الجمعة، 23 أغسطس 2019

~ سلسلة عظماء اسلموا ~ الحلقة الخامسة { لورين بوث .. شقيقة زوجة توني بلير

في عام 2010م أعلنت لورين بوث Lauren Booth الصحافية وناشطة حقوق الإنسان البريطانية، والأخت غير الشقيقة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إسلامها.

أثار إعلان لورين بوث إسلامها عاصفةً من الانتقادات في بريطانيا والغرب، مما دفعها إلى كتابة مقالة في صحيفة (جارديان) بعنوان: الآن وقد صرت مسلمة.. لِمَ كل هذا الفزع؟(1).

وُلدت لورين بوث في شهر يوليو عام 1967م بلندن، وهي صحافية نشطة، وتهتم بما يدور في العالم من أحداث، وقادها بحثها عن الحقيقة لاعتناق الإسلام، وقد اشتهرت عالميًّا كناشطة في مجال حقوق الإنسان ومعارضة قوية للاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م، كما تُعَدُّ من أهم المنتقدين للحصار المفروض على غزة، وتنتقد سياسة الأوربيين في التعامل مع القضايا العربية، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، وقد اشتهرت بمواقفها الرافضة لسياسة زوج شقيقتها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

ولشدَّة إيمانها بالحق العربي حصلت "لورين بوث" على الجنسية الفلسطينية من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عام 2008م، وقامت بعدة زيارات إلى قطاع غزة والضفة الغربية.

قصة إسلام لورين بوث
والسبب في إسلامها هو قربها من القضايا العربية والإسلامية بحكم عملها كصحفية، فلقد كانت من المعارضين للحرب على العراق وتُؤَيِّد القضية الفلسطينية،وكان لها ظهور في القنوات المختلفة، وتحكى هي عن نفسها أنها مرَّت بتجربة روحية من خلال طوافها بالعالم الإسلامي أدت بها في النهاية أن تنطق بالشهادتين في لندن.

وقد تحدَّثت "لورين بوث" في لقاء تلفزيوني لبرنامج "حوار خاص" على قناة الحوار، التي تبث من لندن بالمملكة المتحدة، وقالت: "الصورة التي تُرسم للإسلام في الغرب مشوهة، بينما نرسم لأنفسنا في الغرب من خلال الإعلام والسياسيين صورة الصالحين؛ فنبدو هنا كما لو كنَّا في مواجهة شيء عنيف ومعتدٍ، ويضطر سياسيونا إلى توضيح لماذا نغزو هذه الشعوب، ونستولي على تلك الأراضي؛ أي أن غير المسلمين في الغرب يُصَوِّرون أنفسهم كما لو كانوا قاهرين للشرِّ..

لكن حينما تذهب كما فعلتُ أنا إلى فلسطين ترى الشرَّ الهائل، الذي أنزلته الصهيونية بالشعب الفلسطيني بدعم من الحكومة البريطانية، ومن قبل الاتحاد الأوربي، وطبعًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية؛ بما تُوَفِّره من قنابل ورصاص!".

هذه هي كلمات واحدة من الذين كانوا بالقرب من المطبخ الذي يعد فيه المكر للمسلمين.. فهل من يقظة إلى القضية الفلسطينية، ووضعها نُصب أعييننا لتحرير المسجد الأقصى وكامل التراب الفلسطيني؟

إسهامات لورين بوث
وتعدُّ لورين بوث من الناشطات في مجال التواصل المجتمعي، ولها صلات بالعديد من المنظمات والجمعيات الخيرية حول العالم، هذا بالطبع بجانب اهتمامها-بالقضية الفلسطينية- ومنها: "الاتحاد العالمي للصحفيين"، و"إعلاميون ضد الحرب". وغيرها من المنظمات والجمعيات التي تطالب بحقوق الإنسان.

وهي تشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والحفلات الإسلامية عبر الدول الإسلامية المختلفة، إضافة إلى ذلك فهي كاتبة في عدة صحف، ولها مقالات وأعمدة خاصة فيها، مثل: (الصانداي تايمز، الديلي ميل)،

سلسلة فضائل خال المؤمنين معاوية وتفنيد الشبة حوله العدد 1

إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،

مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،

 وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،

ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً ..

أمْا بَعد ...




كثيراَ ما نسمع من الرافضة عليهم من الله ما يستحقون
انه لم يصح عن فضائل معاوية شيء
والجواب : قد قال ابن حجر الهيتمي عن ذلك فقال " الذي اطبق عليه أئمتنا الأصوليون والحفاظ أن الحديث الضعيف حجة في المناقب "
فأما ذكرهم من ان البخاري لم يذكر شيء من مناقبة
فيكفي من ذلك ان البخاري روى عنه رضي الله عنه والبخاري لا يروي الا عن ثقة
وقد كان البخاري يترضى عليه كلما ذكر اسمه ثم قد ثبت عند البخاري صحبته وفقهه كما نص عليه ابن عباس عنده .
وأيضاً فقد ثبت دعاء النبي لمعاوية عند غير البخاري وفيه " اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهدي به " وقد اخرجه البخاري في التاريخ 4\1\327 وابن عساكر في تاريخة 2\133\1 ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم
وحكم عليه الألباني بالصحة وذكر تحسين الترمذي له في "سننه 3842" وذكر له خمس طرق صحيحة وقال " وبالجملة فالحديث صحيح وهذه الطرق تزيده قوة " السلسلة الصحيحة 4\9691 مستدركا بذلك على تضعيف الحافظ له .
واعتبر ابن حجر الهيتمي هذا الحديث من غرر فضل معاوية واظهرها ثم قال " ومن جمع الله له بين هاتين المرتبتين كيف يتخيل فيه ما تقوله المبطلون ووصمه به المعاندون " تطهير اللسان 14
وتحت عنوان معاوية بن أبي سفيان وخلافته رضوان الله عليه أحتج الخلال بحديث " يكون بعدي اثنا عشر اميراص أو قال خليفة "رواه البخاري
وقد احتج ابن حجر الهيتمي بهذا الحديث وبالحديث الذي اثنى فيه النبي على الحسن لتنازله عن الخلافة الى معاوية حاقنا بذلك دماء المسلمين حيث قال " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين
قال ابن حجر " وبعد نزول الحسن لمعاوية اجتمع الناس عليه وسمي ذلك العام عام الجماعة ثم لم ينازعه احد من انه الخليفة الحق يومئذ " تطهير الجنان للهيتمي 19 و21 و49
وقال الخلال " اخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال : قلت لاحمد بن حنبل اليس قال النبي " كل صهر ونسب ينقطع الا صهري ونسبي " قال بلى قلت وهذه لمعاوية قال نعم له صهر ونسب قال وسمعت ابن حنبل يقول ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية " السنة للخلال 432\2 رقم 654 واسناد الحديث حسن .
وقدعد ابن حجر الهيتمي ذلك من ابرز فضائله فقال ومنه فوزه بمصاهرته صلى الله عليه وسلم فإن ام حبيبه ام المؤمنين رضي الله عنها أخته فلعلك تنكف أو تكف غيرك عن الخوض في عرض أحد ممن اصطفاهم الله لمصاهرة رسوله " تطهير الجنان ص17 _18
قال " وحاشا معاوية صاحب رسول الله وصهرة وكاتبه وأمين وحيه ...... أن يكون جاهلا او مغروراً " تطهير الجنان 51 .
قال الشيخ الدمشقية : وأمين ولاية الشام طيلة عهد الخلفاء الراشدين
.......................................
معاوية خال المؤمنين :
قال الخلال " أخبرني أحمد بن هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال : وجهنا رقعة الى أبي عبد الله :ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا اقول إن معاوية كاتب الوحي ولا اقول انه خال المؤمنين فإنه اخذها بسيف عصباً قال احمد بن حنبل : هذا قول سوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم لناس "السنة للخلال 2\434رقم 659
...............................................
تفضيل السلف معاوية على عمر بن عبد العزيز
وقال " أخبرنا أبو بكر المروذي قال قلت لأبي عبد الله : أيهما أفضل معاوية ام عمر بن عبد العزيز فقال معاوية أفضل لسنا نقيس بأصحاب رسول الله أحداً قال النبي " خير الناس قرني الذين بعثت فيهم " السنة للخلال 434 رقم 660 والحديث في البخاري
وفي رواية " من رأى رسول الله أي من رأه فهو افضل " السنة للخلال 434 رقم 661
وفي رواية ذكرها ابن حجر الهيتمي " لا يقاس بأصحاب النبي احد . معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله " تطهير الجنان 12
وفي رواية أخرى " كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز " السنة للخلال 435\2 رقم 664
بل قد نهى أحمد بن حنبل عن مؤاكلة منتقص معاوية . فعن أبي بكر " حبيش " بن سندي قال : سمعت أبا عبد الله وسأله رجل : لي خال ينتقص معاوية وربما أكلت معه فقال أبو عبد الله مبادراً لا تأكل معه رواه الخلال في السنة 448\2 .
بل نهى احمد عن التسليم على الرافضي أو الصلاة عليه اذا كان داعية لمذهبه . السنة للخلال 494\2 رقم 785
واخرج ابن عساكر في فتح الباري 13\86 في ترجمة معاوية من طريق ابن مندة ثم من طريق ابي القاسم ابن اخي ابي زرعة الرازي قال " جاء رجل الى عمي فقال اني ابغض معاوية . قال لماذا ؟ قال لانه قاتل عليا بغير حق . قال ابو زرعة الرازي " رب معاوية رب رحيم . وخصم معاوية خصم كريم فما دخولك بينهما "
وقد قال الجويني " معاوية _وان قاتل عليا فانه لاينكر امامته ولا يدعيها لنفسه وانما كان يطالب قتلة عثمان ظنا انه مصيب وكان مخطئا وعلي رضي الله عنهم وعنه متمسك بالحق " لمع الادلة ص115
....................................
شبهة حول خال المؤمنين وتفنيدها
كثير ما حتج الروافض بهذه الرواية
"أن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال لعبد الله بن عمرو بن العاص " إن ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل اموالنا بيننا بالباطل ونقتل انفسنا فسكت عبد الله بن عمرو ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله " صحيح مسلم
فلقد فصل النووي هذه الشبهة وقد أحكم رحمه الله الجواب
فقال " المقصود بهذا الكلام أن هذا القائل لما سمع كلام عبد الله بن عمرو بن العاص وذكر الحديث في تحريم منازعة الخليفة الأول وأن الثاني يقتل فاعتقد هذا القائل أن الوصف (صار لا زماً ) في معاوية لمنازعته علياً رضي الله عنه وكانت قد سبقت بيعة علي فرأى هذا أن نفقة معاوية على أجناده وأتباعه في الحرب على منازعته ومقاتلته إياه من أكل المال بالباطل ومن قتل النفس لأنه قتال بغير حق فلا يستحق أحد مالاً في مقاتلته " شرح النووي على مسلم 476\12

الشيخ صبحي بن جاسم السامرائي في سطور

إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،
مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،
وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله ..
اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً ..
 سير الأنبياء وأعلام الأمة


الشيخ صبحي بن جاسم السامرائي في سطور



اسمه ونسبه ومولده:

هو المحدث المحقق المسند النسابة، بقية أهل الحديث في العراق، السيد الشريف:

 أبو عبدالرحمن، صبحي بن جاسم بن حميد بن حمد، ولد ببغداد يوم الأضحى سنة 1354هـ (يوافقها 1936م).


مراحل التعليم:

ودرس أولاً في الكتاتيب، فقرأ القرآن، ثم أتَّم الدراسة الابتدائية والمتوسطة، ودرس في المساجد

 ومنها مسجد السيد سلطان علي، على الشيخ كاظم الشيخلي، فدرس عليه مبادئ التجويد والفقه الحنفي.


من شيوخه:

1- لازم محدث العراق الشيخ عبدالكريم أبو الصاعقة، ملازمة طويلة وقرأ عليه كتب الحديث وغير ذلك.


2- العلامة شاكر البدري السامرائي وغيرهما.


نشره العلم:

أولاً: داخل العراق:

- قام بالتدريس في مساجد بغداد، وعلى رأسها جامع الآصفية خلفًا لشيخه أبي الصاعقة

 وجامع 12 ربيع الأول، وجامع المرادية، كلاهما في الرصافة.

- درَّس في جامعة بغداد مادة الحديث ومصطلحه، وعلوم القرآن والتجويد وفقه الحديث

 ومادة مخطوطات الحديث، والفقه المقارن،

- كما درَّس في المعهد العالي لإعداد الأئمة والخطباء في بغداد وغير ذلك.

- تولى حسبة إمامة وخطابة عدة مساجد.


ثانيًا: خارج العراق:

- درَّس الحديث في المسجد الحرام بمكة المكرمة، مثل البخاري وسنن الترمذي

 وكان عضوًا بارزًا في مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.


- حاضر في عدة جامعات، كجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، وجامعة الإمام عبد العزيز في جدة.


- أقرأ الكتب السبعة وغيرها مرارًا في بغداد، ومرة في بيروت،


مؤلفاته:

1- شرح سنن ابن ماجه.


2- لطائف المنن في زوائد المستدرك على الصحيحين، والسنن.


3- الكمال في تاريخ علم الرجال.


4- فن تخريج الأحاديث.


5- مجموعة إجازاتي في السنة المشرفة.


6- حاشية على الرسالة المستطرفة.


7- حقق أكثر من أربعين كتابًا، منها: "مسند عبدالله بن المبارك" و"اختلاف الفقهاء لمحمد بن نصر"

و"شرح علل الترمذي لابن رجب"، و"أحوال الرجال للجوزجاني" و"الكشف الحثيث لسبط ابن العجمي"

 و"مسند المقلين من الأمراء والسلاطين لتمام الرازي" و"فضائل الكتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي"


وفاته:

توفي - رحمه الله - تعالى في بيروت في 16 شعبان 1434هـ إثر جلطة قلبية أصابته، فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.

من مآثر الشيخ محمد حسين يعقوب ...كتبه الشيخ / رضا الصمدي.

من مآثر الشيخ محمد حسين يعقوب
كتبه الشيخ / رضا الصمدي.
الشيخ محمد حسين يعقوب أشهر داعية يستطيع أن يحدث تحول غير عادي في الشارع المصري، بدون التنازل عن مبادئ أهل السنة ، مؤكدا على ثوابت السلف الصالح في كل أحواله يحفظه الله .
هذا الرجل لا يعرف الناس قدره ، ولا يعرف الناس ماذا يفعل في سبيل دين الله ، وليس هو ممن يحب أن يتحدث عن نفسه ، وليسمح لي الأخوة أن أحكي بعضا من سيرته ، مكتفيا بالقليل حتى لا أطيل .
الشيخ محمد حسين يعقوب خطب في معظم مساجد مصر الشهيرة ومحافظاتها ، وأشرطته العلمية والوعظية دخلت كل بيت تقريبا ، وتداولها المسلمون في كل شارع ، وأحدث الله بها من الأُثر ما لا يعلم مداه إلا الله تعالى .
والدليل على ذلك أن معدل توزيع أشرطته يبلغ الملايين بفضل الله ، وهو لا يتناول جزءا واحدا من الدين ويركز عليه ، بل إنه يتناول الجانب التربوي من أوسع أبوابه ، ويحصر على تخريج جيل جديد يشبه السلف الصالح .
الشيخ له مشروع تربوي قديم وعتيق كان لي الفضل في تلقيه عنه حفظه الله .
فإنه يعمل على جبهتين : الجبهة الجماهيرية ، حتى يكون تيارا إسلاميا سلفيا قويا ، والجبهة التربوية الخاصة ، ويجعلها من نصيب شباب الصحوة الذين ينتقون بعناية ، ويركز مع هذه الشريحة على العلو بمقامها العلمي والعملي إلى مستويات سامقة .
ومكتبته وتراثه العلمي أعرفه أنا ، ويعرفه كل من دخل مكتبته ، ولكني أزعم اختصاصي بمعرفة الشيخ أكثر من غيري لكثرة ما ذاكرته في أبواب العلم والوعظ والتربية وتراث السلف .
إنه يكاد يحفظ كتب ابن القيم وابن الجوزي ، ويعرف ذلك المتخصصون في كتب ان الجوزي واسألوا الشيخ يسري السيد الذي فهرس علوم ابن القيم وأثنى على فهرسته الشيخ بكر أبو زيد ، اسألوه عن الشيخ محمد حسين يعقوب .
على يدي هذا الرجل تاب فجار ، وأقلع الكثير من المذنبون ، وعلى يديه تنسك اللآف من شباب الصحوة .. ومن الذي لا يعرف الشيخ محمد حسين يعقوب ؟ .
إبتدأ الشيخ محمد دعوته السلفية في قريته المعتمدية من قرى الجيزة ، وهي على مقربة من حي بولاق الدكرور أحد أشهر أحياء القاهرة الكبرى ، والذي اشتهر ( بولاق ) بأنه معقل كبير من معاقل حركة الجهاد والجماعة الإسلامية .
لم تكن دعوته قوية لأنها عاد لتوه من بلاد الجزيرة ، بعد أن تضلع من العلم وشافه العلماء وسمع منهم وتفرغ للمطالعة والدرس والوعظ في قريته .
ثم ابتدأ حفظه الله في توسيع دعوته على إثر اجتماع ثلة من الدعاة السلفيين في القاهرة والجيزة ، وكان على رأسهم الشيخ حسن أبي الأشبال والشيخ عبد الفتاح الزيني والشيخ محمد الكردي وغيرهم سددهم الله ، وتكونت عبر هؤلاء رابطة من الدعاة تعنى بتكثيف الدور الدعوي للمنهج السلفي ، وانطلقت الانطلاقة الأولى من مسجد الرحمة بشارع الهرم .
كان هذا المسجد من مساجد الصوفية ، ولكنه تحول بفضل جهود الدعاة في هذه المنطقة وبمساعدة الدعاة من المناطق الأخرى إلى معقل من معاقل السنة ، وفي غضون خمس سنوات كتبت جريدة التايمز ( فيما أظن ) أن أكبر مسجدين في القاهرة لتجمع الأصوليين هما : الرحمة والتوحيد ، وهو مسجد الشيخ فوزي السعيد .
تنامى دور مسجد الرحمة بفضل دروس الشيخ محمد حسين يعقوب ودروس مشايخ الإسكندرية ، ودروس الشيخ أبو إسحاق الحويني ، ودروس مشايخ الدعوة على وجه العموم ، وأكثر ما اشتهر من دروس مسجد الرحمة درس : مدارج السالكين للشيخ محمد حسين يعقوب ، ومن هذه الدروس ابتدأ الشيخ انطلاقته الدعوية وبسط نظريته في إصلاح الجيل وشباب الصحوة عبر بث المعين السلفي التربوي من خلال علوم ابن القيم حتى يكون نسك الشباب مبنيا على أسس وقواعد ، ولا يكون عرضة للتهدم من أول عاصفة .
ذاعت واشتهرت دروس الشيخ على مستوى الجمهورية ، ولأنها لا تتحدث عن السياسة مباشرة فإن الأمن لم يواجهها بأي منع أو تعنت إلى أن ابتدأت شهرة الشيخ في التوسع أفقيا ورأسيا ، عبر كل شرائح المجتمع ، وخاصة الطبقة الغنية وبخاصة طبقة رجال الأعمال.
كما ابتدأت شهرة الشيخ تتوسع عند العامة من خلال أشرطته التي يستخدم فيها اللغة العامية ليخاطب العامي الذي فرعن دين الله تعالى يناديه أن يعود إليه ، ومن أمثلته : لماذا لا تصلي ، وزعت منه مئات الآلاف من النسخ ، ولا يوجد أحد من سائق السيارات ممن صلى إلا وللشيخ فضل عليه بعد الله تعالى ، فضلا عن الألوف من الشباب ممن تأثر بهذا الشريط وكان سببا في هدايته للنسك ..
عندئذ بدأت المضايقات ، والمضايقات هي تحقيقات ، واستدعاءات مستمرة ، تحدث مرة لبعض العلماء في الجزيرة فاعتبرها الناس أحدوثة الدهر ، بينما تتكرر هذه الإستدعاءات يوميا ولعشرات الدعاة والعلماء ..
هذه جملة من المعلومات المتعلقة بجهود الشيخ الجماهيرية ، تركت تفاصيل بعضها ، وقد أعود إليها لأنني اكتب إرتجالا دون إعداد لضيق الوقت فليسامحني الشيخ حفظه الله .
وصف الشيخ محمد حسين يعقوب:
الشيخ محمد حسين يعقوب طويل القامة ، قوي البنيان ، ذو لحية بيضاء تسر الناظرين ، محياه جميل المنظر ، ذو وجه حاسم ومعالم تشي بهم ثقيل يحمله بين جوانحه .
خلوت به في نجواه ، وصاحبته في علانيته ، حضرا وسفرا ، آكلته في بيته وبين جمع الناس ، صادقته في صميم شئون حاله ، فما وجدت إلا سيرة العلماء الربانيين ، وحال الأتقياء العارفين.
كان يحب شباب الصحوة كأنما هم أبناؤه الذين من صلبه ، بل والله الذي لا إله إلا هو كان يعطي شباب الصحوة من وقته أكثر ما يعطي أهل بيته .
وقد ذكرت مرة أنه يفتح بيته من بعد صلاة الظهر ، يصلي في المسجد ثم يدخل إلى بيته ويبدأ في استقبال الوفود من كل المحافظات ، والشباب من كل المناطق ، حتى قبيل المغرب ، ثم يرتحل سيارته بادئا رحلة الدروس ، من بعد المغرب وحتى التاسعة مساء ، ومن بعد التاسعة يبدأ في الزيارات لأهل العلم والدعاة والشباب بل ولآحاد الناس ، يقضي الحوائج ، ويزور المحتاجين ، ويلقي الدروس في البيوت ، يزور المرضى ، يحل مشكلات الأسر ، ويرتحل لأجلها الرحلات الطويلة الشاسعة ، كم من مرة (لا أستطيع أن أحصيها) أراه في وقت متأخر من الليل يطرق باب بيتي ( وأنا تلميذه بل ربيبه الذي أكلت من موائد علمه وأدبه ) مرة يزورني ليقول لي : أحبك في الله ، ومرة يزورني ليستشيرني وأعلم علم اليقين أنه ما ساقه إلا الحب في الله، وربي يعلم حقارة نفسي ودناءتها ، ولكن لتواضع هذا الشيخ الإمام الداعية كنت أعتبره كأنه الوالد، مع العلم أن فارق السن والعمر بيني وبينه قرابة خمسة عشر سنة .
كان الشيخ محمد حسين يعقوب يتمسك بالسنة قدر المستطاع في دقائق الأمور قبل جليلها ، ولا يدانيه في ذلك إلى رجلان من علماء مصر وأجلتها : الشيخ الإمام الحبر أسامة عبد العظيم حمزة المدرس في جامعة الأزهر ، والشيخ الرباني أبو ذر عبد المنعم حسين القلموني ، حفظهما الله .
ثوبه قصير على السنة ، ما رأيته يوما بثوب يطول حتى يصل إلى الكعب ، سواء في بيته أو خارج بيته ، وما أظنني رأيته يوما حاسر الرأس إلا مرة أو مرتين ، فكان غطاء الرأس لا يفارق رأسه ، وهذا من سمت العلماء .
أحاديثه معي كانت تدور كلها حول مشكلات المسلمين وكيفية حلها ، وخاصة مشكلات الشباب ، وكان يقص علي المشكلات التي تعرض عليها وهو مطأطيء الرأس مهموما مطرقا كأن حملا ثقيلا هد كيانه ، وكان ربما سهر الليالي يفكر في مشكلات الشباب ، يدعو لهم ، ويكتب ويسطر لهم من تراث السلف ما يكون زادا لهم في مسيرتهم في هذه الدنيا ، كان يوالي أهل السنة في كل مصر وقطر ، لا يعاديهم ، ولا يظهر شماتة بأحد من الدعاة ولا ينتقص منهم علنا ، بل يناصح ويمزح مع المخالف توطئة للحديث معه فيما يريد أن ينصحه فيه ، فكان بهذا محبوبا عند الموافق والمخالف ، ويذكر أن الشيخ محمد حسين يعقوب كان معروفا بمنهجه الصارم في الحرص على الهدي الظاهر ( اللحية والقميص ) ، وكان ينعى على الدعاة الذي يتساهلون ويسهلون للشباب التخلي عن الهدي الظاهر ويقول إن هذا سبب في تخليهم عن الهدي الباطن ، ولكنه مع ذلك كان إذا قابل أحد أولئك الدعاة باسطه وناصحه ومازحه ، حتى لا يظن الشباب أن بين الدعاة خلاف ومشاحة ومنازعة ، مما يؤثر سلبا على شعورهم بوحدة الصف .
ويعلم ربي وحده ( ولا يعلم هذا إلا قليل ) كما سعى الشيخ محمد حسين يعقوب في جمع كلمة أهل السنة ، وتحقيق وحدة الدعاة عن طريق زيارتهم وتخفيف حدة التوتر بينهم ومناصحته في طرق الدعوة .. كان يبادئ المخالف بالزيارة حتى يفاجأ بها ، وعلى يدي رأيت بعضا من تلك الزيارات ، كان الشيخ على جلالته وكبر سنه يبدأ في زيارة من هو دونه من الدعاة ليوثق من أواصر المحبة بين الدعاة ، ويحقق مبدأ جماعية أهل السنة .
عبادة الشيخ وزهده وشجاعته وحميته لدين الله تعالى :
لقد كانت طريقة حياة الشيخ محمد حسين يعقوب تجذب انتباه كل من يصاحبه ويزامله أو يتتلمذ عليه ، إذ كانت البساطة والزهادة في الدنيا أهم ما يميز حياته وحياة أسرته . ما وجده في متناول يده استعمله ، وما لم يجده لم تتشوف نفسه إليه ولم يسع إليه تحصيلا أو طلبا .
وقد زاره مرة زمرة كبيرة من طلبة العلم ، فلم يجد ما يقدمه لهم من طعام إلا خبزا وملحا فقدمه لهم دون حياء أو حرج ، فأما إذا كان في بيته طعاما شهيا قدمه أيضا لأحبته دون بخل أو حرج . وكانت تمر على بيته الأيام والليالي وليس في بيته ما يطعم به أهله ، وهذه لعمري فترات من حياته لا يعرفها إلا قليل ، ولعل البعض ممن يعاشر الشيخ الآن يتعجب ، ولكن مثل هؤلاء الدعاة ليسوا ممن يروجون لترجمتهم وتفاصيل حياتهم .
خطب مرة في مسجد الرحمة ينتقد شيخ الأزهر ووصفه بأقذع الأوصاف لما صدرت منه من فتاوى أضلت الناس وأذهلتهم عن الحق وأهله ، وأما خطبه في نقد الواقع والمسئولين عنه فلا حصر لها ولا عدد ، وقد خطب مرة عن أحداث البوسنة حينما أعلن أن الصرب اغتصبوا خمسين ألف مسلمة ، فبكى وجعل المسجد يبكي كله عن بكرة أبيه.
أما مواعظه التي يبكي فيها الشباب ويتوب فيها المذنبون فأكثر من أن تعد وتحصى، وكانت له مواعظ في مسجد النفق في إمبابة ، وكانت مخصصة للعوام والشباب وصغار طلبة العلم ، ففتح الله على يديه بهذه المواعظ أبواب هداية لكثير من الناس فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
يعرف كل من يذهب ليصلي مع الشيخ محمد حسين يعقوب أن صلاته غير عادية ، ومن أراد أن يصلي وراء الشيخ فيجب أن يعد نفسه لصلاة طويلة مديدة تطول أحيانا لستين دقيقة ، أعني صلاة الفرض العادية ، وكان مسجده لا يؤمه إلا طلبة العلم والزاهدين وأهل العبادة من الشباب ، أما فترة اعتكافه التي كان يدير فيها سير الاعتكاف في مسجد الرحمة فكان مضرب المثل في الانضباط والصرامة والعودة إلى سيما السلف في العبادة والاجتهاد وترك اللغو والعبث في المسجد.
أما عبادته في نفسه فقليل من الناس يعلم حقيقتها ، ولكن كل من سمعه وسمع دعاءه يعلم أن الرجل بينه وبين الله سر، فلله دره من عابد ، عدد المرات التي أستعدي فيها للأمن للتحقيق معه لا تحصى كثرة ، ولكن الله كان يعافيه من ظلم وبطش الظالمين لما ألقى على وجهه وهيئته من المهابة ، فكان أفجر الفجار من ضباط أمن الدولة بمجرد أن يدخل عليهم يلقي الله في قلوبهم الرعب وتتصاغر نفوسهم عن الاعتداء عليه أو إهانته .
ومع هذا وذاك فكان يحفظه الله يمنع بين الحين والحين ، ولكن هذا المنع لم يكن ليعوقه عن أن يدعو إلى الله في كل مكان وزمان ، صحبته في الحضر والسفر ، فما من موقف أتيح له أن يدعو فيها أحدا إلا دعاه ، وكثيرا ما كان يقف بسيارته ليعالج موقفا أو يكلم عاصيا أو يزجر داعرا فاجرا .
مشية الشيخ يحفظه الله فيها تذلل وإخبات ، فكان يخفض رأسه ويطئطئها عندما يمشي بين الناس ، ولا يرفعها إلا لمن سلم عليه فصافحه أو التزمه.
وكان يحفظه الله يكرم أهل العلم وإن قل سنهم ، وكان يقبل أيدي العلماء وطلبة العلم تكريما لهم ، فياله من تواضع وحياء .
أكثر ما تأثر الشيخ حفظه الله بابن القيم وابن الجوزي ، حتى إنه ذكر لي أنه رأى ابن الجوزي في أكثر من رؤيا ، ورأى كذلك احمد بن حنبل ، ورأى أنه صافحه ، وقص الرؤيا على الشيخ محمد حسان ( امامي ) فطلب منه الشيخ محمد حسان أن يصف له يد الإمام أحمد بن حنبل فقال له إنها يد كبيرة وعروق الدم فيها بارزة ، فصدق الشيخ محمد حسان رؤياه لأنه سبق له أن رآه أيضا .
هناك الكثير من المآثر التي لا يجوز لي أن أنطق بها لأنه ليس المصلحة في كشفها ، ولكنها أمور تكشف عن معدن أصيل في تعامل الشيخ مع من خالفه ، بل مع من آذاه ، وللشيخ أياد بيضاء على الفقراء واليتامى والمساكين والأرامل ، وهؤلاء يعرفون دوره في مساعدته بما يستطيع ويقدر ، فلله در مروءته .
هذا ما تيسرت كتابته في حق شيخنا القدوة العلامة الداعية أبي العلاء محمد بن حسين يعقوب حفظه الله وأعلى قدره في العالمين .

سلسلة فضائل خال المؤمنين معاوية وتفنيد الشبة حوله العدد 3

إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،

مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،

 وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،

ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً ..

أمْا بَعد ...




شبهة قولهم ان معاوية سم الحسن

1- انه لم يثبت ولا دليل واحد صحيح على ذلك
2 ـ كـان الناس فـي تلك المرحـلة في حـالة فتنة تتصارعهم الأهواء وكل فرقـة تنسب للأخـرى مـا يذمها وإذا نقل لنا ذلك فيجب ألا نقبله إلا إذا نقل بعدل ثقة ضابط.
3ـ لقـد نقل أن الذي سمّ الحسن غير معـاوية فقيل هي زوجته وقيل أن أباها الأشعث بن قيس هـو الذي أمرها بذلك وقيـل معاوية وقيل ابنه يزيد وهذا التضارب بالذي سمّ الحسن يضعف هذه النقول لأنه يعزوها النقل الثابت بذلك، والرافضي الخبيث لم يعجبه من هؤلاء إلا الصحابي معاوية مع أنه أبعد هؤلاء عن هذه التهمة.
4ـ هذه الشبهة تستسيغها العقول في حالة رفض الحسن الصلح مع معاوية ومقاتلته على الخلافة ولكن الحق أنّ الحسن صالح معاوية وسلّم له بالخلافة وبايعه، فعلى أي شيء يسمّ معاوية الحسن؟! ولهذه الأسباب أقول هذه شبهة خاوية على عروشها
5- شهادة الحسن بن علي رضي الله عنه ضد الشيعة :
قال الحسن بن علي رضي الله عنه واصفاً شيعته الخبثاء بعد أن طعنوه (( أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي واومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي))!؟
الإحتجاج للطبرسي جـ2 ص (290).

فلو قلنا أن معاوية هو الذي سم الحسن فبذلك تصقط العصمة عنه
فأين علمه بالغيب فقد قال انه سوف يحقن دمه إذا سالمه ؟

مقتطف من السيرة الذاتية للامام الكبير احمد بن حنبل رحمه الله

مقتطف من السيرة الذاتية للامام الكبير احمد بن حنبل رحمه الله

 أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ ) فقيه ومحدِّث مسلم، ورابعالأئمة الأربعة عندأهل السنة والجماعة، وصاحبالمذهب الحنبلي فيالفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح، وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهمالإمام الشافعي بقوله: «خرجتُ منبغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل»، ويُعدُّ كتابه "المسند" من أشهر كتبالحديث وأوسعها.

اشتُهر الإمام أحمد بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن وسبب المحنة  هو أنالخليفة المأمون دعا الفقهاء والمحدثين أن يقولوا مقالته فيخلق القرآن، فيقولوا إن القرآن مخلوق محدَث، كما يقول أصحابه منالمعتزلة الذين اختار منهم وزراءه وصفوته، ولكن الإمام أحمد لم يوافق المأمون في رأيه، ولم ينطق بمثل مقالته بل قام بتكفير كل من يقول بخلق القران، وقد أدى ذلك إلى نزول الأذى الشديد به، والذي ابتدأ في عصر المأمون ثم توالى في عصر المعتصم والواثق بوصية من المأمون واتباعاً لمسلكه. واستمر حبسه ثمانية وعشرين شهراًفلما تولىالمتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً

 

لم يتزوج الإمام أحمد إلا بعد أن بلغ الأربعين، وقيل أن ذلك كان بسبب اشتغاله بالعلم، أو لأن أمه كانت موجودة بجواره ترعى شؤونه، أو لأنه كان يكثر من الرحلات وتطول غيبته عن بلده، فلما أن بلغ الإمام أحمد الأربعين وأصبح أقرب إلى الاستقرار من ذي قبل فكر في الزواج،وكانت أولى زوجاته هي العباسة بنت الفضل، وهي فتاةعربية من ربضبغداد أي من ضواحيها القريبة، وقد عاشت مع الإمام أحمد ثلاثين سنة، وأنجبت منه ولدهما صالحاً، وقد قال المروذي تلميذ الإمام أحمد في شأن العباسة: «سمعت أبا عبد الله يقول: أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة»، ولما توفيت أم صالح تزوج الإمام أحمد زوجته الثانية ريحانة، وأنجبت منه ولداً واحداً هوعبد الله، فلما ماتت أم عبد الله اشترى جاريةً اسمها حُسْن، فأنجبت له زينب ثم توأمين هما الحسن والحسين، فماتا بعد ولادتهما، ثم وَلدت الحسن ومحمداً، ثم وَلدت بعد ذلك سعيداً. وقد نبغ فيالفقه من أولاده صالحوعبد الله، وأما سعيد فقد ولي قضاءالكوفة فيما بعد.

الكرم في حياة عثمان بن عفان

الحمدُ لله الذي انْعم علينا بالإسلام، وَ رزقـنَـا هذه الهداية بعد الجهْل والضَـلال، وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي البشير، وَ السّراج المنـير،

وعلى آله وصحْبه، ومَنْ تَبعه إلى يوْمِ الدين ..

وبـعْـد ..




السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و برَكاته

أخوتي و أخَواتي في الله
أتمنى مِنْ الله عز و جل أن تكونوا جميعاً بأفضل حال





الكرم في حياة عثمان بن عفان
الكـاتب : موقع قصة الإسلام
الكرم في حياة عثمان بن عفان يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "أدركت عثمان على ما نقموا عليه، قلما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون فيه خيرًا، فيقال لهم: يا معشر المسلمين، اغدوا على أعطياتكم، فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: يا معشر المسلمين، اغدوا على أرزاقكم. فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على السمن والعسل، الأعطيات جارية، والأرزاق دائرة والعدو منفي، وذات البين حسن، والخير كثير، وما مؤمن يخاف مؤمنًا، من لقيه فهو أخوه من كان، ألفته ونصيحته ومودته، قد عهد إليهم أنها ستكون أثرة، فإذا كانت أن يصبروا...ولو أنهم صبروا حين رأوها لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق والخير الكثير، قالوا: لا والله ما نصابرها، فوالله ما ردوا ولا سلموا، والأخرى كان السيف مغمدًا عن أهل الإسلام ما على الأرض مؤمن يخاف أن يسل مؤمن عليه سيفًا، حتى سلوه على أنفسهم، فوالله ما زال مسلولاً إلى يوم الناس هذا، وأيم الله إني لأراه سيفًا مسلولاً إلى يوم القيامة".

يقول أبو العباس السراج - رحمه الله -: "قال لي أبو إسحاق القرشي يومًا: من أكرم الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: عثمان بن عفان. قال: كيف وقعت على عثمان من بين الناس؟ قلت: لأني رأيت الكرم في شيئين: في المال والروح، فوجدت عثمان جاد بماله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جاد بروحه على أقاربه. قال: لله درك يا أبا العباس".

تقول جدة محمد بن هلال - رحمها الله -، وكانت تدخل على عثمان وهو محصور، فولدت هلالاً، فقعدها يومًا، فقيل لعثمان بن عفان: إنها قد ولدت هذه الليلة غلامًا. قالت: فأرسل إليّ بخمسين درهمًا وشقيقة سنبلانية، وقال هذا عطاء ابنك وكسوته، فإذا مرت به سنة رفعناه إلى مائة.

رُوِي أنه كان له على طلحة بن عبيد الله -وكان من أجود الناس- خمسون ألفًا، فقال له طلحة يومًا: قد تهيأ مالك فاقبضه. فقال له عثمان: هو لك معونة على مروءتك.

وجاءه رجل فقال له: ذهبتم يا أصحاب الأموال بالخير، تتصدقون، وتعتقون، وتحجون، وتنفقون، فقال عثمان: وإنكم لتغبطوننا؟ قال: إنا لنغبطكم. قال عثمان: "فوالله لدرهم ينفق أحد من جهد خير من عشرة آلاف غيض من فيض".

وكان - رضي الله عنه - يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، فجميع ما أعتقه ألفان وأربعمائة رقبة تقريبًا.

وكان في بعض الأحيان يدخل مع التجار في مساومات شيقة، يلفتهم فيها إلى ما عند الله Iوأنه خير وأبقى، فعن ابن عباس قال: قحط المطر على عهد أبي بكر الصديق فاجتمع الناس إلى أبي بكر فقالوا: السماء والأرض لم تنبت والناس في شدة شديدة، فقال أبو بكر: انصرفوا واصبروا فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله الكريم عنكم، قال: فما لبثنا أن جاء أجراء عثمان من الشام، فجاءته مائة راحلة بُرًّا- أو قال طعامًا- فاجتمع الناس إلى باب عثمان فقرعوا عليه الباب، فخرج إليهم عثمان في ملأ من الناس فقال: ما تشاءون؟ قالوا: الزمان قد قحط، السماء لا تمطر، والأرض لا تنبت، والناس في شدة شديدة، وقد بلغنا أن عندك طعامًا، فبعنا حتى نوسع على فقراء المسلمين، فقال عثمان: حبًّا وكرامة، ادخلوا فاشتروا، فدخل التجار فإذا الطعام موضوع في دار عثمان، فقال: يا معشر التجار، كم تربحونني على شراء من الشام؟ قالوا: للعشرة اثنا عشرة. قال عثمان: قد زادوني. قالوا: للعشرة خمسة عشرة. قال عثمان: قد زادوني. قال التجار: يا أبا عمرو، ما بقي بالمدينة تجار غيرنا فمن زادك؟

قال: زادني الله-- تبارك وتعالى --بكل درهم عشرة، أعندكم زيادة؟ قالوا: اللهم لا، قال: فإني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين.

قال ابن عباس: "فرأيت من ليلتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وهو على برذون أبلق عليه حلة من نور، في رجليه نعلان من نور، وبيده قصبة من نور، وهو مستعجل، فقلت: يا رسول الله، قد اشتد شوقي إليك، وإلى كلامك، فأين تبادر؟ قال: يا ابن عباس، إن عثمان قد تصدق بصدقة، وإن الله قد قبلها منه، وزوجه عروسًا في الجنة، وقد دعينا إلى عرسه".

فهل يفتح الله - تعالى -آذان عباد المال ومحتكري قوت العباد شحًّا وجشعًا إلى صوت هذه العظمة العثمانية، حتى تدلف إلى قلوبهم فتهزها هزة الأريحية والعطف، وتوقظ فيها بواعث الرحمة والإحسان بالفقراء والمساكين والأرامل واليتامى وذوي الحاجات من أهل الفاقة والبؤس الذين طحنتهم أزمة الحياة، واعتصرت دماءهم شرابًا لذوي القلوب المتحجرة من الأثرياء؟ فما أحوج المسلمين في هذه المرحلة من حياتهم إلى نفحة عثمانية في إنفاق الأموال على الفقراء والمساكين والمحتاجين، تسري بينهم تعاطفًا ومؤاساة وبرًّا وإحسانًا.

ولقد بلغ السخاء والكرم من عثمان مبلغه حتى عُرِف بذلك بين الناس، بل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعلم من عثمان أنه يتمنى أي إشارة نبوية للبذل والعطاء، يُحَدّث عبد الله بن سلام - رضي الله عنه – ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى عثمان - رضي الله عنه - يقود ناقة تحمل دقيقًا وسمنًا وعسلاً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: أنخ. فأناخ، فدعا ببرمة، فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق، ثم أمر، فأوقد تحته حتى نضج، ثم قال: كلوا. فأكل منه - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: هذا شيء يدعوه أهل فارس الخبيص)).

وبعد أن بني الرسول - صلى الله عليه وسلم - مسجده وكثر المصلون والعباد، ضاق بهم المسجد وتمنى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشتري أحد أصحابه الأغنياء الأرض المجاورة للمسجد ليضمها إليه، فقال مرغبًا: (( من يشتري هذه البقعة من خالص ماله فيكون فيها كالمسلمين وله خير منها في الجنة؟ " فأسرع عثمان واشترى تلك البقعة من الأرض بخمسة وعشرين ألفًا، وبعد فتح مكة رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يوسع المسجد الحرام، فعرض على أصحاب أحد البيوت الواسعة الملاصقة للمسجد أن يتبرعوا به، فاعتذروا بأنهم لا يملكون سواه وليس عندهم مؤنة ما يستطيعون تشييد بيت غيره، فترامت الأنباء إلى عثمان، فأقبل إليهم واشتراه بعشرة آلاف دينار، وضمه للمسجد الحرام، وبعد أن هاجر الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة واجهتهم مشكلة الماء الذي يشربون، وكانت هناك بئر ليهودي تدعى بئر رومة تفيض بالماء العذب وكان يبيع ماءها للمسلمين، وفيهم من لا يجد ثمن ذلك، فتمنى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشتريها أحد من المسلمين ويجعلها في سبيل الله تفيض على الناس بغير ثمن فقال: (( من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين، يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب في الجنة))، فسارع عثمان لتلبية رغبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طمعًا فيما عند الله من الثواب العظيم، وذهب إلى اليهودي وساومه على شرائها، فتأبى عليه فساومه عثمان على النصف، فاشتراه منه باثنتي عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين على أن يكون البئر لعثمان يومًا ولليهودي يومًا، فكان المسلمون يستقون في يوم عثمان ما يكفيهم يومين، فلما رأى اليهودي ذلك قال لعثمان: أفسدت عليّ ركيتي، فاشتر النصف الآخر. فَقَبِل عثمان ذلك واشتراه بثمانية آلاف درهم، وجعل البئر كلها للمسلمين، للغني والفقير وابن السبيل، تفيض بمائها بغير ثمن.

وفي غزوة تبوك جهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرًا، وأتم الألف بخمسين فرسًا، وألقى في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ألف دينار، وجاء بسبعمائة أوقية ذهب صبها بين يدي رسول الله حتى جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلب يديه ظهرًا لبطن ويدعو له ويقول: ((غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا)).

يروي عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - أن عثمان بن عفان جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة، فنثرها في حجره، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها في حجره ويقول: ((مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ، مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ)).

وفي واحدة من غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - أصاب الناس جهد وضيق، حتى ظهرت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك قال: (( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق)). وكان في الجيش عثمان المعطاء الفياض وسمع ببشرى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد علم أن الله ورسوله سيصدقان، فاشترى أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام، فوجّه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسعة.

فلما رأى ذلك رسول الله قال: ((ما هذا؟ )) قالوا: أهدى إليك عثمان، فعُرف الفرح في وجه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والكآبة في وجوه المنافقين.

يقول ابن مسعود راوي الحديث: "فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رفع يديه حتى رئي بياض إبطه يدعو لعثمان دعاءً ما سمعته دعا لأحد قبله ولا بعده بمثله: اللهم أعط عثمان، اللهم افعل بعثمان".

رغم اشتهاره - رضي الله عنه - بالغنى والثروة والمال الوفير، فإنه قد اشتهر بالزهد في متاع الدنيا وزينتها، أخرج الإمام أحمد من حديث شرحبيل بن مسلم أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان يطعم الناس طعام الإمارة، ويدخل إلى بيته فيأكل الخل والزيت.

وكذلك أخرج الإمام أحمد من حديث الهمداني قال: رأيت عثمان نائمًا في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد وهو أمير المؤمنين.

وكذلك أخرج الإمام أحمد من حديث ميمون بن مهران قال: أخبرني الهمداني أنه رأى عثمان بن عفان على بغلة وخلفه غلامه نائل وهو خليفة.

وعن حميد بن نعيم أن عمر وعثمان - رضي الله عنهما - دعيا إلى طعام، فلما خرجا قال عثمان لعمر: قد شهدنا طعامًا لوددنا أنا لم نشهده، قال: لم؟ قال: إني أخاف أن يكون صنع مباهاة.

وحينما يكون الزاهد متوسطًا في المعيشة فإن زهده لا يلفت النظر كثيرًا ولا يثير العجب، ولكن حينما يكون غنيًّا فإن زهده يكون مدهشًا للمتأملين وعبرة للمعتبرين؛ ذاك لأن كثرة المال تغري بالانصراف نحو الملذات، والتوسع في النفقات، فلا بد ليكون الغني زاهدًا من استيعابه لفقه القدوم على الله حتى يكون مهيمنًا على نفسه مذكرًا لقلبه، فتكبر الآخرة في عينه، وتصغر الدنيا في نفسه، وهكذا كان عثمان - رضي الله عنه - الذي كان من أعظم الأثرياء في الإسلام، قد غلبت قوة إيمانه شهوته وهواه، فكان من أعظم الزاهدين، وضرب من نفسه مثلاً لجميع الأغنياء بإمكان الجمع بين الغني والزهد في الدنيا.

عن عمران بن عبد الله بن طلحة، أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - خرج لصلاة الغداة، فدخل من الباب الذي كان يدخل منه، فزحمه الباب فقال: انظروا. فنظروا فإذا رجل معه خنجر أو سيف فقال له عثمان - رضي الله عنه -: ما هذا؟ قال: أردت أن أقتلك. قال: سبحان الله ويحك! علام تقتلني؟ قال: ظلمني عاملك باليمن. قال: أفلا رفعت مظلمتك إليّ، فإن لم أنصفك -أو أعديك- على عاملي أردت ذلك مني؟ فقال لمن حوله: ما تقولون؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، عدو أمكنك الله منه. فقال: عبد همَّ بذنب فكفه الله عني، ائتني بمن يكفل بك، لا تدخل المدينة ما وليت أمر المسلمين. فأتاه برجل من قومه، فكفل به، فخلى عنه.

وقد كانت هذه الخلال في عثمان دعائم محبة له في قلوب المسلمين، وقد اتفقت كلمة أهل الأخبار على أن عثمان - رضي الله عنه - قضى أكثر عهده وهو أحب إلى الناس من عمر، بشدة عمر، ولين عثمان ولإقبال الدنيا على الناس في زمان عثمان وامتلاء أيديهم من الغنائم، روي عن الشعبي أنه قال: لم يمت عمر بن الخطاب حتى مَلّته قريش، وقد كان حصرهم بالمدينة، وقال: أخوف ما أخاف على هذه الأمة انتشاركم في البلاد، فإن جاء الرجل منهم ليستأذن في الغزو قال له: قد كان لك في غزوك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يبلغك، وخير لك من غزوك اليوم ألاَّ ترى الدنيا ولا تراك. وكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة، فلما وَلِي عثمان خلَّى عنهم، فانتشروا في البلاد وانقطع الناس إليهم، وكان أحب إليهم من عمر.

ومن عجيب الأمر، وغامض الحكمة أن هذه الصفات التي كانت دعائم محبة لعثمان في قلوب الناس هي نفسها التي كانت نوافذ الأحداث الكارثة، والعظائم القاصمة، فوداعة عثمان ولينه وتعطفه ورأفته وحلمه جاءت بعد عمر وشدته، فعمر بن الخطاب يخفق رأس سعد بن أبي وقاص بطل القادسية، وأحد أعضاء مجلس الشورى المرشحين لمنصب الخلافة؛ لأن سعدًا زاحم الناس وتخطى إلى عمر، فأراد عمر أن يريهم أن سلطان الله لا يهاب أحدًا، ولكن عثمان وحلمه أطمعا جهجاهًا الغفاري في أن يأخذ من يد عثمان وهو على المنبر عصا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كان يخطب عليها، فيكسرها.

زياد علي

زياد علي محمد