الجمعة، 23 أغسطس 2019

~ سلسلة عظماء اسلموا ~ الحلقة الثالثة و العشرون { فريدريك دولا مارك .. كبير أساقفة جوهانسبرج }

هو المونسنيور فريدريك دولا مارك Frederic Marc countries كبير أساقفة جوهانسبرج، الذي أعلن إسلامه في صحن المركز الإسلامي الكبير بجينيف، مؤكدًا استعداده فورًا للتعريف بحقيقة الإسلام، والعمل على نشر تعاليمه في أنحاء القارة الإفريقية.

قصة إسلام فريدريك دولا مارك
أما عن قصة إسلامه، فتبدأ القصة عندما بدأ كبير الأساقفة يحاول الوصول إلى إجابة للشكوك التي تدور بداخله، فلقد درس الإسلام للوقوف على عدة أساسيات؛ وهي:

أولاً: الألوهية.

ثانيًا: الوحدانية.

ثالثًا: صورة عيسى -عليه السلام- في الإسلام، وهل هو إنسان أم إله؟!

فيتحدث عن ذلك قائلاً:
"لقد وصفني كل من عرفني برجاحة العقل والفكر، فهل أظل على حيرتي في هذه الأساسيات الثلاث التي لم أجد لها وضوحًا في النصرانية؟!".

إضافةً إلى أمر رابع، وهو دعوة المساواة بين الناس.

لقد وجد كبير الأساقفة ما يبحث عنه في الإسلام؛ ففي الوحدانية والألوهية وجد بيانًا شافيًا في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4].

إضافةً إلى العديد من الآيات القرآنية منها: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163]، {اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255].

ويتحدث عن صورة سيدنا عيسى فيقول: إنه وجدها في الإسلام تختلف تمامًا عما رسمته الأناجيل المتباينة المتضاربة، خلاصتها أنه عبدُ الله ورسوله، خلقه بقدرته، ومثله عند ربه كمثل آدم.

كان هذا بداية الوصول إلى طريق الحق، كما قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].

أما النقطة الرابعة وهي دعوة المساواة بين الناس، فما تعيشه جنوب إفريقيا، وما يهز كياننا ويزلزل أركان دولتنا على مشهد ومسمع من العالم، لهو خير دليل على هدم تلك المساواة المزعومة، وما تعيشه البلاد أفضل ردٍّ على ذلك.

إسهامات فريدريك دولا مارك
دعا (دولا مارك) إلى الاهتمام بقارة إفريقيا، تلك القارة العذراء التي تشتاق إلى الإسلام كثيرًا، ويرى أن مستقبل الإسلام فيها لتلك الأسباب ولغيرها:

أولاً: لأن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشر.

ثانيًا: توافقه وانسجامه مع الفطرة.

ثالثًا: منطقه الواضح في أخص القضايا الاعتقادية.

أبو هريرة .. وعاء السنة

أبو هريرة .. وعاء السنة

هو الحافظ الفقيه عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان اسمه في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - عبد الرحمن، وكُنيته أبو هريرة؛ لأنه وجدَ هِرَّة فحملها في كُمه، فقيل له: أبو هريرة.

وقد أسلم أبو هريرة بدَوس، ثم قدِم المدينةَ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجٌ نحو خيبر، فلحقه بها وشهدها معه.

كان أبو هريرة رجلاً فقيرًا من أصحاب الصُّفَّة، ذاقَ الجوع والفاقة. والصُّفَّة: موضع مُظلَّل في المسجد كان يأوي إليه الغرباء وفقراء الصحابة - رضي الله عنهم - ومَن ليس له منزل، وكان منهم أبو هريرة - رضي الله عنه - وكان رئيسَهم.

وذكر أبو هريرة ما كان من حاله في ذلك الوقت فقال: "لقد رأيتُني أُصرع بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحجرة عائشة، فيقال: مجنون، وما بي جنون، ما بي إلا الجوع!".
وبعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلُح حاله وكثُر ماله، ووَلي إمرة المدينة، وكان يمرُّ في السوق يحمل الحُزمة وهو يقول: "أوسعوا الطريق للأمير!"، وكانت فيه دعابة، رضي الله تعالى عنه.

وكان - رضي الله عنه - كثير الذكر والتعبد، وروي عنه أنه قال: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ذنبي!"، وروي أنه كان له خيط فيها ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح به. وقال أبو عثمان النهدي: "تضيَّفتُ أبا هريرة سبعًا [أي: كنتُ ضيفًا عليه في بيته سبع ليالٍ أو سبعة أيام]، فكان هو وامرأتُه وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا [أي يتناوبون قيام الليل]؛ يصلي هذا، ثم يوقظ الآخرَ فيصلي، ثم يوقظ الثالث".

جهوده في حفظ السنة:

كان أبو هريرة – رضي الله تعالى عنه - من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى، فهو مُسنِد الصحابة بلا نزاع؛ حيث زادت مرويَّاته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خمسة آلاف وثلاث مئة حديث! بعض هذه الأحاديث حفظها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورواها عنه مباشرة، وبعضها رواها عنه بواسطة بعض الصحابة الكبار كأبي بكر وعمر وأبيّ بن كعب - رضي الله تعالى عنهم أجمعين -. روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة أنه قال: "ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ أكثر حديثًا عنه مني إلا ما  كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب".

وقال الحاكم (أبو أحمد): "كان من أحفظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وألزمهم له صحبة على شِبَع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ولذلك كثر حديثه".

وقد أثنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على حرص أبي هريرة على طلب العلم والخير؛ فقد روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قلت: يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولَ منك؛ لما رأيتُ من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قِبل نفسه".

وقد أثنى كبار الصحابة - رضي الله عنهم – على حفظه وعلمه، فكان ابن عمر – رضي الله عنهما - يقول: "يا أبا هريرة كنتَ ألزمُنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه"، رواه الحاكم في (المستدرك).
وقال طلحة بن عبيد الله: "لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع".
وكذلك أثنى على حفظ أبي هريرة وعلمه الأئمةُ من حُفَّاظ الحديث، فقد روى الأعمش عن أبي صالح: "ما كان أفضلَهم [أي الصحابة]، ولكنه كان أحفظ".
وقال الشافعي: "أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره".

ولما استنكر بعضُ الناس كثرةَ تحديث أبي هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رغم أنه لم يدرك من صحبته إلا سنوات قلائل، وبلغته تلك المقالة عنهم تأثر وقال: "إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدِّثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل حديث أبي هريرة، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفقٌ بالأسواق، وكنتُ ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، فأشهدُ إذا غابوا، وأحفظ إذا نسَوا، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عملُ أموالِهم، وكنتُ امرأً مسكينًا من مساكين الصُّفَّة أعي حين ينسون.

وقد نال أبو هريرة – رضي الله عنه – هذه الدرجة في الحفظ وعدم النسيان ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم – له، فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال في حديث يحدِّثه: "إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول"، فبسطتُ نَمِرة عليّ، حتى إذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيتُ من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك من شيء!".

وروى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه قال: قلت: يا رسول الله! إني أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه؟ قال: "أبسط رداءك"، فبسطته، قال: فغرف بيديه ثم قال: "ضُمَه"، فضممتُه فما نسيت شيئًا بعده!.

وروى النسائي في (السنن الكبرى) أن رجلاً جاء زيدَ بن ثابت فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك أبا هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله ونذكر ربنا - خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلينا، فسكتنا، فقال: "عودوا للذي كنتم فيه"، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمِّن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة فقال: "اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي هذان، وأسألك علمًا لا ينسى" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: "آمين!" فقال: يا رسول الله! ونحن نسأل الله علمًا لا ينسى، فقال: "سبقكم بها الغلام الدوسي".

ولم يمت أبو هريرة – رضي الله عنه – حتى بثَّ في الناس ما تحمله من العلم، وبلغ عدد تلامذته المئات، قال البخاري: روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر.

وفاته:

توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين، قاله جماعة، وقال آخرون: سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة سبع وخمسين - رضي الله عنه 

منهج الإمام النسائي في سننه الصغرى(المجتبى)


منهج الإمام النسائي في سننه



ً1- ترجمة الإمام النسائي:

اسمه ونسبه ومولده:

هو الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي.

ولد بنسا في سنة خمس عشرة ومئتين،

طلبه للعلم وشيوخه وتلامذته:

وطلب العلم في صغره، فارتحل إلى قتيبة في سنة ثلاثين ومئتين، فأقام عنده ببغلان  سنة، فأكثر عنه.

وسمع من: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، ومحمد بن النضر بن مساور، وسويد بن نصر، وعيسى بن حماد زغبة، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبي الطاهر بن السرح، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن شاهين، وبشر بن معاذ العقدي، وبشر بن هلال الصواف، وتميم بن المنتصر، والحارث بن مسكين، والحسن بن صباح البزار، وحميد بن مسعدة، وزياد بن أيوب، وزياد بن يحيى الحساني، وغيرهم كثير، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: سمع من خلائق لا يحصون.

وقد روى النسائي في " سننه " مواضع يقول: حدثنا أبو داود، فالظاهر أن أبا داود في كل الأماكن هو السجستاني، فإنه معروف بالرواية عن السبعة، لكن شاركه أبو داود سليمان بن سيف الحراني في الرواية عن بعضهم، والنسائي مكثر عن الحراني، وقد روى النسائي في كتاب " الكنى "، عن سليمان بن الأشعث، ولم يكنه، وذكر الحافظ ابن عساكر في "النبل" أن النسائي يروي عن أبي داود السجستاني.

قال الذهبي في السير: حدث عنه: أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو علي النيسابوري، وحمزة بن محمد الكناني، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس النجوي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد الشافعي، وعبد الكريم بن أبي عبدالرحمن النسائي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن السني، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي، والحسن بن رشيق، ومحمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري، ومحمد بن موسى المأموني، وأبيض بن محمد بن أبيض، وخلق كثير.

بعض صفاته:

قال الذهبي: وكان شيخنا مهيبا، مليح الوجه، ظاهر الدم، حسن الشيبة.. وكان نضر الوجه مع كبر السن، يؤثر لباس البرود النوبية والخضر، ويكثر الاستمتاع، له أربع زوجات، فكان يقسم لهن... ومع ذلك فكان يصوم صوم داود ويتهجد

عقيدته ومذهبه:

قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا إسحاق بن راهويه، حدثنا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك: إن فلانا يقول: من زعم أن قوله تعالى: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني) [ طه: 14 ] مخلوق، فهو كافر. فقال ابن المبارك: صدق، قال النسائي: بهذا أقول.

وأما رمي به من التشيع والانحراف عن خصوم علي، فبسبب تأليفه لكتاب خصائص علي رضي الله عنه، فمن أحسن ما يعتذر له به ما قاله هو لما سُئل عن ذلك:

قال الوزير ابن حنزابة: سمعت محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي قال: سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب: " الخصائص" لعلي رضي الله عنه، وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير، فصنفت كتاب: " الخصائص"، رجوت أن يهديهم الله تعالى.

وبالنسبة لمذهبه الفقهي فقد قال ابن الأثير في أول " جامع الأصول ": كان شافعيا، له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعا متحريا.

قال الذهبي في معرض ثنائه على النسائي: إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي، كمعاوية وعمرو، والله يسامحه.

ثناء العلماء عليه:

قال ابن منده: الذين خرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربع: البخاري ومسلم وبعدهما أبو داود والنسائي.

قال الحافظ أبو علي النيسابوري: أخبرنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.

وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.

قال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر، فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه، والانبساط في المأكل، وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.

قال الذهبي في السير: وكان من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف، جال في طلب العلم في خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن.. وقال أيضاً: ولم يكن أحد في رأس الثلاث مئة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة.

بعض مؤلفاته:

له مؤلفات كثيرة من أهمها "السنن الكبرى" و"السنن الصغرى(المجتبى)" و" مسند علي " وأما كتاب "خصائص علي " فهو داخل في " سننه الكبير " كما قال الذهبي، وكذلك كتاب "عمل يوم وليلة" (وكتاب ابن السني كالمستخرج على كتاب النسائي" وله كتاب " التفسير " و" الضعفاء" و"الكنى" وغيرها

وفاته:

قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ سمعت علي بن عمر يقول كان أبو عبد الرحمن النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار وأعلمهم بالرجال فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه فضربوه في الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة فأخرجوه إلى مكة وهو عليل وتوفي بها مقتولا شهيدا قال الحاكم أبو عبد الله: ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره.

قال أبو سعيد بن يونس في تاريخه كان النسائي إماما حافظا ثبتا خرج من مصر في شهر ذي القعدة سنة اثنتين وثلاث مائة وتوفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاث مائة، ولعل هذا الأرجح أنه توفي بفلسطين.

مصادر ترجمته: وفيات الأعيان(1/ 78،77)، تهذيب الكمال(1/ 25،23)، تذهيب التهذيب(1/ 12/ 1)، تهذيب التهذيب(1/ 37، 36)، تذكرة الحفاظ(2 /701،698 )، العبر( 2 / 124،123)، دول الإسلام(1/ 184) الوافي بالوفيات(6/417 ،416)، طبقات الشافعية للسبكي(3/ 16،14)، البداية والنهاية(11/ 124،123)



2ً- كتاب (المجتبى) السنن للنسائي:

اسم الكتاب:

أطلق عليه اسم "الصحيح " كل من ابن منده وابن السكن وأبي علي النيسابوري والدارقطني وابن عدي والخطيب البغدادي، فلعل مقصودهم من هذه التسمية: تحريه وشدة شرطه إذا قورن بشرط غيره من أصحاب السنن.

ويسمى " السنن الصغرى" تمييزاً له عن الكبرى.

ويسمى " المجتبى" لأن النسائي اصطفاه وانتقاه من السنن الكبرى، ومنه قوله تعالى:]فاجتباه ربه[

ويسمى " المجتنى" - بالنون- من: جنى الثمرة واقتطفها وجرّها إليه، ويصح إطلاق هذا الاسم على السنن الصغرى لأنه اقتطفها من السنن الكبرى.

قيمة الكتاب العلمية وثناء العلماء عليه:

قال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه.

قال ابن رشيد: كتاب النسائي أبدع الكتب المصنفة في السنن تصنيفاً وأحسنها ترصيفاً، وهو جامع بين طريقي البخاري ومسلم مع حظٍ كبير من بيان العلل التي كأنها كِهانة من المتكلم.

قال السِّلفي: الكتب الخمسة اتفق على صحتها علماء المشرق والمغرب.

هل السنن الصغرى (المجتبى) من تصنيف الإمام النسائي أو ابن السني؟ هناك رأيان في المسألة:

1- الرأي الأول: أنها تنسب إلى ابن السني، وقد قال بهذا القول: الذهبي وتبعه ابن ناصر الدين الدمشقي. قال الذهبي في تاريخ الإسلام: والذي وقع لنا من سننه هو الكتاب المجتبى من انتخاب أبي بكر بن السني

2- الرأي الثاني: أنها تنسب للإمام النسائي، وهو رأي أكثر العلماء، ومنهم ابن الأثير وابن كثير والعراقي والسخاوي، وغيرهم، ولعل هذا الرأي هو الراجح، ومن الأدلة عليه:

•1- حكاية مفادها أن أمير الرملة لما اطلع على السنن الكبرى للنسائي سأله: هل كل ما في هذا الكتاب صحيح؟ قال: لا ، فقال: أخرج لي الصحيح منه، فانتقى هذا المجتبى ( قلت: وهذه القصة ضعفها كثير من العلماء فإن الواقع يكذبها، فكم من حديث في السنن الصغرى أعله النسائي نفسه).

•2- ما نقله ابن خير في الفهرست(ص116): عن أبي علي الغساني(ت498هـ) قوله:( كتاب الإيمان والصلح ليسا من المصنف إنما هما من المجتبى له بالباء في السنن المسندة لأبي عبد الرحمن النسائي اختصره من كتابه الكبير المصنف..)

•3- وجود نسخ خطية قديمة تفيد بأن السنن الصغرى من تأليف النسائي وأن ابن السني مجرد راوٍ لها عن النسائي.

•4- أن ابن الأثير عندما ضم المجتبى في جامع الأصول ساقه بإسناده إلى النسائي من طريق ابن السني، ففيه نص ظاهر أنها من تأليف النسائي، ولو كانت من تأليف ابن السني لنص عليه ابن الأثير ولاكتفى بالإسناد إلى ابن السني.

•5-   أن ابن السني ذاته نص أنه سمع المجتبى من النسائي في مواضع من الكتاب.

وقد قال ابن كثير في ترجمة النسائي من البداية والنهاية( 11/123): "وقد جمع السنن الكبير، وانتخب ما هو أقل حجماً منه بمرات، وقد وقع لي سماعهما."

رواة السنن عن النسائي:

روى السنن عن مصنفها جماعة، منهم:

ابنه عبد الكريم، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الدينوري ابن السني، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي التمام، وأبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، وأبو محمد بن معوية القرشي الأندلسي ابن الأحمر، وغيرهم.

شرطه في كتابه:

قال الإمام ابن طاهر المقدسي في "شروط الأئمة الستة"ص88: وأما أبو داود فمن بعده فإن كتبهم تنقسم على ثلاثة أقسام:

•1- القسم الأول: صحيح؛ وهو الجنس المخرج في هذين الكتابين للبخاري ومسلم، فإن أكثر ما في هذه الكتب مخرج في هذين الكتابين، والكلام عليه كالكلام على الصحيحين فيما اتفقا عليه واختلفا فيه.

•2- والقسم الثاني: صحيح على شرطهم، حكى أبو عبد الله بن منده أن شرط أبي داود والنسائي: (إخراج أحاديث أقوام لم يجمع على تركهم، إذا صح الحديث باتصال الإسناد من غير قطع ولا إرسال)، ويكون هذا القسم من الصحيح...

قلت: قال الحافظ ابن حجر: المراد إجماعاً خاصاً، وذلك أن كل طبقة لا تخلو من متشدد ومتوسط ..فإذا أجمع أصحاب الطبقة الواحدة على ترك رجل ٍ تركاه، وإن اختلفوا فيه خرجا حديثه.

•3- والقسم الثالث: أحاديث أخرجوها للضدية في الباب المتقدم، وأوردوها لا قطعاً منهم بصحتها، وربما أبان المخرِّج لها عن علتها بما يفهمه أهل المعرفة. فإن قيل: لم أودعوها كتبهم ولم تصح عندهم؟ فالجواب من ثلاثة أوجه: أحدها: رواية قومٍ لها واحتجاجهم بها، فأوردوها وبينوا سقمها لتزول الشبه.

والثاني: أنهم لم يشترطوا ما ترجمه البخاري ومسلم على ظهر كتابيهما من التسمية بالصحة، فإن البخاري قال: ما أخرجت في كتابي إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول. ومسلم قال: ليس كل حديث صحيح أودعته هذا الكتاب، وإنما أخرجت ما أجمعوا عليه. ومن بعدهم لم يقولوا ذلك، فإنهم كانوا يخرجون الشيء وضدَّه.

والثالث: أن يقال لقائل هذا الكلام: رأينا الفقهاء وسائر العلماء يوردون أدلة الخصم في كتبهم، مع علمهم أن ذلك ليس بدليل، فكان فعلهما - يعني أبا داود والنسائي- هذا كفعل الفقهاء، والله أعلم.

وقال الحازمي في "شروط الأئمة الخمسة "(ص150) بعد أن ذكر مذهب من يخرج الصحيح: .. وهذا باب فيه غموض، وطريقه معرفة طبقات الرواة عن راوي الأصل ومراتب مداركهم. ولنوضح ذلك بمثال، وهو أن تعلم أن أصحاب الزهري مثلا على طبقات خمس، ولكل طبقة منها مزية على التي تليها وتفاوت. فمن كان في الطبقة الأولى فهو الغاية في الصحة، وهو غاية مقصد البخاري والطبقة الثانية شاركت الأولى في العدالة، غير أن الأولى جمعت بين الحفظ والإتقان وبين طول الملازمة للزهري، حتى كان فيهم من يُزامله في السفر ويُلازمه في الحضر، والطبقة الثانية لم تلازم الزهري إلا مدة يسيرة فلم تمارس حديثه، وكانوا في الإتقان دون الطبقة الأولى، وهم شرط مسلم. والطبقة الثالثة: جماعة لزموا الزهري مثل أهل الطبقة الأولى، غير أنهم لم يسلموا من غوائل الجرح، فهم بين الرد والقبول، وهو شرط أبي داود والنسائي.

وقال الحافظ ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل، فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يا بني ! إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.

قلت- أي الذهبي -: صدق، فإنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.

وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي ؟ عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعنى عن قتيبة، عن ابن لهيعة قال: فما حدث بها.

وقال حمزة بن يوسف السهمي: وسئل يعني الدارقطني إذا حدث أبو عبد الرحمن النسائي وابن خزيمة بحديث أيما تقدمه؟ فقال: أبو عبد الرحمن، فإنه لم يكن مثله ولا أقدم عليه أحدا، ولم يكن في الورع مثله لم يحدث بما حدث ابن لهيعة وكان عنده عاليا عن قتيبة

وقال السخاوي في ختمه على النسائي (ص61): وقد سئل شخنا - رحمه الله - عن ذكر النسائي لبعض الأئمة في ضعفائه، فأجاب بقوله: ( النسائي من أئمة الحديث، والذي قاله إنما هو بحسب ما ظهر له وأدَّاه إليه اجتهاده، وليس كل أحدٍ يؤخذ بجميع قوله سيما وقد وافق النسائي في مطلق  القول جماعة).

ومن تشدده في الرجال أنه تجنب إخراج أحاديث جماعة ممن أخرج لهم صاحبا الصحيحين، مثل: إسماعيل بن أبي أويس، بل إن الدارقطني جمع مصنفا في أسماء الرواة الذين ضعفهم النسائي وأخرج لهم الشيخان في صحيحيهما.

وقد صرح النسائي بأنه لا يترك حديث الراوي حتى يجمع الجميع على تركه، وهذا في الظاهر مذهب متسع كما قال ابن منده، وليس كذلك بل مقصوده إجماعاً خاصاً كما بين ابن حجر؛ وهو أن كل طبقة لا تخلو من متشدد ومتوسط، فالنسائي لا يترك حديث الراوي حتى يجمع علماء الطبقة الواحدة على تركه.. مثال ذلك: أنه أخرج حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم ثم قال: " ابن خثيم ليس بالقوي في الحديث، ويحيى بن سعيد القطان لم يترك ابن خثيم ولا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي- إلا أن علي بن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث". فهذا الراوي مختلف فيه، فلذلك أخرج حديثه لأنه لم يجمع الجميع تركه.

وقد نصَّ ابن حجر في تهذيب التهذيب على أن النسائي من المتشددين في الجرح والتعديل.

منهج الإمام النسائي في المجتبى:

قال السخاوي: ولعمري فكتابه بديعٌ لمن تدبره، وتفهَّم موضوعه وكرَّره، وكم من جواهرٍ اشتمل عليها، وأزاهر انتعشت الأرواح بالدخول إليها وذلك:

•1- أنه يفسِّر الغريب أحيانا: -كقوله في حديث الأعرابي الذي بال: " لا تزرموه" يعني: " لا تقطعوا عليه" ومرة: " لا تقطعوه" ...

•2-   ويعيِّن المهمل: - كقوله فيما رواه من جهة بكر: - وهو بن مُضر-

•-       وفيما رواه من جهة عبد الله: - وهو ابن القِبطية -

وقد يذكره - أي المهمل - مع الشك ...

•3-   ويسمي المبهم:

- في أصل السند: كإيراده حديث محمد بن عبد الرحمن عن رجل عن جابر رضي الله عنه مرفوعا... ثم ساقه من طريق محمد - أيضاً - فقال: ( عن محمد بن عمرو بن حسن عن جابر) ...

-  وكذلك في المتن: - كقوله في حديث ذي اليدين: فقام إليه رجل يقال له: الخِرباق. بل أورده كذلك في موضع آخر مسمىً في أصل رواية أخرى.

- والمكنى: كقوله فيما رواه: - من جهة أبي مُعَيد: هو حفص بن غيلان.

- ومن جهة أبي هشام: هو المغيرة بن سلمة.



•-       كقوله: أخبرنا زكريا بن يحيى: هو أبو كامل ..

•-         وذكوان: أبو صالح

•-       وذكوان: أبو عمرو.

•5-   ويشير للمتفِق والمفترق، ومنه: آخر الأمثلة في الذي قبله.

•6-   ونحوه مما يندفع به تعدد الواحد، " كهارون بن أبي وكيع وهو هارون بن عنترة"

ولما يزول به اللبس من ذلك، فساق: من طريق ابن المبارك عن أبي جعفر عن أبي سلمان، وقال: ( وليس بأبي جعفر الفرّاء)

•7-   وهو كثيراً ما يسمي المنقطع مرسلاً، وكثيراً ما يرجح المرسل على المتصل بقرينة على ذلك.

•8- يحرص النسائي في الباب الواحد على إخراج الحديث الصحيح إذا وجده، فإن لم يجد أخرج بعض الأحاديث الضعيفة التي يرى أن رواتها المضعفين ممن لم يجمع الأئمة على ضعفهم وترك حديثهم، وربما أخرج الحديث الصحيح ثم أعقبه ببعض الأحاديث الضعيفة وذلك لكون الحديث الضعيف تضمن زيادة لم ترد في الحديث الصحيح. وهو يبين أصح ما في الباب، كقوله عقب حديث عبد الله بن عُكيم:" كتب إلينا رسول الله r: لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب" :( أصح ما في هذا الباب في جلود الميتة إذا دُبغت حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة: ألا دبغتم إهابها فاستمتعتم به)

•9- اعتنى رحمه الله بالناحية الفقهية، فكتابه جامع بين الناحيتين الفقهية والحديثية، كما هو صنيع الترمذي في كتابه، ومن الأدلة على عنايته بالناحية الفقهية:

•1- تكراره للحديث، فإنه يكرر الحديث في مواضع متعددة، كما هو الحال عند البخاري. والذي دعاه لذلك كثرة التفريعات والتفصيلات في الباب الواحد في كتابه، حتى إن القارئ ليشعر أنه يتناول كتاباً فقهياً يخرج للفقهاء آراءهم ويبين مستندهم.. ومثال ذلك: حديث " إنما الأعمال بالنيات" كرره ست عشرة مرة.

•2- أنه أحيانا يقتصر على موضع الشاهد من الحديث، ويختصر المتون، وهذه نزعة إلى الفقه أقرب منها إلى الحديث.

•3-   أنه أحيانا يورد كلاماً من عنده يدل على فقه الحديث.

•4- أنه يورد أحيانا بعض الأحاديث المتعارضة في الباب الواحد إذا صحت عنده، وكأنه يشير إلى جواز العمل بهذا وذاك، كما في أحاديث الجهر والإسرار بالبسملة، فإنه أورد أحاديث الجهر والإسرار بها، وكذلك فعل في الإسفار والتغليس لصلاة الفجر (1/271)

•5- أن كتابه لا يخلو من نقلٍ عن الفقهاء، وإن كان ذلك قليلاً، مثال ذلك: في (8/314) نقل عن مسروق فتوى في الهدية والرشوة وشرب الخمر.

•6- ينقل صور كتب فقهية في المزارعة والشركات والتدبير، وهذا عمل فقهي محض، مثاله: قال أبو عبد الرحمن: كتابة المزارعة على أن البذر والنفقة على صاحب الأرض، وللمزارع ربع ما يخرج الله عز وجل منها هذا كتاب فلان وفلان..

ومن الأدلة على عنايته بالناحية الحديثية:

•1- أنه يعتني بعلل الأحاديث، وينقد المتون التي ظاهرها الصحة. ويوجد في كتابه ما لا يوجد في غيره من بيان العلل والتنبيه على أوهام بعض الحفاظ، مثال ذلك: قوله في (7/88): أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت قال:... الحديث ثم قال: قال أبو عبد الرحمن: محمد بن عمرو لم يسمعه من أبي الزناد. وأيضاً في (3/49) قال أبو عبد الرحمن: أنبأنا قتيبة بهذا الحديث مرتين، ولعله أن يكون قد سقط عليه منه شطر.

•2- ويبين الحديث المنقطع ، كقوله في حديث مخرمة بن نُكير عن أبيه: (مخرمة لم يسمع من أبيه شيئاً).. ويبين المرسل، كقوله في حديث لجرير عن منصور عن رِبعي عن حذيفة رفعه: " لا تقدَّموا الشهر" :( أرسله الحجاج بن أرطاة عن منصور بدون حذيفة)

•3- يعتني بنقد الرجال، وهو في الغالب لا يسكت عن الضعيف، بل يبينه، ومثال ذلك: قوله في عمرو: ليس بالقوي في الحديث، وإن كان روى عنه مالك. وقوله في محمد بن الزبير الحنظلي عقب حديث" لا نذر في غضب..": ضعيف لا تقوم بمثله حجة، وقد اختلف عليه في هذا الحديث، ثم بدأ يسوق اختلاف رواياته التي اضطرب بها مدللاً على كلامه (المجتبى 7/28)، وكلامه في العلل والجرح والتعديل كثير حتى لا يكاد يخلو كتاب من كتب الرجال من نقلٍ عن النسائي، وقد تلقى العلماء ذلك من سننه ومن كتبه الأخرى، وقد اعتمدوا على جرحه وتعديله لأنه كان في غاية التحري والدقة. وهذا الأمر غير موجود في صحيح البخاري ولا صحيح مسلم، ويوجد بقلة عند الترمذي وبشكل نادر عند أبي داود وابن ماجه.

•4- تسميته لبعض المكنين وتكنيته لبعض المشهورين بأسمائهم، مما قد يلتبس في الأسانيد، مثاله: في (5/49) قال أبو عبد الرحمن: أبو عمار اسمه عريب بن حميد، وعمرو بن شرحبيل يكنى أبا ميسرة.

•5- محافظته على سياق الأحاديث بإسنادها، فيندر أن تجد معلقاً ولعله لا يوجد في المجتبى سوى موضعين لهما صورة المعلق ويمكن أن يحملا على الاتصال.

•6- حكمه على الأحاديث؛ وقد استعمل كثيراً من المصلحات الحديثية السائدة في عصره، فكثيرا ما يقول: هذا حديث منكر أو غير محفوظ، أو ليس بثابت، أو أخطأ فيه فلان، أو هذا حديث صحيح. وقد اعتنى الأئمة بنقل أحكام النسائي على الأحاديث لأنه إمام مطلع.

•7- ويشير إلى الحديث المنكر، والغريب، والموقوف، ولما يعلم منه عدم التلازم بين السند والمتن حيث وصف سند بالحسن ومتنه بالنكارة، وللمدرج، ولما يدرج في حديث بعض الرواة مما هو عند غيرهم، ولما يشير به لنوع من التدليس، ولما لعله يقع تصحيفاً، ويشير لما يثبت به العلة أو يدفعها، وإذا اختلف الرواة في شيء رجح بالأثبتية ونحوها، وربما يشير لإيضاح النسبة، ويسرد نسب شيخه أحياناً، وكذا لقبه، وللمحل الذي سمع من شيخه فيه، ولما يزول به اللبس كقوله: (أخبرنا عبد الله بن محمد الضعيف- شيخ صالح- والضعيف: لقبٌ لكثرة عبادته)، ونحوه:( الضال لكونه ضل الطريق).( ختم السخاوي على سنن النسائي باختصار وتصرف يسير)

•8- سياقه الروايات وبيان الخلافات في الأسانيد والمتون، ويرجح بينها اعتماداً على الأحفظ والأكثر، كما نص على ذلك ابن حجر في ( نتائج الأفكار ص45).

أوجه الشبه بين منهج الإمام النسائي ومنهج الإمامين البخاري ومسلم:

•1- يشبه منهج البخاري في تدقيق الاستنباط والتبويب لما يستنبطه بحيث يكرر لذلك المتون، ومثاله: قصة عائشة رضي الله عنها في اتباعها سراً للنبي r لما خرج من عندها ليلاً إلى البقيع.  فإنه ذكرها في:

0 الأمر بالاستغفار للمؤمنين من الجنائز.

0 وأعادها في الغيرة من النكاح بسندها ومتنها سواء، ولكن بزيادة في نسب شيخه فقط، وباختصار يسير في آخر المتن، مع زيادة طريقين للحديث...

•2-   وكذا شابه البخاري في التقليل من الإتيان بحاء للفصل بين السندين، بل هي عنده قليلة جداً.

•3- ووافقه على جواز الرواية بالمعنى ومنه: روايته من جهة ابن عليَّة عن أيوب وابن عون وسلمة بن علقمة وهشام بن حسان؛ دخل حديث بعضهم في بعض كلهم عن محمد بن سيرين. قال سلمة - فقط - في روايته: نبِّئتُ عن أبي الجعفاء. وقال الباقون: عنه. بلا واسطة.

•4- وفيما ذهب إليه من المسمى أصح الأسانيد وإن خالفه في نفس التراجم، فقال: إن أصح الأسانيد ما رواه ابن شهاب عن زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده... وذكر تمام أربع تراجم.

•5- وشابه مسلماً في كثير مما اعتنى به معهما. كالإشارة لصاحب اللفظ ممن يورد المتن عنهم أو عنهما. وربما يقول: لفظ فلان كذا، ولفظ الآخر كذا. ومنه: ما رواه من طريق حجاج ورَوْح كلاهما عن ابن جريج، وساق الحديث " من شك في صلاته فليسجد سجدتين" قال حجاج: "بعدما يسلِّم" وقال رَوح: " وهو جالس".

•6- وكذا شابه مسلماً في الاعتناء بصيغة التحديث، كقوله: " أخبرني: الحسن بن إسماعيل وأيوب بن محمد قالا: حدثنا حجاج بن محمد" قال أيوب: حدثنا، وقال حسن: أخبرني شعبة.

•7-   وشابهه في بيان ما عند الراويين من لفظ:( النبي) و(الرسول)..

•8-   وشابهه في إرداف العام بالمخصص، والمجمل بالمبيَّن المنصص، والمنسوخ بالناسخ له، ونحوه..

•9- وفي الكناية عن الضعيف إذا قُرن في الرواية بثقة، كروايته في غير موضع عن محمد بن عبد الله بن يزيد المُقرئ عن أبيه عن حَيْوة، وذكر آخر كلاهما عن شرحبيل بن شريك، فإن المبهم هنا هو ابن لهيعة، كما صرحت به رواية لأحمد في مسنده في أمثلة لذلك عن ابن لهيعة وغيره ... والظاهر من حاله في التثبت أنه عرف أن لفظهما أو معناهما سواء، وفائدة ذلك: الإشعار بضعف المبهم، وكونه ليس من شرطه، وكثرة الطرق ليترجح بها الخبر عند المعارضة. ( بغية الراغب المتمني في ختم النسائي بتصرف يسير)

ما انفرد به النسائي عن بقية الكتب الستة:

انفرد بعقد:

كتابٍ للتطبيق، ذكر فيه: حديث النهي عن وضع اليدين بين الركبتين، وكذا الإمساك بالركب في الركوع، ونحو ذلك.

وكتابٍ للشروط مما ينتفع به القضاة والموثقون.. (ختم السخاوي على النسائي )

الانتقاد الموجه إليه والجواب عن هذا الانتقاد:

انتقد الإمام النسائي بإخراجه عن رجال مجهولين حالاً أو عيناً، والجواب عن هذا الانتقاد: أن إخراجه عن هؤلاء الرجال لا يغضُّ من قيمة مصنفه خصوصاً المجهولي الحال، وذلك أن هذا الصنيع مذهبٌ لعدد من المحدثين كابن حبان وغيره، وقد ارتضى هذا المذهب غير واحد من الأئمة منهم ابن حجر حيث عدَّ هذا الفعل من قبيل إدخال الحسن في قسم الصحيح وذلك اصطلاح لا مشاحة فيه، كما أن ابن حجر قد ارتضى رواية النسائي عن شيوخه مجهولي الحال والعين توثيقاً وتعديلاً ورفعاً للجهالة عنهم حيث قال في تهذيب التهذيب(1/89) - مستدركاً على الذهبي تجهيله لأحمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني- : قلت: بل يكفي رواية النسائي عنه في التعريف بحاله وتوثيقه له.

ومن شدة انتقاء النسائي وتحريه استنتج التهاوني نتيجة مهمة في كتابه "قواعد في علوم الحديث" حيث قال: وكذا من حدَّث عنه النسائي فهو ثقة. (وينبغي أن تقيَّد هذه القاعدة فيما إذا لم يضعفه النسائي نفسه)

ومن الانتقاد الموجه له: أن ابن الجوزي أورد حديثاً موضوعاً من سنن النسائي. ويجاب: بأن الأئمة الذهبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم قد ردُّوا على ابن الجوزي صنيعه هذا وبينوا أنه لا يوجد في السنن حديثاً موضوعاً

أعلى ما عند النسائي في كتابه وأنزل ما عنده:

لم يقع للنسائي أسانيد ثلاثية كما وقعت للبخاري (وقد بلغت 22 حديثا كما في الحطة ص86)، وللترمذي (حديثاً واحداً في كتاب الفتن )، ووقع عند ابن ماجه خمسة أحاديث ثلاثية لكنها ضعيفة، فأعلى ما عند النسائي الأسانيد الرباعية، وأنزل ما عنده إسناد عشاري.

من الدراسات حول سنن الصغرى:

الشروح:

1- شرح لأبي العباس أحمد بن أبي الوليد بن رشد (563هـ)

2- شرح سراج الدين ابن الملقن (804هـ) زوائده على الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي.

•3-   شرحه السيوطي شرحا مختصرا وسماه: "زهر الربى على المجتبى"

•4-   حاشية لأبي الحسن محمد بن عبد الهادي السندي (1136هـ)، وهي مطبوع مع "زهر الربى"

•5-   شرح محمد آدم الإثيوبي الولوي، وهو شرح موسع، وهو مطبوع.

•6-   التعليقات السلفية على سنن النسائي لمحمد عطاء الله حنيف.

واعتنى بتسمية شيوخ النسائي في سننه:

•1-   أبو محمد عبد الله بن محمد بن أسد الجهني (ذكره ابن خير في الفهرست ص221)

•2-   أبو علي الحسين بن محمد الجياني (498هـ)

•3-   رجال النسائي، لأبي محمد الدورقي (ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة)

•4-   شيوخ النسائي، لأبي بكر محمد بن إسماعيل بن خلفون (636هـ)

واعتنى الشيخ الألباني بالتمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة في سنن النسائي في كتابيه "صحيح النسائي" و"ضعيف النسائي"

وهناك دراسة عن سنن النسائي لقاسم علي سعد، في خمس مجلدات

صحابة و صحابيات



صحابة و صحابيات
من الأول من الصحابة


إسلاما من الرجال الأحرار ؟ أبو بكر الصديق رضى الله عنه


إسلاما من الصبيان ؟ علي بن أبي طالب رضى الله عنه


إسلاما من الموالى ؟ زيد بن حارثة رضى الله عنه


إسلاما من العبيد ؟ بلال بن رباح رضى الله عنه


أمير سرية بعثها النبي صلي الله عليه وسلم ؟ حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه


صاحب أول لواء لأول غزوة ؟ حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه


قتل أول مشرك في غزوة بدر ؟ حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه


قسم المغنم و أعطى الخمس في الإسلام ؟ عبد الله بن رضى الله عنه


أمير للمؤمنين في الإسلام ؟ عبد الله بن رضى الله عنه


لقب بأمير للمؤمنين من الخلفاء ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه


هاجر من المسلمين إلى الحبشة ؟ عبد الله بن عبد الأسد ” أبو سلمة ” رضى الله عنه


جمع الناس على صلاة التراويح ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه


لقب بأمير الأمراء من الصحابة ؟ أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه


ضحك الله إليه من الصحابة ؟ سعد بن معاذ رضى الله عنه


جهر بالقرآن الكريم من الصحابة ؟ عبد الله بن مسعود رضى الله عنه


مسلم على وجه الأرض دخل مكة ملبيا ؟ ثمامة بن أثال رضى الله عنه


دفن بالبقيع من الصحابة ؟ عثمان بن مظعون رضى الله عنه


ألقى تحية الإسلام على النبي لصى الله عليه وسلم ؟ أبو ذر الغفارى رضى الله عنه


كتب بسم الله الرحمن الرحيم ؟ خالد بن سعيد بن العاص رضى الله عنه


وضع التاريخ الهجرى ؟عمر بن الخطاب رضى الله عنه


شهيد في الإسلام ؟ الحارث بن هالة رضى الله عنه


شهيد في موقعة أحد ؟ زرعة بن عامر الأسلمي رضى الله عنه


شهيد من الأنصار ؟ عمير بن الحمام رضى الله عنه


ولد من بنى هاشم يولد في جوف الكعبة ؟ علي بن أبي طالب رضى الله عنه


قائد حرب عصابات ؟ أبو بصير الثقفى رضى الله عنه


خطيب في الإسلام ؟ أبو بكر الصديق رضى الله عنه


أمير على الكوفة بعد إنشائها ؟ سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه


أمير على أذربيجان ؟ حذيفة بن اليمان رضى الله عنه


استشهد من المسلمين يوم بدر ؟ مهجع مولى عمر رضى الله عنه


مصر الأمصار في الإسلام ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه


عس في الليل لمراقبة أحوال الناس ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه


عين القضاة في الإسلام ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه


أقام سبل الماء و الزاد للمسافر بين مكة والمدينة ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه


دون الدواوين في الإسلام ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه


اتخذ صاحب شرطة من الخلفاء ؟عثمان بن عفان رضى الله عنه


اتخذ في الإسلام دارا للقضاء ؟ عثمان بن عفان رضى الله عنه


بايع بيعة الرضوان ؟ سنان بن سنان الأسدى رضى الله عنه


أسلم من بنى خطمة ؟ الحارث بن عدى رضى الله عنه


أنصارى من الخزرج بايع الصديق بالخلافة ؟ بشير بن سعد رضى الله عنه


أعرابي تولى قيادة سرية النبي صلي الله عليه وسلم ؟ عيينة بن حصن الفزارى رضى الله عنه


مسلم هاجم الإمبراطورية الفارسية فى عقر دارها ؟ المثنى بن حارثة رضى الله عنه


بايع النبي صلي الله عليه وسلم ؟ بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه


ضرب على يد رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه


أوصى بثلث ماله ؟ بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه


استقبل القبلة ؟ البراء بن معرور رضى الله عنه


أسلم من الأنصار فى قول ابن إسحاق ؟ عقبة بن وهبرضى الله عنه


غسل مقعدته بالماء ؟ عويم بن سعادة رضى الله عنه


أسهم النبي صلي الله عليه وسلم لورثته من غنائم العدو ؟ خلاد بن سويد رضى الله عنه


سمى محمدا فى الإسلام ؟ محمد بن حاطب الجمحى رضى الله عنه


شهيد فى موقعة نهاوند ؟ النعمان بن مقرن المزنىرضى الله عنه


أمير للحجاج في الإسلام ؟ أبو بكر الصديق رضى الله عنه


رمى بسهم في سبيل الله ؟ سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه


سل سيفا في سبيل الله ؟ الزبير بن العوام رضى الله عنه


عدا به فرسه في سبيل الله ؟ المقداد بن عمرو الكندى رضى الله عنه


سن الركعتين عند القتل ؟ خبيب بن عدى رضى الله عنه


هاجر إلى المدينة ؟ عبد الله بن عبد الأسد رضى الله عنه


صاحب أول دار للدعوة في الإسلام ؟ الأرقم بن أبي الأرقم رضى الله عنه


مولود دخل في جوفه ريق النبي صلي الله عليه وسلم ؟ عبد الله بن الزبير رضى الله عنه


قاتل على ظهر فرسه في سبيل الله تعالى ؟ المقداد بن عمرو رضى الله عنه


بايع النبي صلي الله عليه وسلم ببيعة العقبة الثانية ؟ البراء بن معرور رضى الله عنه


مولود فى دار الهجرة ؟ عبد الله بن الزبير رضى الله عنه


جرح فى موقعة اليمامة ثم مات شهيدا ؟ أبو عقيل عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة رضى الله عنه


مات بعد الهجرة ؟ أسعد بن زرارة رضى الله عنه


مات من النقباء ؟ البراء بن معرور رضى الله عنه


صلي عليه النبي صلي الله عليه وسلم صلاة الجنازة ؟ أسعد بن زرارة رضى الله عنه


عقر فى الإسلام ؟ جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه ( عقر : أى عقر فرسه خوفا عليها أن يغنمها المشركون )


أهل الحجاز قدم على رسول الله صلي الله عليه وسلم بصدقة قومه ؟ جمرة بن نعمان العذرى رضى الله عنه


ظاهر في الإسلام ؟ أوس بن الصامت رضى الله عنه


أراق دما في الإسلام ؟ سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه


كتب للنبي صلي الله عليه وسلم ؟ أبي بن كعب رضى الله عنه


كتب فى آخر الكتاب ” وكتب فلان بن فلان ” ؟ أبي بن كعب رضى الله عنه


مولود في الإسلام من النصار ؟ النعمان بن بشيررضى الله عنه


خارج إلى الغزو و آخر قافل ؟ عبد الله بن رواحةرضى الله عنه


قام بتوسعة المسجد النبوى ؟ عثمان بن عفان رضى الله عنه


أسرج فى المساجد ؟ تميم الدارى رضى الله عنه


بايع النبي صلي الله عليه وسلم في دار الرقم ؟
1- عاقل بن البكير رضى الله عنه 2- عامر بن البكير رضى الله عنه 3- إياس بن البكير رضى الله عنه 4- خالد بن البكيررضى الله عنه


هاجم بلاد السند ؟ عثمان بن أبي العاص الثقفى رضى الله عنه


قاض فى العراق ؟ سليمان بن ربيعة الباهلى رضى الله عنه


قدم المدينة بسورة يوسف ؟ رافع بن مالك بن العجلان رضى الله عنه


بعث بصدقة من معدن بنى سليم إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟ الحجاج بن علاط السلمى رضى الله عنه


صلى مع النبي صلي الله على وسلم ؟ على بن أبي طالب رضى الله عنه


تعلم الصلاة من الصحابة ؟ على بن أبي طالب رضى الله عنه


الأنصار إسلاما من الخزرج ؟ 1- أسعد بن زرارة رضى الله عنه 2- عوف بن الحارث رضى الله عنه 3- رافع بن مالك رضى الله عنه 4- قطبة بن عامر رضى الله عنه 5- عقبة بن عامر رضى الله عنه 6- جابر بن عبد الله رضى الله عنه

صلى صلاة الضحى من الصحابة ؟ ذو الزوائد الجهنى رضى الله عنه


هاجر من الرجال ؟ عثمان بن عفان رضى الله عنه


لمن عقد النبي صلي الله عليه وسلم أول راية ؟ عبيدة بن الحارث رضى الله عنه


هاجر إلى الحبشة ؟ حاطب بن عمرو العامرى رضى الله عنه

الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله

الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله

هوالشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين. ولد سنة 1349هـ في بلد محيرقة وهي إحدى قرى ((القويعية)) بدأ حفظ القرآن سنة 1361هـ فحفظه عن ظهر قلب.
وتعلم مبادئ النحو الإعراب والفرائض.
وقرأ على والده مجموعة من الفنون المتنوعة في الحديث والعقيدة. فقرأ عليه في الأربعين النووية وعمدة الحديث وأصول الإيمان وفضل الإسلام.

وكان عند والده مكتبة كبيرة فيها من العلوم المتنوعة فبدأ الشيخ عبدالله يقرأ طوال النهار في صحيح البخاري وسيرة ابن هشام وسنن أبي داود وغيرها من الكتب المفيدة.

وقد التحق الشيخ بمعهد إمام الدعوة بالرياض وتخرج منه والتحق بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية وتخرج منها عام 1381هـ.

وله من المشايخ الكثير فمنهم:-
1- سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله تعالى -.
2- سماحة الشيخ/ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله تعالى -.
3- سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم الأنصاري – رحمه الله تعالى -.
4- الشيخ/ عبدالعزيز بن رشيد – رحمه الله تعالى -.
5- الشيخ/ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى -.

وقد انتظم الشيخ في المعهد العالي للقضاء ، وأنهى الماجستير عام 1390هـ وقد قرأ في هذه المرحلة في الحديث والفقه وأصوله وطرق القضاء وكان من جملة من قرأ عليهم الشيخ/ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمهم الله تعالى.
وقد درس الشيخ وفقه الله في كلية الشريعة ثم انتقل إلى قسم العقيدة فدرس بها.
وأنهى الشيخ رسالة الدكتوراه وكانت في شرح الزركشي وقد طبع في سبعة مجلدات متداولة في الأسواق الآن.
وقد انتقل الشيخ عام 1402هـ إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد كعضو إفتاء.

وله من الدروس الكثيرة وشروح الكتب المتعددة: فمن الدروس:-
- منار السبيل.
- عمدة الفقه.
- الكافي.
- كتاب التوحيد – والأصول الثلاثة – وكشف الشبهات – وغيرها كثير من فنون متنوعة: كالحديث والفقه وأصوله – والتفسير والنحو والسيرة وغيرها.
وله من الكتب والشروح التالية:-
- أخبار الآحاد في الحديث النبوي.
- شرح الزركشي على مختصر الخرقي.
- الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد.
- مجموعة فتاوى في أبواب متنوعة.
وغيرها كثير. 

عبد الرحمن السميط.. خادم فقراء أفريقيا


عبد الرحمن السميط.. خادم فقراء أفريقيا





الكويت - رجب الدمنهوري - إسلام أونلاين





قبل أن يصبح أحد فرسان العمل الخيري، كان طبيبا متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، لم يكن طبيبا عاديا، بل طبيبا فوق العادة، إذ بعد أن ينتهي من عمله المهني، كان يتفقد أحوال المرضى، في أجنحة مستشفى الصباح (أشهر مستشفيات الكويت)، ويسألهم عن ظروفهم وأحوالهم الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعى في قضاء حوائجهم، ويطمئنهم على حالاتهم الصحية.

واستمرت معه عادته وحرصه على الوقوف إلى جانب المعوزين وأصحاب الحاجة، حينما شعر صاحبها بخطر المجاعة يهدد المسلمين في أفريقيا، وأدرك خطورة حملات التنصير التي تجتاح صفوف فقرائهم في أدغال القارة السوداء، وعلى إثر ذلك آثر أن يترك عمله الطبي طواعية، ليجسد مشروعا خيريا رائدا في مواجهة غول الفقر وخطر التنصير، واستقطب معه فريقا من المخلصين، الذين انخرطوا في تدشين هذا المشروع الإنساني، الذي تتمثل معالمه في مداواة المرضى، وتضميد جراح المنكوبين، ومواساة الفقراء والمحتاجين، والمسح على رأس اليتيم، وإطعام الجائعين، وإغاثة الملهوفين.

مولده ونشأته

ولد د. عبد الرحمن حمود السميط رئيس مجلس إدارة تخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وفي الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء الكتيبات الإسلامية ليقوم بتوزيعها على المساجد، وعندما حصل على منحة دراسية قدرها 42 دينارًا كان لا يأكل إلا وجبة واحدة وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين معتبرا ذلك نوعا من الرفاهية.

حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، وأثناء دراساته العليا في الغرب كان يجمع من كل طالب مسلم دولارًا شهريا ثم يقوم بطباعة الكتيبات ويقوم بتوصيلها إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا وغير ذلك من أعمال البر والتقوى.

حياة حافلة بالإنجازات

عمل إخصائيا في مستشفى الصباح في الفترة من 1980 – 1983م، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان، كما أصدر أربعة كتب هي: لبيك أفريقيا، دمعة على أفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة، تولى منصب أمين عام جمعية مسلمي أفريقيا عام 1981م، وما زال على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في 1999م.

شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 1976م. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980م، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987م، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا.

نال السميط عددا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية، مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بمكافأتها (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء أفريقيا تعليمها في الجامعات المختلفة.

الخير في قارة تحتاج إليه

تركز جل نشاط السميط من خلال لجنة مسلمي أفريقيا بعد أن وضعت أجندة خيرية تنطلق في مسارات عدة منها: من أجل أن تمسح دمعة يتيم مسلم، من أجل رعاية قرية مسلمة تعليميا أو صحيا أو اجتماعيا، من أجل حفر أو صيانة بئر مياه للشرب، من أجل بناء أو صيانة مدرسة، من أجل رعاية الآلاف من المتشردين، من أجل مواجهة الخطر التنصيري الزاحف، من أجل استمرارية العمل الخيري الإسلامي. وكان اهتمامه بأفريقيا بعد أن أكدت دراسات ميدانية للجنة أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، وبالتالي فغالبيتهم –خاصة أطفالهم في المدارس– عرضة لخطر التنصير، وقد نتج عن ذلك أن عشرات الآلاف في تنزانيا وملاوي ومدغشقر وجنوب السودان وكينيا والنيجر وغيرها من الدول الأفريقية صاروا ينتسبون إلى النصرانية، بينما آباؤهم وأمهاتهم من المسلمين.

قصة دخوله أفريقيا

والسميط من المؤمنين بأن الإسلام سبق جميع النظريات والحضارات والمدنيات في العمل التطوعي الاجتماعي والإنساني، وتعود قصة ولعه بالعمل في أفريقيا حين عاد إلى الكويت في أعقاب استكمال دراساته العليا، حيث كان مسكونا بطاقة خيرية هائلة أراد تفجيرها فذهب إلى وزارة الأوقاف وعرض على المسئولين رغبته في التطوع للمشاركة في الأعمال الخيرية، غير أن البيروقراطية الرسمية كادت أن تحبطه وتقتل حماسه، لكن الله شاء له أن يسافر إلى أفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فيرى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والتخلف والمرض، ويشاهد وقوع المسلمين تحت وطأة المنصرين الذين يقدمون إليهم الفتات والتعليم لأبنائهم في مدارسهم التنصيرية، ومن ثم فقد وقع حب هذه البقعة في قلبه ووجدانه وسيطرت على تفكيره.

وكان أكثر ما يؤثر في السميط إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام، وهم يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟ كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بجزء من المسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر.

تعرض في أفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة لكن الله نجاه.

التنصير أبرز التحديات

وعن أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في أفريقيا يقول الدكتور عبد الرحمن: ما زال التنصير هو سيد الموقف، مشيرا إلى ما ذكره د. دافيد بارت خبير الإحصاء في العمل التنصيري بالولايات المتحدة من أن عدد المنصرين العاملين الآن في هيئات ولجان تنصيرية يزيدون على أكثر من 51 مليون منصر، ويبلغ عدد الطوائف النصرانية في العالم اليوم 35 ألف طائفة، ويملك العاملون في هذا المجال 365 ألف جهاز كمبيوتر لمتابعة الأعمال التي تقدمها الهيئات التنصيرية ولجانها العاملة، ويملكون أسطولا جويا لا يقل عن 360 طائرة تحمل المعونات والمواد التي يوزعونها والكتب التي تطير إلى مختلف أرجاء المعمورة بمعدل طائرة كل أربع دقائق على مدار الساعة، ويبلغ عدد الإذاعات التي يملكونها وتبث برامجها يوميا أكثر من 4050 إذاعة وتليفزيون، وأن حجم الأموال التي جمعت العام الماضي لأغراض الكنيسة تزيد على 300 مليار دولار، وحظ أفريقيا من النشاط التنصيري هو الأوفر...

ومن أمثلة تبرعات غير المسلمين للنشاط التنصيري كما يرصدها د. السميط أن تبرعات صاحب شركة مايكروسوفت بلغت في عام واحد تقريبا مليار دولار، ورجل أعمال هولندي تبرع بمبلغ 114 مليون دولار دفعة واحدة وقيل بأن هذا المبلغ كان كل ما يملكه، وفي أحد الاحتفالات التي أقامها أحد داعمي العمل التنصيري في نيويورك قرر أن يوزع نسخة من الإنجيل على كل بيت في العالم وكانت تكلفة فكرته 300 مليون دولار حتى ينفذها، ولم تمر ليلة واحدة حتى كان حصيلة ما جمعه أكثر من 41 مليون دولار.

حصيلة مشاريع العون المباشر

وكانت حصيلة المشاريع التي نفذت في أفريقيا -كما يذكر د. السميط- حتى أواخر عام 2002م: بناء 1200 مسجد، دفع رواتب 3288 داعية ومعلما شهريا، رعاية 9500 يتيم، حفر 2750 بئرا ارتوازية ومئات الآبار السطحية في مناطق الجفاف التي يسكنها المسلمون، بناء 124 مستشفى ومستوصفا، توزيع 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس، توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف، طبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات أفريقية مختلفة، بناء وتشغيل 102 مركز إسلامي متكامل، عقد 1450 دورة للمعلمين وأئمة المساجد، دفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب مسلم فقير، تنفيذ وتسيير عدة مشاريع زراعية على مساحة 10 ملايين متر مربع، بناء وتشغيل 200 مركز لتدريب النساء، تنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف، إقامة عدد من المخيمات الطبية ومخيمات العيون للمحتاجين مجانا للتخفيف على الموارد الصحية القليلة في إطار برنامج مكافحة العمى، تقديم أكثر من 200 منحة دراسية للدراسات العليا في الدول الغربية (تخصصات طب، هندسة، تكنولوجيا).

وما زالت الطموحات مستمرة

وأشار إلى أن طموحات جمعية العون المباشر في أفريقيا لا تتوقف عند حد معين؛ فالجهود مستمرة لإعداد الدراسات اللازمة لإنشاء كلية لتدريب المعلمين في ملاوي؛ لأن الحاجة هناك ماسة جدا لتخريج معلمين مسلمين، فرغم أن المسلمين يشكلون 50% من عدد السكان فإن عدد المدرسين المسلمين المؤهلين لا يزيد على 40 مدرسا، فضلا عن أن الدولة تفقد سنويا ما بين 12% - 13% من العاملين في التدريس بسبب مرض الإيدز المنتشر، والاستقالات والموت الطبيعي، ويبلغ تعداد المدرسين المفقودين سنويا قرابة تسعة آلاف مدرس من أصل 90 ألفا هم مجموع المدرسين العاملين في ملاوي؛ وهو ما تسبب في خلق فجوة كبيرة وعجز واضح في المدرسين المسلمين، وبالتالي فهذا الظرف فرصة كبيرة في سد هذا الفراغ التربوي بالمعلمين المسلمين، هذا بالإضافة إلى إنشاء محطات إذاعية للقرآن الكريم، بدأت بإنشاء محطة في جمهورية توجو وهناك مائة محطة يجري العمل في مراحل تنفيذها المختلفة بمناطق مختلفة من أفريقيا، وتبلغ تكلفة المحطة الواحدة عشرة آلاف دينار كويتي، تتضمن المعدات اللازمة ومصاريف التشغيل عاما كاملا.

ولم تؤثر حملة ما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب -في تقدير د. السميط- على العمل الخيري في أفريقيا مقارنة بالضغوط التي مورست على الهيئات الخيرية العاملة في جنوب شرق آسيا خاصة في أفغانستان وباكستان والجمهوريات الإسلامية المستقلة، يقول: "الضغوط التي تمارس ضد العمل الخيري ومنظماته هي جزء من مخطط كبير ضد الإسلام والمسلمين، ويجب أن نعمل ولا نتأثر بهذه الحملات، المهم أن نعمل عملا مدروسا ومؤسسيا، له كوادره ومتخصصوه، وقد دعوت جامعة الكويت والجامعات الخليجية إلى تدريس مادة إدارة العمل الخيري إلى أبنائنا لسد العجز في الكوادر المتخصصة التي تحتاجها الجمعيات الخيرية، خاصة أنها في حاجة ماسة إلى أفراد مدربين ومعدين إعدادا جيدا، يمكنهم الولوج في العمل الإداري على أسسه العلمية الصحيحة".

زكاة أثرياء المسلمين

ويرى د. السميط أن زكاة أموال أثرياء العرب تكفي لسد حاجة 250 مليون مسلم؛ إذ يبلغ حجم الأموال المستثمرة داخل وخارج البلاد العربية 2275 مليار دولار أمريكي، ولو أخرج هؤلاء الأغنياء الزكاة عن أموالهم لبلغت 56.875 مليار دولار، ولو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في العالم كله يبلغ 250 مليون فقير لكان نصيب كل فقير منهم 227 دولارا، وهو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل منتج يمكن أن يعيش على دخله.

وبعد أن وضعت الحرب الأنجلو-أمريكية أوزارها ضد العراق قام السميط بمهمة خيرية لإعانة الشعب العراقي، وكانت جمعية العون المباشر قد خصصت مليوني دولار لدعم الطلاب العراقيين الفقراء وإغاثة الأسر المتعففة، وفي تلك الأثناء تعرض رئيس الجمعية إلى حادث مروري في منطقة الكوت (160 كيلومترًا غرب بغداد) بعد أن اصطدمت السيارة التي كانت تقله ومرافقيه بشاحنة، توقفت فجأة؛ وهو ما أسفر عن إصابته بكسور وجروح متفرقة عولج خلالها في أحد مستشفيات الكوت ثم نقل إلى مستشفى الرازي بالكويت لاستكمال علاجه

الحسن بن على رضي الله عنهما وومضات خيرية من آل بيت النبوة

لعمل الخيري له لذة تعبدية خاصة، يشعر بها من ينوي بفعله مرضاة الله - سبحانه وتعالى - والتقرب إليه - سبحانه -، فهو ليس عبارات جمالية أو مواقف بذلية تسطرها الأقلام، ولكنه تطبيق عملي، يُرفع ويُقبل بالإخلاص، الذي لا يطلع عليه إلا علام الغيوب، نسأل الله - تعالى - أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

والصحابة وآل بيت النبوة رضوان الله عليهم قدموا للأمة الإسلامية منهاج عمل تربوي خيري عملي تعبدي، منبعه التوجيه الرباني والهدي النبوي، فهم تربة خصبة استُنبتت فأنبتت بإذن ربها تطبيقات عملية خلدت ذكرهم في الأفاق.

وهذا المقال يتناول ومضات خيرية لأحد هؤلاء العظماء وهو الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، حفيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي في سيرته الخيرية دروس لكل المسلمين بصفة خاصة والأغنياء منهم بصفة عامة، فالحسن - رضي الله عنه - كان له منهج خاص في الغنى والإنفاق سيتعرض له المقال مصحوباً ببعض تطبيقاته العملية، ولو وضع كل غني هذا المنهج، كموجه لحياته، لتبدل حال الغني مع الفقير إلى الأحسن، ولتغيرت بعض معالم خريطة العمل الخيري الإسلامي إلى مزيد من الفاعلية، خاصة إذا كان هذا المنهج مصحوباً بنية صالحة بعيداً عن النفاق والرياء.

والحسن بن علي - رضي الله عنهما - له كلمات مأثورة كثيرة، منها ما نلمس فيها حبه لصنائع المعروف وفعل الخيرات، كقوله: "مكارم الأخلاق عشرة؛ صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقرى الضعيف، ورأسهن الحياء".

نسبه رضي الله عنه:

هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي، أبو محمد، سبط النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمه فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سيدة نساء العالمين، وريحانة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو سيد شباب أهل الجنة، وشبيهه، مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة وقيل في نصف رمضانها، سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن، وعق عنه يوم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة، وهو خامس أهل الكساء، كما كان - رضي الله عنه - من أسخى أهل زمانه، وعد - رضي الله عنه - من الأجواد.

منهجه - رضي الله عنه - في الغني والإنفاق:

كان للحسن بن على - رضي الله عنهما - نظرة خاصة للغني والإنفاق، اعتبرها منهاج عمل له في النظر إلى المال وطريقة إنفاقه في سبيل الله، وهي نظرة عقدية تستمد أصولها من الشريعة الإسلامية، فقد قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول: "الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة"، فقال الحسن - رضي الله عنه -: "رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئاً، وهذا حد الوقوف على الرضى بما تصرف به القضاء"، فهذه هي نظرة الحسن - رضي الله عنه - القدرية إلى الغنى.

أما عن منهجه في الإنفاق في سبيل الله فقد سُئل الحسن بن علي - رضي الله عنهما -: لأي شيء نراك لا ترد سائلاً، وإن كنت على فاقة؟ فقال: "إني لله سائلاً وفيه راغباً، وإن الله - تعالى - عودني عادة، عودني أن يفيض نعمه عليّ وعودته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت عادتي أن يمنعني عادته".

إنها نظرة عقدية ثاقبة في الإنفاق وفعل الخيرات، فقد رد - رضي الله عنه - النعمة إلى صاحبها - سبحانه وتعالى -، فهو يفيض بنعم الله على العباد ولا يتفضل بنفسه، كما يفعل بعض المغيبين الآن نفاقاً ورياءً، وذلك لأن الحسن - رضي الله عنه - فقه لحقيقة الامتلاك، بل وربط إنفاقه بعهد مع الله يخشي أن يخلفه فينقطع فيض الرحمن عليه، ليس هذا فقط بل إنه يري الخيرية من منظار مدى إشراك الناس في العيش فقد قيل له - رضي الله عنه - من أحسن الناس عيشاً؟ فقال: "من أشرك الناس في عيشه"، وقيل له: من شر الناس؟ فقال: "من لا يعيش في عيشه أحد".

ليتنا ننفق في سبيل الله وفق تلك النظرة العقدية الربانية، فيتبدل حالنا مع الله ومع العباد.

الحسن بن علي - رضي الله عنهما - وقسمته لماله مع الله:

من الأشياء التي تثلج الصدور في فعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتكاد تختفي من واقعنا المعاصر، هو ما عرف "بقسمة الأموال مع الله"، فتجد الصحابي كل فترة، يقسم ماله مع الله، فهذا يقسم مرة، وذاك مرتين، وآخر ثلاثة وهكذا، والحسن بن علي - رضي الله عنهما - ممن أنعم الله عليهم بتلك النعمة، فعن عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال: قال ابن عباس عن الحسن بن علي: ولقـد قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى إنه يعطي الخف ويمسك النعل.

وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أنه خطب الناس ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالاً، وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحضر الناس فقام الحسن فقال: إنما جمعته للفقراء، فقام نصف الناس، ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.

وقد بعث إليه معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - بمائة ألف، فقسمها الحسن - رضي الله عنه - بين جلسائه، فأصاب كل واحد منهم عشرة آلاف.

الحسن بن علي - رضي الله عنهما - وقضاء حوائج الناس:

جاء من كلام الحسن وذكر بعض الكتّاب أنه من كلام الحسين - رضي الله عنهما -: "إن حوائج الناس إليكم، من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحور نقماً، واعلموا أن المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً، رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين ويفوق العالمين، ولو رأيتم اللؤم، رأيتموه سمجاً مشوهاً، تنفر عنه القلوب والأبصار".

وهناك تطبيقات عملية كثيرة في حياة الحسن بين علي - رضي الله عنهما - من جهة قضاء حوائج الناس منها: أن رجلاً جاء إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - فذكر له حاجته فخرج معه لحاجته، فقال: أما إني قد كرهت أن أعينك في حاجتي ولقد بدأت بحسين فقال: لولا اعتكافي لخرجت معك، فقال الحسن: لقضاء حاجة أخ لي في الله أحبّ إليّ من اعتكاف شهر، وجاء في رواية أخرى أنه ترك الطواف، وخرج في حاجة إنسان له حاجة عند شخص معين.

كما أن رجلاً رفع إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - رقعة فقال: قد قرأتها، حاجتك مقضية، فقيل له: يا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لو نظرت إلى رقعته وراجعته على حسب ما فيها، فقال: أخاف أن أسأل عن ذل مقامه بين يدي حتى أقرأها.

الحسن بن علي - رضي الله عنهما - وقضاء الدين:

دخل الحسن بن علي - رضي الله عنهما - ذات يوم على أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -، وهو يجود بنفسه ويقول: واكرباه واحزناه، فقال له الحسن، وما الذي أحزنك يا عم، فقال له: أي ابن رسول الله عليَّ دين مقداره ستون ألف درهم، ولا أتمكن من رده، فقال الحسن - رضي الله عنه -، سأردها عنك، فقال له أسامة: فك الله رهانك يا ابن النبي، إن الله أعلم حيث يجعل رسالته، وهكذا نجد حال سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قضاء الدين لعلمه بعظم الجزاء على هذا المعروف الجميل.

نماذج من عطاءات الحسن بن علي رضي الله عنهما:

كان الحسن بن علي - رضي الله عنهما - جواداً سخياً في عطائه، واعتبرته بعض الروايات أنه أجود أهل زمانه، حتى أن أعرابياً قدم إلى المدينة يستعطي الناس فقيل له: عليك بالحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أو عبد الله بن جعفر، أو سعيد بن العاص.

قال محمد بن سيرين: ربما أجاز الحسن بن علي الرجل الواحد بمائة ألف؛ وقال سعيد بن عبد العزيز، سمع الحسن رجلاً إلى جانبه يدعو الله أن يملكه عشرة آلاف درهم فقام إلى منزله فبعث إليه بالعشرة آلاف.

وقال أبو هارون العبدي: انطلقنا حجاجاً فدخلنا المدينة، فدخلنا على الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، فحدثناه بمسيرتنا، وحالنا، فلما خرجنا بعث إلى كل واحد منا بأربعمائة، فرجعنا، فأخبرناه بيسارنا، فقال: لا تردوا علي معروفي فلو كنت في غير هذه الحال لكان هذا لكم يسيراً، أما إني مزودكم، إن الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة.

وذات يوم رأى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - غلاماً في حائط من حوائط المدينة يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلباً هناك لقمة، فقال له: ما حملك على هذا؟ فقال: إني استحيي من أن آكل ولا أطعمه، فقال له الحسن: لا تبرح مكانك حتى آتيك فذهب إلى سيده فاشتراه، واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملَّكه الحائط، فقال له الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.

فنعم فعل الحسن - رضي الله عنه -، ونعم صنيع الغلام الذي أنفق في الشدة بلقمة وأنفق في الرخاء بحائط وفي كلٍ أنفق بكل ما يملك، رحم الله الغلام ورحم الله الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، والحمد لله على نعمة الإسلام الذي أخرج للعالم معروف الغلام المعتوق وصنائع الحسن - رضي الله عنه - العاتق.

زياد علي

زياد علي محمد