السبت، 31 أغسطس 2019

الإمام ابن خفيف وصاحب الحلية

بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ

الـسَّـلَامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبـَرَكَـاتُـهُ
الحَمْدُ للهِ الحَمِيدِ المَجِيدِ؛ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ، وَهُوَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ وَمُعَافَاتِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى حُكْمِهِ وَمُجَازَاتِهِ،

يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ سَيِّئَةً مِثْلَهَا، وَيُضَاعِفُ الحَسَنَةَ إِلَى عَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛

هَدَى قُلُوبَ أُنَاسٍ فَشَرَوُا الآخِرَةِ بِالدُّنْيَا، وَضَلَّ عَنِ هِدَايَتِهِ أَقْوَامٌ فَخَلَدُوا إِلَى الفَانِيَةِ وَضَيَّعُوا البَاقِيَةَ؛

[مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا] {الكهف:17}،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ دَعَا إِلَى الهُدَى فَاتَّبَعَهُ ثُلَّةٌ مِنَ السَّابِقِينَ فَدَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَأَهْلِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ،

وَانْخَلَعُوا مِنْ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَعَادَوا عَشَائِرَهُمْ وَقَبَائِلَهُمْ؛ فَسَخَّرَهُمُ اللهُ تَعَالَى نُصْرَةً لِنَبِيِّهِ، وَاخْتَارَهُمْ حَمَلَةً لِدِينِهِ،

صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَعَلَى الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَأَطِيعُوهُ، وَأَقِيمُوا دِينَكُمْ، وَتَعَاهَدُوا إِيمَانَكُمْ،

وَتَفَقَّدُوا قُلُوبَكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَجْسَامِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ،

[يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ] {الشعراء:88-89}.





الإمام ابن خفيف وصاحب الحلية

هو الإمام العارف القدوة، قال ابن باكويه: سمعت ابن خفيف يقول كنت في بداية أمري ربما

أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف قل هو الله أحد وربما كنت أقرأ في ركعة القرآن كله.

وكان رحمه اللهَ قد جمع بين العلم والعمل وعلو السند والتمسك بالسنن.

 ومتع بطول العمر عاش خمس وتسعين سنة. وازدحم الخلق على سريره،

وكان أمراً عجيباً، قيل إنهم صلوا عليه نحواً من مئة مرة. اهـ [1].



فائدة:

إسماعيل الجرجاني الشافعي له الورع الثخين والمجاهدة والنصح للإسلام والسخاء

وحسن الخلق توفي رحمه اللهَ وهو في صلاة المغرب وهو يقرأ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]،

 ففاضت نفسه رحمه اللهَ. فيرجى أن تكون له كرامة [2].

 أبو نعيم صاحب الحلية

كان أبو نعيم رحمه اللهَ مرحولاً إليه ولم يكن يعلم في أفق من الآفاق أسند منه ولا أحفظ يعني في وقته،

 فكان الحفاظ من أهل العلم قد اجتمعوا عنده فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده

 إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق وكان لا يضجر. اهـ [3].



فائدة:

الطلمنكي: كان من بحور العلم وكان سيفاً مسلولاً على أهل البدع والأهواء

 قامعاً لهم غيوراً على الشريعة شديداً في ذات الله إلى آخر أحواله [4].



 المصدر: مجمع الفوائد

[1] مختصر أعلام النبلاء ج3 ص1298.

[2] أعلام النبلاء ج3.

[3] مختصر أعلام النبلاء ج3 ص1349.

[4] اهـ. مختصر أعلام النبلاء ج3 ص1364

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد