السبت، 4 أبريل 2020

اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب

الاضطراب ثنائي القطب  هو اضطراب نفسي يسبّب نوبات من الاكتئاب ونوبات من الابتهاج غير الطبيعي. تعدّ نوبات الابتهاج المذكورة، والتي تعرف أيضاً باسم الهوس أو الهوس الخفيف، ذات أهمّية في تشخيص الحالة وذلك اعتماداً على شدّتها أو إذا كانت أعراض الذهان بادية. تختلف نوبات الابتهاج غير الطبيعي عن الشعور بالابتهاج في الظروف الاعتيادية، إذ في الحالة المرضية يشعر المرء حينها بنشاط وسعادة وتهيّج غير طبيعي؛ كما أنّها تؤدّي بالشخص في بعض الأحيان للقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة أو مدروسة العواقب. تتضاءل الحاجة إلى النوم أثناء نوبات الهوس؛ في حين أنّه خلال نوبات الاكتئاب قد يظهر على الأشخاص المصابين أعراض من قبيل نوبات البكاء، كذلك النظرة السوداوية للحياة، بالإضافة إلى تجنّب الالتقاء مع الآخرين. يظلّ خطر الانتحار عند المرضى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب مرتفعاً، بنسبة تفوق 6%، في نفس الوقت قد تحدث أيضاً حالات من إيذاء النفس عند حوالي 30% إلى 40% من الحالات. يمكن لاضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب القلق أو اضطراب تعاطي المخدرات أن تكون مرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب.

لا تزال مسبّبات هذا الاضطراب غير مفهومة بوضوح؛ إلّا أنّ العوامل البيئية والوراثية يمكن أن يكون لها دور في ذلك. تتضمّن العوامل البيئية الخطرة وجود إساءة في مرحلة الطفولة أو حالات طويلة الأمد من التوتّر النفسي (الكرب)؛ في حين أنّ العديد من التأثيرات الجينية الصغيرة تساهم في خطر الإصابة بهذا الاضطراب النفسي؛ وتشير بعض الدراسات أنّ العوامل الوراثية هي الأكثر تأثيراً في الواقع، إذ يُعزى إليها حدوث حوالي 85% من الحالات.

ينقسم الاضطراب ثنائي القطب بصفةٍ عامّة إلى نوعين: النوع الأول يتميّز بحدوث نوبة هوس واحدة على الأقلّ، مع أو بدون نوبات اكتئابية؛ أمّا النوع الثاني فيتميّز بوقوع نوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف (وليس الهوس) ونوبة اكتئابية رئيسية (كبرى). قد تُشخّص حالات من اضطراب المزاج الدوروي عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض أقلّ شدّة وطويلة الأمد من الاضطراب ثنائي القطب. إنْ كانت الأعراض ناتجةً عن عقاقير أو مشاكل طبّية فإنّها تصنّف بشكل منفصل. من بين الحالات الأخرى التي قد تظهر بشكل مشابه، نجد مثلاً اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واضطرابات الشخصية الأخرى والفصام واضطراب تعاطي المخدرات بالإضافة إلى عددٍ من الحالات الطبّية الأخرى.

ليس من المتَطلّب إجراء اختبارات طبية في هذه الحالة لتشخيص المرض، على الرغم من ذلك، فلا بأس من القيام بتحاليل دمّ أو تصوير طبّي من أجل استبعاد المشاكل الأخرى.

يمكن معالجة الاضطراب ثنائي القطب بالأدوية والعقاقير المناسبة، مثل مثبّتات المزاج ومضادّات الذهان؛ إلى جانب العلاج النفسي. يمكن لمثبّتات المزاج أن تحسّنه وأن تقلّل من اضطرابه، وهي تشمل العلاج بالليثيوم وأنواع معيّنة من مضادات الاختلاج (مضادات نوبات الصرع) مثل أملاح الفالبروات وعقار كاربامازيبين. قد تتطلّب إدارة الحالة إجراء علاج لاإرادي في مستشفى الأمراض النفسية إذا كان المصابون غير متعاونين مع برنامج العلاج ويشكّلون خطراً على أنفسهم أو على الآخرين. قد يمكن معالجة المشاكل السلوكية الشديدة مثل التهيّج أو السوك العدواني باستخدام مضادّات ذهان قصيرة الأمد أو باستخدام عقاقير بنزوديازيبين. في نوبات الهوس يُنصَح بالتوقّف عن استخدام مضادّات الاكتئاب؛ وإذا استخدمت الأخيرة في نوبات الاكتئاب، فينبغي أن تُستخدَم مع مثبّتات المزاج. رغم عدم وجود دراسات كافية عنه بالشكل الكافي، إلّا أنّ المعالجة بالتخليج الكهربائي قد يُلجَأ إليها في حال عدم الاستجابة لوسائل العلاج الأخرى. في حال إيقاف العلاج، فإنّه يُنصَح بالقيام بذلك بشكل بطيء.

يعاني العديد من الأفراد من مشاكل مالية واجتماعية ومهنية جرّاء هذا الاضطراب؛ وتُصادَف تلك المشاكل في حوالي ربع إلى ثلث الأوقات وسطياً. بالإضافة إلى ذلك فإنّ المصابين بهذا الاضطراب قد يواجهون مشاكل متعلّقة بالوصمة الاجتماعية. يرتفع خطر الإصابة بالأمراض الأخرى مثل مرض القلب التاجي بمقدار الضعف عند المصابين بهذا الاضطراب نتيجة التغيّرات في نمط الحياة وبسبب التأثيرات الجانبية للعقاقير.

يصيب هذا الاضطراب حوالي 1% من السكّان عالمياً، كما يُقدَّر أنّ حوالي 3% من السكان في الولايات المتحدة عُرضةٌ في مرحلةٍ ما من حياتهم لهذا الاضطراب، وذلك بشكل متقارب بين الجنسين. يعدّ سن الخامسة والعشرين السنّ الأكثر شيوعاً لظهور أعراض هذا الاضطراب. قُدّرت الخسائر الاقتصادية المتعلّقة بهذا الاضطراب في الولايات المتحدة سنة 1991 بحوالي 45 مليار دولار؛ وذلك بشكل رئيسي بسبب الغياب عن الدوام في العمل، والذي قُدّر بحوالي 50 يوم في السنة.
التسمية
الاضطراب ثنائي القطب ^ (بالإنجليزية: Bipolar disorder)‏ ويسمى أيضًا:

الاضطراب ذو القُطبين.
الاضطراب ثنائي الاستقطاب
الاضطراب ذو الاتجاهين
الذهان الهوسي الاكتئابي
الهوس الاكتئابي
العلامات والأعراض
يتّسم كلٌّ من الهوس والاكتئاب بحدوث اضطرابات وتقلّبات في المزاج الطبيعي وفي النشاط النفسي الحركي وفي النظم اليوماوي وفي المعرفة. يمكن للهوس أن يُلاحَظ بمستويات مختلفة من اضطراب المزاج وذلك بشكل يتراوح من الابتهاج الطبيعي إلى الانزعاج والتهيّجية. يتضمّن العارض الرئيسي للهوس حدوث هياج نفسي حركي؛ كما يمكن للهوس أن يترافق مع هوس العظمة أو تسارع في الكلام وتوارد الأفكار أو الاندفاعية. يتمايز الهوس عن الهوس الخفيف بمدّة الحالة، إذ أنّ الهوس الخفيف أقصر، كما أنّه لا يترافق دوماً مع حدوث اختلال في الوظائف. لا تزال الآلية الحيوية المسؤولة عن التحوّل من نوبة الهوس إلى نوبة الاكتئاب، وكذلك بالاتجاه العكسي، غير مفهومة بالكامل.

نوبات الهوس
تتميّز نوبة الهوس بحدوثها عندما ينتاب المصاب مزاج يمكن أن يتراوح من الابتهاج إلى الهذيان وذلك لفترة لا تقلّ عن أسبوع؛ ويترافق ذلك مع المظاهر السلوكية التالية: الهياج النفسي الحركي، والتسارع في الكلام والأفكار، وقلّة الحاجة إلى النوم، وتقلّبات في الشهيّة، وقصر مدى الانتباه، والقيام بنشاطات مهيّجة محدّدة الهدف لكنها غير محسوبة العواقب، مثل فرط النشاط الجنسي أو التبذير. لكي تُشخَّص نوبة الهوس بشكل صحيح ينبغي على السلوكيات المذكورة أن تعيق قدرة الفرد المصاب على الاندماج في المجتمع أو الذهاب إلى العمل. في حال عدم علاجها قد يطول أمد نوبة الهوس من ثلاثة إلى ستّة أشهر.

قد يمكن أن يكون للأشخاص الذين ينتابهم الهوس سجلٌّ من تعاطي المخدرات قد يمتدّ لعدّة سنوات كوسيلةٍ للتداوي الذاتي؛ وفي أقصى الحدود يمكن لهؤلاء الأشخاص في أشد حالات الهوس أن يعانوا من الذهان وذلك بحالة انفصال عن الواقع؛ كما يمكن أن يترافق ذلك مع أوهام وهلوسات تدفعهم للشعور بأنهم في مهمّة مختارة أو أن لديهم قدرات خارقة. قد يؤدي ذلك إلى سلوك عنيف، ممّا قد ينتج عنه في بعض الأحيان الحاجة إلى الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية؛ ومن حيث المبدأ يمكن لمدى وشدّة أعراض الهوس أن تقاس باستخدام مقياس يونغ لتدرّج الهوس.

نوبات الهوس الخفيف
يمثّل الهوس الخفيف كما يوحي الاسم حالةً مخففّةً من الهوس، وذلك عندما تمتدّ الحالة لأربعة أيام على الأقلّ بأعراض مشابهة للهوس؛ ولكن من دون أن يسبّب ذلك انخفاضاً ملحوظاً في قدرة الفرد المصاب على التواصل الاجتماعي أو القيام بنشاط العمل اليومي، بالإضافة إلى عدم ظهور الأعراض المرافقة المميّزة للذهان مثل الوهام أو الهلوسة، ولا يتطلّب الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية. يمكن أن تُفهَم حالة الهوس الخفيف لدى البعض أنّها حيلة دفاعية ضد الاكتئاب؛ كما أنّ البعض ممّن يبدي حالة هوس خفيف قد يبدون مقداراً متزايداً من الإبداع، في حين أنّ البعض الآخر تكون أحكامهم مشوّشة وقراراتهم خاطئة.

من النادر أن تتطوّر نوبة الهوس الخفيف إلى نوبة هوس شديدة الأثر؛ في حالات نادرة قد تترك نوبة الهوس الخفيف شعوراً جيّداً لدى بعض الأشخاص الذين تتنابهم؛ على الرغم من أنّ أغلب الأشخاص الذين عاشوا تلك التجربة كانوا قد صرّحوا أن الكرب المرافق كان وقعه شديداً. بالرغم من ذلك فإنّ الأشخاص الذين ينتابهم الهوس الخفيف يميلون أن ينسوا آثار أفعالهم على المحيطين بهم؛ حتّى عندما تلاحظ العائلة والأشخاص المقرّبون حدوث تقلّب في المزاج، إلّا أنّ الفرد المصاب غالباً ما ينكر حدوث أيّ أمرٍ خاطئ.

إذا لم يرافق نوبة الهوس الخفيف أيّ نوبات اكتئاب فإنّ ذلك لا يعدّ علامةً من علامات الاضطراب ثنائي القطب النفسي؛ ولا تعدّ ذات إشكالية، إلّا إذا كان تقلّب المزاج غير منضبط. من الشائع أن تستمرّ أعراض نوبة الهوس الخفيف من عدّة أسابيع إلى عدّة أشهر.

نوبات الاكتئاب
تشمل علامات وأعراض نوبة الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب مشاعر متواصلة من الحزن والتهيّجية والغضب وانعدام التلذّذ وشعور غير مبرّر بالذنب وبفقدان الأمل؛ وعدم انتظام في النوم وذلك إمّا بحدوث مشاكل بالأرق أو بفرط النوم، وكذلك تغيّر في الشهيّة و/أو الوزن، وكذلك الإعياء ومشاكل بالتركيز، والشعور بالعزلة والسوداوية بالإضافة إلى كره الذات والشعور بعدم القيمة، والتفكير في الانتحار. في الحالات الشديدة، قد يعاني الفرد المصاب من أعراض الذهان مثل حدوث توهّمات أو هلوسات (أقل شيوعاً نوعاً ما). تستمرّ الحالة الاكتئابية الكبرى لفترة تزيد عن أسبوعين ويمكن أن تستمرّ لأكثر من ستّة أشهر إذا تُرٍكت دون علاج؛ وحينئذٍ ترتفع خطورة محاولة الانتحار.

كلّما كانت الحالة في أوّلها كلما زادت احتمالية أن تكون النوبات الأولى اكتئابية. بما أنّ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب يتطلّب حدوث نوبة هوس أو هوس خفيف، لذلك فإن العديد من الأشخاص المصابين يُشخَّصون بأنّ لديهم اضطراب اكتئابي وتوصَف لهم مضادّات اكتئاب وذلك بشكلٍ خاطئ.

حالات مختلطة
قد يحدث في بعض حالات الاضطراب ثنائي القطب أن تكون هناك حالات مختلطة تظهر فيها أعراض متزامنة من الهوس والاكتئاب. من الأمثلة على ذلك أن ينتاب المصاب أفكار متعلّقة بهوس العظمة وذلك بشكل متزامن مع ظهور أعراض اكتئابية مثل شعور عميق بالذنب أو الرغبة بالانتحار. تعدّ الحالات المختلطة عموماً ذات خطورة مرتفعة فيما يتعلّق بالميل نحو الانتحار لأنّ المشاعر الاكتئابية مثل فقدان الأمل تكون مترافقة مع مشاكل في ضبط المشاعر الاندفاعية. يمكن لاضطرابات القلق أن تُرافق بشكل متكرّر النوبات المختلطة للاضطراب ثنائي القطب أكثر من النوبات غير المختلطة لهذا الاضطراب.

ميزات مرافقة
الميّزات المرافقة للاضطراب ثنائي القطب هي ظواهر سريرية ترافق عادةً هذا الاضطراب ولكنها ليست جزءاً من الشروط التشخيصية له؛ فعلى سبيل المثال فإنّه عادةً ما يبدي بعض البالغين تغيّرات في العمليات المعرفية والمقدرات الذهنية؛ وهي تتضمّن مثلاً حدوث ضعف بالانتباه وبالوظائف التنفيذية وبالذاكرة. يختلف تعاطي الفرد المصاب مع البيئة المحيطة به حسب طور وحالة الاضطراب، خاصّةً مع وجود خواص وميّزات متفاوتة بين حالات الهوس والهوس الخفيف والاكتئاب. كما قد يواجه المصابون بالاضطراب ثنائي القطب صعوبةً في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية. هناك عدّة ميّزات مشتركة كان عدد من مصابي الاضطراب قد أبدوها في مرحلة الطفولة مثل عدم انتظام المزاج واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

المراضة المشتركة
يمكن لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب أن يتعقّد في حال وجود حالات مراضة نفسية مشتركة، وتلك تتضمّن كلّ من: الاضطراب الوسواسي القهري أو اضطراب تعاطي المخدرات أو اضطراب الأكل أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو الرهاب الاجتماعي أو المتلازمة السابقة للحيض (بما في ذلك اضطراب مزعج سابق للحيض) أو اضطراب الهلع.

من المفيد إجراء تحليل دقيق للدراسات الطولية على أعراض ونوبات الاضطراب ثنائي القطب، لأنّها تفيد في وضع خطّة علاج وذلك في حال تداخل تلك الحالات المرضية.

الأسباب
تتفاوت أسباب الاضطراب ثنائي القطب غالباً بين الأفراد المصابين به، ولا تزال الآلية الدقيقة المسبّبة لهذا الاضطراب غير معروفة. يُعتقَد أنّ العوامل الوراثية تسبّب حوالي 60% - 80% من خطورة تطوّر الأعراض، ممّا يشير إلى الدور الكبير للوراثة في هذا الاضطراب. قُدّرَت القابلية الكلّية لانتقال هذا الاضطراب بالوراثة بمقدار 0.71.

رغم محدودية العيّنة الإحصائية في الدراسات التوأمية على هذا الاضطراب إلّا أنّها أظهرت الدور الكبير للعوامل الوراثية، بالإضافة إلى تأثير العوامل البيئية. ففي دراسة على النمط الأول من الاضطراب ثنائي القطب كان معدل توافق الإصابة على التوائم المتماثلة (جينات (مورثات) متطابقة) بمقدار 40%؛ وذلك بالمقارنة مع حوالي 5% فقط في حالة التوائم غير المتماثلة. من جهةٍ أخرى، فإنّ الدراسات على اشتراك أعراض النمط الأول من الاضطراب مع النمط الثاني أو إظهار أعراض مزاج دوروي أعطت نتائج مشابهة، إذ كانت النتيجة 42% في التوائم المتماثلة مقابل 11% في التوائم غير المتماثلة، مع نسبةٍ أقلّ نسبياً في الاضطراب ثنائي القطب من النمط الثاني، ممّا يعكس غالباً التغاير في هذه الحالة.

هناك تراكب في النتائج مع الاكتئاب الأعظمي (أحادي القطب)؛ وفي حال أخذه بعين الاعتبار في الدراسات التوأمية تصبح النسبة 67% في التوائم المتماثلة و19% في التوائم غير المتماثلة. إنّ النسبة المنخفضة لتوافق الاضطراب لدى التوائم غير المتماثلة في الدراسات التوأمية يمكن أن يشير إلى محدودية التأثير البيئي؛ ولكن صغر العينة الإحصائية يجعل تعميم هذه النتائج غير صحيحاً بالكامل. من جهةٍ أخرى، قد تلعب الهرمونات دوراً في أعراض هذا الاضطراب، فقد وجدت علاقة بين هرمون الإستروجين والاضطراب ثنائي القطب لدى النساء.

العوامل الوراثية
تقترح دراسات علم الوراثة السلوكي أنّ العديد من مناطق الكرموسومات (الصبغيات) والجينات المرشّحة لها علاقة مع العرضة بالإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، إذ أنّ كلّ اضطراب جيني له أثر متوسّط الشدّة وسطياً. إنّ خطورة الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب لدى أقارب المصابين به من الدرجة الأولى هي أكبر بعشر مرّات بالمقارنة مع العيّنة الإحصائية العامّة (جمهرة السكان)؛ وبشكل مشابه، فإنّ خطورة الإصابة بالاضطراب الاكتئابي لدى الأقارب من الدرجة الأولى للمصابين بالاضطراب ثنائي القطب هي أعلى بثلاث مرّات من العينة الإحصائية العامّة (جمهرة السكان).

على الرغم من أنّ أوّل ارتباط جيني للهوس كان سنة 1969، إلّا أنّ دراسات الارتباط تلك كانت متضاربة. لم تبدِ آخر دراسة واسعة وشاملة للترابط الجينومي الكامل (GWAS) وجود أيّة صلة بين أيّ موقع كروموسومي معيّن وبين هذا الاضطراب، ممّا يوحي بعدم مسؤولية جين معيّن بحدّ ذاته عن حدوث الاضطراب في أغلب الحالات. بالمقابل وجدت دراسات أنّ تعدّد الأشكال في كلّ من عامل التغذية العصبية المستمدّ من الدماغ (BDNF) ومستقبل دوبامين D4 ‏ (DRD4) وأكسيداز الحمض الأميني D ‏ (DAAO) وكذلك النظير الإنزيمي لهيدروكسيلاز التريبتوفان (TPH1) يرتبط بشكلٍ متكرّر مع الاضطراب ثنائي القطب، وكان ذلك الربط ناجحاً في تحليل تلوي، إلّا أنّه لم ينجح بعد التصحيح من أجل التجريب المتكرّر. بالإضافة إلى ذلك، وُجدت هناك علاقة بين النظير الإنزيمي الآخر لهيدروكسيلاز التريبتوفان (TPH2) وبين هذا الاضطراب.

بناءً على تضارب النتائج المستحصلة من دراسة الربط الجينومي الكامل نهجت عدّة دراسات منحى تحليل بيانات تعدّد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNPs) في المسارات الحيوية. تتضمّن عملية تأشير المسارات الحيوية التي عادةً ما تترافق مع الاضطراب ثنائي القطب تأشير كلّ من الهرمون المطلق لموجهة القشرة (CRH) ومستقبل β الأدريناليني القلبي، وفوسفوليباز C ومستقبل الغلوتامات. يترافق الاضطراب ثنائي القطب مع تعبير أقلّ لإنزيمات معيّنة مسؤولة عن ترميم الدنا ومستويات متزايدة من تضرّر الدنا الطبيعي التأكسدي. وجدت علاقة نوعاً ما بين تأثير العمر الأبوي وبين ازدياد احتمالية الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب في الذرّية، وذلك بشكل متوافق مع فرضية زيادة حدوث الطفرات.

العوامل البيئية
تلعب العوامل النفسية الاجتماعية دوراً مهمّاً في تطوّر وفي مسار الاضطراب ثنائي القطب، ويمكن للمتغيّرات النفسية الاجتماعية الفردية أن تتآثر مع نزعة العوامل الوراثية. من المحتمل أن يكون لأحداث الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية الشخصية دورٌ في وقوع وتكرار نوبات تقلّب المزاج ثنائي القطب، كما هو الحال في حالات الاكتئاب أحادية القطب (أحادية الاتجاه). وفقاً لبيانات استقصاء إحصائي فإنّ 30-50% من البالغين الذين شُخّصوا بالاضطراب ثنائي القطب كانوا قد أقرّوا بمرورهم بتجارب سيّئة في مرحلة الطفولة؛ وذلك يتوافق مع ظهور الأعراض المبكّرة وارتفاع معدّل محاولات الانتحار، وكذلك ارتفاع احتمالية ترافق أعراض اضطرابات أخرى مثل اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية. إنّ عدد الحالات المسببة للكرب في مرحلة الطفولة يكون أعلى منه لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب بالمقارنة مع غير المصابين، خاصّةً لدى أولئك الذين نشأوا في ظروفٍ قاهرةٍ قاسية.-

العوامل العصبية
بشكلٍ أقلّ شيوعاً فإنّ الاضطراب ثنائي القطب يمكن له أن يكون بسبب حالة أو إصابة عصبية معيّنة مثل حدوث سكتة أو إصابة دماغية رضّية أو التصلّب المتعدّد أو البرفيرية؛ وبشكل أقلٍّ صرع الفصّ الصدغي.

الآلية
من الممكن أن يكون الاختلال في بنية و/أو وظيفة الدارات العصبية الدماغية مسؤولاً عن الاضطراب ثنائي القطب. بيّنت تحليل تلوية لدراسات بنيوية بالتصوير بالرنين المغناطيسي لمصابين بهذا الاضطراب وجود تقلّص في حجم عدّة مناطق منها القسم المنقاري الأيسر في القشرة الحزامية الأمامية والفص الجزيري الجبهي والجانب البطني من القشرة أمام جبهية ومنطقة العائق في الدماغ. بالمقابل لوحظت زيادة في حجم مناطق أخرى مثل البطين الجانبي والكرة الشاحبة وباحة التلفيف الحزامي الأمامي (باحة برودمان 25) واللوزة الدماغية، بالإضافة إلى الشدّة المفرطة في صور المادّة البيضاء.

اقترحت نتائج وفق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أنّ التحوير أو التضمين غير الطبيعي بين المناطق أمام الجبهية والحوفية، خاصّةً في منطقة اللوزة الدماغية، هو المسؤول غالباً عن الضبط العاطفي الضعيف وعن أعراض تباين المزاج.

يزيد العلاج الدوائي للهوس من نشاط الجانب البطني من القشرة أمام جبهية، وذلك بشكل يجعله أقرب للحالات الطبيعية، ممّا يدعم الاقتراح أنّ نشاط تلك المنطقة من الدماغ يعدّ مؤشّراً على حالة المزاج. عادةً ما يتمّ تمييز نوبات الهوس والاكتئاب عن طريق المقارنة في الاختلال الوظيفي بين الجهة البطنية والظهرية في القشرة أمام جبهية. في أثناء المهمّات التي تتطلّب سواءً انتباهاً أو استرخاءً فإنّ الهوس يكون مترافقاً مع تناقص نشاط القشرة الجبهية الحجاجية، في حين أنّ الاكتئاب يترافق مع ازدياد الاستقلاب الاسترخائي. بشكلٍ متّسق مع الاضطرابات العاطفية الحاصلة بسبب حدوث آفة، فإنّ الهوس والاكتئاب يمكن تمييزهما مكانياً حسب الجانب في القشرة أمام جبهية من حيث الاختلال الوظيفي، إذ يترافق الاكتئاب بشكلٍ أساسي مع الجانب الأيسر، في حين أنّ الهوس يترافق مع الجانب الأيمن في القشرة أمام الجبهية. لوحظ اختلال النشاط في الجانب الباطني من القشرة أمام الجبهية مع فرط النشاط في اللوزة أيضاً أثناء حالة اعتدال المزاج لدى المصابين، وكذلك لدى أقاربهم الأصحّاء، ممّا يشير إلى وجود سمات سائدة محتملة. يظهر المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أثناء غياب النوبات (حالة اعتدال المزاج) وجودَ ضعفٍ في نشاط التلفيف اللساني، في حين أنّه أثناء نوبة الهوس يلاحظ لديهم انخفاض النشاط في الفص الجبهي السفلي؛ بالمقابل فلا يلاحظ وجود أيّ فرق فيما ذُكر أثناء نوبة الاكتئاب.

يبدي الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب نشاطاً متزايداً في المناطق الحوفية البطنية في الشقّ الأيسر من الدماغ، مقابل انخفاض في النشاط في البنى اللحائية القشرية في الشقّ الأيمن من الدماغ المرتبطة بالمعرفة. اقترحت دراسة حالة من حالات الاضطراب ثنائي القطب أنّ فرط الحساسية في دارات نظام المكافأة في الدماغ، من بينها الدارة الجبهية المخطّطية، من مسبّبات حدوث الهوس، وأنّ انخفاض الحساسية في تلك الدارات هو المسبّب للاكتئاب.

هناك دلائل على وجود ترابط بين حدوث حالات الكرب والتوتر النفسي في المراحل المبكّرة من العمر وبين الاختلال الوظيفي في المحور الوطائي-النخامي-الكظري ممّا يؤدّي إلى تزايد حساسيته، وذلك قد يلعب دوراً في فهم حالة النشوء المرضي لحالة الاضطراب ثنائي القطب. يُعتقَد أيضاً أنّ هناك دورٌ لمكوّنات خلايا الدماغ العصبية في حدوث هذا الاضطراب، مثل الميتوكندريون (المتقدّرة)، ومضخّة الصوديوم والبوتاسيوم؛ بالإضافة إلى دور النَظْم اليوماوي وانضباط مستوى هرمون الميلاتونين في الجسم.

الكيميائية العصبية
بيّنت الدراسات أنّ الدوبامين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن دورة المزاج، يزداد نقله في طور الهوس. تنصّ فرضية الدوبامين أنّ الازدياد في الدوبامين يؤدّي إلى استتباب التنظيم الجيني لأنظمة ومستقبلات مهمّة، مثل زيادة المستقبلات المقترنة بالبروتين ج وذلك بأثر الدوبامين؛ ممّا يؤدّي إلى تناقص نقل الدوبامين، وهي حالة مميّزة لطور الاكتئاب. ينتهي الطور الاكتئابي بطور استتباب مرحلي مؤقّت، ومن ثَمَّ لتعود الكرّة من جديد.

لوحظ أنّ تركيز الغلوتامات يزداد بشكل كبير ضمن القسم الأيسر من القشرة أمام جبهية الظهرية الجانبية أثناء طور الهوس في الاضطراب ثنائي القطب، ثمّ ليعود إلى المستويات الطبيعية عند تجاوز تلك النوبة. من المحتمَل أن يعود الازدياد في تركيز حمض غاما-أمينو البوتيريك إلى خللٍ في المراحل الأولى من هجرة الخلايا أثناء تكوّن الدماغ عند مرحلة التصفيح، أيْ مرحلة تَطَبُّق الخلايا لتشكيل البنى في القشرة المخّية.

يمكن أن يتمّ التأثير العلاجي للأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج الاضطراب ثنائي القطب عن طريق تنظيم وضبط التأشير بين الخلايا، مثل استنزاف مستويات إينوزيتول وتثبيط التأشير عبر أحادي فوسفات الأدينوسين الحلقي، وعن طريق تغيير البروتينات ج المقترنة. وُجدَ أيضاً ازدياد في تعبير وحساسية بروتين كيناز ألفا، بالإضافة إلى مستويات مرتفعة من الوحدات البنائية لعدّة أنماط من البروتينات G مثل Gαi وGαs وGαq/11 في الدماغ وعيّنات الدم.

لوحظت مستويات منخفضة من حمض 5-هيدروكسي إندول الأسيتيك، وهو ناتج ثانوي من استقلاب السيروتونين، في السائل الدماغي الشوكي لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، وذلك خلال كلّ من نوبَتي الهوس والاكتئاب. أظهرت دراسة مراجعة لهذا الاضطراب عدم وجود فرق في مستويات النواقل العصبية أحادية الأمين، ولكنّها وجدت مستويات مرتفعة غير طبيعية من نورإبينفرين لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. وجد أن نضوب التيروسين يقلّل من آثار عقاقير ميثامفيتامين لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، وكذلك من أعراض الهوس.

التشخيص
عادةً ما يُشخّص الاضطراب ثنائي القطب أثناء مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكّر؛ ولكن على العموم يمكن لأعراض هذا الاضطراب أن تظهر في مراحل الحياة المختلفة. يصعب تمييز هذا الاضطراب عن الاضطراب الاكتئابي أحادي القطب، ويمكن أن يتأخّر التشخيص الصحيح لمدّة وسطية تتراوح بين 5-10 سنوات بعد ظهور الأعراض. يأخذ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب عدّة عوامل في الحسبان، منها التقارير الذاتية للأعراض من الأفراد المصابين أنفسهم؛ وكذلك للسلوكيات الغريبة الملاحَظة من قبل أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل؛ بالإضافة إلى الأعراض التي يُشخّصها الطبيب النفسي المختصّ، وكذلك الإطّلاع على التقارير الطبّية من أجل استثناء مسبّبات مرضية فيزيولوجية. وُجدَ أنّه أثناء استخدام مقدّم الرعاية لمقاييس التدرّج في التشخيص، فإنّ البيانات المقدّمة من الأمّ تكون أكثر دقّة من المعلّم وتقارير التقييم المدرسية في تخمين احتمالية حدوث الاضطراب ثنائي القطب لدى اليافعين. عادةً ما يُجرى تقييم الحالة في العيادات النفسية الخارجية؛ إذ أنّ الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية يحدث عندما يشكّل المصاب خطراً على نفسه أو على الآخرين.

هناك معايير لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب، وأكثرها شهرةً الموضوعة من منظّمة الصحة العالمية والمنشورة في تقرير المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-10)؛ وكذلك الموضوعة من الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، والمنشورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في طبعته الأخيرة الخامسة (DSM-5)، والتي وصفت المعايير بشكل أكبر دقّة عن الموجودة في الطبعة الرابعة. تُستخدَم معايير ICD-10 على نطاق عالمي في الدراسات السريرية والأبحاث، في حين أنّ معايير DSM تُستخدَم بشكلٍ أكبر على نطاقٍ محلّي في الولايات المتّحدة.

يمكن أن تفيد المقابلات شبه المهيكلة في تأكيد حالة الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب مثل KSADS أو SCID؛ كما تستخدم عدّة مقاييس تدرج من أجل تقييم الحالة، مثل BSDS أو MDQ أو GBI أو HCL-32. لا يغني التقييم باستخدام مقاييس التدرّج عن إجراء مقابلة مع طبيب نفسي مختصّ مبنيّة على أساس منهجي لجمع كافة الأعراض. من جهة أخرى، فإنّ الأجهزة والوسائل المستخدمة في مسح الاضطراب ثنائي القطب ذات حساسية منخفضة.

التشخيص التفريقي
هناك عدّة اضطرابات نفسية أخرى لها أعراض مشابهة لأعراض الاضطراب ثنائي القطب. تتضمّن تلك الاضطرابات كلّ من الفصام، والاضطراب الاكتئابي، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، بالإضافة إلى اضطرابات نفسية محدّدة مثل اضطراب الشخصية الحدّي.

على الرغم من عدم وجود اختبارات وتحاليل حيوية للاضطراب ثنائي القطب، إلّا أنّ إجراء تحليل للدم و/أو تصوير شعاعي يمكن أن يستثني حالات فيزيولوجية أخرى. إذ يمكن لحالات مرضية أن تحاكي أعراض الاضطراب ثنائي القطب، ومن أمثلتها التصلّب المتعدد والصرع الجزئي والسكتة الدماغية الجزئية المعقّدة وأورام الدماغ وداء ويلسون والإصابة الدماغية الرضّية وداء هنتنغتون، بالإضافة إلى الحالات المعقّدة من الصداع النصفي. يمكن استخدام تخطيط أمواج الدماغ من أجل استبعاد الاضطرابات العصبية مثل الصرع، كما يمكن استخدام المسح بالتصوير المقطعي المحوسب أو بالتصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد وجود أيّ آفة أو علّة دماغية. هناك أيضاً أمراض داخلية لها أعراض تتداخل أيضاً مع الاضطراب ثنائي القطب، مثل قصور أو فرط الدرقية أو داء كوشينغ أو مرض النسيج الضام المتمثّل بالذئبة الحمامية الشاملة؛ كما هناك أمراض واعتلالات أخرى يمكن أن تسبّب حالات من الهوس مشابهة لنوباته في الاضطراب ثنائي القطب مثل الزهري العصبي أو التهاب الدماغ الحلئي، وكذلك مرض نقص الثيامين.
يتضمّن طيف اضطرابات ثنائي القطب: الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول ومن النوع الثاني ومن اضطراب المزاج الدوروي، بالإضافة إلى حالات دون العتبة التشخيصية، والتي تسبّب حالات سريرية مزعجة ومُكرِبة للمصابين بها؛ كما يشمل الطيف أيضاً الحالات المختلطة التي تظهر فيها الأعراض المميّزة لكلتا حالتي المزاج (القطبين) في هذا الاضطراب. يشبه المبدأ المعتمد في تقسيم الاضطرابات في الطيف ثنائي القطب المبدأ الأصلي الذي اعتمده إميل كريبيلن في وصف اضطراب الاكتئاب الهوسي.

المعايير والأنواع
يصف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والتصنيف الدولي للأمراض الاضطراب ثنائي القطب بأنه طيف من الاضطرابات تحدث بشكل متّصل. يصنّف DSM-5 ثلاثة أنواع مميّزة لهذا الاضطراب:

اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: والذي يكون فيه حدوث نوبة هوس واحدة ضرورياً لتشخيص الحالة؛ بالمقابل تكون نوبات الاكتئاب أكثر شيوعاً في أغلب حالات الإصابة بالنوع الأول من الاضطراب. من أجل تقييم الاضطراب يمكن أن تستخدم تعابير معيّنة مثل: «لطيف أو متوسط أو متوسط إلى شديد أو شديد أو مترافق مع ميّزات الذهان».
اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يتّسم هذا النوع بأنّه لا تحدث فيه نوبات الهوس العادي إنما نوبة واحدة أو أكثر من نوبات الهوس الخفيف وكذلك الأمر من نوبات الاكتئاب. لا تكون نوبات الهوس الخفيف مترافقة مع أعراض الذهان، ولا تصل إلى الحدّ الأقصى الذي تصل له نوبات الهوس العادي، بحيث لا تتسبّب بإفساد المحيط الاجتماعي أو المهني. مجموع هذه الأمور يجعل من النوع الثاني من الاضطراب ثنائي القطب صعب التشخيص.
دوروية المزاج: وهي تصنّف عندما يكون هناك سجلّ من نوبات الهوس الخفيف مترافقة مع نوبات من الاكتئاب، إلّا أنّ الأخيرة لا تكون بالشدّة الكافية لتحقّق معايير نوبات الاضطراب الاكتئابي.
في هذه الحالات يقوم المعالج النفسي عند تقييم الحالة بدراسة الأعراض من أجل تمييز الأنماط عن بعضها.

التقلّب السريع
إنّ أغلب الأشخاص الذين يحقّقون معايير الاضطراب ثنائي القطب يعانون من عددٍ من النوبات، والتي تتراوج وسطياً بين 0.4 إلى 0.7 سنوياً، والتي تدوم من ثلاثة إلى ستّة أشهر. يستخدم تعبير «التقلّب السريع» في وصف حالة أيّ نوع من أنواع طيف الاضطراب ثنائي القطب، وهو يعرف بحدوث أربع حالات أو أكثر من نوبات تقلّب المزاج في السنة، وهو عارض يوجد عند نسبة معتبرة من المصابين بهذا الاضطراب. يفصل بين تلك النوبات حالات من الشفاء الجزئي أو الكلّي لفترة تبلغ شهرين على الأقل؛ أو قد يحدث بالمقابل تحوّل في نمط النوبة بشكل سربع (من النوبة الاكتئابية إلى نوبة هوس، أو بالعكس).

من جهة أخرى وصفت حالات يكون فيها التقلّب سريعاً (غضون أيام) أو سريعاً جداً لأكثر من مرة خلال اليوم نفسه. لا يزال أسلوب العلاج الدوائي لهذا النوع من التقلّب السريع شحيحاً من حيث المعلومات، بحيث لا يوجد إجماع طبي بهذا الشأن.

الوقاية
ركّزت محاولات للوقاية من الاضطراب ثنائي القطب على التوتّر النفسي (أو الكرب) الناتج بسبب تجارب سيّئة في مرحلة الطفولة مثل النشوء في عائلة مليئة بالشجارات؛ وعلى الرغم من أن كون ذلك ليس عاملاً محدّداً مسبّباً للاضطراب، إلّا أنّ الوقاية منه قد يخفّف على الأشخاص، الذين هم عرضة للإصابة بسبب العوامل الجينية الوراثية والحيوية، من خطورة معايشة تجارب أشدّ وطأةً لهذا الاضطراب. لا تزال النقاشات دائرة فيما يخصّ العلاقة بين المرجوانا والاضطراب ثنائي القطب.

إدارة العلاج
هناك عددٌ من الوسائل العلاجية للاضطراب ثنائي القطب، سواءً أكان دوائياً أو نفسياً.

قد يكون الإيداع إلى مستشفى الأمراض النفسية ضرورياً، خاصّةً إذا ترافقت الحالة مع نوبات هوس كما هو الحال في النوع الأول من هذا الاضطراب؛ وقد يكون الإيداع إمّا طوعياً، أو في بعض الحالات جبرياً (وذلك حسب القوانين المحلّية للبلد). أصبحت الإقامة طويلة الأمد في مستشفى الأمراض النفسية أقلّ شيوعاً، خاصّةً مع التوجّه نحو التقليل من الإقامة الطويلة في تلك المصحّات النفسية؛ رغم أنّها لا زالت ممكنة الحدوث.

هناك عدّة خدمات داعمة يمكن القيام بها بعد (أو بدلاُ من) الإدخال إلى المشفى، وتلك تتضمّن مراكز إيواء، أو زيارات من فريق المعالجة الإلزامية المجتمعية، أو الدعم في مجال التوظيف، أو مجموعات دعم يقودها مرضى آخرون، أو برامج مكثّفة خارج المشفى. تُدعى تلك الخدمات أحياناً برامج معالجة جزئية.

النفسية
يهدف العلاج النفسي إلى التخفيف من الأعراض الرئيسية، وإلى التعرّف على مسبّبات النوبة، وإلى التقليل من المشاعر السلبية في العلاقات الاجتماعية، وإلى التعرّف على بوادر الأعراض قبل تكرار حدوثها بشكلها الشديد، وإلى التدرّب على العوامل التي تحفّز التماثل إلى الشفاء. تدلّ النتائج أنّ وسائل العلاج النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج العائلي والتربية النفسية لها أكبر قدر من النجاعة في الحماية من الانتكاس؛ في حين أنّ علاج الإيقاع الشخصي المتناسق والعلاج السلوكي المعرفي هي وسائل علاج ناجعة في التقليل من الأعراض الاكتئابية المتبقّية. تركّز أغلب الدراسات على النمط الأول من الاضطراب، كما أنّ العلاج خلال النوبات الشديدة يرافقه الكثير من التحدّيات. يؤكّد بعض الأطباء السريريون على الحاجة إلى التحدّث مع الأفراد الذين يعانون من حالة الهوس، وذلك من أجل تشكيل علاقة علاجية تفيد بالتسريع في التعافي.

الدوائية
يوجد عدد من الأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج الاضطراب ثنائي القطب. يعدّ العلاج بالليثيوم من أفضل الوسائل العلاجية الدوائية لهذا الاضطراب، حيث يخفّف من الآثار الحادّة لنوبات الهوس، ويمنع معاودتها، وكذلك الأمر بالنسبة لنوبات الاكتئاب. يقللّ العلاج بالليثيوم من مخاطر الانتحار وإيذاء النفس عند المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. من غير الواضح فيما إن كان الكيتامين مفيداً في حالات هذا الاضطراب.

مثبّتات المزاج
هناك عدد من العقاقير المثبّتة للمزاج منها مضادّات الاختلاج وكاربامازيبين ولاموتريجين وحمض الفالبرويك (أو أملاح الفالبروات الموافقة)، والتي تستخدم لمعالجة الاضطراب ثنائي القطب. تستخدَم هذه المثبّتات للمعالجة طويلة الأمد، إلّا أنّها لم تظهر قدرةً على معالجة حالات الاكتئاب الشديدة بشكلٍ سريع. يُفضَّل استخدام العلاج بالليثيوم لحالات تثبيت المزاج طويلة الأمد. يعالج عقار كاربامازيبين نوبات الهوس بشكل فعّال، مع وجود دلائل على أنّ الفائدة الكبرى منه تكون في حالات الاضطراب ثنائي القطب سريعة التكرار، أو الحالات المترافقة مع أعراض الذهان، أو التي لها سمة فصامية سريرية؛ بالمقابل فإنّه أقلّ فعالية في الحدّ من حالات معاودة الإصابة بالمقارنة مع الليثيوم أو الفالبروات. يمكن استخدام أملاح الفالبروات وصفةً علاجية فعّالة لنوبات الهوس. أمّا عقار لاموتريجين فيعدّ دواءً ناجعاً في معالجة نوبات الاكتئاب ثنائي القطب، وخاصّةً في الحالات الشديدة منها. كما أبدى فعالية أيضاً في الحدّ من تكرار معاودة الإصابة، رغم وجود شكوك عن صحّة تلك الدراسات. من جهة أخرى، لا تزال فعالية عقار توبيرامات غير معروفة.

مضادّات الذهان
تعد مضادّات الذهان فعّالة للمعالجة قصيرة الأمد لنوبات الهوس في الاضطراب ثنائي القطب، بحيث أنّها تمتاز عن العلاج بالليثيوم ومضادّات الاختلاج في ذلك الصدد. يمكن أن تستخدَم المضادّات غير النمطية للذهان في معالجة حالات الاكتئاب مع مثبّتات المزاج. من المحتمل أن يكون أولانزابين فعالاً في الحدّ من حالات معاودة حدوث الاضطراب، رغم شحّة الدلائل الداعمة لذلك الأمر بالمقارنة مع الليثيوم.

مضادّات الاكتئاب
لا ينصح باستخدام مضادّات الاكتئاب لوحدها في معالجة الاضطراب ثنائي القطب، ولم يوجد لها أي منفعة إضافية بالمقارنة مع مثبّتات المزاج؛ كما أنّ المضادّات غير النمطية للذهان (مثل أريبيبرازول) مفضّلة على مضادات الاكتئاب، لعدم فعالية الأخيرة في معالجة هذا الاضطراب.

وسائل أخرى
من الممكن استخدام البنزوديازيبينات لفترة قصيرة بالتزامن مع أدوية أخرى لعلاج الاضطراب ثنائي القطب حتى الوصول إلى مرحلة ثبات المزاج. من المحتمل أن يكون أسلوب المعالجة بالتخليج الكهربائي نافعاً في بعض الحالات الشديدة المترافقة باضطراب المزاج، خاصّةً عند ظهور أعراض الذهان أو الجامود (شذوذ الحركة الفصامي)؛ وقد يستخدم مع النساء الحوامل اللواتي يعانين من هذا الاضطراب، وذلك من أجل تجنّب استخدام العقاقير.

بالنسبة لوسائل الطب البديل فقد اقترح استخدام الأحماض الدهنية أوميغا 3 في مكافحة أعراض الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب، ولكن ليس لنوبات الهوس؛ وذلك على الرغم من شحّة المصادر العلمية الرزينة التي تدعم هذا الرأي.

المآل
يعدّ الاضطراب ثنائي القطب من المشاكل الصحّية الكبيرة المنتشرة على نطاق العالم، وذلك بسبب تزايد معدّل الإصابة به، وتزايد وفيّات اليافعين؛ كما أنّ الحالة يمكن أن ترافق المصاب طوال العمر، رغم مرور فترات من التعافي الجزئي أو الكلّي بين نوبات الانتكاس المتكرّرة. يترافق الاضطراب أيضاً مع مشاكل نفسية وطبّية أخرى، بالإضافة إلى ارتفاع نسب التشخيص الخاطئ أو المتأخّر، ممّا يحول دون التدخّل العلاجي الملائم، ممّا يسهم بالنهاية في تدنّي نسب مآل (تكهّنات سير المرض) الإيجابية. حتّى بعد إجراء التشخيص فإنّه يبقى من الصعب الوصول إلى حالة الشفاء التامّ من كلّ الأعراض، إذ أنّ وسائل العلاج الحالية، سواءً النفسية أو الدوائية، قد لا تكون كافية للتخلّص من الأعراض التي تزداد شدّةً مع مرور الوقت.

إنّ التجاوب مع البرنامج العلاجي الدوائي قد يكون عاملاً مهمّاً في تخفيض معدّل وشدّة حالات الانتكاس، وكذلك يكون له أثراً إيجابياً في التكهّن بمآل هذا الاضطراب. من جهة أخرى، فإنّ العلاج بالعقاقير يصاحبه آثار جانبية حسب نوعها، مع وجود إحصائية تفيد أنّ أكثر من 75% من الأفراد المصابين بالاضطراب ثنائي القطب لا يلتزمون ببرنامجهم العلاجي الدوائي لأسبابٍ مختلفة.

تعدّ حالة التقلّب السريع (أربع نوبات أو أكثر في السنة) أسوأ أنماط الاضطراب المختلفة مآلاً؛ وذلك بسبب ارتفاع معدّلات إيذاء النفس والانتحار. وُجد أنّ الأفراد المصابين والذين لديهم سجلّ عائلي من حالات الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب هم أكثر عرضةً لتكرار نوبات الهوس أو الهوس الخفيف. إنّ ظهور الأعراض في عمر ٍمبكّر وحدوث أعراض الذهان هي أصعب الحالات علاجاً؛ بالإضافة إلى الأنماط الفرعية من الاضطراب اللامستجيبة للعلاج بالليثيوم.

يؤدّي التشخيص والتدخّل العلاجي المبكّر إلى تحسين مآل هذا الاضطراب، خاصّةً أنّ الأعراض في المراحل المبكّرة أقلّ شدّةً وأكثر تجاوباً للعلاج. وُجدَ أنّ ظهور أعراض الاضطراب بعد مرحلة المراهقة له نسب تكهّن إيجابية أكبر، وذلك لدى الجنسين، رغم أنّ الذكور أقلّ عرضةً للتعرّض لنوبات اكتئاب شديدة؛ بالمقابل فإنّ تحسين حالة الترابط الاجتماعي (مثل بناء عائلة أو الإنجاب) لدى النساء قبل تطوّر أعراض الاضطراب ثنائي القطب يؤدّي إلى التقليل من حالات الانتحار.

الأداء الوظيفي
عادةً ما يعاني المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من انحدار في الوظائف العقلية الإدراكية المعرفية أثناء (أو قبل) النوبات الأولى، والتي بعدها يصبح عادةً حدوث درجة معيّنة من الاضطراب المعرفي أمراً مستمرّاً، وذلك بشكل واضح في الحالات شديدة الحدّة، وبشكل أقلّ في فترات التعافي. نتيجةً لذلك، فإنّ حوالي ثلثي الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب تظهر لديهم عوارض مشاكل نفسية اجتماعية بين النوبات، حتّى وإن كانت حالة المزاج تشير إلى حالة من التعافي. تُلاحَظ هذه الظاهرة في نمطي الاضطراب ثنائي القطب، الأوّل والثاني، وإن كان هذا الاختلال يُلاحَظ بدرجةٍ أقلّ عند المصابين بالنمط الثاني. يزداد ملاحظة العوز المعرفي عادةً مع تطوّر حالة الإصابة بهذا الاضطراب؛ إذ يتناسب الوصول إلى درجةٍ متقدّمة من الاختلال المعرفي مع عدد نوبات الهوس والإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية، ومع ظهور أعراض الذهان. يسهم التدخّل العلاجي المبكّر في الإبطاء من تطوّر حالة الاختلال المعرفي؛ في حين أنّ العلاج في المراحل المتأخّرة يساعد في التقليل من الضيق والتبعات السلبية المترافقة لهذا الاختلال.

على الرغم من الأهداف الحياتية الطموحة التي يعبِّر عنها المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أثناء نوبة الهوس، إلّا أنّ أعراض الهوس تضعضع من قدرتهم على تحقيقها، ممّا يؤثّر سلباً على وظائفهم الاجتماعية والوظيفية. إذ بيّنت إحصائية أنّ حوالي ثلث الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يبقون عاطلين عن العمل لمدّة سنة بعد إدخالهم المستشفى إثر نوبة الهوس. بالمقابل، فإنّ أعراض الاكتئاب المتكرّرة أثناء وبين النوبات تترافق مع ضعفٍ في الأداء الوظيفي، والذي يتمثّل في البطالة أو البطالة المقنّعة لدى المصابين بهذا الاضطراب على نمطيه الأوّل والثاني. تلعب عدّة عوامل في تخمين الأداء الوظيفي للمصابين بالاضطراب ثنائي القطب، والتي من أفضلها معرفة سجلّ الاضطراب (المدّة، العمر أثناء ظهور الأعراض الأوّلية، وعدد مرّات الإدخال إلى مستشفى الأمراض النفسية، ظهور حالات التقلّب السريع للأعراض أو عدمها)، يلي ذلك ظهور أعراض الاكتئاب ثم عدد سنوات التعليم.

التعافي وتكرار الإصابة
وجدت دراسة منهجية لحالات المصابين الشديدة بالاضطراب ثنائي القطب أنّ حوالي 50% منهم أظهروا حالات تعافي خلال ستّة أسابيع بعد إدخالهم الأوّل إلى مستشفى الأمراض النفسية إثر نوبات هوس أو نوبات مختلطة؛ في حين أنّ النسبة وصلت إلى 98% خلال سنتين، وأثناء تلك السنتين وُجد أنّ 72% منهم اختفت لديهم أعراض الاضطراب، في حين أن 43% أبدوا تعافياً من الجانب الوظيفي (بعودتهم إلى مهنهم ووضعهم الاجتماعي السابق)؛ من جهة أخرى، فإنّ حوالي 40% من العيّنة الاحصائية عانوا من نوبات متجدّدة من الهوس أو الاكتئاب خلال تلك السنتين، و19% ظهرت لديهم حالة تناوب في الأطوار دون الوصول إلى حالة الشفاء.

إنّ بوادر الانتكاس، خاصّةً تلك المتعلّقة بنوبات الهوس، يمكن أن تُميَّز بشكل موثوق من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. نادى البعض بتعليم المصابين آليات تلاؤم عند ملاحظتهم مثل تلك الأعراض، والتي أعطت نتائج مشجّعة.

الانتحار
يمكن للاضطراب ثنائي القطب أن يغرس أفكار قد تؤدّي إلى محاولات انتحار؛ خاصّةً عند الأفراد الذين يبدأ لديهم الاضطراب بنوبة اكتئابية شديدة أو بنوبات عاطفية مختلطة، والتي يصعب التكهّن بمآلها. وجدت دراسة أنّه في تلك الحالات الشديدة كان كلّ شخصٍ من بين اثنين قد حاول ولو لمرّة واحدة في حياته الانتحار، مع وجود نسبة من الحالات التي انتهت إلى ذلك المصير. يبلغ المعدّل الوسطي للانتحار جرّاء الاضطراب ثنائي القطب حوالي 0.4%، وهو أعلى بحوالي 10-20 مرة من المعدّل العام؛ كما أنّ نسبة الوفيّات من حالات الانتحار في الاضطراب ثنائي القطب تتراوح في الولايات المتّحدة بين 18-25%؛ أمّا وجود خطر الانتحار طوال العمر لدى المصابين بهذا الاضطراب فيصل إلى 20%.

فيروز

فيروز

نُهاد رزق وديع حداد والمعروفة بالاسم الفني فَيروز (وُلدت في 21 نوفمبر 1935 أو 20 نوفمبر 1934)، هي مطربة ومغنية لبنانية، ولدت في بيروت، وقدّمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخيه منصور الرحباني، المعروفين بالأخوين رحباني، العديد من الأوبريهات والأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية. بدأت الغناء وهي في عمر السادسة تقريباً في عام 1940م، حيث انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية. وعندما عرفها حليم الرومي، أطلق عليها اسم فيرُوز ولحن لها بعض الأغنيات بعد أن رأى فيها موهبة فذة ومستقبلاً كبيراً، ولاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم. فيرُوز من أقدم فنّاني العالم المستمرين إلى حد اليوم، ومن أفضل الأصوات العربية ومن أعظم مطربي العالم. نالت جوائز وأوسمة عالمية.
حياتها الشخصية
تَختلف المَصادر بالإشارة إلى تاريخِ ميلاد فيروز، حيثُ تؤكد المصادر أنها وُلدت في 21 نوفمبر 1935، إلى أنَّ وثيقةً غير مُعتمدة بختمٍ رسمي للسجل المدني اللبناني، تُشير أنَّ تاريخ ولادتها 20 نوفمبر 1934، وفي مقابلةٍ أجرتها فيروز في عام 1956، قالت بأنها من مواليد عام 1935، حيثُ يحتفل كل عام بيوم ميلادها في 21 نوفمبر، ولم تعترض فيروز على ذلك.

ولدت فيرُوز في حارة زقاق البلاط في مدينة بيروت في لبنان لعائلة سريانية كاثوليكية فقيرة الحال. يعود نسب والدها وديع حداد إلى مدينة ماردين في تركيا. كان والدها يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون، التي تصدر حتى يومنا هذا باللغة الفرنسية ببيروت. والدتها لبنانية مسيحية مارونية تدعى ليزا البستاني؛ توفيت في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية "يا جارة الوادي" من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب. يذكر أنه عقب زواجها من عاصي الرحباني تحولت فيرُوز إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وهي أم لكلا من الملحن وعازف البيانو اللبناني زياد الرحباني، ليال الرحباني وريما الرحباني وأخيراً هالي الرحباني.

طفولتها
كانت نهاد، أو فيروز، الطفلة الأولى لأسرة بسيطة كانت تسكن في زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية. كان الجيران يتشاركون مع أمها ليزا البستاني أدوات المطبخ في ذلك البيت المؤلف من غرفة واحدة؛ أما الأب الهادئ الطباع، ذو الخلق الرفيع، فكان يعمل في مطبعة تسمى “لي جور”. كانت فيروز تحب الغناء منذ صغرها، إلا أن الأسرة لم تكن تستطيع شراء جهاز راديو؛ فكانت تجلس إلى شباك البيت لتسمع صوته السحري قادمًا من بعيد، حاملًا أصوات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد.

أعلن الأستاذ محمد فليفل، أحد الأخوين فليفل اللذان لحنا النشيد الوطني السوري؛ في حفلة المدرسة التي أقيمت عام 1946م عن اكتشافه الجديد، ألا وهو صوت فيروز. رفض الأب المحافظ فكرة الأستاذ فليفل بأن تغني ابنته أمام العامة، لكنّ الأخير نجح في إقناعه بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية. وافق الأب مشترطا أن يرافقها أخوها جوزيف أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى، الذي كان يرأسه وديع صبرة مؤلف الموسيقى الوطنية اللبنانية، والذي رفض تقاضي أية مصروفات من كل التلاميذ الذين أتوا مع فليفل. انضمت فيروز إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وتتذكر – في أحد أحاديثها النادرة – تلك الأيام فتقول "كانت أمنيتي أن أغني في الإذاعة، وقد أخبروني أنني سوف أتقاضى مبلغ 100 ليرة (21 دولارًا) في الشهر. كانت فرحتي لا توصف، لكن في نهاية الشهر لم أكن محظوظة كفاية، بسبب خصم الضريبة".

حياتها الفنية

السَّيِّدَة فيرُوز فِي خمسِينَات القرن العِشرِين
السنوات المبكرة 1935–1950م
بدأت عملها الفني في عام 1940 مغنيةَ كورس في الإذاعة اللبنانية، عندما اكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية. ألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول أغانيها.

الانطلاق نحو الشهرة 1952م
كانت انطلاقة فيروز الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء بألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجت منه بعد هذا التاريخ بثلاث سنوات، وأنجبت منه أربعة أطفال.، وكانت الأغاني التي غنّتها في ذلك الوقت تملأ القنوات الإذاعية كافّة، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحباني. شكّل تعاون فيروز مع الأخوَين رحباني مرحلةً جديدةً في الموسيقى العربية، حين تم المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية في الموسيقى والغناء. وساعد صوت فيروز ورّقته على الانتقال دائما إلى مناطق جديدة، ففي وقت كان فيه النمط الدارج هي الأغاني الطويلة إلا ان فيروز قدمت أغاني قصيرة.

الشهرة العالمية والحرب على لبنان - 1970م
قدّمت مع الأخوين رحباني، وأخيهما الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى، بخلاف الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين التي كانت تمتاز بالطول. زيادة على ذلك، كانت أغاني فيروز بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع؛ حيث غنت للحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم. قُدِّم عدد كبير من أغاني فيروز ضمن مجموعة مسرحيات، وصل عددها إلى خمسة عشر مسرحيّة، من تأليف وتلحين الأخوين رحباني. تنوّعت مواضيع المسرحيّات بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.

غنت فيروز لكثير من الشعراء والملحنين؛ منهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري، وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة. كما أنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. وأطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.

فريق إنتاج جديد - الثمانينيات الميلادية
بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني؛ أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية.

التسعينيات - الوقت الحاضر
أصدرت فيروز خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك أنت"، "فيروز في بيت الدين 2000" الذي كان تسجيلًا حيًاً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين. كان تسجيل "فيروز في بيت الدين 2000" بداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة. وفي عام 2010 طرحت ألبومها "ايه في أمل " وقد تعاونت في إنتاج هذا الألبوم مع أبنها الملحن زياد الرحباني. كان ألبوم "ببالي" عام "2017" آخر ما قدمته من البومات عديدة, وقد لاقى هذا الألبوم انتقاداً شديداً من بعض المحبين لفيروز لعدم ارتقائه لفن فيروز وإرثها، كما انتقدوا ابنتها ريما التي ترجمت أغانٍ أجنبية شهيرة وعربتها بطريقة أعتبرها البعض "كلمات ركيكة" إلا أن صوت فيروز الذي كان محافظ على رونقه وجماله رغم السنون ال86 وجده البعض الأخر يغطي على أي عيوب واجهت أغاني الألبوم من كلمة او توزيع موسيقي، ويتضمن الألبوم الجديد عشر أغنيات، كانت قد طرحت ثلاثًا منها في بداية الصيف في إطار الترويج للألبوم، ترجمت ريما الرحباني كلمات الأغاني عن أغنيات أوروبية كان معظمها شائعا في ستينيات القرن الماضي.

معهد الاورام

معهد الاورام

في 4 أغسطس 2019، حدث تصادم بين عدد من السيارات نجم عنه انفجار أمام المعهد القومي للأورام وسط القاهرة في مصر. أسفر الحادث عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا وإصابة 47 آخرين على الأقل. يقال إن السيارة كانت تسير بطريقة خاطئة وزُعم أنها تحتوي على أسطوانة أكسجين. في اليوم التالي، قال وزير الداخلية إن السيارة كانت تحتوي على متفجرات وكان من المقرر استخدامها في عملية إرهابية. كانت السيارة المليئة بالمتفجرات في طريقها لشن هجوم في جزء آخر من العاصمة. اتهم الوزير حركة حسم بتنفيذ التفجير.

في 8 أغسطس، أعلنت الداخلية المصرية مقتل 17 شخصًا قالت إنهم من المتورطين في التفجير.

الجمعة، 3 أبريل 2020

Hacked

Hacked

Hacked is a 2020 Indian Hindi-language psychological thriller film directed by Vikram Bhatt and produced by Krishna Bhatt, Amar Thakkar and Jatin Sethi under their banner Loneranger Productions. The film stars Hina Khan, Rohan Shah, Mohit Malhotra and Sid Makkar. Its story is mainly about a boy's love for an older girl and how it turns into an obsession. Principal photography commenced in August 2019. The film was theatrically released in India on 7 February 2020.
Plot
Sam (Hina Khan) works at a magazine company, she has a neighbor Vivek (Rohan Shah) who has a crush on her. Sam has a very fragile relationship with her boyfriend a film director Om Kapoor (Sid Makkar) as he reciprocates feelings whenever he likes.

Sam has a birthday party at her apartment where all her friends and colleagues are invited, she is broken when Om doesn't attend the party, Vivek helps clean the apartment and Sam suddenly breaks down and reveals about Om to Vivek in a drunken state. Vivek tries to console her and in the process Sam kisses him. Vivek then reciprocates and they have passionate sex.

Next morning Sam wakes up and is shocked to see Vivek sleeping next to her. Om rings the doorbell and Sam get worried, Vivek says its ok to which Sam says she will talk to him later.

Sam is still thinking about the previous night in the office meeting to which her boss shouts at her for being absent minded in the meeting, this is heard by Vivek who is outside, he gets food for Sam and sends everyone else for lunch. Sam is disturbed and warns Vivek that last night was a mistake, and warns him from interfering in her personal life.

Next day Sam sees that she is not able to enter her office, her boss then informed her that the company files have been hacked from her laptop to which Sam says she has no clue how that happened. Vivek then calls Sam and reveals that he hacked the company files to teach Sam's boss a lesson. (Vivek had previously hacked into the police records and uploaded a mobile vendors name as most wanted just because he refused to repair Sam's phone)

Sam calls Vivek to a cafe and tells him to revert what he has done. Vivek reveals that he loves her and can do anything for her to which Sam slaps him in front of everyone and warns him to stay away from her.

Rest of the story is how he ruins her life by taking control of it by bugging her house and making her life miserable.

It is then revealed that he has spoiled other girls lives as well just because they had rejected his love.

In the end Sam takes revenge by killing him just after he wipes all the evidence which would prove that Sam killed him.

The case is closed and police doesn't have any evidence of who killed Vivek. Sam is shown walking out of the office with her neighbor and childhood friend Rohan Mehra (Mohit Malhotra) seeming showing that Sam has started a fresh life with him.

Cast
Hina Khan as Sameera Khanna/Sam
Rohan Shah as Vivek
Mohit Malhotra as Rohan Mehra
Sid Makkar as Om Kapoor
Pravina Deshpande as Vivek's Grandmother
Sheetal Dabholkar as Nandini
Garrvil Mohan as Dr. Ravi Sinha
Tanvi Thakkar as Riya

Panchayat

Panchayat

The Panchayat raj (panchayat "village council", raj "rule") is a political system, originating from the Indian subcontinent, found mainly in India, Pakistan, Bangladesh, Sri Lanka, and Nepal. It is the oldest system of local government in the Indian subcontinent, and historical mentions date to the 250 CE period.[1] The word raj means "rule" and ”panchayat means “assembly” (ayat) of five (panch). Traditionally panchayats consisted of wise and respected elders chosen and accepted by the local community. However, there were varying forms of such assemblies. Traditionally, these assemblies settled disputes between individuals and between villages.

The leader of the panchayat was often called the mukhiya, sarpanch or pradhan, an elected or generally acknowledged position. The modern panchayati raj of India and its gram panchayats are neither to be confused with the traditional system nor with the extra-constitutional khap panchayats (or caste panchayats) found in parts of northern India
Mahatma Gandhi advocated panchayat raj as the foundation of India's political system. It would have been a decentralised form of government where each village would be responsible for its own affairs.[3][4] The term for such a vision was Gram Swaraj ("village self-governance"). Instead India developed a highly centralised form of government.[5] However, this has been moderated by the decentralisation of several administrative functions to the local level, empowering elected gram panchayats.[6] There are significant differences between the traditional panchayati raj system, that envisioned by Gandhi, and the system formalised in India in 1992.[7]

The system is also found in Trinidad and Tobago
In the time of the Rigveda (1700 BC), evidences suggest that self-governing village bodies called 'sabhas' existed. With the passage of time, these bodies became panchayats (council of five persons). Panchayat were functional institutions of grassroots governance in almost every village. The Village Panchayat or elected council had large powers, both executive and judicial. Land was distributed by this panchayat which also collected taxes out of the produce and paid the government's share on behalf of the village. Above a number of these village councils there was a larger panchayat or council to supervise and interfere if necessary.[11] Casteism and feudalistic system of governance under Mughal rule in the medieval period slowly eroded the self-government in villages. A new class of feudal chiefs and revenue collectors (zamindars) emerged between the ruler and the people. And, so began the stagnation and decline of self-government in villages.

During British rule
The British were not generally concerned with local administration, but left that to the local rulers, and thus didn't interfere with existing panchayati systems, nor induce the rulers to consider more democratic institutions at the local level.[12] The rulers were interested in the creation of 'controlled' local bodies, which could help them in their trading interests by collecting taxes for them. When the colonial administration came under severe financial pressure after the 1857 uprising, the sought was decentralization in terms of transferring responsibility for road and public works to local bodies. However, the thrust of this 'compelled' decentralization was with respect to municipal administration.

"The panchayat was destroyed by the East India Company when it was granted the office of Diwan in 1765 in Bengal by the Mughal Emperor as part of reparation after his defeat at Buxar. As Diwan the Company took two decisions. The first was that it abolished the village land record office and created a company official called Patwari. The Patwari became the official record keeper for a number of villages. The second was the creation of the office of magistrate and the abolition of village police. The magistrate carried out policing functions through the Darogha who had always been a state functionary under the Faujdar. The primary purpose of these measures was the collection of land revenue by fiat. The depredations of the Patwari and the Darogha are part of our folklore and it led to the worst famine in Bengal. The effects of the famine lingered right to the end of the 18th century. These two measures completely disempowered the village community and destroyed the panchayat. After 1857 the British tried to restore the panchayat by giving it powers to try minor offences and to resolve village disputes. But these measures never restored the lost powers of the village community."[citation needed]

From 1870 when the Viceroy’s Lord Mayo's Resolution (for decentralization of power to bring about administrative efficiency in meeting people's demand and to add to the finances of colonial regime) gave the needed impetus to the development of local institutions. It was a landmark in the evolution of colonial policy towards local government. The real bench marking of the government policy on decentralization can, however, be attributed to Lord Ripon who, in his famous resolution on local self-government on May 18, 1882, recognized the twin considerations of local government: (i) administrative efficiency and (ii) political education. The Ripon Resolution, which focused on towns, provided for local bodies consisting of a large majority of elected non-official members and presided over by a non-official chairperson. This resolution met with resistance from colonial administrators. The progress of local self-government was tardy with only half- hearted steps taken in setting up municipal bodies. Rural decentralization remained a neglected area of administrative reform.

The Royal Commission on Decentralization (1907) under the chairmanship of Sir H. W. Primrose recognized the importance of panchayats at the village level. The commission recommended that "it is most desirable, alike in the interests of decentralization and in order to associate the people with the local tasks of administration, that an attempt should be made to constitute and develop village panchayats for the administration of local village affairs".[13]

But, the Montague-Chemsford reforms (1919) brought local self-government as a provincial transferred subject, under the domain of Indian ministers in the provinces. Due to organisational and fiscal constraints, the reform was unable to make panchayat institutions truly democratic and vibrant. However, the most significant development of this period was the 'establishment of village panchayats in a number of provinces, that were no longer mere ad hoc judicial tribunal, but representative institutions symbolising the corporate character of the village and having a wide jurisdiction in respect of civic matters'. l By 1925, eight provinces had passed panchayat acts and by 1926, six native states had also passed panchayat laws.

The provincial autonomy under the Government of India Act, 1935, marked the evolution of panchayats in India. Popularly elected governments in provinces enacted legislations to further democratize institutions of local self-government. But the system of responsible government at the grassroots level was least responsible. D.P. Mishra, the then minister for local self-government under the Government of India Act of 1935 in Central Provinces was of the view that 'the working of our local bodies... in our province and perhaps in the whole country presents a tragic picture... 'Inefficiency' and 'local body' have become synonymous terms....'.[14]

In spite of various committees such as the Royal Commission on Decentralization (1907), the report of Montague and Chemsford on constitutional reform (1919), the Government of India Resolution (1919), etc., a hierarchical administrative structure based on supervision and control evolved. The administrator became the focal point of rural governance. The British were not concerned with decentralized democracy but were aiming for colonial objectives.[15]

The Indian National Congress from the 1920s to 1947, emphasized the issue of all-India Swaraj, and organized movements for Independence under the leadership of Mahatma Gandhi. The task of preparing any sort of blueprint for the local level was neglected as a result. There was no consensus among the top leaders regarding the status and role to be assigned to the institution of rural local self-government; rather there were divergent views on the subject. On the one end Gandhi favoured Village Swaraj and strengthening the village panchayat to the fullest extent and on the other end, Dr. B.R. Ambedkar opposed this idea. He believed that the village represented regressive India, a source of oppression. The model state hence had to build safeguards against such social oppression and the only way it could be done was through the adoption of the parliamentary model of politics [16] During the drafting of the Constitution of India, Panchayati Raj Institutions were placed in the non-justiciable part of the Constitution, the Directive Principles of State Policy, as Article 40. The Article read 'the State shall take steps to organize village panchayats and endow them with such powers and authority as may be necessary to enable them to function as units of self-government'. However, no worthwhile legislation was enacted either at the national or state level to implement it.

In the four decades since the adoption of the Constitution, panchayat raj institutions have travelled from the non-justiciable part of the Constitution to one where, through a separate amendment, a whole new status has been added to their history [17]

Post-Independence period
Panchayat raj had to go through various stages. The First Five Year Plan failed to bring about active participation and involvement of the people in the Plan processes, which included Plan formulation implementation and monitoring. The Second Five Year Plan attempted to cover the entire countryside with National Extensive Service Blocks through the institutions of Block Development Officers, Assistant Development Officers, Village Level Workers, in addition to nominated representatives of village panchayats of that area and some other popular organisations like co-operative societies. But the plan failed to satisfactorily accomplish decentralisation. Hence, committees were constituted by various authorities to advise the Centre on different aspects of decentralisation.

At least in part to provide the Gandhian goal of direct political participation of people at the grass root level, in 1956, the National Development Council appointed a committee under Balwant Rai Mehta, which submitted its report in 1957 in which it recommended:- 》A 3-tier structure consisting of Zila Parishad at the District level, Panchayat Samiti at the Block level and GramPanchayat at the village level.

The next major change in the panchayat system of India came in the form of the passage of the Panchayati Raj Act (73rd Amendment) in 1992. A key motivation of this act was the belief that local governments may be better placed than centrally appointed bureaucrats to identify and respond to the needs of the village. Hence, this act was an important part of India's move towards decentralization.

The main features of this act are: (a) a 3-tier system of Panchayati Raj for all States having population of over 20 lakh; (b) Panchayat elections regularly every 5 years; (c) reservation of seats for Scheduled Castes, Scheduled Tribes and women (not less than one-third of seats); (d) appointment of State Finance Commission to make recommendations as regards the financial powers of the Panchayats. Hence, in theory, panchayats have been given sufficient authority to function as institutions of self-governance and aid social justice.

There were several positive effects of this amendment, some of which have been listed above. However, there is also evidence of deeply ingrained vote-trading structures maintained through extra-political means. This can potentially be blamed on the fact that Gram Sabhas have not been sufficiently empowered and strengthened to ensure greater people's participation and transparency in functioning of Panchayats as envisaged in the Panchayat Act.

1000000000 (عدد)

1000000000 (عدد)

1000000000 بالفرنسية مليار وبالإنجليزية بليون، وهو العدد الذي يلى الرقم 999,999,999 ويسبق الرقم 1,000,000,001.

ويكتب بالطريقة العلمية 109. ويمكن التعبير عنه في الكميات الفيزيائية بالجيجا.

في الرياضيات
الأعداد التي بين(1,000,000,000–999,999,999)
1073741824 = 230
1162261467 = 319
1220703125 = 513
2147483648 = 231
2176782336 = 612
130
00035
3486784401 = 320
4294967296 = 232
6103515625 = 514
6975757441 = 178
8589934592 = 233

1 billion

1 billion

A billion is a number with two distinct definitions:

1,000,000,000, i.e. one thousand million, or 109 (ten to the ninth power), as defined on the short scale. This is now the meaning in both British and American English.[1][2]
1,000,000,000,000, i.e. one million million, or 1012 (ten to the twelfth power), as defined on the long scale. This is one thousand times larger than the short scale billion, and equivalent to the short scale trillion. This is the historic definition of a billion in British English.
American English adopted the short scale definition from the French.[3] The United Kingdom used the long scale billion until 1974, when the government officially switched to the short scale, but since the 1950s the short scale had already been increasingly used in technical writing and journalism; the long scale definition still enjoys some limited usage in the UK.[4]

Other countries use the word billion (or words cognate to it) to denote either the long scale or short scale billion. For details, see Long and short scales – Current usage.

Milliard, another term for one thousand million, is still found occasionally in English, and is very common in most other European languages.[5][6] For example, Bulgarian, Catalan, Croatian, Czech, Danish, Dutch, Finnish, French, Georgian, German, Hebrew (Asia), Hungarian, Italian, Norwegian, Polish, Portuguese, Romanian, Russian, Serbian, Slovak, Slovenian, Spanish, Swedish, and Ukrainian — use milliard (or a related word) for the short scale billion, and billion (or a related word) for the long scale billion. Thus for these languages billion is thousand times larger than the modern English billion. However, in Russian, while milliard (миллиард) is used for the short scale billion, trillion (триллион) is used for the long scale billion.

History
According to the Oxford English Dictionary, the word billion was formed in the 16th century (from million and the prefix bi-, "two"), meaning the second power of a million (1,000,0002 = 1012). This long scale definition was similarly applied to trillion, quadrillion and so on. The words were originally French, and entered English around the end of the 17th century. Later, French arithmeticians changed the words' meanings, adopting the short scale definition whereby three zeros rather than six were added at each step, so a billion came to denote a thousand million (109), a trillion (1012), and so on. This new convention was adopted in the United States in the 19th century, but Britain retained the original long scale use. France, in turn, reverted to the long scale in 1948.[3] In Britain, however, under the influence of American usage, the short scale came to be increasingly used. In 1974, Prime Minister Harold Wilson confirmed that the government would use the word billion only in its short scale meaning (one thousand million). In a written answer to Robin Maxwell-Hyslop MP, who asked whether official usage would conform to the traditional British meaning of a million million, Wilson stated: "No. The word 'billion' is now used internationally to mean 1,000 million and it would be confusing if British Ministers were to use it in any other sense. I accept that it could still be interpreted in this country as 1 million million and I shall ask my colleagues to ensure that, if they do use it, there should be no ambiguity as to its meaning."

زياد علي

زياد علي محمد