الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

الجزائر

الجَزائِر أو (رسمياً: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية) هي دولة عربية ذات سيادة تقع في شمال أفريقيا. عاصمتها وأكثر مدنها اكتظاظا بالسكان هي مدينة الجزائر، وتقع في أقصى شمال البلاد. بمساحة تبلغ 2،381،741 كيلومتر مربع (919،595 ميل مربع)، الجزائر هي عاشر أكبر بلد في العالم، والأولى إفريقياً وعربياً ومتوسطياً والثانية في العالم الإسلامي بعد جمهورية كازاخستان. تطل شمالاً على البحر الأبيض المتوسط، وتحدها من الشمال الشرقي تونس وشرقا ليبيا وغرباً المغرب والصحراء الغربية ومن الجنوب الغربي موريتانيا ومالي، ومن الجنوب الشرقي النيجر. نظام الحكم في الجزائر شبه رئاسي، وتقسم إدارياً إلى 48 ولاية و1541 بلدية.

عرفت الجزائر قديما العديد من الإمبراطوريات والحضارات، بما في ذلك حكم النوميديين والفينيقيين والبونيقيين والرومان فالوندال ثم البيزنطيين. وبعد الفتح الإسلامي شهدت البلاد أو أجزاء منها سيطرة كل من الأمويين والعباسيين والأدارسة والأغالبة والرستميين، والفاطميين، والزيريين والحماديين، والمرابطين والموحدين فالعثمانيين. وشهدت في القرن التاسع عشر الاحتلال الفرنسي للجزائر.

تعدّ الجزائر قوة إقليمية ومتوسطية. وهي عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، وعضو مؤسس في اتحاد المغرب العربي، وعضو في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة منذ استقلالها، وأوبك والعديد من المؤسسات العالمية والإقليمية.

وتعد صادرات الطاقة العمود الفقري لاقتصادها. وبحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، فإن الجزائر تحتل المرتبة ال 16 من حيث احتياط النفط في العالم وثاني أكبر احتياط نفطي في أفريقيا، في حين أنها تحتل المرتبة التاسعة من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي. تقوم بتوريد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي إلى أوروبا. سوناطراك، الشركة الوطنية للنفط، هي أكبر شركة في أفريقيا.

تلقب ببلد المليون ونصف المليون شهيد نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني التي دامت سبع سنوات ونصف. يعيش معظم الجزائريين في شمال البلاد قرب الساحل، لاعتدال المناخ وتوفر الأراضي الخصبة. ووفق دستور البلاد، فإن الدين الرسمي للدولة الجزائرية هو الإسلام واللغتان الرسميتان هما اللغة العربية واللغة الأمازيغية.

يصف دستور الجزائر «الإسلام والعروبة والأمازيغية» بالمكونات الأساسية لهوية الشعب الجزائري، والبلاد بأنها «أرض الإسلام، وجزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير، وأرض عربية، وبلاد متوسطية وإفريقية»
أصل التسمية
حسب ما جاء في المصادر التاريخية فإن بلكين بن زيري مؤسس الدولة الزيرية، حين أسس عاصمته عام 960 على أنقاض المدينة الفينيقية إيكوزيم والتي سماها الرومان إكوزيوم أطلق عليها اسم جزائر بني مزغنة نظراً لوجود 4 جزر صغيرة غير بعيدة عن ساحل البحر قبالة المدينة. وهو ما أكّده الجغرافيون المسلمون مثل ياقوت الحموي والإدريسي. فالاسم في البداية كان يشمل فقط مدينة الجزائر لكن العثمانيون هم من أطلق اسم الجزائر على كافة البلاد باشتقاقه من اسم العاصمة.

الرموز الوطنية
استَعملت الجزائر سابقاً عدة أعلام ظهر آخرها أثناء حرب التحرير، والتي ترمز ألوانه: الأبيض إلى حب السلام والأحمر إلى دم الشهداء وأما الأخضر فيرمز إلى التطور والازدهار ويرمز الهلال والنَّجْمَة إلى الإسلام .

التاريخ
استقبلت الجزائر العديد من الحضارات ما جعلها ترث تاريخا غنيا، فقد أثرت أفريقيا والبحر المتوسط وأوروبا والمشرق في كتابة هذا التاريخ.

أول البقايا الأثرية الملحوظة هي تلك التي تركها الإنسان في الحديقة الوطنية لطاسيلي , التي تعدّ أكبر متحف مفتوح في العالم. وتنتشر الأضرحة في مناطق عدة من البلاد مثل كإيمدغاسن، الضريح الملكي الموريتاني وضريح بني ريحان بولاية عين تيموشنت و أيضا الموقع الأثري سوما أو الخروب بقرب سيرتا التي توجد في ولاية قسنطينة و أيضا العديد من الغيران و الأضرحة كدجيدارس و فرندة و غيرها التي تشهد على الطرق و الممارسات الجنائزية .

تركت الفترة الرومانية العديد من الآثار و المعالم في تيبازة وتيمقاد، ناقوس، زانا، كالما، ماداوروش، شرشال،جميلة، تيديس، هيبون.

بعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا، شهدت المنطقة تطور العديد من المدن الجزائرية كتلمسان، الجزائر و بجاية العديد من السلالات عبر الزمن التي أصبحت سلالات حاكمة في عدة مناطق جزائرية. و في العام 1515م قام العثمانيون بضم الجزائر لإمبراطوريتهم ،ثم احتل الفرنسيون الجزائر سنة 1830 التي تحررت بعدها سنة 1962.

ما قبل التاريخ

مناطق أنتشار الحضارة العاترية و الحضارة القفصية
و جد في عدة مواقع أثرية عظام بشرية عمرها مليوني عام وقد وجد بعين الحنش بالعلمة ولاية سطيف آثار لصناعات جد قديمة. آخر الصادين في المنطقة ممثلون في شمال شرق الجزائر من طرف القبصيين الدين وثقوا ذلك منذ 8000 عام.

لقد بينت الاكتشافات و الحفريات التي جرت بمنطقة تيغنيف العثور على مقبرة فيلة من النوع المنقرض الذي يطلق عليه الفيل الأطلنطي و عاش هذا الحيوان في عصور ما قبل التاريخ مما يدل على وجود حياة في هذه المنطقة منذ آلاف السنين ويبقى الاكتشاف الأهم في التاريخ العالمي و كذا الوطني هو العثور على أقدم إنسان في شمال أفريقيا وهو رجل ما قبل التاريخ أو رجل الأطلس ويسميه البعض رجل تيغنيف أو رجل تيغنيفين وقد أعلن عنه في أكتوبر 1952 بعد دراسة الحفريات و الأدوات المستعملة في ذاك العصر وذلك بحضور أربعين مختصاً من أنحاء العالم والدكتور ليكي مدير متحف نيروبي. مدينة و تيغنيف كلمة أمازيغية تعني البركتين (المصدر؟) كان يقف عندهما الزوار منذ عهد الرستميين والموحدين ويقدر تاريخها بأكثر من 500.000 سنة. يوجد بتغنيف قرب معسكر موقع للحضارة الأشولية وجد به العديد من العظام الحيوانية والبشرية (3 فكوك سفلية، عظم جداري وبعض الأسنان) نسبة إلى جنس ونوع جديدين من قبل كميل أرامبورغ عام 1954 وهو الأتلانتروب. الفكوك ذات حجم كبير جداً وهو ما يشير إلى وجود بشر ضخام الجثث. وجد بالموقع أيضاً آثار صناعة حجرية أشولينية تضم العديد من السواطير (بالإنجليزية: "Cleaver tool") والفؤوس اليدوية

في الجنوب، تميزت الصحراء في العصر الحجري بأنها كانت فترة مزدهرة بسبب المناخ الأكثر الرطوبة من المناخ الحالي، كان إنسان هذه الفترة يرسم و يعلّم مكان عيشه برسومات عن الحياة اليومية.

تملك الأوراس عدة مواقع أثرية من ما قبل التاريخ حيث أن عدة غيران كانت ماْهولة لقربها من إحدى أكبر مواطن الحضارية البدائية و التي عرفت بالحضارة العاترية و نواتها بئر العاتر بضواحي تبسة، عاشت تحت ظل العاترية في الفترة الممتدة بين العصر الحجري القديم و العصر الحجري الحديث، قد تم العثور على العديد من الأدوات الحجرية التي ترجع إلى هذه الفترة منها رؤوس أسهم ذات عنق في كل من سوق أهراس، تيفاش و تاورة، من أروع شواهد فترة عصر ما قبل التاريخ بولاية سوق أهراس النقوش الصخرية المتواجدة إلى اليوم بموقع كاف المصورة ،إذ تعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد أي فترة الإنسان العاقل و هي من نوادر اللوحات الإنسانية في شمال أفريقيا، هذا بالإضافة إلى الرسومات الليبية لموقع كاف الرجم ضواحي سدراتة،

الجزائر خلال العهد الفينيقي
الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا يستقرون بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا، أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين، وصار الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم العرب في نسبهم ووطنهم.

كان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، بعد أن أنشؤوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م على الساحل التونسي. ولقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، ليؤسسوا بها مدناً ساحلية جزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابة)، جيجل ووهران.

العلاقات السياسية
لقد كانت العلاقات الجزائرية مع قرطاجنة موصوفة بالمودة، وهذا ما يظهر جليا من خلال العلاقات التجارية والمصاهرة التي كانت بينهم، فقرطاجنة لم تشأ أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، ما دام مصالحها مضمونة من خلال التحالفات التي كانت قائمة بين أمراء الأمازيغ، وما دام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية والحامية على الإمارات الأمازيغية.

العلاقات الاقتصادية
لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل الأمازيغ يكرهونهم، لإن هذا الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري.

نوميديا

خرائط الممالك، نوميديا بعد التوحيد من قبل ماسينيسا
يعتبر ماسينيسا أشهر الملوك النوميديين الرحل ولد ماسينيسا بخنشلة ثم اتخذ سيرتا عاصمة له ولا يزال قبره موجودا هناك. تميز ماسينيسا بقدراته العسكرية بحيث غدر في حنبعل القرطاجي أهم الجنرالات التاريخيين، في معركة زاما بتونس الحالية سنة 202 قبل الميلاد، متأملاً بوعود الرومان له على تأسيس دولة للبدو النوميد بعد الغدر في القرطاجيين وتكون الدولة قادرة على مواجهة التحديات الخارجية. وفي عهده برزت نوميديا في ميادين عسكرية وثقافية كما جهز الأساطيل ونظم وشجع على الإستقرار وتعاطي الزراعة وشجع التجارة الذي جعله يعتبر أبرز الملوك الأمازيغ القدماء.


الملك ماسينيسا موحد نوميديا شمال أفريقيا
المملكة الموريطنية
الفترة الرومانية
Phoenician Colonies colors.jpg
موريطانية القيصرية الجزائر في ظل الإحتلال الروماني
-أطلقت الإمبراطورية الرومانية على القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها الملك بطليموس ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريطانية القيصرية كان ذلك عام 42 م بعد أن غزا الإمبراطور كاليغولا لتصبح المملكة في حوزة الإقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الإمبراطوري مباشرة. ومعروف أن موريطانية الشرقية أصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الإدارية ايول /شرشال/حاليا التي غير اسمها يوبا الثاني وأطلق عليها لقب ولي نعمته الإمبراطور* اوكتافيوس أغسطس* الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه ثم عمل على جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مظهرها العمراني ومضمونها الحضاري ونظرا للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة أيام تحولها الي الإدارة الرومانية كان طبيعيا أن يتخذ منها مقراً لحكام المقاطعة وتسمي المقاطعة الجديدة المقامة على القسم الغربي من موريطانيا بمقاطعة موريطانية الطنجية نسبة لمدينة طنجة التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقرا لقيادته. وقد كانت طنجة بدورها مدينة عريقة وعاصمة لمملكة بوغود من قبل وموريطانية مصطلح جغرافي اشتقه الأقدمون من اسم (المور) وهم اقوام ليبية قديمة كانت تسيطر على المناطق الغربية من بلاد المغرب العربي وأغلب الظن أن للمصطلح جذور فنيقية على اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفظ والمعنى بين عبارة /ماحورين/ الفينيقية التي تعني أهل المغرب أو المغاربة الذين يقطنون الجهات التي تغرب فيها الشمش وهي مطابقة لما تعنيه كلمة *مغرب*في العربية.وعبارة *ماور* أو*مور*mouros التي حافظت على نفس المدلول الجغرافي عند اليونان والرومان ومنهما إلى اللغات الأوربية الحديثة. ولعل اقتناع الرومان بدقة مدلول هذا المصطلح هو الذي جعلهم يحتفظون به ولم يغيروه ولو جزئيا رغم الخلط الذي نظن أنه ربما كان يحدث لهم عندما أبقوا على مقاطعتين متجاورتين تسميان به /موريطانية القيصرية-موريطانية الطنجية/ إذ أن كلا المقاطعتين تقعان في جهة الغرب بالنسبة إليهم ولايميز بينهما سوى اسمي عاصمتيهما وحتى المقاطعة الثالثة التي استحدثوها فيما بعد على الجزء الشرقي من القيصرية احتفظوا لها بنفس الإصطلاح وميزوها عن المقاطعتين القديمتين باسم عاصمتها الإدارية.

الممالك الأمازيغية
عندما اشتد الصراع بين روما وقرطاجة، ونشبت بينهما الحروب البونيقية التي استمرت 120 عاماً ( من 264 ق.م. إلى 146 ق. م). استطاع الأمازيغ أن يتحرروا من نفوذ قرطاجة، وكوّنوا لأنفسهم دولة مستقلة شملت الأوسط والأقصى.

و لعل أشهر ملوك الأمازيغ في هذه الفترة هو ماسينيسا، فقد وقف حياته في خدمة بلاده وتوفير مصالح شعبه، وعمل على نشر اللغة القومية بين الشعب، وكوّن جيشا وأسطولا أمازيغيا قويا، وضرب النقود باسمه، وارتقى بوسائل الري و الفلاحة و جَلب لذلك الخبراء الفنيين من اليونان وإيطاليا، وعمل على توطيد علاقاته مع روما عدوّة قرطاجة ليحقق هدفه الذي عاش يعمل له وهو توحيد المغرب

و قد ظل في نزاع مع قرطاجة، ناصرته فيه روما ولكنها أرسلت جيوشها خشية أن يتغلب على قرطاجة ويوحد شمال أفريقيا ويتعاظم أمره ولا تأمن روما القوة التي تنجم عن الوحدة السياسية المغربية. وعندما انتصرت روما على قرطاجة ودمرتها عام 146 ق, م. قسمت بلاد المغرب إلى ثلاث وحدات إدارية هي :

أفريقيا كانت تشمل أكثر المدن التونسية وقد وضعت تحت الإدارة الرومانية مباشر.
قسنطينة وقسمت مناصفة إلى مملكتين، أحدها برئاسة مسبسا ابن ماسينيسا نوميديا. وكانت تمتد من البلاد ال تونسية إلى و الآخر برئاسة يوغرطا
موريطانيا ووضع على رأسها القائد الأمازيغي بوكوس هذا ولم يخضع الملك يوغرطا للرومان، وبذل جهوده في ترقية شعبه.
وعمل على توحيد بلاد المغرب واستطاع أن يبسط نفوذه على نوميديا كلها وخشيت روما أن يدين له كل المغرب فأعلنت عليه الحرب، وانتصر الرومان وما هو جدير بالذكر أن بوكوس، ملك موريطانيا وصهر يوغرطا وقف إلى جانب روما في حربها ضد يوغرطا، وعندما فر هذا الأخير التجأ إلى بوكوس فسلمه هذا إلى أعدائه، وكافأته روما بأن ضمت مملكته الجزء الغربي من نوميديا

وقد تمتعت موريطانيا الغربية بالاستقلال والرخاء والنهضة في ظل ملكها يوبا الثاني __25,ق، م...إلى 40 ميلادية,, وقد سهر هذا الملك على خدمة بلاده ومصالح رعاياه ونهض بالزراعة والري وازدهرت الحياة الاقتصادية في عهده.. وقد جعل عاصمته شرشال التي أطلق عليها اسم القيصرية وجلب إليها الفنانين والمهندسين من مصر واليونان.. وشيدوا في أنحائها القصور الجميلة والهياكل الفخمة. وأصبحت موطن الشعراء والفلاسفة والكتاب. ولاسيما أن يوبا نفسه كان مولعاً بالعلم. ألّف عدة كتب في الفلسفة والجغرافيا والتاريخ والموسيقى، وبذل من ناحيته عناية فائقة بنشر الثقافة والمعرفة بين رعاياه ولم يكتمل للرومان بسط مطلق نفوذهم على جميع بلاد المغرب إلا بعد أن فشلت ثورة تاكفريناس. الذي أعلن العصيان في نوميديا والثورة على روما، وعندما استسلم، بسطت روما سلطانها على بلاد المغرب واستعمرتها بشكل مباشر واستقر حكمها لشمال أفريقيا

الحضارة الرومانية في أفريقيا الشمالية
استوطن الرومان بلاد المغرب وبذلوا طاقاتهم في استعمارها وعملوا على تكثر أرض المغرب من إنتاج ما يمون روما وبذلك حفروا الآبار وشقوا القنوات ونظموا وسائل الري وتعهدوا الفلاحة وأقاموا القناطر والطرقات ومن ذلك الطرق المرصوفة الكبيرة التي وصلت بين المدن الكبرى مثل الطريق الذي كان يصل بين طنجة وسلامارا بالعرائش ومن طنجة إلى وليلة وطريق تلمسان وليلة و قرطاجنة قسنطينة وطرابلس وتافنة وقد استخدمت هذه الطرق في الشؤون التجارية ورغم أن الرومان كانوا قد شقوها لأغراض عسكرية

وقد تزايد الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي لبلاد المغرب حتى أصبحت شمال أفريقيا تمول روما بالحبوب والفواكه والخمور والصوف والزيوت والمرمر والمصابيح الزيتية والأقمشة وآنية والخيول والبغال وكذلك كانت شمال أفريقيا تمد روما بالحيوانات الضارية التي كانت عاصمة الإمبراطورية تحتاجها في ألعابها وحفلاتها ونتج عن ازدهار التجارة، أن ارتفع مستوى المعيشة وتضخمت الثروات وعددت المباني الفخمة وتزايد عدد السكان كما ازدهر الفن والأدب ومختلف العلوم وظهر من بين البرابرة كتاب مبدعون وفلاسفة خالدون سيما بعد دخول المسيحية بنحو قرنين إلى البلاد ومن ذلك الكاتب ترتوليان الذي ولد بمدينة قرطاجنة والذي درس الحقوق وعمل قسيسا وصل إلى روما حيث مات عام 222 م وأشهر مؤلفاته تلك التي قاوم بها الوثنية ومن أعلام الفكر المغربي القديس أوغيستين الذي ولد عام 354 م ومات عام 430 م بمدينة عنابة وأشهر مؤلفاته مدينة الآلهة و قد بدأ ازدهار الفن في المغرب خلال العهد الروماني في تشييد الهياكل الفخمة المزدانة بالأعمدة الرخامية و التماثيل الجميلة والمسارح والحمامات المزدانة بالفسيفساء وامتازت المنازل بالأروقة والأعمدة الرخامية والنوافير والحدائق, ولا تزال بعض هذه الآثار الرومانية منتشرة في مختلف أنحاء بلاد الشمال الأفريقي سيما من سوسة إلى وليلة بالمغرب الأقصى.

الاحتلال الوندالي
الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب: تم بين سنتي 429 م إلى 534 م

ا/: أسباب الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:
الطمع في ثروات المغرب استنجاد الوالي الرماني بهم رغبة الوندال في الوصول إلى روما عن طريق المغرب ضغط قبائل القوط عليهم

ب/: دخول الوندال إلى المغرب: دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق وزحفوا حتى وصلوا إلى قرطاجة واستقروا هناك
ج/: سياسة الوندال: قاموا بأعمال تخريبية كبيرة وأخذوا الأراضي الخصبة لهم، وعاملوا المغاربة بوحشية
د/:انبعاث الإمارات المستقلة بالمغرب: تمكن المغاربة في ظل الحكم الوندالي من إنشاء الإمارات التالية:
مملكة التافنة: تمتد من الشلف إلى ملوية
مملكة الحضنة: تشمل منطقة التيطري
مملكة الأوراس: وتشمل الشمال الشرقي من الجزائر
ه/: سقوط دولة الوندال: انتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م على يد البيزنطيين ويخضع المغرب بعد ذلك للحكم البيزنطي
الاحتلال البيزنطي
بعد انهيار الدولة الرومانية وانقسامها بين الإمبراطورية الغربية التي يسيطر عليها القوط والإمبراطورية الشرقية "البيزنطية" وعاصمتها "القسطنطينية"وقعت الجزائر تحت حكم الإحتلال البيزنطي وذلك حتى عصر الفتوحات الإسلامية.

الجزائر في ظل الدول الإسلامية
الدولة الرستمية

اٍمتداد الحركة الدينية الإباضية في بلاد المغرب (المغرب العربي) والتي تعطي الآن بالجزائر مملكة تاهرت.
الرستميون، سلالة من الإباضية حكمت في بلاد المغرب (الجزائر, تونس وليبيا) بين 776-909 م، مقرها كان مدينة تاهرت أو تيهرت وتسمى اليوم تيارت (في الجزائر).

مؤسس السلالة، عبد الرحمن بن رستم ( ذو أصول فارسية ) كان منذ 758 م والياً على القيروان من قبل الإباضية. فر بعد عودة الولاة العباسيين إليها إلى تيهرت، بويع إماما على الجماعة (776-784 م). حكم الرستميون في مناطق الشمال الجزائري أثناء عهد ابنه عبد الوهاب (784-823 م) ثم وضع نفسه صرفيا تحت حماية الأمويين حُكّام الأندلس، الشيء الذي مكنه من إقامة علاقات جيدة (تجارية) مع الأندلس. توطدت الدولة وساد الإستقرار في عهد أبو سعيد الافلح (823-868 م) ثم أبو حاتم ويسف (868-894 م) من بعده. أصبحت تاهرت عاصمة ثقافية وفكرية في الشمال الأفريقي. سنة 908 م قام أبو عبيد الله صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم. تحول بقايا الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب، من أهم مدنهم اليوم غرداية.

الدولة الإدريسية
كانت مناطق المغرب غير التابعة للدولة الرستمية قبل ظهور الأدارسة تتكون من عدة إمارات تتنازع حكمها قوى مختلفة في الشمال والوسط والجنوب، ويتوزع سكانه بين أتباع عدة ديانات سماوية وعبادة الأوثان. تمكن المولى إدريس بن عبد الله المنتسب للبيت النبوي الشريف من الوصول إلى المغرب سنة 788 م وبايعته القبائل الأمازيغية بمدينة وليلي، فوضع بذلك نواة ثالث دولة مستقلة عن الخلافة في العالم الإسلامي بعد إمارة قرطبة والدولة الرستمية، وهي الدولة الإدريسية.

بعد مقتل إدريس الأول بايعت القبائل ابنه إدريس الثاني سنة 803 م، الذي أسس مدينة فاس واتخذها عاصمة لحكمه، كما عمل على تنظيم الإدارة والجيش وتوحيد البلاد، ولم تتجاوز حدود الأدارسة غرباً منطقة تلمسان. بعد وفاة إدريس الثاني تنازع أبناؤه على الحكم، فانقسمت المملكة وضعفت حتى سقوطها سنة 974 م.

الدولة الأغلبية
الأغالبة أو بنو الأغلب (184-296 هـ/ 800-909 م) سلالة عربية لينة من بني تميم حكمت في المغرب الكبير (شرق الجزائر وتونس وغرب ليبيا) مع جنوب إيطاليا وصقلية وسردينيا وكورسيكا ومالطة.

كانت حدود دولة الأغالبة وعاصمتها القيروان تتسع وتتقلص بحسب قوة أمرائها وضعفهم. أسس الدولة إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عِقال بن خفاجة التميمي. وكان والده الأغلب ـ الذي سميت الدولة باسمه ـ أول من دخل أفريقيا من هذه الأسرة، التي كانت قد استقرت في مَرْو الرُّوذ في خراسان، منذ الفتح الإسلامي. وكان قيام هذه الدولة في عهد الخليفة هارون الرشيد. وقد تلقب حكام هذه الدولة بالأمراء، وظلوا خاضعين لسلطة الخلفاء العباسيين إسمياً، فصكّوا النقود باسمهم، وخطبوا لهم على المنابر، من دون أن يسمحوا لهم بالتدخل في شؤونهم الداخلية.

الدولة الفاطمية
الدولة الفاطمية (358-567هـ/ 969-1172م)

لم تنقطع حركات المتشيعين ولم تتوقف، فقد كانوا متعصبين لآرائهم، مؤمنين بفكرتهم، يزعمون أن أحق الناس بالخلافة أبناء علي من نسل السيدة فاطمة الزهراء، فإن نالها غيرهم فما ذاك إلا أمر باطل يجب أن يمحى، وما هو إلا شرٌّ حَلَّ بالمسلمين يجب أن يزال. ونشط دعاة الشيعة في الدعوة إلى مذهبهم، وبخاصة في الجهات البعيدة عن مركز الخلافة، مثل أطراف فارس واليمن وبلاد المغرب.

كانت شمال أفريقيا أرضاً صالحةً لنصرة المذهب الإسماعيلي، ذلك أنَّ التشيُّع العَلَويّ تركَّز مُنذ نشأته في المشرق، وظهر في بيئة الكوفة مُتعددة الأجناس والقوميَّات، وانتشر بين الموالي، ثُمَّ انتقل غربا بعد المُلاحقات التي تعرَّض لها الشيعة من قبل العبَّاسيين، وكانوا جميعاً من فرع الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وتمركزوا في شمال أفريقيا حيثُ ضعُفت السيطرة العبَّاسيَّة لبُعد المسافة عن مركز إتخاذ القرار في بغداد، ولصُعوبة المُواصلات، ونشروا التعاليم المُشتركة للمذهب الشيعيّ ومآثر العَلَويين ممَّا أدّى إلى انتشار هذا المذهب بين الأمازيغ الذين أدّوا دور الموالي من الفُرس في المشرق، على الرُّغم من وجود فوارق كُبرى بين الفئتين في طبيعة دعمها للعَلويين بعامَّة، وفي مؤسساتهما ومُنظماتهما، وفي أهدافهما وعقائدهما.

ورُبَّما كان العطف على آل بيت الرسول مُحمَّد، والاعتقادُ بفضائلهم، كبيراً في المغرب من أيِّ مكانٍ آخر، وقد أتاح للأدارسة السَّيطرة على المغرب الأقصى بدون مشقَّة وتأسيس دولتهم المُستقلَّة. كما اشتمل المغرب الأوسط في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، باستثناء الأراضي التابعة للدولة الرستمية، على إماراتٍ شيعيَّةٍ بلغ عددها تسعُ إماراتٍ، ممَّا هيَّأ الأرضيَّة الخصبة لزرع وتنمية الدعوة الشيعيَّة. لكنَّ المذهب الإسماعيلي دخل إلى إفريقية بصورةٍ أكثر تنظيماً وسريَّةً قبل نحو مائةٍ وخمسةٍ وثلاثين سنة من قُدوم أبي عبدِ الله الدَّاعي، وذلك في أواسط القرن الثاني الهجري المُوافق للقرن الثامن الميلادي، وتركَّز في ديار القبيلة الأمازيغيَّة كتامة في المغرب الأوسط، التي عُرفت بأنَّها أكثرُ القبائل عدداً وأصعبها مُراساً، إذ كانت تسكُن جبال الأوراس الوعرة في جنوب أفريقيا، وهي البلادُ المُمتدَّة من طرابلس الغرب إلى طنجة.

تفكك الدولة:
خرج بعض الولاة على الخلفاء الفاطميين خصوصاً في شمال أفريقيا؛ مما أدّى إلى استقلال تونس والجزائر، واستولت الدولة السلجوقية التي قامت بفارس والعراق على معظم بلاد الشام التابعة للفاطميين، وإلى جانب هذا كله عمل الصليبيون في الاستيلاء على الأراضي المقدسة فاستولوا على بيت المقدس من أيدي الفاطميين سنة 492 هـ/ 1099 م، ثم أخذوا يغيرون على أطراف الدولة المصرية.

الدولة الزيرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد