الأحد، 1 سبتمبر 2019

نبذة عن شيخنا الفاضل/ الخطيب بن كمال عبدالواحد

بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ

الـسَّـلَامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبـَرَكَـاتُـهُ
الحَمْدُ للهِ الحَمِيدِ المَجِيدِ؛ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ، وَهُوَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ وَمُعَافَاتِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى حُكْمِهِ وَمُجَازَاتِهِ،

يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ سَيِّئَةً مِثْلَهَا، وَيُضَاعِفُ الحَسَنَةَ إِلَى عَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛

هَدَى قُلُوبَ أُنَاسٍ فَشَرَوُا الآخِرَةِ بِالدُّنْيَا، وَضَلَّ عَنِ هِدَايَتِهِ أَقْوَامٌ فَخَلَدُوا إِلَى الفَانِيَةِ وَضَيَّعُوا البَاقِيَةَ؛

[مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا] {الكهف:17}،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ دَعَا إِلَى الهُدَى فَاتَّبَعَهُ ثُلَّةٌ مِنَ السَّابِقِينَ فَدَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَأَهْلِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ،

وَانْخَلَعُوا مِنْ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَعَادَوا عَشَائِرَهُمْ وَقَبَائِلَهُمْ؛ فَسَخَّرَهُمُ اللهُ تَعَالَى نُصْرَةً لِنَبِيِّهِ، وَاخْتَارَهُمْ حَمَلَةً لِدِينِهِ،

صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَعَلَى الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَأَطِيعُوهُ، وَأَقِيمُوا دِينَكُمْ، وَتَعَاهَدُوا إِيمَانَكُمْ،

وَتَفَقَّدُوا قُلُوبَكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَجْسَامِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ،

[يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ] {الشعراء:88-89}.





نبذة عن شيخنا الفاضل/ الخطيب بن كمال عبدالواحد الذي أجازني بقراءة عاصم:

اسمه ومولده:

الخطيب بن كمال بن محمود عبدالواحد، ولد الشيخ - حفظه الله -

 في الثاني عشر من شهر أكتوبر عام ألف وتسعمائة وخمسة وسبعين من الميلاد.



شيوخه:

قرأ شيخنا - حفظه الله - على الشيخ الفاضل والعلم الكبير، فضيلة الشيخ/ عبدالله الجوهري، وكيل معهد القراءات،

وعضو لجنة مراجعة المصاحف منذ عام 1996 إلى عام 2000، فلما لمس الشيخ الجوهري - رحمه الله - ف

ي شيخنا الإتقان أجازه بالقراءة والإقراء شفهيًّا، ولم يُمهِله الموت لأن يجيزَه كتابيًّا - فقدَّر الله وما شاء فعل -

 ورحم الله شيخنا الجوهري رحمة واسعة.




وبعد موت الشيخ الجوهري - رحمه الله - بدأ شيخُنا الخطيب - حفظه الله - يبحث عن عَلَم آخر من أعلام التجويد والقراءات،

 فقرأ فترة على الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف - حفظه الله - في مقرأته، إلا أن الله - تعالى - لم يقدِّر له أن يقرأ ختمة إجازة

على الشيخ - حفظه الله - ثم هداه الله - تعالى - إلى شيخنا المقرئ الكبير، فضيلة الشيخ/ عبدالباسط هاشم - حفظه الله -

 أعلى قرَّاء مصر سندًا، الذي أحبه لخلقه الرفيع، وقدَّمه على كثير من طلابه، بل وصارت بينهما علاقات شخصية حميمة،

 فقرأ شيخنا على فضيلته ختمة كاملة لروايتي شعبة وحفص عن عاصم - رحمهم الله جميعًا - وأجازه الشيخ - حفظه الله -

بعد ذلك بالقراءة والإقراء إجازة صحيحة بشروطها المعتبرة عند أهل العلم، وكان ذلك عام 2005.

وبعد حصول شيخنا على إجازة القراءة والإقراء بقراءة عاصم - رحمه الله - بدأ يتجهَّز لبقية القراءات،

غير أن ظروف شيخنا الصحية حالت دون سرعة إتمام ذلك، فأسأل الله - تعالى - أن يتمَّ شفاء شيخنا الخطيب على خير،

وأن يمتِّعَه بالعافية في الدين والدنيا والآخرة، وأن يفتح له باب القراءات على مصراعيه؛ إنه على كل شيء قدير.



ظلَّ شيخنا - حفظه الله - فترة لا يُقرِئ أحدًا، حتى ألحَّ عليه بعض الأفاضل ليبدأَ في الإقراء بقراءة عاصم أو بأحد رَاوِيَيه،

 وبالفعل استجاب شيخنا - حفظه الله - وبدأ يقرئ ويعلم ويدرس التجويد وعلوم القرآن؛ لينال بذلك حظه الوافر

من الخيرية التي ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عثمان - رضي الله عنه - في الصحيح:

((خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))، وكنتُ واحدًا ممَّن تشرَّف بالقراءة على فضيلته؛ حيث ختمتُ عليه - حفظه الله -

 ختمةً كاملة بقراءة عاصم - رحمه الله - براوييه شعبة وحفص، وأُشهِد الله - تعالى - أني رأيتُ من شيخنا

من التواضع وسمو الأخلاق، والحب لله ولرسوله، والرغبة الصادقة في نشر الحق والسنة، ما جعلني أشرفُ بالقراءة عليه،

 بل وأتمنَّى أن يمنَّ الله - تعالى - على إخواني من طلاب علوم القرآن بالتشرُّف بالقراءة على فضيلته - حفظه الله -

 فقد وضع الله - تعالى - له القَبُول في الأرض، وتلك علامة شرعية على محبة الله - تعالى - له، أحسبه كذلك ولا أزكيه

على الله؛ ففي الصحيح: (( إن الله - تعالى - إذا أحبَّ فلانًا نادى: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبَّه، فيحبه جبريل،

ثم ينادِي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض))،

 فأسأل الله - تعالى - أن يجعل القبول الذي وضعه لشيخنا الخطيب في الأرض حبًّا وكرامة،

وأن يزيده رفعة وعزَّة في الدنيا والآخرة؛ جزاء ما يفعل مع الذين يقرؤون عليه.

 هذا، وقد ظل شيخُنا فترة طويلة يدرِّس التجويد وعلوم القرآن في معهدِ الصوالحة بشبرا الخيمة، إلا أنه اضطرَّ للتوقف

 أيضًا بسبب بعضِ المشاغل والظروف الصحية، فأسأل الله - تعالى - أن يقدِّر لشيخنا الخير حيثما كان، وأن يرضيه به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد