عمران أحمد خان نيازي (بالأردية: عمران أحمد خان نیازی) (25 نوفمبر 1952 - ) رئيس وزراء باكستان (22) منذ 18 أغسطس 2018 م، وسياسي باكستاني ولاعب كريكت دولي سابق، والرئيس الحالي لحركة إنصاف الباكستانية. كان عضواً في الجمعية الوطنية لباكستان من عام 2013 إلى عام 2018، وهو المقعد الذي فاز به في الانتخابات العامة عام 2013. يعمل في الأنشطة الخيرية، ويعلق على لعبة الكريكيت، جنباً إلى جنب مع أنشطته السياسية. ارتفع شأن حركة الإنصاف التي يرأسها وزادت شعبيتها منذ سنة 2011 بتأثير الثورات العربية لتضاهي الحزبَيْن السياسيَيْن التقليديَين، وحققت أغلبية في الانتخابات العامة الباكستانية لسنة 2018.
لعب خان لصالح فريق الكريكيت الباكستاني من عام 1971 وحتى عام 1992، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عام 1982 وعام 1992. بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988. وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ فلديه سجل من 3807 نقطة، و362 ويكيت في الـ«تيست كريكيت»، ما جعله واحدا من ستة لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـ«تيست».).
أسس في أبريل عام 1996 حركة الإنصاف الباكستانية وهو حزب سياسي برز سنة 2011 وترأسه، وكان النائب الوحيد عنه الذي انتخب للبرلمان. وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر 2002 وحتى أكتوبر 2007. وقد أسهم خان من خلال جمع التبرعات من حول العالم في بناء مركز أبحاث ومستشفى سرطان شوكت خانوم التذكاري عام 1996، وكلية نامال في ميانوالي عام 2008
الأسرة والتعليم والحياة الشخصية
ولد عمران خان للزوجين شوكت خانوم وإكرام الله خان نيازي مهندس مدني في لاهور، نشأ خان صبيا هادئاً خجِلا في شبابه، في أسرة متوسطة معه فيها أربع شقيقات. استقر والد خان في إقليم البنجاب وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خان البشتونية في مدينة ميانوالي. ويضم نسبه من جهة الأم نماذج ناجحة من لاعبي الكريكيت، ومنهم سبيل المثال: جاويد بوركي، وماجد خان. تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون (Aitchison College) بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر (Royal Grammar School Worcester) في إنجلترا، حيث تفوق في لعبة الكريكيت. وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل (Keble College) في أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد؛ حيث تخرج من الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.
في 16 مايو عام 1995 تزوج خان سيدة المجتمع الإنجليزية جيميما جولدسميث التي تحولت إلى الإسلام بعد حفل ديني مدته دقيقتان في باريس، وبعد ذلك بشهر تقريباً وفي 12 يونيو تزوجا في حفل مدني في مكتب تسجيل ريتشموند في إنجلترا، وأُتبع باستقبال في منزل جولدسميث في مقاطعة سيري. وقد وصف خان الزواج بأنه صعب، وقد أثمر هذا الزواج طفلين؛ سليمان عيسى من مواليد 18 نوفمبر 1996، وقاسم من مواليد 10 أبريل 1999، وكما كان اتفاق زواجه، كان خان يقضي أربعة أشهر سنوياً في إنجلترا. أعلن الطلاق من زوجته في 22 يونيو 2004، وذلك لصعوبة تأقلمها مع المعيشة في باكستان.
ويقيم خان الآن في بني جالا في العاصمة إسلام أباد، حيث بنى منزلاً بمزرعة بالأموال التي باع بها شقته في لندن، وهو يزرع أشجار الفاكهة، والقمح، ويربي الأبقار، وفي الوقت نفسه يحافظ على ملعب للكريكيت لولديه الذين يزورانه أثناء فترة إجازتهما. ويقال أيضاً: إن خان على اتصال دائم مع تيرانا جاد وايت خان ابنته المزعومة، وهو ما لم يعترف به علناً على الإطلاق.
مجال الكريكيت
ظهر خان لأول مرة بشكل باهت بالدرجة الأولى في لعبة الكريكيت، عندما كان في السادسة عشرة من عمره في مدينة لاهور. ومع بداية حقبة 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور A من 1969 إلى 70، لاهور B من 1969 إلى 70، لاهور جرينز من 1970 إلى 71، وفي النهاية لاهور من 1970 إلى 71. كما كان خان جزءاً من فريق بلو كريكيت لجامعة أكسفورد، في مواسم 1973 وإلى 1975. وفي ورسيسترشاير، حيث لعب كريكيت المقاطعات من 1971 إلى 1976، لم يكن سوى لاعب كريكيت ذي معدل سرعة متوسطة. وخلال هذا العقد مثل خان فرقاً أخرى، بما في ذلك داود إندستريز من 1975 إلى 76، الخطوط الجوية الدولية الباكستانية من 1975، 76 إلى 1980- 81، ثم لعب لصالح ساسيكس في الفترة من 1983 إلى 1988.
في عام 1971 قام خان في أول ظهور له بأول مباراة تيست كريكيت ضد إنجلترا في برمينجهام، وبعد ثلاث سنوات ظهر لأول مرة في مباراة وان داي إنترناشيونال (One Day International) اختصاراً (ODI)، وذلك ضد إنجلترا في مدينة نوتينجهام أيضا، لصالح برودينشال تروفي (Prudential Trophy). بعد تخرجه في جامعة أكسفورد وانتهاء مدة الاختبار القانونية في ورسيستشاير - عاد إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءاً من موسم 1976- 1977، وخلال تلك الفترة لعب الفريق الباكستاني أمام نيوزيلاندا وأستراليا. في أعقاب سلسلة مباريات مع أستراليا قام بجولة في جزر الهند الغربية، حيث التقى توني جريج الذي جعله يشترك في سلسلة الكريكيت العالمية التي ينظمها كيري بيكر. ل[بثها على شبكته التليفزيونية في أستراليا]. اعتمدت أوراقه بوصفه واحداً من أسرع رماة لاعبي البولينج في العالم، وذلك عندما جاء في المركز الثالث 139.7 كيلومتر/ساعة في مباراة البولينج السريع في مدينة بيرث، ليأتي بعد كل من جيف طومسون وميشيل هولدينج، وقبل دينيس ليلي وجارس لي روكس وأندي روبرتس.. كما حقق خان تصنيف تيست كريكيت بولينج بواقع 922 نقطة ضد الهند في 31 يناير عام 1983. تصنيف مباريات بولينج تيست آل تيم (All Time Test) لمستوى الأداء لمجلس الكريكيت الدولي كان الأعلى في ذلك الوقت..
حقق خان ثلاثي التفوق في كل من البولينج والباتينج (محققاً 3000 رمية، و300 ويكيت) في 75 مباراة تيست، أسرع ثاني رقم مسجل بعد لان بوتهام بواقع 72 تيست. كما عين - بما أنه لديه أعلى متوسط في الباتينج بواقع 61.86 - لاعبا ضارباً للكرة في التيست في المركز السادس لترتيب الضرب. لعب خان آخر مباراة تيست لصالح باكستان في يناير 1992 ضد سيريلانكا في مدينة فيصل أباد. تقاعد خان نهائياً من لعبة الكريكيت بعد ستة أشهر من مباراة وان داي إنترناشيونال الأخيرة له (ODI)؛ نهائيات كأس العالم التاريخي عام 1992 ضد إنجلترا في مدينة ملبورن في أستراليا. وقد أنهى مسيرته بـ 88 مباراة تيست، و126 جولة، وسجل 3807 رمية بمتوسط 37.69، شمل ذلك ست دول و18 خمسيني، وكانت أعلى درجة له 136 رمية. وكلاعب بولينج فقد حقق 362 ويكيت في التيست كريكيت، ما جعله أول باكستاني يحقق ذلك، والرابع على مستوى العالم. في مباريات وان داي إنترناشيونال لعب 172 مباراة، وسجل 3709 رمية، بمتوسط 33.41، ولم يزد أعلى عدد أهداف له عن 102. ووقفت أفضل لعبة بولينج موثقة له في وان داي إنترناشيونال عند 6 ويكيت، لأربعة عشر رمية.
قيادة الفريق
في ذروة حياته المهنية في عام 1982 تسلم خان قيادة فريق الكريكيت الباكستاني وهو في سن الثلاثين من جاويد ميانداد. ويستعيد ذكرياته في عدم ارتياحه لدوره الجديد، فقد قال لاحقاً: عندما أصبحت قائداً للفريق لم يكن بوسعي الحديث إلى الفريق مباشرة، فقد كنت خجولا جداً، كان علي أن أخبر المدير، قلت: اسمعني، هل يمكنك التحدث إليهم بما أريد أن أقوله للفريق. وأعني هنا اجتماعات الفريق الأولى، فقد كنت خجولا ومرتبكا، لم يكن بوسعي الحديث إلى الفريق. وكقائد لعب خان 48 مباراة تيست بواسطة فريق باكستان، فاز في 14 منها وخسر 8 وانتهت الـ 26 الأخرى بالتعادل. كما لعب 139 مباراة وان داي إنترناشيونال، فاز في 77، وخسر 57، وانتهت مباراة بالتعادل.
وفي ثاني مباراة للفريق تحت قيادته، قادهم خان إلى أول فوز له في مبارة تيست على أرض إنجليزية منذ 28 عاماً في ملعب لودز. كانت السنة الأولى لخان في قيادة الفريق هي قمة تراثه كلاعب بولينج سريع ومتعدد المهارات كذلك. فقد سجل أفضل مباراة بولينج تيست في مجاله عند أخذ 8 ويكيت لـ 85 رمية ضد سيريلانكا في مدينة لاهور عام 1981- 1982. كما تفوق في كل من البولينج والباتينج في المتوسطات ضد إنجلترا في ثلاث مباريات تيست متوالية عام 1982، حيث أصاب 21 ويكيت ومسجلا في المتوسط 56 بالمضرب. وفي وقت لاحق من العام نفسه سجل أداءً عالياً معترفا به في سلسلة المباريات المحلية ضد الفريق الهندي القوي، وذلك من خلال إصابة 40 ويكيت في ست مباريات تيست بمتوسط 13.95. وبنهاية تلك السلسلة في عام 1982- 83 كان خان قد أحرز 88 ويكيت في 13 مباراة تيست على مدار فترة عام واحد من توليه قيادة الفريق.
ومع ذلك، فنفس تلك السلسلة من مباريات التيست ضد الهند أسفرت عن إصابة خان بكسر في قصبة ساقه نتيجة الإجهاد، ما أبعده عن الكريكيت لمدة زادت على العامين. وقد مولت الحكومة الباكستانية علاجا تجريبياً ساعده على التعافي بنهاية عام 1984، ومن ثم حقق عودة ناجحة إلى الكريكيت الدولي في الجزء الثاني من موسم عام 1984- 85.
ففي عام 1987 قاد خان باكستان إلى سلسلتها الأولى من مباريات التيست الناجحة في الهند، والتي تلاها أول انتصار متتالي لباكستان في إنجلترا في العام نفسه. خلال عقد الثمانينات سجل فريقه أيضا ثلاثة انتصارات كبيرة ضد فريق كريكيت الهند الغربية، وفي عام 1987 استضافت الهند وباكستان بطولة كأس العالم، لكن أحداً منهما لم يتجاوز الدور قبل النهائي. وبنهاية كأس العالم اعتزل خان الكريكيت الدولي. وفي عام 1988 طلب منه الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق العودة لقيادة الفريق، وفي 18 يناير أعلن قراره بالانضمام إلى الفريق. وبعيد عودته إلى قيادة الفريق سرعان ما قاد الفريق إلى انتصارات أخرى في جزر الهند الغربية، ويعلق على ذلك قائلاً: "حقا لقد كانت آخر مرة ألعب بولينج بشكل جيد". وقد أعلن أنه رجل السلاسل (Man of the Series) ضد جزر الهند الغربية، وذلك في عام 1988، عندما أحرز 23 ويكيت في ثلاث مباريات تيست.
ظهرت مهارات خان المهنية العالية كقائد ولاعب كريكيت عندما قاد باكستان إلى النصر في كأس العالم للكريكيت عام 1992. خان الذي كان يلعب مع فريق باتينج هش، رقى نفسه كضارب كرة (batsmen) وذلك ليلعب في ترتيب متقدم جنباً إلى جنب مع جاويد ميانداد، لكن مساهماته كلاعب بولينج كانت قليلة. سجل خان وهو في سن التاسعة والثلاثين أعلى رمية لضارب كرة باكستاني، وأخذ آخر ويكيت فائزة بنفسه. ومَثّل قبول خان لكأس العالم منفعة للفريق الباكستاني، ومع ذلك فقد تعرض للنقد. وقد قيل إن قرار خان ألا يذكر زملاءه ودولته في خطابه للقبول، وتسليطه الضوء على نفسه وزيارته المرتقبة لمستشفى السرطان بدلاً من ذلك أزعج وضايق الكثير من المواطنين. وقد أثار استخدام الضمائر: أنا وإياي وملكي مشاعر الجميع، اقرأ افتتاحية صحيفة دايلي ناشيونال، والتي علقت على الخطاب بـ "ملاحظة متضاربة" (jarring note).
ما بعد التقاعد
في عام 1994 اعترف خان بأنه خلال مباريات التيست أحياناً ما خدش جانب الكرة ورفع الدرز. وأضاف : "مرة واحدة فقط استخدمت هدفاً. عندما لعب فريق ساسيكس في هامبشاير عام 1981 لم تكن الكرة منحرفة على الإطلاق. حصلت على مركز الرجل الثاني عشر للخروج إلى رأس الزجاجة، وبدأت في التحرك كثيرا". في عام 1996 نجح خان في الدفاع عن نفسه في دعوى التشهير التي رفعها عليه الكابتن الإنجليزي السابق واللاعب المتعدد المهارت لان بوتهام واللاعب ألان لامب بشأن التعليقات التي ادعوا أن خان قام بها في مقالين عن العبث بالكرة المذكور أعلاه ومقال آخر نشر في مجلة هندية هي: إنديا توداي. زعموا في المقال الأخير المنشور أن خان أطلق على اثنين من لاعبي الكريكيت "أنهم عنصريين وناقصي تعليم ومن فئة أدنى". واحتج خان بأنه أسيء نقلها، قائلا: إنه كان يدافع عن نفسه بعد أن عبث بالكرة في مباراة محلية منذ 18 عاماً. فاز خان في قضية التشهير التي صنفها القاضي بأنها ممارسة لا جدوى منها كلية، وذلك بأغلبية من هيئة المحلفين بنسبة 2- 10.
منذ تقاعده أخذ خان في كتابة مقالات رأي في صحف متنوعة؛ إنجليزية وآسيوية، خاصة فيما يتعلق بفريق الوطني الباكستاني. وقد نشرت إسهاماته في مجلات أوت لوك الهندية، الجارديان، الإندبندنت، الدايلي تيليجراف. كما ظهر خان أحيانا كمعلق كريكيت على الشبكات الرياضية الآسيوية والإنجليزية، بما في ذلك إذاعة بي بي سي الناطقة بالأردية، وشبكة ستار تي في. في عام 2004، عندما قام فريق الكريكيت الهندي بجولة في باكستان بعد 14 عاماً، كان خان المعلق على البث الخاص المباشر على شبكة تي أي إن سبورت، وسترايت درايفر (Straight Drive) بينما كان كاتب عمود في شبكة (sify.com) وحتى عام 2005 في سلسلة مباريات التيست الهندية الباكستانية. قدم تحليلاً لكل دورة كأس عالم في لعبة الكريكيت منذ عام 1992، والذي يتضمن تقديم ملخصات للمباريات لإذاعة البي بي سي خلال كأس العالم عام 1999.
العمل الاجتماعي
بعد تقاعده من لعبة الكريكيت عام 1992، ركز خان جهوده على العمل الاجتماعي وحده لأكثر من أربعة سنوات. وبحلول عام 1991، كان قد أسس مستشفى ومركز أبحاث السرطان التذكاري، وهي منظمة خيرية تحمل اسم والدته السيدة شوكت خانوم. وكنتيجة للمساعي الأولية، دشّن خان المستشفى الأول والوحيد للسرطان في باكستان، والذي شيدت باستخدام أموال التبرعات التي زادت على 25 مليون دولار قام خان بجمعها من شتى أنحاء العالم. وقد استلهم فكرة مركز أبحاث ومستشفى سرطان شوكت خانوم التذكاري من والدته التي توفيت متأثرة بهذا المرض، وهو مستشفى سرطان خيري يتحمل 75 في المائة من تكلفة العلاج، وافتتح في لاهور في 29 ديسمبر عام 1994. ويشغل خان حاليا رئيس مجلس إدارة المستشفى، وهو مستمر في جمع الأموال من خلال التبرعات الخيرية والعامة. خلال عقد التسعينيات عمل خان كممثل خاص للرياضة بمنظمة اليونيسيف، وبرامج تحسين الصحة والتحصين في بنجلاديش وباكستان وسريلانكا وتايلاند.
وفي 27 أبريل افتتحت كلية تقنية في مقاطعة ماينوالي أطلق عليها اسم كلية نامال (Namal College) وهي من بنات أفكار خان. تم بناء كلية نامال من خلال صندوق ميانوالي الإنمائي (MDT) برئاسة خان، وتم عمل ربط مع جامعة برادفورد في ديسمبر 2005. ويبني خان حالياً مستشفى سرطان آخر في كراتشي مقتديا بمؤسسته الناجحة في لاهور كنموذج. وأثناء وجوده في لندن يعمل مع مؤسسة كريكت اللورد تافيرنرز الخيرية.
العمل السياسي
بعد سنوات قليلة من عملةه كلاعب محترف في لعبة الكريكيت، اقتحم خان الانتخابات السياسية، بينما اعترف أنه لم يصوت في انتخابات من قبل. ومنذ ذلك الحين كان أهم عمل سياسي قام به هو المعارضة ضد الحكام السياسيين، مثل: برفيز مشرف، وآصف على زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. لم تؤخذ سياسات خان على محمل الجد، وكانت على أفضل تقدير كعمود أخبار مفرد في معظم الصحف. وكما قيل وباعترافه هو شخصياً فإن أبرز مؤيديه السياسيين كانوا من النساء والشباب. كانت معركته السياسية متأثرة بالفريق حامد جول الرئيس السابق للمخابرات الباكستانية، والمشهور بدعمه لصعود طالبان ومناهضته لوجهات النظر الغربية. في باكستان، كان رد الفعل لسياساته شائعا لدرجة ذكر اسمه على موائد العشاء ورد الفعل كذلك: يدير الناس أعينهم، ويبتسمون ابتسامة خفيفة، ثم يطلقون زفرة حزينة.
وفي 25 أبريل عام 1996، أسس خان حزبه السياسي، أطلق عليه اسم (باكستان تحريك إنصاف)، مع شعار مقترح «إنصاف، وإنسانية، واحترام الذات». هزِم خان بشكل شامل في الاقتراع في انتخابات 1997 العامة هو وأعضاء حزبه؛ حيث عورض من سبع مقاطعات. دعم خان الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال برفيز مشرف عام 1999، لكنه ندد برئاسته قبل عدة أشهر من انتخابات عام 2002 العامة. العديد من المعلقين السياسيين ومعارضي خان السياسيين وصفوا تغيير موقف خان بالتحرك الانتهازي. وقد شرح وجهة نظره لاحقاً بقوله: " آسف على دعم الاستفتاء، لقد أُفهمت أنه عندما يفوز فإن الجنرال سيبدأ في عملية لإصلاح الفساد، لكن حقيقةً لم يكن هذا شغله الشاغل. خلال موسم انتخابات عام 2002، عبر عن معارضته لدعم باكستان اللوجستي لقوات الولايات المتحدة، بدعوى أن دولتهم أصبحت خادما للولايات المتحدة. فاز حزب (PTI) بأصوات 0.8 في المائة في الاستفتاء الشعبي، وبمقعد واحد من أصل 272 مقعداً متاحة في انتخابات 20 أكتوبر التشريعية عام 2002. وفي 16 نوفمبر، أدى خان - الذي انتخب من الجمعية العامة في دائرة ميانوالي الانتخابية - اليمين الدستورية كعضو في البرلمان. ما إن تولى المنصب حتى صوت خان لصالح المرشح الإسلامي لرئاسة الوزراء والموالي لحركة طالبان عام 2002، متجنبا اختيار مشرّف. وكعضو في البرلمان كان جزءاً من اللجان القائمة على كشمير والحسابات الحكومية، والشأن التشريعي الواضح في العلاقات الخارجية، والتعليم، والعدل.
في 6 مايو عام 2005 أصبح خان من أوائل الشخصيات التي تنقد مقالة الثلاثمائة كلمة في مجلة النيوزويك، عن التدنيس المزعوم للقرآن في سجن عسكري للولايات المتحدة في قاعدة خليج جوانتانامو البحرية في كوبا. عقد خان مؤتمراً صحفياً للتنديد بالمقال، وطلب من الجنرال برفيز مشرف أن يحصل على اعتذار من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عن هذا الحدث. وفي عام 2006 ذكر متعجبا "مشرّف يجلس هنا وهو يلعق حذائي بوش!". وأضاف قائلا في نقده لزعماء العالم الإسلامي لدعمهم إدارة بوش: "إنهم عرائس متحركة يحكمون العالم الإسلامي، نحن نريد السيادة الباكستانية. لا نريد لرئيسنا أن يكون كلبا لجورج بوش". وخلال زيارة جورج بوش لباكستان في مارس عام 2006 كان خان قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد بعد تهديداته بتنظيم مظاهرة احتجاجية. في يونيو عام 2007 حفظ وزير الشؤون البرلمانية الاتحادية الدكتور/ شير أفغان خان نيازي، وحزب الحركة القومية المتحدة (MQM) - إشارات منفصلة عن عدم الأهلية ضد خان، مطالبين بتنحيته كعضو في الجمعية العامة على خلفية أخلاقية. وقد رفض كلا الدليلين والمدرجين على أساس المادتين 62 و63 من الدستور الباكستاني في 5 سبتمبر.
في الثاني من أكتوبر عام 2007 - وكجزء من أحزاب الحركة الديمقراطية - انضم خان إلى 85 نائباً تقدموا بطلب الاستقالة من البرلمان احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر، والتي سيشارك فيها الرئيس مشرّف بدون الاستقالة من منصبه كرئيس للجيش. وفي 3 نوفمبر عام 2007، تم وضع خان قيد الإقامة الجبرية في منزل والده بعد ساعات من إعلان الرئيس مشرف حالة الطوارئ في باكستان. وطالب خان بعقوبة الإعدام لمشرف بعد فرض حالة الطوارئ، والتي ساوى بينها وبين "الخيانة". وفي اليوم التالي، في 4 نوفمبر هرب خان، وذهب خلال اختباء متنقل. وفي النهاية خرج من مخبئه في 14 نوفمبر لينضم إلى حركة الطلاب المعارضة في جامعة البنجاب. وفي الاجتماع الحاشد ألقي القبض على خان بواسطة طلبة من حزب جماعة الإسلام السياسي، والتي زعمت أن خان كان مصدر إزعاج ولم يُدع إلى التجمع، وسلموه إلى الشرطة، والتي اعتقلته بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب، بزعم تحريض الشعب على حمل السلاح، والدعوة للعصيان المدني، ونشر الكراهية. وفي سجن ديرا غازي خان كان لأقارب خان صلاحية الوصول إليه ومقابلته لتسليم السلع خلال فترة احتجازه في السجن والتي استمرت على مدى أسبوع. وفي 19 نوفمبر سمح لخان بإلقاء كلمة في أعضاء حزبه (PTI) وعائلته بأنه بدأ إضرابا عن الطعام، ولكن نائب مراقب سجن ديرا غازي خان نفى هذه الأنباء، قائلاً: إن خان تناول في إفطاره الخبز والبيض والفاكهة. خان كان واحداً من بين السجناء السياسيين الثلاثة آلاف الذين أفرج عنهم في 21 نوفمبر 2007.
وقد قاطع حزبه الانتخابات المحلية في 18 فبراير 2008، ومن ذلك الحين فإن أحداً من أعضاء حزب (PTI) عمل في البرلمان منذ تقاعد خان عام 2007. وعلى الرغم من أنه لم يعد عضواً في البرلمان فقد تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في حملة يقوم بها الرئيس الباكستاني آصف على زرداري على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس عام 2009.
الفكر
إن عمران خان السنّي المذهب في بلدٍ شهد آلاف القتلى في أعمال العنف الطائفية بين السنة والشيعة.. يتحدث عن ضرورة التعامل «البراجماتي» مع أمريكا.. وعن الشروع في بناء خط أنابيب «إيران - باكستان» ذلك أن الغاز الإيراني الذي تحتاجه باكستان هو أرخص وأسهل من استيراد الغاز المسال على النحو القائم الآن.
تضمن برنامج خان السياسي وتصريحاته: القيم الإسلامية، وما كرس نفسه له خلال فترة التسعينات؛ من اقتصاد متحرر، والوعد بتحرير الاقتصاد، وخلق دولة الرفاه؛ وذلك بتقليل البيروقراطية، وقوانين مكافحة الفساد، أن يخلق ويضمن حكومة نظيفة؛ وذلك بتأسيس قضاء مستقل، إصلاح نظام شرطة الدولة، ومجابهة الرؤية العسكرية لباكستان ديمقراطي.
يرجع قرار خان الدخول إلى المعترك السياسي لنهضة روحية، متأثراً بمحادثاته مع أحد أتباع المذهب الصوفي في الإسلام، والذي بدأ في السنوات الأخيرة في مجاله في الكريكيت. ويشرح لمجلة الواشنطن بوست قائلا: "لم أعاقر خمرا قط، ولا دخنت، ولكني اعتدت أن أؤدي دوري في الحفلات، لقد كان هناك عائق في تقدمي الروحي". وكعضو في البرلمان فقد صوت خان أحياناً لصالح كتلة التيار الإسلامي المتشدد، مثل تحالف الأحزاب الدينية في باكستان متحدة مجلس عمل [بالأردية] (Muttahida Majlis-e-Amal)، الذي كان قائده مولانا فازلور رحمن، فقد سانده لرئاسة الوزراء بجانب ترشيح مشرف عام 2002. ورحمن رجل دين من المؤيدين لطالبان، وهو الذي دعا إلى حرب مقدسة ضد الولايات المتحدة. وعلى أساس ديني في باكستان قال خان: "إنه ومع مرور الوقت فلا بد للفكر الديني أن يتطور، ولكنه ليس تطوراً، إنه رد فعل ضد الثقافة الغربية، وفي الغالب ليس لديه ما يقوم به تجاه العقيدة أو الدين".
وقال خان لجريدة الدايلي تليجراف البريطانية: "أريد لباكستان أن تكون دولة الرفاه، وأن تكون ديمقراطية حقيقية، مع سيادة القانون، ونظام قضائي مستقل". ومن بين أفكاره الأخرى التي قدمها: مطالبة جميع الطلاب بقضاء سنة بعد التخرج يعلّمون في الريف، ويخفضون من البيروقراطية المفرطة؛ لكي يتم إرسالهم إلى التعليم أيضاً؛ وعلى حد قوله: "نحن بحاجة إلى اللامركزية، وتمكين الشعب على مستوى القاعدة الشعبية". في يونيو 2007 استنكر خان منح بريطانيا لقب فارس للكاتب الهندي المولد سلمان رشدي. وقال: "يجب على الحضارة الأوروبية أن تدرك مدى إيذاء ذلك الكتاب المثير للجدل على نطاق واسع؛ آيات شيطانية - للمجتمع الإسلامي".
صورة ونقد
خلال عقدي السبعينات والثمانينات أصبح خان معروفاً كشخصية اجتماعية ناشطة بسبب حفلاته التي لا تنتهي في نوادي لندن الليلية، مثل: أنابيلس (Annabel's) وترامب (Tramp)، على الرغم من أنه ادعى أنه يكره الحانات الإنجليزية ولم يشرب الخمر مطلقاً. كما اكتسب شهرة في أعمدة القيل والقال في لندن، بسبب الفتيات الرومنسيات، مثل: سوزانا قسطنطين، ولادي ليزا كامبل، والفنانة إيما سيرجينت. البريطانية وريثة سيتا وايت واحدة من صديقاته السابقات ابنة جوردون وايت بارون مدينة هال (Hull)- أصبحت أما لابنته غير الشرعية المزعومة. وقد حكم قاض في الولايات المتحدة بأنه أب لتيران جاد وايت، ولكن خان نفى أبوته لها.
غالباً ما وصف خان بأنه سياسي ليس له وزن يذكر، وهو مغمور في باكستان؛ حيث تشير إليه الصحف المحلية بـ "السياسي المفسد". حزب (MQM) السياسي(؟) أكد أن خان "هو المريض الذي قد يمثل فشلاً كاملاً في السياسة ولم يبقه على قيد الحياة سوى التغطية الإعلامية" المراقبون السياسيون يقولون إن الجماهير التي يجذبها لكونه لاعب كريكيت شهير، والجماهير تعتبره شخصية للتسلية أكثر منه سلطة سياسية جادة. وكما يقول المعلقون والمراقبون فإن فشله في الحصول على السلطة السياسية أو بناء قاعدة دعم محلية يرجع إلى نقص نضج خان السياسي والسذاجة. الكاتب الصحفي آياز أمير أخبر صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بأن خان ليس لديه تلك السياسة التي تمنحه القوة والعزيمة لمواجهة المصاعب.
صحيفة الجارديان في بريطانيا وصفت خان بأنه "سياسي بائس"، ملاحظة أن أفكار خان وانتماءاته قد انحرفت وانزلقت منذ دخوله المعترك السياسي، كعربة يد في الأمطار... فهو يدعو إلى الديمقراطية في يوم ثم يعطي صوته للملا الرجعي في اليوم التالي". التهمة التي دائماً ما أثيرت ضد خان هي النفاق والانتهازية، بما في ذلك "منعطف حياته من مستهتر إلى متزمت". ناجام سيثي واحد من أكثر المعلقين الباكستانيين احتراماً يصرح بأن "الكثير من قصة خان عن خلف الوعد في كثير من ألأشياء التي أعلن عنها من قبل، فهذا هو الذي لا يمنح الثقة للناس". وقد نجم تأرجح خان السياسي من إعلانه انتقاد الرئيس مشرف بعد أن أيّد انقلابه العسكري عام 1999. وبالمثل، كان خان من منتقدي رئيس الوزراء السابق نواز شريف عندما كان في السلطة، فقد قال: "إن رئيس وزرائنا الحالي له عقل فاشي، وأعضاء البرلمان لا يستطيعون التوجه ضد الحزب الحاكم. ونحن نعتقد أن كل يوم يمر وهو في السلطة فإن بلادنا تغرق في مزيد من الفوضى" ومع ذلك فقد انضم إلى قوى شريف عام 2008 ضد مشرف. وفي عمود عنوانه "فلينهض عمران الحقيقي رجاء" كاتب العمود أمير زيا نقل قول أحد قادة حزب (PTI) المؤسس في كراتشي: "إننا نجد صعوبة في تحديد شخصية عمران الحقيقية حتى الآن". فبينما هو في باكستان يرتدي الثياب التقليدية الباكستانية يعظ ويتحلى بالقيم الدينية، فإنه يتحول كلية عندما يكون جنبا إلى جنب مع النخبة في بريطانيا وأماكن أخرى في الغرب.
في عام 2008 وكجزء (Hall of Shame awards) لعام 2007 أعطت مجلة نيوزلاين الباكستانية خان جائزة هيلتون باريس "لأكثر الشخصيات المحببة بدون حق من وسائل الإعلام". الشاهد لقراءة خان هو "أنه زعيم لحزب يفتخر بأنه حصل على مقعد واحد في الجمعية العامة ومع ذلك يحصل على تغطية إعلامية تتناسب عكسيا مع نفوذه السياسي". وقد وصفت صحيفة الجارديان التغطية التي حصلت عليها نشاطات خان بعد التقاعد في بريطانيا؛ حيث صنع اسمه كنجم في الكريكيت، وزبون للنوادي الليلية بكونه هراء مرعب مصحوب بالخطر. إنه حول دولة بائسة بشدة من دول العالم الثالث إلى عمود قيل وقال ملحق. قد نخنق جميعاً من عبث من هذا القبيل. بعد انتخابات 2008 العامة، تناول بالحديث كاتب العمود السياسي أعظم خليل تناول خان - الذي طالما احترمه كأسطورة في الكريكيت - كواحد من الفاشلين كلية في سياسة باكستان. وأضاف في صحيفة فرونتير بوست "عمران خان غير اتجاهه السياسي مراراً وتكراراً، وليست له في الوقت الحاضر طريقة في التفكير، ولهذا لم تحمله الأغلبية الساحقة من الشعب على محمل الجد".
جوائز وأوسمة
في عام 1992 شرُف خان بالجائزة الباكستانية القيمة للمدنيين[why?]؛ جائزة هلال الامتياز. وقد تلقى قبل ذلك جائزة الرئيس؛ الفخر في الأداء (Pride of Performance Award) في عام 1983. وقد سجل في متحف (Hall of Fame) التابع لجامعة أكسفورد، وأصبح زميلا شرفيا لكلية كيبل في أكسفورد. في 7 ديسمبر عيِّن خان عميدا خامساً في جامعة برادفورد، كما كان راعيا لمشروع أبحاث (Born in Bradford).
وفي عامي 1976 وكذلك 1986 منح خان جائزة (The Cricket Society Wetherall)، وذلك لكونه اللاعب المتعدد المواهب الأمامي في الكريكيت الإنجليزي من الطبقة الأولى. كما أطلق عليه اسم لاعب كريكيت ويدسون (Wisden Cricketer) للعام 1983، ولاعب نادي كريكيت ساسكس (Sussex Cricket Society) عام 1985، ولاعب كريكيت الكريكيت الهندي (Indian Cricket Cricketer) عام 1990. ويحمل خان حالياً رقم 8 في قائمة شبكة برامج التسلية والرياضة (ESPN Legends of Cricket). وفي 5 يوليو عام 2009 كان واحداً من عدة لاعبي كريكيت آسيويين متمرسين يقدم جوائز يوبيل فضي خاص في افتتاح مجلس الكريكيت الآسيوي (Asian cricket Council)، حفل توزيع جوائز في كراتشي.
وفي 8 يوليو عام 2004 مُنح خان جائزة منجزات العمر () في احتفال جوائز الجوهرة الآسيوية (Asian Jewel Awards) في لندن وذلك بوصفه رمزاً للعديد من المؤسسات الخيرية الدولية، والعمل بحماس وعلى نطاق واسع في أنشطة جمع التبرعات. وفي 13 ديسمبر عام 2007 حصل خان على جائزة الخير (Humanitarian Award) في جوائز الرياضات الآسيوية (Asian Sports Awards) في كوالا لامبور، وذلك لجهوده في إنشاء أول مستشفى سرطان في باكستان. في 2009 وفي احتفال مئوية مجلس الكريكيت العالمي كان خان واحداً من بين خمسة وخمسين لاعب كريكيت يدخلون مشاهير مجلس الكريكيت الدولي (ICC Hall of Fame).
لعب خان لصالح فريق الكريكيت الباكستاني من عام 1971 وحتى عام 1992، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عام 1982 وعام 1992. بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988. وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ فلديه سجل من 3807 نقطة، و362 ويكيت في الـ«تيست كريكيت»، ما جعله واحدا من ستة لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـ«تيست».).
أسس في أبريل عام 1996 حركة الإنصاف الباكستانية وهو حزب سياسي برز سنة 2011 وترأسه، وكان النائب الوحيد عنه الذي انتخب للبرلمان. وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر 2002 وحتى أكتوبر 2007. وقد أسهم خان من خلال جمع التبرعات من حول العالم في بناء مركز أبحاث ومستشفى سرطان شوكت خانوم التذكاري عام 1996، وكلية نامال في ميانوالي عام 2008
الأسرة والتعليم والحياة الشخصية
ولد عمران خان للزوجين شوكت خانوم وإكرام الله خان نيازي مهندس مدني في لاهور، نشأ خان صبيا هادئاً خجِلا في شبابه، في أسرة متوسطة معه فيها أربع شقيقات. استقر والد خان في إقليم البنجاب وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خان البشتونية في مدينة ميانوالي. ويضم نسبه من جهة الأم نماذج ناجحة من لاعبي الكريكيت، ومنهم سبيل المثال: جاويد بوركي، وماجد خان. تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون (Aitchison College) بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر (Royal Grammar School Worcester) في إنجلترا، حيث تفوق في لعبة الكريكيت. وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل (Keble College) في أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد؛ حيث تخرج من الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.
في 16 مايو عام 1995 تزوج خان سيدة المجتمع الإنجليزية جيميما جولدسميث التي تحولت إلى الإسلام بعد حفل ديني مدته دقيقتان في باريس، وبعد ذلك بشهر تقريباً وفي 12 يونيو تزوجا في حفل مدني في مكتب تسجيل ريتشموند في إنجلترا، وأُتبع باستقبال في منزل جولدسميث في مقاطعة سيري. وقد وصف خان الزواج بأنه صعب، وقد أثمر هذا الزواج طفلين؛ سليمان عيسى من مواليد 18 نوفمبر 1996، وقاسم من مواليد 10 أبريل 1999، وكما كان اتفاق زواجه، كان خان يقضي أربعة أشهر سنوياً في إنجلترا. أعلن الطلاق من زوجته في 22 يونيو 2004، وذلك لصعوبة تأقلمها مع المعيشة في باكستان.
ويقيم خان الآن في بني جالا في العاصمة إسلام أباد، حيث بنى منزلاً بمزرعة بالأموال التي باع بها شقته في لندن، وهو يزرع أشجار الفاكهة، والقمح، ويربي الأبقار، وفي الوقت نفسه يحافظ على ملعب للكريكيت لولديه الذين يزورانه أثناء فترة إجازتهما. ويقال أيضاً: إن خان على اتصال دائم مع تيرانا جاد وايت خان ابنته المزعومة، وهو ما لم يعترف به علناً على الإطلاق.
مجال الكريكيت
ظهر خان لأول مرة بشكل باهت بالدرجة الأولى في لعبة الكريكيت، عندما كان في السادسة عشرة من عمره في مدينة لاهور. ومع بداية حقبة 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور A من 1969 إلى 70، لاهور B من 1969 إلى 70، لاهور جرينز من 1970 إلى 71، وفي النهاية لاهور من 1970 إلى 71. كما كان خان جزءاً من فريق بلو كريكيت لجامعة أكسفورد، في مواسم 1973 وإلى 1975. وفي ورسيسترشاير، حيث لعب كريكيت المقاطعات من 1971 إلى 1976، لم يكن سوى لاعب كريكيت ذي معدل سرعة متوسطة. وخلال هذا العقد مثل خان فرقاً أخرى، بما في ذلك داود إندستريز من 1975 إلى 76، الخطوط الجوية الدولية الباكستانية من 1975، 76 إلى 1980- 81، ثم لعب لصالح ساسيكس في الفترة من 1983 إلى 1988.
في عام 1971 قام خان في أول ظهور له بأول مباراة تيست كريكيت ضد إنجلترا في برمينجهام، وبعد ثلاث سنوات ظهر لأول مرة في مباراة وان داي إنترناشيونال (One Day International) اختصاراً (ODI)، وذلك ضد إنجلترا في مدينة نوتينجهام أيضا، لصالح برودينشال تروفي (Prudential Trophy). بعد تخرجه في جامعة أكسفورد وانتهاء مدة الاختبار القانونية في ورسيستشاير - عاد إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءاً من موسم 1976- 1977، وخلال تلك الفترة لعب الفريق الباكستاني أمام نيوزيلاندا وأستراليا. في أعقاب سلسلة مباريات مع أستراليا قام بجولة في جزر الهند الغربية، حيث التقى توني جريج الذي جعله يشترك في سلسلة الكريكيت العالمية التي ينظمها كيري بيكر. ل[بثها على شبكته التليفزيونية في أستراليا]. اعتمدت أوراقه بوصفه واحداً من أسرع رماة لاعبي البولينج في العالم، وذلك عندما جاء في المركز الثالث 139.7 كيلومتر/ساعة في مباراة البولينج السريع في مدينة بيرث، ليأتي بعد كل من جيف طومسون وميشيل هولدينج، وقبل دينيس ليلي وجارس لي روكس وأندي روبرتس.. كما حقق خان تصنيف تيست كريكيت بولينج بواقع 922 نقطة ضد الهند في 31 يناير عام 1983. تصنيف مباريات بولينج تيست آل تيم (All Time Test) لمستوى الأداء لمجلس الكريكيت الدولي كان الأعلى في ذلك الوقت..
حقق خان ثلاثي التفوق في كل من البولينج والباتينج (محققاً 3000 رمية، و300 ويكيت) في 75 مباراة تيست، أسرع ثاني رقم مسجل بعد لان بوتهام بواقع 72 تيست. كما عين - بما أنه لديه أعلى متوسط في الباتينج بواقع 61.86 - لاعبا ضارباً للكرة في التيست في المركز السادس لترتيب الضرب. لعب خان آخر مباراة تيست لصالح باكستان في يناير 1992 ضد سيريلانكا في مدينة فيصل أباد. تقاعد خان نهائياً من لعبة الكريكيت بعد ستة أشهر من مباراة وان داي إنترناشيونال الأخيرة له (ODI)؛ نهائيات كأس العالم التاريخي عام 1992 ضد إنجلترا في مدينة ملبورن في أستراليا. وقد أنهى مسيرته بـ 88 مباراة تيست، و126 جولة، وسجل 3807 رمية بمتوسط 37.69، شمل ذلك ست دول و18 خمسيني، وكانت أعلى درجة له 136 رمية. وكلاعب بولينج فقد حقق 362 ويكيت في التيست كريكيت، ما جعله أول باكستاني يحقق ذلك، والرابع على مستوى العالم. في مباريات وان داي إنترناشيونال لعب 172 مباراة، وسجل 3709 رمية، بمتوسط 33.41، ولم يزد أعلى عدد أهداف له عن 102. ووقفت أفضل لعبة بولينج موثقة له في وان داي إنترناشيونال عند 6 ويكيت، لأربعة عشر رمية.
قيادة الفريق
في ذروة حياته المهنية في عام 1982 تسلم خان قيادة فريق الكريكيت الباكستاني وهو في سن الثلاثين من جاويد ميانداد. ويستعيد ذكرياته في عدم ارتياحه لدوره الجديد، فقد قال لاحقاً: عندما أصبحت قائداً للفريق لم يكن بوسعي الحديث إلى الفريق مباشرة، فقد كنت خجولا جداً، كان علي أن أخبر المدير، قلت: اسمعني، هل يمكنك التحدث إليهم بما أريد أن أقوله للفريق. وأعني هنا اجتماعات الفريق الأولى، فقد كنت خجولا ومرتبكا، لم يكن بوسعي الحديث إلى الفريق. وكقائد لعب خان 48 مباراة تيست بواسطة فريق باكستان، فاز في 14 منها وخسر 8 وانتهت الـ 26 الأخرى بالتعادل. كما لعب 139 مباراة وان داي إنترناشيونال، فاز في 77، وخسر 57، وانتهت مباراة بالتعادل.
وفي ثاني مباراة للفريق تحت قيادته، قادهم خان إلى أول فوز له في مبارة تيست على أرض إنجليزية منذ 28 عاماً في ملعب لودز. كانت السنة الأولى لخان في قيادة الفريق هي قمة تراثه كلاعب بولينج سريع ومتعدد المهارات كذلك. فقد سجل أفضل مباراة بولينج تيست في مجاله عند أخذ 8 ويكيت لـ 85 رمية ضد سيريلانكا في مدينة لاهور عام 1981- 1982. كما تفوق في كل من البولينج والباتينج في المتوسطات ضد إنجلترا في ثلاث مباريات تيست متوالية عام 1982، حيث أصاب 21 ويكيت ومسجلا في المتوسط 56 بالمضرب. وفي وقت لاحق من العام نفسه سجل أداءً عالياً معترفا به في سلسلة المباريات المحلية ضد الفريق الهندي القوي، وذلك من خلال إصابة 40 ويكيت في ست مباريات تيست بمتوسط 13.95. وبنهاية تلك السلسلة في عام 1982- 83 كان خان قد أحرز 88 ويكيت في 13 مباراة تيست على مدار فترة عام واحد من توليه قيادة الفريق.
ومع ذلك، فنفس تلك السلسلة من مباريات التيست ضد الهند أسفرت عن إصابة خان بكسر في قصبة ساقه نتيجة الإجهاد، ما أبعده عن الكريكيت لمدة زادت على العامين. وقد مولت الحكومة الباكستانية علاجا تجريبياً ساعده على التعافي بنهاية عام 1984، ومن ثم حقق عودة ناجحة إلى الكريكيت الدولي في الجزء الثاني من موسم عام 1984- 85.
ففي عام 1987 قاد خان باكستان إلى سلسلتها الأولى من مباريات التيست الناجحة في الهند، والتي تلاها أول انتصار متتالي لباكستان في إنجلترا في العام نفسه. خلال عقد الثمانينات سجل فريقه أيضا ثلاثة انتصارات كبيرة ضد فريق كريكيت الهند الغربية، وفي عام 1987 استضافت الهند وباكستان بطولة كأس العالم، لكن أحداً منهما لم يتجاوز الدور قبل النهائي. وبنهاية كأس العالم اعتزل خان الكريكيت الدولي. وفي عام 1988 طلب منه الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق العودة لقيادة الفريق، وفي 18 يناير أعلن قراره بالانضمام إلى الفريق. وبعيد عودته إلى قيادة الفريق سرعان ما قاد الفريق إلى انتصارات أخرى في جزر الهند الغربية، ويعلق على ذلك قائلاً: "حقا لقد كانت آخر مرة ألعب بولينج بشكل جيد". وقد أعلن أنه رجل السلاسل (Man of the Series) ضد جزر الهند الغربية، وذلك في عام 1988، عندما أحرز 23 ويكيت في ثلاث مباريات تيست.
ظهرت مهارات خان المهنية العالية كقائد ولاعب كريكيت عندما قاد باكستان إلى النصر في كأس العالم للكريكيت عام 1992. خان الذي كان يلعب مع فريق باتينج هش، رقى نفسه كضارب كرة (batsmen) وذلك ليلعب في ترتيب متقدم جنباً إلى جنب مع جاويد ميانداد، لكن مساهماته كلاعب بولينج كانت قليلة. سجل خان وهو في سن التاسعة والثلاثين أعلى رمية لضارب كرة باكستاني، وأخذ آخر ويكيت فائزة بنفسه. ومَثّل قبول خان لكأس العالم منفعة للفريق الباكستاني، ومع ذلك فقد تعرض للنقد. وقد قيل إن قرار خان ألا يذكر زملاءه ودولته في خطابه للقبول، وتسليطه الضوء على نفسه وزيارته المرتقبة لمستشفى السرطان بدلاً من ذلك أزعج وضايق الكثير من المواطنين. وقد أثار استخدام الضمائر: أنا وإياي وملكي مشاعر الجميع، اقرأ افتتاحية صحيفة دايلي ناشيونال، والتي علقت على الخطاب بـ "ملاحظة متضاربة" (jarring note).
ما بعد التقاعد
في عام 1994 اعترف خان بأنه خلال مباريات التيست أحياناً ما خدش جانب الكرة ورفع الدرز. وأضاف : "مرة واحدة فقط استخدمت هدفاً. عندما لعب فريق ساسيكس في هامبشاير عام 1981 لم تكن الكرة منحرفة على الإطلاق. حصلت على مركز الرجل الثاني عشر للخروج إلى رأس الزجاجة، وبدأت في التحرك كثيرا". في عام 1996 نجح خان في الدفاع عن نفسه في دعوى التشهير التي رفعها عليه الكابتن الإنجليزي السابق واللاعب المتعدد المهارت لان بوتهام واللاعب ألان لامب بشأن التعليقات التي ادعوا أن خان قام بها في مقالين عن العبث بالكرة المذكور أعلاه ومقال آخر نشر في مجلة هندية هي: إنديا توداي. زعموا في المقال الأخير المنشور أن خان أطلق على اثنين من لاعبي الكريكيت "أنهم عنصريين وناقصي تعليم ومن فئة أدنى". واحتج خان بأنه أسيء نقلها، قائلا: إنه كان يدافع عن نفسه بعد أن عبث بالكرة في مباراة محلية منذ 18 عاماً. فاز خان في قضية التشهير التي صنفها القاضي بأنها ممارسة لا جدوى منها كلية، وذلك بأغلبية من هيئة المحلفين بنسبة 2- 10.
منذ تقاعده أخذ خان في كتابة مقالات رأي في صحف متنوعة؛ إنجليزية وآسيوية، خاصة فيما يتعلق بفريق الوطني الباكستاني. وقد نشرت إسهاماته في مجلات أوت لوك الهندية، الجارديان، الإندبندنت، الدايلي تيليجراف. كما ظهر خان أحيانا كمعلق كريكيت على الشبكات الرياضية الآسيوية والإنجليزية، بما في ذلك إذاعة بي بي سي الناطقة بالأردية، وشبكة ستار تي في. في عام 2004، عندما قام فريق الكريكيت الهندي بجولة في باكستان بعد 14 عاماً، كان خان المعلق على البث الخاص المباشر على شبكة تي أي إن سبورت، وسترايت درايفر (Straight Drive) بينما كان كاتب عمود في شبكة (sify.com) وحتى عام 2005 في سلسلة مباريات التيست الهندية الباكستانية. قدم تحليلاً لكل دورة كأس عالم في لعبة الكريكيت منذ عام 1992، والذي يتضمن تقديم ملخصات للمباريات لإذاعة البي بي سي خلال كأس العالم عام 1999.
العمل الاجتماعي
بعد تقاعده من لعبة الكريكيت عام 1992، ركز خان جهوده على العمل الاجتماعي وحده لأكثر من أربعة سنوات. وبحلول عام 1991، كان قد أسس مستشفى ومركز أبحاث السرطان التذكاري، وهي منظمة خيرية تحمل اسم والدته السيدة شوكت خانوم. وكنتيجة للمساعي الأولية، دشّن خان المستشفى الأول والوحيد للسرطان في باكستان، والذي شيدت باستخدام أموال التبرعات التي زادت على 25 مليون دولار قام خان بجمعها من شتى أنحاء العالم. وقد استلهم فكرة مركز أبحاث ومستشفى سرطان شوكت خانوم التذكاري من والدته التي توفيت متأثرة بهذا المرض، وهو مستشفى سرطان خيري يتحمل 75 في المائة من تكلفة العلاج، وافتتح في لاهور في 29 ديسمبر عام 1994. ويشغل خان حاليا رئيس مجلس إدارة المستشفى، وهو مستمر في جمع الأموال من خلال التبرعات الخيرية والعامة. خلال عقد التسعينيات عمل خان كممثل خاص للرياضة بمنظمة اليونيسيف، وبرامج تحسين الصحة والتحصين في بنجلاديش وباكستان وسريلانكا وتايلاند.
وفي 27 أبريل افتتحت كلية تقنية في مقاطعة ماينوالي أطلق عليها اسم كلية نامال (Namal College) وهي من بنات أفكار خان. تم بناء كلية نامال من خلال صندوق ميانوالي الإنمائي (MDT) برئاسة خان، وتم عمل ربط مع جامعة برادفورد في ديسمبر 2005. ويبني خان حالياً مستشفى سرطان آخر في كراتشي مقتديا بمؤسسته الناجحة في لاهور كنموذج. وأثناء وجوده في لندن يعمل مع مؤسسة كريكت اللورد تافيرنرز الخيرية.
العمل السياسي
بعد سنوات قليلة من عملةه كلاعب محترف في لعبة الكريكيت، اقتحم خان الانتخابات السياسية، بينما اعترف أنه لم يصوت في انتخابات من قبل. ومنذ ذلك الحين كان أهم عمل سياسي قام به هو المعارضة ضد الحكام السياسيين، مثل: برفيز مشرف، وآصف على زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. لم تؤخذ سياسات خان على محمل الجد، وكانت على أفضل تقدير كعمود أخبار مفرد في معظم الصحف. وكما قيل وباعترافه هو شخصياً فإن أبرز مؤيديه السياسيين كانوا من النساء والشباب. كانت معركته السياسية متأثرة بالفريق حامد جول الرئيس السابق للمخابرات الباكستانية، والمشهور بدعمه لصعود طالبان ومناهضته لوجهات النظر الغربية. في باكستان، كان رد الفعل لسياساته شائعا لدرجة ذكر اسمه على موائد العشاء ورد الفعل كذلك: يدير الناس أعينهم، ويبتسمون ابتسامة خفيفة، ثم يطلقون زفرة حزينة.
وفي 25 أبريل عام 1996، أسس خان حزبه السياسي، أطلق عليه اسم (باكستان تحريك إنصاف)، مع شعار مقترح «إنصاف، وإنسانية، واحترام الذات». هزِم خان بشكل شامل في الاقتراع في انتخابات 1997 العامة هو وأعضاء حزبه؛ حيث عورض من سبع مقاطعات. دعم خان الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال برفيز مشرف عام 1999، لكنه ندد برئاسته قبل عدة أشهر من انتخابات عام 2002 العامة. العديد من المعلقين السياسيين ومعارضي خان السياسيين وصفوا تغيير موقف خان بالتحرك الانتهازي. وقد شرح وجهة نظره لاحقاً بقوله: " آسف على دعم الاستفتاء، لقد أُفهمت أنه عندما يفوز فإن الجنرال سيبدأ في عملية لإصلاح الفساد، لكن حقيقةً لم يكن هذا شغله الشاغل. خلال موسم انتخابات عام 2002، عبر عن معارضته لدعم باكستان اللوجستي لقوات الولايات المتحدة، بدعوى أن دولتهم أصبحت خادما للولايات المتحدة. فاز حزب (PTI) بأصوات 0.8 في المائة في الاستفتاء الشعبي، وبمقعد واحد من أصل 272 مقعداً متاحة في انتخابات 20 أكتوبر التشريعية عام 2002. وفي 16 نوفمبر، أدى خان - الذي انتخب من الجمعية العامة في دائرة ميانوالي الانتخابية - اليمين الدستورية كعضو في البرلمان. ما إن تولى المنصب حتى صوت خان لصالح المرشح الإسلامي لرئاسة الوزراء والموالي لحركة طالبان عام 2002، متجنبا اختيار مشرّف. وكعضو في البرلمان كان جزءاً من اللجان القائمة على كشمير والحسابات الحكومية، والشأن التشريعي الواضح في العلاقات الخارجية، والتعليم، والعدل.
في 6 مايو عام 2005 أصبح خان من أوائل الشخصيات التي تنقد مقالة الثلاثمائة كلمة في مجلة النيوزويك، عن التدنيس المزعوم للقرآن في سجن عسكري للولايات المتحدة في قاعدة خليج جوانتانامو البحرية في كوبا. عقد خان مؤتمراً صحفياً للتنديد بالمقال، وطلب من الجنرال برفيز مشرف أن يحصل على اعتذار من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عن هذا الحدث. وفي عام 2006 ذكر متعجبا "مشرّف يجلس هنا وهو يلعق حذائي بوش!". وأضاف قائلا في نقده لزعماء العالم الإسلامي لدعمهم إدارة بوش: "إنهم عرائس متحركة يحكمون العالم الإسلامي، نحن نريد السيادة الباكستانية. لا نريد لرئيسنا أن يكون كلبا لجورج بوش". وخلال زيارة جورج بوش لباكستان في مارس عام 2006 كان خان قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد بعد تهديداته بتنظيم مظاهرة احتجاجية. في يونيو عام 2007 حفظ وزير الشؤون البرلمانية الاتحادية الدكتور/ شير أفغان خان نيازي، وحزب الحركة القومية المتحدة (MQM) - إشارات منفصلة عن عدم الأهلية ضد خان، مطالبين بتنحيته كعضو في الجمعية العامة على خلفية أخلاقية. وقد رفض كلا الدليلين والمدرجين على أساس المادتين 62 و63 من الدستور الباكستاني في 5 سبتمبر.
في الثاني من أكتوبر عام 2007 - وكجزء من أحزاب الحركة الديمقراطية - انضم خان إلى 85 نائباً تقدموا بطلب الاستقالة من البرلمان احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر، والتي سيشارك فيها الرئيس مشرّف بدون الاستقالة من منصبه كرئيس للجيش. وفي 3 نوفمبر عام 2007، تم وضع خان قيد الإقامة الجبرية في منزل والده بعد ساعات من إعلان الرئيس مشرف حالة الطوارئ في باكستان. وطالب خان بعقوبة الإعدام لمشرف بعد فرض حالة الطوارئ، والتي ساوى بينها وبين "الخيانة". وفي اليوم التالي، في 4 نوفمبر هرب خان، وذهب خلال اختباء متنقل. وفي النهاية خرج من مخبئه في 14 نوفمبر لينضم إلى حركة الطلاب المعارضة في جامعة البنجاب. وفي الاجتماع الحاشد ألقي القبض على خان بواسطة طلبة من حزب جماعة الإسلام السياسي، والتي زعمت أن خان كان مصدر إزعاج ولم يُدع إلى التجمع، وسلموه إلى الشرطة، والتي اعتقلته بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب، بزعم تحريض الشعب على حمل السلاح، والدعوة للعصيان المدني، ونشر الكراهية. وفي سجن ديرا غازي خان كان لأقارب خان صلاحية الوصول إليه ومقابلته لتسليم السلع خلال فترة احتجازه في السجن والتي استمرت على مدى أسبوع. وفي 19 نوفمبر سمح لخان بإلقاء كلمة في أعضاء حزبه (PTI) وعائلته بأنه بدأ إضرابا عن الطعام، ولكن نائب مراقب سجن ديرا غازي خان نفى هذه الأنباء، قائلاً: إن خان تناول في إفطاره الخبز والبيض والفاكهة. خان كان واحداً من بين السجناء السياسيين الثلاثة آلاف الذين أفرج عنهم في 21 نوفمبر 2007.
وقد قاطع حزبه الانتخابات المحلية في 18 فبراير 2008، ومن ذلك الحين فإن أحداً من أعضاء حزب (PTI) عمل في البرلمان منذ تقاعد خان عام 2007. وعلى الرغم من أنه لم يعد عضواً في البرلمان فقد تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في حملة يقوم بها الرئيس الباكستاني آصف على زرداري على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس عام 2009.
الفكر
إن عمران خان السنّي المذهب في بلدٍ شهد آلاف القتلى في أعمال العنف الطائفية بين السنة والشيعة.. يتحدث عن ضرورة التعامل «البراجماتي» مع أمريكا.. وعن الشروع في بناء خط أنابيب «إيران - باكستان» ذلك أن الغاز الإيراني الذي تحتاجه باكستان هو أرخص وأسهل من استيراد الغاز المسال على النحو القائم الآن.
تضمن برنامج خان السياسي وتصريحاته: القيم الإسلامية، وما كرس نفسه له خلال فترة التسعينات؛ من اقتصاد متحرر، والوعد بتحرير الاقتصاد، وخلق دولة الرفاه؛ وذلك بتقليل البيروقراطية، وقوانين مكافحة الفساد، أن يخلق ويضمن حكومة نظيفة؛ وذلك بتأسيس قضاء مستقل، إصلاح نظام شرطة الدولة، ومجابهة الرؤية العسكرية لباكستان ديمقراطي.
يرجع قرار خان الدخول إلى المعترك السياسي لنهضة روحية، متأثراً بمحادثاته مع أحد أتباع المذهب الصوفي في الإسلام، والذي بدأ في السنوات الأخيرة في مجاله في الكريكيت. ويشرح لمجلة الواشنطن بوست قائلا: "لم أعاقر خمرا قط، ولا دخنت، ولكني اعتدت أن أؤدي دوري في الحفلات، لقد كان هناك عائق في تقدمي الروحي". وكعضو في البرلمان فقد صوت خان أحياناً لصالح كتلة التيار الإسلامي المتشدد، مثل تحالف الأحزاب الدينية في باكستان متحدة مجلس عمل [بالأردية] (Muttahida Majlis-e-Amal)، الذي كان قائده مولانا فازلور رحمن، فقد سانده لرئاسة الوزراء بجانب ترشيح مشرف عام 2002. ورحمن رجل دين من المؤيدين لطالبان، وهو الذي دعا إلى حرب مقدسة ضد الولايات المتحدة. وعلى أساس ديني في باكستان قال خان: "إنه ومع مرور الوقت فلا بد للفكر الديني أن يتطور، ولكنه ليس تطوراً، إنه رد فعل ضد الثقافة الغربية، وفي الغالب ليس لديه ما يقوم به تجاه العقيدة أو الدين".
وقال خان لجريدة الدايلي تليجراف البريطانية: "أريد لباكستان أن تكون دولة الرفاه، وأن تكون ديمقراطية حقيقية، مع سيادة القانون، ونظام قضائي مستقل". ومن بين أفكاره الأخرى التي قدمها: مطالبة جميع الطلاب بقضاء سنة بعد التخرج يعلّمون في الريف، ويخفضون من البيروقراطية المفرطة؛ لكي يتم إرسالهم إلى التعليم أيضاً؛ وعلى حد قوله: "نحن بحاجة إلى اللامركزية، وتمكين الشعب على مستوى القاعدة الشعبية". في يونيو 2007 استنكر خان منح بريطانيا لقب فارس للكاتب الهندي المولد سلمان رشدي. وقال: "يجب على الحضارة الأوروبية أن تدرك مدى إيذاء ذلك الكتاب المثير للجدل على نطاق واسع؛ آيات شيطانية - للمجتمع الإسلامي".
صورة ونقد
خلال عقدي السبعينات والثمانينات أصبح خان معروفاً كشخصية اجتماعية ناشطة بسبب حفلاته التي لا تنتهي في نوادي لندن الليلية، مثل: أنابيلس (Annabel's) وترامب (Tramp)، على الرغم من أنه ادعى أنه يكره الحانات الإنجليزية ولم يشرب الخمر مطلقاً. كما اكتسب شهرة في أعمدة القيل والقال في لندن، بسبب الفتيات الرومنسيات، مثل: سوزانا قسطنطين، ولادي ليزا كامبل، والفنانة إيما سيرجينت. البريطانية وريثة سيتا وايت واحدة من صديقاته السابقات ابنة جوردون وايت بارون مدينة هال (Hull)- أصبحت أما لابنته غير الشرعية المزعومة. وقد حكم قاض في الولايات المتحدة بأنه أب لتيران جاد وايت، ولكن خان نفى أبوته لها.
غالباً ما وصف خان بأنه سياسي ليس له وزن يذكر، وهو مغمور في باكستان؛ حيث تشير إليه الصحف المحلية بـ "السياسي المفسد". حزب (MQM) السياسي(؟) أكد أن خان "هو المريض الذي قد يمثل فشلاً كاملاً في السياسة ولم يبقه على قيد الحياة سوى التغطية الإعلامية" المراقبون السياسيون يقولون إن الجماهير التي يجذبها لكونه لاعب كريكيت شهير، والجماهير تعتبره شخصية للتسلية أكثر منه سلطة سياسية جادة. وكما يقول المعلقون والمراقبون فإن فشله في الحصول على السلطة السياسية أو بناء قاعدة دعم محلية يرجع إلى نقص نضج خان السياسي والسذاجة. الكاتب الصحفي آياز أمير أخبر صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بأن خان ليس لديه تلك السياسة التي تمنحه القوة والعزيمة لمواجهة المصاعب.
صحيفة الجارديان في بريطانيا وصفت خان بأنه "سياسي بائس"، ملاحظة أن أفكار خان وانتماءاته قد انحرفت وانزلقت منذ دخوله المعترك السياسي، كعربة يد في الأمطار... فهو يدعو إلى الديمقراطية في يوم ثم يعطي صوته للملا الرجعي في اليوم التالي". التهمة التي دائماً ما أثيرت ضد خان هي النفاق والانتهازية، بما في ذلك "منعطف حياته من مستهتر إلى متزمت". ناجام سيثي واحد من أكثر المعلقين الباكستانيين احتراماً يصرح بأن "الكثير من قصة خان عن خلف الوعد في كثير من ألأشياء التي أعلن عنها من قبل، فهذا هو الذي لا يمنح الثقة للناس". وقد نجم تأرجح خان السياسي من إعلانه انتقاد الرئيس مشرف بعد أن أيّد انقلابه العسكري عام 1999. وبالمثل، كان خان من منتقدي رئيس الوزراء السابق نواز شريف عندما كان في السلطة، فقد قال: "إن رئيس وزرائنا الحالي له عقل فاشي، وأعضاء البرلمان لا يستطيعون التوجه ضد الحزب الحاكم. ونحن نعتقد أن كل يوم يمر وهو في السلطة فإن بلادنا تغرق في مزيد من الفوضى" ومع ذلك فقد انضم إلى قوى شريف عام 2008 ضد مشرف. وفي عمود عنوانه "فلينهض عمران الحقيقي رجاء" كاتب العمود أمير زيا نقل قول أحد قادة حزب (PTI) المؤسس في كراتشي: "إننا نجد صعوبة في تحديد شخصية عمران الحقيقية حتى الآن". فبينما هو في باكستان يرتدي الثياب التقليدية الباكستانية يعظ ويتحلى بالقيم الدينية، فإنه يتحول كلية عندما يكون جنبا إلى جنب مع النخبة في بريطانيا وأماكن أخرى في الغرب.
في عام 2008 وكجزء (Hall of Shame awards) لعام 2007 أعطت مجلة نيوزلاين الباكستانية خان جائزة هيلتون باريس "لأكثر الشخصيات المحببة بدون حق من وسائل الإعلام". الشاهد لقراءة خان هو "أنه زعيم لحزب يفتخر بأنه حصل على مقعد واحد في الجمعية العامة ومع ذلك يحصل على تغطية إعلامية تتناسب عكسيا مع نفوذه السياسي". وقد وصفت صحيفة الجارديان التغطية التي حصلت عليها نشاطات خان بعد التقاعد في بريطانيا؛ حيث صنع اسمه كنجم في الكريكيت، وزبون للنوادي الليلية بكونه هراء مرعب مصحوب بالخطر. إنه حول دولة بائسة بشدة من دول العالم الثالث إلى عمود قيل وقال ملحق. قد نخنق جميعاً من عبث من هذا القبيل. بعد انتخابات 2008 العامة، تناول بالحديث كاتب العمود السياسي أعظم خليل تناول خان - الذي طالما احترمه كأسطورة في الكريكيت - كواحد من الفاشلين كلية في سياسة باكستان. وأضاف في صحيفة فرونتير بوست "عمران خان غير اتجاهه السياسي مراراً وتكراراً، وليست له في الوقت الحاضر طريقة في التفكير، ولهذا لم تحمله الأغلبية الساحقة من الشعب على محمل الجد".
جوائز وأوسمة
في عام 1992 شرُف خان بالجائزة الباكستانية القيمة للمدنيين[why?]؛ جائزة هلال الامتياز. وقد تلقى قبل ذلك جائزة الرئيس؛ الفخر في الأداء (Pride of Performance Award) في عام 1983. وقد سجل في متحف (Hall of Fame) التابع لجامعة أكسفورد، وأصبح زميلا شرفيا لكلية كيبل في أكسفورد. في 7 ديسمبر عيِّن خان عميدا خامساً في جامعة برادفورد، كما كان راعيا لمشروع أبحاث (Born in Bradford).
وفي عامي 1976 وكذلك 1986 منح خان جائزة (The Cricket Society Wetherall)، وذلك لكونه اللاعب المتعدد المواهب الأمامي في الكريكيت الإنجليزي من الطبقة الأولى. كما أطلق عليه اسم لاعب كريكيت ويدسون (Wisden Cricketer) للعام 1983، ولاعب نادي كريكيت ساسكس (Sussex Cricket Society) عام 1985، ولاعب كريكيت الكريكيت الهندي (Indian Cricket Cricketer) عام 1990. ويحمل خان حالياً رقم 8 في قائمة شبكة برامج التسلية والرياضة (ESPN Legends of Cricket). وفي 5 يوليو عام 2009 كان واحداً من عدة لاعبي كريكيت آسيويين متمرسين يقدم جوائز يوبيل فضي خاص في افتتاح مجلس الكريكيت الآسيوي (Asian cricket Council)، حفل توزيع جوائز في كراتشي.
وفي 8 يوليو عام 2004 مُنح خان جائزة منجزات العمر () في احتفال جوائز الجوهرة الآسيوية (Asian Jewel Awards) في لندن وذلك بوصفه رمزاً للعديد من المؤسسات الخيرية الدولية، والعمل بحماس وعلى نطاق واسع في أنشطة جمع التبرعات. وفي 13 ديسمبر عام 2007 حصل خان على جائزة الخير (Humanitarian Award) في جوائز الرياضات الآسيوية (Asian Sports Awards) في كوالا لامبور، وذلك لجهوده في إنشاء أول مستشفى سرطان في باكستان. في 2009 وفي احتفال مئوية مجلس الكريكيت العالمي كان خان واحداً من بين خمسة وخمسين لاعب كريكيت يدخلون مشاهير مجلس الكريكيت الدولي (ICC Hall of Fame).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق