النادي الأهلي للرياضة البدنية (بالإنجليزية:Al Ahly Sporting Club) أو كما يعرف بين مشجعيه اختصاراً باسم النادي الأهلي، هو نادٍ رياضي مصري محترف في مدينة القاهرة يلعب في الدوري المصري الممتاز وهو النادي الوحيد في مصر بجانب نادي الزمالك الذي لم يهبط إلى دوري الدرجة الثانية.
تأسس النادي الأهلي بتاريخ 24 أبريل 1907 على يد العديد من كبار الشخصيات في مصر مثل عمر لطفي بك وأمين سامي باشا ومصطفي كامل وطلعت حرب، وتأسس كنادٍ للشباب الوطنيين المصريين ومنذ إنشائه اجتمع فيه المصريون لقضاء أوقاتهم وممارسة الرياضة[2]،وبعد ذلك تم إنشاء مجلس إدارة للنادي برئاسة الإنجليزي ميشيل إنس[3]، وفي 1909 تم تأسيس أول ملعب كرة قدم في تاريخ النادي وتطور هذا الملعب حتى أصبح بمسماه الحالي (ملعب مختار التتش)[4]،وتم إنشاء أول فريق كرة قدم عام 1911، ووصل عدد الألعاب داخل النادي الأهلي عام 1916 إلى 4 ألعاب هي كرة القدم والتنس والبلياردو والجمباز.
يعتبر الأهلي من أكثر الأندية المصرية والعربية والأفريقية شهرة وبطولات في لعبة كرة القدم، حيث حصل الأهلي على 20 بطولة قارية وضعته في المركز الثاني بين أندية العالم بعد ريال مدريد وحصل النادي الأهلي على درع الدوري المصري لكرة القدم 40 مرة (رقم قياسي) آخرها درع عام 2017 وحصل على بطولة كأس مصر 36 مرة (رقم قياسي) آخرها عام 2017. وحصل "نادي الوطنية" أو "المارد الأحمر" كما يلقبه مشجعوه على بطولة دوري أبطال أفريقيا ثمانية مرات (رقم قياسي) آخرها في العاشر من نوفمبر 2013 والتي تأهل من خلالها إلى كأس العالم للأندية للمرة الخامسة في تاريخه، وقد فاز أيضاً بكأس السوبر المصري 9 مرات (رقم قياسي) وكأس السوبر الإفريقي 6 مرات (رقم قياسي) بالإضافة إلي كأس الاتحاد الإفريقي (الكأس الكونفدرالية) مرة واحدة وكأس الكؤوس الإفريقية 4 مرات والكأس الأفروآسيوية مرة واحدة، واختير الأهلي كأفضل نادٍ أفريقي في القرن العشرين وذلك طبقًا لقرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي أصدره عام 2000، وتيمناً باسمه سميت عدة أندية في المنطقة باسم الأهلي مثل (أهلي طرابلس، أهلي بنغازي الليبي،أهلي البرج الجزائري، أهلي جدة السعودي، الأهلي الأردني، أهلي دبي الإماراتي، الأهلي البحريني، الأهلي القطري).
وعلى مستوى الرياضات الأخرى فيتفوق الأهلي إفريقياً وعربيّاً في رياضات كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة كما يتفوق عالمياً في لعبة الإسكواش
التاريخ
تأسيس النادي وبدايته (1907-1916)
طرح عمر لطفي بك فكرة تأسيس النادي الأهلي في العقد الأول من القرن، وقد تولّدت الفكرة في ذهنه خلال رئاسته لنادي طلبة المدارس العليا الذي أُنشئ عام 1905، لأنه اعتبر أن تأسيس نادي طلبة المدارس العليا سياسيًا بالدرجة الأولى، ووجد أن هؤلاء الطلبة بحاجة إلى نادٍ رياضي يجمعهم لقضاء وقت الفراغ وممارسة الرياضة، فقام بعرض فكرة إنشاء النادي على مجموعة من أصدقائه اللذين تحمسوا للفكرة وكان على رأسهم الزعيم مصطفي كامل، ليتم تأسيس النادي الأهلي عام 1907، ويعتبر النادي الأهلي أول نادٍ للمصريين في مصر.
وتنازل عمر لطفي بك عن شرف المنصب التاريخي لرئيس النادي الأهلي الأول لصالح الإنجليزي ميشيل إنس الذي كان مستشاراً بوزارة المالية آنذاك، وذلك لتيسير عملية الدعم المالي للنادي، وعُقد أول اجتماع رسمي لمجلس إدارة النادي في 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة في الخامسة والنصف مساءً بمنزل ميشيل إنس بالجيزة برئاسته وعضوية كلٍ من إدريس راغب بك وإسماعيل سري باشا و أمين سامي باشا و عمر لطفي بك ومحمد أفندي شريف سكرتيراً وتمت الموافقة على تأسيس النادي وطرح إسماعيل سري باشا خلال اجتماع الرسم الذي صممه للمبنى الرئيسي للنادي باعتباره مهندساً معماريّاً، وفي نفس الجلسة عرض عمر لطفي بك عقد الشركة ووافق المجتمعون من المؤسسين على إنشاء الشركة وهي شركة مدنية باسم النادي الأهلي للألعاب الرياضية وطُرحت أسهم الشركة بقيمة 5 جنيهات للسهم، وقد كان هدف شركة النادي الأهلي عند تأسيسها جمع مبلغ 5000 جنيه إلا أنه تم جمع 3165 جنيه على مدى عام ولم يكن ذلك المبلغ كافياً مما دفع النادي إلى اقتراض 1000 جنيه من البنك الأهلي المصري في مارس 1908 بضمان عمر سلطان بك وإدريس راغب وطلعت حرب الذي ساهم بمائة جنيه في إنشاء النادي، وقررت الجمعية العمومية للنادي – التي كان رئيسها الأول شرفياً هو الزعيم سعد زغلول بصفته وزير المعارف في ذاك الوقت – لأول مرة اختيار اسم (النادي الأهلي للرياضة البدنية) وكان أمين سامي باشا أول من اقترح هذا الاسم وتمّت تسمية الأهلي بهذا الاسم لأنه نشأ لخدمة طلبة وخريجي المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، ولذلك نشأ وطنيّاً مصريّاً للم شمل الشباب المصري.
في يوم 2 إبريل 1908، تنحّى ميشيل إنس عن منصب رئيس النادي وتم تعيين عزيز عزت باشا رئيساً، ليصبح بذلك أول رئيس مصري لمجلس إدارة النادي الأهلي، وأقيم حفل الافتتاح الرسمي للنادي للأهلي في المبنى الرئيسي للنادي في 26 فبراير 1909، وقد حضر الإنجليزي إنس الحفل بعد أن تمت دعوته رغم استقالته وعودته لبلاده رسميّاً.
رغم أن لعبة كرة القدم لم تكن من أهداف مؤسسي النادي الأهلي حيث كان الدافع هو نادٍ مصري يفتح أبوابه لطلبة المدارس العليا للاجتماع وممارسة الحوارات السياسية والوطنية، إلا أن خريجى المدارس العليا من أعضاء النادي قد وقعوا في حب هذه اللعبة الجديدة مما دفع الأهلي لبناء أول ملعب لكرة القدم في 1909 وكانوا يطلقون عليه وقتها (الحوش) وهي كلمة عامية من اللهجة المصرية تعني الفِناء باللغة العربية، وتطور ملعب الكرة بالأهلي على مر السنوات حتّى أصبح بمُسمّاه الحالي (ملعب مختار التتش) أحد معالم النادي الأهلي التي تمثل مهد بطولات نادي القرن.
جاءت اللحظة التاريخية عندما تأسس أول فريق كرة قدم رسمي يمثل النادي الأهلي في عام 1911، وتكون الفريق من بين لاعبي المدارس الابتدائية والثانوية الذين كانوا يمارسون الكرة في (الحوش) الترابي الذي أُنشئ عام 1909 في أرض النادي. وجاءت أسماء أول لاعبين للنادي الأهلي كالآتي: حسين فوزي، إبراهيم عثمان، محمد بكري، سليمان فايق، حسن محمد، أحمد فؤاد أنور، حسين حجازي، عبد الفتاح طاهر، فؤاد درويش، حسين منصور، وإبراهيم فهمي، وكان نجم هذا الفريق هو المهاجم حسين حجازي وأحد العمالقة في تاريخ الكرة المصرية حيث لعب دوراً بارزاً في بناء اللعبة وإنشاء الاتحاد المصري لكرة القدم فيما بعد، أما قائد الفريق فكان أحمد فؤاد أنورأول كابتن في تاريخ الأهلي.
بداية المشاركات المحلية (1917)
في عام 1917 وفي بادرة تهدف لإظهار قوة الأندية المصرية أمام فرق الحلفاء العسكرية التي أسستها بريطانيا في مصر، وافق النادي الأهلي على التعاون مع نادي المختلط (نادي الزمالك حالياً) والذي كان تحت سيطرة الأجانب آنذاك، من خلال إقامة مباراة على أرض كل فريق تنافس فيها قطبا الكرة المصرية لأول مرة، وكانت المباراة الأولى في يوم 9 فبراير عام 1917 على ملعب الزمالك، وفاز الأهلي 1-0 بهدف سجّله عبد الحميد محرم ليخلد اسمه في تاريخ سجلات الكرة المصرية كأول هداف للقمة، وأقيمت مباراة عودة في مارس وفاز الزمالك بنفس النتيجة،وفي نوفمبر من نفس العام قام الأهلي بتأسيس شعاره الأول.
وفي 1918 جاءت المشاركة الرسمية الأولى للنادي حيث أنه وبعد أن رفض الأهلي التنافس مع أندية الحلفاء الأجنبية علي بطولة كأس السلطان حسين في نسختها الأولى عام 1917، قرّرت إدارة النادي مشاركة الفريق في بطولة عام 1918 وقبل انطلاق البطولة تقدّم 6 لاعبين بطلب لترك النادي للانضمام لفريق آخر، فما كان من إدارة الأهلي بقيادة عبد الخالق ثروت باشا إلا قبول الاستقالة الجماعية مع قرار بمنع اللاعبين الستة من دخول النادي لمدة عام، وكانت النتيجة أن تراجع 4 لاعبين من الستة عن الطلب مع تقديم اعتذار لإدارة النادي التي سمحت بعودتهم لصفوف الفريق.
مساهمات النادي لصالح الكرة المصرية
ساهم الأهلي مع أندية الزمالك والسكة الحديد والاتحاد السكندري والمصري في تشكيل أول منتخب كروي لمصر يشارك في أوليمباد أنتويرب 1920 رغم إصرار أنجيلو بولاناكى رئيس الاتحاد الرياضى المختلط وقتها والذي كان يدير الرياضة كلها في مصر على التدخل في اختيار المنتخب، وبالفعل نجحت مقاومة الفرق المصرية وقام نجم الأهلي حسين حجازي بدور كبير في تكوين الفريق، الذي ساهم لاعبو الأهلي في أكثر من نصف قوامه، بالإضافة للاعبي الزمالك والسكة الحديد والترسانة، وخسر المنتخب أولى مبارياته بصعوبة 2-1 أمام إيطاليا ولكنه هزم يوغوسلافيا 4-2 ليحصل علي المركز الثامن، وسجل المنتخب في هذه البطولة 5 أهداف، 4 منها من إمضاء لاعبي الأهلي حيث سجل سيد أباظة هدفين وزكي عثمان وحسين حجازي لكل منهما هدف.
كما ساهم الأهلي في تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم فبينما كانت الكرة المصرية تعاني في بداياتها من تدخلات إنجلترا السياسية حيث تم تأسيس ماسُمّي ب(الاتحاد المختلط) في 1910 ثم (الاتحاد المصري الإنجليزي) في 1916، ولم تكن الأندية الوطنية وعلى رأسها الأهلي راضية عن هذا الوضع إذ كان لابد من اتحاد مصري خالص.
وفي أواخر عام 1921، اجتمع مندوبو أندية الأهلي والمختلط (الزمالك)والسكة الحديد والعباسية والقاهرة والاتحاد السكندري وتم تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة جعفر والي باشا وبعد مجهود شخصي من حسين حجازي.
و ساهم الأهلي بشكل فعال في تأسيس الاتحاد المصري للتنس عام 1923 وحدثت نقلة كبيرة في نشاط اللعبة داخل النادي منذ ذلك الحين وقد انتُخب في عضوية اتحاد التنس من أعضاء الأهلي كل من حسين عنان ومحمد رشدي وكامل البنداري.
بداية الحصول على البطولات (1922-1932)
جاء عام 1922 وتم تعيين جعفر والي باشا رئيسا للأهلي ليستمر في قيادة النادي مدة 18 عام، وهي المدة الأطول لأي رئيس جاء في تاريخ النادي حتّى الآن، وفي نفس العام دخلت الكهرباء للنادي الأهلي لأول مرة وكان ذلك واحداً من مشروعات النادي الكبرى، حيث كان النادي يضاء بالفوانيس والغاز منذ تأسيسه حتّى دخول الكهرباء، وتكلف دخول الكهرباء 52 جنيهاً ليحتفل بذلك الأعضاء احتفالاً كبيراً.
كما شهد عام 1922 حدثاً كبيراً في تاريخ الأهلي الكروي حيث انضم لاعب واعد اسمه محمود مختار-أو كما يشتهر بين الجميع باسم مختار التتش- لصفوف الفريق ولعب أول مباراة ضد فريق الطيران الإنجليزي في كأس السلطان حسين مسجلاً هدف الفوز في المباراة التي انتهت 2-1 لصالح الأهلي، وأصبح التتش فيما بعد واحداً من أساطير النادي.
و في عام 1923، أدخل الأهلي بقيادة التتش أول بطولة لخزانة النادي عندما حقق كأس السلطان حسين متفوقاً على الزمالك حامل اللقب آنذاك، ثم أضاف بعد ذلك 6 ألقاب من تلك البطولة أخرى ليكون صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز حتى آخر نسخة عام 1938،أول خطوة في طريق الأهلي للمجد كانت في إبريل 1923 عندما اقتنص الفريق الكأس لأول مرة بالفوز علي فريق (دراجونز) المكون من أعضاء الجيش البريطاني، وفاز الأهلي بالمباراة 2-1 بهدفي أحمد مختار وخليل حسني، لتنطلق احتفالات تاريخية لم تشهدها مصر من قبل حيث قامت مظاهرة شعبية من ملعب المباراة بالعباسية وحتّى مقر النادي الأهلي بالجزيرة، وحمل جمهور الأهلي لاعبيه على الأعناق في شوارع القاهرة احتفالاً بالفوز على الإنجليز، والذي اعتبره الكثيرون انتصاراً للوطنية حيث حرصت المظاهرة على المرور أمام ثكنات الجيش البريطاني في قصر النيل حتى يشاهدها الإنجليز.
وبعد عام واحد من الفوز بلقب كأس السلطان حسين، فاز الأهلي بكأس مصر (كأس الأمير فاروق) عام 1924 لأول مرة بانتصاره على السكة الحديد 4-1 في إياب المباراة النهائية بعد انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل السلبي، وسجل مختار التتش هدفين كما سجل كل من أحمد مختار وخليل حسني هدفاً لكل لاعب.
حقّق الأهلي بطولة دوري منطقة القاهرة للمرة الأولى في نسختها الثالثة عام 1925، ليبدأ مسيرة تفوق استمرت حتّى آخر نسخة من البطولة عام 1958 حيث وصل عدد مرات فوز الأهلي بعد ذلك بالبطولة إلى 16 مرة وضعته في مقدمة الأندية الحاصلة عليها، ثم أضاف المارد الأحمر لقبه الثاني من بطولة كأس السلطان حسين بالفوز علي الاتحاد السكندري 4-1 في النهائي بفضل هاتريك لسيد أباظة، وبعد أيام قليلة يعود الأهلي ليهزم الاتحاد مجدداً 3-0 في إياب نهائي كأس مصر والذي سجل فيه سيد أباظة أيضا هدفا إلى جانب ثنائية حسين حجازي، وبذلك حقق الأهلي الثلاثية المحلية لأول مرة في تاريخ أندية مصر بفوزه بجميع بطولات موسم 1924-1925، كما حقق الثلاثية الثانية في عام 1927 وحققها للمرة الثالثة في عام 1931، وفي نفس العام 1925 صدر قرار جريء من الجمعية العمومية للنادي في بألّا يقبل النادي في عضويته إلا المصريين.
و حقق الأهلي لقباً غالياً عام 1926 عندما فاز بكأس السلطان حسين للمرة الثالثة، منتصراً على الترسانة 1-0 في النهائي، وكانت أهمية هذا اللقب أنه أعطى الأهلي الأفضلية على المختلط (الزمالك) صاحب أكبر عدد من الألقاب في تلك البطولة آنذاك، فأصبح الأهلي في المقدمة ولم يتنازل عن الرقم القياسي لعدد مرات الفوز حتى آخر نسخة من البطولة عام 1938.
في موسم 1927-1928، جاء ولأول مرة في التاريخ اصطدام الأهلي بمنافسه التقليدي الزمالك في المباراة النهائية لكأس مصر، واستطاع المارد الأحمر الاحتفاظ بلقب البطولة للمرة الرابعة والثانية على التوالي، بفوزه 1-0 بهدف ممدوح مختار صقر.
و في صيف عام 1929، قام فريق الكرة بالأهلي بعمل جولة أوروبية هي الأولى من نوعها حيث سافر الفريق لمواجهة عدة أندية أوروبية مثل فناربخشة وغلطة سراي في تركيا.
ثم توجهت البعثة إلي ألمانيا لملاقاة لايبزيغ وبوروسيا برلين وميونيخ 1860 وغلزنكيرشن، وانتهت الرحلة في بلغاريا بمباراتين ضد فرق ليفسكي صوفيا وسلافيا صوفيا.
في نوفمبر عام 1930، تفوق الأهلي على منافسه التقليدي الزمالك بنتيجة 4-0 في مباراة ضمن دوري منطقة القاهرة شهدت تألقاً تاريخيّاً لمختار التتش، الذي أصبح أول لاعب يسجل هاتريك (ثلاثة أهداف) في تاريخ لقاءات ديربي القاهرة.
و بحلول عام 1932 وصل إجمالي الألعاب التي تُمارس داخل النادي الأهلي ل10 ألعاب هي: كرة القدم، الملاكمة، الكرة الطائرة، التنس، كرة السلة، تنس الطاولة، رفع الأثقال، ألعاب القوي، البلياردو، الكروكيه.
و في أبريل عام 1932، أصدر النادي الأهلي كتاباً يسرد فيه تاريخ وبطولات النادي احتفالاً بمرور 25 عاما على التأسيس.
و بدأت الإذاعة المصرية في نقل مباريات النادي الأهلى لكرة القدم على الهواء مباشرة في عام 1934، وكان الأهلي يتقاضى 75 جنيهاً نظير نقل المباراة، وفي موسم تألق فيه مختار التتش مع الهداف حسين حمدي، اقتنص الأهلي درع دوري منطقة القاهرة متفوقاً علي غريمه التقليدي المختلط (الزمالك) في مباراتي المسابقة بنتائج 3-0 و2-1 وقد سجل التتش في المباراتين.
واستمر النادي الأهلي مع مختار التتش ونخبة من نجوم الثلاثينيات أمثال حسين حمدي وعبد الكريم صقر وأمين شعير ولبيب محمود في قيادة الأهلي للفوز بدوري منطقة القاهرة لعدة سنوات متتالية أكد فيها هذا الجيل هيمنة الأحمر علي البطولة من حيث عدد مرات الفوز، وأضاف الأهلي بطولتي عام 1935 و1936 متفوقاً علي نادي السكة الحديد صاحب المركز الثاني في الموسمين.
أول طريق الأرقام القياسية (1936-1946)
في نهاية موسم 1936-1937، حصد الأهلي الثنائية بالفوز ببطولتي دوري منطقة القاهرة وكأس مصر متفوقاً على منافسيه المختلط (الزمالك) والسكة الحديد، حيث حسم الأهلي الدوري في آخر أسبوع عندما حقق فوزاً ساحقاً 4-1 علي الزمالك ليحسم المركز الأول بفارق 3 نقاط عن منافسه التقليدي، وفي نهائي الكأس فاز الأهلي 3-2 على السكة الحديد في مباراة مثيرة لم يحسمها إلا هدف عبد الكريم صقر في الدقائق الأخيرة.
و بدأ الأهلي في تحقيق الأرقام القياسية حيث كان عام 1938 هو آخر عام تقام فيه بطولة كأس السلطان حسين والتي بدأت في عام 1917، وفاز الأهلي بنسختها الأخيرة بانتصار صعب 1-0 على المصري البورسعيدي في المباراة النهائية بعد أن سجل مصطفى لطيف هدفاً في الشوط الإضافي الأول، وبهذا الفوز أضاف الأهلي لجعبته البطولة رقم 7 ليصبح صاحب الرقم القياسي من حيث عدد مرات التتويج للبطولة للأبد.
أما مسابقة دوري منطقة القاهرة فقد حسمها الأهلي في الجولة الأخيرة مجدداً وبفوز عريض 5-1 على الزمالك صاحب المركز الثاني في مباراة سجل فيها صالح الصواف هدفين كما سجل كل من مختار التتش وجميل صابر وعبد المجيد العشري هدفاً لكل لاعب.
حقق الأهلي رقماً قياسياً جديداً من حيث عدد مرات الفوز المتتالي بنفس البطولة عندما فاز ببطولة دوري منطقة القاهرة للمرة الخامسة على التوالي موسم 1938-1939 ليصبح بذلك أول فريق مصري يصل لهذا الإنجاز، وفاز الأهلي في هذا الموسم على منافسه التقليدي المختلط (الزمالك) في كلتا مباراتي الفريقين في الدوري بنتائج 3-1 و2-0.
و بعد 18 عاماً من العطاء أعلن أسطورة الأهلي مختار التتش اعتزاله الكرة عام 1940 وكان يسعى للتفرغ لإصلاح حال اللعبة في مصر والمساهمة في وضع القوانين الخاصة بالرياضة المصرية.
ورغم اعتزال أبرز نجوم فريقه مختار التتش، استطاع الأهلي أن يحسم بطولة كأس مصر موسم 1939-1940 لصالحه بالفوز على الترام 3-1 في النهائي، وسجل للأهلي كل من حسين مدكور ومحمد الجندي[؟] ولبيب محمود.
في عام 1941 وخلال فترة رئاسة جعفر والي باشا، كان أحمد فؤاد أنور (أول كابتن في تاريخ النادي الأهلي) هو القائم بأعمال الرئيس مؤقتاً ولمدة سنة وهو ماجعله يُكتب في السجلات كأحد الرؤساء في تاريخ النادي الأهلي إلى أن عاد جعفر والي باشا لمنصبه عامين آخرين قبل أن يتم تعيين أحمد حسنين باشا في 1944.
واستمر استحواذ الأهلي على البطولات ففي عام 1942 حصل الأهلي على ثنائية الدوري والكأس وفي العام التالي حصل على الدوري وتقاسم كأس مصر مع نادي الزمالك وفي موسم 1945-1946 حقق الأهلي الثنائية مرة أخرى.
جيل الخمسينيات والستينيات
الاستحواذ على البطولات (1948-1956)
أصبح أحمد عبود باشا سابع رئيس في تاريخ الأهلي بعد أن حل محل أحمد حسنين باشا في فبراير 1947، وفي نفس العام تم إنشاء ملاعب جديدة للإسكواش في النادي الأهلي لأول مرة.
و قبل ذلك بفترة وتحديداً في عام 1944 كان قد انضم إلى ناشئي النادي لاعب أصبح بعد ذلك أحد أساطير النادي وهو صالح سليم.
انطلقت النسخة الأولى من بطولة الدوري العام المصري لأول مرة عام 1948 وانطلق معها الأهلي محققاً فوزاً ساحقاً 5-0 في أولي مبارياته علي فريق يونان الإسكندرية وكان للاعب أحمد مكاوي شرف إحراز أول هدف للأهلي في تاريخ المسابقة في الدقيقة 11، وأضاف مكاوي هدفاً ثانياً في الشوط الثاني وسجل معه حلمي أبو المعاطي ومحمد لهيطة وفتحى خطاب، وكان أول فريق يمثل الأهلي في المسابقة يتكوّن من: كمال حامد – عبدالعزيز همامي – محمد أبوحباجة – عبد المنعم شطارة – سيد عثمان – حلمي أبوالمعاطى – فؤاد صدقي – محمد لهيطة – أحمد مكاوي – صالح سليم – فتحي خطاب.
والطريف أن مباراة الحسم كانت أيضا ضد يونان الإسكندرية في يونيو 1949 في الأسبوع قبل الأخير وانتصر فيها الأهلي 3-1 ليحسم الصراع الثلاثي مع الترسانة والإسماعيلي اللذين تقاسما المركز الثاني، وكما قاد الأهلي لإحراز أول بطولة له علي الإطلاق وهو لاعب سنة 1923، كان مختار التتش هو المدير فني الذي قاد الأهلي للفوز بأول بطولة دوري عام.
واقتنص الأهلي ثنائية الدوري والكأس للمرة الأولي بعد أن هزم الزمالك 3-1 في نهائي كأس مصر 1949 بأقدام محمد عطية الشهير ب(توتو) وحسين مدكور وفتحي خطاب.
و شهد عام 1950 تفوقاً تاريخيّاً للأهلي بعد أن حصد جيل الخمسينيات الذهبي بقيادة صالح سليم وتوتو وأحمد مكاوي جميع البطولات المحلية، منتصرين علي الترسانة صاحب مركز الوصيف في البطولات الثلاث، ففي الدوري العام انتهت المنافسة الشرسة بتعادل الفريقين في النقاط إلا أن الأهلي حسم المباراة الفاصلة بنتيجة 2-1 ليقتنص اللقب بأهداف توتو وفتحي خطاب، كما حسم الأهلي بطولة منطقة القاهرة بفارق نقطة عن فريق (الشواكيش) العنيد، أما في كأس مصر فكان النهائي من جانب واحد حيث فاز الأحمر 6-0 وسجل صالح سليم هدفين.
وفي عام 1951 وعلى الرغم من المنافسة القوية مع نادي فاروق (الزمالك) على لقب الدوري العام لم يُفرط الأهلي في الدرع الثالث على التوالي بعد أن حسم المركز الأول بفارق الأهداف بعد التعادل في النقاط، ثم أكمل المارد الأحمر الثنائية بفوز صعب في نهائي كأس مصر علي السكة الحديد، بهدف من إمضاء أحمد مكاوي.
وبعد أن أُلغيت بطولة الدوري العام لموسم 1951-1952 في أعقاب ثورة 23 يوليو، عادت المنافسة في الموسم التالي وعاد معها الأهلي كبطل للمسابقة لرابع مرة على التوالي، وحسم الأهلي الصدارة بفارق نقطتين عن الزمالك بعد تعادل الفريقين في قمة الأسبوع الأخير 2-2، أما في كأس مصر، استطاع الأهلي أن يهزم الزمالك حامل اللقب 4-1 في النهائي في مباراة سجل فيها صالح سليم هدفين وسجل أيضا شقيقه الأكبر عبد الوهاب سليم هدفاً.
وفي موسم 1953-1954 ولخامس موسم على التوالي يؤكد الأهلي جدارته بلقب بطل الدوري منذ انطلاق البطولة، متفوقاً علي الزمالك بفارق نقطتين.
وبعد إلغاء مسابقة الدوري العام في 1954 عاد الدرع للأهلي في موسم 1955-1956 حيث فاز الأهلي بلقبه السادس على التوالي رغم الهزيمة في الأسبوع الأخير من نادي القناة، وأكمل الأهلي الثنائية بحصد لقب كأس مصر بالفوز علي الترسانة 1-0 في النهائي بهدف سيّد صالح.
سلسلة من الأرقام القياسية (1957-1966)
حقق هذا الجيل سلسلة من الأرقام القياسية حيث وبعد أن شهد موسم 1956-1957 زيادة عدد فرق الدوري العام ل14 فريق لأول مرة واستطاع الأهلي أن ينفرد بالمركز الأول وبفارق 9 نقاط عن الزمالك الوصيف لينال لقبه السابع على التوالي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الفريق ل40 نقطة، وشهد موسم 1957-1958 النسخة الأخيرة من بطولة دوري منطقة القاهرة والتي اقتنصها الأهلي ليحتفظ بالرقم القياسي كأكثر فريق تُوج بهذا اللقب للأبد متفوقاً على الزمالك بفارق بطولة واحدة، وفي نفس الموسم حسم الأهلي لقب بطل الدوري الممتاز لثامن موسم على التوالي بعد أن تفوق على الزمالك في مجموع مباراتين فاصلتين حيث تصدر كل فريق مجموعته بعد أن أقيمت المسابقة بنظام المجموعتين لأول مرة، وانتهى اللقاء الأول بالتعادل 1-1 لكن الأهلي انتصر بنتيجة 3-1 في المباراة الثانية بفضل ثنائية للمايسترو صالح سليم وهدف للاعب السيد الضظوي، أما في بطولة كأس مصر فكانت المنافسة على أشدّها أيضا مع الزمالك حيث تعادل الفريقان 1-1 في النهائي ثم مرة أخرى 2-2 في الإعادة، فجاء قرار من اتحاد الكرة أن يتقاسم الناديان اللقب.
و حصل الأهلي على بطولة دوري موسم 1958-1959 كما كان هداف الدوري من الأهلي لأول مرة وهو السيد الضظوي، الذي ساهم بقوة في فوز الأهلي باللقب بفارق 9 نقاط عن الزمالك صاحب المركز الثاني، وسجل هجوم الأهلي 55 هدفا في 18 مباراة فقط هذا الموسم، وبفارق أكثر من 20 هدفا عن أقرب منافسيه، وبهذا حقق الأهلي رقماً قياسيّاً لم يقترب له أي فريق حتّى الآن وهو الفوز ببطولة الدوري العام لتسعة مواسم على التّوالي.
وعندما فاز منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية 1959 كان المنتخب يضم سبعة لاعبين من النادي الأهلي هم عادل هيكل وطارق سليم وميمي الشربيني ورفعت الفناجيلي وصالح سليم وطه إسماعيل وهدّاف البطولة محمود الجوهري.
بعد أن خسر الأهلي بطولة الدوري العام لأول مرة منذ انطلاق المسابقة في موسم 1959-1960، عاد الدرع سريعاً للأهلي في موسم 1960-1961 ليكتمل عدد 10 ألقاب في خزينة القلعة الحمراء، أمّا كأس مصر فقد حسمها الأهلي بالفوز 5-0 على القناة في النهائي في مباراة سجل فيها ميمي الشربيني هدفين.
بسبب قوانين ثورة يوليو الإشتراكية تمّت إقالة أحمد عبود باشا من رئاسة النادي الأهلي في عام 1961 بعد حوالي 14 سنة من بداية توليه، ولكن رجل الأعمال المصري كان قد ترك تراثاً تاريخيّاً كأحد أعظم من قادوا النادي على مر العصور، ففي عهده فاز الأهلي بالدوري العام 10 مرات وبقي ذلك رقماً قياسياً لم يحظى به أي رئيس حتّى 1998 عندما فاز الأهلي بالبطولة 11 مرة تحت رئاسة صالح سليم، كما فاز الأهلي بكأس مصر 7 مرات في عهد عبود باشا، الذي حل محله صلاح الدين الدسوقي.
و فاز الأهلي ببطولة الدوري العام رقم 11 موسم 1961-1962 بعد أن هزم الزمالك 3-0 في الجولة الأخيرة بأهداف محمود السايس وطارق سليم ورفعت الفناجيلي.
و بعد أيام من فوزه ببطولة الدوري رقم 11 بفضل الإنتصار الحاسم على الزمالك في الأسبوع الأخير، استعد الأهلي لخوض تجربة جديدة أمام أحد عمالقة الكرة العالمية، وتمت دعوة فريق بنفيكا البرتغالي للعب مباراة ودية مع بطل مصر في أواخر مايو 1962 أي بعد أقل من شهر من حصول بنفيكا على بطولة أوروبا للأبطال للمرة الثانية علي التوالي بعدما فاز على ريال مدريد 5-3، وجاء بنفيكا بكامل نجومه وعلى رأسهم الأسطورة أوزيبيو، وفجّر الأهلي مفاجأة بالفوز 3-2 بقيادة صالح سليم وطه إسماعيل ورفعت الفناجيلي وبدوي عبد الفتاح (نجم الترسانة)، كما تألّق حارس المرمى عادل هيكل حيث تصدّى لعدد كبير من التسديدات جعلت بطل أوروبا يُبدي إعجابه به بعد المباراة.
و انتهت فترة رئاسة صلاح الدين الدسوقي للنادي الأهلي في ديسمبر 1965 ليخلفه الفريق عبد المحسن مرتجي أحد القادة في الجيش المصري، وفي نفس الموسم عاد الأهلي لطريق البطولات بعد غياب 4 أعوام لم يعتد عليها جماهير النادي حيث اقتنص كأس مصر بعد الفوز على الترسانة 1-0 في النهائي بهدف أسامة يوسف.
و بعد سنوات من العطاء داخل المستطيل الأخضر اعتزل صالح سليم في 1966 ليتفرغ لخدمة الأهلي إدارياً، وقد نال وسام الرياضة من الدرجة الأولى بعد عام من اعتزاله.
جيل السبعينيات والثمانينيات
هيديكوتي والثورة الكروية (1973-1980)
بعد اشتراكه في حرب 1967 والقيام بدوره في الدفاع عن الوطن، عاد الفريق عبد المحسن مرتجي لرئاسة النادي الأهلي عام 1971 بمساعدة مدير الكرة الجديد صالح سليم، وبعد سنوات من تدهور المستوى نتيجة عدم استقرار البلاد أثناء الحرب، بدأ الأهلي أولى خطوات العودة لطريق البطولات عندما قررت إدارة النادي التعاقد مع نجم منتخب المجر الذهبي في الخمسينيات ناندور هيديكوتي في سبتمبر 1973 وبراتب أقل من 600 دولار شهريّاً، وشهدت فترة ما قبل هيديكوتي تدهوراً كبيراً في مستوى النادي فللمرة الأولى والوحيدة في تاريخه، غابت بطولة الدوري عن الأهلي مدة 13 عاما لأسباب مختلفة أهمها حرب1967 وحرب أكتوبر 1973، ولكن بعد مساندة استثنائية معتادة من جماهير الأهلي بالإضافة لمجموعة مميزة من اللاعبين تحت قيادة هيديكوتي، عاد الدرع للأهلي في موسم 1974-1975.
وحقّق هذا الجيل رقماً قياسياً في عدد الأهداف المسجلة لا يزال صامداً حتّى الآن، إذ سجل لاعبو الأهلي 70 هدفا في 34 مباراة، وكان فريق هيديكوتي يتكون من: إكرامي،حسن حمدي،أحمد عبد الباقي،مصطفي يونس،فتحي مبروك،صفوت عبد الحليم،محسن صالح،مصطفي عبده،طاهر الشيخ،محمود الخطيب،عبد العزيز عبد الشافي (زيزو)،مختار مختار،عبد المنعم مصطفي الشهير بشطة،عصام عبد المنعم،أنور سلامة،رجب عبد المنعم، شوقي عبد الشافي، هاني مصطفى، جمال عبد العظيم، محمود عبد الحي، إبراهيم عبد الصمد، واستمرت سيطرة الأهلي على بطولة الدوري مع هيديكوتي موسم 1975-1976 وحقق الفريق في هذا الموسم رقمين قياسيين جديدين بعد أن أنهى الموسم بهدفين فقط في شباكه من 21 مباراة لعبها بلا هزيمة، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي يخرج فيها فريق بدون هزيمة واحدة.
وجاءت أوّل مشاركة أفريقية للأهلي في دوري أبطال أفريقيا عام 1976 ولم تكن البداية موفقة للنادي حيث خرج الفريق من الدور الأول على يد مولودية الجزائر، وكان محمود الخطيب هو صاحب أول هدف قاري للأهلي في مباراة العودة التي فاز فيها الفريق 1-0.
وفاز الأهلي ببطولة الدوري 1976-1977 بفارق 5 نقاط عن الزمالك وشهد هذا الموسم ثاني مشاركات الأهلي الأفريقية حيث كانت هذه المرة أفضل من الأولى بعد أن نجح في تخطي الدور الأول والثاني قبل أن يخرج من ربع النهائي على يد نادي هارتس أوف أوك الغاني، وفي نهاية عام 1977 جاء فريق بايرن ميونخ لخوض مباراة ودية مع الأهلي وكان بايرن هو حامل لقب دوري أبطال أوروبا في الأعوام الثلاثة التي سبقت المباراة، ولكن الأهلي أعاد ما فعله مع بنفيكا قبل 15 عاما وحقق مفاجأة بالفوز 2-1 بأهداف الخطيب وشريف عبد المنعم.
ورغم خسارته لبطولة الدوري العام بفارق هدف واحد فقط في 1977-1978، لم يخرج الأهلي من الموسم خالي اليدين حيث اقتنص لقب كأس مصر بفوز بنتيجة 4-2 على الزمالك في المباراة النهائية ليعيد اللقب الذي غاب عنه عدة سنوات، وتعد هذه المباراة واحدة من أشهر مباريات القمة على الإطلاق حيث كان الزمالك منتشياً بعد أن حسم لقب الدوري بصعوبة فظل متقدماً بهدفين لهدف حتّى قبل نهاية المباراة بربع ساعة عندما تم استدعاء محمود الخطيب من على مقاعد البدلاء ليسجل هدف التعادل ثم يضيف جمال عبد الحميد هدف الفوز في الدقيقة 82 قبل أن يعزز طاهر الشيخ الفوز في الوقت الضائع.
ويعود الأهلي لحمل لقب الدوري في 1978-1979 متفوقاً على الزمالك الوصيف بفارق 7 نقاط، في موسم لم يتلقَ فيه الأحمر هزيمة واحدة خلال 22 مباراة، ثم يفوز بالدوري للمرة الثانية على التوالي والخامسة في عهد هيديكوتي في موسم 1979-1980 وبنهاية عام 1980 فاز صالح سليم بانتخابات رئاسة النادي الأهلي خلفاً للفريق مرتجي ليبدأ عهداً جديداً في خدمة النادي من مقعد الرئيس.
بداية الإنجازات القارية (1980-1989)
بعد أن غابت عنه مدة 20 عاماً، جمع الأهلي الثنائية المحلية في 1980-1981 بعد مجهود كبير شهد منافسة شرسة مع الزمالك حتّى الأسبوع الأخير من الدوري العام عندما انتهت القمة بالتعادل السلبي ليحسمها الأهلي بفارق نقطة، أما في نهائي الكأس فكان فوزاً عصيباً بضربات الترجيح على المقاولون العرب.
وشهد هذا الموسم أفضل تقدّم للأهلي في دوري الأبطال عندما وصل الفريق للدور قبل النهائي لمواجهة شبيبة القبائل الجزائري إلا أن بطل مصر اضطر للانسحاب عقب اغتيال رئيس الجمهورية محمد أنور السادات في 1981.
حقق الأهلي بطولة دوري 1981-1982 وللمرة الرابعة على التوالي في موسم خسر فيه الفريق مباراة واحدة، وبعدها كان الوقت قد حان لكتابة التاريخ إفريقيّاً فوصل الفريق بقيادة المدير الفني محمود الجوهري لملاقاة أشانتي كوتوكو الغاني في نهائي دوري أبطال إفريقيا 1982، وانتهت مباراة الذهاب بفوز الأهلي 3-0 بهدفين للخطيب وهدف أحرزه علاء ميهوب، وفي مباراة العودة في كوماسي عاد محمود الخطيب ليسجل مجدداً وتنتهي المباراة 1-1 معلنة فوز الأهلي بأول بطولة قارية في تاريخه.
وفي عام 1983 وللمرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية تم إعلان نجم الأهلي محمود الخطيب أفضل لاعب إفريقي من قبل مجلة فرانس فوتبول.
ثم اقتنص الأهلي بطولة كأس مصر عام 1984 بعد فوز درامي على المصري في النهائي لم يأت إلا بعد وقت إضافي، فقد كان المصري متقدماً حتّى الدقيقة 90 عندما سجل علاء ميهوب هدف التعادل القاتل بعد مراوغة الحارس ليحتكم الفريقان لوقت إضافي أحرز فيه ميهوب هدفه الثاني قبل أن يعزز خالد جاد الله الفوز الدرامي بالهدف الثالث.
ووصل الأهلي لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي في 1983 إلا أن منافسه كوتوكو استطاع أن يثأر لهزيمته في العام السابق لهذا العام بالفوز بهدف واحد فقط في مجموع المباراتين، لكن الأهلي وصل إلى نهائي كأس الكؤوس الإفريقية في عام 1984 وكان النهائي ضد كانون ياوندي الكاميروني وفاز الأهلي بركلات الترجيح في العاصمة الكاميرونية بعد التعادل 1-1 في مجموع المباراتين.
وكان موسم 1984-1985 واحداً من أفضل المواسم في تاريخ الأهلي حيث سيطر المارد الأحمر علي اللقبين المحليين عندما حسم الدوري والكأس، ثم احتفظ بكأس الكؤوس الإفريقية للمرة الثانية على التوالي ليحرز أول ثلاثية محلية قارية في تاريخ الكرة المصرية، وفاز الأهلي على ليفينتيس يونايتد بطل نيجيريا في النهائي الأفريقي بنتيجة 2-1 في مجموع اللقائين، وسجل للأهلي مجدي عبد الغني وزكريا ناصف، وللمرة الثالثة على التوالي يفوز الأهلي بكأس الكؤوس الإفريقية عام 1986 بعد أن حسم بطولة الدوري لصالحه أيضا وحسم الأهلي البطولة الإفريقية بالفوز على سوجارا الجابوني في النهائي 3-2 في مجموع اللقائين حيث سجل طاهر أبوزيد هدفين ومجدي عبد الغني هدفاً.
وبعد أن صدم بطلي أوروبا بنفيكا وبايرن ميونيخ في 1962 و1977 على الترتيب عاود الأهلي هوايته في مفاجأة كبار أوروبا بالفوز علي ستيوا بوخارست الروماني بطل أوروبا عام 1986، وهذه المرة فاز بطل مصر 3-0 بأهداف علاء ميهوب وخالد جاد الله وصديق الجمَال.
في موسم 1986-1987 تحت قيادة المدرب الوطني طه إسماعيل استمرت المنافسة مع الزمالك حتّى الأسبوع الأخير حيث كان الزمالك الوصيف متأخراً بفارق نقطتين قبل لقاء القمة في الأسبوع الختامي لكن الأهلي حسمها بالفوز 2-1 بهدفي أيمن شوقي، وحقق الأهلي دوري الأبطال الإفريقي للمرة الثانية عام 1987 منتصراً على الهلال السوداني في النهائي بنتيجة 2-0 في مجموع اللقائين.
ولكن كان عام 1988 عاماً حزيناً على جماهير الأهلي حيث لم يحالفه الحظ في أي بطولة بل وفقد النادي نجمه محمود الخطيب الذي قرر اعتزال اللعب.
ويعود الأهلي لمسار البطولات بحصد ثنائية الدوري والكأس موسم 1988-1989 بقيادة رئيس جديد هو محمد عبده صالح الوحش ومدير فني جديد هو الألماني ديتريتش فايتسا، ولأول مرة في تاريخه يضيف الأهلي بطولة الكأس الأفروآسيوية للأندية بالفوز على يوميوري بطل اليابان 3-1 ذهاباً و1-0 إياباً.
جيل التسعينيات (1990-2000)
نجح منتخب مصر في التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 للمرة الأولى منذ عام 1934 والثانية في تاريخه بقيادة نجم الأهلي في الخمسينيات ومدربه السابق محمود الجوهري، وتكونت نصف قائمة الفريق المسافر إلي إيطاليا البلد المستضيف من لاعبي الأهلي حيث تم اختيار 11 لاعباً من النادي من أصل 22 لاعباً في المنتخب.
كان الأهلي قد حسم صدارة الدوري موسم 1990-1991 بفارق الأهداف عن الإسماعيلي إلا أن اتحاد الكرة قرر في منتصف الموسم تغيير اللوائح وإلغاء فارق الأهداف لتقام مباراة فاصلة فاز فيها الإسماعيلي بهدفين في ملعب المحلة، لكن الأحمر لم يخرج من الموسم بلا لقب فقد فاز بكأس مصر برأسية محمد رمضان في مرمى نادي أسوان، واحتفظ الأهلي بلقب كأس مصر عام 1992 بفوزه على بطل الدوري الزمالك 2-1 في نهائي مثير كان بطله أيمن شوقي، الذي سجل هدف الفوز في الدقيقة 92 بعد أن سجل الهدف الأول من ضربة رأسية.وفي ديسمبر 1992 عاد صالح سليم لمقعد رئاسة النادي الأهلي لولاية ثانية خلفاً لمحمد عبده صالح الوحش.
في عام 1993 وبعد الفوز بكأس مصر للمرة الثالثة على التوالي بالتغلب على غزل المحلة بنتيجة 3-2 في المباراة النهائية، يعود الأهلي للبطولات الإفريقية بحصوله على كأس الكؤوس للمرة الرابعة في تاريخه وكانت تلك هي المشاركة الأخيرة للنادي في هذه البطولة التي يبقي الأهلي هو الأكثر تتويجاً بها حتّى آخر نسخة منها عام 2003، وفاز الأهلي بصعوبة على أفريكا سبورت الإيفواري في النهائي بضربة جزاء سجلها عادل عبد الرحمن في ستاد القاهرة بعد التعادل 1-1 في مباراة الذهاب.
وبعد غياب 3 سنوات، عاد درع الدوري للأهلي في 1993-1994 بقيادة الإنجليزي ألان هاريس بعد منافسة شرسة مع الإسماعيلي لم تُحسم إلا بمباراة فاصلة فاز فيها الأحمر 4-3 في الإسكندرية بفضل هاتريك رائع من محمد رمضان، وكانت هذه مجرد بداية لمرحلة سيطر فيها الأهلي علي البطولة المحلية الأهم لعدة سنوات متتالية.
اتجه الأهلي للبطولات العربية لأول عام 1994 بعد قرار بمقاطعة البطولات الإفريقية نظراً لضعف العائد المادِّي، وجاءت المشاركة الأولى في بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس التي أقيمت على أرض القاهرة واقتنصها الأحمر بالفوز على الشباب السعودي بهدف الغاني أحمد فيلكس في النهائي.
و للموسم الثاني على التوالي، حقّق الأهلي بطولة الدوري 1994-1995 بفارق 8 نقاط عن الزمالك وكان هذا هو آخر موسم للإنجليزي ألان هاريس الذي قاد الفريق لتحقيق بطولتي دوري عام خلال فترة توليه.
وتم تعيين الألماني راينر هولمان خلفاً لهاريس في صيف 1995 لكن المدير الفني الجديد لم يحالفه الحظ في أولى مهماته في البطولة العربية في تونس والتي خرج فيها الأهلي من دور المجموعات، لكن التعويض جاء قويّاً في نفس الموسم حيث حقق الأهلي ثنائية الدوري والكأس مع هولمان لأول مرة منذ 7 سنوات في 1995-1996، ثم اقتنص بطولة الأندية العربية أبطال الدوري بالفوز على الرجاء المغربي 3-1 في النهائي في ستاد القاهرة.
وفي بطولة دوري موسم 1996-1997 تمكن الأهلي من تحقيق عودة تاريخية بعد أن أنهى الدور الأول متأخراً عن الزمالك المتصدر بفارق 13 نقطة ولكنه حصد اللقب في النهاية بفارق 9 نقاط، وفي عام 1997 تُوِّج الأهلي بلقب كأس السوبر العربي لأول مرة في تاريخه.
ورحل الألماني راينر هولمان عن تدريب الأهلي في نهاية عام 1997 وتحديداً بعد أن حصل الفريق على المركز الثاني في بطولة الأندية العربية أبطال الدوري بتونس، وكان البديل هو مواطنه راينر تسوبيل، الذي نجح في مهمة إبقاء الأهلي على رأس الأندية المصرية بتحقيق بطولة الدوري للموسم الخامس على التوالي في 1997-1998، وحقق الأهلي مع تسوبيل لقب كأس السوبر العربية 1998 للموسم الثاني على التوالي بعدما تفوق على مولودية وهران الجزائري والشباب السعودي والأفريقي التونسي صاحب الأرض، وعاد الأهلي في هذه السنة للمشاركات الأفريقية لأول مرة بعد 4 سنوات.
ولأول مرة في تاريخ مسابقة الدوري المصري، تمكن الأهلي من إنهاء موسم 1998-1999 على قمة الدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه الزمالك وكان هدَّاف المسابقة هو مهاجم النادي حسام حسن برصيد 15 هدف، ولم يخسر الأهلي أي مباراة من 26 أسبوع هذا الموسم وفاز على الزمالك مرتين، 2-1 في الدور الأول و2-0 في الدور الثاني بعد انسحاب الأبيض.
واختتم الألماني راينر تسوبيل مسيرته مع الأهلي بتحقيق بطولة الدوري السابعة على التوالي والثالثة تحت قيادته في 1999-2000 قبل أن يدخل الفريق في مرحلة جديدة من الإحلال والتجديد مع مطلع الألفية الثالثة.
الألفية الجديدة (2000-)
نادي القرن
في ديسمبر 2000، تم تتويج النادي الأهلي بلقب نادي القرن في أفريقيا بواسطة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم،وجاء إعلان الاتحاد بعد دراسة إحصائية استندت إلى نتائج الفرق في البطولات الأفريقية من عام 1964 حتّى عام 2000، وتصدر الأهلي القائمة رغم غياب عن البطولات الإفريقية دام أكثر من 4 سنوات في منتصف التسعينيات.
ويستعيد الأهلي لقب كأس مصر في 2000-2001 تحت قيادة ألماني آخر هو ديكسي دورنر، الذي لم يكن موفقاً مثل مواطنيه السابقين فرغم الفوز بالكأس انتهى التعاقد معه بعد نهاية الموسم، وجاء الفوز على غزل المحلة في النهائي بصعوبة بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، لكن الأهلي سجّل هدفين في الوقت الإضافي عن طريق علاء إبراهيم ومحمد جودة.
مانويل جوزيه والجيل الذهبي (2001-2012)
في صيف عام 2001 تعاقد الأهلي مع البرتغالي مانويل جوزيه لتولي القيادة الفنية للفريق وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ النادي التي يستعين بها بمدرب من المدرسة البرتغالية، وكان أول تعارف لجوزيه مع جماهير الأهلي هو المباراة الودية ضد ريال مدريد في أغسطس 2001، عندما صعق المارد الأحمر أعرق أندية أوروبا بهدف النيجيري صنداي إبيجي، وكانت هذه هي المرة الرابعة في تاريخه التي يهزم فيها الأهلي فريق أوروبي متوج حديثا بلقب دوري الأبطال.
واستطاع الأهلي أن يؤكد للجميع أحقيته بلقب نادي القرن عندما فاز ببطولة دوري أبطال أفريقيا 2001 بعد انتصار ساحق 4-1 في مجموع اللقائين على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، حيث تألق خالد بيبو وسجل هاتريك في مباراة العودة التي انتهت 3-0 في القاهرة، وأكد الأهلي تفوقه القاري أيضا باقتناص كأس السوبر الإفريقي بفوز ساحق آخر على فريق من جنوب أفريقيا وهو كايزر تشيفز الذي خسر 4-1 في القاهرة، في مباراة سجل فيها حارس مرمى الأهلي عصام الحضري هدفه الشهير.
وفي مايو 2002 وبعد صراع دام عدة سنوات مع سرطان الكبد، توفي صالح سليم رئيس النادي الأهلي ليبدأ حسن حمدي مسيرة قيادة النادي.
لم يتمكن جوزيه من تحصيل أي بطولة محلية في ولايته الأولى إلا أنه استطاع تحقيق إنجاز خاص حفر اسمه في قلوب مشجعي الأهلي وهو الفوز على الزمالك بنتيجة 6-1 في مسابقة الدوري العام.
وكان الزمالك حامل اللقب يمتلك فريقاً مميزاً إلا أن خالد بيبو لاعب الأهلي كان في قمة تألقه حيث أحرز 4 أهداف في ستاد القاهرة، ليسجل رقماً قياسيّاً جديداً في تاريخ لقاءات القمة لعدد الأهداف للاعب واحد في مباراة واحدة.
رحل جوزيه عن الأهلي بنهاية موسم 2001-2002 ليمر فريق الكرة بفترة عصيبة تخللتها تجربتان غير ناجحتين مع الهولندي جو بونفرير والبرتغالي توني أوليفيرا، لكن القلعة الحمراء لم تخلُ من البطولات خلال تلك المرحلة إذ فاز الأهلي بكأس مصر عام 2003 تحت قيادة ابن النادي فتحي مبروك، ثم اقتنص كأس السوبر المصري بفوزه على الزمالك بركلات الترجيح.
مع بداية العام 2004، أعلن النادي الأهلي عن عودة مانويل جوزيه لقيادة الفريق وعن انضمام صانع ألعاب الترسانة محمد أبوتريكة واللاعب الدولي محمد بركات، وقام النادي بالتعاقد مع العديد من النجوم الآخرين مثل عماد النحاس وإسلام الشاطر وتصعيد الناشئ عماد متعب وعودة أسامة حسني وانضمت هذه الأسماء إلى النجوم المتواجدين في النادي مثل وائل جمعة وعصام الحضري وشادي محمد وفي السنوات التالية تم التعاقد مع أحمد حسن وفلافيو وجلبيرتو وسيد معوض وأحمد فتحي والعديد من النجوم ومن هنا بدأ الأهلي يسطر قسماً جديداً من الإنجازات في تاريخه الكروي.
انطلق فريق جوزيه كالسهم في موسم 2004-2005 محققاً الفوز في جميع مباريات الدور الأول ليحسم لقب الدوري الممتاز بدون هزيمة وبفارق قياسي عن إنبي أقرب المنافسين وهو(31) نقطة لأول مرة في تاريخ المسابقة.
كما تُوج الأهلي ببطولة كأس السوبر المصري بفوز مثير علعلى إنبي 1-0، بهدف في الوقت الإضافي لوائل جمعة، وفي نهاية 2005 فاز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا للمرة الرابعة في تاريخه بعد الفوز على النجم الساحلي التونسي 3-0 في القاهرة قبل أن يحقق كأس السوبر الأفريقي بالفوز على الجيش الملكي المغربي بركلات الترجيح، ثم ظهر الأهلي في كأس العالم للأندية في اليابان لأول مرة، لكن البداية لم تكن موفقة حيث خسر الفريق أمام اتحاد جدة السعودي ثم أمام سيدني الإسترالي. وحقق الأهلي رقماً قياسياً عالمياً في نهاية عام 2005 عندما وصل لعدد 55 مباراة متتالية بدون هزيمة في كل البطولات، وتحقق الإنجاز بعد أن سجل محمد أبوتريكة هاتريك في مرمى المقاولون العرب في الأسبوع العاشر من الدوري الممتاز موسم 2005-2006.
وبعد تألقه مع الأهلي في موسم اسثنائي تصدر فيه قائمة هدافي دوري أبطال أفريقيا 2005 تم اختيار محمد بركات كأفضل لاعب في أفريقيا من قبل هيئة الإذاعة البريطانية BBC كأول مصري يحصل على الجائزة، كما نال بركات أيضاً جائزة أفضل لاعب أفريقي داخل القارة من قبل الاتحاد الأفريقي.
يعتقد الكثيرون أن عام 2006 هو الأفضل في تاريخ النادي الأهلي من حيث الإنجازات المختلفة، بدءاً ببطولة السوبر للمرة الثانية بفوز مثير آخر علي إنبي بهدف أبوتريكة في الوقت بدل الضائع، ويكرر الأهلي الفوز بلقب الدوري بدون هزيمة للمرة الثانية على التوالي أيضاً وبفارق 14 نقطة عن الوصيف، ثم يعود الأهلي لرفع كأس مصر بفوز كبير 3-0 على الزمالك محققاً العلامة الكاملة في البطولات المحلية، ثم يجتاح الأهلي أفريقيا مجدداً ويصل للنهائي مع الصفاقسي التونسي لتصل مباراة العودة إلى الثواني الأخيرة والنتيجة لمصلحة بطل تونس، إلى أن جاءت اللحظة التاريخية لتحرز القدم اليسرى لمحمد أبوتريكة هدفاً سيظل محفوظاً في سجلات الأهلي، وينطلق المارد الأحمر لليابان في كأس العالم للأندية ويحقق المركز الثالث للمرة الأولى في تاريخ أفريقيا بعد فوز على أوكلاند سيتي النيوزيلاندي وهزيمة من البطل إنترناسيونالي البرازيلي، ثم فوز على أمريكا المكسيكي 2-1 بهدفين لأبوتريكة في يوكوهاما.
بدأ الأهلي عام 2007 بحصد كأس السوبر الإفريقي بالفوز علي النجم الساحلي بضربات الترجيح ثم حسم بطولة الدوري قبل النهاية بإسبوعين، لكن البطولة الأغلى في هذا الموسم عند جماهير الأهلي كانت كأس مصر حيث جاء الفوز بطريقة درامية على المنافس التقليدي الزمالك الذي ظل متقدماً في النهائي حتّى تعادل أبوتريكة قبل النهاية بدقيقتين فقط ليحتكم الفريقان للوقت الإضافي، وتقدم الزمالك مجدداً حتّى جاء أسامة حسني من على مقاعد البدلاء ليسجل هدفين في أقل من دقيقة معلناً فوز الأهلي بالكأس بعد الفوز على الزمالك بنتيجة 4-3 في واحدة من أمتع مباريات القمة على الإطلاق، ويقابل الأهلي الإسماعيلي في كأس السوبر ليفوز بركلات الترجيح ويحقق الثلاثية المحلية مجدداً، لكن لم يحالفه الحظ في دوري الأبطال رغم الوصول للنهائي للمرة الثالثة على التوالي ليخسر أمام النجم الساحلي.
وفي 2008 استمرت السيطرة الحمراء على درع الدوري فحسم الأهلي اللقب بفارق 17 نقطة عن الإسماعيلي الوصيف، كما حصد الفريق كأس السوبر للمرة الرابعة على التوالي بالفوز على الزمالك 2-0 بأهداف أحمد حسن ومعتز إينو.
وبعدها عاد دوري أبطال أفريقيا للأهلي بالفوز 4-2 على القطن الكاميروني في مجموع اللقائين في النهائي، ثم انطلق الأهلي لكأس العالم للأندية مجدداً ولكن هذه المرة لم تكن النتائج جيدة حيث تلقّى هزيمتين من باتشوكا المكسيكي وأديلايد الإسترالي.
بدأ الأهلي عام 2009 بحصد لقب كأس السوبر الأفريقي بعد الفوز على الصفاقسي 2-1 بهدفي فلافيو، قبل أن يخوض سباقاً مثيراً على درع الدوري مع الإسماعيلي، الذي أصبح على القمة حتّى آخر دقيقتين من الموسم، فبعد أن فاز الإسماعيلي على الترسانة كان الأهلي متعادلاً أمام طلائع الجيش حتّى الدقيقة 93، حينما سجل المدافع أحمد فتحي هدف الفوز التاريخي وأضاف الناشئ محمد طلعت هدف التعزيز ليذهب المتصدران لمباراة فاصلة لتحديد البطل.
وثأر الأهلي لهزيمته في آخر مباراة فاصلة جمعت الفريقين عام 1991 فانتصر بهدف لفلافيو على ستاد المكس بالإسكندرية ليرفع الدرع للمرة الخامسة على التوالي، وكانت هذه آخر بطولة للبرتغالي مانويل جوزيه خلال ولايته الثانية قبل أن يرحل ويترك مهمة قيادة الفريق لمساعده حسام البدري، واستطاع حسام البدري أن يُبقي درع الدوري في خزانة النادي الأهلي موسم 2009-2010 ليصبح أول مدرب وطني يحرز بطولة الدوري منذ 23 عاما، قبل أن يحقق الأهلي كأس السوبر المصري بالفوز على حرس الحدود 1-0 ليثأر من هزيمته أمامه بضربات الترجيح في نهائي الكأس، أما في دوري أبطال إفريقيا فقد تأهل الأهلي للدور قبل النهائي ليخرج على يد الترجي التونسي بسبب خطأ تحكيمي شهير أهدى صاحب الأرض الفوز في مباراة العودة بهدف من لمسة يد واضحة.
وبعد أن قاد الفريق في الدور الأول كل من حسام البدري وعبد العزيز عبد الشافي، أكمل مانويل جوزيه المسيرة بعد عودته للمرة الثالثة مع بداية العام 2011 ليضيف بطولة الدوري السابعة على التوالي للقلعة الحمراء.
وفي 2012 وقعت أحداث ستاد بورسعيد وتوقف النشاط الرياضي بمصر وفي أول مباراة بعد عودة النشاط الرياضي، فاز الأهلي بكأس السوبر المصري عندما هزم إنبي 2-1 على ملعب برج العرب الخالي من الجماهير.
وعلى الرغم من الأحداث العصيبة والبُعد عن المنافسات تحدّى لاعبو الأهلي كل الظروف وحققوا بطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة السابعة عندما فازوا على الترجي التونسي في عقر داره بهدفين أحرزهما محمد ناجي جدو و وليد سليمان بعد أن انتهى لقاء الذهاب 1-1، وكان مانويل جوزيه قد قاد النادي حتى العبور إلى دور الثمانية من دوري الأبطال ثم ترك حسام البدري ليكمل المسيرة من بعده.
حادثة ستاد بورسعيد
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: أحداث ستاد بورسعيد 2012
بدا أول إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثم اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.
تكرر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري (الفائز 1/3) بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى - بحسب شهود عيان. وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة «بلد البالة مجبتش رجالة» والتي عدها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم. وذكرت مصادر عديدة غياب كل الإجراءات أمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلاً عن قيام قوات الأمن بغلق البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.
أوضح وكيل وزارة الصحة المصرية هشام شيحة أن «الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما أن هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية». وأكدت مصادر طبية في المستشفيات التي نقل إليها الضحايا أن بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض. وأكدت تقارير صادرة الطب الشرعي المبدئية وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء. وسببت قنابل الغاز حالات اختناق إضافية من ضمن الشهداء.
وخرج الأهلي وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية. ودخلت وحدات من القوات المسلحة المصرية المدينة، وانتشرت على طريق الإسماعيلية - بورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جماهير النادي الأهلي والمصري. كما أمنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة الذي وصل إلى محطة مصر، وكان آلاف من الأهالي والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلي والزمالك في انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى وإنهاء الحكم العسكري في البلاد.
نجاحات إفريقية(2012-2013)
بعد الفوز بدوري أبطال إفريقيا 2012 انطلق الأهلي بقيادة حسام البدري للعب في كأس العالم للأندية باليابان، محققاً الفوز في أول مباراة على هيروشيما الياباني صاحب الأرض بهدفين سجلهما السيد حمدي ومحمد أبوتريكة، ثم خسر الأهلي بصعوبة 1-0 من كورينثيانز البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية، قبل أن يتلقّى هزيمة أخرى على يد مونتيري المكسيكي في مباراة المركز الثالث، ومع بداية عام 2013 تُوج الأهلي بالسوبر الإفريقي عندما هزم ليوباردز الكونغولي 2-1 بهدفي محمد بركات ورامي ربيعة.وترك حسام البدري مهمة إدارة الفريق لمساعده محمد يوسف الذي استطاع أن يكمل المسيرة بنجاح ويقود الأهلي للفوز بدوري أبطال إفريقيا للمرة الثامنة بالفوز على أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي 2-0 في مباراة العودة بعد التعادل 1-1 في الذهاب، وشهدت مباراة العودة آخر بصمة لمحمد أبوتريكة على تاريخ الأهلي، عندما سجل الهدف الأول ليكون مسك الختام لمسيرته مع القلعة الحمراء.
رئيس جديد وجيل جديد (2014-)
في مارس 2014، أصبح محمود طاهر الرئيس رقم 14 في تاريخ النادي الأهلي خلفاً لحسن حمدي. وشهد عام 2014 عودة منافسات بطولة الدوري العام بعد فترتي توقف، وفي منتصف الموسم استلم فتحي مبروك مهام المدير الفني من محمد يوسف ليقود الفريق في مرحلة المربع الذهبي للدوري العام. ونجح الأهلي في اقتناص درع الدوري بفارق هدف واحد فقط عن سموحة ليضيف اللقب الثامن علي التوالي له وال37 في تاريخه، ثم أضاف الأهلي بطولة السوبر الثالثة على التوالي بالفوز على الزمالك بركلات الترجيح في أول بطولة للمدير الفني الإسباني خوان جاريدو.
حوّل الأهلي وجهته لبطولة الكأس الكونفيدرالية الأفريقية بعد خروج مبكر من دوري الأبطال، إلا أن المارد الأحمر كان يمتلك دافعاً جديداً قوياً، وهو إضافة هذه البطولة القارية لخزانة النادي لأول مرة في التاريخ.
وبالفعل وصل الأهلي للنهائي أمام سيوي سبورت الإيفواري، لكنه خسر المباراة الأولي 2-1 وفي مباراة العودة ظل التعادل السلبي سيد الموقف حتّى الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، وفي لحظة تاريخية تجسد إصرار الأهلي على الفوز اقتنص عماد متعب هدف التتويج برأسية قاتلة هزت أرجاء ستاد القاهرة وجعلت المدير الفني جاريدو يركض داخل أرض الملعب. وبهذا الانتصار أصبح الأهلي أكثر أندية العالم تتويجا بالبطولات القارية والعالمية متفوقاً على برشلونة الإسباني.
مرّ الأهلي بمرحلة حرجة من تبديل وإحلال لعناصر جيل كامل من النجوم مما تسبب في خسارة عدد من البطولات إلى أن استعاد الفريق توازنه عندما تقابل مع الزمالك لتحديد بطل كأس السوبر في المباراة التي أقيمت في الإمارات لأول مرة في نهاية عام 2015، وقاد لاعب الأهلي في السبعينيات عبد العزيز عبد الشافي النادي للفوز 3-2 على الزمالك ليضيف بطولة السوبر رقم 9 في تاريخ النادي.
استعاد الأهلي لقب الدوري بعد غياب موسم واحد فقط في 2015-2016 وبفارق 7 نقاط عن الزمالك حامل اللقب، وأنهى الأهلي المسابقة كأقوى هجوم وأقوى دفاع تحت القيادة الفنية للهولندي مارتن يول.
وفي موسم 2016-2017 وتحت قيادة المدرب حسام البدري في ولايته الثالثة حقق الأهلي لقب الدوري بدون هزيمة كما حقق لقب كأس مصر بالفوز على المصري 2-1 في النهائي.
الشعار
في 3 نوفمبر 1917، قام محمد شريف صبري بك عضو النادي وخال الملك فاروق بتصميم أول شعار للأهلي، وكان عبارة عن شكل بيضاوي مزين بتـاج الملك المصري في الطرف الأعلى وهو يرمز للحكم الملكي بمصر آنذاك، وفي الأسفل كتب (النادي الأهلي)،و في الوسط كان النسر المحلق، وفي عام 1952 وعقب قيام ثورة يوليو وتغيير رمز الدولة رفع الأهلي التاج عن شعاره، واقتصر على النسر وبعدها أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله الرئاسة الشرفية للنادى الأهلى في 17 يناير سنة 1956 تقديراً للدور الوطني الذي لعبه الأهلي في مساندة الثورة وتدريب الفدائيين، وقد تم الإعلان عن الشعار الثالث في مئوية تأسيس الأهلي في 2007 حيث تم تغييره قليلاً وأضيفت عبارة (نادي القرن) أسفله باللغة الإنجليزية.
تأسس النادي الأهلي بتاريخ 24 أبريل 1907 على يد العديد من كبار الشخصيات في مصر مثل عمر لطفي بك وأمين سامي باشا ومصطفي كامل وطلعت حرب، وتأسس كنادٍ للشباب الوطنيين المصريين ومنذ إنشائه اجتمع فيه المصريون لقضاء أوقاتهم وممارسة الرياضة[2]،وبعد ذلك تم إنشاء مجلس إدارة للنادي برئاسة الإنجليزي ميشيل إنس[3]، وفي 1909 تم تأسيس أول ملعب كرة قدم في تاريخ النادي وتطور هذا الملعب حتى أصبح بمسماه الحالي (ملعب مختار التتش)[4]،وتم إنشاء أول فريق كرة قدم عام 1911، ووصل عدد الألعاب داخل النادي الأهلي عام 1916 إلى 4 ألعاب هي كرة القدم والتنس والبلياردو والجمباز.
يعتبر الأهلي من أكثر الأندية المصرية والعربية والأفريقية شهرة وبطولات في لعبة كرة القدم، حيث حصل الأهلي على 20 بطولة قارية وضعته في المركز الثاني بين أندية العالم بعد ريال مدريد وحصل النادي الأهلي على درع الدوري المصري لكرة القدم 40 مرة (رقم قياسي) آخرها درع عام 2017 وحصل على بطولة كأس مصر 36 مرة (رقم قياسي) آخرها عام 2017. وحصل "نادي الوطنية" أو "المارد الأحمر" كما يلقبه مشجعوه على بطولة دوري أبطال أفريقيا ثمانية مرات (رقم قياسي) آخرها في العاشر من نوفمبر 2013 والتي تأهل من خلالها إلى كأس العالم للأندية للمرة الخامسة في تاريخه، وقد فاز أيضاً بكأس السوبر المصري 9 مرات (رقم قياسي) وكأس السوبر الإفريقي 6 مرات (رقم قياسي) بالإضافة إلي كأس الاتحاد الإفريقي (الكأس الكونفدرالية) مرة واحدة وكأس الكؤوس الإفريقية 4 مرات والكأس الأفروآسيوية مرة واحدة، واختير الأهلي كأفضل نادٍ أفريقي في القرن العشرين وذلك طبقًا لقرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي أصدره عام 2000، وتيمناً باسمه سميت عدة أندية في المنطقة باسم الأهلي مثل (أهلي طرابلس، أهلي بنغازي الليبي،أهلي البرج الجزائري، أهلي جدة السعودي، الأهلي الأردني، أهلي دبي الإماراتي، الأهلي البحريني، الأهلي القطري).
وعلى مستوى الرياضات الأخرى فيتفوق الأهلي إفريقياً وعربيّاً في رياضات كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة كما يتفوق عالمياً في لعبة الإسكواش
التاريخ
تأسيس النادي وبدايته (1907-1916)
طرح عمر لطفي بك فكرة تأسيس النادي الأهلي في العقد الأول من القرن، وقد تولّدت الفكرة في ذهنه خلال رئاسته لنادي طلبة المدارس العليا الذي أُنشئ عام 1905، لأنه اعتبر أن تأسيس نادي طلبة المدارس العليا سياسيًا بالدرجة الأولى، ووجد أن هؤلاء الطلبة بحاجة إلى نادٍ رياضي يجمعهم لقضاء وقت الفراغ وممارسة الرياضة، فقام بعرض فكرة إنشاء النادي على مجموعة من أصدقائه اللذين تحمسوا للفكرة وكان على رأسهم الزعيم مصطفي كامل، ليتم تأسيس النادي الأهلي عام 1907، ويعتبر النادي الأهلي أول نادٍ للمصريين في مصر.
وتنازل عمر لطفي بك عن شرف المنصب التاريخي لرئيس النادي الأهلي الأول لصالح الإنجليزي ميشيل إنس الذي كان مستشاراً بوزارة المالية آنذاك، وذلك لتيسير عملية الدعم المالي للنادي، وعُقد أول اجتماع رسمي لمجلس إدارة النادي في 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة في الخامسة والنصف مساءً بمنزل ميشيل إنس بالجيزة برئاسته وعضوية كلٍ من إدريس راغب بك وإسماعيل سري باشا و أمين سامي باشا و عمر لطفي بك ومحمد أفندي شريف سكرتيراً وتمت الموافقة على تأسيس النادي وطرح إسماعيل سري باشا خلال اجتماع الرسم الذي صممه للمبنى الرئيسي للنادي باعتباره مهندساً معماريّاً، وفي نفس الجلسة عرض عمر لطفي بك عقد الشركة ووافق المجتمعون من المؤسسين على إنشاء الشركة وهي شركة مدنية باسم النادي الأهلي للألعاب الرياضية وطُرحت أسهم الشركة بقيمة 5 جنيهات للسهم، وقد كان هدف شركة النادي الأهلي عند تأسيسها جمع مبلغ 5000 جنيه إلا أنه تم جمع 3165 جنيه على مدى عام ولم يكن ذلك المبلغ كافياً مما دفع النادي إلى اقتراض 1000 جنيه من البنك الأهلي المصري في مارس 1908 بضمان عمر سلطان بك وإدريس راغب وطلعت حرب الذي ساهم بمائة جنيه في إنشاء النادي، وقررت الجمعية العمومية للنادي – التي كان رئيسها الأول شرفياً هو الزعيم سعد زغلول بصفته وزير المعارف في ذاك الوقت – لأول مرة اختيار اسم (النادي الأهلي للرياضة البدنية) وكان أمين سامي باشا أول من اقترح هذا الاسم وتمّت تسمية الأهلي بهذا الاسم لأنه نشأ لخدمة طلبة وخريجي المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، ولذلك نشأ وطنيّاً مصريّاً للم شمل الشباب المصري.
في يوم 2 إبريل 1908، تنحّى ميشيل إنس عن منصب رئيس النادي وتم تعيين عزيز عزت باشا رئيساً، ليصبح بذلك أول رئيس مصري لمجلس إدارة النادي الأهلي، وأقيم حفل الافتتاح الرسمي للنادي للأهلي في المبنى الرئيسي للنادي في 26 فبراير 1909، وقد حضر الإنجليزي إنس الحفل بعد أن تمت دعوته رغم استقالته وعودته لبلاده رسميّاً.
رغم أن لعبة كرة القدم لم تكن من أهداف مؤسسي النادي الأهلي حيث كان الدافع هو نادٍ مصري يفتح أبوابه لطلبة المدارس العليا للاجتماع وممارسة الحوارات السياسية والوطنية، إلا أن خريجى المدارس العليا من أعضاء النادي قد وقعوا في حب هذه اللعبة الجديدة مما دفع الأهلي لبناء أول ملعب لكرة القدم في 1909 وكانوا يطلقون عليه وقتها (الحوش) وهي كلمة عامية من اللهجة المصرية تعني الفِناء باللغة العربية، وتطور ملعب الكرة بالأهلي على مر السنوات حتّى أصبح بمُسمّاه الحالي (ملعب مختار التتش) أحد معالم النادي الأهلي التي تمثل مهد بطولات نادي القرن.
جاءت اللحظة التاريخية عندما تأسس أول فريق كرة قدم رسمي يمثل النادي الأهلي في عام 1911، وتكون الفريق من بين لاعبي المدارس الابتدائية والثانوية الذين كانوا يمارسون الكرة في (الحوش) الترابي الذي أُنشئ عام 1909 في أرض النادي. وجاءت أسماء أول لاعبين للنادي الأهلي كالآتي: حسين فوزي، إبراهيم عثمان، محمد بكري، سليمان فايق، حسن محمد، أحمد فؤاد أنور، حسين حجازي، عبد الفتاح طاهر، فؤاد درويش، حسين منصور، وإبراهيم فهمي، وكان نجم هذا الفريق هو المهاجم حسين حجازي وأحد العمالقة في تاريخ الكرة المصرية حيث لعب دوراً بارزاً في بناء اللعبة وإنشاء الاتحاد المصري لكرة القدم فيما بعد، أما قائد الفريق فكان أحمد فؤاد أنورأول كابتن في تاريخ الأهلي.
بداية المشاركات المحلية (1917)
في عام 1917 وفي بادرة تهدف لإظهار قوة الأندية المصرية أمام فرق الحلفاء العسكرية التي أسستها بريطانيا في مصر، وافق النادي الأهلي على التعاون مع نادي المختلط (نادي الزمالك حالياً) والذي كان تحت سيطرة الأجانب آنذاك، من خلال إقامة مباراة على أرض كل فريق تنافس فيها قطبا الكرة المصرية لأول مرة، وكانت المباراة الأولى في يوم 9 فبراير عام 1917 على ملعب الزمالك، وفاز الأهلي 1-0 بهدف سجّله عبد الحميد محرم ليخلد اسمه في تاريخ سجلات الكرة المصرية كأول هداف للقمة، وأقيمت مباراة عودة في مارس وفاز الزمالك بنفس النتيجة،وفي نوفمبر من نفس العام قام الأهلي بتأسيس شعاره الأول.
وفي 1918 جاءت المشاركة الرسمية الأولى للنادي حيث أنه وبعد أن رفض الأهلي التنافس مع أندية الحلفاء الأجنبية علي بطولة كأس السلطان حسين في نسختها الأولى عام 1917، قرّرت إدارة النادي مشاركة الفريق في بطولة عام 1918 وقبل انطلاق البطولة تقدّم 6 لاعبين بطلب لترك النادي للانضمام لفريق آخر، فما كان من إدارة الأهلي بقيادة عبد الخالق ثروت باشا إلا قبول الاستقالة الجماعية مع قرار بمنع اللاعبين الستة من دخول النادي لمدة عام، وكانت النتيجة أن تراجع 4 لاعبين من الستة عن الطلب مع تقديم اعتذار لإدارة النادي التي سمحت بعودتهم لصفوف الفريق.
مساهمات النادي لصالح الكرة المصرية
ساهم الأهلي مع أندية الزمالك والسكة الحديد والاتحاد السكندري والمصري في تشكيل أول منتخب كروي لمصر يشارك في أوليمباد أنتويرب 1920 رغم إصرار أنجيلو بولاناكى رئيس الاتحاد الرياضى المختلط وقتها والذي كان يدير الرياضة كلها في مصر على التدخل في اختيار المنتخب، وبالفعل نجحت مقاومة الفرق المصرية وقام نجم الأهلي حسين حجازي بدور كبير في تكوين الفريق، الذي ساهم لاعبو الأهلي في أكثر من نصف قوامه، بالإضافة للاعبي الزمالك والسكة الحديد والترسانة، وخسر المنتخب أولى مبارياته بصعوبة 2-1 أمام إيطاليا ولكنه هزم يوغوسلافيا 4-2 ليحصل علي المركز الثامن، وسجل المنتخب في هذه البطولة 5 أهداف، 4 منها من إمضاء لاعبي الأهلي حيث سجل سيد أباظة هدفين وزكي عثمان وحسين حجازي لكل منهما هدف.
كما ساهم الأهلي في تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم فبينما كانت الكرة المصرية تعاني في بداياتها من تدخلات إنجلترا السياسية حيث تم تأسيس ماسُمّي ب(الاتحاد المختلط) في 1910 ثم (الاتحاد المصري الإنجليزي) في 1916، ولم تكن الأندية الوطنية وعلى رأسها الأهلي راضية عن هذا الوضع إذ كان لابد من اتحاد مصري خالص.
وفي أواخر عام 1921، اجتمع مندوبو أندية الأهلي والمختلط (الزمالك)والسكة الحديد والعباسية والقاهرة والاتحاد السكندري وتم تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة جعفر والي باشا وبعد مجهود شخصي من حسين حجازي.
و ساهم الأهلي بشكل فعال في تأسيس الاتحاد المصري للتنس عام 1923 وحدثت نقلة كبيرة في نشاط اللعبة داخل النادي منذ ذلك الحين وقد انتُخب في عضوية اتحاد التنس من أعضاء الأهلي كل من حسين عنان ومحمد رشدي وكامل البنداري.
بداية الحصول على البطولات (1922-1932)
جاء عام 1922 وتم تعيين جعفر والي باشا رئيسا للأهلي ليستمر في قيادة النادي مدة 18 عام، وهي المدة الأطول لأي رئيس جاء في تاريخ النادي حتّى الآن، وفي نفس العام دخلت الكهرباء للنادي الأهلي لأول مرة وكان ذلك واحداً من مشروعات النادي الكبرى، حيث كان النادي يضاء بالفوانيس والغاز منذ تأسيسه حتّى دخول الكهرباء، وتكلف دخول الكهرباء 52 جنيهاً ليحتفل بذلك الأعضاء احتفالاً كبيراً.
كما شهد عام 1922 حدثاً كبيراً في تاريخ الأهلي الكروي حيث انضم لاعب واعد اسمه محمود مختار-أو كما يشتهر بين الجميع باسم مختار التتش- لصفوف الفريق ولعب أول مباراة ضد فريق الطيران الإنجليزي في كأس السلطان حسين مسجلاً هدف الفوز في المباراة التي انتهت 2-1 لصالح الأهلي، وأصبح التتش فيما بعد واحداً من أساطير النادي.
و في عام 1923، أدخل الأهلي بقيادة التتش أول بطولة لخزانة النادي عندما حقق كأس السلطان حسين متفوقاً على الزمالك حامل اللقب آنذاك، ثم أضاف بعد ذلك 6 ألقاب من تلك البطولة أخرى ليكون صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز حتى آخر نسخة عام 1938،أول خطوة في طريق الأهلي للمجد كانت في إبريل 1923 عندما اقتنص الفريق الكأس لأول مرة بالفوز علي فريق (دراجونز) المكون من أعضاء الجيش البريطاني، وفاز الأهلي بالمباراة 2-1 بهدفي أحمد مختار وخليل حسني، لتنطلق احتفالات تاريخية لم تشهدها مصر من قبل حيث قامت مظاهرة شعبية من ملعب المباراة بالعباسية وحتّى مقر النادي الأهلي بالجزيرة، وحمل جمهور الأهلي لاعبيه على الأعناق في شوارع القاهرة احتفالاً بالفوز على الإنجليز، والذي اعتبره الكثيرون انتصاراً للوطنية حيث حرصت المظاهرة على المرور أمام ثكنات الجيش البريطاني في قصر النيل حتى يشاهدها الإنجليز.
وبعد عام واحد من الفوز بلقب كأس السلطان حسين، فاز الأهلي بكأس مصر (كأس الأمير فاروق) عام 1924 لأول مرة بانتصاره على السكة الحديد 4-1 في إياب المباراة النهائية بعد انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل السلبي، وسجل مختار التتش هدفين كما سجل كل من أحمد مختار وخليل حسني هدفاً لكل لاعب.
حقّق الأهلي بطولة دوري منطقة القاهرة للمرة الأولى في نسختها الثالثة عام 1925، ليبدأ مسيرة تفوق استمرت حتّى آخر نسخة من البطولة عام 1958 حيث وصل عدد مرات فوز الأهلي بعد ذلك بالبطولة إلى 16 مرة وضعته في مقدمة الأندية الحاصلة عليها، ثم أضاف المارد الأحمر لقبه الثاني من بطولة كأس السلطان حسين بالفوز علي الاتحاد السكندري 4-1 في النهائي بفضل هاتريك لسيد أباظة، وبعد أيام قليلة يعود الأهلي ليهزم الاتحاد مجدداً 3-0 في إياب نهائي كأس مصر والذي سجل فيه سيد أباظة أيضا هدفا إلى جانب ثنائية حسين حجازي، وبذلك حقق الأهلي الثلاثية المحلية لأول مرة في تاريخ أندية مصر بفوزه بجميع بطولات موسم 1924-1925، كما حقق الثلاثية الثانية في عام 1927 وحققها للمرة الثالثة في عام 1931، وفي نفس العام 1925 صدر قرار جريء من الجمعية العمومية للنادي في بألّا يقبل النادي في عضويته إلا المصريين.
و حقق الأهلي لقباً غالياً عام 1926 عندما فاز بكأس السلطان حسين للمرة الثالثة، منتصراً على الترسانة 1-0 في النهائي، وكانت أهمية هذا اللقب أنه أعطى الأهلي الأفضلية على المختلط (الزمالك) صاحب أكبر عدد من الألقاب في تلك البطولة آنذاك، فأصبح الأهلي في المقدمة ولم يتنازل عن الرقم القياسي لعدد مرات الفوز حتى آخر نسخة من البطولة عام 1938.
في موسم 1927-1928، جاء ولأول مرة في التاريخ اصطدام الأهلي بمنافسه التقليدي الزمالك في المباراة النهائية لكأس مصر، واستطاع المارد الأحمر الاحتفاظ بلقب البطولة للمرة الرابعة والثانية على التوالي، بفوزه 1-0 بهدف ممدوح مختار صقر.
و في صيف عام 1929، قام فريق الكرة بالأهلي بعمل جولة أوروبية هي الأولى من نوعها حيث سافر الفريق لمواجهة عدة أندية أوروبية مثل فناربخشة وغلطة سراي في تركيا.
ثم توجهت البعثة إلي ألمانيا لملاقاة لايبزيغ وبوروسيا برلين وميونيخ 1860 وغلزنكيرشن، وانتهت الرحلة في بلغاريا بمباراتين ضد فرق ليفسكي صوفيا وسلافيا صوفيا.
في نوفمبر عام 1930، تفوق الأهلي على منافسه التقليدي الزمالك بنتيجة 4-0 في مباراة ضمن دوري منطقة القاهرة شهدت تألقاً تاريخيّاً لمختار التتش، الذي أصبح أول لاعب يسجل هاتريك (ثلاثة أهداف) في تاريخ لقاءات ديربي القاهرة.
و بحلول عام 1932 وصل إجمالي الألعاب التي تُمارس داخل النادي الأهلي ل10 ألعاب هي: كرة القدم، الملاكمة، الكرة الطائرة، التنس، كرة السلة، تنس الطاولة، رفع الأثقال، ألعاب القوي، البلياردو، الكروكيه.
و في أبريل عام 1932، أصدر النادي الأهلي كتاباً يسرد فيه تاريخ وبطولات النادي احتفالاً بمرور 25 عاما على التأسيس.
و بدأت الإذاعة المصرية في نقل مباريات النادي الأهلى لكرة القدم على الهواء مباشرة في عام 1934، وكان الأهلي يتقاضى 75 جنيهاً نظير نقل المباراة، وفي موسم تألق فيه مختار التتش مع الهداف حسين حمدي، اقتنص الأهلي درع دوري منطقة القاهرة متفوقاً علي غريمه التقليدي المختلط (الزمالك) في مباراتي المسابقة بنتائج 3-0 و2-1 وقد سجل التتش في المباراتين.
واستمر النادي الأهلي مع مختار التتش ونخبة من نجوم الثلاثينيات أمثال حسين حمدي وعبد الكريم صقر وأمين شعير ولبيب محمود في قيادة الأهلي للفوز بدوري منطقة القاهرة لعدة سنوات متتالية أكد فيها هذا الجيل هيمنة الأحمر علي البطولة من حيث عدد مرات الفوز، وأضاف الأهلي بطولتي عام 1935 و1936 متفوقاً علي نادي السكة الحديد صاحب المركز الثاني في الموسمين.
أول طريق الأرقام القياسية (1936-1946)
في نهاية موسم 1936-1937، حصد الأهلي الثنائية بالفوز ببطولتي دوري منطقة القاهرة وكأس مصر متفوقاً على منافسيه المختلط (الزمالك) والسكة الحديد، حيث حسم الأهلي الدوري في آخر أسبوع عندما حقق فوزاً ساحقاً 4-1 علي الزمالك ليحسم المركز الأول بفارق 3 نقاط عن منافسه التقليدي، وفي نهائي الكأس فاز الأهلي 3-2 على السكة الحديد في مباراة مثيرة لم يحسمها إلا هدف عبد الكريم صقر في الدقائق الأخيرة.
و بدأ الأهلي في تحقيق الأرقام القياسية حيث كان عام 1938 هو آخر عام تقام فيه بطولة كأس السلطان حسين والتي بدأت في عام 1917، وفاز الأهلي بنسختها الأخيرة بانتصار صعب 1-0 على المصري البورسعيدي في المباراة النهائية بعد أن سجل مصطفى لطيف هدفاً في الشوط الإضافي الأول، وبهذا الفوز أضاف الأهلي لجعبته البطولة رقم 7 ليصبح صاحب الرقم القياسي من حيث عدد مرات التتويج للبطولة للأبد.
أما مسابقة دوري منطقة القاهرة فقد حسمها الأهلي في الجولة الأخيرة مجدداً وبفوز عريض 5-1 على الزمالك صاحب المركز الثاني في مباراة سجل فيها صالح الصواف هدفين كما سجل كل من مختار التتش وجميل صابر وعبد المجيد العشري هدفاً لكل لاعب.
حقق الأهلي رقماً قياسياً جديداً من حيث عدد مرات الفوز المتتالي بنفس البطولة عندما فاز ببطولة دوري منطقة القاهرة للمرة الخامسة على التوالي موسم 1938-1939 ليصبح بذلك أول فريق مصري يصل لهذا الإنجاز، وفاز الأهلي في هذا الموسم على منافسه التقليدي المختلط (الزمالك) في كلتا مباراتي الفريقين في الدوري بنتائج 3-1 و2-0.
و بعد 18 عاماً من العطاء أعلن أسطورة الأهلي مختار التتش اعتزاله الكرة عام 1940 وكان يسعى للتفرغ لإصلاح حال اللعبة في مصر والمساهمة في وضع القوانين الخاصة بالرياضة المصرية.
ورغم اعتزال أبرز نجوم فريقه مختار التتش، استطاع الأهلي أن يحسم بطولة كأس مصر موسم 1939-1940 لصالحه بالفوز على الترام 3-1 في النهائي، وسجل للأهلي كل من حسين مدكور ومحمد الجندي[؟] ولبيب محمود.
في عام 1941 وخلال فترة رئاسة جعفر والي باشا، كان أحمد فؤاد أنور (أول كابتن في تاريخ النادي الأهلي) هو القائم بأعمال الرئيس مؤقتاً ولمدة سنة وهو ماجعله يُكتب في السجلات كأحد الرؤساء في تاريخ النادي الأهلي إلى أن عاد جعفر والي باشا لمنصبه عامين آخرين قبل أن يتم تعيين أحمد حسنين باشا في 1944.
واستمر استحواذ الأهلي على البطولات ففي عام 1942 حصل الأهلي على ثنائية الدوري والكأس وفي العام التالي حصل على الدوري وتقاسم كأس مصر مع نادي الزمالك وفي موسم 1945-1946 حقق الأهلي الثنائية مرة أخرى.
جيل الخمسينيات والستينيات
الاستحواذ على البطولات (1948-1956)
أصبح أحمد عبود باشا سابع رئيس في تاريخ الأهلي بعد أن حل محل أحمد حسنين باشا في فبراير 1947، وفي نفس العام تم إنشاء ملاعب جديدة للإسكواش في النادي الأهلي لأول مرة.
و قبل ذلك بفترة وتحديداً في عام 1944 كان قد انضم إلى ناشئي النادي لاعب أصبح بعد ذلك أحد أساطير النادي وهو صالح سليم.
انطلقت النسخة الأولى من بطولة الدوري العام المصري لأول مرة عام 1948 وانطلق معها الأهلي محققاً فوزاً ساحقاً 5-0 في أولي مبارياته علي فريق يونان الإسكندرية وكان للاعب أحمد مكاوي شرف إحراز أول هدف للأهلي في تاريخ المسابقة في الدقيقة 11، وأضاف مكاوي هدفاً ثانياً في الشوط الثاني وسجل معه حلمي أبو المعاطي ومحمد لهيطة وفتحى خطاب، وكان أول فريق يمثل الأهلي في المسابقة يتكوّن من: كمال حامد – عبدالعزيز همامي – محمد أبوحباجة – عبد المنعم شطارة – سيد عثمان – حلمي أبوالمعاطى – فؤاد صدقي – محمد لهيطة – أحمد مكاوي – صالح سليم – فتحي خطاب.
والطريف أن مباراة الحسم كانت أيضا ضد يونان الإسكندرية في يونيو 1949 في الأسبوع قبل الأخير وانتصر فيها الأهلي 3-1 ليحسم الصراع الثلاثي مع الترسانة والإسماعيلي اللذين تقاسما المركز الثاني، وكما قاد الأهلي لإحراز أول بطولة له علي الإطلاق وهو لاعب سنة 1923، كان مختار التتش هو المدير فني الذي قاد الأهلي للفوز بأول بطولة دوري عام.
واقتنص الأهلي ثنائية الدوري والكأس للمرة الأولي بعد أن هزم الزمالك 3-1 في نهائي كأس مصر 1949 بأقدام محمد عطية الشهير ب(توتو) وحسين مدكور وفتحي خطاب.
و شهد عام 1950 تفوقاً تاريخيّاً للأهلي بعد أن حصد جيل الخمسينيات الذهبي بقيادة صالح سليم وتوتو وأحمد مكاوي جميع البطولات المحلية، منتصرين علي الترسانة صاحب مركز الوصيف في البطولات الثلاث، ففي الدوري العام انتهت المنافسة الشرسة بتعادل الفريقين في النقاط إلا أن الأهلي حسم المباراة الفاصلة بنتيجة 2-1 ليقتنص اللقب بأهداف توتو وفتحي خطاب، كما حسم الأهلي بطولة منطقة القاهرة بفارق نقطة عن فريق (الشواكيش) العنيد، أما في كأس مصر فكان النهائي من جانب واحد حيث فاز الأحمر 6-0 وسجل صالح سليم هدفين.
وفي عام 1951 وعلى الرغم من المنافسة القوية مع نادي فاروق (الزمالك) على لقب الدوري العام لم يُفرط الأهلي في الدرع الثالث على التوالي بعد أن حسم المركز الأول بفارق الأهداف بعد التعادل في النقاط، ثم أكمل المارد الأحمر الثنائية بفوز صعب في نهائي كأس مصر علي السكة الحديد، بهدف من إمضاء أحمد مكاوي.
وبعد أن أُلغيت بطولة الدوري العام لموسم 1951-1952 في أعقاب ثورة 23 يوليو، عادت المنافسة في الموسم التالي وعاد معها الأهلي كبطل للمسابقة لرابع مرة على التوالي، وحسم الأهلي الصدارة بفارق نقطتين عن الزمالك بعد تعادل الفريقين في قمة الأسبوع الأخير 2-2، أما في كأس مصر، استطاع الأهلي أن يهزم الزمالك حامل اللقب 4-1 في النهائي في مباراة سجل فيها صالح سليم هدفين وسجل أيضا شقيقه الأكبر عبد الوهاب سليم هدفاً.
وفي موسم 1953-1954 ولخامس موسم على التوالي يؤكد الأهلي جدارته بلقب بطل الدوري منذ انطلاق البطولة، متفوقاً علي الزمالك بفارق نقطتين.
وبعد إلغاء مسابقة الدوري العام في 1954 عاد الدرع للأهلي في موسم 1955-1956 حيث فاز الأهلي بلقبه السادس على التوالي رغم الهزيمة في الأسبوع الأخير من نادي القناة، وأكمل الأهلي الثنائية بحصد لقب كأس مصر بالفوز علي الترسانة 1-0 في النهائي بهدف سيّد صالح.
سلسلة من الأرقام القياسية (1957-1966)
حقق هذا الجيل سلسلة من الأرقام القياسية حيث وبعد أن شهد موسم 1956-1957 زيادة عدد فرق الدوري العام ل14 فريق لأول مرة واستطاع الأهلي أن ينفرد بالمركز الأول وبفارق 9 نقاط عن الزمالك الوصيف لينال لقبه السابع على التوالي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الفريق ل40 نقطة، وشهد موسم 1957-1958 النسخة الأخيرة من بطولة دوري منطقة القاهرة والتي اقتنصها الأهلي ليحتفظ بالرقم القياسي كأكثر فريق تُوج بهذا اللقب للأبد متفوقاً على الزمالك بفارق بطولة واحدة، وفي نفس الموسم حسم الأهلي لقب بطل الدوري الممتاز لثامن موسم على التوالي بعد أن تفوق على الزمالك في مجموع مباراتين فاصلتين حيث تصدر كل فريق مجموعته بعد أن أقيمت المسابقة بنظام المجموعتين لأول مرة، وانتهى اللقاء الأول بالتعادل 1-1 لكن الأهلي انتصر بنتيجة 3-1 في المباراة الثانية بفضل ثنائية للمايسترو صالح سليم وهدف للاعب السيد الضظوي، أما في بطولة كأس مصر فكانت المنافسة على أشدّها أيضا مع الزمالك حيث تعادل الفريقان 1-1 في النهائي ثم مرة أخرى 2-2 في الإعادة، فجاء قرار من اتحاد الكرة أن يتقاسم الناديان اللقب.
و حصل الأهلي على بطولة دوري موسم 1958-1959 كما كان هداف الدوري من الأهلي لأول مرة وهو السيد الضظوي، الذي ساهم بقوة في فوز الأهلي باللقب بفارق 9 نقاط عن الزمالك صاحب المركز الثاني، وسجل هجوم الأهلي 55 هدفا في 18 مباراة فقط هذا الموسم، وبفارق أكثر من 20 هدفا عن أقرب منافسيه، وبهذا حقق الأهلي رقماً قياسيّاً لم يقترب له أي فريق حتّى الآن وهو الفوز ببطولة الدوري العام لتسعة مواسم على التّوالي.
وعندما فاز منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية 1959 كان المنتخب يضم سبعة لاعبين من النادي الأهلي هم عادل هيكل وطارق سليم وميمي الشربيني ورفعت الفناجيلي وصالح سليم وطه إسماعيل وهدّاف البطولة محمود الجوهري.
بعد أن خسر الأهلي بطولة الدوري العام لأول مرة منذ انطلاق المسابقة في موسم 1959-1960، عاد الدرع سريعاً للأهلي في موسم 1960-1961 ليكتمل عدد 10 ألقاب في خزينة القلعة الحمراء، أمّا كأس مصر فقد حسمها الأهلي بالفوز 5-0 على القناة في النهائي في مباراة سجل فيها ميمي الشربيني هدفين.
بسبب قوانين ثورة يوليو الإشتراكية تمّت إقالة أحمد عبود باشا من رئاسة النادي الأهلي في عام 1961 بعد حوالي 14 سنة من بداية توليه، ولكن رجل الأعمال المصري كان قد ترك تراثاً تاريخيّاً كأحد أعظم من قادوا النادي على مر العصور، ففي عهده فاز الأهلي بالدوري العام 10 مرات وبقي ذلك رقماً قياسياً لم يحظى به أي رئيس حتّى 1998 عندما فاز الأهلي بالبطولة 11 مرة تحت رئاسة صالح سليم، كما فاز الأهلي بكأس مصر 7 مرات في عهد عبود باشا، الذي حل محله صلاح الدين الدسوقي.
و فاز الأهلي ببطولة الدوري العام رقم 11 موسم 1961-1962 بعد أن هزم الزمالك 3-0 في الجولة الأخيرة بأهداف محمود السايس وطارق سليم ورفعت الفناجيلي.
و بعد أيام من فوزه ببطولة الدوري رقم 11 بفضل الإنتصار الحاسم على الزمالك في الأسبوع الأخير، استعد الأهلي لخوض تجربة جديدة أمام أحد عمالقة الكرة العالمية، وتمت دعوة فريق بنفيكا البرتغالي للعب مباراة ودية مع بطل مصر في أواخر مايو 1962 أي بعد أقل من شهر من حصول بنفيكا على بطولة أوروبا للأبطال للمرة الثانية علي التوالي بعدما فاز على ريال مدريد 5-3، وجاء بنفيكا بكامل نجومه وعلى رأسهم الأسطورة أوزيبيو، وفجّر الأهلي مفاجأة بالفوز 3-2 بقيادة صالح سليم وطه إسماعيل ورفعت الفناجيلي وبدوي عبد الفتاح (نجم الترسانة)، كما تألّق حارس المرمى عادل هيكل حيث تصدّى لعدد كبير من التسديدات جعلت بطل أوروبا يُبدي إعجابه به بعد المباراة.
و انتهت فترة رئاسة صلاح الدين الدسوقي للنادي الأهلي في ديسمبر 1965 ليخلفه الفريق عبد المحسن مرتجي أحد القادة في الجيش المصري، وفي نفس الموسم عاد الأهلي لطريق البطولات بعد غياب 4 أعوام لم يعتد عليها جماهير النادي حيث اقتنص كأس مصر بعد الفوز على الترسانة 1-0 في النهائي بهدف أسامة يوسف.
و بعد سنوات من العطاء داخل المستطيل الأخضر اعتزل صالح سليم في 1966 ليتفرغ لخدمة الأهلي إدارياً، وقد نال وسام الرياضة من الدرجة الأولى بعد عام من اعتزاله.
جيل السبعينيات والثمانينيات
هيديكوتي والثورة الكروية (1973-1980)
بعد اشتراكه في حرب 1967 والقيام بدوره في الدفاع عن الوطن، عاد الفريق عبد المحسن مرتجي لرئاسة النادي الأهلي عام 1971 بمساعدة مدير الكرة الجديد صالح سليم، وبعد سنوات من تدهور المستوى نتيجة عدم استقرار البلاد أثناء الحرب، بدأ الأهلي أولى خطوات العودة لطريق البطولات عندما قررت إدارة النادي التعاقد مع نجم منتخب المجر الذهبي في الخمسينيات ناندور هيديكوتي في سبتمبر 1973 وبراتب أقل من 600 دولار شهريّاً، وشهدت فترة ما قبل هيديكوتي تدهوراً كبيراً في مستوى النادي فللمرة الأولى والوحيدة في تاريخه، غابت بطولة الدوري عن الأهلي مدة 13 عاما لأسباب مختلفة أهمها حرب1967 وحرب أكتوبر 1973، ولكن بعد مساندة استثنائية معتادة من جماهير الأهلي بالإضافة لمجموعة مميزة من اللاعبين تحت قيادة هيديكوتي، عاد الدرع للأهلي في موسم 1974-1975.
وحقّق هذا الجيل رقماً قياسياً في عدد الأهداف المسجلة لا يزال صامداً حتّى الآن، إذ سجل لاعبو الأهلي 70 هدفا في 34 مباراة، وكان فريق هيديكوتي يتكون من: إكرامي،حسن حمدي،أحمد عبد الباقي،مصطفي يونس،فتحي مبروك،صفوت عبد الحليم،محسن صالح،مصطفي عبده،طاهر الشيخ،محمود الخطيب،عبد العزيز عبد الشافي (زيزو)،مختار مختار،عبد المنعم مصطفي الشهير بشطة،عصام عبد المنعم،أنور سلامة،رجب عبد المنعم، شوقي عبد الشافي، هاني مصطفى، جمال عبد العظيم، محمود عبد الحي، إبراهيم عبد الصمد، واستمرت سيطرة الأهلي على بطولة الدوري مع هيديكوتي موسم 1975-1976 وحقق الفريق في هذا الموسم رقمين قياسيين جديدين بعد أن أنهى الموسم بهدفين فقط في شباكه من 21 مباراة لعبها بلا هزيمة، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي يخرج فيها فريق بدون هزيمة واحدة.
وجاءت أوّل مشاركة أفريقية للأهلي في دوري أبطال أفريقيا عام 1976 ولم تكن البداية موفقة للنادي حيث خرج الفريق من الدور الأول على يد مولودية الجزائر، وكان محمود الخطيب هو صاحب أول هدف قاري للأهلي في مباراة العودة التي فاز فيها الفريق 1-0.
وفاز الأهلي ببطولة الدوري 1976-1977 بفارق 5 نقاط عن الزمالك وشهد هذا الموسم ثاني مشاركات الأهلي الأفريقية حيث كانت هذه المرة أفضل من الأولى بعد أن نجح في تخطي الدور الأول والثاني قبل أن يخرج من ربع النهائي على يد نادي هارتس أوف أوك الغاني، وفي نهاية عام 1977 جاء فريق بايرن ميونخ لخوض مباراة ودية مع الأهلي وكان بايرن هو حامل لقب دوري أبطال أوروبا في الأعوام الثلاثة التي سبقت المباراة، ولكن الأهلي أعاد ما فعله مع بنفيكا قبل 15 عاما وحقق مفاجأة بالفوز 2-1 بأهداف الخطيب وشريف عبد المنعم.
ورغم خسارته لبطولة الدوري العام بفارق هدف واحد فقط في 1977-1978، لم يخرج الأهلي من الموسم خالي اليدين حيث اقتنص لقب كأس مصر بفوز بنتيجة 4-2 على الزمالك في المباراة النهائية ليعيد اللقب الذي غاب عنه عدة سنوات، وتعد هذه المباراة واحدة من أشهر مباريات القمة على الإطلاق حيث كان الزمالك منتشياً بعد أن حسم لقب الدوري بصعوبة فظل متقدماً بهدفين لهدف حتّى قبل نهاية المباراة بربع ساعة عندما تم استدعاء محمود الخطيب من على مقاعد البدلاء ليسجل هدف التعادل ثم يضيف جمال عبد الحميد هدف الفوز في الدقيقة 82 قبل أن يعزز طاهر الشيخ الفوز في الوقت الضائع.
ويعود الأهلي لحمل لقب الدوري في 1978-1979 متفوقاً على الزمالك الوصيف بفارق 7 نقاط، في موسم لم يتلقَ فيه الأحمر هزيمة واحدة خلال 22 مباراة، ثم يفوز بالدوري للمرة الثانية على التوالي والخامسة في عهد هيديكوتي في موسم 1979-1980 وبنهاية عام 1980 فاز صالح سليم بانتخابات رئاسة النادي الأهلي خلفاً للفريق مرتجي ليبدأ عهداً جديداً في خدمة النادي من مقعد الرئيس.
بداية الإنجازات القارية (1980-1989)
بعد أن غابت عنه مدة 20 عاماً، جمع الأهلي الثنائية المحلية في 1980-1981 بعد مجهود كبير شهد منافسة شرسة مع الزمالك حتّى الأسبوع الأخير من الدوري العام عندما انتهت القمة بالتعادل السلبي ليحسمها الأهلي بفارق نقطة، أما في نهائي الكأس فكان فوزاً عصيباً بضربات الترجيح على المقاولون العرب.
وشهد هذا الموسم أفضل تقدّم للأهلي في دوري الأبطال عندما وصل الفريق للدور قبل النهائي لمواجهة شبيبة القبائل الجزائري إلا أن بطل مصر اضطر للانسحاب عقب اغتيال رئيس الجمهورية محمد أنور السادات في 1981.
حقق الأهلي بطولة دوري 1981-1982 وللمرة الرابعة على التوالي في موسم خسر فيه الفريق مباراة واحدة، وبعدها كان الوقت قد حان لكتابة التاريخ إفريقيّاً فوصل الفريق بقيادة المدير الفني محمود الجوهري لملاقاة أشانتي كوتوكو الغاني في نهائي دوري أبطال إفريقيا 1982، وانتهت مباراة الذهاب بفوز الأهلي 3-0 بهدفين للخطيب وهدف أحرزه علاء ميهوب، وفي مباراة العودة في كوماسي عاد محمود الخطيب ليسجل مجدداً وتنتهي المباراة 1-1 معلنة فوز الأهلي بأول بطولة قارية في تاريخه.
وفي عام 1983 وللمرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية تم إعلان نجم الأهلي محمود الخطيب أفضل لاعب إفريقي من قبل مجلة فرانس فوتبول.
ثم اقتنص الأهلي بطولة كأس مصر عام 1984 بعد فوز درامي على المصري في النهائي لم يأت إلا بعد وقت إضافي، فقد كان المصري متقدماً حتّى الدقيقة 90 عندما سجل علاء ميهوب هدف التعادل القاتل بعد مراوغة الحارس ليحتكم الفريقان لوقت إضافي أحرز فيه ميهوب هدفه الثاني قبل أن يعزز خالد جاد الله الفوز الدرامي بالهدف الثالث.
ووصل الأهلي لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي في 1983 إلا أن منافسه كوتوكو استطاع أن يثأر لهزيمته في العام السابق لهذا العام بالفوز بهدف واحد فقط في مجموع المباراتين، لكن الأهلي وصل إلى نهائي كأس الكؤوس الإفريقية في عام 1984 وكان النهائي ضد كانون ياوندي الكاميروني وفاز الأهلي بركلات الترجيح في العاصمة الكاميرونية بعد التعادل 1-1 في مجموع المباراتين.
وكان موسم 1984-1985 واحداً من أفضل المواسم في تاريخ الأهلي حيث سيطر المارد الأحمر علي اللقبين المحليين عندما حسم الدوري والكأس، ثم احتفظ بكأس الكؤوس الإفريقية للمرة الثانية على التوالي ليحرز أول ثلاثية محلية قارية في تاريخ الكرة المصرية، وفاز الأهلي على ليفينتيس يونايتد بطل نيجيريا في النهائي الأفريقي بنتيجة 2-1 في مجموع اللقائين، وسجل للأهلي مجدي عبد الغني وزكريا ناصف، وللمرة الثالثة على التوالي يفوز الأهلي بكأس الكؤوس الإفريقية عام 1986 بعد أن حسم بطولة الدوري لصالحه أيضا وحسم الأهلي البطولة الإفريقية بالفوز على سوجارا الجابوني في النهائي 3-2 في مجموع اللقائين حيث سجل طاهر أبوزيد هدفين ومجدي عبد الغني هدفاً.
وبعد أن صدم بطلي أوروبا بنفيكا وبايرن ميونيخ في 1962 و1977 على الترتيب عاود الأهلي هوايته في مفاجأة كبار أوروبا بالفوز علي ستيوا بوخارست الروماني بطل أوروبا عام 1986، وهذه المرة فاز بطل مصر 3-0 بأهداف علاء ميهوب وخالد جاد الله وصديق الجمَال.
في موسم 1986-1987 تحت قيادة المدرب الوطني طه إسماعيل استمرت المنافسة مع الزمالك حتّى الأسبوع الأخير حيث كان الزمالك الوصيف متأخراً بفارق نقطتين قبل لقاء القمة في الأسبوع الختامي لكن الأهلي حسمها بالفوز 2-1 بهدفي أيمن شوقي، وحقق الأهلي دوري الأبطال الإفريقي للمرة الثانية عام 1987 منتصراً على الهلال السوداني في النهائي بنتيجة 2-0 في مجموع اللقائين.
ولكن كان عام 1988 عاماً حزيناً على جماهير الأهلي حيث لم يحالفه الحظ في أي بطولة بل وفقد النادي نجمه محمود الخطيب الذي قرر اعتزال اللعب.
ويعود الأهلي لمسار البطولات بحصد ثنائية الدوري والكأس موسم 1988-1989 بقيادة رئيس جديد هو محمد عبده صالح الوحش ومدير فني جديد هو الألماني ديتريتش فايتسا، ولأول مرة في تاريخه يضيف الأهلي بطولة الكأس الأفروآسيوية للأندية بالفوز على يوميوري بطل اليابان 3-1 ذهاباً و1-0 إياباً.
جيل التسعينيات (1990-2000)
نجح منتخب مصر في التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 للمرة الأولى منذ عام 1934 والثانية في تاريخه بقيادة نجم الأهلي في الخمسينيات ومدربه السابق محمود الجوهري، وتكونت نصف قائمة الفريق المسافر إلي إيطاليا البلد المستضيف من لاعبي الأهلي حيث تم اختيار 11 لاعباً من النادي من أصل 22 لاعباً في المنتخب.
كان الأهلي قد حسم صدارة الدوري موسم 1990-1991 بفارق الأهداف عن الإسماعيلي إلا أن اتحاد الكرة قرر في منتصف الموسم تغيير اللوائح وإلغاء فارق الأهداف لتقام مباراة فاصلة فاز فيها الإسماعيلي بهدفين في ملعب المحلة، لكن الأحمر لم يخرج من الموسم بلا لقب فقد فاز بكأس مصر برأسية محمد رمضان في مرمى نادي أسوان، واحتفظ الأهلي بلقب كأس مصر عام 1992 بفوزه على بطل الدوري الزمالك 2-1 في نهائي مثير كان بطله أيمن شوقي، الذي سجل هدف الفوز في الدقيقة 92 بعد أن سجل الهدف الأول من ضربة رأسية.وفي ديسمبر 1992 عاد صالح سليم لمقعد رئاسة النادي الأهلي لولاية ثانية خلفاً لمحمد عبده صالح الوحش.
في عام 1993 وبعد الفوز بكأس مصر للمرة الثالثة على التوالي بالتغلب على غزل المحلة بنتيجة 3-2 في المباراة النهائية، يعود الأهلي للبطولات الإفريقية بحصوله على كأس الكؤوس للمرة الرابعة في تاريخه وكانت تلك هي المشاركة الأخيرة للنادي في هذه البطولة التي يبقي الأهلي هو الأكثر تتويجاً بها حتّى آخر نسخة منها عام 2003، وفاز الأهلي بصعوبة على أفريكا سبورت الإيفواري في النهائي بضربة جزاء سجلها عادل عبد الرحمن في ستاد القاهرة بعد التعادل 1-1 في مباراة الذهاب.
وبعد غياب 3 سنوات، عاد درع الدوري للأهلي في 1993-1994 بقيادة الإنجليزي ألان هاريس بعد منافسة شرسة مع الإسماعيلي لم تُحسم إلا بمباراة فاصلة فاز فيها الأحمر 4-3 في الإسكندرية بفضل هاتريك رائع من محمد رمضان، وكانت هذه مجرد بداية لمرحلة سيطر فيها الأهلي علي البطولة المحلية الأهم لعدة سنوات متتالية.
اتجه الأهلي للبطولات العربية لأول عام 1994 بعد قرار بمقاطعة البطولات الإفريقية نظراً لضعف العائد المادِّي، وجاءت المشاركة الأولى في بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس التي أقيمت على أرض القاهرة واقتنصها الأحمر بالفوز على الشباب السعودي بهدف الغاني أحمد فيلكس في النهائي.
و للموسم الثاني على التوالي، حقّق الأهلي بطولة الدوري 1994-1995 بفارق 8 نقاط عن الزمالك وكان هذا هو آخر موسم للإنجليزي ألان هاريس الذي قاد الفريق لتحقيق بطولتي دوري عام خلال فترة توليه.
وتم تعيين الألماني راينر هولمان خلفاً لهاريس في صيف 1995 لكن المدير الفني الجديد لم يحالفه الحظ في أولى مهماته في البطولة العربية في تونس والتي خرج فيها الأهلي من دور المجموعات، لكن التعويض جاء قويّاً في نفس الموسم حيث حقق الأهلي ثنائية الدوري والكأس مع هولمان لأول مرة منذ 7 سنوات في 1995-1996، ثم اقتنص بطولة الأندية العربية أبطال الدوري بالفوز على الرجاء المغربي 3-1 في النهائي في ستاد القاهرة.
وفي بطولة دوري موسم 1996-1997 تمكن الأهلي من تحقيق عودة تاريخية بعد أن أنهى الدور الأول متأخراً عن الزمالك المتصدر بفارق 13 نقطة ولكنه حصد اللقب في النهاية بفارق 9 نقاط، وفي عام 1997 تُوِّج الأهلي بلقب كأس السوبر العربي لأول مرة في تاريخه.
ورحل الألماني راينر هولمان عن تدريب الأهلي في نهاية عام 1997 وتحديداً بعد أن حصل الفريق على المركز الثاني في بطولة الأندية العربية أبطال الدوري بتونس، وكان البديل هو مواطنه راينر تسوبيل، الذي نجح في مهمة إبقاء الأهلي على رأس الأندية المصرية بتحقيق بطولة الدوري للموسم الخامس على التوالي في 1997-1998، وحقق الأهلي مع تسوبيل لقب كأس السوبر العربية 1998 للموسم الثاني على التوالي بعدما تفوق على مولودية وهران الجزائري والشباب السعودي والأفريقي التونسي صاحب الأرض، وعاد الأهلي في هذه السنة للمشاركات الأفريقية لأول مرة بعد 4 سنوات.
ولأول مرة في تاريخ مسابقة الدوري المصري، تمكن الأهلي من إنهاء موسم 1998-1999 على قمة الدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه الزمالك وكان هدَّاف المسابقة هو مهاجم النادي حسام حسن برصيد 15 هدف، ولم يخسر الأهلي أي مباراة من 26 أسبوع هذا الموسم وفاز على الزمالك مرتين، 2-1 في الدور الأول و2-0 في الدور الثاني بعد انسحاب الأبيض.
واختتم الألماني راينر تسوبيل مسيرته مع الأهلي بتحقيق بطولة الدوري السابعة على التوالي والثالثة تحت قيادته في 1999-2000 قبل أن يدخل الفريق في مرحلة جديدة من الإحلال والتجديد مع مطلع الألفية الثالثة.
الألفية الجديدة (2000-)
نادي القرن
في ديسمبر 2000، تم تتويج النادي الأهلي بلقب نادي القرن في أفريقيا بواسطة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم،وجاء إعلان الاتحاد بعد دراسة إحصائية استندت إلى نتائج الفرق في البطولات الأفريقية من عام 1964 حتّى عام 2000، وتصدر الأهلي القائمة رغم غياب عن البطولات الإفريقية دام أكثر من 4 سنوات في منتصف التسعينيات.
ويستعيد الأهلي لقب كأس مصر في 2000-2001 تحت قيادة ألماني آخر هو ديكسي دورنر، الذي لم يكن موفقاً مثل مواطنيه السابقين فرغم الفوز بالكأس انتهى التعاقد معه بعد نهاية الموسم، وجاء الفوز على غزل المحلة في النهائي بصعوبة بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، لكن الأهلي سجّل هدفين في الوقت الإضافي عن طريق علاء إبراهيم ومحمد جودة.
مانويل جوزيه والجيل الذهبي (2001-2012)
في صيف عام 2001 تعاقد الأهلي مع البرتغالي مانويل جوزيه لتولي القيادة الفنية للفريق وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ النادي التي يستعين بها بمدرب من المدرسة البرتغالية، وكان أول تعارف لجوزيه مع جماهير الأهلي هو المباراة الودية ضد ريال مدريد في أغسطس 2001، عندما صعق المارد الأحمر أعرق أندية أوروبا بهدف النيجيري صنداي إبيجي، وكانت هذه هي المرة الرابعة في تاريخه التي يهزم فيها الأهلي فريق أوروبي متوج حديثا بلقب دوري الأبطال.
واستطاع الأهلي أن يؤكد للجميع أحقيته بلقب نادي القرن عندما فاز ببطولة دوري أبطال أفريقيا 2001 بعد انتصار ساحق 4-1 في مجموع اللقائين على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، حيث تألق خالد بيبو وسجل هاتريك في مباراة العودة التي انتهت 3-0 في القاهرة، وأكد الأهلي تفوقه القاري أيضا باقتناص كأس السوبر الإفريقي بفوز ساحق آخر على فريق من جنوب أفريقيا وهو كايزر تشيفز الذي خسر 4-1 في القاهرة، في مباراة سجل فيها حارس مرمى الأهلي عصام الحضري هدفه الشهير.
وفي مايو 2002 وبعد صراع دام عدة سنوات مع سرطان الكبد، توفي صالح سليم رئيس النادي الأهلي ليبدأ حسن حمدي مسيرة قيادة النادي.
لم يتمكن جوزيه من تحصيل أي بطولة محلية في ولايته الأولى إلا أنه استطاع تحقيق إنجاز خاص حفر اسمه في قلوب مشجعي الأهلي وهو الفوز على الزمالك بنتيجة 6-1 في مسابقة الدوري العام.
وكان الزمالك حامل اللقب يمتلك فريقاً مميزاً إلا أن خالد بيبو لاعب الأهلي كان في قمة تألقه حيث أحرز 4 أهداف في ستاد القاهرة، ليسجل رقماً قياسيّاً جديداً في تاريخ لقاءات القمة لعدد الأهداف للاعب واحد في مباراة واحدة.
رحل جوزيه عن الأهلي بنهاية موسم 2001-2002 ليمر فريق الكرة بفترة عصيبة تخللتها تجربتان غير ناجحتين مع الهولندي جو بونفرير والبرتغالي توني أوليفيرا، لكن القلعة الحمراء لم تخلُ من البطولات خلال تلك المرحلة إذ فاز الأهلي بكأس مصر عام 2003 تحت قيادة ابن النادي فتحي مبروك، ثم اقتنص كأس السوبر المصري بفوزه على الزمالك بركلات الترجيح.
مع بداية العام 2004، أعلن النادي الأهلي عن عودة مانويل جوزيه لقيادة الفريق وعن انضمام صانع ألعاب الترسانة محمد أبوتريكة واللاعب الدولي محمد بركات، وقام النادي بالتعاقد مع العديد من النجوم الآخرين مثل عماد النحاس وإسلام الشاطر وتصعيد الناشئ عماد متعب وعودة أسامة حسني وانضمت هذه الأسماء إلى النجوم المتواجدين في النادي مثل وائل جمعة وعصام الحضري وشادي محمد وفي السنوات التالية تم التعاقد مع أحمد حسن وفلافيو وجلبيرتو وسيد معوض وأحمد فتحي والعديد من النجوم ومن هنا بدأ الأهلي يسطر قسماً جديداً من الإنجازات في تاريخه الكروي.
انطلق فريق جوزيه كالسهم في موسم 2004-2005 محققاً الفوز في جميع مباريات الدور الأول ليحسم لقب الدوري الممتاز بدون هزيمة وبفارق قياسي عن إنبي أقرب المنافسين وهو(31) نقطة لأول مرة في تاريخ المسابقة.
كما تُوج الأهلي ببطولة كأس السوبر المصري بفوز مثير علعلى إنبي 1-0، بهدف في الوقت الإضافي لوائل جمعة، وفي نهاية 2005 فاز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا للمرة الرابعة في تاريخه بعد الفوز على النجم الساحلي التونسي 3-0 في القاهرة قبل أن يحقق كأس السوبر الأفريقي بالفوز على الجيش الملكي المغربي بركلات الترجيح، ثم ظهر الأهلي في كأس العالم للأندية في اليابان لأول مرة، لكن البداية لم تكن موفقة حيث خسر الفريق أمام اتحاد جدة السعودي ثم أمام سيدني الإسترالي. وحقق الأهلي رقماً قياسياً عالمياً في نهاية عام 2005 عندما وصل لعدد 55 مباراة متتالية بدون هزيمة في كل البطولات، وتحقق الإنجاز بعد أن سجل محمد أبوتريكة هاتريك في مرمى المقاولون العرب في الأسبوع العاشر من الدوري الممتاز موسم 2005-2006.
وبعد تألقه مع الأهلي في موسم اسثنائي تصدر فيه قائمة هدافي دوري أبطال أفريقيا 2005 تم اختيار محمد بركات كأفضل لاعب في أفريقيا من قبل هيئة الإذاعة البريطانية BBC كأول مصري يحصل على الجائزة، كما نال بركات أيضاً جائزة أفضل لاعب أفريقي داخل القارة من قبل الاتحاد الأفريقي.
يعتقد الكثيرون أن عام 2006 هو الأفضل في تاريخ النادي الأهلي من حيث الإنجازات المختلفة، بدءاً ببطولة السوبر للمرة الثانية بفوز مثير آخر علي إنبي بهدف أبوتريكة في الوقت بدل الضائع، ويكرر الأهلي الفوز بلقب الدوري بدون هزيمة للمرة الثانية على التوالي أيضاً وبفارق 14 نقطة عن الوصيف، ثم يعود الأهلي لرفع كأس مصر بفوز كبير 3-0 على الزمالك محققاً العلامة الكاملة في البطولات المحلية، ثم يجتاح الأهلي أفريقيا مجدداً ويصل للنهائي مع الصفاقسي التونسي لتصل مباراة العودة إلى الثواني الأخيرة والنتيجة لمصلحة بطل تونس، إلى أن جاءت اللحظة التاريخية لتحرز القدم اليسرى لمحمد أبوتريكة هدفاً سيظل محفوظاً في سجلات الأهلي، وينطلق المارد الأحمر لليابان في كأس العالم للأندية ويحقق المركز الثالث للمرة الأولى في تاريخ أفريقيا بعد فوز على أوكلاند سيتي النيوزيلاندي وهزيمة من البطل إنترناسيونالي البرازيلي، ثم فوز على أمريكا المكسيكي 2-1 بهدفين لأبوتريكة في يوكوهاما.
بدأ الأهلي عام 2007 بحصد كأس السوبر الإفريقي بالفوز علي النجم الساحلي بضربات الترجيح ثم حسم بطولة الدوري قبل النهاية بإسبوعين، لكن البطولة الأغلى في هذا الموسم عند جماهير الأهلي كانت كأس مصر حيث جاء الفوز بطريقة درامية على المنافس التقليدي الزمالك الذي ظل متقدماً في النهائي حتّى تعادل أبوتريكة قبل النهاية بدقيقتين فقط ليحتكم الفريقان للوقت الإضافي، وتقدم الزمالك مجدداً حتّى جاء أسامة حسني من على مقاعد البدلاء ليسجل هدفين في أقل من دقيقة معلناً فوز الأهلي بالكأس بعد الفوز على الزمالك بنتيجة 4-3 في واحدة من أمتع مباريات القمة على الإطلاق، ويقابل الأهلي الإسماعيلي في كأس السوبر ليفوز بركلات الترجيح ويحقق الثلاثية المحلية مجدداً، لكن لم يحالفه الحظ في دوري الأبطال رغم الوصول للنهائي للمرة الثالثة على التوالي ليخسر أمام النجم الساحلي.
وفي 2008 استمرت السيطرة الحمراء على درع الدوري فحسم الأهلي اللقب بفارق 17 نقطة عن الإسماعيلي الوصيف، كما حصد الفريق كأس السوبر للمرة الرابعة على التوالي بالفوز على الزمالك 2-0 بأهداف أحمد حسن ومعتز إينو.
وبعدها عاد دوري أبطال أفريقيا للأهلي بالفوز 4-2 على القطن الكاميروني في مجموع اللقائين في النهائي، ثم انطلق الأهلي لكأس العالم للأندية مجدداً ولكن هذه المرة لم تكن النتائج جيدة حيث تلقّى هزيمتين من باتشوكا المكسيكي وأديلايد الإسترالي.
بدأ الأهلي عام 2009 بحصد لقب كأس السوبر الأفريقي بعد الفوز على الصفاقسي 2-1 بهدفي فلافيو، قبل أن يخوض سباقاً مثيراً على درع الدوري مع الإسماعيلي، الذي أصبح على القمة حتّى آخر دقيقتين من الموسم، فبعد أن فاز الإسماعيلي على الترسانة كان الأهلي متعادلاً أمام طلائع الجيش حتّى الدقيقة 93، حينما سجل المدافع أحمد فتحي هدف الفوز التاريخي وأضاف الناشئ محمد طلعت هدف التعزيز ليذهب المتصدران لمباراة فاصلة لتحديد البطل.
وثأر الأهلي لهزيمته في آخر مباراة فاصلة جمعت الفريقين عام 1991 فانتصر بهدف لفلافيو على ستاد المكس بالإسكندرية ليرفع الدرع للمرة الخامسة على التوالي، وكانت هذه آخر بطولة للبرتغالي مانويل جوزيه خلال ولايته الثانية قبل أن يرحل ويترك مهمة قيادة الفريق لمساعده حسام البدري، واستطاع حسام البدري أن يُبقي درع الدوري في خزانة النادي الأهلي موسم 2009-2010 ليصبح أول مدرب وطني يحرز بطولة الدوري منذ 23 عاما، قبل أن يحقق الأهلي كأس السوبر المصري بالفوز على حرس الحدود 1-0 ليثأر من هزيمته أمامه بضربات الترجيح في نهائي الكأس، أما في دوري أبطال إفريقيا فقد تأهل الأهلي للدور قبل النهائي ليخرج على يد الترجي التونسي بسبب خطأ تحكيمي شهير أهدى صاحب الأرض الفوز في مباراة العودة بهدف من لمسة يد واضحة.
وبعد أن قاد الفريق في الدور الأول كل من حسام البدري وعبد العزيز عبد الشافي، أكمل مانويل جوزيه المسيرة بعد عودته للمرة الثالثة مع بداية العام 2011 ليضيف بطولة الدوري السابعة على التوالي للقلعة الحمراء.
وفي 2012 وقعت أحداث ستاد بورسعيد وتوقف النشاط الرياضي بمصر وفي أول مباراة بعد عودة النشاط الرياضي، فاز الأهلي بكأس السوبر المصري عندما هزم إنبي 2-1 على ملعب برج العرب الخالي من الجماهير.
وعلى الرغم من الأحداث العصيبة والبُعد عن المنافسات تحدّى لاعبو الأهلي كل الظروف وحققوا بطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة السابعة عندما فازوا على الترجي التونسي في عقر داره بهدفين أحرزهما محمد ناجي جدو و وليد سليمان بعد أن انتهى لقاء الذهاب 1-1، وكان مانويل جوزيه قد قاد النادي حتى العبور إلى دور الثمانية من دوري الأبطال ثم ترك حسام البدري ليكمل المسيرة من بعده.
حادثة ستاد بورسعيد
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: أحداث ستاد بورسعيد 2012
بدا أول إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثم اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.
تكرر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري (الفائز 1/3) بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى - بحسب شهود عيان. وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة «بلد البالة مجبتش رجالة» والتي عدها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم. وذكرت مصادر عديدة غياب كل الإجراءات أمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلاً عن قيام قوات الأمن بغلق البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.
أوضح وكيل وزارة الصحة المصرية هشام شيحة أن «الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما أن هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية». وأكدت مصادر طبية في المستشفيات التي نقل إليها الضحايا أن بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض. وأكدت تقارير صادرة الطب الشرعي المبدئية وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء. وسببت قنابل الغاز حالات اختناق إضافية من ضمن الشهداء.
وخرج الأهلي وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية. ودخلت وحدات من القوات المسلحة المصرية المدينة، وانتشرت على طريق الإسماعيلية - بورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جماهير النادي الأهلي والمصري. كما أمنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة الذي وصل إلى محطة مصر، وكان آلاف من الأهالي والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلي والزمالك في انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى وإنهاء الحكم العسكري في البلاد.
نجاحات إفريقية(2012-2013)
بعد الفوز بدوري أبطال إفريقيا 2012 انطلق الأهلي بقيادة حسام البدري للعب في كأس العالم للأندية باليابان، محققاً الفوز في أول مباراة على هيروشيما الياباني صاحب الأرض بهدفين سجلهما السيد حمدي ومحمد أبوتريكة، ثم خسر الأهلي بصعوبة 1-0 من كورينثيانز البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية، قبل أن يتلقّى هزيمة أخرى على يد مونتيري المكسيكي في مباراة المركز الثالث، ومع بداية عام 2013 تُوج الأهلي بالسوبر الإفريقي عندما هزم ليوباردز الكونغولي 2-1 بهدفي محمد بركات ورامي ربيعة.وترك حسام البدري مهمة إدارة الفريق لمساعده محمد يوسف الذي استطاع أن يكمل المسيرة بنجاح ويقود الأهلي للفوز بدوري أبطال إفريقيا للمرة الثامنة بالفوز على أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي 2-0 في مباراة العودة بعد التعادل 1-1 في الذهاب، وشهدت مباراة العودة آخر بصمة لمحمد أبوتريكة على تاريخ الأهلي، عندما سجل الهدف الأول ليكون مسك الختام لمسيرته مع القلعة الحمراء.
رئيس جديد وجيل جديد (2014-)
في مارس 2014، أصبح محمود طاهر الرئيس رقم 14 في تاريخ النادي الأهلي خلفاً لحسن حمدي. وشهد عام 2014 عودة منافسات بطولة الدوري العام بعد فترتي توقف، وفي منتصف الموسم استلم فتحي مبروك مهام المدير الفني من محمد يوسف ليقود الفريق في مرحلة المربع الذهبي للدوري العام. ونجح الأهلي في اقتناص درع الدوري بفارق هدف واحد فقط عن سموحة ليضيف اللقب الثامن علي التوالي له وال37 في تاريخه، ثم أضاف الأهلي بطولة السوبر الثالثة على التوالي بالفوز على الزمالك بركلات الترجيح في أول بطولة للمدير الفني الإسباني خوان جاريدو.
حوّل الأهلي وجهته لبطولة الكأس الكونفيدرالية الأفريقية بعد خروج مبكر من دوري الأبطال، إلا أن المارد الأحمر كان يمتلك دافعاً جديداً قوياً، وهو إضافة هذه البطولة القارية لخزانة النادي لأول مرة في التاريخ.
وبالفعل وصل الأهلي للنهائي أمام سيوي سبورت الإيفواري، لكنه خسر المباراة الأولي 2-1 وفي مباراة العودة ظل التعادل السلبي سيد الموقف حتّى الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، وفي لحظة تاريخية تجسد إصرار الأهلي على الفوز اقتنص عماد متعب هدف التتويج برأسية قاتلة هزت أرجاء ستاد القاهرة وجعلت المدير الفني جاريدو يركض داخل أرض الملعب. وبهذا الانتصار أصبح الأهلي أكثر أندية العالم تتويجا بالبطولات القارية والعالمية متفوقاً على برشلونة الإسباني.
مرّ الأهلي بمرحلة حرجة من تبديل وإحلال لعناصر جيل كامل من النجوم مما تسبب في خسارة عدد من البطولات إلى أن استعاد الفريق توازنه عندما تقابل مع الزمالك لتحديد بطل كأس السوبر في المباراة التي أقيمت في الإمارات لأول مرة في نهاية عام 2015، وقاد لاعب الأهلي في السبعينيات عبد العزيز عبد الشافي النادي للفوز 3-2 على الزمالك ليضيف بطولة السوبر رقم 9 في تاريخ النادي.
استعاد الأهلي لقب الدوري بعد غياب موسم واحد فقط في 2015-2016 وبفارق 7 نقاط عن الزمالك حامل اللقب، وأنهى الأهلي المسابقة كأقوى هجوم وأقوى دفاع تحت القيادة الفنية للهولندي مارتن يول.
وفي موسم 2016-2017 وتحت قيادة المدرب حسام البدري في ولايته الثالثة حقق الأهلي لقب الدوري بدون هزيمة كما حقق لقب كأس مصر بالفوز على المصري 2-1 في النهائي.
الشعار
في 3 نوفمبر 1917، قام محمد شريف صبري بك عضو النادي وخال الملك فاروق بتصميم أول شعار للأهلي، وكان عبارة عن شكل بيضاوي مزين بتـاج الملك المصري في الطرف الأعلى وهو يرمز للحكم الملكي بمصر آنذاك، وفي الأسفل كتب (النادي الأهلي)،و في الوسط كان النسر المحلق، وفي عام 1952 وعقب قيام ثورة يوليو وتغيير رمز الدولة رفع الأهلي التاج عن شعاره، واقتصر على النسر وبعدها أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله الرئاسة الشرفية للنادى الأهلى في 17 يناير سنة 1956 تقديراً للدور الوطني الذي لعبه الأهلي في مساندة الثورة وتدريب الفدائيين، وقد تم الإعلان عن الشعار الثالث في مئوية تأسيس الأهلي في 2007 حيث تم تغييره قليلاً وأضيفت عبارة (نادي القرن) أسفله باللغة الإنجليزية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق