بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
رحل فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السميط أبزر أعلام التجديد في مسيرة العمل الخيري المعاصر وأهم رجالاته بعد أن ترك إرثًا كبيرًا وحقق إنجازاتٍ تعجزُ الدول عن تحقيقها. لم يختطفه بريق الحياة بل كان همه الأكبر أن يعيش للعمل التطوعي فكان صاحب همة عالية وعزيمة صادقة، ونذر نفسه وبذل الغالي والنفيس في سبيل هدفه الذي آمن به، وسخر جهده وطاقته لتحقيقه فاستحق بجدارة لقب داعية القرن والرجل الأمة.
نشأته:
نشأ فضيلة الشيخ السميط نشأة متدينا منذ أن كان عمره 6 سنوات، وكان حريصًا على الصلواتِ الخمس، خاصة صلاة الفجر، وكان أهل الحي يطلقون عليه (المطوع)، وعرف عنه ولعه بالقراءة منذ صغره، كما أن اشتراكه في الكشافة لمدة 7 سنوات ترك في حياته بصمات واضحة من حيث التكوين الإسلامي وتحمل المشاق والصبر على شظف الحياة. تعلم الشيخ السميط إلى المرحة الثانوية في بلده الكويت، وأكمل تعليمه في الخارج حيث حصل على شهادة الطب في الجراحة من جامعة بغداد، كما حصل على دبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، وبعدها سافر إلى كندا ليتخصص في مجال الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية. وقد عمل السميط في مهنته الطب في كل من كندا وبريطانيا بين أعوام 1974 وحتى أعوام 1980وذلك قبل أن يعود إلى بلده الكويت أخصائيا في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الصباح في الفترة من 1980- 1983، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان.
حياته الدعوية:
وبدأ السميط رحلته الدعوية من الصفر، وكانت أمنيته أن يعمل بإفريقيا منذ أن كان بالثانوية، وتحقق له هذا الحلم حين قُدّر له أن يسافر إلى إفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فرأى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والمرض، ويعيشون على مساعدات البعثات التبشيرية. استمر هو وزوجته في جمهورية ملاوي ثم رحلا إلى أربعين دولة في إفريقيا، وبنيا فيها المساجد والمراكز ودور الأيتام والمستوصفات. ثم قرر أن يهاجر إلى مدغشقر هو وزوجته أم صهيب بشكل نهائي للتفرغ لدعوة قبائل الأنتيمور ومتابعة أنشطة الجمعية التي يترأسها وهي جمعية (العون المباشر في إفريقيا).
تفرغ السميط للدعوة في إفريقيا وقرر العيش وسط قبيلة الأنتيمور، وهي قبائل عربية من الحجاز هاجرت قبل 800 سنة إلى جنوب شرق مدغشقر، وقد نسيهم الدعاة، فنسوا دينهم وعبدوا الأحجار والأشجار. فقرر السميط أن يعيش بينهم في منطقة نائية في مدغشقر ينعدم فيها كثير من الخدمات. استقر السميط بينهم وبنى بيتا له لكي يخدم الدعوة في هذه الأصقاع. وعمل أمور كثيرة في خدمة هذه القبيلة من بناء مساجد وكفالة أيتام ودعوة وتعليم وصحة وحفر آبار، وإنشاء مقابر إسلامية للمسلمين وكان ذلك تحت عنوان مشروعه الدعوي المسمى بأسلمة قبائل الأنتمور.
وعلى مدى 29 عاما أسلم على يديه وعبر جهوده وجهود فريق العمل الطموح الذي يرافقه أكثر من عشرة ملايين شخص في قارة أفريقيا فقط، وأصبحت جمعية العون المباشر أكبر منظمة عالمية في أفريقيا كلها. أنشأت أكثر من 860 منشأة تعليمية يدرس بها نصف مليون طالب إضافة إلى أربع جامعات وعددا كبيرا من الإذاعات والمطبوعات وقامت بحفر وتأسيس أكثر من (8600) بئر. كما أسس الشيخ السميط 240 مركزا إسلاميا لا تقل تكلفة الواحد منه عن مليون ريال، وكفل أكثر من 9 آلاف يتيم ووزع 7 ملايين مصحف باللغات المختلفة وقام بإعداد وتدريب أكثر من (4000) داعية ومعلم.
تعرض السميط في إفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق، وكينيا، وملاوي غير مرة لكن الله نجاه، إضافة إلى لسع البعوض في تلك القرى وشح الماء وانقطاع الكهرباء. وتعرض في حياته لمحن السجون، وكان أقساها أسره على يد البعثيين حيث سجن مرتين، الأولى في بغداد عام 1970 وكاد يعدم، والثانية عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية في أثنـاء غـزو العراق للكويت.
وكان الشيخ السميط كأحد أوائل الأطباء الكويتين، أن يعيش حياة رغدة يمتلك فيها الملايين كما هو الحال مع زملائه وطلبته، لكنه يقول: "كان بمقدوري أن أعيش مثل هؤلاء؛ لكنني والله أعطف عليهم إذ يظنون أن السعادة فيما تحمله من مال..."، ويضيف: "السعادة ليست كم هو حسابك في هذا البنك أو ذاك، لكن السعادة كم هو رصيدك عند رب العزة والجلال ".
كان من أبزر سمات الشيخ السميط رحمه الله البساطة، في ملبسه ومأكله ومسكنه ومركبه. وكان كثير الصمت كثير العمل، يتجنب الإغراق في التنظير والتخطيط والمثاليات وكان يؤمن أن ثقة الناس تعرف طريقها للعاملين لا للمتحدثين. ولم يكن الشيخ السميط يجلس في المكاتب، وكان يتابع العمل، وكان من القلائل في العالم الإسلامي الذين جمعوا بين الإدارة العليا للمنظمة والعمل الميداني وقل أن تجد له نظيرا. وكان دائما ما يحث على أن يكون لكل مسلم رسالة يعمل من أجلها وكان يقول: "والله إن كل واحد منا قادر على أن يغير الدنيا كما غيرها سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، والفرق بيننا وبينه عليه الصلاة والسلام أنه مبعوث بالوحي من السماء، وفيما عدا ذلك، فالقضية قضية إيمان، فكلما قوي إيمانك كنت أقدر على العطاء والتغيير".
وكان يستنهض الهمم ويشحذ العزائم ويسعى إلى أهل الخير والمحسنين والصالحين من التجار ليجمع المال منهم لينفقه للدعوة في إفريقيا، وإطعام الجائع، وعلاج المريض، وحفر الآبار، وبناء المساجد. ذكر أنه تحدث بعد صلاة الجمعة في مسجد بالكويت وعرض حال مجاعة بأثيوبيا وطلب مليون دينارا لدعمهم وحلف بالله لا يخرج من المسجد حتى يجمعها ولو بقي شهرا، وما صلى المغرب في اليوم نفسه حتى اكتمل المبلغ. ولم يكن الشيخ عبد الرحمن ليترك محفلا أو ديوانية في الكويت إلا تردد عليه ليحدث بالجهود التي قام بها والتي ينوي القيام بها، ويستحث الحاضرين للإسهام معه، بالسفر والجهد أو التبرع، وكان بفضل الله عز وجل وصدقه وإخلاصه يجد التجاوب الكبير.
وكان شديد الحرص على أموال المتبرعين أن تذهب إلى مكانها، حتى قيل أنه كان إذا انتهى الشهر واستلم الراتب الجديد أعاد ما تبقى من الراتب القديم لللجنة.
زوجته أم صهيب:
لقد رزق الله تعالى الشيخ السميط زوجة صالحة ليست كباقي النساء أعانته على الخير، فوقفت بجانبه صابرة محتسبة تشد من أزره فكانت أروع الأمثلة للزوجة الشريكة المؤمنة بمشروع شريكها فعاشت معه في الأدغال الأفريقية طيلة هذه السنين الطويلة تاركة خلفها حياة الرفاهية في الكويت. وكان الشيخ عبد الرحمن السميط يعتبرها سرا من أسرار نجاحه وقال عنها: "لم تكن تملك سوى ثوبين عندما كنا في كندا رغم قدرتنا على الشراء ومع ذلك ترفض، ولما ورثت مبلغا من المال دفعته للدعوة ولم تُبقِ منه شيئا لها، وكانت إذا ارتفع رصيدنا في البنك قليلا قالت: والله ما أنام في البيت والبنك فيه مال فائض عن الحاجة أخاف من العقاب فكنت أخرجه إرضاء لها".
ويضيف السميط: "لا أتذكر أنها طلبت السفر سياحة في الخارج أو نزهة وكانت متعتها الذهاب لأفريقيا للدعوة، وكانت تستمتع برعاية الأيتام وتتابعهم وهي من اقترح علي إنشاء مقبرة للمسلمين الأنتيمور وقالت لعلنا ندفن فيها.. وفي ذات ليلة من ليالي إفريقيا قالت: هل سنجد في الجنة طعم هذه السعادة كما نجده هنا".
وإلى جانب الإرث العريض الذي تركه الشيخ السميط رحمه الله وبصمته البارزة في قارة إفريقيا، فقد كان للشيخ السميط عددا من المؤلفات في مجاله الذي برع فيه وهو مجال العمل الخيري ومنها كتاب لبيك أفريقيا)، وكتاب (دمعة أفريقيا) مع آخرين، وكتاب (رحلة خير في أفريقيا)، وكتاب (قبائل الأنتيمور في مدغشقر)، و(ملامح من التنصير)، و(إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية)، و(السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات)، وكتب عن قبائل البوران وقبائل الدينكا، ودليل إدارة مراكز الإغاثة، إضافة إلى العديد من البحوث والدراسات الأخرى والعشرات من الندوات والمحاضرات في هذا المجال.
وشغل السميط منصب الأمين العام للجنة مسلمي أفريقيا ورئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر، ورئيس تحرير مجلة الكوثر إلى جانب رئاسته أو عضويته في العديد من الجهات الخيرية والأكاديمية، كما حاز الكثير من الجوائز وشهادات التقدير نظير إنجازاته كان من أبرزها: جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وقيمتها مليون ريال والتي تصدق بها كلها لخدمة الدعوة الإسلامية.
محمد لافي
السلام عليكم ورحمة الله
رحل فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السميط أبزر أعلام التجديد في مسيرة العمل الخيري المعاصر وأهم رجالاته بعد أن ترك إرثًا كبيرًا وحقق إنجازاتٍ تعجزُ الدول عن تحقيقها. لم يختطفه بريق الحياة بل كان همه الأكبر أن يعيش للعمل التطوعي فكان صاحب همة عالية وعزيمة صادقة، ونذر نفسه وبذل الغالي والنفيس في سبيل هدفه الذي آمن به، وسخر جهده وطاقته لتحقيقه فاستحق بجدارة لقب داعية القرن والرجل الأمة.
نشأته:
نشأ فضيلة الشيخ السميط نشأة متدينا منذ أن كان عمره 6 سنوات، وكان حريصًا على الصلواتِ الخمس، خاصة صلاة الفجر، وكان أهل الحي يطلقون عليه (المطوع)، وعرف عنه ولعه بالقراءة منذ صغره، كما أن اشتراكه في الكشافة لمدة 7 سنوات ترك في حياته بصمات واضحة من حيث التكوين الإسلامي وتحمل المشاق والصبر على شظف الحياة. تعلم الشيخ السميط إلى المرحة الثانوية في بلده الكويت، وأكمل تعليمه في الخارج حيث حصل على شهادة الطب في الجراحة من جامعة بغداد، كما حصل على دبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، وبعدها سافر إلى كندا ليتخصص في مجال الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية. وقد عمل السميط في مهنته الطب في كل من كندا وبريطانيا بين أعوام 1974 وحتى أعوام 1980وذلك قبل أن يعود إلى بلده الكويت أخصائيا في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الصباح في الفترة من 1980- 1983، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان.
حياته الدعوية:
وبدأ السميط رحلته الدعوية من الصفر، وكانت أمنيته أن يعمل بإفريقيا منذ أن كان بالثانوية، وتحقق له هذا الحلم حين قُدّر له أن يسافر إلى إفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فرأى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والمرض، ويعيشون على مساعدات البعثات التبشيرية. استمر هو وزوجته في جمهورية ملاوي ثم رحلا إلى أربعين دولة في إفريقيا، وبنيا فيها المساجد والمراكز ودور الأيتام والمستوصفات. ثم قرر أن يهاجر إلى مدغشقر هو وزوجته أم صهيب بشكل نهائي للتفرغ لدعوة قبائل الأنتيمور ومتابعة أنشطة الجمعية التي يترأسها وهي جمعية (العون المباشر في إفريقيا).
تفرغ السميط للدعوة في إفريقيا وقرر العيش وسط قبيلة الأنتيمور، وهي قبائل عربية من الحجاز هاجرت قبل 800 سنة إلى جنوب شرق مدغشقر، وقد نسيهم الدعاة، فنسوا دينهم وعبدوا الأحجار والأشجار. فقرر السميط أن يعيش بينهم في منطقة نائية في مدغشقر ينعدم فيها كثير من الخدمات. استقر السميط بينهم وبنى بيتا له لكي يخدم الدعوة في هذه الأصقاع. وعمل أمور كثيرة في خدمة هذه القبيلة من بناء مساجد وكفالة أيتام ودعوة وتعليم وصحة وحفر آبار، وإنشاء مقابر إسلامية للمسلمين وكان ذلك تحت عنوان مشروعه الدعوي المسمى بأسلمة قبائل الأنتمور.
وعلى مدى 29 عاما أسلم على يديه وعبر جهوده وجهود فريق العمل الطموح الذي يرافقه أكثر من عشرة ملايين شخص في قارة أفريقيا فقط، وأصبحت جمعية العون المباشر أكبر منظمة عالمية في أفريقيا كلها. أنشأت أكثر من 860 منشأة تعليمية يدرس بها نصف مليون طالب إضافة إلى أربع جامعات وعددا كبيرا من الإذاعات والمطبوعات وقامت بحفر وتأسيس أكثر من (8600) بئر. كما أسس الشيخ السميط 240 مركزا إسلاميا لا تقل تكلفة الواحد منه عن مليون ريال، وكفل أكثر من 9 آلاف يتيم ووزع 7 ملايين مصحف باللغات المختلفة وقام بإعداد وتدريب أكثر من (4000) داعية ومعلم.
تعرض السميط في إفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق، وكينيا، وملاوي غير مرة لكن الله نجاه، إضافة إلى لسع البعوض في تلك القرى وشح الماء وانقطاع الكهرباء. وتعرض في حياته لمحن السجون، وكان أقساها أسره على يد البعثيين حيث سجن مرتين، الأولى في بغداد عام 1970 وكاد يعدم، والثانية عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية في أثنـاء غـزو العراق للكويت.
وكان الشيخ السميط كأحد أوائل الأطباء الكويتين، أن يعيش حياة رغدة يمتلك فيها الملايين كما هو الحال مع زملائه وطلبته، لكنه يقول: "كان بمقدوري أن أعيش مثل هؤلاء؛ لكنني والله أعطف عليهم إذ يظنون أن السعادة فيما تحمله من مال..."، ويضيف: "السعادة ليست كم هو حسابك في هذا البنك أو ذاك، لكن السعادة كم هو رصيدك عند رب العزة والجلال ".
كان من أبزر سمات الشيخ السميط رحمه الله البساطة، في ملبسه ومأكله ومسكنه ومركبه. وكان كثير الصمت كثير العمل، يتجنب الإغراق في التنظير والتخطيط والمثاليات وكان يؤمن أن ثقة الناس تعرف طريقها للعاملين لا للمتحدثين. ولم يكن الشيخ السميط يجلس في المكاتب، وكان يتابع العمل، وكان من القلائل في العالم الإسلامي الذين جمعوا بين الإدارة العليا للمنظمة والعمل الميداني وقل أن تجد له نظيرا. وكان دائما ما يحث على أن يكون لكل مسلم رسالة يعمل من أجلها وكان يقول: "والله إن كل واحد منا قادر على أن يغير الدنيا كما غيرها سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، والفرق بيننا وبينه عليه الصلاة والسلام أنه مبعوث بالوحي من السماء، وفيما عدا ذلك، فالقضية قضية إيمان، فكلما قوي إيمانك كنت أقدر على العطاء والتغيير".
وكان يستنهض الهمم ويشحذ العزائم ويسعى إلى أهل الخير والمحسنين والصالحين من التجار ليجمع المال منهم لينفقه للدعوة في إفريقيا، وإطعام الجائع، وعلاج المريض، وحفر الآبار، وبناء المساجد. ذكر أنه تحدث بعد صلاة الجمعة في مسجد بالكويت وعرض حال مجاعة بأثيوبيا وطلب مليون دينارا لدعمهم وحلف بالله لا يخرج من المسجد حتى يجمعها ولو بقي شهرا، وما صلى المغرب في اليوم نفسه حتى اكتمل المبلغ. ولم يكن الشيخ عبد الرحمن ليترك محفلا أو ديوانية في الكويت إلا تردد عليه ليحدث بالجهود التي قام بها والتي ينوي القيام بها، ويستحث الحاضرين للإسهام معه، بالسفر والجهد أو التبرع، وكان بفضل الله عز وجل وصدقه وإخلاصه يجد التجاوب الكبير.
وكان شديد الحرص على أموال المتبرعين أن تذهب إلى مكانها، حتى قيل أنه كان إذا انتهى الشهر واستلم الراتب الجديد أعاد ما تبقى من الراتب القديم لللجنة.
زوجته أم صهيب:
لقد رزق الله تعالى الشيخ السميط زوجة صالحة ليست كباقي النساء أعانته على الخير، فوقفت بجانبه صابرة محتسبة تشد من أزره فكانت أروع الأمثلة للزوجة الشريكة المؤمنة بمشروع شريكها فعاشت معه في الأدغال الأفريقية طيلة هذه السنين الطويلة تاركة خلفها حياة الرفاهية في الكويت. وكان الشيخ عبد الرحمن السميط يعتبرها سرا من أسرار نجاحه وقال عنها: "لم تكن تملك سوى ثوبين عندما كنا في كندا رغم قدرتنا على الشراء ومع ذلك ترفض، ولما ورثت مبلغا من المال دفعته للدعوة ولم تُبقِ منه شيئا لها، وكانت إذا ارتفع رصيدنا في البنك قليلا قالت: والله ما أنام في البيت والبنك فيه مال فائض عن الحاجة أخاف من العقاب فكنت أخرجه إرضاء لها".
ويضيف السميط: "لا أتذكر أنها طلبت السفر سياحة في الخارج أو نزهة وكانت متعتها الذهاب لأفريقيا للدعوة، وكانت تستمتع برعاية الأيتام وتتابعهم وهي من اقترح علي إنشاء مقبرة للمسلمين الأنتيمور وقالت لعلنا ندفن فيها.. وفي ذات ليلة من ليالي إفريقيا قالت: هل سنجد في الجنة طعم هذه السعادة كما نجده هنا".
وإلى جانب الإرث العريض الذي تركه الشيخ السميط رحمه الله وبصمته البارزة في قارة إفريقيا، فقد كان للشيخ السميط عددا من المؤلفات في مجاله الذي برع فيه وهو مجال العمل الخيري ومنها كتاب لبيك أفريقيا)، وكتاب (دمعة أفريقيا) مع آخرين، وكتاب (رحلة خير في أفريقيا)، وكتاب (قبائل الأنتيمور في مدغشقر)، و(ملامح من التنصير)، و(إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية)، و(السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات)، وكتب عن قبائل البوران وقبائل الدينكا، ودليل إدارة مراكز الإغاثة، إضافة إلى العديد من البحوث والدراسات الأخرى والعشرات من الندوات والمحاضرات في هذا المجال.
وشغل السميط منصب الأمين العام للجنة مسلمي أفريقيا ورئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر، ورئيس تحرير مجلة الكوثر إلى جانب رئاسته أو عضويته في العديد من الجهات الخيرية والأكاديمية، كما حاز الكثير من الجوائز وشهادات التقدير نظير إنجازاته كان من أبرزها: جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وقيمتها مليون ريال والتي تصدق بها كلها لخدمة الدعوة الإسلامية.
محمد لافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق