تمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء أو ممن ساهم في التنمية الاجتماعية والمحلية. ارتئت لجنة التحكيم أن الدكتور يعقوب قد أنجز أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا، وقد ساهم بعمل جمعية خيرية لمرضي القلب الأطفال في دول العالم النامية، ولا يزال يعمل في مجال البحوث الطبية؛ لذا تم اختياره من لجنة التحكيم ليكون الشخصية البارزة في الحفل، وتم تسليمه الجائزة في نهاية الحفل مع حضور عشرات الأشخاص الذين ساهم الدكتور يعقوب بإنقاذ حياتهم علي خشبة المسرح.

حصل الدكتور مجدي يعقوب على وسام الاستحقاق البريطاني لسنة 2014 من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.

قلادة النيل العظمي
في القرار الجمهوري رقم 1 لعام 2011 تم التصديق من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك يوم 6 يناير 2011 على منح الدكتور "مجدى حبيب يعقوب" وسام قلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب، وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أقيم على شرفه.

إنجازه في مجال زرع الخلايا
نجح فريق طبي بريطاني بقيادة الدكتور "مجدي يعقوب" في تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، وهذا الاكتشاف الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعيا في غضون ثلاثة أعوام. يقول الدكتور "مجدي يعقوب" أنه في خلال عشرة أعوام سيتم التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية. وكان الفريق الطبي قد نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام، وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذة الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمتر.

زياراته لمصر
يقوم الدكتور مجدي يعقوب كل فترة بزيارة مصر يجري خلالها العديد من عمليات القلب المفتوح بالمجان. وقام الدكتور مجدي يعقوب بإنشاء مركز لعمليات القلب في مدينة أسوان بصعيد مصر وذلك عام 2009.

انظر أيضًا
أسامة الباز
لطفية النادي
فريدة الشوباشي
مصطفى السيد
أحمد زويل
فاروق الباز
محمد فياض
علي مصطفى مشرفة
سليم الحساني

السبت، 16 نوفمبر 2019

Anil Ambani

Anil Dhirubhai Ambani (born 4 June 1959) is an Indian businessman. He is the chairman of Reliance Group (also known as Reliance ADA Group), which was created in July 2006 following a demerger from Reliance Industries Limited. He leads a number of stock listed corporations including Reliance Capital,[3] Reliance Infrastructure,[4] Reliance Power and Reliance Communications.[5] Ambani, once the sixth richest person in the world, as of July 2019, his net worth has fallen to $109 million.[6]

His major business interests in entertainment include 44 FM radio stations, nationwide DTH business, animation studios, and several multiplex cinemas throughout India.[7] After his father's death in 2002, Anil Ambani took over the reins of Reliance Group with interests in telecom, entertainment, financial services, power and infrastructure.[8] Ambani is also credited with India's largest IPO, that of Reliance Power, which in 2008 was subscribed in less than 60 seconds, the fastest in the history of Indian capital markets to date.[9]

In 2005 Ambani made his debut in the entertainment industry with an acquisition of a majority stake in Adlabs Films, a company with interests in film processing, production, exhibition and digital cinema. The company was renamed Reliance MediaWorks in 2009.[10][11][12]

In 2008 a joint venture worth US$1.2 billion with Steven Spielberg's production company DreamWorks cast Ambani's entertainment business on to a global platform.[13] He has contributed to the production of a number of Spielberg films, including the Academy Award-winning Lincoln
Early life and education
Ambani earned his Bachelor of Science degree from Kishinchand Chellaram College and received a Master in Business Administration at the Wharton School of the University of Pennsylvania in 1983.[16]

Personal life
Ambani is a Gujarati.[17] He is married to Indian actress Tina Munim,[18] and they have two sons, Jai Anmol and Jai Anshul.[19] Ambani is the younger brother of Mukesh Ambani and has two sisters, Nina Bhadrashyam Kothari and Dipti Dattaraj Salgaocar.[20]

Awards and recognition
Conferred the 'Businessman of the Year 1997' award by India's leading business magazine Business India, December 1998.[21]
Voted 'the Businessman of the Year' in a poll conducted by The Times of India – TNS, December 2006.[22]
Voted the 'Best role model' among business leaders in the biannual Mood of the Nation poll conducted by India Today magazine, August 2006.[23]
Conferred 'the CEO of the Year 2004' in the Platts Global Energy Awards.[24]
Conferred 'The Entrepreneur of the Decade Award' by the Bombay Management Association, October 2002.[25]
Awarded the First Wharton Indian Alumni Award by the Wharton India Economic Forum (WIEF) in recognition of his contribution to the establishment of Reliance as a global leader in many of its business areas, December 2001.[26]
Selected by Asiaweek magazine for its list of 'Leaders of the Millennium in Business and Finance' and was introduced as the only 'new hero' in Business and Finance from India, June 1999.[27]
Controversies
In 2018, India's principal opposition party, Indian National Congress, accused Prime Minister Narendra Modi of favouring Anil Ambani's defence manufacturing company over HAL, a public sector enterprise, in a fighter aircraft deal worth INR 58,000 crores with French manufacturing firm Dassault. Ambani, several of whose companies are debt-ridden, has denied all charges of benefiting from crony capitalism. In a possibly related controversy, one of his businesses partly financed a French film in which former French president Francois Hollande's then-partner had acted around the same time the aircraft deal was being negotiated.[28] He gained notoriety as one of the fastest destroyers of shareholder wealth in the last 100 years with the combined group market cap declining by 90% since the formation of the Reliance ADA group

ادواردو

كارلوس ادواردو دي أوليفيرا ألفيس (بالبرتغالية: Carlos Eduardo de Oliveira Alves؛ مواليد 17 أكتوبر 1989) والمعروف بـ كارلوس إدواردو. هو لاعب كرة قدم برازيلي يلعب مع نادي الهلال في دوري المحترفين السعودي.

بدأ إدواردو مسيرته في الفئات السنية مع نادي ساو بينتو البرازيلي عام 2006 فيما مثل عدد من الأندية البرازيلية والأوروبية خلال مسيرته أبرزها فلومينينسي وغريميو البرازيليين وبورتو البرتغالي ونيس الفرنسي. وفي 4 يوليو 2015 أعلنت إدارة نادي الهلال السعودي عن تعاقدها معه لمدة ثلاث سنوات بصفقة وصلت إلى سبعة ملايين يورو
مسيرته الكروية
بدياته المبكرة / إشتوريل
ولد كارلوس إدواردو في ريبيراو بريتو، ساو باولو، ولعب مع ثلاث أندية في فترة الشباب. بدأ مسيرته الإحترافية مع ديسبورتيفو برازيل، الذي أعاره عدة مرات طوال مدة عقده؛ في الدوري البرازيلي كان يمثل فلومينينسي وجريميو، ولكن شارك فقط في 24 مباراة مع الفريقين.

انتقل كارلوس إدواردو إلى البرتغال في يناير 2011، حيث تم إعارته إلى الفريق الثاني لنادي إشتوريل برايا. ولعب 23 مباراة وسجل هدف واحد في أول موسم له، ليساعد فريقه بالفوز في الدوري والعودة إلى الدوري الممتاز بعد غياب لمدة سبع سنوات.

شارك كارلوس إدواردو لأول مرة في الدوري البرتغالي الممتاز في 17 أغسطس 2012، ودخل كبديل عند الدقيقة 60 في المباراة التي خسرها فيريقه بنتيجة 1–2 ضد أوليانينسي. ناسيونال – بعد نهاية البطولة احتل فريقه المركز الخامس والمؤهل إلى الدوري الأوروبي.

بورتو
في صيف 2013 كارلوس إدواردو وقع مع نادي برتغالي آخر، وهو بورتو، بالتناوب بين الفريق الأساسي والإحتياط في السنة الأولى له. في الفترة 2014–15، تمت إعارته إلى نادي نيس الفرنسي.

في 26 أكتوبر 2014 سجل كارلوس إدواردو عشر أهداف مع نيس في المباراة التي انتصر فيها فريقة بنتيجة 7–2 ضد نادي غانغون، حيث سجل هاتريك في الشوط الأول فقط.

الهلال
في صيف عام 2015، انضم كارلوس إدواردو إلى نادي الهلال. في أول مباراة له مع النادي السعودي، في 12 أغسطس 2015، سجل هدف الفوز الوحيد ضد النصر في كأس السوبر السعودي 2015 على ملعب لوفتس رود. في أواخر الشهر، في مباراتين تفصل بينهما أربعة أيام، ساعد ناديه في هزيمة لخويا (4–1 فوز على الأرض، في دوري أبطال آسيا) و الفتح (2–1، خارج الأرض) وكان حاسم بتسجيلة ثلاث أهداف في ثلاث مباريات. وكان هداف الهلال في دوري المحترفين السعودي 2015–16.

في 15 أغسطس 2017، سجل كارلوس إدواردو هدفين في المباراة المثيرة التي انتهت بفوز فريقه بنتيجة 4–3 على نادي التعاون. في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2017 تعرض إدواردو إلى قطع في الرباط الصليبي الأمامي ما أدى إلى انتهاء موسمه بشكل كامل مع الهلال.

موسم 2018–19
في أول مباراة رسمية له لموسم 2018–19، سجل وصنع هدفي الفوز 2–1 على الاتحاد في كأس السوبر السعودي. ليتّوج فريقه بلقب كأس السوبر للمرة الثانية في تاريخه.

أصبح إدواردو الهداف التاريخي للاعبي الهلال الأجانب، حيث استطاع الوصل لهدفه رقم 61 بعد تسجيله هدفين في مرمى الفيحاء في الدوري السعودي ضمن الجولة 17، متغلبًا على اللاعب البرازيلي السابق تياغو نيفيز الذي أحرز 59 هدفًا خلال مسيرته مع الهلال. يُذكر أن إدواردو لعب 109 مباراة سجل خلالها 61 هدفًا وصنع 20 هدفًا.

الإنجازات
النادي
البرتغال إشتوريل برايا

دوري الدرجة الثانية البرتغالي (1): 2011–12
السعودية الهلال

كأس السوبر السعودي (2): 2015، 2018
كأس ولي العهد السعودي (1): 2015–16
دوري المحترفين السعودي (2): 2016–17، 2017–18
كأس خادم الحرمين الشريفين (1): 2017
دوري أبطال آسيا الوصيف: 2017
إنجازاته الفردية مع الهلال

سجل هدف الفوز على نادي النصر في كأس السوبر السعودي 2015.
سجل هدفين في أول مباراه اسيويه له في دوري ابطال اسيا.
حقق جائزة أفضل لاعب في شهر أغسطس لدوري عبداللطيف جميل 2015–16.
سجل هاتريك في ربع نهائي دوري أبطال آسيا 2017 على نادي العين الإماراتي.
الهداف التاريخي للهلال من اللاعبين الأجانب.

تركي بن عبدالله بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود

الأمير ناصر بن سعود بن فرحان آل سعود ولد في الرياض عام 1270هـ /1852م وكان من المؤسسين للدولة السعودية الثانية ورحل مع أسرة ال سعود إلى الكويت ثم شارك في استرداد الرياض مع الملك عبدالعزيز، وكان ثالث شخص يدخل قصر المصمك. لقبه الملك عبدالعزيزبالعم لكبر سنه÷ وقد حمل البشارة إلى الإمام عبدالرحمن والشيخ مبارك الصباح بدخول الملك عبدالعزيز الرياض. وشارك في الحروب مع الملك عبدالعزيز، وكان فارسا وهو أكبر رجال ال سعود في تأسيس الدولة السعودية الثالثة.

اسمه ونشاته
ناصر بن سعود بن إبراهيم بن عبدالله بن فرحان بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة المريدي ولد بالرياض سنة 1270هـ /1852م وهو أكبر سنا من الملك عبدالعزيز حيث يلقبه ب/العم/ كان ضمن أسرة آل سعود الذين انتقلوا مع الامام عبدالرحمن بن فيصل من الرياض عام 1308هـ /1890م شارك مع الملك عبدالعزيز منذ خروجه من الكويت إلى الرياض لاستردادها عام 1319هـ / 1901 و 1902م هو وابنه سعود بن ناصر وقد اختاره الملك عبدالعزيز ضمن الطليعة الذين قادهم الملك عبدالعزيز للتسلل ليلا إلى بيت عجلان عامل ابن رشيد , أوكل اليه الملك عبدالعزيز بعض المهام أولها إرساله إلى الكويت بالبشرى لوالده الإمام عبدالرحمن والشيخ مبارك حاكم الكويت يبشرهم بنجاحه في دخول الرياض شارك ناصر بن سعود في تأسيس الدولة السعودية الثالثة مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وقد كان ضمن الرجال الذين رافقوا الملك عبد العزيز لاسترداد الرياض عام 1319هـ / 1901 و 1902م كان وابنه سعود ضمن الستة الذين تسللو للمصمك مع الملك عبدالعزيز وقد كان الملك يحترمه ويجلسه في المجلس الكبير عن يمينه ويستشيره في أمور كثيرة تخص الدولة وقد كان يلقبه بـ (يا عم) حيث انه كان أكبر سنا منه وأكبر الرجال المشاركين في تأسيس الدولة السعودية وقد أدرك من قبل الحرب الأهلية التي حدثت بين أعمامه عبد الله وسعود ابني فيصل، وكان أبنه (سعود بن ناصر) اصغر الرجال المشاركين في الحرب , و كان (محمد بن ناصر) في العمر 11 سنة حارب مع والده. وقد أوكل له الملك عدة سفرات مهمة كانت أولها عقب استرداده للرياض، حيث بعثه لوالده وللشيخ مبارك حاكم الكويت وقتها. كان أحد ممولين حملة الملك عبدالعزيز بالخيل والسلاح وتجهيز الفرسان امثال ابناؤه سعود و محمد

اخوانه
سعد بن سعود
اسرته
1-الأمير سعود بن ناصر ال سعود
2-الأمير محمد بن ناصر ال سعود
3-الأمير عبدالله بن ناصر ال سعود
4-الامير عبدالرحمن بن ناصر ال سعود
بناتة.

-الأميرة منيرة بنت ناصر
2-الأميرة نورة بنت ناصر
3-الأميرة. الطيفة بنت ناصر
4-الأميرة سارة بنت ناصر
5-الأميرة حصة بنت ناصر

روسيا

روسيا (بالروسية: Россия)، المعروفة رسمياً باسم الاتحاد الروسي أو روسيا الاتحادية (بالروسية: Российская Федерация) ‏ هي دولة تقع في شمال أوراسيا، ذات حكم جمهوري بنظام شبه رئاسي تضمُّ 85 كيانًا اتحاديًا اثنان منهن محدودا الاعتراف دوليا(جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول الفيدرالية). لروسيا حدود مشتركة مع كل من النرويج وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا (عن طريق كالينينغرادسكايا أوبلاست) وروسيا البيضاء وأوكرانيا وجورجيا وأذربيجان وكازاخستان وجمهورية الصين الشعبية ومنغوليا وكوريا الشمالية. كما أن لديها حدودًا بحريَّة مع اليابان في بحر أوخوتسك والولايات المتحدة عن طريق مضيق بيرينغ. روسيا هي أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، حيث تغطي نسبة 8/1 من مساحة الأرض المأهولة بالسكان في العالم بمساحة تبلغ 17,075,400 كيلومتر مربع (6,592,800 ميل مربع)، كما أنها تاسع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم بأكثر من 143 مليون نسمة. تمتدُّ روسيا عبر كامل شمال آسيا و40% من أوروبا، كما تُغطي تسع مناطق زمنية وتضم طائفة واسعة من البيئات والتضاريس وتمتلك أكبر احتياطي في العالم من الموارد المعدنية والطاقة ولديها أكبر احتياطيات العالم من الغابات والبحيرات، التي تحتوي ما يقرب من ربع المياه العذبة في العالم.

بدأ تاريخ البلاد منذ أن ظهر السلاف الشرقيين كمجموعة معترف بها في أوروبا بين القرنين الثالث والثامن الميلاديَّين. في القرن التاسع للميلاد تأسَّست إمارة كييف روس على يد المُحاربين الفارانجيين، واعتنقت المسيحية الأرثوذكسية دينًا لها في عام 988 بسبب تأثير الإمبراطورية البيزنطية، وكانت تلك هي بداية تَمازُج الثقافتين السلافية والبيزنطية اللتين شكلتا معًا ملامح الثقافة الروسية للألفيَّة التالية. تفتت كييف روس في آخر الأمر إلى عدد من الدويلات الصَّغيرة، وسقطت مُعظم الأراضي الروسية في أيدي الغزو المغولي عامَ 1223، وأصبحت تابعة للقبيلة الذهبية. لاحقًا بدأت دوقية موسكو تُوحِّد تدريجيًا الإمارات المجاورة لها ونجحت في الاستقلال عن حُكم القبيلة الذهبية، وتمكنت من وراثة إرث كييف روس السياسيّ والثقافيّ، وبحلول القرن الثامن عشر توسعت البلاد كثيرًا عبر شن الغزوات والحروب والاستكشاف لتُولد بذلك الإمبراطورية الروسية، التي استحالت ثالث أضخم إمبراطورية في التاريخ بنفوذها المُمتدِّ من بولندا في أوروبا إلى ألاسكا في أمريكا الشمالية.

في أعقاب الثورة البلشفية أصبحت روسيا أحد أكبر مؤسسي الاتحاد السوفيتي، وباتت أوَّل دولة دستورية اشتراكية وقوة عظمى معترف بها في العالم، كما لعبت دورًا حاسمًا في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حيث تكبَّدَ الاتحاد السوفيتي خسائر بشريَّة أكثر من أيِّ طرف آخر أثناء الحرب. شهدت الحقبة السوفيتية بعض أبرز النجاحات التكنولوجيَّة في القرن العشرين بأكمله، ومن ضمنها إطلاق أوَّل رائد فضاء بشري في تاريخ العالم. لكن هذه الحال لم تدم طويلاً، فقد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وتأسست عدّة جمهوريات مستقلة بدلاً منه، كان من أبرزها الاتحاد الروسي.

تُعد العاصمة الروسية موسكو أكبر مدن روسيا اليوم وإحدى كبريات مدن العالم من حيث السكان، وميناء روسيا الرئيسي هوَ سانت بطرسبرغ الواقعة على بحر البلطيق. تُعتَبرُ روسيا سابع أكبر اقتصاد في العالم حسب الناتج المحلي الإجمالي، والسادسة من حيث القدرة الشرائية، والثالثة من حيث الميزانية العسكريَّة. إن روسيا واحدة من الدول الخمس الوحيدة المعترف بامتلاكها أسلحة نووية في العالم، إضافة إلى أنها تملكُ أكبر مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العالم. تُعد روسيا إحدى القوى العظمى العالمية، وهي عضوة دائمة في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، كما أنها عضوة في مجموعة الثماني ومجموعة العشرين ومجلس أوروبا ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي ومنظمة شانغهاي للتعاون ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
أصل التسمية
يشتق اسم روسيا من "روس"، دولة القرون الوسطى التي كان معظم سكانها من السلاف الشرقيين. لكن أصبح هذا الاسم أكثر بروزاً في التاريخ اللاحق، والبلاد التي كانت تسمى عادة سكانها "Русская Земля" (نقحرة: روسكايا زيمليا) والتي يمكن ترجمتها "الأرض الروسية" أو "أرض روس ". من أجل عدم الخلط بين هذه الدولة أو غيرها قام المؤرخون المعاصرون بجعل اسم دولة روس، "روس كييف". أما اسم روس الذي اشتق منه اسم روسيا فيشتق بدوره من شعب روس الجرماني النوردي، وهؤلاء جماعة من الإفرنج (ربما الفايكنغ)، الذين أسسوا دولة روس (بالروسية: Русь).

كانت الكلمة اللاتينية "روثينيا" المشتقة من الاسم اللاتيني لروسيا، هي الاسم المستعمل لوصف هذه البلاد في العصور الوسطى.أما الاسم الحالي، Россия (روسيا)، فيشتق من النسخة اليونانية من اسم دولة روس كييف، التي تُلفظ حاليًا Ρωσία [روسˈيا] بدلاً من لفظ Ρωσσία، الذي كان مألوفًا في العهد البيزنطي.
عثر في روسيا على إحدى مجموعات العظام البشرية الأولى تعود إلى 35000 سنة، في كوستينك على ضفاف نهر الدون. كانت السهوب الشاسعة في جنوب روسيا موطناً لقبائل الرعاة الرحل في عصور ما قبل التاريخ. كانت سهوب بونتيك تعرف في العصور الكلاسيكية القديمة باسم سيثيا، وفي تلك السهوب عثر على بقايا حضارات قديمة في أماكن مثل إيباتوفو، سينتاشتا، اكرايم، وبازيريك  في الجزء الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد، جلب التجار اليونانيون الحضارة الكلاسيكية إلى مركز التجارة في تانايس وباناجوريا. وصف هيرودوت الجيلينوس بأنها أرض ضخمة "أكبر من أوروبا".


خريطة الهجرات الهندو أوروبية من العام 4000 إلى 1000 قبل الميلاد.
ما بين القرنين الثالث والسادس الميلاديين، تعرضت مملكة بوسبوران، وهي تنظيم سياسي هلنستي خلف المستعمرات اليونانية، إلى موجات متعاقبة من غزوات القبائل البدوية، التي غالبًا ما كانت تنتقل إلى أوروبا، كما هو الحال مع الهون وآفار أوراسيا. في الفترة التي سبقت سنة 1200ق.م كان يسكن شعب السيميريين، وهم من شعوب البلقان في شمال البحر الأسود وهي منطقة جنوب أوكرانيا الآن. وقد هزمهم في نحو سنة 700 ق.م السيثيون، وهم جماعات تنحدر من أصل إيراني يسكنون أواسط آسيا. وظل السيثيون يسيطرون على تلك المنطقة حتى نحو سنة 200 ق.م. وفي ذلك التاريخ تغلب عليهم السرماتيون، وهم جماعة إيرانية أخرى. وعاش كل من السيثيين والسرماتيين مع المستعمرات الإغريقية التي كانت تنتشر في ساحل البحر الأسود الشمالي في اتصال وثيق، حتى انتهى الأمر باستيلاء الرومان عليها. وقد أخذت هذه الجماعات كثيرًا من طرق الحياة الإغريقية والرومانية عن طريق التجارة والتزاوج وغيرها من الصلات. وفي نحو سنة 200م زحفت قبائل القوط الجرمانية من الغرب واستولوا على الإقليم، وظلوا يحكمون البلاد حتى عام 370م عندما هاجمهم الهون وتغلبوا عليهم. وكان الهون جماعة آسيوية حربية النزعة. ثم ما لبثت هذه الجماعة أن انهارت بعد موت ملكها أتيلا الهوني سنة 453م. وأعقبت هذه الجماعة قبيلة هونية، تعرف باسم الآفار حكمت تلك المنطقة في أواسط القرن السادس الميلادي، ووصلت جماعة الخزر وهي جماعة آسيوية سيطرت على جنوبي الفولغا وشمالي القوقاز. حكمت الشعوب التركية والخزر، سهوب حوض الفولغا المنخفضى بين بحر قزوين والبحر الأسود حتى القرن الثامن. ولوحظ أن ما دوّن في قوانينهم يشير إلى تسامحهم، ونظرتهم الكونية الواسعة. كان للخزر روابط تجارية رئيسية بين بحر البلطيق والدولة العباسية المتحورة في بغداد. وكانوا حلفاء مهمين للإمبراطورية البيزنطية، وشنوا سلسلة من الحروب الناجحة ضد الخلافة الإسلامية. في القرن الثامن، اعتنق الخزر اليهودية وأسسوا تجارة مزدهرة مع بقية الجماعات الأخرى.

السلافيين
ينحدر الروس من قبائل سلافية. استقرت قبائل من السلاف الشرقيين في وقت مبكر في غرب روسيا على دفعتين: واحدة تحركت من كييف نحو سوزدال وموروم، والأخرى من بولوتسك نحو نوفغورود وروستوف. بدءا من القرن السابع، شكل السلاف الشرقيون الجزء الأكبر من السكان في غرب روسيا، وببطء تم استيعابهم من قبل القبائل الفنلندية الأوغرية الأصلية.

دولة كييف روس
عُرف النورمان الإسكندنافيون باسم "الفايكنغ" في غرب أوروبا وباسم "الإفرنج" في الشرق، وقد جمع هؤلاء بين القرصنة والتجارة في أثناء تجوالهم في شمال أوروبا، وفي منتصف القرن التاسع، كانوا قد بدأوا بالاستقرار على امتداد الممرات المائية من شرق بحر البلطيق إلى البحر الأسود وبحر قزوين، في عام 862، قامت إمارة روس في كييف على نهر الدنيبر وحمل أميرها لقب الأمير الكبير، وبرزت إلى جانبها مدن أخرى يحكمها أمراء منها: نوفغورود، فلاديمير، وغيرهما. ويعتبر زعيم الفايكنغ روريك الذي إتخذ من نوفغورود حاضرة له عام 862م بطلب من أهلها؛ مؤسس السلالة التي حكمت روسيا نحو سبعة قرون، ونقل ابنه أوليغ العاصمة إلى كييف، وفي عهد حفيده فلاديمير الأول دخلت المسيحية بلاد روس وانتشرت وفق المذهب الأرثوذكسي، حيث أعتنق الأمير فلاديمير الأول المسيحية في عام 988م، وكان السلاف الشرقيون في ذلك الوقت يعبدون القوى الطبيعية. ولكن فلاديمير جعل المسيحية الدين الرسمي للدولة، ومن ثم اعتنقها الكثير من أهل دولته. وقد أصبح فلاديمير فيما بعد قديسًا للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وأصبحت الأخيرة والدولة مرتبطة دائما ارتباطاً وثيقاً. خلال القرنين العاشر والحادي عشر أصبحت كييف روس واحدة من أكبر الدول في أوروبا والأكثر ازدهارا. حيث كانت الإنجازات في مجالات الاقتصاد، العمارة، والأدب متفوقة على تلك التي كانت موجودة آنذاك في الجزء الغربي من القارة.


عزل سوزدال بواسطة باتو خان في فبراير ن عام 1238، نموذج مصغر من وقائع القرن السادس عشر.
مع أن كييف كانت مركز الثقل السياسي للروس بسبب وقوعها على الطريق التجاري الرئيسي الذي يصل بين بحر البلطيق ووالبحر الأسود والإمبراطورية البيزنطية، فقد تمكنت كل من إمارات نوفغورود وروستوف، وتشيرنيغوف من الاستقلال عن سلطة الأمير الكبير. في منتصف القرن الحادي عشر كانت قوة كييف قد بدأت في التضاؤل، وإزدادت قوة بعض أمراء الإمارات الروسية الكييفية الأخرى، ودخلوا في حروب مدمرة كثيرة. أصاب روس كييف الضعف بسبب الحروب الأهلية وضعف السلطة المركزية، وصارت كييف نفسها مسرحاً لمعارك طاحنة في سبيل العرش، حتى أصابها دمار كبير على يد أمير روستوف وانتهى أمرها بوصفها عاصمة. برزت بعد سقوط كييف إمارة روستوف سوزدال التي بسط أميرها يوري دولغوروكي نفوذه على نوفغورود وكييف وحمل ابنه لقب الأمير الكبير، وإتخذ من مدينة فلاديمير حاضرة له. تفككت كييف روس في نهاية المطاف كدولة بسبب القتال بين أفراد الأسرة الأميرية التي حكمت جماعياً، حيث تضاءلت هيمنة كييف، لمصلحة فلاديمير-سوزدال في الشمال الشرقي، ونوفغورود في الشمال، وغاليسيا-فولهينيا في الجنوب الغربي. وكان غزو القبيلة الذهبية التابعة لإمبراطورية المغول في القرن الثالث عشر سبباً بخراب كييف وتدميرها في نهاية الأمر، حيث بدأت قبائل المغول بزعامة باتو خان أحد أحفاد جنكيز خان سنة 1237 بغزو روسيا بجيش مكون من نحو 150 ألف إلى 200 ألف مقاتل، فاكتسح معظم المدن الروسية وخربها باستثناء نوفغورود. ثم توسع المغول غرباً في أراضي أوروبا الشرقية. واستوطنوا السهوب الواقعة شمال بحر الخزر (قزوين)، وإتخذوا مدينة سراي باتو عاصمة لهم، ثم عرفت تلك القبائل باسم التتر أو التتار. أجبر باتو خان الأمراء الروس الأحياء على تقديم ولائهم له، وأجبرهم على دفع ضرائب باهظة. وكان المغول يخرجون من وقت لآخر من عاصمتهم لسحق الشعوب الأخرى في مختلف المناطق تأديبًا لهم على عصيانهم وعدم ولائهم. كذلك فقد عين المغول الأمير العظيم وأجبروا كثيرًا من الروس على الخدمة ضمن جيوشهم، ولكن تدخلهم في الحياة الروسية كان قليلاً، إذ كان جل اهتمامهم منصبًا على الحفاظ على السلطة وجمع الضرائب من الآخرين. وخلال فترة الحكم المغولي التي انتهت في أواخر القرن الخامس عشر كانت الآراء الحديثة وروح الإصلاح التي بعثها عصر النهضة قد أخذت في تغيير كثير من أوجه الحياة بشكل مثير في أوروبا الغربية. ولكن نظرًا لوقوع روسيا تحت السيطرة المغولية، فإنها عُزلت عن تلك المؤثرات الأوروبية الغربية المهمة. وواصل المغول سيطرتهم على الأراضي الروسية حتى حوالي العام 1480.

دوقية موسكو
يعد دانييل ألكسندروفيتش، الابن الأصغر لألكسندر نيفسكي، مؤسس إمارة موسكو (المعروفة باسم الإمبارة المسكوفية أو المسقوفية)، التي طردت التتار من روسيا في نهاية المطاف. وقعت موسكو في مكان جيد ما بين الأنهار المركزية لروسيا والغابات والمستنقعات التي تشكل درعا لها. في البداية كانت موسكو تابعة لفلاديمير، ولكن سرعان ما أصبحت مستقلة عنها. أحد العوامل الرئيسية في تصاعد قوة موسكو تعاون حكامها مع أمراء المغول، كما تزوج أمير موسكو يوري أخت خان القبيلة الذهبية في أوائل القرن الثالث عشر. وعين يوري في منصب الأمير الروسي الكبير حوالي سنة 1318م، وساعدته القوات المغولية على سحق التهديدات لزعامته التي كانت بعض الإمارات قد أوقدت نارها. منح التتار لقب أمير موسكو الكبير لأمراء موسكو وجعلوهم سماسرة لجمع الضرائب لهم من الإمارات الروسية. كانت عملية جمع الضرائب قد بدأت منذ إمارة إيفان الأول الذي كان يلقب بلفظ حقيبة النقود وذلك حوالي سنة 1330م. وكان إيفان يحتفظ ببعض نقود الضرائب لديه. واشترى العديد من الأراضي، ووسع من أراضيه كثيرًا. وأخذ بعض الأمراء الآخرين، وملاك الأرض الكبار للخدمة في الجيش المغولي والحكومة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيفان أقنع بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بالبقاء في موسكو. منذ القرن الخامس عشر، كان أمراء موسكو يريدون توسعة الأراضي الروسية بهدف زيادة السكان والثروة تحت حكمهم، وكان أنجحهم إيفان الثالث، الذي وضع الأسس لقيام دولة قومية روسية. دخل إيفان في منافسه قوية مع دوقية ليتوانيا شمال غرب البلاد، من أجل السيطرة على بعض ممالك نهر الدنيبر شبه المستقلة في أعالي الدنيبر وأحواض نهر أوكا. من خلال انشقاق بعض الأمراء، والمناوشات على الحدود، والحرب الطويلة مع جمهورية نوفغورود، استطاع إيفان الثالث التغلب على نوفغورود، ونتيجة لذلك، أزدادت دوقية موسكو ثلاث مرات في حجمها تحت حكمه. أعلن إيفان سيادته المطلقة على جميع الأمراء والنبلاء الروس. ورفض الوصاية التتارية وبدأ بسلسلة من الهجمات مهدت له الطريق لهزيمة كاملة للقبيلة الذهبية، وأتخذ إيفان الخطوة الأخيرة في عملية الانفصال عن سيطرة المغول نهائيًا في عام 1480 وذلك برفض دفع أية ضرائب لهم. وتقدم جنود المغول نحو موسكو، ولكنهم ما لبثوا أن أداروا ظهورهم للدفاع عن عاصمتهم التي أخذ الروس في مهاجمتها. وبعد ذلك برز الحاكم الروسي كحاكم قوي استبدادي وقيصر وكان أول حاكم روسي توج نفسه رسميا بلقب "القيصر" هو إيفان الرابع.

روسيا القيصرية
بعد ازدياد نفوذ موسكو أصبح أميرها الكبير يحمل لقب القيصر. وفي عام 1547م أصبح إيفان الرابع، الذي أشتهر بلقب إيفان الرهيب أول حاكم على موسكو يتوج بلقب قيصر، وقد استطاع إيفان أن يجعل سلطة القيصر طاغية طغيانًا كاملاً على كل روسيا. كان إيفان قاسيًا كما كان كثير الشكوك وكان يصاب بالجنون أحيانًا. وشكل قوة خاصة من الشرطة وبدأ عهد إرهاب أمر فيه بإلقاء القبض على مئات من الشخصيات الأرستقراطية وقتلها. كان إيفان يعطي أراضي ضحاياه أجورًا لأولئك الذين يخدمونه من ملاك الأراضي في الجيش أو الحكومة. كذلك فإنه وضع قوانين تحدد عدد المقاتلين والجياد التي يجب أن يقدمها ملاك الأراضي لقواته المقاتلة. وقام إيفان بحرق الكثير من القرى والمدن، كما قتل بعض زعماء الكنيسة الذين عارضوه، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك فقد قتل أكبر أبنائه في إحدى ساعات غضبه. بدأ عصر الاضطراب بسبب تدهور سلطات القيصر وانهيارها بعد موت إيفان. كان ثيودور الأول وهو الابن الثاني لإيفان قيصرًا ضعيفًا، وأصبح شقيق زوجته بوريس جودونوف الحاكم الفعلي لروسيا. وُجد شقيق ثيودور الأصغر، وهو دمتري، ميتًا في عام 1591م، مات ثيودور في عام 1598م دون أن يخلف وراءه وريثًا على العرش، فانتخب الزسكي سوبور وهو برلمان محدود السلطات بوريس ليكون قيصرًا للبلاد. ولكن كان هناك رجل يُعتقد بأن اسمه الحقيقي هو غريغوري أوتربييف وهو كاهن سابق، أعلن أنه هو دمتري وأدعى دمتري المزعوم بأن دمتري لم يمت، وإنما هرب إلى ليتوانيا فرارًا من إلقاء القبض عليه. وفي عام 1604م غزا دمتري المزعوم روسيا ومعه بعض الجنود البولنديين. وإنضم إلى الغزاة عدد كبير من الروس الذين كانوا غير راضين عن حكم بوريس. هذا الغزو كان معلمًا لبداية عصر الاضطرابات في روسيا. وقد مزقت روسيا الحرب الأهلية شر ممزق، كما مزقها الغزو والفوضى السياسية حتى عام 1613م
اعتلى دمتري الدعي العرش القيصري عام 1605م، ولكن جماعة من ملاك الأراضي قتلوه في السنة التاليةـ  وعندها أصبح الأمير فاسيلي شويسكي قيصر روسيا. وفي عام 1610م احتل الغزاة البولنديون موسكو، وحكموا عن طريق مجلس برلماني من ملاك الأراضي عديم القوة حتى عام 1612م. وفي نفس الوقت ظهر مدعي آخر باسم دمتري وعدد آخر من المطالبين بالعرش من الكذابين الأدعياء يسمون القوزاق، وقد وجدوا كثيرًا من المؤيدين لهم. اكتسحت ثورات الفلاحين روسيا وتقاتل كل من ملاك الأراضي وأهل القوزاق على الحدود، كما أنهم كانوا يتحدون معًا ويحاربون رجال الطبقة الأرستقراطيَّة الأقوياء. وأدت سيطرة البولنديين على موسكو إلى أن يتحد الروس ويعملوا على طرد البولنديين الغزاة، وانتهى بهم الأمر إلى استعادة عاصمتهم سنة 1612م. بعد طرد البولنديين من روسيا انتخب ميخائيل رومانوف قيصرًا لروسيا، وكان ذلك بداية لحكم عائلة رومانوف الذي استمر لثلاثمائة سنة حتى قيام ثورة فبراير سنة 1917م. وفي القرن السابع عشر أخذت روسيا تتوسع باحتلال أوكرانيا، وسيبريا الشرقية حتى المحيط الهادئ، كما أجرت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بعض التغييرات في محتويات الكتاب المقدس والشعائر الدينية مما أثار معارضة بعض الروس الذين ظلوا على العهد القديم حتى الآن
اندلع صراع في عام 1682م من أجل السلطة أدى إلى تتويج بطرس الأول (الذي عرف فيما بعد باسم بطرس الأكبر) مع أخ آخر له من أبيه إيفان الخامس)، إلا أن الحكم الفعلي كان بيد أخته غير الشقيقة صوفيا بوصفها وصية على الحكم حتى أجبرها مؤيدو بطرس على إنهاء حكمها في عام 1689 حين دخل بطرس موسكو مع مؤيديه وتنازلت له صوفيا عن السلطة. قام بطرس بعقد اتصالات وثيقة مع الأوروبيين الغربيين الذين كانوا يعيشون في موسكو. واستقى منهم كثيرًا من المعلومات الحديثة، وأصبح قابضًا على زمام الأمور في عام 1696 عندما مات أخوه المشارك له في السلطة. تأثر بطرس كثيرًا بما كانت تحمله أفكار التجارة العالمية والحكومات، وكانت أفكارًا محببة إلى النفوس في أوروبا الغربية. ولكونه حاكمًا قويًا، فقد حسَّن من قوة روسيا الحربية، كما قام بعدة أعمال عسكرية ناجحة استولى بها على بعض الأراضي. وقد وسعت روسيا رقعة أراضيها خلال فترة حكم بطرس الكبير نحو بحر البلطيق في الحرب الكبرى الشمالية ضد السويد. وفي عام 1703م أسس مدينة بطرس "سانت بطرسبرغ" على بحر البلطيق، ونقل العاصمة إلى هناك في عام 1712م. توفي بطرس الأكبر في عام 1725، تاركًا وراءه خلاف حول من سيعقبه وبلد غير مستقر مستنفذ الموارد. وبعد وفاته لم يتربع أي حاكم عُرف بالطموح أو حتى بشيء منه على العرش الروسي، ما يُقارب من أربعون سنة. وبعد هذه الفترة ظهرت الإمبراطورة كاترين الثانية التي عرفت باسم ولقب بكاثرين العظيمة، التي تزوجت بالقيصر بطرس الثالث، لتغيّر هذا الواقع، فساهمت في إعادة إحياء طبقة النبلاء التي كانت قد بدأت بالظهور مجدداً بشكل بسيط فور وفاة بطرس الأكبر، في عهدها بوجه خاص إزداد التحدث عن الأفكار المتحررة الغربية المتعلقة بالحرية والإصلاح الاجتماعي، وفي عام 1767 دعت كاثرين مجلسًا تشريعيًا ضخمًا لإصلاح القوانين الروسية، غير أن هذا المجلس لم يحقق شيئا. وظل معظم الروس في حالة فقر مدقع وجهل خلال هذه الفترة. ما بين عامي 1773 و1774 بلغ سخط الفلاحين حدًا كبيرًا أدى إلى قيامهم بثورة كان يقودها إميليان بوغاتشيف القوقازي. وأكتسحت الثورة جميع أنحاء روسيا من جبال الأورال حتى نهر الفولغا، بل إنها كادت تكتسح موسكو قبل أن تتمكن الجيوش الحكومية من إخمادها.
في الفترة التي قامت فيها الإمبراطورة بقمع الفلاحين الروس، كانت تخوض حربًا ناجحة ضد الدولة العثمانية نجم عنها توسع روسيا في الحدود الجنوبية لمنطقة البحر الأسود. ثم أقدمت على التآمر مع حكام النمسا وبروسيا للاستيلاء على أراضي الكومنولث البولندي اللتواني عندما كانت بولندا تُقسّم على يد الأمم الأوروبية، فدفعت بذلك الحدود الروسية غربًا إلى أوروبا الوسطى. كانت روسيا قد برزت وأصبحت قوة عظمى في أوروبا وقت وفاة كاترين الكبيرة عام 1796، وأستمر الأمر على هذا المنوال في عهد القيصر ألكسندر الأول الذي انتزع فنلندا من مملكة السويد الضعيفة في سنة 1809 وإقليم بيسارابيا من العثمانيين في عام 1812. خلف كاترين على العرش ابنها بافل الأول حيث أصبح قيصر روسيا وانتهى حكمه بعد خمس سنوات باغتياله في عام 1801، وخلفه على العرش ابنه ألكسندر الأول. وأخذ يتحدث عن تحرير الفلاحين وبناء المدارس لكل أبناء روسيا، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك وأعلن عن اعتزامه التنازل عن العرش وجعل روسيا جمهورية. وأدخل إلى البلاد عدة إصلاحات منها أنه عفا عن كثير من السجناء السياسيين وساعد على نشر بعض الآراء الغربية وأساليب الغربيين. ولكنه لم يفعل شيئا لتقليل سلطات القيصر الكاملة أو إنهاء مشكلة الفلاحين واستعبادهم، في خلال عهد ألكسندر ظلت روسيا تستولي على مزيد من الأراضي فانتزعت بعضا منها من بلاد فارس والسويد والدولة العثمانية
في يونيو عام 1812م قاد نابليون جيشه الفرنسي الضخم نحو الأراضي الروسية، وكان يريد أن يمنع روسيا من التجارة مع بريطانيا التي كانت عدو فرنسا الأكبر، كما كان يريد أن يوقف توسع روسيا في منطقة البلقان بأخذ الأراضي من الدولة العثمانية والوصول إلى البحار الدافئة. ووصل نابليون بجيشه العرمرم إلى موسكو في سبتمبر 1812 إلا أن الروس أعتمدوا استراتيجية الأرض المحروقة حيث وجد أن معظم أهالي موسكو قد فروا منها وهجروها فدخلها وجيشه بكل سهولة. وسرعان ما التهمت النيران معظم أنحاء موسكو ودمرتها، الأمر الذي منع الغزاة من غنم البلاد وضمها إلى إمبراطوريتهم، وبعد البقاء في المدينة 35 يومًا ترك الفرنسيون البلدة خوفًا من قدوم الشتاء الروسي القاتل الذي كان يقترب رويدًا رويدًا. وبدأوا في تقهقر كان وبالاً عليهم إذ كان طعامهم قد تضاءل، كما كانوا عرضة لهجمات روسية وحروب العصابات والفلاحين الثائرين التي قتلت وأسرت آلاف الجنود الفرنسيين، وحين تراجعت قوات نابليون طاردتها القوات الروسية وصولاً إلى وسط فغرب أوروبا وإلى أبواب باريس نفسها. وبعد هزيمة نابليون على أيدي روسيا وحلفائها أصبح القيصر الروسي يعرف باسم ألكسندر "منقذ أوروبا"، وترأس جلسة إعادة رسم خريطة أوروبا في مؤتمر فيينا سنة 1815، الأمر الذي جعل منه عاهل الهيئة التشريعية البولندية. منذ ذلك الوقت أضحت روسيا قوة رئيسية في الحملة التي نظمتها الدول الأوروبية التي هزمت نابليون. بالرغم من أن ألكسندر قد بدأ بعض الإصلاحات إلا أن الحكم العنيف ظل سائدًا في روسيا. في أوائل عام 1816 أصبح كثير من الشبان الأرستقراطيين ثوريين وأخذوا في تشكيل جماعات سرية وألفوا دساتير لحكم روسيا وأعدوا العدة للثورة. وفي ديسمبر سنة 1825م إندلعت ثورة الديسمبريين، حيث قاد ضباط الجيش الروسي حوالي 3,000 جندي في احتجاج ضد اعتلاء نيقولا الأول للعرش بعد موت شقيقه ألكسندر وتنحي شقيقه الأكبر قسطنطين عن خط الخلافة. واجتمعوا في ميدان مجلس الشيوخ في سانت بطرسبرغ ووصل جنود من جنود الحكومة لمواجهتهم. وبعد عدة ساعات أطلق الديسمبريون بعض الطلقات فما كان من جنود الحكومة إلا أن أطلقوا نيران مدافعهم وأنهوا بذلك الثورة.
أثرت ثورة الديسمبريين كثيرًا على الإمبراطور كما أخافته. فما كان منه إلا أن عزل الإرستقراطيين الذين كانوا يشغلون المناصب الحكومية وأحل محلهم بعض الضباط العسكريين. ثم قوى من قبضته على الصحافة والتعليم والسفر خارج روسيا، كما منع إنشاء المنظمات التي يمكن أن يكون لها بعض النفوذ السياسي ثم شكل ست إدارات حكومية متخصصة. وكانت من بين هذه الإدارات إدارة الشرطة السرية التي كانت تتولى معالجة المسائل الاقتصادية والسياسية المهمة. ومن خلال هذه الإدارات الخاصة تجنب نقولا الإجراءات العادية التي كانت تقوم بها الحكومة الروسية، كما أنه زاد من سيطرته على الحياة الروسية. أشتهر نيقولا بلقب شرطي أوروبا لأنه أرسل بعض جيوشه لقمع الثورات التي نشبت في بولندا والمجر، كما أعلن نفسه حاميًا للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وأثار حربين ضد الدولة العثمانية لذلك أستطاع في حرب عامي 1828 و1829 أن يضم لروسيا كثيرًا من الأراضي حول البحر الأسود. وفازت روسيا أيضًا بالحق في أن تبحر سفنها التجارية عبر المضايق التي تربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط. وكانت الدولة العثمانية تسيطر على هذه المضائق. في عام 1853 اندلعت حرب القرم بين روسيا والدولة العثمانية، وساعد البريطانيون والفرنسيون العثمانيين إذ كانت الدولتان تعارضان التوسع الروسي في البلقان. وهُزمت روسيا ووقعت على معاهدة باريس عام 1856، التي أجبرت روسيا على أن تتنازل عن بعض الأراضي التي أقتطعتها من الدولة العثمانية سابقًا، كما أن الاتفاقية منعت وجود البوارج الحربية والاستحكامات العسكرية في شواطئ البحر الأسود. مات القيصر نيقولا الأول سنة 1855 أثناء حرب القرم، وأصبح ابنه ألكسندر الثاني قيصر روسيا. وعلّمت الهزيمة التي حاقت بروسيا في حرب القرم هذا القيصر درسًا، وأبرزت تلك الهزيمة ضعف التنظيم العسكري والاجتماعي والسياسي الروسي. وقرر ألكسندر الثاني إصلاح روسيا بدءاً من القمة فألغى القنانة في عام 1861، وحرر الفلاحين،  وأدخل إصلاحات كثيرة على الجيش والنظام القضائي والتعليم والإدارة المحلية، ولم تطبق تلك القوانين بحرفيتها ففقدت مصداقيتها

زياد علي

زياد علي محمد