عاش نبي الله "لوط بن هاران بن تارح" - عليه السلام- مع عمه "إبراهيم" – عليه السلام- فترة من الزمن بأرض الرافدين (العراق حالياً) ، فأسلم على يديه، وتأثر بما كان يجرى بينه وبين قومه من صراع ، ورأى كيف وقف "إبراهيم" – عليه السلام- في وجه قومه يدعوهم إلى الله، ويأمرهم بترك عبادة أحجار لا تضر ولا تنفع ، ويطلب منهم الإيمان بدعوته والدخول في الإسلام ، فما كان من قومه إلا أن آذوه أشد الإيذاء ، حتى وصل بهم الأمر إلى أن يجمعوا له حطبًا ويحرقوه بالنار ، لولا أن نجاه الله منها ، وأعرضوا عنه وعن دعوته ، ثم تبرؤوا منه ، وعند ذلك هاجر "إبراهيم" – عليه السلام- إلى "فلسطين" واصطحب معه ابن أخيه "لوطًا"، وهناك عاشا معًا مدة من الزمن ، بعدها ترك "لوط" عمه "إبراهيم" في أرض "فلسطين" وذهب إلى "سدوم" بالأردن ؛ لأن الله – عز وجل- أرسله نبيًّا إلى أهلها، يدعوهم إلى عبادة الله ، وينهاهم عما هم عليه من أخلاق فاسدة .
فذهب إليهم نبي الله "لوط" ، وأخذ ينهاهم عن الفواحش والمنكرات ، ودعاهم إلى الإسراع بالتوبة ، وتوعدهم إن لم يرجعوا عما هم عليه، فسوف يعذبهم الله عذابًا شديدًا، لكن أهل "سدوم" لم يستجيبوا لدعوته، بل تمادوا في فجورهم وطغيانهم ، حتى وصل بهم الأمر إلى أن حدثتهم نفوسهم الخبيثة أن يطردوا نبيهم، ومن آمن معه من قريتهم وقالوا :
" أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)" (النمل:56)
ألح عليهم نبي الله "لوط" – عليه السلام- بدعوته ، وحذرهم من سوء عاقبتهم إذا استمروا على ذلك ، لكنهم استهزؤوا به ، وسألوه أن يأتيهم بالعذاب ، ويعجله لهم إن كان من الصادقين ، وعندما تأكد نبي الله "لوط" – عليه السلام – من أنهم لم يستجيبوا له ، دعا ربه أن ينصره عليهم، قال الله تعالى :
"قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)" (العنكبوت:30)
فاستجاب الله – عز وجل- لدعوة نبيه "لوط" – عليه السلام – وأرسل إلى قومه ملائكة كرامًا لإهلاكهم .
فمر هؤلاء الملائكة الكرام في طريقهم إلى قوم "لوط" على "إبراهيم" الخليل – عليه السلام- بأمر الله- تعالى- وكانوا قد تشكلوا بصورة رجال وجوههم جميلة، فبشروه بغلام عليم ، وهو "إسحاق" ، ومن وراء "إسحاق""يعقوب" ، وأخبروه أنهم ذاهبون للانتقام من قوم "لوط" أهل "سدوم" وما حولها، وأن الله أمرهم بإهلاك أهل هذه المدائن، وعندما سمع "إبراهيم" – عليه السلام – ما قالته الملائكة ، وما أرسلوا به من العذاب ، تخوف على ابن أخيه "لوط" – عليه السلام- أن يصيبه أذى، فقال لهم: إن فيها "لوطًا".
فأخبروه بأنهم أعلم بمن فيها، وأن الله – عز وجل – سينجى "لوطًا" وأهله إلا امرأته التي لم تؤمن به ، وصارت تعين هؤلاء الفجار على هذا العمل الخبيث، قال الله تعالى :
" قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (58)إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)" (الحجر:58-60)
خرجت الملائكة من عند نبي الله "إبراهيم" – عليه السلام- وتوجهوا نحو قرية "سدوم"
وعندما علم "لوط" – عليه السلام- بشأنهم خرج إليهم متخفيًا بعيدًا عن أنظار قومه حتى لا يعلموا بقدومهم ، وعندما رآهم اغتم، لأنه خاف عليهم من أولئك الأشرار المجرمين ، وخشى أن يكون قد رآهم واحد من قومه حين دخلوا عليه ، فيذهب فيخبر قومه ، قال تعالى:
" وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ (78)" (هود:77-78)
وسرعان ما حصل ما كان يخشاه "لوط" – عليه السلام- إذ خرجت امرأته- وكانت كافرة إلى قومها وقالت لهم : إن في بيت "لوط" رجالاً ما رأيت مثل وجوههم قط، وما إن سمع قوم "لوط" الخبر، حتى أقبلوا مسرعين يهرعون إلى بيت نبي الله "لوط" يريدون ارتكاب الفاحشة مع ضيوفه، وأخذ نبي الله "لوط" – عليه السلام- يجادل قومه المفسدين بالحسنى، ويناقشهم باللطف واللين ، لعل فيهم من يرتدع عن غيه وضلاله ودعاهم -عليه السلام- إلى سلوك
الطريقة الشرعية المباحة ، وهى أن يتزوجوا بناته وأن يكتفوا بنسائهم ، لكن قومه الخبثاء رفضوا نصيحته وصارحوه بغرضهم السيئ من غير استحياء ولا خجل وقالوا له: ما لنا في بناتك حاجة ، عند ذلك ازداد همه – عليه السلام – وتمنى أن لو كان له بهم قوة، أو كان له منعة أو عشيرة فينصرونه عليهم، قال الله تعالى:
" قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)" (هود::80)
فلما رأت الملائكة ما يلقى نبي الله "لوط" –عليه السلام – من كرب شديد أخبروه بحقيقتهم، وأنهم ليسوا بشرًا، وإنما هم ملائكة الله ورسله قدموا لإهلاك هذه القرية بأمر الله ، ثم ضرب جبريل عليه السلام وجوه القوم بجناحه ، ففقد القوم أبصارهم وأخبر الملائكة لوطا أن
يصحب أهله أثناء الليل ويخرج بهم ،وسيسمعون أصواتًا مروعة تزلزل الجبال فلا يلتفت منهم أحد، كي لا يصيبه ما يصيب القوم، وأفهموه أن امرأته كافرة ، وستلتفت خلفها، فيصيبها ما أصابهم و أن موعدهم الصبح .خرج نبي الله "لوط" – عليه السلام- مع بناته
وزوجته ، وساروا في الليل، واقترب الصبح ، وكان "لوط" قد ابتعد مع أهله، ثم جاء أمر الله- تعالى- فاقتلع "جبريل" – عليه السلام – بطرف جناحه مدنهم السبع، ورفعها إلى عنان السماء، حتى سمعت الملائكة أصوات الديكة ونباح الكلاب، ثم قلبها وهوى بها في الأرض، وأثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم، حجارة قوية صلبة يتبع بعضها بعضًا، وانتهى قوم "لوط" تمامًا، ولم يعد هناك أحد؛ فقد نكست المدن على رؤوسها وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض .
كان "لوط" – عليه السلام- يسمع أصواتًا مروعة، ويحذر قومه أن يلتفت أحد خلفه، ولكن زوجته نظرت نحو مصدر الصوت، فهلكت .
فذهب إليهم نبي الله "لوط" ، وأخذ ينهاهم عن الفواحش والمنكرات ، ودعاهم إلى الإسراع بالتوبة ، وتوعدهم إن لم يرجعوا عما هم عليه، فسوف يعذبهم الله عذابًا شديدًا، لكن أهل "سدوم" لم يستجيبوا لدعوته، بل تمادوا في فجورهم وطغيانهم ، حتى وصل بهم الأمر إلى أن حدثتهم نفوسهم الخبيثة أن يطردوا نبيهم، ومن آمن معه من قريتهم وقالوا :
" أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)" (النمل:56)
ألح عليهم نبي الله "لوط" – عليه السلام- بدعوته ، وحذرهم من سوء عاقبتهم إذا استمروا على ذلك ، لكنهم استهزؤوا به ، وسألوه أن يأتيهم بالعذاب ، ويعجله لهم إن كان من الصادقين ، وعندما تأكد نبي الله "لوط" – عليه السلام – من أنهم لم يستجيبوا له ، دعا ربه أن ينصره عليهم، قال الله تعالى :
"قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)" (العنكبوت:30)
فاستجاب الله – عز وجل- لدعوة نبيه "لوط" – عليه السلام – وأرسل إلى قومه ملائكة كرامًا لإهلاكهم .
فمر هؤلاء الملائكة الكرام في طريقهم إلى قوم "لوط" على "إبراهيم" الخليل – عليه السلام- بأمر الله- تعالى- وكانوا قد تشكلوا بصورة رجال وجوههم جميلة، فبشروه بغلام عليم ، وهو "إسحاق" ، ومن وراء "إسحاق""يعقوب" ، وأخبروه أنهم ذاهبون للانتقام من قوم "لوط" أهل "سدوم" وما حولها، وأن الله أمرهم بإهلاك أهل هذه المدائن، وعندما سمع "إبراهيم" – عليه السلام – ما قالته الملائكة ، وما أرسلوا به من العذاب ، تخوف على ابن أخيه "لوط" – عليه السلام- أن يصيبه أذى، فقال لهم: إن فيها "لوطًا".
فأخبروه بأنهم أعلم بمن فيها، وأن الله – عز وجل – سينجى "لوطًا" وأهله إلا امرأته التي لم تؤمن به ، وصارت تعين هؤلاء الفجار على هذا العمل الخبيث، قال الله تعالى :
" قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (58)إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)" (الحجر:58-60)
خرجت الملائكة من عند نبي الله "إبراهيم" – عليه السلام- وتوجهوا نحو قرية "سدوم"
وعندما علم "لوط" – عليه السلام- بشأنهم خرج إليهم متخفيًا بعيدًا عن أنظار قومه حتى لا يعلموا بقدومهم ، وعندما رآهم اغتم، لأنه خاف عليهم من أولئك الأشرار المجرمين ، وخشى أن يكون قد رآهم واحد من قومه حين دخلوا عليه ، فيذهب فيخبر قومه ، قال تعالى:
" وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ (78)" (هود:77-78)
وسرعان ما حصل ما كان يخشاه "لوط" – عليه السلام- إذ خرجت امرأته- وكانت كافرة إلى قومها وقالت لهم : إن في بيت "لوط" رجالاً ما رأيت مثل وجوههم قط، وما إن سمع قوم "لوط" الخبر، حتى أقبلوا مسرعين يهرعون إلى بيت نبي الله "لوط" يريدون ارتكاب الفاحشة مع ضيوفه، وأخذ نبي الله "لوط" – عليه السلام- يجادل قومه المفسدين بالحسنى، ويناقشهم باللطف واللين ، لعل فيهم من يرتدع عن غيه وضلاله ودعاهم -عليه السلام- إلى سلوك
الطريقة الشرعية المباحة ، وهى أن يتزوجوا بناته وأن يكتفوا بنسائهم ، لكن قومه الخبثاء رفضوا نصيحته وصارحوه بغرضهم السيئ من غير استحياء ولا خجل وقالوا له: ما لنا في بناتك حاجة ، عند ذلك ازداد همه – عليه السلام – وتمنى أن لو كان له بهم قوة، أو كان له منعة أو عشيرة فينصرونه عليهم، قال الله تعالى:
" قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)" (هود::80)
فلما رأت الملائكة ما يلقى نبي الله "لوط" –عليه السلام – من كرب شديد أخبروه بحقيقتهم، وأنهم ليسوا بشرًا، وإنما هم ملائكة الله ورسله قدموا لإهلاك هذه القرية بأمر الله ، ثم ضرب جبريل عليه السلام وجوه القوم بجناحه ، ففقد القوم أبصارهم وأخبر الملائكة لوطا أن
يصحب أهله أثناء الليل ويخرج بهم ،وسيسمعون أصواتًا مروعة تزلزل الجبال فلا يلتفت منهم أحد، كي لا يصيبه ما يصيب القوم، وأفهموه أن امرأته كافرة ، وستلتفت خلفها، فيصيبها ما أصابهم و أن موعدهم الصبح .خرج نبي الله "لوط" – عليه السلام- مع بناته
وزوجته ، وساروا في الليل، واقترب الصبح ، وكان "لوط" قد ابتعد مع أهله، ثم جاء أمر الله- تعالى- فاقتلع "جبريل" – عليه السلام – بطرف جناحه مدنهم السبع، ورفعها إلى عنان السماء، حتى سمعت الملائكة أصوات الديكة ونباح الكلاب، ثم قلبها وهوى بها في الأرض، وأثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم، حجارة قوية صلبة يتبع بعضها بعضًا، وانتهى قوم "لوط" تمامًا، ولم يعد هناك أحد؛ فقد نكست المدن على رؤوسها وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض .
كان "لوط" – عليه السلام- يسمع أصواتًا مروعة، ويحذر قومه أن يلتفت أحد خلفه، ولكن زوجته نظرت نحو مصدر الصوت، فهلكت .