الخميس، 30 يناير 2020

إنتر ميلان

نادي إنترناسيونالي ميلانو لكرة القدم (بالإيطالية: Football Club Internazionale Milano) أو كما يعرف بـ إنترناسيونالي ميلانو (بالإيطالية: Internazionale Milano)، واختصاراً يسمى باسم الإنتر (بالإيطالية: Inter) ويعرف كذلك في خارج إيطاليا باسم إنتر ميلان (بالإيطالية: Inter Milan)، هو نادي كرة قدم محترف مشهور تأسس سنة 1908 بمدينة ميلانو في إقليم لومبارديا في إيطاليا. يعرف الفريق بلونيه الأسود والأزرق، ويشتهر في إيطاليا بلقب "النيراتزوري" (بالإيطالية: Nerazzuri) (بالعربية: الأسود والأزرق). يشارك الفريق في الدوري الإيطالي الدرجة الأول منذ تأسيسه سنة 1908 وقد فاز بـ30 بطولة محلية، بما فيها 18 لقب للدوري الإيطالي، وكأس إيطاليا سبع مرات، وكأس السوبر الإيطالي 5 مرات، وبذلك يعتبر النادي الأكثر نجاحا في إيطاليا بالمشاركة مع غريمة التقليدي إيه سي ميلان، بعد نادي يوفنتوس، والوحيد الذي لم يسقط إلى دوري الدرجة الثانية منذ انضمامه سنة 1908.

أما دولياً، فاز الفريق بـدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، اثنتان منها في الستينيات من القرن الماضي وبالتحديد عامي 1964 و1965. وانتظر 45 عاما ليفوز بها في النظام الجديد سنة 2010 بعد نجاحه في تحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بخمسة بطولات من أصل ست ممكنة.ويملك أيضا ثلاث كؤوس اتحاد أوروبي بنظامها القديم أعوام 1990 و1994 و1998. وكأسي إنتركونتيننتال في عام 1964 و1965، وكأس العالم للأندية مرة واحدة في عام 2010. في عام 2010، أصبح نادي إنتر ميلانو أول نادي في إيطاليا يفوز بالثلاثية والتي تتكون من الكالتشيو، كأس إيطاليا، دوري أبطال أوروبا. في ذلك العام نفسه، بات أيضا أول ناد إيطالي لكرة القدم يفوز بخمسة من أصل ست بطولات في عام واحد، وتشمل خماسية الموسم الثلاثية المذكورة سابقا وكأس السوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية.

ومن ناحية أخرى يُعتبر إنتر ميلان عضواً مؤسساً في مجموعة جي-14 للأندية القيادية الأوروبية، التي تم إلغاؤها حاليّا واستبدلت برابطة الأندية الأوروبية. بحسب تقرير مجلة فوربس يُعتبر إنتر ميلان من أغنى أندية العالم، الثالث في إيطاليا، حيث بلغت قيمته السوقية لسنة 2015 مبلغ 439 مليون دولار، وهو ضمن أندية كرة القدم العشرون الأكثر تحقيقاً للإيرادات خلال الموسم 2014-15 إذ بلغت قيمة إيراداتة نحو 165 مليون يورو. وفي عام 2010, احتل الإنتر المركز الثاني في ترتيب أكثر الفرق الإيطالية جماهيريةً، والثامن أوروبياً.

يلعب نادي إنتر ميلانو كل مبارياته الرسمية في ملعب جوزيبي مياتسا (سان سيرو) الذي يتسع لـ 85,443 متفرج، ويشاركه في نفس الملعب قطب ميلانو الآخر نادي ميلان والذي يجمع بينهما أشهر ديربي في العالم يسمى بـديربي ميلانو. يرأس النادي رجل الأعمال الأندونيسي الشهير ايريك توهير منذ أكتوبر 2013، بعدما اشترى 70% من حصة النادي بصفقة بلغت 501 مليون يورو، تاركاً 30% من نصيب الرئيس السابق ماسيمو موراتي والذي عين كرئيس شرفي للنادي، وهو ابن أنجلو موراتي رئيس النادي الذي قاد فريق الستينيات المعروف باسم "القراندي إنتر" أي الإنتر الكبير، منذ 2014 يدرب الفريق المدرب الايطالي لوتشانو سباليتي. وفي يونيو من عام 2016 قامت مجموعة سونينغ القابضة والمملوكة من قبل مجموعة سونينغ الاستثمارية، بالإستحواذ على أغلب أسم النادي (68.55%) بعدما تخلى ماسيمو موراتي عن حصته في ملكية النادي والتي بلغت 30%، وشرت جزء من حصة انترناشيونال سبورتس كابيتال المملوكة لرجل الأعمال الإندونيسي ايريك توهير، بصفقة قُدرت قيمتها بما يتراوح بين 600 مليون يورو.
تأسس نادي إنتر ميلان في ليلة 9 مارس 1908 بمطعم كان آنذاك ملتقى نخبة المدينة من المثقفين والفنانين بمدينة ميلانو، وذلك عندما رفضت العديد من الأندية الإيطالية مشاركة اللاعبين الأجانب في مباريات الدوري، ووافق الاتحاد الإيطالي لكرة القدم على هذا، الأمر الذي جعل أقوى الأندية آنذاك (إيه سي ميلان وتورينو وجنوة)، تُقدم على مقاطعة الدوري، إلا أن جماعة من إدارة الميلان كانت موافقة على قرار الاتحاد، فانشقت عن نادي ميلان لكرة القدم والكريكيت أربعة من لاعبيه، الذين أبدوا حزنهم لعنصرية الإيطالين في فريق أي سي ميلان حين ذاك وبالتالي قرروا الانفصال.

فتجمع عدداً من اللاعين أغلبهم من غير الإيطاليين، وكوّنوا نادي إنترناسيونالي (لم تضف كلمة ميلانو إلا في 1967). وكانت الكنيه الأصلية للفريق في ميلانو "La Beneamata" أي المحبوب. وكان من بين مؤسسي النادي وسكرتيره بعد ذلك الفنان والرسام جيورجيو موجياني الذي استوحى من تلك الليلة ألوان النادي وشعار الفريق. الأحرف الأولى "FCIM" مضفرة بدائرتين ذهبيتين، واللون الأسود[؟] والأزرق المستوحاة من ألوان الليل والسماء. ولأن النادي اسمه مشتق من رغبة أعضاؤه المؤسسين في قبول اللاعبين الأجانب مع الإيطاليين، فقد كان أول قائد للنادي هو السويسري هيرنست مانكتل.

وكان أول رئيس للنادي هو جيوفاني باراميتيوتي، وأول قائد هوالسويسري هيرنست مانكتل، بينما أول مدرب كان فيرجيليو فوساتي.وفي ثاني مواسم الفريق في الدوري تمكن الإنتر من ربح أول بطولة في الدوري له في عام 1910 بقيادة الكابتن فيرجيليو فوساتي ولكن لسوء الحظ مات القائد فيرجيليو فوساتي في الحرب العالمية الأولى في الجبهة الشرقية.وبعد هذه الحادثة فاز الإنتر باللقب الثاني له بعد عشر سنوات من اللقب الأول سنة 1920.

البدايات (1922–1954)

عدما فاز الإنتر بلقبه الأول في بطولة الدوري الإيطالي، تلى ذلك الموسم مواسم مخيبة للآمال. ومع إندلاع الحرب العالمية الأولى توقفت منافسات كرة القدم، ثم ما لبت أن عادت للحياة في عام 1920 بعد إنتهاء الحرب، وفاز بلقب الدوري الإيطالي للمرة الثانية. ومع بداية الفاشية في إيطاليا، وفي عام 1928 أُجبِرَ نادي الإنتر إلى تغيير اسمه إلى أمبروزيانا إنتر (بالإيطالية: Ambrosiana Inter) بعد دمجه مع نادي الاتحاد الرياضي بميلانو (بالإيطالية: Milanese Unione Sportiva)، خوفاً من نظام بينيتو موسوليني المتشدد والمتسمك بالعنصرية الإيطالية.

ورغم هذا القرار تمكن النادي المدمج من كسب بطولة ثالثة في الدوري الإيطالي الجديد في عام 1930 ساهم فيها جوسيبي مياتزا بشكل كبير بعدما سجل 31 هدفا حاصدآً جائزة الهداف (كابوكانونييري). وبعد ذلك تمكن الإنتر مرة رابعة من تحقيق البطولة عام 1938. ومن ثم حصد أول كأس إيطاليا في عام 1940 بعدما فاز على نادي نوفارا في المباراة النهائية. وفي نفس العام حقق الانتر البطولة الخامسة. ومن عام 1942 تم إعادة اسم الإنتر إلى ماهو عليه الآن. بعد الحرب العالمية الثانية ربح الانتر البطولة السادسة عام 1953 والسابعة في عام 1954 وبعد تلك البطولات دخل الانتر أفضل السنوات في تاريخه المعروفة بعصره "La Grande Inter" "الإنتر العظيم".

العصر الذهبي (1954–1968)
تعتبر فترة الستينات والسبعينات هي أفضل الفترات في تاريخ الإنتر حيث أطلق على الفريق بذاك الوقت بالـ " القراندي إنتر " (بالإيطالية: Grande Inter) والتي تعني الإنتر الكبير. إذ حقق فيها العديد من البطولات بقيادة رئيس النادي الإيطالي أنجلو موراتي الذي أحضر المدرب الأرجنتيني هيلينيو هيريرا من نادي برشلونة، مع استقدام كوكبة رائعة من اللاعبين أمثال الإيطاليين فاكيتي وماتسولا والإسباني لويس سواريز. تبنى الأرجنتيني هيلينيو هيريرا خطة الكاتيناتشو مع تعديل بسيط، حيث لعب بخطة 5-3-2 بوجود قلبي دفاع وخلفهم ليبرو، والذي تقتضي مهتمه التعامل مع أي مهاجم ينجح في تخطي قلبي الدفاع، كما أن له دور في توزيع الكرة بعد الاستحواذ عليها، وبداية الهجمات المضادة.

بهذه الخطة الجديدة، استطاع فريق الإنتر أن ينهي في الموسم الأول مع المدرب في المركز الثالث، وفي الموسم الذي تلاه أصبح وصيفاً، وفي الموسم الذي تلاه وهو موسم 1962-63 استطاع الفوز باللقب بعد صيام دام 9 سنوات. وقد حقق النادي في تلك الفترة 3 بطولات للدوري الإيطالي أعوام 1963 و1965 و1966، والأخير هو الدوري الإيطالي العاشر الذي سمح للنادي بارتداء نجمة ذهبية واحدة على قمصانهم.

تلت تلك الإنتصارات المحلية، انتصارات أوروبية حيث استطاع الإنتر الفوز بـدوري أبطال أوروبا بمسماها القديم لموسمين متتالين، ففي موسم 1963-64 حصد اللقب بعدما فاز على ريال مدريد بقيادة مهاجمه الخطير ألفريدو دي ستيفانو بنتيجة 3-1 بعدما سجل ماتسولا هدفي الفوز، وفاز باللقب الثاني في موسم 1964-65 بعدما فاز في المباراة النهائية بينتحة 1-0 على نادي بنفيكا بقيادة أوزيبيو. الفوز بلقبي دوري أبطال أوروبا سمح للإنتر بلعب منافسات كأس الإنتركونتيننتال مرتين، كلا القائين كان أمام نادي إنديبندينتي الآرجنتيني، وانتهوا بفوز الإنتر.

بعدها حاول أنجلو موراتي -والد ماسيمو موراتي- إحضار المزيد من اللاعبين المميزين أمثال أوزيبيو وبيليه ولكنه قوبل بالسياسات الاستبدادية فلم يقبل في البرازيل ومنع في البرتغال، ولهذا توقف العصر الذهبي الأول في سنة 1967 بعد الوصول من جديد إلى النهائي دوري أبطال أوروبا، وخسر أمام سلتيك بهدف نظيف، بعدما تم إيقاف ماتسولا، وبعدما أصيب لويس سواريز وغاب عن المباراة النهائية.

فترة ما بعد هيلينيو هيريرا (1968–1990)
رحل هيلينيو هيريرا عن الإنتر، بعدما حقق 7 بطولات مع الفريق الأزرق، ويخلفه المدرب ذو النزعة الهجومية أليفريدو فوني، ليمر الفريق خلال هذه الفترة من 1968 إلى 1990 بفترة هدوء على مستوى البطولات المحلية، وفترة جفاف على صعيد البطولات الأوروبية. في 1970 تم تعيين المدرب جيوفاني إنفرنزي، الذي استطاع الفور بلقب الدوري الإيطالي للمرة الحادية عشر في تاريخه في موسم 1970-71.
مرت الأعوام الستة التي تلت الفوز باللقب سريعاً وبعيداً عن الألقاب، لم يحقق الفريق أي بطولة كبيرة وأصابت الجماهير خيبة أمل طويلة خاصة بعد خسارة فريقها لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام نادي أياكس أمستردام في 1972, إلى أن جاء موسم 1977-78, عندما فاز الإنتر بلقب كأس إيطاليا للمرة الثانية في تاريخه بعدما فاز على نادي نابولي بنتيجة 2-1 في مباراة سجل فيها كل من غرازيانو بيني وأليساندرو ألتوبيلي.

وفي موسم 1979-80 استطاع الفريق بقيادة هدافه أليساندرو ألتوبيلي صاحب 15 هدفاً وبوجود مجموعة من اللاعبين المميزين مثل غابرييلي أوريالي وجوزيبي بيرغومي وإيفانو بوردون وريكاردو فيري، بالفوز بلقب الدوري الإيطالي للمرة الثانية عشر في تاريخه. وفي الموسم الذي تلاه، استمر النجاح المحلي بعدما احرز الفريق اللقب الثالث له في بطولة كأس إيطاليا بعدما تغلب على نادي تورينو بنتيجة 2-1 بمجموع المبارتين، وبتوقيع كل من ألدو سيرينا وأليساندرو ألتوبيلي.

ومن ثم مر الإنتر بفترة عجاف جديدة، لم يستطع خلالها الفريق إضافة أي لقب في خزانته، لكن التعاقدات الجديدة مثل أندرياس بريمه ولوثار ماثيوس ورامون دياز وبوبجود والتر زينغا وجوزيبي باريزي وبقيادة الإيطالي جوزيبي بيرغومي، وضعت حداً لتلك الفترة، في عام موسم 1988-89 عندما فاز بالبطولة الثالثة عشر في الدوري الإيطالي بقيادة مدربه المحنك جوفاني تراباتوني وبقيادة هدافه ألدو سيرينا صاحب 22 هدفاً. ثم استطاع الفريق الفوز بإول لقب له في بطولة كأس السوبر الإيطالي عندما تغلب على بطل كأس إيطاليا آنذاك نادي سامبدوريا بنتيجة 2-0.

فترة الجفاف (1990–2004)
كانت فترة التسعينات من القرن الماضي فترة جفاف وانحسار في تاريخ النادي، حيث اكتفى الإنتر في أغلب مشاركاته بالمراكز المتوسطة في الدوري الإيطالي، وظل يشاهد الصراع الكبير الحاصل بين غريميه إيه سي ميلان ويوفنتوس على المستوي المحلي والأوروبي. ففي موسم 1993-94 انهى الإنتر الدوري بفارق نقطة وحيدة عن مراكز الهبوط للدرجة الثانية. لكن وعلى الرغم من تلك النتائج المتواضعة، استطاع الإنتر الفوز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي لثلاث مرات أعوام 1991 ضد نادي روما و1994 أمام نادي زلازبورج النمساوي و1998 ضد نادي لاتسيو. وهذه البطولات لم تكن كافية لرد الجميل ولو جزء بسيط، منما تم دفعه من قبل رئيس النادي وقتها ماسيمو موراتي ابن أنجلو موراتي رئيس النادي في الفترة الذهبية، حيث أصيب بخيبة أمل كبيرة بعد أن صرف قرابة 500 مليون دولار في فترة رئاسته لجلب كل ماهو مميز للفريق.إضافة إلى معاناته المستمرة مع التحكيم الذي حرمه من بطولتين إيطالتين حسب رأي جماهير الإنتر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد