فرنسا
فَرَنسَا (بالفرنسية: La France)، رسمياً الجُمهُوريّة الفَرَنسِيَّة (بالفرنسية: la République française)، هي جُمهُوريّة دُستوريّة ذات نظّام مركزيّ وبرلمانيّ ذِي نَزعة رئاسية، ويبلغُ عدد سُكانها حوالِيّ 66 مليون نسمة، وهي تقع في أوروبا الغربية، ولها عدة مناطق وأقاليم منتشرة في جميع أنحاء العالم عاصمتها بَارِيس، ولُغتها الرسميّة هي الفرنسِيّة وعملتها اليورو، شعارها (حرية مساواة إخاء)، علمها مُكَوّن من ثلاثة أَلوان عموديّة بالترتيب أزرق،أبيض،أحمر نشيِّدُها الوطنِيّ هو لامارسييز. وفَرنسا هي بلد قديم يعود تكوينه للعُصُور الوُسطى، وتُعتبر إحدى المناطق المهمة في أُورُوبَّا. منذ لعُصُور الوُسطى، وقد وصلت فَرنسا إلى أوج قوتها خلال القرن 19 وأوائل القرن 20، إذ امتلكت ثاني أكبر إمبراطورية استعمارية في 1950 بعد الامبراطوراية البريطانية العظمى. وفَرنسا هي إحدى الدول المؤسسة لِلاِتِّحادِ الأورُوبِّي، وأحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، كما أنها عضو في العديد من المؤسسات الدولية، بما في ذلك الفرانكُوفُونِيّة، مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين، حلف شمال الأطلسي، منظمة التعاون والتنمية ومنظمة التجارة العالمية، و الاتحاد اللاتيني، وهي أكبر بلد في أوروبا الغربية والاتحاد الأوروبي من حيث المساحة وثالث أكبر دولة في أوروبا بشكل عام بعد روسيا وأوكرانيا،
وتلعب فَرنسا دورا بارزا في تاريخ العالم من خلال تأثير ثقافته وانتشار اللغة الفرنسية، وقيمه الديمقراطية والعلمانية والجمهورية في كامل القارات الخمس، وتعدّ فَرنسا مركزا عالميا بارزا للثقافة و الموضة و نمط الحياة، وهي تضم رابع أكبر قائمة من حيث مواقع التراث العالمي لليونسكو، وصل عدد زوارها من السواح ما معدله 83 مليون سائح أجنبي في السنة أي أكثر من أي بلد في العالم بأسره.
وتعدّ فَرنسا إحدى الدول العملاقة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية الهامة في أوروبا بشكل خاص وحول العالم بشكل عام وهي سادس أكبر دولة من حيث الإنفاق العسكري في العالم، وثالث أكبر مخزون للأسلحة النووية، وثاني أكبر سلك دبلوماسي بعد الولايات المتحدة. وهي أيضا ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا. و الخامس من حيث الناتج المحلي الإجمالي في العالم. أما من حيث إجمالي ثروات الأسر، ففَرنسا هي أغنى دولة في أوروبا والرابعة في العالم. يتمتع المواطن الفرنسي بمستوى عال من المعيشة، فالبلد له أداء جيد في التصنيف العالمي من التعليم والرعاية الصحية، والحريات المدنية، ومؤشر التنمية البشرية.
أصل التسمية
اسم فَرنسا مشتق من كلمة "فرانك" (بالفرنسية: franc) أي فرنجة وهو شعب جرماني جاء من الشمال ليستقر في فَرنسا، استُعملت بعد سقوط روما لغاية العصور الوسطى للدلالة على البلاد التي فيها فَرنسا حاليا، بتتويج هيو كابيت ملك الفرنجة أشير إليها بمملكة فَرانسيا، ثم رسميا فَرنسا في عهد فيليب أغسطس. لا تزال معروفة فَرنسا لليوم.
تطبق أصلا إلى الفرنجة الإمبراطورية بأكملها، واسم "فَرنسا" يأتي من فَرنسا اللاتينية، أو "دولة الفرنجة". لا تزال فَرنسا الحديثة التي تسمى اليوم فَرانسيا باللغة الإيطالية والإسبانية، الفرنسية باللغة الألمانية وباللغة الهولندية، وكلها لها نفس المعنى التاريخي.
هناك نظريات مختلفة لأصل اسم فرانك. وبعد سوابق إدوارد جيبون ويعقوب غريم، وقد تم ربط اسم الفرنجة مع كلمة صريحة (مجاني) في اللغة الإنجليزية. فقد قيل أن معنى "الحرة" اعتمد لأنه بعد غزو بلاد الغال، وكانت فقط فرانكس خالية من الضرائب. هناك نظرية أخرى أنه مشتق من كلمة فرانكون بروتو الجرمانية، والتي تترجم إلى رمي الرمح أو انس بوصفها الفأس رمي الفرنجة كان يعرف باسم فرانسيسكا. ومع ذلك، فقد ثبت أن هذه الأسلحة كانت اسمه بسبب استخدامها من قبل الفرنجة، وليس العكس.
الجغرافيا
الموقع والحدود
بالنسبة للجزء الأوروبي من فَرنسا فإنه يقع غرب قارة أوروبا. يحدها من جهة الشمال بحر الشمال، ومن الشمال الغربي بحر المانش، والمحيط الأطلنطي غرباً والبحر الأبيض المتوسط جهة الجنوب الشرقي. تحدها من بلجيكا ولوكسمبورج إلى الشمال الشرقي، وألمانيا وسويسرا جهة الشرق، وتحدها من جهة الجنوب الشرقي كلا من إيطاليا وموناكو. أما جهة الجنوب الغربي فتحدها كلا من إسبانيا وأندورا. أما بالنسبة للحدود الطبيعية، فيظهر جهتي الجنوب والشرق سلاسل الجبال: جبال البرانس وجبال الألب وجبال جورا. أما الحدود الشرقية فهي على نهر الراين. في حين أن الحدود الشمالية الشرقية غير طبيعية. أما بالنسبة للجزر؛ فتظهر جزيرة كورسيكا كأكبر الجزر بجانب العديد من الجزر الصغيرة. لذلك؛ يظهر أن البر الرئيسي للجُمهُوريّة الفَرنسِيَة يمتد بين دائرتي عرض 46" 19' 42° شمالاً و47" 5' 51° شمالاً، وخطي طول 46' 4° غرباً و42" 14' 8° شرقاً، أي أن البر الرئيسي يمتد حوالي 1000 كم من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية هي المسمى الذي يُطلق على مكونات الجُمهُوريّة الفَرنسِيَة خارج القارة الأوروبية، وتلك التوابع موجودة في جميع محيطات العالم باستثناء المحيط المتجمد الشمالي. وتختلف بعض المناطق والأقاليم عن بعضها بحسب نظام الإدارة المحلية، ويمكن تقسميها إلى:
في قارة أمريكا الجنوبية: غيانا.
في المحيط الأطلنطي: سان بيار وميكلون في منطقة البحر الكاريبي، وجوادلوب، ومارتينيك، والقديس مارتن، وسانت بارثولوميو.
في المحيط الهادي: بولينزيا الفرنسية، وكاليدونيا الجديدة، وواليس وفوتونا، وكليبرتون.
المحيط الهندي: ريونيون، ومايوت، والجزر المبعثرة، وجزر كيرغولين، وجزر كروزيه، وجزر القديس بولس وأمستردام الجديدة.
في القطب الجنوبي: أرض أديلي.
ولفَرنسا أيضاً حدوداً برية مع البرازيل وسورينام في غيانا. وكذلك مع هولندا عبر الجانب الفَرنسِيّ من سانت مارتن. وتبلغ المساحة الإجمالية لفَرنسا (البر الرئيسي) حوالي 675000 كم2 أما إجمالي المساحة مع مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار فبلغت 551500 كم2. والإدارات في الخارج 92220 كم2، والأقاليم الأخرى 30904 كم2. كل هذا لا يشمل هذا أرض أديلي التي تطالب بها فَرنسا بالسيادة عليها. فَرنسا هي الدولة رقم 42 في ترتيب الدول الأكبر في العالم من حيث المساحة. وهي كذلك ثالث أكبر بلد في أوروبا بعد روسيا وأوكرانيا، أو الثانية إذا حسبت الإدارات والأقاليم البحرية، وأكبر دول الاتحاد الأوروبي. وبلغ إجمالي طول سواحلها 8245 كم.
الجيولوجيا والطبوغرافيا والهيدروغرافيا
تمتلك الجُمهُوريّة الفَرنسِيَة العديد من المناظر الطبوغرافية الطبيعية. فقد رفعت أجزاء كبيرة من الأراضي الفَرنسية الحالية بسبب عدة حركات تكتونية، بما في ذلك رفع هيرسينيان في حقب الحياة الأولية، والتي هي أصل الكتل الجبلية: آرموريكون والوسطى ومورفان وجبال الفوج والأردنيز وكورسيكا. جبال الألب والبرانس وجورا أصغر كثيراً ولها أشكال أقل تآكلاً، وتعد أعلى قمة هي قمة جبال الألب في 4809 متر على الجبل الأبيض. وبذلك تُعيّن تخوم مرتفعة ضخمة بالعديد من الأحواض الرسوبية، بما في ذلك حوض آكيتن في الجنوب الغربي وشمال حوض باريس، وتضم هذه الأخير مناطق خصبة وفيرة؛ وبخاصة المرتفعات الغرينية بوس وبري. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الطرق الطبيعية المختلفة التي تسمح بالعبور والاتصال مثل وادي الرون.
قد تظهر السواحل متناقضة تماماً للمناظر الطبيعية، فسلاسل المرتفعات لها أحياناً مزايا؛ مثل ساحل الريفيرا، وأنجاد ذات منحدرات؛ مثل ساحل المرمر، أو السهول الرملية واسعة؛ مثل سهل لانغدوك. وأما بالنسبة لأنظمة المياه العذبة في البلاد، فإن في فَرنسا 4 أنهار رئيسية: اللوار، والسين، والغارون والرون، بجانب نهري الميوز والراين الأقل أهمية في فَرنسا؛ لكنها ذات أهمية كبرى في جميع أنحاء قارة أوروبا. وتُشكّل مجموه المياه من أحواض الأنهار الأربعة الأولى حوالي 62% من إجمالي مساحة أراضي الجمهورية الفرنسية. وبشكل عام، فإن فَرنسا لديها 11 مليون كم2 من المياه البحرية الخاضعة لولايتها القضائية في ثلاثة محيطات.
المناخ
تتوفر فرنسا على مناخ رطب بارد شتاء و دافئ صيفا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق