300 (فيلم)
300 هو فيلم حربي ملحمي أمريكي صدر عام 2006 يستند إلى القصة المصورة بنفس الأسم 300 من قبل فرانك ميلر ولين فارلي. كلاهما رواية خيالية لمعركة ترموبيل خلال الحروب الفارسية اليونانية. أخرج الفيلم زاك سنايدر، بينما عمل فرانك ميلر كمنتج تنفيذي ومستشار. تم تصويره في الغالب بتقنية الكروما مع التراكب ، للمساعدة في تكرار صور الكتاب الهزلي الأصلي.
تدور أحداث الفيلم حول الملك ليونيداس (جيرارد بتلر)، الذي يقود 300 اسبرطي في معركة ضد "الملك المقدس " الفارسي خشايارشا (رودريغو سانتورو) وجيشه الغازي الذي يضم أكثر من 300 ألف جندي. مع احتدام المعركة، تحاول الملكة جورجو (لينا هيدي) حشد الدعم في إسبرطة لزوجها. تم حكاية القصة بواسطة سرد صوتي من قبل الجندي المتقاعد ديليوس (ديفيد وينهام). من خلال هذه الراوي الغير موثوق به، تم إدخال العديد من المخلوقات الخيالية، حيث تم وضع فيلم 300 في هذا النوع من الخيال التاريخي .
تم إصدار 300 في المسارح التقليدية و آيماكس في الولايات المتحدة في 9 مارس 2007، وعلى دي في دي و قرص بلو راي و أسطوانات الفيديو الرقمية فائقة الدقة في 31 يوليو 2007. حصل الفيلم على آراء متباينة، وحظي بتشجيع لصورته وأصالته الطبيعية، ولكنه تم انتقاده بسبب تفضيل المرئيات على توصيف الشخصيات وتصويره للشعب الفارسي، وهو تصوير وجده البعض عنصريًا. ومع ذلك، حقق الفيلم نجاحًا في شباك التذاكر، حيث حقق أكثر من 450 مليون دولار، حيث كان افتتاح الفيلم هو الرابع والعشرين في تاريخ شباك التذاكر في ذلك الوقت. أُصدرت في 7 مارس 2014 تتمة بعنوان "نهوض إمبراطورية"، والتي تستند إلى رواية خشايارشا الأولية غير المنشورة سابقًا من ميلر.
بناء على رواية فرانك ميلر "300"، يحكي الفيلم رواية معركة الثرموبايلي (عام 480 قبل الميلاد) حيث قاد ملك إسبرطة جيشه ضد الفرس. يقال بأن المعركة ألهمت جميع الإغريق الذين توحدوا ضد الفرس وساعدوا على بناء أول ديمقراطية في العالم.
في المعركة توحدت ولايات ومدن الإغريق ضد جيوش الفرس التي أرادت غزوهم في معبر الثرموبايلي الجبلي. قاد الملك الفارسي أحشويرش الأول أكثر من 100000 رجل، وواجه 300 من الإسبرطيين و700 من الثرسبيايين. انتظر خشایارشا لمدة 10 أيام حتى يستسلم أو ينسحب الملك ليونيداس. استمرت المعركة لمدة ثلاثة أيام وقتل فيها جميع الإسبرطيين الثلاثمائة ما عدا واحدا هو من رجع إلى إسبرطة وأخبرهم بالقصة والوصية (تذكرونا). في المعركة خان أحد السكان الإغريق المحليين (ويدعى إفيالتس) وطنه عندما أخبر الملك خشایارشا عن طريق يؤدي إلى مدينة الثرموبايلي، وهو الطريق الذي سلكه الفرس الذين انتصروا في المعركة بعد محاصرتهم للإغريق.
تدور أحداث الفيلم حول معركة ترموبيل أي الأبواب الساخنة التي جرت في العام 480 قبل الميلاد وفيها واجه جيش إسبرطة المكون من ثلاثمائة جندي بقيادة الملك "لونايدس" جيوش الفرس التي بلغت مليون جندي حيث سيظهر "ليونيداس" حنكة كبيرة في قيادة جيشه مستفيدا من ضيق معبر ثيرموبيلاي وهو موقع استراتيجي لا يسمح عرضه بمرور أكثر من 18 رجلا وعلى يمينه توجد حافة جبلية شاهقة. وخروج "ليونيداس" وجيشه -كما جاء في الفيلم- جاء نتيجة نية الاستيلاء على إسبرطة حيث أرسل"زيريكسيس" رسوله من بلاد فارس ليعرض على الملك "ليونيداس" رغبته في الاستيلاء على إسبرطة وضمّها إلى مستعمراته لكن "ليونيداس" يرفض العرض ويفضل المواجهة والموت على خيار الاستسلام والخنوع، ويستعد لمواجهة الجيوش الفارسية عند مضيق ثيرموبلاي قبل زحفها إلى إسبرطة، فيحاول استمالت حرس الآلهة والأوراكل من أجل دعم خيار الحرب، لكنه يصدم برفضهم، لأن ذهب "زيريكسيس" كان أحب إليهم من حرية إسبرطة، فيقوم باتخاذ قرار شخصي ليجمع أفضل ثلاثمائة محارب في إسبرطة ويذهب بهم إلى ساحة المعركة مسطراً أروع معاني التضحية والبطولة، لقد برع اليونان في استخدام إستراتيجية حربية متقنة بالاستفادة من الأرض والتضاريس التي تمنحهم الأفضلية في أية معركة يخوضونها على أراضيهم حتى لو كانوا لا يتمتعون بكثرة عددية مقابل أي جيش يواجههم وهذا الأمر تحقق في معركة ماراثون وكذلك في معركة سالاميس البحرية إلى جانب معركة البوابات الساخنة (ثيرموبيلاي)، ويعود السبب في عدم انهزامهم بسهولة أيضا إلى حسن اجادتهمم لاستخدام تسليحهم وعتادهم الذي شاهدناه بالفيلم المكون من الدرع الثقيل والرمح الطويل والسيوف الخفيفة. إن مُشاهد هذا العمل السينمائي يلاحظ بِيُسر الرؤية السينمائية التي اعتمدها المخرج "زاك شنايدر" حيث يغلب الطابع التقني والرسوم ثلاثية الأبعاد، فكان الفيلم خاليا من المشاهد الواقعية، كما أن أحداث الفيلم لم تخرج عن القصة المرسومة "لفرانك ميلر"، لكن كل هذا لم ينقص من اعجاب الجمهور الشديد بقصة الفيلم وخصوصا تضحية "ليونيداس" وجيشه.
مراجع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق