..بقلم: تميم بن عبد العزيز القاضي
[متممة، منقحة]
في عصر يوم(الخميس) التاسع والعشرين من شهر صفر، لعام خمسة وثلاثين وأربع مائة بعد الألف من الهجرة النبوية، شرفت بالجلوس في لقاء من أمتع مجالس العلم.
جمع عَلَمين من أجلاء العلماء، وحَبرين دهاقنة الكتب والمخطوطات، على مستوى العالم العربي، أو قل العالم أجمع.
إنهما الشيخان الجليلان:
الشيخ د. عبد الرحمن العثيمين.
وفضيلة الشيخ: د.عبد الكريم الخضير.
وذلك في مجلس الشيخ العثيمين.
وبحضور الشيخين: د. أحمد القاضي، ود. عمر المقبل، وأربعة من الأفاضل.
امتد اللقاء من أول العصر إلى ما بعد أذان المغرب.
لقاء حافل، وثري، ومطارحات معرفية حول الكتب وطبعاتها(من مائتي سنة)، وأخذ ورد بين هذين (العملاقين) في ذلك المجال، فماذا عساك أن تأخذ أو أن تدع من تلك المحاورات العلمية البهيجة، والمواقف النادرة، وأخبار المكتبات والدور والمخطوطات، ونوادر النسخ والطبعات، فما إن ينتهي د.العثيمين من خبر طبعة إلا ويتبعها د.الخضير بنظيرها، وما إن يذكر هذا قصة مخطوط إلا ويتبعها صاحبه بمثلها، وتخلل ذلك الوقوف على بعض نوادر المخطوطات التي لم تطبع، وقد صورت لكم بعض صفحاتها.
وبعد الجلسة، أخذنا جولة معهما في مكتبة العثيمين النادرة، تخللها الكثير من الكلام على الكتب، وتقييم طبعاتها، ونقد (لاذع) لبعضها.
قد كانت نزهة معرفية مبهجة، ولذة علمية غامرة، تذكرت معها ما قيل عن لذة العلماء بكتبهم، والتي لم يعدلوا بها لذة عرس ولا مال.
***
[كنت قد نشرت وقفات من هذا اللقاء، كتبتها بعده على عجل، وأرسلته لبعض الخواص، ووعدتهم بإتمامه، فطارت به من ليلته الركبان، وانتشر في المشرق والمغرب، فرأيت أن أتمم بعض ما دونته من ذلك اللقاء، رجاء النفع للجميع، وربما امتزج التعبير العربي بالعامي، فهو حكاية عما حصل لا غير].
فمما دار في الجلسة:
-كان اللقاء السابق بين العلَمَين(العثيمين#الخضير): (بالفايت): حسب تعبير الشيخ عبد الكريم.
وتبين أن هذا (الفايت) قبل خمس وثلاثين سنة، في زيارة من الشيخ عبد الكريم لجامعة أم القرى.
*قضية: الاستكثار من الطبعات، أو الاقتصار على أحسنها.
كان رأي الشيخ العثيمين: عدم الاستكثار منها، فإذا طبع كتاب طبعة، ثم طبع أحسن منها، يستبعد السيئة، وينقل تعليقاته عليها، إلا إذا كانت السابقة طبعة قديمة جداً،(غير ملعوب بها) وأما الملعوب بها فيخرجها تماماً، لأنها تضيق المكان، يقول: لست مع من يبالغ في اقتناء الطبعات النفيسة(مثلاً: لسان العرب بعشرة آلاف ريال):
وأما الشيخ الخضير مع الاستكثار، كل نسخة لها ميزة.
-الخضير: ذكر خبر نسخة للآجرومية(طُبعت في روما قبل 600 سنة!!!) عام 1440م !!!
.. بيعت بتسعين ألف ريال.!!![[الأجرومية بتسعين ألف ريال]]
-العثيمين: عَرض علي واحد كتاب مخطوط نفيس جداً، طلب فيه (خمسين ألف ريال)، فرفضه، وصوره ابن عثيمين بخمسة آلاف، وقال: بعه على غيري.
-الخضير: سنة: 99، زرت الشيخ د. محمد مصطفى الأعظمي، فأراني لقطة من صحيح البخاري من تركيا، عليها تعليقات لابن سيد الناس، والحافظ العراقي، والهيثمي، ومجموعة من أهل العلم.
قال له الشيخ عبد الكريم : لماذا لم تصورها كاملة؟
قال الأعظمي: طلبوا على اللقطة الواحدة مثل هذه: ألف ريال، وهي 300 صفحة(يبون ثلاثمائة ألف).
قال الشيخ: لو أنك أتيت بها، وصورت ألف نسخة، وبعتها 1000، لأتت لك بمليون.
فقال الأعظمي: طيب .. لو أتيت بها، وبعتها على واحد بألف، وصورها وباعها بخمسين ريال: قعدت به.
قال الشيخ الخضير: قبل أسبوع: أرسل لي نظام يعقوبي هذه النسخة على ورق أفضل من الأصل.
قال د.العثيمين: وقد أرسل لي نسخة أيضاً.
قال الخضير: هناك نسختان: نسخة النويري(وهي التي أعني).
وهناك نسخة البقاعي.
-العثيمين: أنفس نسخ البخاري هي نسخة عبد المجيد البعلي، وخطه أحسن من المطبعة فيما نُقِل لي: نسخها، وقابلها أربع مرات، ولم يشذ عنها شيء، ويقولون: كان يتوضأ ويصلي ركعتين يسأل الله التسديد، فقرأه على ابن مالك صاحب الألفية، ليضبط شكله،(هي نسخة اليونيني، لأن يونين قرية من قرى بعلبك).
صارت تعرف باليونينية.
أحد المغاربة باع داره واشترى هذه النسخة.
الخضير: النسخة الأصل بحث عنها القسطلاني فلم يجدها، فوجد الفرع، وقابل نسخته على الفرع(18) مرة!! حتى ضبطها.
وبعد مده يقول: وجدت المجلد الثاني من الأصل، فقابل الفرع على الأصل، فلم يختلف ولا نقطة.
ولذا... إذا أراد في الشرح أن يبين اختلاف الروايات قال: (كذا في الفرع كأصله).
العثيمين: هناك مغربي يسمى محمد بن ناصر الدَّرعي، من علماء الحديث.
جاءته نسخة من نسخة اليونيني واشتراها بمائتي مثقال ذهباً (دِرعَة قرية من قرى المغرب، من قرى مدينة تامكروت(هكذا أظنها) شمال المغرب، مكتبة الحمزاوية).
وهي قرية مليانة مَلِي من المخطوطات، وحتى الآن.
قال العثيمين: وقد ذهبت لها، وصورت منها مئات المخطوطات.
[متممة، منقحة]
في عصر يوم(الخميس) التاسع والعشرين من شهر صفر، لعام خمسة وثلاثين وأربع مائة بعد الألف من الهجرة النبوية، شرفت بالجلوس في لقاء من أمتع مجالس العلم.
جمع عَلَمين من أجلاء العلماء، وحَبرين دهاقنة الكتب والمخطوطات، على مستوى العالم العربي، أو قل العالم أجمع.
إنهما الشيخان الجليلان:
الشيخ د. عبد الرحمن العثيمين.
وفضيلة الشيخ: د.عبد الكريم الخضير.
وذلك في مجلس الشيخ العثيمين.
وبحضور الشيخين: د. أحمد القاضي، ود. عمر المقبل، وأربعة من الأفاضل.
امتد اللقاء من أول العصر إلى ما بعد أذان المغرب.
لقاء حافل، وثري، ومطارحات معرفية حول الكتب وطبعاتها(من مائتي سنة)، وأخذ ورد بين هذين (العملاقين) في ذلك المجال، فماذا عساك أن تأخذ أو أن تدع من تلك المحاورات العلمية البهيجة، والمواقف النادرة، وأخبار المكتبات والدور والمخطوطات، ونوادر النسخ والطبعات، فما إن ينتهي د.العثيمين من خبر طبعة إلا ويتبعها د.الخضير بنظيرها، وما إن يذكر هذا قصة مخطوط إلا ويتبعها صاحبه بمثلها، وتخلل ذلك الوقوف على بعض نوادر المخطوطات التي لم تطبع، وقد صورت لكم بعض صفحاتها.
وبعد الجلسة، أخذنا جولة معهما في مكتبة العثيمين النادرة، تخللها الكثير من الكلام على الكتب، وتقييم طبعاتها، ونقد (لاذع) لبعضها.
قد كانت نزهة معرفية مبهجة، ولذة علمية غامرة، تذكرت معها ما قيل عن لذة العلماء بكتبهم، والتي لم يعدلوا بها لذة عرس ولا مال.
***
[كنت قد نشرت وقفات من هذا اللقاء، كتبتها بعده على عجل، وأرسلته لبعض الخواص، ووعدتهم بإتمامه، فطارت به من ليلته الركبان، وانتشر في المشرق والمغرب، فرأيت أن أتمم بعض ما دونته من ذلك اللقاء، رجاء النفع للجميع، وربما امتزج التعبير العربي بالعامي، فهو حكاية عما حصل لا غير].
فمما دار في الجلسة:
-كان اللقاء السابق بين العلَمَين(العثيمين#الخضير): (بالفايت): حسب تعبير الشيخ عبد الكريم.
وتبين أن هذا (الفايت) قبل خمس وثلاثين سنة، في زيارة من الشيخ عبد الكريم لجامعة أم القرى.
*قضية: الاستكثار من الطبعات، أو الاقتصار على أحسنها.
كان رأي الشيخ العثيمين: عدم الاستكثار منها، فإذا طبع كتاب طبعة، ثم طبع أحسن منها، يستبعد السيئة، وينقل تعليقاته عليها، إلا إذا كانت السابقة طبعة قديمة جداً،(غير ملعوب بها) وأما الملعوب بها فيخرجها تماماً، لأنها تضيق المكان، يقول: لست مع من يبالغ في اقتناء الطبعات النفيسة(مثلاً: لسان العرب بعشرة آلاف ريال):
وأما الشيخ الخضير مع الاستكثار، كل نسخة لها ميزة.
-الخضير: ذكر خبر نسخة للآجرومية(طُبعت في روما قبل 600 سنة!!!) عام 1440م !!!
.. بيعت بتسعين ألف ريال.!!![[الأجرومية بتسعين ألف ريال]]
-العثيمين: عَرض علي واحد كتاب مخطوط نفيس جداً، طلب فيه (خمسين ألف ريال)، فرفضه، وصوره ابن عثيمين بخمسة آلاف، وقال: بعه على غيري.
-الخضير: سنة: 99، زرت الشيخ د. محمد مصطفى الأعظمي، فأراني لقطة من صحيح البخاري من تركيا، عليها تعليقات لابن سيد الناس، والحافظ العراقي، والهيثمي، ومجموعة من أهل العلم.
قال له الشيخ عبد الكريم : لماذا لم تصورها كاملة؟
قال الأعظمي: طلبوا على اللقطة الواحدة مثل هذه: ألف ريال، وهي 300 صفحة(يبون ثلاثمائة ألف).
قال الشيخ: لو أنك أتيت بها، وصورت ألف نسخة، وبعتها 1000، لأتت لك بمليون.
فقال الأعظمي: طيب .. لو أتيت بها، وبعتها على واحد بألف، وصورها وباعها بخمسين ريال: قعدت به.
قال الشيخ الخضير: قبل أسبوع: أرسل لي نظام يعقوبي هذه النسخة على ورق أفضل من الأصل.
قال د.العثيمين: وقد أرسل لي نسخة أيضاً.
قال الخضير: هناك نسختان: نسخة النويري(وهي التي أعني).
وهناك نسخة البقاعي.
-العثيمين: أنفس نسخ البخاري هي نسخة عبد المجيد البعلي، وخطه أحسن من المطبعة فيما نُقِل لي: نسخها، وقابلها أربع مرات، ولم يشذ عنها شيء، ويقولون: كان يتوضأ ويصلي ركعتين يسأل الله التسديد، فقرأه على ابن مالك صاحب الألفية، ليضبط شكله،(هي نسخة اليونيني، لأن يونين قرية من قرى بعلبك).
صارت تعرف باليونينية.
أحد المغاربة باع داره واشترى هذه النسخة.
الخضير: النسخة الأصل بحث عنها القسطلاني فلم يجدها، فوجد الفرع، وقابل نسخته على الفرع(18) مرة!! حتى ضبطها.
وبعد مده يقول: وجدت المجلد الثاني من الأصل، فقابل الفرع على الأصل، فلم يختلف ولا نقطة.
ولذا... إذا أراد في الشرح أن يبين اختلاف الروايات قال: (كذا في الفرع كأصله).
العثيمين: هناك مغربي يسمى محمد بن ناصر الدَّرعي، من علماء الحديث.
جاءته نسخة من نسخة اليونيني واشتراها بمائتي مثقال ذهباً (دِرعَة قرية من قرى المغرب، من قرى مدينة تامكروت(هكذا أظنها) شمال المغرب، مكتبة الحمزاوية).
وهي قرية مليانة مَلِي من المخطوطات، وحتى الآن.
قال العثيمين: وقد ذهبت لها، وصورت منها مئات المخطوطات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق