سفر يونان أحد أسفار الأنبياء الاثني عشر الصغار في العهد القديم من الكتاب المقدس المسيحي، والتناخ. يروي السفر قصة نبيًا عبرياً يدعى يونان بن أميتاي أرسله الله ليتنبأ بتدمير نينوى لكنه يحاول الهرب من المهمة الإلهية. ويقع في عهد ييروبام الثاني (786-746 قبل الميلاد)، وربما كُتب في فترة ما بعد المنفى، في وقت ما بين أواخر القرن الخامس إلى أوائل القرن الرابع قبل الميلاد. القصة لها تاريخ طويل تفسيري وأصبحت معروفة من خلال قصص الأطفال الشعبية. في اليهودية، يُقرأ جزء حفترة خلال فترة ما بعد الظهر في يوم الغفران لغرس التأمل في رغبة الله في مسامحة أولئك الذين يتوبون؛ كما أنها تظل قصة شائعة بين المسيحيين. يُعتبر يونان نبيًا في الإسلام، ويتشابه السرد التوراتي عن يونان مع السرد في القرآن في بعض النقاط، مع وجود بعض الاختلافات الملحوظة.
الاسم
اسم الكتاب في المخطوطات الماسورتية هو سفر يونان وفي الترجمة اللاتينية هو نبؤة يونان وفي الترجمة السريانية هو نبؤة النبي يونان.
المحتوى
يونان هو الشخصية المحورية في سفر يونان، وبحسب السفر أمر الله يونان أن يعظ مدينة نينوى لكن يونان لم يقتنع بأن المدينة يمكن أن تتوب بالإضافة لكونها مدينة غير يهودية وبالتالي، هرب في سفينة من خلال الذهاب إلى يافة بإتجاه معاكس إلى ترشيش. ولكن الله أهاج البحر وكادت السفينة أن تغرق فحاول الركاب معرفة السبب غضب الألهة (فقد كانوا وثنيين) فإعترف يونان بذنبه وبأنه رفض طاعة إلهه فرمي خارج السفينة وسكنت العاصفة. أما يونان فقد أعد الله له حوتا عظيما لكي يبتلعه وبقي في جوف الحوت ((حجرة تنفس الحوت لأنه لو كان في بطنها كان يموت وذلك بسبب عدم وجود هواء وبسبب مادة هضم الطعام)) ثلاثة أيام بلياليها فدعا الله معترفا بذنبه فقذفه الحوت للساحل وذهب للمدينة العاصية ووعظ سكانها فأعلنوا صوما عاما للتوبة ابتداء من الملك وحتى عامة الشعب والأطفال الرضع والبهائم فعفا الله عنهم، وهذا يدل على أن الخلاص ليس حصرًا في قوم بني إسرائيل.
التأليف والواقعية التاريخية
إجماع علماء النقد الكتابي هو أن محتويات سفر يونان هي غير تاريخية على الإطلاق. على الرغم من أن يونان النبي يزعم أنه عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، تمت كتابة سفر يونان بعد قرون في وقت لاحق خلال فترة الإمبراطورية الأخمينية. تظهر اللغة العبرية المستخدمة في السفر تأثيرات قوية من الآرامية وتتشابه الممارسات الثقافية الموصوفة في السفر تلك الخاصة بالفرس الأخمينيين. كثير من العلماء يرون سفر يونان كعمل من أعمال المحاكاة الساخرة المقصودة أو الهجاء. وإذا كان هذا هو الحال، فعلى الأغلب تم إدخال السفر إلى الأسفار القانونية من الكتاب المقدس العبري من قبل حكماء لم يستطيعوا فهم طبيعته الساخرة وعن طريق الخطأ فسروه على أنه عمل نبوي حقيقي.
بينما محتوى سفر يونان في حد ذاته يعتبر خيالاً، وفقاً للباحثين يونان (أو يونس) نفسه قد يكون نبياً حقيقياً، وقد تم ذكره بإيجاز في سفر الملوك الثاني:
معظم العلماء يعتقدون أن مؤلف سفر يونان المجهول قد اتخذ هذا النبي الغامض في سفر الملوك الثاني كأساس للشخصية الخيالية لسفر يونان، لكن البعض اعتبر أن يونان نفسه هو شخصية أسطورية.
خارج العهد القديم
الأناجيل
حسب إنجيلي متى ولوقا يذكر يسوع يونان كما يلي:
حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً».
فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.
لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!(متى 12: 39 - 41)
القرآن
يذكر القرآن ذا النون أي صاحب الحوت واسمه العربي يونس:
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)
(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ *وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ *وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ*)
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ *)
(فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ *)
الاسم
اسم الكتاب في المخطوطات الماسورتية هو سفر يونان وفي الترجمة اللاتينية هو نبؤة يونان وفي الترجمة السريانية هو نبؤة النبي يونان.
المحتوى
يونان هو الشخصية المحورية في سفر يونان، وبحسب السفر أمر الله يونان أن يعظ مدينة نينوى لكن يونان لم يقتنع بأن المدينة يمكن أن تتوب بالإضافة لكونها مدينة غير يهودية وبالتالي، هرب في سفينة من خلال الذهاب إلى يافة بإتجاه معاكس إلى ترشيش. ولكن الله أهاج البحر وكادت السفينة أن تغرق فحاول الركاب معرفة السبب غضب الألهة (فقد كانوا وثنيين) فإعترف يونان بذنبه وبأنه رفض طاعة إلهه فرمي خارج السفينة وسكنت العاصفة. أما يونان فقد أعد الله له حوتا عظيما لكي يبتلعه وبقي في جوف الحوت ((حجرة تنفس الحوت لأنه لو كان في بطنها كان يموت وذلك بسبب عدم وجود هواء وبسبب مادة هضم الطعام)) ثلاثة أيام بلياليها فدعا الله معترفا بذنبه فقذفه الحوت للساحل وذهب للمدينة العاصية ووعظ سكانها فأعلنوا صوما عاما للتوبة ابتداء من الملك وحتى عامة الشعب والأطفال الرضع والبهائم فعفا الله عنهم، وهذا يدل على أن الخلاص ليس حصرًا في قوم بني إسرائيل.
التأليف والواقعية التاريخية
إجماع علماء النقد الكتابي هو أن محتويات سفر يونان هي غير تاريخية على الإطلاق. على الرغم من أن يونان النبي يزعم أنه عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، تمت كتابة سفر يونان بعد قرون في وقت لاحق خلال فترة الإمبراطورية الأخمينية. تظهر اللغة العبرية المستخدمة في السفر تأثيرات قوية من الآرامية وتتشابه الممارسات الثقافية الموصوفة في السفر تلك الخاصة بالفرس الأخمينيين. كثير من العلماء يرون سفر يونان كعمل من أعمال المحاكاة الساخرة المقصودة أو الهجاء. وإذا كان هذا هو الحال، فعلى الأغلب تم إدخال السفر إلى الأسفار القانونية من الكتاب المقدس العبري من قبل حكماء لم يستطيعوا فهم طبيعته الساخرة وعن طريق الخطأ فسروه على أنه عمل نبوي حقيقي.
بينما محتوى سفر يونان في حد ذاته يعتبر خيالاً، وفقاً للباحثين يونان (أو يونس) نفسه قد يكون نبياً حقيقياً، وقد تم ذكره بإيجاز في سفر الملوك الثاني:
معظم العلماء يعتقدون أن مؤلف سفر يونان المجهول قد اتخذ هذا النبي الغامض في سفر الملوك الثاني كأساس للشخصية الخيالية لسفر يونان، لكن البعض اعتبر أن يونان نفسه هو شخصية أسطورية.
خارج العهد القديم
الأناجيل
حسب إنجيلي متى ولوقا يذكر يسوع يونان كما يلي:
حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً».
فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.
لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!(متى 12: 39 - 41)
القرآن
يذكر القرآن ذا النون أي صاحب الحوت واسمه العربي يونس:
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)
(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ *وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ *وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ*)
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ *)
(فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ *)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق