السبت، 31 أغسطس 2019

المهدي أبو عبد الله محمد بن المنصور

المهدي أبو عبد الله محمد بن المنصور
المهدي أبو عبد الله محمد بن المنصور ولد بأيذح سنة سبع وعشرين ومائة وقيل سنة ست وعشرين وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية وكان جوادا ممدحا مليح الشكل محببا إلى الرعية حسن الاعتقاد تتبع الزنادقة وأفنى منهم خلقا كثيرا وهو أول من أمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين روي الحديث عن أبيه وعن مبارك بن فضالة حدث عنه يحيى بن حمزة وجعفر بن سليمان الضبعي ومحمد بن عبد الله الرقاشي وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري قال الذهبي وما علمت قيل فيه جرحا ولا تعديلا وأخرج ابن عدي من حديث عثمان مرفوعا المهدي من ولد العباس عمي تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم وكان يضع الحديث وأورد الذهبي هنا حديث ابن مسعود مرفوعا المهدي بواطىء أسمه واسمي واسم أبيه اسم أبي أخرجه أبو داود والترمذي وصححه ولما شب المهدي أمره أبوه علىطبرستان وما والاها وتأدب وجالس العلماء وتميز ثم إن أباه عهد إليه فلما مات بويع بالخلافة ووصل الخبر إليه ببغداد فخطب الناس فقال إن أمير المؤمنين عبد دعى فأجاب وأمر فأطاع واغرورقت عيناه فقال قد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فراق الأحبة ولقد فارقت عظيما وقلدت جسيما فعند الله أحتسب أمير المؤمنين وبه أستعين على خلافة المسلمين أيها الناس اسروا مثل ما تعلنون من طاعتنا نهبكم العافية وتحمدوا العاقبة واخفضوا جناح الطاعة لمن نشر معدلته فيكم وطوى الإصر عنكم وأهال عليكم السلامة من حيث رآه الله مقدما ذلك والله لأفننين عمري بين عقوبتكم والإحسان إليكم قال نفطويه لما حصلت الخزائن في يد المهدي أخذ في رد المظالم فأخرج أكثر الذخائر ففرقها وبر أهله ومواليه وقال غيره أول من هنأ المهدي بالخلافة وعزاه بأبيه أبو دلامة فقال عيناي واحدة ترى مسرورة بأميرها جذلى وأخرى تذرف تبكي وتضحك تارة ويسوؤها ما أنكرت ويسرها ما تعرف فيسوؤها موت الخليفة محرما ويسرها أن قام هذا الأرأف ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى شعرا أسرحه وآخر ينتف هلك الخليفة بالدين محمد وأتاكم من بعد من يخلف أهدى لهذا الله فضل خلافة ولذاك جنات النعيم تزخرف وفي سنة تسع وخمسين بايع المهدي بولاية العهد لموسى الهادي ثم من بعده لهارون الرشيد ولديه وفي سنة ستين فتحت أربد من الهند عنوة وفيها حج المهدي فأنهى إليه حجبه الكعبة أنهم يخافون هدمها لكثرة ما عليها من الستار فأمر بها فجردت واقتصر على كسوة المهدي وحمل إلى المهدي الثلج إلى مكة قال الذهبي لم يتهيأ ذلك لملك قط وفي سنة إحدى وستين أمر المهدي بعمارة طريق مكة وبنى بها قصورا وعمل البرك وأمر بترك المقاصير التي في جوامع الإسلام وقصر المنابر وصيرها على مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي سنة ثلاث وستين وما بعدها كثرت الفتوح بالروم وفي سنة ست وستين تحول المهدي إلى قصره المسمى بعيساباذ وأمر فأقيم له البريد من المدينة النبوية ومن اليمن ومكة إلى الحضرة بغالا وإبلا قال الذهبي وهو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق وفيها فيما بعدها جد المهدي في تتبع الزنادقة وإبادتهم والبحث عنهم في الآفاق والقتل على التهمة وفي سنة سبع وستين أمر بالزيادة الكبرى في المسجد الحرام وأدخل في ذلك دورا كثيرة وفي سنة تسع وستين مات المهدي ساق خلف صيد فاقتحم الصيد خربة وتبعه الفرس فدق ظهره في بابها فمات لوقته وذلك لثمان بقين من المحرم وقيل إنه مات مسموما وقال سلم الخاسر يرثيه وباكية علىالمهدي عبري كأن بها وما جنت جنونا وقد خمشت محاسنها وأبدت غدائرها وأظهرت القرونا لئن بلى الخليفة بعد عز لقد أبقى مساعي مابلينا سلام الله عدة كل يوم على المهدي حين ثوى رهينا تركنا الدين والدنيا جميعا بحيث ثوى أمير المؤمنينا ومن أخبار المهدي قال الصولي لما عقد المهدي العهد لولده موسى قال مروان بن أبي حفصة عقدت لموسى بالرصافة بيعة شد الإله بها عري الإسلام موسى الذي عرفت قريش فضله ولها فضيلتها على الأقوام بمحمد بعد النبي محمد حيي الحلال ومات كل حرام مهدي أمته الذي أمست به للذل آمنه وللإعدام موسى ولي عهد الخلافة بعده جفت بذاك مواقع الأقلام وقال آخر يابن الخليفة إن أمة أحمد تاقت إليك بطاعة أهواؤها ولتملأن الأرض عدلا كالذي كانت تحدث أمة علماؤها حتى تمنى لو ترى أمواتها من عدل حكمك ما ترى أحياؤها فعلى أبيك اليوم بهجة ملكها وغدا عليك إزارها ورداؤها وأسند الصولي أن امرأة اعترضت المهدي فقال يا عصبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنظر في حاجتي فقال المهدي ما سمعتها من أحد قط أقضوا حاجتها وأعطوها عشرة آلاف درهم وقال قريش الختلي رفع صالح بن عبد القدوس البصري إلى المهدي في الزندقة فأراد قتله فقال أتوب إلى الله وأنشده لنفسه ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يواري في ثرى رمسه فصرفه فلما قرب من الخروج رده فقال ألم تقل والشيخ لا يترك أخلاقه قال بلى قال فكذلك أنت لا تدع أخلاقك حتى تموت ثم أمر بقتله وقال زهير قدم على المهدي بعشرة محدثين منهم فرج بن فضالة وغياث ابن إبراهيم وكان المهدي يحب الحمام فلما أدخل غياث قيل له حدث أمير المؤمنين فحدثه عن فلان عن أبي هريرة مرفوعا لا سبق إلا في حافر أو نصل وزاد فيه أو جناح فأمر له المهدي بعشرة آلاف درهم فلما قام قال أشهد أن قفاك قفا كذاب وإنما استجلبت ذلك ثم أمر بالحمام فذبحت وروى أن شريكا دخل على المهدي فقال له لا بد من ثلاث إما أن تلي القضاء أوتؤدب ولدي وتحدثهم أو تأكل عندي أكلة ففكر ساعة ثم قال الأكلة أخف علي فأمر المهدي بعمل ألوان من المخ المعقود بالسكر وغير ذلك فأكل فقال الطباخ لا يفلح بعدها قال حدثهم بعد ذلك وعلمهم العلم وولى القضاء لهم وأخرج البغوي في الجعديات عن حمدان الأصبهاني قال كنت عند شريك فأتاه ابن المهدي فاستند وسأل عن حديث فلم يلتفت شريك ثم أعاد فعاد فقال كأنك تستخف بأولاد الخلفاء قال لا ولكن العلم أزيد عند أهله من أن يضيعوه فجثا على ركبتيه ثم سأله فقال شريك هكذا يطلب العلم ومن شعر المهدي ما أنشده الصولي ما يكف الناس عنا ما يمل الناس منا إنما همتهم أن ينبشوا ما قد دفنا لو سكنا بطن أرضفلكانوا حيث كنا وهم إن كاشفونافي الهوىيوما مجنا وأسند الصولى عن محمد بن عمارة قال كان للمهدى جارية شغف بها وهى كذلك إلا أنها تتحاماه كثيرا فدس إليها من عرف ما في نفسها فقالت أخاف أن يملنى ويدعنى فأموت فقال المهدى في ذلك ظفرت بالقلب منىغادة مثل الهلال كلما صح لها ودى جاءت بعتلال لا لحب الهجر منىوالتأنى عن وصال بل لإبقاء على حبىلها خوف الملال وله في نديمه عمر بن بزيغ رب تمم لى نعيمى بأبى حفص نديمى إنما لذة عيشى في غناء وكروم وحوار عطراتوسماع ونعيم قلت شعر المهدى أرق وألطف من شعر ابيه وأولاده بكثير وأسند الصولى عن ابن أبى كريمة قال دخل المهدى إلى حجرة جارية على غفلة فوجدها قد نزعت ثيابها وأرادت لبس غيرها فلما رأته غطت بيدها فقصرت كفها عنه فضحك وقال نظرت في القصر عينى نظرة وافق حينى ثم خرج فرأى بشارا فأخبره وقال أجز فقال بشار سترته إذ رأتنىدونه بالراحتين فبدا لى منه فضلتحت طى الكعنتين وأسند عن إسحاق الموصلى قال كان المهدى في أول أمره يحتجب عن الندماء تشبيها بالمنصور نحوا من سنة ثم ظهر لهم فأشير عليه ان يحتجب فقال إنما اللذة مع مشاهدتهم وأسند عن مهدى بن سابق قال صاح رجل بالمهدى وهو في موكبه قل للخليفة حاتم لك خائنفخف الإله وأعفنا من حاتم إن العفيف إذا استعان بخائنكان العفيف شريكه في المأتم فقال المهدى يعزل كل عامل لنا يدعى حاتم وأسند عن أبى عبيدة قال كان المهدى يصلى بنا الصلوات الخمس في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها فأقيمت الصلاة يوما فقال أعرابي لست على طهر وقد رغبت في الصلاة خلفك فأمر هؤلاء بانتظارى فقال انتظروه ودخل المحراب فوقف إلى أن قبل قد جاء الرجل فكبر فعجب الناس من سماحة أخلاقه وأسند عن إبراهيم بن نافع أن قوما من أهل البصرة تنازعوا إليه في نهر من أنهار البصرة فقال إن الأرض لله في أيدينا للمسلمين فما لم يقع له ابتياع منها يعود ثمنه على كافتهم وفي مصلحتهم فلا سبيل لأحد عليه فقال القوم هذا النهر لنا بحكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه قال من أحيا ارضا ميتة فهى له وهذه موات فوثب المهدى عند ذكر النبى صلى الله عليه وسلم حتى ألصق خده بالتراب وقال سمعت لما قال وأطعت ثم عاد وقال بقى أن تكون هذه الأرض مواتا حتى لا أعرض فيها وكيف تكون مواتا والماء المحيط بها من جوانبها فإن أقاموا البينة على هذا سلمت وأسند عن الأصمعى قال سمعت المهدى على منبر البصرة يقول إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته فقال إن الله وملائكته يصلون على النبى الآية آثره من بين الرسل إذ خصكم بها من بين الأمم قلت وهو أول من قال ذلك في الخطبة وقد استسنها الخطباء إلى اليوم ولما مات قال أبو العتاهية وقد علقت المسوح على قباب حرمه رحن في الموشى وأصبحنعليهم المسوح كل نطاح من الدهرله يوم نطوح لست بالباقى ولو عمرتما عمر نوح نح على نفسك يا مسكينإن كنت تنوح ذكر احاديث من رواية المهدى قال الصولى حدثنى احمد بن محمد ابن صالح التمار حدثنا يحيى بن محمد القرشى حدثنا أحمد بن هشام حدثنا أحمد ابن عبدالرحمن بن مسلم المدائنى وهو ثقة صدوق قال سمعت المهدى يخطب فقال حدثنا شعبة عن على بن زيد عن أبى النضرة عن أبى سعيد الخدري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبة من العصر الى مغيربان الشمس بطوله وقال الصولى حدثنا اسحاق بن ابراهيم القزاز حدثنا اسحاق بن ابراهيم ابن حبيب بن الشهيد حدثنا أبو يعقوب بن حفص الخطابي سمعت المهدي يقول حدثني أبي عن أبيه عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه أن وفدا من العجم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أحفوا لحاهم وأعفوا شواربهم فقال النبيى صلى الله عليه وىله وسلم خالفوهم أعفوا لحاكم واحفوا حفظها من حفظها ونسيها من نسيها فقال إلا إن الدنيا حلوة خضرة الحديث شواربكم وإحفاء الشارب أخذ ما سقط على الشفة منه ووضع المهدى يده على أعلى شفته وقال منصور بن مزاحم ومحمد بن يحيى بن حمزة عن يحيى بن حمزة قال صلى بنا المهدى المغرب فجهر بسم الله الرحمن الرحيم فقلت يا أمير المؤمنين ما هذا قال حدثنى أبى عن أبيه عن ابن إسحاق ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهر بسم الله الرحمن الرحيم فقلت للمهدى نأثره عنك قال نعم قال الذهبى هذا إسناد متصل لكن ما علمت احدا احتج بالمهدى ولا بأبيه في الأحكام تفرد به محمد بن الوليد مولى بنى هاشم وقال ابن عدى كان يضع الحديث قلت لم ينفرد به بل وجدت له متابعا مات في ايام المهدى من الأعلام شعبة وابن أبى ذئب وسفيان الثورى وإبراهيم بن ادهم الزاهد وداود الطائي الزاهد وبشار بن برد أول شعراء المحدثين وحماد بن سلمة وإبراهيم بن طهمان والخليل بن أحمد صاحب العروض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد