اختار الله- تعالى- "زكريا" – عليه السلام – فأرسله إلى "بنى إسرائيل" لهدايتهم إلى عبادة الله وحده، وإرشادهم إلى طريق الإيمان، بعد أن انتشرت بينهم المعتقدات الفاسدة، وتركوا دين الله الذي أنزله على "موسى" – عليه السلام –.
وكان ذلك قبل ميلاد نبي الله "عيسى ابن مريم" – عليه السلام – بعدة سنوات، وفى ذلك الوقت كان يعيش رجل صالح من "بنى إسرائيل" عرف بالعلم والتقوى، واشتهر بالخير والصلاح، اسمه "عمران" .
كان لعمران زوجة طيبة صالحة، وعندما شعرت بحملها نذرت أن تهب ما في بطنها لله تعالى، وأن تجعله في خدمة بيت المقدس طوال حياته، يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته المقدس، فلماوضعت حملها قالت : رب إني وضعتها أنثي وليس الذكر كالأنثي وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، وبعد أن كبرت "مريم" قليلاً، توجهت بها أمها إلى بيت المقدس لتفي بنذرها .
وكان لابد أن يتولى كفالة "مريم" الصغيرة أحد الأحبار من رجال الدين الأتقياء المقيمين بالمسجد؛ ليرعاها ويحسن تربيتها ويقوم على شؤونها .
وتنافس الأحبار على كفالة "مريم" ابنة العالم الجليل "عمران" ، وكان على رأس المتنافسين نبي الله "زكريا" – عليه السلام – فهو زوج أختها الكبرى، وأحق من غيره برعايتها وتعليمها .
فاتفقوا على إجراء قرعة فيما بينهم لاختيار من يكفل "مريم"، فلما جاءت من نصيب نبي الله "زكريا" – عليه السلام – سعد النبي الكريم بذلك سعادة عظيمة، وخصص لها مكانًا في المسجد لا يدخله أحد سواها، وأحسن تربيتها والعناية بها، فكانت تعبد الله- تعالى- وتسبحه ليلاً ونهارًا، حتى صار يضرب بها المثل في التقوى والصلاح، والإيمان الصادق العميق، وأكرمها الله- تعالى- بالكرامات التي تدل على تشريفه لها، وعلو منزلتها، فكان نبي الله "زكريا" كلما دخل عليها مكان عبادتها، ليتفقد شؤونها ويطمئن على أحوالها، يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف،
وحينما يسألها عن مصدرها، كانت تجيبه في إيمان وتواضع بأنه رزق من عند الله .
وكان "زكريا" – عليه السلام يتمنى أن يرزقه الله ولدًا صالحًا من صلبه، ولكنه كان شيخًا كبيرًا، وكانت زوجته عجوزًا و عاقرًا لا تلد .
كان "زكريا" – عليه السلام – يتمنى أن يكون له ولد صالح يرثه، ويرث ميراث آبائه وأجداده من العلم والفضل والنبوة .
وبينما كان "زكريا" يصلى في محراب المسجد، جاءته البشرى من الملائكة بأن الله تعالى استجاب لدعائه، وسوف يهبه ولدًا سماه الله "يحيى"، وهو اسم لم يسمَّ به أحد قبله، كما بشرته الملائكة بأنه سيكون سيدًا كريمًا عظيمًا في قومه، ونبيًّا صالحًا يوحي إليه من رب العالمين .
تعجب "زكريا" وأخذته الدهشة من تلك البشرى، وراح يتساءل في نفسه وهو مأخوذ بالمفاجأة، كيف يمكن لشيخ كبير مثله أن ينجب ؟ !
أو كيف تلد زوجته العاقر في مثل هذه السن ؟! ولكنها مشيئة الله- تعالى- وقدرته، ولا راد لمشيئته، ولا معجز لقدرته !!
وكانت لهفة "زكريا" – عليه السلام – كبيرة في تحقيق تلك البشرى العظيمة، فسأل الله تعالى أن يجعل له آية تدله على موعد تحقيق البشرى ليطمئن قلبه، فاستجاب الله تعالى له، وأوحى إليه أنه سيأتي عليه ثلاثة أيام لا يستطيع أن يكلم الناس فيها؛ فإذا حدث ذلك عرف أن معجزة الله قد تحققت، وأن زوجته قد حملت بمولودها "يحيى" ، وأمره الله أن يكثر من العبادة والدعاء، وشكر الله على نعمته .
ومرت الأيام و"زكريا" – عليه السلام – على عهده من الذكر والعبادة لله، وفى أحد الأيام، بينما "زكريا" يصلى في محرابه، أحس أن لسانه غير قادر على الكلام، فخرج على قومه مسرورًا، وراح يشير إليهم محاولاً إخبارهم بتحقق البشارة، وحدوث المعجزة .
وسرعان ما وضعت زوجة نبي الله "زكريا" مولودها "يحيى"، الذي جاء ميلاده معجزة، وكانت طفولته مختلفة عن غيره من الأطفال .
فقد ظهرت دلائل النبوغ والحكمة على "يحيى" منذ صغره، فنشأ محبًّا للعلم والعلماء، وأقبل بشغف على تعلم "التوراة" – كتاب الله الذي أنزله على "موسى" – عليه السلام – حتى حفظها وفهم أحكامها وشرائعها، وهو لا يزال صبيًّا صغيرًا .
واشتهر "يحيى" بالتقوى والإخلاص، وعرف بالصدق والأمانة، وكان بارًّا بوالديه، لطيفًا بهما، طائعًا لهما، محسنًا إليهما، كما كان متواضعًا للناس، لا يأخذه الكبر، ولا يعرف الغرور طريقه إلى قلبه .
وكان "يحيى" – عليه السلام – يدعو "بني إسرائيل" إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والتمسك بدينه وشريعته التي أنزلها على "موسى" عليه السلام .
ولكن "بني إسرائيل" – كعهدهم دائمًا مع كل الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم- كذبوه، وأنكروا عليه ما يأمرهم به، وتعرضوا بالأذى للمؤمنين به، وراحوا يتآمرون عليه، ويكيدون له؛ ليصرفوا الناس عنه وعن دعوته، ولم يتورعوا عن إيذائه، والتحريض على قتله والتخلص منه ومن دعوته .
وفى إحدى الليالي اجتمع رؤوس الكفر، وتآمروا على قتله، وخططوا لتنفيذ جريمتهم ضد النبي الكريم .
وانطلق الكفار يبحثون عن النبي والشر يملأ قلوبهم، والحقد يقطر من نظراتهم، حتى وجدوه، وامتدت إليه أيديهم الآثمة، فقتلوه كما قتلوا الأنبياء والرسل من قبله؛ ليضيفوا إلى سجل جرائمهم جريمة أخرى، تظل على مدى الزمان وصمة عار في تاريخهم المليء بالدماء .. ، وتظل الأجيال تتناقلها
وكان ذلك قبل ميلاد نبي الله "عيسى ابن مريم" – عليه السلام – بعدة سنوات، وفى ذلك الوقت كان يعيش رجل صالح من "بنى إسرائيل" عرف بالعلم والتقوى، واشتهر بالخير والصلاح، اسمه "عمران" .
كان لعمران زوجة طيبة صالحة، وعندما شعرت بحملها نذرت أن تهب ما في بطنها لله تعالى، وأن تجعله في خدمة بيت المقدس طوال حياته، يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته المقدس، فلماوضعت حملها قالت : رب إني وضعتها أنثي وليس الذكر كالأنثي وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، وبعد أن كبرت "مريم" قليلاً، توجهت بها أمها إلى بيت المقدس لتفي بنذرها .
وكان لابد أن يتولى كفالة "مريم" الصغيرة أحد الأحبار من رجال الدين الأتقياء المقيمين بالمسجد؛ ليرعاها ويحسن تربيتها ويقوم على شؤونها .
وتنافس الأحبار على كفالة "مريم" ابنة العالم الجليل "عمران" ، وكان على رأس المتنافسين نبي الله "زكريا" – عليه السلام – فهو زوج أختها الكبرى، وأحق من غيره برعايتها وتعليمها .
فاتفقوا على إجراء قرعة فيما بينهم لاختيار من يكفل "مريم"، فلما جاءت من نصيب نبي الله "زكريا" – عليه السلام – سعد النبي الكريم بذلك سعادة عظيمة، وخصص لها مكانًا في المسجد لا يدخله أحد سواها، وأحسن تربيتها والعناية بها، فكانت تعبد الله- تعالى- وتسبحه ليلاً ونهارًا، حتى صار يضرب بها المثل في التقوى والصلاح، والإيمان الصادق العميق، وأكرمها الله- تعالى- بالكرامات التي تدل على تشريفه لها، وعلو منزلتها، فكان نبي الله "زكريا" كلما دخل عليها مكان عبادتها، ليتفقد شؤونها ويطمئن على أحوالها، يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف،
وحينما يسألها عن مصدرها، كانت تجيبه في إيمان وتواضع بأنه رزق من عند الله .
وكان "زكريا" – عليه السلام يتمنى أن يرزقه الله ولدًا صالحًا من صلبه، ولكنه كان شيخًا كبيرًا، وكانت زوجته عجوزًا و عاقرًا لا تلد .
كان "زكريا" – عليه السلام – يتمنى أن يكون له ولد صالح يرثه، ويرث ميراث آبائه وأجداده من العلم والفضل والنبوة .
وبينما كان "زكريا" يصلى في محراب المسجد، جاءته البشرى من الملائكة بأن الله تعالى استجاب لدعائه، وسوف يهبه ولدًا سماه الله "يحيى"، وهو اسم لم يسمَّ به أحد قبله، كما بشرته الملائكة بأنه سيكون سيدًا كريمًا عظيمًا في قومه، ونبيًّا صالحًا يوحي إليه من رب العالمين .
تعجب "زكريا" وأخذته الدهشة من تلك البشرى، وراح يتساءل في نفسه وهو مأخوذ بالمفاجأة، كيف يمكن لشيخ كبير مثله أن ينجب ؟ !
أو كيف تلد زوجته العاقر في مثل هذه السن ؟! ولكنها مشيئة الله- تعالى- وقدرته، ولا راد لمشيئته، ولا معجز لقدرته !!
وكانت لهفة "زكريا" – عليه السلام – كبيرة في تحقيق تلك البشرى العظيمة، فسأل الله تعالى أن يجعل له آية تدله على موعد تحقيق البشرى ليطمئن قلبه، فاستجاب الله تعالى له، وأوحى إليه أنه سيأتي عليه ثلاثة أيام لا يستطيع أن يكلم الناس فيها؛ فإذا حدث ذلك عرف أن معجزة الله قد تحققت، وأن زوجته قد حملت بمولودها "يحيى" ، وأمره الله أن يكثر من العبادة والدعاء، وشكر الله على نعمته .
ومرت الأيام و"زكريا" – عليه السلام – على عهده من الذكر والعبادة لله، وفى أحد الأيام، بينما "زكريا" يصلى في محرابه، أحس أن لسانه غير قادر على الكلام، فخرج على قومه مسرورًا، وراح يشير إليهم محاولاً إخبارهم بتحقق البشارة، وحدوث المعجزة .
وسرعان ما وضعت زوجة نبي الله "زكريا" مولودها "يحيى"، الذي جاء ميلاده معجزة، وكانت طفولته مختلفة عن غيره من الأطفال .
فقد ظهرت دلائل النبوغ والحكمة على "يحيى" منذ صغره، فنشأ محبًّا للعلم والعلماء، وأقبل بشغف على تعلم "التوراة" – كتاب الله الذي أنزله على "موسى" – عليه السلام – حتى حفظها وفهم أحكامها وشرائعها، وهو لا يزال صبيًّا صغيرًا .
واشتهر "يحيى" بالتقوى والإخلاص، وعرف بالصدق والأمانة، وكان بارًّا بوالديه، لطيفًا بهما، طائعًا لهما، محسنًا إليهما، كما كان متواضعًا للناس، لا يأخذه الكبر، ولا يعرف الغرور طريقه إلى قلبه .
وكان "يحيى" – عليه السلام – يدعو "بني إسرائيل" إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والتمسك بدينه وشريعته التي أنزلها على "موسى" عليه السلام .
ولكن "بني إسرائيل" – كعهدهم دائمًا مع كل الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم- كذبوه، وأنكروا عليه ما يأمرهم به، وتعرضوا بالأذى للمؤمنين به، وراحوا يتآمرون عليه، ويكيدون له؛ ليصرفوا الناس عنه وعن دعوته، ولم يتورعوا عن إيذائه، والتحريض على قتله والتخلص منه ومن دعوته .
وفى إحدى الليالي اجتمع رؤوس الكفر، وتآمروا على قتله، وخططوا لتنفيذ جريمتهم ضد النبي الكريم .
وانطلق الكفار يبحثون عن النبي والشر يملأ قلوبهم، والحقد يقطر من نظراتهم، حتى وجدوه، وامتدت إليه أيديهم الآثمة، فقتلوه كما قتلوا الأنبياء والرسل من قبله؛ ليضيفوا إلى سجل جرائمهم جريمة أخرى، تظل على مدى الزمان وصمة عار في تاريخهم المليء بالدماء .. ، وتظل الأجيال تتناقلها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق