صِلَةُ بنُ أَشْيَمَ العدوي
الزَّاهِدُ، العَابِدُ، القُدْوَةُ،التابعيُّ الجليل أَبُو الصَّهْبَاءِ العَدَوِيُّ، البِّصْرِيُّ، زَوْجُ العَالِمَةِ مُعَاذَةَ العَدَوِيَّةِ. صلة بن أشيم العدوي المنتصح بكتاب الله والمتحبب إلى عباد الله.
وقد ورد أنه رَوَى حَدِيْثاً وَاحِداً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَهْلُهُ؛ مُعَاذَةُ، وَالحَسَنُ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُم.
زهده وعبادته
عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَبُو الصَّهْبَاءِ يُصَلِّي حَتَّى مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ فِرَاشَهُ إِلاَّ زَحْفاً.
وورد أن رجلاً أتى صلة العدوي فقال له: علِّمني مما علمك الله عز و جل،قال أنت اليوم مثلي أونحوي حيث أتيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم منهم فقلت لهم: علموني مما علمكم الله. فقالوا: انتصح للقرآن وانصح للمسلمين وأكثر من دعاء الله ما استطعت.
قال ثابت البناني كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة فيتعبد فيها فكان يمر على شباب يلعبون فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق وناموا بالليل متى يقطعون سفرهم، قال فكان كذلك يمر بهم ويعظهم فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فانتبه شاب منهم فقال: يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام ثم اتبع صلة فلم يزل يتردد إليه ويذهب معه إلى الجبانة فيتعبد هناك حتى مات.
حسن أخلاقه
وعن حماد بن زيد عن ثابت قال: إن صلة بن أشيم وأصحابه مر بهم فتى يجر ثوبه فهم أصحاب صلة أن يأخذوه بألسنتهم أخذا شديدا فقال صلة دعوني أكفكم أمره فقال ياابن أخي إن لي إليك حاجة قال: وما حاجتك؟ قال: أحب أن ترفع إزارك، قال: نعم ونعمة عين فرفع إزاره فقال صلة لأصحابه: هذا كان أمثل مما أردتم لو شتمتموه وآذيتموه لشتمكم.
وعن معاذة قالت كان أصحاب صلة إذا التَقوا عانق بعضهم بعضاً.
من مواعظه وحكمه
حدث جعفر بن سليمان عن هشام عن الحسن قال مات أخ لنا فصلينا عليه فلما وضع في قبره ومد عليه الثوب جاء صلةبن أشيم وأخذ بناحية الثوب ثم نادى يا فلان بن فلان ... فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا أخالك ناجيا ... قال فبكى وأبكى الناس.
وعن حماد بن زيد عن ابن عون قال: قال رجل لصلة بن أشيم: ادع الله لي، فقال: رغبك الله فيما يبقى وزهدك فيما يفنى.
توكله على الله عز وجل
وقد أَخْبَرَ حَمَّادُ بنُ جَعْفَرِ بنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ:
خَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ إِلَى كَابُلَ، وَفِي الجَيْشِ صِلَةُ، فَنَزَلُوا، فَقُلْتُ: لأَرْمُقَنَّ عَمَلَهُ.
فَصَلَّى، ثُمَّ اضطَجَعَ، فَالْتَمَسَ غَفْلَةَ النَّاسِ، ثُمَّ وَثَبَ، فَدَخَلَ غَيْضَةً، فَدَخَلْتُ، فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَصَعدْتُ شَجَرَةً، أَفَتَرَاهُ الْتَفَتَ إِلَيْهِ حَتَّى سَجَدَ؟ فَقُلْتُ: الآنَ يَفْتَرِسُهُ فَلاَ شَيْءَ.
فَجَلَسَ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: يَا سَبْعُ! اطْلُبِ الرِّزْقَ بِمَكَانٍ آخَرَ.
فَوَلَّى وَإِنَّ لَهُ زَئِيْراً أَقُوْلُ؛ تَصَدَّعَ مِنْهُ الجَبَلُ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ جَلَسَ، فَحَمِدَ اللهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيْرَنِي مِنَ النَّارِ.
وفاته
استشهد في بعض المغازي سنة اثنتين وستين للهجرة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
الزَّاهِدُ، العَابِدُ، القُدْوَةُ،التابعيُّ الجليل أَبُو الصَّهْبَاءِ العَدَوِيُّ، البِّصْرِيُّ، زَوْجُ العَالِمَةِ مُعَاذَةَ العَدَوِيَّةِ. صلة بن أشيم العدوي المنتصح بكتاب الله والمتحبب إلى عباد الله.
وقد ورد أنه رَوَى حَدِيْثاً وَاحِداً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَهْلُهُ؛ مُعَاذَةُ، وَالحَسَنُ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُم.
زهده وعبادته
عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَبُو الصَّهْبَاءِ يُصَلِّي حَتَّى مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ فِرَاشَهُ إِلاَّ زَحْفاً.
وورد أن رجلاً أتى صلة العدوي فقال له: علِّمني مما علمك الله عز و جل،قال أنت اليوم مثلي أونحوي حيث أتيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم منهم فقلت لهم: علموني مما علمكم الله. فقالوا: انتصح للقرآن وانصح للمسلمين وأكثر من دعاء الله ما استطعت.
قال ثابت البناني كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة فيتعبد فيها فكان يمر على شباب يلعبون فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق وناموا بالليل متى يقطعون سفرهم، قال فكان كذلك يمر بهم ويعظهم فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فانتبه شاب منهم فقال: يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام ثم اتبع صلة فلم يزل يتردد إليه ويذهب معه إلى الجبانة فيتعبد هناك حتى مات.
حسن أخلاقه
وعن حماد بن زيد عن ثابت قال: إن صلة بن أشيم وأصحابه مر بهم فتى يجر ثوبه فهم أصحاب صلة أن يأخذوه بألسنتهم أخذا شديدا فقال صلة دعوني أكفكم أمره فقال ياابن أخي إن لي إليك حاجة قال: وما حاجتك؟ قال: أحب أن ترفع إزارك، قال: نعم ونعمة عين فرفع إزاره فقال صلة لأصحابه: هذا كان أمثل مما أردتم لو شتمتموه وآذيتموه لشتمكم.
وعن معاذة قالت كان أصحاب صلة إذا التَقوا عانق بعضهم بعضاً.
من مواعظه وحكمه
حدث جعفر بن سليمان عن هشام عن الحسن قال مات أخ لنا فصلينا عليه فلما وضع في قبره ومد عليه الثوب جاء صلةبن أشيم وأخذ بناحية الثوب ثم نادى يا فلان بن فلان ... فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا أخالك ناجيا ... قال فبكى وأبكى الناس.
وعن حماد بن زيد عن ابن عون قال: قال رجل لصلة بن أشيم: ادع الله لي، فقال: رغبك الله فيما يبقى وزهدك فيما يفنى.
توكله على الله عز وجل
وقد أَخْبَرَ حَمَّادُ بنُ جَعْفَرِ بنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ:
خَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ إِلَى كَابُلَ، وَفِي الجَيْشِ صِلَةُ، فَنَزَلُوا، فَقُلْتُ: لأَرْمُقَنَّ عَمَلَهُ.
فَصَلَّى، ثُمَّ اضطَجَعَ، فَالْتَمَسَ غَفْلَةَ النَّاسِ، ثُمَّ وَثَبَ، فَدَخَلَ غَيْضَةً، فَدَخَلْتُ، فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَصَعدْتُ شَجَرَةً، أَفَتَرَاهُ الْتَفَتَ إِلَيْهِ حَتَّى سَجَدَ؟ فَقُلْتُ: الآنَ يَفْتَرِسُهُ فَلاَ شَيْءَ.
فَجَلَسَ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: يَا سَبْعُ! اطْلُبِ الرِّزْقَ بِمَكَانٍ آخَرَ.
فَوَلَّى وَإِنَّ لَهُ زَئِيْراً أَقُوْلُ؛ تَصَدَّعَ مِنْهُ الجَبَلُ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ جَلَسَ، فَحَمِدَ اللهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيْرَنِي مِنَ النَّارِ.
وفاته
استشهد في بعض المغازي سنة اثنتين وستين للهجرة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.