الأحد، 15 مارس 2020

في الجاهلية كان العرب لا يكتبون ولا يقرأون مما جعل مهارة الحفظ عندهم غاية في العلو

في الجاهلية كان العرب لا يكتبون ولا يقرأون مما جعل مهارة الحفظ عندهم غاية في العلو

كان الرجل يلقي الأبيات والقصائد والمعلقات من الشعر فيحفظها من سمعها من المرة الأولى،
وظل الحال كذلك،
حتى جاء الإسلام وتعلم العرب القراءة والكتابة،
ثم ازدادت الفتوحات الإسلامية فدخل أصحاب الثقافات المختلفة في الإسلام،
واختلط العرب بغيرهم من العجم مما أدى لضعف اللسان العربي،
وتفرق صحابة رسول الله في الأمصار المختلفة ليعلموا الناس دينهم في جميع الأقطار،
فكان لابد من تدوين الحديث النبوي وعلوم الدين وعلوم اللغة العربية،
فراح خير الرجال يدونون ويكتبون ويحفظون علوم الشريعة،
حتى إذا ما أتى من بعدهم تيسر لهم الوصول إلى تلك العلوم،
وحتى يسهل توزيع العلوم وتبادلها في الأقطار الإسلامية،
وحتى لا تضيع العلوم بدخول المدلسين والكذابين وضعف اللسان العربي على مر العصور،
وظل العرب في تلك القرون الأولى بنفس تلك المهارة العالية في الحفظ،
على سبيل المثال الإمام الشافعي حفظ كتاب الموطأ للإمام مالك في 9 أيام،
حفظه أي حفظه ووعاه صم من الجلدة للجلدة بأرقام الصفحات بأماكن السطور،
هكذا كان حفظ العرب،
كان لا بد لهم من الحفظ لأن العودة لما في الكتب عملية صعبة،
لم يكن عندهم "الشيخ جوجل"
حين كان يحرق الكفار من التتار والمغول الكتب كان المسلمين لا يهتمون لأن الكتب محفوظة عن ظهر قلب في صدورهم،
لما جاءت العصور التالية وعاد الخلف لما كتب وحفظ السلف،
كثر النظر في الكتب،
فتخيل لو أراد عالم البحث عن حكم شرعي لقضية ما،
فيبحث في كل الكتب والمصنفات والمعاجم التي قد يسافر لها شهور حتى يصل إلى كتاب يبحث فيه عن حكم،
وبالطبع هذا زاد مهارة الحفظ فليس كلما أراد البحث عن القضية سيسافر ويبحث في المصنفات ليتذكر المسألة بل لا بد من الحفظ،
ومع ذلك كان عندهم الوقت الكافي لكتابة المجلدات وتصنيف المتفرق وجمعه وترتيبه وشرحه،
اليوم نحن عندنا انترنت،
يمكنك الحصول على أي كتاب شئت وأنت جالس في بيتك بضغطة زر،
ويمكنك البحث عما داخل الكتاب بخاصية البحث عن كلمة أو جملة ctrl F
ولا تضطر للسفر ولا للبحث في مئات الكتب حتى تعرف مسألة ما،
المصنفات والكتب والمراجع كلها متوفرة وسهل الوصول إليها،
ورغم ذلك ضعيف حفظنا قليلة قراءتنا ضحيل فهمنا مختل تفسيرنا ولعلك تجد الشيخ نفسه في زماننا يقف على المنبر ويقرأ من الورق والكتب ويرتب لخطبته قبل قولها ويراجع حفظه باستمرار حتى لا ينسى بل الواحد منا ينسى كلامه الشخصي بعد حين !!!! إلا من رحم ربي وأكثر المسلمين حفظاً في زماننا هم أهل موريتانيا الشناقطة فهم معروفون بحفظهم للمعاجم والمجلدات حفظاً صما حتى يومنا هذا.
ووجود الشناقطة بحفظهم حتى يومنا هذا رد على الكفار والمستشرقين والمختلين الذين ينكرون حفظ العرب وحفظهم للدين.
الدين محفوظ برجال منحهم الله ملكات وعلوم وإخلاص وصدق لحفظ الدين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ومن يريد أن يهدم هذه الكتب فهو مثل التتار والمغول والكفار الذين أحرقوا الكتب ليضيع الدين وهو مدلس مبتدع دخيل في دين الإسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد