قط
القط أو الهر (ويطلق عليه العامة البِسُّ بكسر الباء) (الاسم العلمي: Felis catus) هو حيوان من الثدييات يتبع فصيلة السنوريات، ولقد دجنه الإنسان قبل نحو سبعة آلاف سنة، ويعتقد أن أصل القطط البرية (أسلاف القطط) قد نشأت في جو صحراوي، ويظهر ذلك من ميل القطط إلى الحرارة والتعرض لأشعة الشمس، وغالبا ما تنام في أماكن معرضة لضوء الشمس أثناء النهار، وهنالك عشرات السلالات من القطط، وبعضها عديم الفراء وبعضها الآخر عديم الذيل نتيجة لتشوه خلقي.
وتتمتع القطط بمهارة كبيرة في الصيد والافتراس تقارب السنوريات الكبيرة كالنمر، إلا أنها لا تشكل خطراً حقيقياً على الإنسان نظراً لصغر حجمها. تزن القطة بين 4 و7 كغ، وقليلا ما تصل إلى 10 كغ. من الممكن للقطة أن تصل لـوزن 23 كغ ويحدث ذلك عندما تطعم بشكل زائد. ولا يجب الإكثار من الطعام، لأنه غير صحي ويسبب أضراراً للحيوان. وللقطط قدرة كبيرة على الرؤية في الظلام، ولها غطاء ثالث للعين إذا أظهرت القطة هذا الغطاء بشكل مزمن، يعني هذا أن القطة مريضة. وتحب القطط النظافة، وكثيراً ما تلعق فراءها لتنظيفه، وتعيش القطة إلى نحو عمر 15 سنة فقط، ولقد ارتفع متوسط عمر القطط الأليفة في السنوات الأخيرة. ففي عقد الثمانينيات كان متوسط أعمارها نحو سبع سنوات، ويرتفع إلى 9.4 سنوات في عام 1995. وأرتفعت النسبة في 12-15 سنة الأخيرة. ومع ذلك، فقد تم الإبلاغ عن القطط الباقية على قيد الحياة في المجتمعات التي عاشت فيها أنها تعمر قريبا من 38 عاما.
القط في التاريخ والميثولوجيا
القطة عند المصريين القدماء
يعتقد بعض الباحثين أن القط المنزلي ينحدر مباشرة من القط البرّي الإفريقي الذي استأنسه المصريون، في عام 3500 ق.م تقريبًا. والقطط المستأنسة هي تلك التي تقتل الفئران والجرذان والثعابين ولذلك منعت هذه الآفات من غزو الحقول المصرية ومخازن الحبوب. وأصبحت القطط حيوانات أليفة مدللة وخُلِّدَت في اللوحات والنقوشات والنحت.
وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد قدّس المصريون القدماء القطط. فعبدوا إله الحب والخصوبة المسمى "باستيت" أو "باست " على هيئة رأس قط وجسم امرأة. وكان المصريون يعاقبون كل من يؤذي قطًا، بعقوبة تصل إلى حد الموت. وعندما يموت قط كانوا يحلقون حواجبهم علامة على الحداد ويحولون القطط الميتة إلى مومياوات. وقد وجد علماء الآثار مقبرة قديمة للقطط في مصر تحتوي على أكثر من 300,000 مومياء للقطط.
القط المنزلي
القِطَطُ المَنزليّةُ أو الأليفةُ مُنحدِّرةٌ من القططِ البرّيّةِ. وقد دَجَّنها الإنسانُ قبل نحوِ 4000 سنةٍ في مِصْرَ القديمةِ. ومع أنّ القِطَطَ المَنزليّةَ تأكُلُ مما يُوفِّرُهُ لها الإنسانُ من طعامٍ، فإنها لا تَزالُ صَيّادةً، كما كان أسلافُها في الماضي. ولا يزالُ لها أسْنانٌ حادّةٌ ومَخالِبُ مُروَّسةٌ وعَينانِ حسّاستانِ للرّؤيةِ في الظَّلامِ. من القِطَطِ ما يزيدُ على 40 سُلالةً أو نوعاً. لبعضِها، كالقِطّةِ السّياميّةِ، شَعْرٌ قَصيرٌ، ولبعضِها الآخرِ، كالقِطّةِ الفارسيّةِ، شَعْرٌ طويلٌ.
القِطّةُ حَيَوانٌ مُدلَّلٌ لطيفٌ هادئٌ ونظيفٌ. بإمكانِ القِطّةِ أن تَعتَني بنفسِها لكنّها تظلُّ بحاجةٍ إلى رعايةِ أصحابِها. يَنبَغي تَدريبُ القِطَطِ الصَّغيرةِ بحيث تَعتادُ البَشَرَ وتَكتسِبُ عاداتٍ منزليّةٍ حَسَنةٍ. ويَطيبُ للقِطَطِ أن يُربِّتَ أصحابُها على فَرْوِها. السِّنَّوْرُ ، أو القِطُّ البَرِّيُّ، الإفريقيُّ هو الذي تَحدَّرَتْ منه في الغالبِ القِطَطُ المَنزليّةُ، مع أن أنواعاً أخرى من القِطَطِ استُجلِبَتْ من البَرّيّةِ ودُجِّنَتْ. تبدو القِطَطُ البَرّيّةُ الإفريقيّةُ أشبهَ بالقِطَطِ المَنزليّةِ، لكنّها أكبرُ حجماً قليلاً، واسمكُ فَرْواً، وأبرزُ أنماطاً.
القطط المنزلية (الأليفة) وخاصة الصغيرة منها معروفة بحبها للعب، وهذا السلوك لدى القطط يحاكي عملية الصيد وهو مهم لمساعدة القطط الصغيرة على تعلم مطاردة الفريسة والتقاطها وقتلها. وأيضاً تشارك القطط في اللعب بالمشاجرة مع بعضها البعض أو مع الإنسان. وهذا السلوك قد يكون طريقة لكي تطور القطة من مهاراتها المحتاجة في معركة ما . والقطط المنزلية حيوانات لطيفة جداً فهي تحب اللعب والمرح ويمكن للقطة المنزلية أن تفهم الإنسان مع وقت من التدريب.
طعام القطط
القطط كائنات آكلة للّحوم بطبيعتها لذلك فهي تتغذى على الحيوانات التي تصطادها، أما القطط المنزلية فيتم إطعامها من الأطعمة المصنعة خصيصاً لها والتي تغطي احتياجاتها من العناصر الغذائية.
أنواع القطط
باست
هذه النخبة من القطط مميزة بالشعر الكثيف والطويل، له أنف صغير وعريض وغير بارز عن الوجه، العيون واسعة، قصيرة وكفها عريض، والجسم ممتلئ، الجبهة عريضة.
الحبشي
يشبه إلى حد ما القطط المقدسة المنحوتة على مقابر المصريين استقدم إلى أوروبا على يد الجنود العائدين من أثيوبيا في حوالي 1860. والشكل الخارجي متوسط الحجم، مرن، ممتلئ العضلات، الذيل مقوس، الوجه مستدير، الأذنان كبيرتان ومفتوحتان على مصراعيهما، العيون خضراوتان أو صفراوتان أو عسلية، الفرو قصير وأملس.
القط الشيرازي
يمتاز عن غيره من الانواع بشعره الطويل وذيله القصير والكثيف. يميل هذا النوع إلى النوم والركود لفترات طويلة. وهو قصير نسبيا وينقسم شعره إلى طبيقتين الخارجية طويلة والداخلية قصيرة، وقد يصل طول الطبقة الخارجية إلى 13 سم.
السيامي
تولد صغار السيامي بيضاء اللون وتتلون بالسمنى ثم تكون أغمق فأغمق إلى أن تصل للأسود في القطط البالغة مزاجها حاد بعض الشيء عن باقي الأنواع. موطنها الأصلي سيام وهي تايلاند الآن.
المانكس
نخبة من القطط بلا ذيل كصفة وراثية يشبه الرومي (الأنجورا) إلى حد كبير.
الهيملايا
تعد من نخب الشيرازي، وهي ناتج تزاوج الشيرازي مع السيامي، وتحصل على لون فراء السيامي مع طول شعر ومواصفات الشيرازي الجسدية.
البالينيز
وهي ناتجة عن تزاوج السيامي ذو الشعر الطويل فقط وتشبه الهيمالايا إلى حد ما.
الأبيس
يعرف هذا القط من أيام الفراعنة ومشهور في منحوتاتهم. والأبيس يمتاز بعيون خضراء أو ذهبية، وفراء بني محمر، ومن الممكن أن يكون أحمر ببقع بنية غامقة، ويعرف بجسده الطويل وأذنيه الطويلتين.
البورما
قط قوي ويعد من أقوى القطط الأليفة، يمتاز بعيونه الذهبية وفراؤه دهني يفوق باقي النخب.
القط الروسي
يتكون فراؤه من طبقتين، الفراء الداخلي قصير وداكن اللون والفراء الخارجي طويل وفضيّ اللون مما يمنحه مظهرا داكنا لامعا.
القط الريفي
وتطلق هذه الكلمة على القط الرومي.
القط الاكزوتيك
وهو نخبة من الطبقة الراقية في القطط، نتج عن طريق تزاوج الفارسي الأصلي مع الأمريكي قصير الشعر، فأخذ وجه الفارسي ومواصفاته في قصر الذيل والأطراف ولكن بشعر الأمريكي قصير الشعر.
خصائص القط
يتميز القط عن سائر الحيوانات في بعض الصفات:
الهيكل العظمي : يتكون الهيكل العظمي للقط من 240 عظمة في حين أن هيكل الإنسان متكون من 212 عظمة. تلك الزيادة في عدد العظام في القط تجدها في الذيل والعمود الفقري.
مواء القط : يمكن للقط المواء بصوت عالي يصل إلى نحو 140 ديسيبل.
دماغ القط: لا يزيد عن 25 جرام، ولكن توجد على سطح الدماغ نحو 300 مليون خلية عصبية. بينما في دماغ الكلب توجد نحو 160 مليون خلية عصبية فقط.
التصنت: يمكن للقط سماع أصوات ذات تردد عالي. فبينما يستطيع الإنسان سماع أصوات بتردد عالي 20.000 ذبذبة في الثانية يمكن للقط سماع ذبذبات بتردد 80.000 هرتز. أما الكلب فهو يستطيع سماع حتى 40.000 ذبذبة في الثانية.
حاسة الشم: حاسة الشم عند القطط تفوق بكثير حاسة الشم لدى الإنسان، ولكنها أقل من حاسة الشم عند الكلب أو الخنزير.
الشوارب : للقط شوارب طويلة على جانبي الفم وبعض منها يوجد فوق العينين، وهي تساعده في التحسس في الظلام. تحس تلك الشوارب أيضا بحركة الهواء والتغير في درجة الحرارة.
الأحلام: ينام القط نحو 16 ساعة في اليوم، ولا توجد سوى قلة من الحيوانات التي تنام أطول من ذلك يوميا. ويوصف نوم القط بأن له فترات نوم عميق يحلم خلالها القط وفترات نوم أقل عمقا. فترة النوم العميق لدى القط تبلغ 3 ساعات يوميا. وعندما يحلم القط فقد تصدر منه أصوات وزئير. ويتغير نوم القط بين الشتاء والصيف فهو ينام أطول خلال الشتاء.
العينان: عين القط حساسة بشدة للضوء. ويستطيع القط الرؤية في الظلام بشكل أفضل من الإنسان. ويحمي القط عينيه من الضوء الشديد بأن يقفل حدبة العين إلى شق رفيع. ولكنه لا يرى أيضا في الظلام الحالك.
السقوط من ارتفاع عال: أينما سقط القط فهو يستطيع مواءمة جسمه لكي يصطدم بالأرض ملامسًا إياها بأطرافه الأربع، فإذا سقط وكان ظهره في اتجاه الأرض عدل رأسه وذراعيه أولا في اتجاه الأرض ثم يسحب رجليه ويديرها مع ذيله للاعتدال والسقوط بأطرافه الأربعة على سطح الأرض، وهو يرفع في ذلك ظهره ويمد أطرافه الأربعة إلى أسفل مما يهدئ من صدمة الوقوع، وتتعلم صغار القط تلك الحركات الوقائية عند السقوط بعد ولادتها ب 39 يومًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق