بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
حبنا الشديد لآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، يجعلنا ننقب في أمهات الكتب حتى نستمتع بنسائم سيرتهم العطرة، وفضائلهم التربوية الجمة، ونسعى بعد الاستمتاع لتطبيقها تطبيقاً عملياً في حياتنا اليومية.
واليوم نعيش مع أمير المؤمنين، خامس الخلفاء الراشدين الذي ضرب أروع الأمثلة في حقن دماء المسلمين، وتنازله عن الخلافة والرئاسة، فأصلح الله به بين فئتين من المسلمين.
إنه سيدنا الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، حفيد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وشبيهه، سيد شباب أهل الجنة، أمه السيدة فاطمة الزهراء - رضي الله عنها -، ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، جعلنا الله من محبيهم.في سيرته الخيرية دروس لكل المسلمين بصفة عامة، والأغنياء منهم بصفة خاصة؛ فقد كان - رضي الله عنه - من أسخى أهل زمانه، وعده العلماء من الأجواد.
يقول محمد بن سيرين: ربما أجاز الحسن بن علي الرجل الواحد بمائة ألف.
وقال أبو هارون العبدي: انطلقنا حجاجاً فدخلنا المدينة، فدخل علينا الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، فحدثناه بمسيرتنا، وحالنا، فلما خرجنا بعث إلى كل واحد منا بأربعمائة، فرجعنا، فأخبرناه بيسارنا، فقال: لا تردوا علي معروفي، إن الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة.
وقد سُئل الحسن بن علي - رضي الله عنهما -: لأي شيء نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة؟، فقال: "إني لله سائل وفيه راغب، وإن الله - تعالى -عودني عادة، عودني أن يفيض نعمه عليّ، وتعودت أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت عادتي أن يمنعني عادته".
إنها نظرة عقدية ثاقبة في الإنفاق وفعل الخيرات، فقد رد الحسن - رضي الله عنه - النعمة إلى صاحبها، الله - سبحانه وتعالى -، فهو يفيض بنعم الله على العباد ولا يتفضل بنفسه، كما يفعل بعض المغيبين الآن نفاقاً ورياءً.
وقد قاسم الحسن بن علي - رضي الله عنهما - الله ماله ثلاث مرات، حتى إنه يعطي الخف ويمسك النعل. وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أنه خطب الناس ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالاً، وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحضر الناس فقام الحسن فقال: إنما جمعته للفقراء.
وقد بعث إليه معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - بمائة ألف، فقسمها الحسن - رضي الله عنه - بين جلسائه، فأصاب كل واحد منهم عشرة آلاف.
وعن حبه لقضاء الدين عن الناس ذكر العلماء أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - دخل ذات يوم على أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -، وهو حزين فقال له الحسن، وما الذي أحزنك يا عم، فقال له أي ابن رسول الله عليَّ دين مقداره ستون ألف درهم ولا أتمكن من رده، فقال الحسن - رضي الله عنه -، سأردها عنك، فقال له أسامة فك الله رهانك يا ابن النبي إن الله أعلم حيث يجعل رسالته.
وهناك تطبيقات عملية كثيرة في حياة الحسن بن علي - رضي الله عنهما - من جهة قضاء حوائج الناس وتنفيس كرباتهم منها: أن رجلاً رفع إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - رقعة بحاجة، فقال الحسن: قد قرأتها، حاجتك مقضية، فقيل له: يا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لو نظرت إلى رقعته وراجعته على حسب ما فيها، فقال: أخاف أن أسأل عن ذل مقامه بين يدي حتى أقرأها.
ويقول سعيد بن عبد العزيز، سمع الحسن رجلاً إلى جانبه يدعو الله أن يملكه عشرة آلاف درهم، فقام إلى منزله فبعث إليه بالعشرة آلاف.
ونختم بموقف تربوي رائع، فذات يوم رأى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - غلاماً في حائط من حوائط المدينة يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلباً هناك لقمة، فقال له: ما حملك على هذا؟ فقال: إني استحيي من أن آكل ولا أطعمه، فقال له الحسن: لا تبرح مكانك حتى آتيك فذهب إلى سيده فاشتراه، واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملَّكه الحائط، فقال له الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.
فنعم فعل الحسن - رضي الله عنه -، ونعم صنيع الغلام الذي أنفق في الشدة بلقمة وأنفق في الرخاء بحائط، وفي الحالتين أنفق بكل ما يملك.
رحم الله الغلام ورحم الله الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، ويا ليت الناس يحبون آل البيت حباً حقيقياً عملياً، فيجودون بجودهم، فيحبهم الناس ويرضى عنهم رب الناس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
حبنا الشديد لآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، يجعلنا ننقب في أمهات الكتب حتى نستمتع بنسائم سيرتهم العطرة، وفضائلهم التربوية الجمة، ونسعى بعد الاستمتاع لتطبيقها تطبيقاً عملياً في حياتنا اليومية.
واليوم نعيش مع أمير المؤمنين، خامس الخلفاء الراشدين الذي ضرب أروع الأمثلة في حقن دماء المسلمين، وتنازله عن الخلافة والرئاسة، فأصلح الله به بين فئتين من المسلمين.
إنه سيدنا الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، حفيد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وشبيهه، سيد شباب أهل الجنة، أمه السيدة فاطمة الزهراء - رضي الله عنها -، ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، جعلنا الله من محبيهم.في سيرته الخيرية دروس لكل المسلمين بصفة عامة، والأغنياء منهم بصفة خاصة؛ فقد كان - رضي الله عنه - من أسخى أهل زمانه، وعده العلماء من الأجواد.
يقول محمد بن سيرين: ربما أجاز الحسن بن علي الرجل الواحد بمائة ألف.
وقال أبو هارون العبدي: انطلقنا حجاجاً فدخلنا المدينة، فدخل علينا الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، فحدثناه بمسيرتنا، وحالنا، فلما خرجنا بعث إلى كل واحد منا بأربعمائة، فرجعنا، فأخبرناه بيسارنا، فقال: لا تردوا علي معروفي، إن الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة.
وقد سُئل الحسن بن علي - رضي الله عنهما -: لأي شيء نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة؟، فقال: "إني لله سائل وفيه راغب، وإن الله - تعالى -عودني عادة، عودني أن يفيض نعمه عليّ، وتعودت أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت عادتي أن يمنعني عادته".
إنها نظرة عقدية ثاقبة في الإنفاق وفعل الخيرات، فقد رد الحسن - رضي الله عنه - النعمة إلى صاحبها، الله - سبحانه وتعالى -، فهو يفيض بنعم الله على العباد ولا يتفضل بنفسه، كما يفعل بعض المغيبين الآن نفاقاً ورياءً.
وقد قاسم الحسن بن علي - رضي الله عنهما - الله ماله ثلاث مرات، حتى إنه يعطي الخف ويمسك النعل. وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أنه خطب الناس ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالاً، وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحضر الناس فقام الحسن فقال: إنما جمعته للفقراء.
وقد بعث إليه معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - بمائة ألف، فقسمها الحسن - رضي الله عنه - بين جلسائه، فأصاب كل واحد منهم عشرة آلاف.
وعن حبه لقضاء الدين عن الناس ذكر العلماء أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - دخل ذات يوم على أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -، وهو حزين فقال له الحسن، وما الذي أحزنك يا عم، فقال له أي ابن رسول الله عليَّ دين مقداره ستون ألف درهم ولا أتمكن من رده، فقال الحسن - رضي الله عنه -، سأردها عنك، فقال له أسامة فك الله رهانك يا ابن النبي إن الله أعلم حيث يجعل رسالته.
وهناك تطبيقات عملية كثيرة في حياة الحسن بن علي - رضي الله عنهما - من جهة قضاء حوائج الناس وتنفيس كرباتهم منها: أن رجلاً رفع إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - رقعة بحاجة، فقال الحسن: قد قرأتها، حاجتك مقضية، فقيل له: يا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لو نظرت إلى رقعته وراجعته على حسب ما فيها، فقال: أخاف أن أسأل عن ذل مقامه بين يدي حتى أقرأها.
ويقول سعيد بن عبد العزيز، سمع الحسن رجلاً إلى جانبه يدعو الله أن يملكه عشرة آلاف درهم، فقام إلى منزله فبعث إليه بالعشرة آلاف.
ونختم بموقف تربوي رائع، فذات يوم رأى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - غلاماً في حائط من حوائط المدينة يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلباً هناك لقمة، فقال له: ما حملك على هذا؟ فقال: إني استحيي من أن آكل ولا أطعمه، فقال له الحسن: لا تبرح مكانك حتى آتيك فذهب إلى سيده فاشتراه، واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملَّكه الحائط، فقال له الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.
فنعم فعل الحسن - رضي الله عنه -، ونعم صنيع الغلام الذي أنفق في الشدة بلقمة وأنفق في الرخاء بحائط، وفي الحالتين أنفق بكل ما يملك.
رحم الله الغلام ورحم الله الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، ويا ليت الناس يحبون آل البيت حباً حقيقياً عملياً، فيجودون بجودهم، فيحبهم الناس ويرضى عنهم رب الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق