السبت، 24 أغسطس 2019

التوازن والإنجاز في حياة الشيخ بكر أبو زيد

لحمدُ لله الذي انْعم علينا بالإسلام، وَ رزقـنَـا هذه الهداية بعد الجهْل والضَـلال،

وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي البشير، وَ السّراج المنـير،

وعلى آله وصحْبه، ومَنْ تَبعه إلى يوْمِ الدين ..

وبـعْـد ..





أخوتي و أخَواتي في الله
أتمنى مِنْ الله عز و جل أن تكونوا جميعاً بأفضل حال



التوازن والإنجاز في حياة الشيخ بكر أبو زيد
الكـاتب : عبد العزيز الحمد
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

ففي يوم الثلاثاء، السابع والعشرين من شهر الله المحرم لعام 1429هـ فقدت الأمةُ الإسلامية علماً من أعلامها ومجاهدًا من مجاهديها بقلمه وكتبه، ولقد شهدت جنازتَه جموعٌ غفيرة، نسأل الله أن يخلف الأمة خيرًا.

وإن المتأمل لسيرة العلامة المتفنن الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ليجد فيها مثالاً حيًّا للتوازن والإنجاز، وهذه الصفة من الأهمية بمكان خاصة في هذا الزمان، فمع صورٍ شاهدة لهذا:

- ففي مجال الحياة العامة:

نجد الشيخ ممن تزوج وأنجب وأثمر أبناء صالحين؛ نسأل الله - تعالى -ذلك.

- كما أن الشيخ ممن تدرّج في السلك التعليمي حتى حصل درجة العالمية العالية (الدكتوراه)، ويُذكر أن من نصائح الشيخ ألا يبدأ طالب العلم بالنشر إلا بعد هذه الدرجة، والشيخ تخرج عام 1387/1388هـ في كلية الشريعة بالرياض (منتسبًا)، وكان ترتيبه الأول، وكان في عام 1384هـ قد انتقل إلى المدينة المنورة، فعمل أميناً للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.

- وفي مجال العمل الإداري:

فإن الشيخ منذ سلوكه المجالَ الوظيفي ما زال يتنقل من منصب إلى آخر؛ فعمل أميناً للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية عام 1384هـ، ثم اختير للقضاء بعد تخرجه في الجامعة عام 1387/1388هـ، ودرّس في المسجد النبوي قرابة عشر سنوات، ثم صار إمامًا وخطيبًا في المسجد النبوي، ثم اختير وكيلاً لوزارة العدل، ثم اختير عضوًا في اللجنة الدائمة للإفتاء، ثم عمل رئيسًا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي؛ مع عضويته في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، مع مشاركاته في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل وخارج المملكة، ودرس في المعهد العالي للقضاء وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض - كل هذا مع إنتاج الشيخ المتميز والمحرر في عطاءاته كافة.

- وفي مجال التأليف خاصة:

نجد أن للشيخ مشاركةً في مجالات عدة -تحقيقاً كان أو تأليفا- فله مشاركة في العقيدة والحديث والفقه وخاصة النوازل، والدعوة والفكر واللغة والسلوك والأدب والتاريخ والأنساب والمعارف العامة، وما زالت بعضُ كتب الشيخ مخطوطةً لم تطبع حتى الآن، كل هذا مع إبداع علمي يمتاز بالاستقراء والتقصي، فلم يطغَ فنٌّ على آخر، فله في كل بستان زهرة.

- ومن الأشياء التي تميز بها الشيخ:

رعايته للعمل العلمي الجماعي من خلال إصدار آثار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والشنقيطي.

- مشاريع العمر عند الشيخ بكر أبو زيد:

ومع هذا العطاء المتدفق والمتنوع، إلا أن للشيخ مشاريعَ بذل نفسه ووفّر جهده وحياته لها؛ ومما أمكن الوقوف عليه -مما نص الشيخ عليه- مشروع: (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل)، طبع منه الجزء الأول.

فقد قال عنه: "أما بعد: فهذا كتاب أُراه من (مشاريع العُمر) سميته: (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل)" ا. هـ. [التأصيل، ص7].

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرفع درجة الشيخ في المهديين، ويعلي ذكره في الغابرين، وأن يخلف الأمة خيراً، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد