الجمعة، 23 أغسطس 2019

شخصية أسلامية ؟؟؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام ومصباح الظلام وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :



حياكم وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
أيها الموحدون :
لقد راقني هذا الموضوع جدا لأننا نشتاق إلى كل ما هو جديد ومتميز أدعوكم هنا إلى فكرة جديدة
نتعرف بها على شخصيات إسلامية عظيمة تركوا بصمتهم وأمجادهم لنا لكي نقتدي بهم
فيجب علينا أن نتعرف عليهم وعلى بطولاتهم وسيرتهم كي يصبحوا خير منهج نحتذي به ونسرده لاجيالنا ليتعرفوا اكثر على هذه الشخصيات التي جعلت ملوك الرومان وكسرى تنحني لها
والفكرة هى انى سأختار عضو من المنتدى وأطلب منه أن يأتينى بمعلومات عن شخصية إسلامية تاريخية ويسردها هن
أرجو أن تنال الفكرة إعجابكم وتشاركوا معي مشاركة فعالة



وسأبدأ فى مستهل موضوعى هذا
بالصحابة رضوان الله عليهم
وأول شخصية هى ألأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهو:
أبوبكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه

البجادين رضي الله عنه

 بسم الله الرحمان الرحيم

والسلام عليكم




الصحابي الجليلعبد الله بن عبد نهم المزني، ولقببذي البجادين لقصة حدثت معه ذكرهاابن كثير في البداية والنهاية نقلاً عن ابن هشام فقال رحمه الله :إنما سمي ذو البجادين لأنه كان يريد الإسلام فمنعه قومه وضيقوا عليه حتى خرج من بينهم وليس عليه إلا بجاد وهو الكساء الغليظ، فشقه باثنين واتزر بواحدة وارتدى الأخرى ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمي ذو البجادين. هـ

توفيذو البجادين في الطريق في غزوة تبوك، وكان مما كرمه الله به أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره، وإعلانه رضاءه عنه، قالابن حجر في الإصابة:كان ابن مسعود يحدث قال: قمت في جوف الليل في غزوة تبوك فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين قد مات، فإذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته فلما دفناه قال:اللهم إني أمسيت عنه راضياً فارض عنه. اهـ.

والله أعلم

اسلام ويب.

القاضي أبو يعلى

كتبه/ محمد سرحان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء، يكنى بأبي يعلى، كان عالم زمانه وفريد عصره وقريع دهره، وكان له في الأصول والفروع القدم العالي. وأصحاب الإمام أحمد له يتبعون ولتصانيفه يدرسون ويدرِّسون، وبقوله يفتون، وعليه يعولون، والفقهاء على اختلاف مذاهبهم وأصولهم كانوا عنده يجتمعون ولمقاله يسمعون ويطيعون، به ينتفعون، وبالائتمام به يقتدون.

وقد شوهد له من الحال ما يغني عن المقال، لاسيما في مذهب الإمام أحمد واختلاف الروايات عنه، مع معرفته بالقرآن وعلومه، والحديث، والفتاوى والجدل، وغير ذلك من العلوم مع الزهد والورع والعفة والقناعة، وانقطاعه عن الدنيا وأهلها واشتغاله بسطر العلم وبثه وإذاعته ونشره.

- وهو شيخ الحنابلة، وممهد مذهبهم في الفروع.

إذا قالوا "القاضي" يعنون به أبو يعلى، ومن ألقابه عندهم أبو يعلى الكبير، وأبو يعلى الصغير هو ابنه.

قال ابن الجوزي: "كان من سادات العلماء الثقات".

قال عنه ابن كثير: "كان إماماً في الفقه له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب أحمد، ودرَّس وأفتى سنين، وانتهت إليه رياسة المذهب وانتشرت تصانيفه وأصحابه، وجمع الإمامة والفقه والصدق وحسن الخلق والتعبد والتقشف والخشوع وحسن السمت والصمت عما لا يعنيه". أ.هـ من البداية والنهاية.

- ولد لتسع وعشرين أو ثمان وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة ثمانين وثلاثمائة، وكان أول سماعه للحديث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة "وهو في الخامسة من عمره". له شيوخ كثر، أما تلاميذه وأصحابه الذين سمعوا منه الحديث فعدد كثير وجم غفير.

حفظ القرآن وقرأ بالعشر وحج سنة أربع عشرة وأربعمائة.

- قال عنه ابنه أبو يعلى الصغير: "ومن بحث عن أخلاقه وطرائقه وأخباره لم يخف عليه موضعه ومحله، ولو بالغنا لكنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب إذ انتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله، سوى ما يضاف إلى ذلك من الجلالة والصبر على المكاره واحتماله لكل جريرة إن لحقته من عدو، وزلل إن جرى من صديق، وتعطفه بالإحسان على الكبير والصغير، واصطناع المعروف إلى الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع. ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلاً وعلماً وفضلاً".

وقال أيضاً: "رزقه الله من شرف الأخلاق وكرم الأعراق والمجد المؤثل والرأي المحصل والفضل والفهم والإصابة والعزيمة الصافية والمعرفة الثاقبة والتفرد بكل فضيلة والسمو إلى كل درجة رفيعة من محمود الخصال والزهد والكمال ما يطول شرحه، حتى لم يكن له شبيه في وقته ولا نظير في فهمه ولم تقع أبصار أهل زمانه على مثله، وكانت أفعاله كأخلاقه وأخلاقه كأعراقه".

- وكانت له مواقف جليلة منها ما جرى أيام القائم بأمر الله حين انتشرت بعض التأويلات الفاسدة فكان دحرها على يد القاضي أبو يعلى، والشيخ الزاهد أبو الحسن القزويني.

- وقد تقدم على فقهاء زمانه بقراءته للقرآن بالقراءات العشر، وكثرة سماعه للحديث وعلو إسناده في المرويات، وقد حدث جماعة من الفقهاء ممن كانوا يحضرون مجلس إملائه وهو يملي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم سجدوا على ظهور الناس في حلق الإملاء لكثرة الزحام.

قال ابنه أبو يعلى الصغير: "ما رأى الناس في زمانهم مجلساً للحديث اجتمع فيه ذلك الجمع الغفير والعدد الكثير، وسمعت من يذكر أنه حرز العدد بالألوف".

- قال فيه تلميذه على بن نصر العكبري لما ولي القضاء:

رفـــع الـــلـــه رايــة الإســـلام          حـــيــن ردت إلـى الأجـــل الإمـــام

الــتقـــي النــقــي ذي الـمـنطق           الصائب فــي كـل حــجــة وكــــلام

بك يا ابن الحسين شدت عـرى          الــديــن وقــامــت دعـائــم الإسلام

وقد امتدحه بعض أهل العلم فقال:

إن الإمام أبا يعلى فقيههم    حبر عروف بما يأتي وما يذر

- توفي في العشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، عن ثمان وسبعين سنة وقد رثى بمراثي كثيرة تدل على منزلته ومكانته وعلمه منها:

لهف نفسي على إمام حـوى الـ          فضل بصير بالمـشكلات عــليــم

خـلــق طــاهــر ووجـــه منــيــر          وطــريــق إلى الهـدى مـستقـيـم

كـان للـدين عــدة ولأهـل الديــن         فـــي النـائبــات خـــل حــمــيــم

مـــن يــكـن للـدروس بـعــدك أم         مـن بـجـدال المـخالـفـيـن يقوم؟

من لفهم الحديث ولطرقه يـستـو         ضح مــنـه صـحيـحه والسـقــيم

من لفصل القضاء إن أشكل الحـ        ـكم وضجت بالنازلات الخصوم؟

للاستزادة من ترجمته: انظر طبقات الحنابلة 2/259، الكامل لابن الأثير 10/52، تاريخ السلام للذهبي وفيات سنة 458ه، سير أعلام النبلاء 18/89، دول الإسلام 1/269، المنهج الأحمد 2/354.

الشيخ عبد الرحمن السميط.. خادم الفقراء

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

رحل فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السميط أبزر أعلام التجديد في مسيرة العمل الخيري المعاصر وأهم رجالاته بعد أن ترك إرثًا كبيرًا وحقق إنجازاتٍ تعجزُ الدول عن تحقيقها. لم يختطفه بريق الحياة بل كان همه الأكبر أن يعيش للعمل التطوعي فكان صاحب همة عالية وعزيمة صادقة، ونذر نفسه وبذل الغالي والنفيس في سبيل هدفه الذي آمن به، وسخر جهده وطاقته لتحقيقه فاستحق بجدارة لقب داعية القرن والرجل الأمة.

نشأته:
نشأ فضيلة الشيخ السميط نشأة متدينا منذ أن كان عمره 6 سنوات، وكان حريصًا على الصلواتِ الخمس، خاصة صلاة الفجر، وكان أهل الحي يطلقون عليه (المطوع)، وعرف عنه ولعه بالقراءة منذ صغره، كما أن اشتراكه في الكشافة لمدة 7 سنوات ترك في حياته بصمات واضحة من حيث التكوين الإسلامي وتحمل المشاق والصبر على شظف الحياة. تعلم الشيخ السميط إلى المرحة الثانوية في بلده الكويت، وأكمل تعليمه في الخارج حيث حصل على شهادة الطب في الجراحة من جامعة بغداد، كما حصل على دبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، وبعدها سافر إلى كندا ليتخصص في مجال الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية. وقد عمل السميط في مهنته الطب في كل من كندا وبريطانيا بين أعوام 1974 وحتى أعوام 1980وذلك قبل أن يعود إلى بلده الكويت أخصائيا في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الصباح في الفترة من 1980- 1983، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان.

حياته الدعوية:
وبدأ السميط رحلته الدعوية من الصفر، وكانت أمنيته أن يعمل بإفريقيا منذ أن كان بالثانوية، وتحقق له هذا الحلم حين قُدّر له أن يسافر إلى إفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فرأى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والمرض، ويعيشون على مساعدات البعثات التبشيرية. استمر هو وزوجته في جمهورية ملاوي ثم رحلا إلى أربعين دولة في إفريقيا، وبنيا فيها المساجد والمراكز ودور الأيتام والمستوصفات. ثم قرر أن يهاجر إلى مدغشقر هو وزوجته أم صهيب بشكل نهائي للتفرغ لدعوة قبائل الأنتيمور ومتابعة أنشطة الجمعية التي يترأسها وهي جمعية (العون المباشر في إفريقيا).

تفرغ السميط للدعوة في إفريقيا وقرر العيش وسط قبيلة الأنتيمور، وهي قبائل عربية من الحجاز هاجرت قبل 800 سنة إلى جنوب شرق مدغشقر، وقد نسيهم الدعاة، فنسوا دينهم وعبدوا الأحجار والأشجار. فقرر السميط أن يعيش بينهم في منطقة نائية في مدغشقر ينعدم فيها كثير من الخدمات. استقر السميط بينهم وبنى بيتا له لكي يخدم الدعوة في هذه الأصقاع. وعمل أمور كثيرة في خدمة هذه القبيلة من بناء مساجد وكفالة أيتام ودعوة وتعليم وصحة وحفر آبار، وإنشاء مقابر إسلامية للمسلمين وكان ذلك تحت عنوان مشروعه الدعوي المسمى بأسلمة قبائل الأنتمور.

وعلى مدى 29 عاما أسلم على يديه وعبر جهوده وجهود فريق العمل الطموح الذي يرافقه أكثر من عشرة ملايين شخص في قارة أفريقيا فقط، وأصبحت جمعية العون المباشر أكبر منظمة عالمية في أفريقيا كلها. أنشأت أكثر من 860 منشأة تعليمية يدرس بها نصف مليون طالب إضافة إلى أربع جامعات وعددا كبيرا من الإذاعات والمطبوعات وقامت بحفر وتأسيس أكثر من (8600) بئر. كما أسس الشيخ السميط 240 مركزا إسلاميا لا تقل تكلفة الواحد منه عن مليون ريال، وكفل أكثر من 9 آلاف يتيم ووزع 7 ملايين مصحف باللغات المختلفة وقام بإعداد وتدريب أكثر من (4000) داعية ومعلم.

تعرض السميط في إفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق، وكينيا، وملاوي غير مرة لكن الله نجاه، إضافة إلى لسع البعوض في تلك القرى وشح الماء وانقطاع الكهرباء. وتعرض في حياته لمحن السجون، وكان أقساها أسره على يد البعثيين حيث سجن مرتين، الأولى في بغداد عام 1970 وكاد يعدم، والثانية عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية في أثنـاء غـزو العراق للكويت.

وكان الشيخ السميط كأحد أوائل الأطباء الكويتين، أن يعيش حياة رغدة يمتلك فيها الملايين كما هو الحال مع زملائه وطلبته، لكنه يقول: "كان بمقدوري أن أعيش مثل هؤلاء؛ لكنني والله أعطف عليهم إذ يظنون أن السعادة فيما تحمله من مال..."، ويضيف: "السعادة ليست كم هو حسابك في هذا البنك أو ذاك، لكن السعادة كم هو رصيدك عند رب العزة والجلال ".

كان من أبزر سمات الشيخ السميط رحمه الله البساطة، في ملبسه ومأكله ومسكنه ومركبه. وكان كثير الصمت كثير العمل، يتجنب الإغراق في التنظير والتخطيط والمثاليات وكان يؤمن أن ثقة الناس تعرف طريقها للعاملين لا للمتحدثين. ولم يكن الشيخ السميط يجلس في المكاتب، وكان يتابع العمل، وكان من القلائل في العالم الإسلامي الذين جمعوا بين الإدارة العليا للمنظمة والعمل الميداني وقل أن تجد له نظيرا. وكان دائما ما يحث على أن يكون لكل مسلم رسالة يعمل من أجلها وكان يقول: "والله إن كل واحد منا قادر على أن يغير الدنيا كما غيرها سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، والفرق بيننا وبينه عليه الصلاة والسلام أنه مبعوث بالوحي من السماء، وفيما عدا ذلك، فالقضية قضية إيمان، فكلما قوي إيمانك كنت أقدر على العطاء والتغيير".

وكان يستنهض الهمم ويشحذ العزائم ويسعى إلى أهل الخير والمحسنين والصالحين من التجار ليجمع المال منهم لينفقه للدعوة في إفريقيا، وإطعام الجائع، وعلاج المريض، وحفر الآبار، وبناء المساجد. ذكر أنه تحدث بعد صلاة الجمعة في مسجد بالكويت وعرض حال مجاعة بأثيوبيا وطلب مليون دينارا لدعمهم وحلف بالله لا يخرج من المسجد حتى يجمعها ولو بقي شهرا، وما صلى المغرب في اليوم نفسه حتى اكتمل المبلغ. ولم يكن الشيخ عبد الرحمن ليترك محفلا أو ديوانية في الكويت إلا تردد عليه ليحدث بالجهود التي قام بها والتي ينوي القيام بها، ويستحث الحاضرين للإسهام معه، بالسفر والجهد أو التبرع، وكان بفضل الله عز وجل وصدقه وإخلاصه يجد التجاوب الكبير.

وكان شديد الحرص على أموال المتبرعين أن تذهب إلى مكانها، حتى قيل أنه كان إذا انتهى الشهر واستلم الراتب الجديد أعاد ما تبقى من الراتب القديم لللجنة.

زوجته أم صهيب:
لقد رزق الله تعالى الشيخ السميط زوجة صالحة ليست كباقي النساء أعانته على الخير، فوقفت بجانبه صابرة محتسبة تشد من أزره فكانت أروع الأمثلة للزوجة الشريكة المؤمنة بمشروع شريكها فعاشت معه في الأدغال الأفريقية طيلة هذه السنين الطويلة تاركة خلفها حياة الرفاهية في الكويت. وكان الشيخ عبد الرحمن السميط يعتبرها سرا من أسرار نجاحه وقال عنها: "لم تكن تملك سوى ثوبين عندما كنا في كندا رغم قدرتنا على الشراء ومع ذلك ترفض، ولما ورثت مبلغا من المال دفعته للدعوة ولم تُبقِ منه شيئا لها، وكانت إذا ارتفع رصيدنا في البنك قليلا قالت: والله ما أنام في البيت والبنك فيه مال فائض عن الحاجة أخاف من العقاب فكنت أخرجه إرضاء لها".

ويضيف السميط: "لا أتذكر أنها طلبت السفر سياحة في الخارج أو نزهة وكانت متعتها الذهاب لأفريقيا للدعوة، وكانت تستمتع برعاية الأيتام وتتابعهم وهي من اقترح علي إنشاء مقبرة للمسلمين الأنتيمور وقالت لعلنا ندفن فيها.. وفي ذات ليلة من ليالي إفريقيا قالت: هل سنجد في الجنة طعم هذه السعادة كما نجده هنا".

وإلى جانب الإرث العريض الذي تركه الشيخ السميط رحمه الله وبصمته البارزة في قارة إفريقيا، فقد كان للشيخ السميط عددا من المؤلفات في مجاله الذي برع فيه وهو مجال العمل الخيري ومنها كتاب لبيك أفريقيا)، وكتاب (دمعة أفريقيا) مع آخرين، وكتاب (رحلة خير في أفريقيا)، وكتاب (قبائل الأنتيمور في مدغشقر)، و(ملامح من التنصير)، و(إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية)، و(السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات)، وكتب عن قبائل البوران وقبائل الدينكا، ودليل إدارة مراكز الإغاثة، إضافة إلى العديد من البحوث والدراسات الأخرى والعشرات من الندوات والمحاضرات في هذا المجال.

وشغل السميط منصب الأمين العام للجنة مسلمي أفريقيا ورئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر، ورئيس تحرير مجلة الكوثر إلى جانب رئاسته أو عضويته في العديد من الجهات الخيرية والأكاديمية، كما حاز الكثير من الجوائز وشهادات التقدير نظير إنجازاته كان من أبرزها: جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وقيمتها مليون ريال والتي تصدق بها كلها لخدمة الدعوة الإسلامية.

محمد لافي

نبي الله هود عليه السلام

نبي الله هود عليه السلام

قال الله تبارك وتعالى: {وإلى عادٍ أخاهُم هُودًا قالَ يا قومِ اعبُدوا اللهَ ما لكُم مِنْ إلهٍ غيرهُ أفلا تتَّقون} سورة الأعراف.

بعد أن نجا الله تبارك وتعالى نبيَّهُ نوحًا ومن معه في السفينة وأغرق الذين كذبوه من قومه بالطوفان العظيم الذي عمَّ جميع الأرض، نزل الذين ءامنوا من السفينة يعبدون الله تعالى وحده ويَعْمُرون الأرض، وكثرت الذرية من أولاد نوح الثلاثة سام وحام ويافث الذين كانوا على دين ءابائهم الإسلام، وكانوا يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئًا.

ثم بعد أن طال الزمن عاد الفساد والجهل وانتشر في الأرض ورجع بعض الناس إلى الإشراك بالله وعبادة غير الله، فبعث الله تبارك وتعالى هودًا قال تعالى: {كذَّبَتْ عادٌ المُرسَلينَ* إذ قالَ لهُم أخوهُم هودٌ ألا تتَّقونَ* إنِّي لكُم رسولٌ أمينٌ}سورة الشعراء. وقد سمَّاهُ الله أخًا لهم لكونه من قبيلتهم لا من جهة أخوة الدين، لأن أخوة الدين لا تكون إلا بين المؤمنين كما قال تعالى: {إنَّما المؤمنون إخوةٌ}سورة الحجرات.

عدد المرات التي ذكر فيها هود عليه السلام في القرءان

ذُكر هود عليه الصلاة والسلام في القرءان الكريم سبع مرات، وقد ذكر الله تبارك وتعالى قصته عليه السلام مع قومه مع شيء من التفصيل في سورة الأعراف وسورة هود وسورة المؤمنون وسورة الشعراء وسورة الأحقاف وسورة فصلت.

أصله ونسبه عليه السلام

سيدنا هود عليه السلام هو عربي في أصله، وقيل إنه هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عَوص بن إرم بن سام بن نوح، وقيل غير ذلك. وقد جاء في صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديث طويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال: "وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك محمد".

مساكن عاد

قال الله تبارك وتعالى في سورة الأحقاف: {واذكر أخا عادٍ إذ أنذَرَ قومهُ بالأحقافِ وقدْ خَلتِ النُّذُرُ مِن بينِ يديهِ ومن خلفهِ ألا تعبُدوا إلا اللهَ إنِّي أخافُ عليكم عذابَ يومٍ عظيمٍ}سورة الأحقاف.

قبيلة عاد قبيلة عربية كانت باليمن، وكانت منازلهم ومساكنهم وجماعتهم أرض الأحقاف، والأحقاف هي الرمل فيما بين عُمان وحضرموت من أرض اليمن بأرض يقال لها الشَّحر، وقيل كانوا ثلاث عشرة قبيلة وظلموا وقهروا العباد بسبب قوتهم التي ءاتاهم الله إياها، فقد زادهم الله في الخِلقة والقوة، وبسط لهم في أجسادهم وعظامهم فكانوا طوالاً في أجسامهم وقوامهم، قيل كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعًا، قال تعالى: {واذكروا إذ جَعَلَكُم خُلفاء من بعدِ قومِ نوحٍ وزادكُم في الخَلقِ بصطةً} سورة الأعراف. وكانوا أصحاب أوثان وأصنام يعبدونها من دون الله، صنم يقال له صداء، وصنم يقال له صمود، وصنم يقال له الهباء، قال الله تعالى:{ألم ترَ كيفَ فعلَ ربُّكَ بعادٍ* إرَمَ ذاتِ العِمادِ* التي لم يُخلَقْ مِثْلُها في البلادِ}سورة الفجر.

دعوة هود عليه السلام قومه إلى عبادة الله وحده وما جرى بينه وبين قومه من جدال وحسن دعوته إلى الله تعالى

أعطى الله تبارك وتعالى قبيلة عاد نِعَمًا كثيرة وافرة وخيرات جليلة، فقد كانت بلادهم ذات مياه وفيرة فزرعوا الأراضي وأنشأوا البساتين وأشادوا القصور الشامخة العالية، إضافة لما منحهم الله تعالى فوق ذلك من بَسْطة في أجسادهم وقوة في أبدانهم لكنهم كانوا غير شاكرين لله على نعمه، فاتخذوا من دونه ءالهة وعبدوا الأصنام وصاروا يخضعون لها ويتذللون ويقصدونها عند الشدة، فكانوا أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد الطوفان العظيم الذي عم الأرض وأهلك الكافرين الذين كانوا عليها، فبعث الله تبارك وتعالى إليهم نبيه هود وكان أحسنهم خُلقًا وأفضلهم موضعًا وأوسطهم نسبًا، فدعاهم إلى دين الإسلام وعبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وأن يُوحدوا الله الذي خلقهم ولا يجعلوا معه إلهًا غيره، وأن ينتهوا ويكفوا عن الظلم والبغي والفساد بين الناس، ولكنهم عاندوا وتكبروا وكذبوا نبي الله هودًا عليه الصلاة والسلام وقالوا: {مَنْ أشَدُّ مِنَّا قُوَةً}سورة فصلت، وءامن به واتبعه أناس قليلون كانوا يكتمون إيمانهم خوفًا من بطش وظلم قومهم الكافرين المشركين، قال الله تبارك وتعالى: {فأمَّا عادٌ فاستَكبروا في الأرضِ بغيرِ الحقِّ وقالوا مَنْ أشدُّ مِنَّا قوةً أوَلَمْ يَروا أنَّ اللهَ الذي خلقهُم هُوَ أشدُّ مِنهُم قوةً وكانوا بآياتِنا يجحدونَ} سورة فصلت، وقال الله تبارك وتعالى:{وإلى عادٍ أخاهُم هودًا قالَ يا قومِ اعبُدوا اللهَ ما لكُم مِنْ إلهٍ غيرُهُ أفلا تَتَّقونَ}سورة الأعراف.

المعنى أن هودًا قال لقومه: يا قوم اعبدوا الله وحده ولا تجعلوا معه إلهًا غيره فإنه ليس لكم إله غيره أفلا تتقون الله ربكم فتحذرونه وتخافون عقابه بعبادتكم غيره وهو خالقكم ورازقكم دون كل ما سواه، فأجابه قومه بما أخبر الله تبارك وتعالى به: {قالَ الملأُ الذينَ كفروا مِن قومهِ إنَّا لنراكَ في سفاهةٍ وإنَّا لنَظُنَّكَ مِنَ الكاذبينَ* قال يا قومِ ليسَ بي سفاهةٌ ولكنِّي رسولٌ مِنْ ربِّ العالمينَ}سورة الأعراف.

المعنى أن الملأ الذين كفروا وجحدوا توحيد الله وعبدوا الأصنام وأنكروا رسالة هود وكذبوا ما جاء به قالوا له: إنا لنراك يا هود في سفاهة ويريدون بذلك أنك في ضلالة عن الحق والصواب بتركك ديننا وعبادة ءالهتنا وإنا لنظنك من الكاذبين في قولك إني رسول من رب العالمين: {قال يا قومِ ليسَ بي سفاهةٌ ولكنِّي رسولٌ مِنْ ربِّ العالمينَ* أُبَلِّغُكُم رسالاتِ ربي وأناْ لكُم ناصِحٌ أمينٌ}سورة الأعراف، أي يا قوم ليس بي سفاهة عن الحق والصواب بل إني على الحق المبين والطريق الصواب، رسول من رب العالمين أرسلني إليكم فأنا أبلغكم رسالات ربي وأؤديها إليكم، وأنا لكم ناصحٌ فيما دعوتكم إليه من عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، فاقبلوا نصيحتي فإني أمين على وحي الله وعلى ما ائتمنني عليه من الرسالة لا أكذب فيه ولا أزيد ولا أبدل، بل أبلغ ما أمرت به كما أمرت.

قال تعالى:{أوْ عَجِبتُم أن جاءكُم ذِكرٌ مِنْ ربِّكُم على رجُلٍ مِنكُم ليُنذِرَكُم}سورة الأعراف، أي عجبتم أن أنزل الله وحيه بتذكيركم وأرسل نبيه إليكم يدعوكم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولينذركم عذابه إن لم تقبلوا دعوته ولم تدخلوا في دينه الإسلام، وقد قال لهم هود هذا منكرًا عليهم بعد أن استبعدوا أن يبعث الله رسولاً بشرًا يأكل ويشرب كما يأكلون ويشربون، واعتبروا أن تصديقه في دعواه خسارة وبطلان: {واذكُروا إذ جعلكُم خُلفاءَ من بعدِ قومِ نوحٍ وزادكُم في الخلقِ بصطةً فاذكروا ءالاءَ اللهِ لعلَّكم تُفلحونَ} سورة الأعراف.

المعنى اتقوا الله في أنفسكم واذكروا ما حلَّ بقوم نوح من العذاب إذ عصوا رسولهم وكذبوه وكفروا بربهم واستمروا على بغيهم وتكبرهم، فإنكم إنما جعلكم ربكم خلفاء في الأرض بعدهم لما أهلكهم، فاتقوا الله أن يحل بكم نظير ما حل بهم من العقوبة فتهلككم كما أهلكهم ويبدل منكم غيركم سنته في قوم نوح قبلكم على كفرهم وتجبرهم.

ثم بيّن لهم نعم الله الجليلة عليهم إذ زادهم في الخلق بسطة فزاد في أجسادهم وقوامهم فأمرهم أن يذكروا نعم الله عليهم وفضله عليهم في أجسادهم وقوامهم، فيشكروا الله تعالى على ذلك بأن يعبدوا الله وحده ويخلصوا له العبادة ويتركوا الإشراك وعبادة الأصنام كي يفلحوا.

لكنّ قوم هود رغم هذا البيان المقنع والكلام الناصح من نبيهم هود عليه السلام لم يقبلوا الحق الذي جاء به، وأعلنوا له أنهم لن يتركوا عبادة الأصنام وأنهم يعتقدون أن بعض ءالهتهم غضب عليه فأصابه في عقله فاعتراه جنون بسبب ذلك، كما أنهم استبعدوا إعادتهم يوم القيامة وأنكروا قيام الأجساد بعد أن تصير ترابًا وعظامًا، فقال لهم نبيهم هود عليه السلام ما أخبرنا الله به في القرءان الكريم: {وما أسئَلُكم عليهِ مِنْ أجرٍ إنْ أَجْريَ إلا على رَبِّ العالمينَ* أتَبنونَ بِكُلِّ ربعٍ ءايةً تعبثونَ* وتتَّخذونَ مصانِعَ لعلَّكُم تخلُدونَ* وإذا بَطَشتُم بطشتُم جبَّارينَ* فاتَّقوا اللهَ وأطيعونِ* واتَّقوا الذي أمدَّكُم بما تعلمونَ* أمدَّكُم بأنعامٍ وبنينَ* وجنَّاتٍ وعُيونٍ* إنِّي أخافُ عليكُم عذابَ يومٍ عظيمٍ}سورة الشعراء، وقال تعالى مخبرًا عن قول هود عليه السلام في موضع ءاخر من القرءان الكريم: {يا قومِ لا أسئلُكم عليهِ أجرًا إنْ أجرِيَ إلا على الذي فَطَرَني أفلا تعقِلونَ* ويا قومِ استَغفروا ربَّكُم ثمَّ توبوا إليهِ يُرسِلِ السَّماءَ عليكُم مِدرارًا ويَزِدْكُم قُوَّةً إلى قوَّتِكم ولا تتَولَّوا مُجرمينَ}سورة هود.

فبين لهم سيدنا هود عليه السلام أنه لا يطلب على نصيحته لهم أجرًا يأخذه منهم أو رئاسة يتزعم بها عليهم، وأنه لا يطلب الأجر في دعوته لهم إلى الإيمان والإسلام إلا من الله تبارك وتعالى، ثم قال لهم واعظًا ما معناه أتبنون بكل مكان مرتفع بناءً عظيمًا هائلاً تعبثون ببنائه ولا حاجة لكم فيه وأنتم تسكنون الخيام العظيمة، ثم تتخذون القصور رجاء منكم أن تعمروا في هذه الدار أعمارًا طويلة، ثم ذكر لهم أنهم يتجبرون ويظلمون الناس فأمرهم أن يتقوا الله بأن يدخلوا في دينه ويعبدوا الله وحده ويطيعوه، وذكّرهم بما أنعم الله به عليهم وبما أمدهم به من أنعام وبنين وما رزقهم من مياه وافرة وبساتين خضراء يانعة يتنعمون بها، وحذرهم من عذاب الله العظيم يوم القيامة الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم من الكفر والشرك.

ولكن قوم هود أصروا على كفرهم وعنادهم وقالوا له فيما قالوا: أجئتنا لنعبد الله وحده ونترك عبادة الأوثان والأصنام ونخالف ءاباءنا وأسلافنا وما كانوا عليه، وقالوا له على وجه التهكم والعناد والاستكبار إن كنت صادقًا فائتنا بما تعدنا من العذاب فإنا لا نصدقك ولا نؤمن بك وقد أخبرنا الله في القرءان بذلك: {وقالَ الملأ مِن قومهِ الذينَ كفروا وكذبوا بقاءِ الآخرةِ وأتْرَفناهُم في الحياةِ الدُّنيا ما هذا إلا بشرٌ مثلكُم يأكُلُ ممَّا تأكلونَ منهُ ويشربُ ممَّا تشربونَ* ولَئِن أطعمتُم بشرًا مثلكم إنَّكُم إذًا لخاسرونَ* أيَعِدُكُم أنَّكُم إذا مِتُّم وكُنتُم تُرابًا وعِظامًا أنَّكُم مخرجونَ* هيهاتَ هيهاتَ لِما تُوعدونَ* إنْ هيَ إلا حياتُنا الدُّنيا نموتُ ونحيا وما نحنُ بمَبعوثينَ* إنْ هُوَ إلا رجلٌ افترى على اللهِ كَذِبًا وما نحنُ لهُ بمؤمنينَ}سورة المؤمنون، وقال:{قالوا يا هودُ ما جِئتنا ببيِّنَةٍ وما نحنُ بتاركي ءالهتنا عن قولِكَ وما نحنُ لكَ بمؤمنينَ* إن تقولُ إلا اعتراكَ بعضُ ءالهتِنا بسُوءٍ}سورة هود، وقال تعالى: {قالوا سواءٌ علينا أوَعظتَ أمْ لمْ تكُن مِنَ الواعظينَ* إنْ هذا إلا خُلُقُ الأوَّلينَ* وما نحنُ بمعَذَّبينَ}سورة الشعراء، أي أن هذا الدين الذي نحن عليه إن هو إلا دينُ الأولين أي الآباء والأجداد ولن نتحول عنه، فأعلمهم هود عليه السلام أنهم استحقوا الرّجس والغضب من الله لإصرارهم على كفرهم وعبادة الأصنام، ولينتظروا عذاب الله الشديد الواقع عليهم لا محالة.

قال الله تعالى: {قالوا أجئتنا لنعبُدَ اللهَ وحدهُ ونذرَ ما كانَ يعبُدُ ءاباؤنا فاتِنا بما تَعِدُنا إن كُنتَ مِنَ الصادقينَ* قال قد وقعَ عليكُم مِن ربِّكُم رِجسٌ وغضبٌ أتُجادِلونني في أسماءٍ سَمَّيتموها أنتُم وءاباؤكُم ما نَزَّلَ اللهُ بها مِن سُلطانٍ فانتظروا إني معكُم مِنَ المُنتَظرينَ}سورة الأعراف.



إهلاك عاد وإنزال العذاب بهم لتكذيبهم نبي الله هودًا عليه السلام

لما تجبر قوم هود عليه السلام ولم يستجيبوا لدعوة نبيهم هود عليه السلام بل عصوا رسول الله هودًا وكذبوه وجحدوا بآيات الله التي أقامها هود عليه السلام دلالة على صدقه في أنه مرسل من ربه، واتبعوا أمر كل جبار عنيد من ملإ قومهم، وأصروا على عبادة الأصنام، أحلَّ الله تبارك وتعالى بهم نقمته وعذابه في الدنيا بعد أن أنذرهم سيدنا هود عليه السلام بالعذاب القريب الذي ينتظرهم.

قال تعالى: {قالَ ربِّ انصُرني بما كذَّبونِ* قالَ عَمَّا قليلٍ ليُصْبِحُنَّ نادمينَ}سورة المؤمنون.

وقال تعالى إخبارًا عن هود: {فانتظروا إنِّي معكم منَ المنتظرينَ}سورة الأعراف.

فأمسك الله عنهم المطر حتى جهدوا، وكان كلما نزل بهم الجهد ذكَّرهم هود بدعوة الله وأنه لا ينجيهم من البلاء والعذاب إلا الإيمان والاستماع لنصائحه بالقبول، فكان ذلك يزيدهم عتوًا وعنادًا فازداد العذاب عليهم وصاروا في قحط وجفاف شديدين فطلبوا السقيا والمطر وأوفدوا وفدهم إلى مكة يستسقون لهم، فأنشأ الله سحابًا أسود وساقه إلى عاد فخرجت عليها من واد فلما رأوها استبشروا أنه سحاب مطر وسُقيا ورحمة فإذا هو سحاب عذاب ونقمة.

قال تعالى: {فلمَّا رأوهُ عارِضًا مُسْتَقبِلَ أوديتهم قالوا هذا عارضٌ مُمْطِرُنا بل هوَ ما استعجلتُم بهِ ريحٌ فيها عذابٌ أليمٌ* تُدَمِّرُ كُلَّ شيءٍ بأمرِ ربِّها فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم كذلكَ نُجزي القومَ المُجرمينَ}سورة الأحقاف، أي أن الله أرسل عليهم ريحًا شديدة عاتية حملت رحالهم ودوابهم التي في الصحراء وقذفت بها إلى مكان بعيد، فدخل قلوبهم الفزع وهرعوا مسرعين إلى بيوتهم يظنون أنهم ينجون، ولكن هيهات إذ حملتهم هذه الرياح الشديدة وأهلكتهم.

وكان بعد ذلك أن العرب إذا بعثوا وفدًا لهم قالوا: لا تكن كوافد عاد، روى الإمام أحمد في مسنده أن الحارث بن حسان البكري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد" الحديث.

قال الله تعالى في سورة الحاقة: {وأمَّا عادٌ فأُهلِكوا بريحٍ صَرصَرٍ عاتيةٍ* سَخَّرَها عليهم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيَّامٍ حُسُومًا فترى القومَ فيها صرعى كأنَّهُم أعجازُ نخلٍ خاويةٍ* فهل ترى لهُم من باقيةٍ}سورة الحاقة.

لقد أرسل الله على قوم هود ريحًا باردة شديدة الهبوب سخرها الله على القوم الكافرين سبع ليال وثمانية أيام كوامل متتابعات حتى أهلكتهم وصاروا صرعى، وقد شبههم الله بأعجاز النخل التي لا رءوس لها، وذلك لأن هذه الريح كانت تجيء إلى أحدهم فتحلمه فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخه فيبقى جثة هامدة بلا رأس.

قال الله تبارك وتعالى: {وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهمُ الريحَ العقيمَ}سورة الذاريات أي التي لا تنتج خيرًا.

وقال تعالى:{ما تَذَرُ من شيءٍ أتتْ عليهِ إلا جعلَتْهُ كالرِّميمِ}سورة الذاريات، أي كالشيء البالي الفاني الذي لا ينتفع به بالمرة.

وقال تعالى: {إنَّا أرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في يومٍ نَحْسٍ مستمرٍ* تَنزعُ الناسَ كأنَّهُم أعجازُ نخلٍ مُنقَعر* فكيفَ كانَ عذابي ونُذُرِ}سورة القمر.

وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نُصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدَّبُور"، وريح الصبا ( الريح الشرقية ) تساعد في إضعاف الكفار عند القتال، وأما قوم عاد الكفار سلط الله عليهم الدَّبُور (الريح الغربية).

ولقد نجى الله هودًا عليه السلام ومن معه من المؤمنين قال تعالى: {فأنجيناهُ والذينَ معهُ برحمةٍ مِنَّا وقطعنا دابِرَ الذينَ كذبوا بآياتِنا وما كانوا مؤمنين}سورة الأعراف، وقال تعالى: {ولما جاءَ أمرُنا نجَّينا هودًا والذينَ ءامنوا معهُ برحمةٍ مِنَّا ونجيناهُم مِن عذابٍ غليظٍ} سورة هود.

وقد حج بعد ذلك سيدنا هود عليه السلام كما روى ذلك أبو يعلى في مسنده، أما موضع قبره ففيه خلاف، قيل حضرموت في بلاد اليمن، وقيل بالحِجر من مكة، وذكر ءاخرون أنه بدمشق، وبجامعها مكان في حائطه القبلي يزعم بعض الناس أنه قبر هود عليه السلام والله أعلم. وبلاد عاد اليوم رمال قاحلة لا أنيس فيها ولا ديار، فسبحان الملك العزيز الجبار.

زكريا ويحيى -عليهما السلام-

اختار الله- تعالى- "زكريا" – عليه السلام – فأرسله إلى "بنى إسرائيل" لهدايتهم إلى عبادة الله وحده، وإرشادهم إلى طريق الإيمان، بعد أن انتشرت بينهم المعتقدات الفاسدة، وتركوا دين الله  الذي أنزله على "موسى" – عليه السلام –.

وكان ذلك قبل ميلاد نبي الله "عيسى ابن مريم" – عليه السلام – بعدة سنوات، وفى ذلك الوقت كان يعيش رجل صالح من "بنى إسرائيل" عرف بالعلم والتقوى، واشتهر بالخير والصلاح، اسمه "عمران" .

كان لعمران زوجة طيبة صالحة، وعندما شعرت بحملها نذرت أن تهب ما في بطنها لله تعالى، وأن تجعله في خدمة بيت المقدس طوال حياته، يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته المقدس، فلماوضعت حملها  قالت : رب إني وضعتها أنثي وليس الذكر كالأنثي وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، وبعد أن كبرت "مريم" قليلاً، توجهت بها أمها إلى بيت المقدس لتفي بنذرها .

وكان لابد أن يتولى كفالة "مريم" الصغيرة أحد الأحبار من رجال الدين الأتقياء المقيمين بالمسجد؛ ليرعاها ويحسن تربيتها ويقوم على شؤونها . 

وتنافس الأحبار على كفالة "مريم" ابنة العالم الجليل "عمران" ، وكان على رأس المتنافسين نبي الله "زكريا" – عليه السلام – فهو زوج أختها الكبرى، وأحق من غيره برعايتها وتعليمها .

فاتفقوا على إجراء قرعة فيما بينهم لاختيار من يكفل "مريم"، فلما جاءت من نصيب نبي الله "زكريا" – عليه السلام – سعد النبي الكريم بذلك سعادة عظيمة، وخصص لها مكانًا في المسجد لا يدخله أحد سواها، وأحسن تربيتها والعناية بها، فكانت تعبد الله- تعالى- وتسبحه ليلاً ونهارًا، حتى صار يضرب بها المثل في التقوى والصلاح، والإيمان الصادق العميق، وأكرمها الله- تعالى- بالكرامات التي تدل على تشريفه لها، وعلو منزلتها، فكان نبي الله "زكريا" كلما دخل عليها مكان عبادتها، ليتفقد شؤونها  ويطمئن على أحوالها، يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف،
وحينما يسألها عن مصدرها، كانت تجيبه في إيمان وتواضع بأنه رزق من عند الله .

وكان "زكريا" – عليه السلام  يتمنى أن يرزقه الله ولدًا صالحًا من صلبه، ولكنه كان شيخًا كبيرًا، وكانت زوجته عجوزًا و عاقرًا لا تلد .
كان "زكريا" – عليه السلام – يتمنى أن يكون له ولد صالح يرثه، ويرث ميراث آبائه وأجداده من العلم والفضل والنبوة .

وبينما كان "زكريا" يصلى في محراب المسجد، جاءته البشرى من الملائكة بأن الله تعالى استجاب لدعائه، وسوف يهبه ولدًا سماه الله "يحيى"، وهو اسم لم يسمَّ به أحد قبله، كما بشرته الملائكة بأنه سيكون سيدًا كريمًا عظيمًا في قومه، ونبيًّا صالحًا يوحي إليه من رب العالمين .

تعجب "زكريا" وأخذته الدهشة من تلك البشرى، وراح يتساءل في نفسه وهو مأخوذ بالمفاجأة، كيف يمكن لشيخ كبير مثله أن ينجب ؟ !

أو كيف تلد زوجته العاقر في مثل هذه السن ؟! ولكنها مشيئة الله- تعالى- وقدرته، ولا راد لمشيئته، ولا معجز لقدرته !!

وكانت لهفة "زكريا" – عليه السلام – كبيرة في تحقيق تلك البشرى العظيمة، فسأل الله تعالى أن يجعل له آية تدله على موعد تحقيق البشرى ليطمئن قلبه، فاستجاب الله تعالى له، وأوحى إليه أنه سيأتي عليه ثلاثة أيام لا يستطيع أن يكلم الناس فيها؛ فإذا حدث ذلك عرف أن معجزة الله قد تحققت، وأن زوجته قد حملت بمولودها "يحيى" ، وأمره الله أن يكثر من العبادة والدعاء، وشكر الله على نعمته .

ومرت الأيام و"زكريا" – عليه السلام – على عهده من الذكر والعبادة لله، وفى أحد الأيام، بينما "زكريا" يصلى في محرابه، أحس أن لسانه غير قادر على الكلام، فخرج على قومه مسرورًا، وراح يشير إليهم محاولاً إخبارهم بتحقق البشارة، وحدوث المعجزة .

وسرعان ما وضعت زوجة نبي الله "زكريا" مولودها "يحيى"، الذي جاء ميلاده معجزة، وكانت طفولته مختلفة عن غيره من الأطفال .

فقد ظهرت دلائل النبوغ والحكمة على "يحيى" منذ صغره، فنشأ محبًّا للعلم والعلماء، وأقبل بشغف على تعلم "التوراة" – كتاب الله الذي أنزله على "موسى" – عليه السلام – حتى حفظها وفهم أحكامها وشرائعها، وهو لا يزال صبيًّا صغيرًا .
واشتهر "يحيى" بالتقوى والإخلاص، وعرف بالصدق والأمانة، وكان بارًّا بوالديه، لطيفًا بهما، طائعًا لهما، محسنًا إليهما، كما كان متواضعًا للناس، لا يأخذه الكبر، ولا يعرف الغرور طريقه إلى قلبه .

وكان "يحيى" – عليه السلام – يدعو "بني إسرائيل" إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والتمسك بدينه وشريعته التي أنزلها على "موسى" عليه السلام .

ولكن "بني إسرائيل" – كعهدهم دائمًا مع كل الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم- كذبوه، وأنكروا عليه ما يأمرهم به، وتعرضوا بالأذى للمؤمنين به، وراحوا يتآمرون عليه، ويكيدون له؛ ليصرفوا الناس عنه وعن دعوته، ولم يتورعوا عن إيذائه، والتحريض على قتله والتخلص منه ومن دعوته .

وفى إحدى الليالي اجتمع رؤوس  الكفر، وتآمروا على قتله، وخططوا لتنفيذ جريمتهم ضد النبي الكريم .

وانطلق الكفار يبحثون عن النبي والشر يملأ قلوبهم، والحقد يقطر من نظراتهم، حتى وجدوه، وامتدت إليه أيديهم الآثمة، فقتلوه كما قتلوا الأنبياء والرسل من قبله؛ ليضيفوا إلى سجل جرائمهم جريمة أخرى، تظل على مدى الزمان وصمة عار في تاريخهم المليء بالدماء .. ، وتظل الأجيال تتناقلها 

اعاجم لكن مسلمون بالفطرة إحسان إلهي ظهير

خالد بن سليمان الجبرين


إحسان إلهي عالم باكستاني من أولئك الذين حملوا لواء الحرب على أصحاب الفرق الضالة، وبينوا بالتحقيق والبحث الأصيل مدى ماهم فيه من انحراف عن سبيل الله وحياد عن سنة نبيه ، وإن ادعوا الإسلام وملأوا مابين الخافقين نفاقاً وتقية.
ولد في "سيالكوت" عام (1363ه) ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن كاملاً وأسرته تعرف بالانتماء إلى أهل الحديث.. وقد أكمل دراسته الابتدائية في المدارس العادية وفي الوقت نفسه كان يختلف إلى العلماء في المساجد وينهل من معين العلوم الدينية والشرعية.

الجامعة والنبوغ الجامعي:
لقد حصل الشيخ على الليسانس في الشريعة من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان ترتيبه الأول على طلبة الجامعة وكان ذلك عام (1961م).
وبعد ذلك رجع إلى الباكستان وانتظم في جامعة البنجاب، كلية الحقوق والعلوم السياسية، وفي ذلك الوقت عين خطيباً في أكبر مساجد أهل الحديث بلاهور. ثم حصل على الليسانس أيضاً.
وظل يدرس حتى حصل على ست شهادات ماجستير في الشريعة، واللغة العربية، والفارسية، والأردية، والسياسة. وكل ذلك من جامعة البنجاب وكذلك حصل على شهادة الحقوق من كراتشي.

المناصب والوظائف والدعوة:
كان رحمه الله رئيساً لمجمع البحوث الإسلامية.
بالإضافة إلى رئاسة تحرير مجلة "ترجمان الحديث" التابعة لجمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، كذلك كان مدير التحرير بمجلة أهل الحديث الأسبوعية.
وكان رحمه الله عظيم الشأن في أموره كلها.. رجع يوم رجع إلى بلاده ممتلئاً حماساً للدعوة الإسلامية.
وقد عرض عليه العمل في المملكة العربية السعودية فأبى آخذاً بقوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122) {التوبة: 122}.
يقول عنه الدكتور محمد لقمان السلفي في مجلة الدعوة(1):
"لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بل باع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة عندما جمعتني به رحمه الله مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفته طالباً ذكياً يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديث النبوية عن ظهر قلب كان يخرج من الفصل.. ويتبع مفتي الديار الشامية الشيخ ناصر الدين الألباني(2)ويجلس أمامه في فناء الجامعة على الحصى يسأله في الحديث ومصطلحه ورجاله ويتناقش معه، والشيخ رحب الصدر يسمع منه، ويجيب على أسئلته وكأنه لمح في عينيه ما سيكون عليه هذا الشاب النبيه من الشأن العظيم في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بالقلم واللسان".
وكان الشيخ رحمه الله يتصل بالدعاة والعلماء في أيام الحج في شتى بقاع الأرض.. يتداول معهم الموضوعات الإسلامية والمشاكل التي يواجهها المسلمون.

دعاة الضلالة والحقد المستعر:
لكل مجاهد مخلص.. خصوم وأعداء، ولكل حق ضده من الباطل وبما أن الشيخ كان سلفي العقيدة من المنتمين لأهل الحديث فقد جعله هذا في حرب فكرية دائمة مع الطوائف الضالة كالرافضة والإسماعيلية والقاديانية.
لقد كان يرفضها.. ويرد على ضلالاتها.. ويجابهها في كل مكان وكل منتدى شأنه شأن كل مؤمن حقيقي الإيمان يعتقد في قرارة نفسه أن الكتاب والسنة هما الطريق الأوحد ولا طريق سواه لكل من أراد أن يكون من المنتمين لدين الإسلام. ويعتقد كذلك أن أدياناً تبنى على الكذب وتتستر خلف الترهات والأباطيل لجديرة بألا تصمد أمام النقاش وأن تتضعضع أمام سواطع الحق ونور الحقيقة.
ولهذا الأمر طفق يلقي المحاضرات، ويعقد المناقشات والمناظرات مع أصحاب الملل الضالة، ويصنف الكتب المعتمدة على مبدأ الموضوعية في النقل والمناقشة والتحقيق. وكثيراً ما كان يرد على المبطلين بأقوالهم.. ويسعى إلى كشف مقاصدهم والإبانة عن انحرافهم وضلالهم وفي كل ذلك كان يخرج من المعركة منتصراً يعضده الحق، وينصره الله تعالى.
ولما أحس به أهل الانحراف، وشعروا بأنه يخنق أنفاسهم، ويدحض كيدهم عمدوا إلى طريقة تنبئ عن جبن خالع.. عمدوا إلى التصفية الجسدية بطريقة ماكرة!

وفاته واستشهاده:
في لاهور بجمعية أهل الحديث وبمناسبة عقد ندوة العلماء كان الشيخ يلقي محاضرة مع عدد من الدعاة والعلماء، وكان أمامه مزهرية ظاهرها الرحمة والبراءة، وداخلها قنبلة موقوتة.. انفجرت لتصيب إحسان إلهي ظهير بجروح بالغة، وتقتل سبعة من العلماء في الحال وتلحق بهم بعد مدة اثنان آخران.
كان ذلك في 23-7-1407هـ ، ليلاً.
وبقي الشيخ إحسان أربعة أيام في باكستان، ثم نقل إلى الرياض بالمملكة العربية السعودية على طائرة خاصة بأمر من الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله واقتراح من العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
وأدخل المستشفى العسكري، لكن روحه فاضت إلى بارئها في الأول من شعبان عام (1407ه)، فنقل بالطائرة إلى المدينة المنورة ودفن بمقبرة البقيع بالقرب من صحابة رسول الله(3).

آثاره:
بالإضافة إلى محاضراته في الباكستان، والكويت، والعراق، والمملكة العربية السعودية والمراكز الإسلامية في مختلف ولايات أمريكا.
فقد كتب العديد من الكتب والمؤلفات التي سعى إلى جمع مصادرها من أماكن متفرقة كأسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيران، ومصر.. وإليك قائمة بأسماء تلك الكتب(4):
1 الشيعة والسنة (1393ه).
2 الشيعة وأهل البيت (1403ه) وهي الطبعة الثالثة.
3 الشيعة والتشيع فرق وتاريخ.
4 الإسماعيلية تاريخ وعقائد (1405ه).
5 البابية عرض ونقد.
6 القاديانية (1376ه).
7 البريلوية عقائد وتاريخ (1403ه)
8 البهائية نقد وتحليل (1975م).
9 الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبدالواحد وافي (1404ه).
10 التصوف، المنشأ والمصادر الجزء الأول (1406ه).
11 دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني .
12 الشيعة والقرآن (1403ه).
13 الباطنية بفرقها المشهورة.
14 فرق شبه القارة الهندية ومعتقداتها.
15 النصرانية.
16 القاديانية باللغة الإنجليزية.
17 الشيعة والسنة بالفارسية.
18 كتاب الوسيلة بالإنجليزية والأوردية.
19 كتاب التوحيد.
20 الكفر والإسلام بالأوردية.
21 الشيعة والسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلندية.

زياد علي

زياد علي محمد