الجمعة، 23 أغسطس 2019

الكاملة لانس بن مالك من سير اعلام النبلاء

أنس بن مالك

أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار

الإمام المفتي المقرىء المحدث راوية الإسلام أبو حمزة الأنصاري الخزرجي البخاري المدني خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته من النساء وتلميذه وتبعه وآخر أصحابه موتا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم علما جما وعن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأسيد بن الحضير وأبي طلحة وأمه أم سليم بنت ملحان وخالته أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت وأبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي هريرة وفاطمة النبوية وعدة وعنه خلق عظيم منهم الحسن وابن سيرين والشعبي وأبو قلابة ومكحول وعمر بن عبد العزيز وثابت البناني وبكر بن عبد الله المزني والزهري وقتادة وابن المنكدر وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وعبد العزيز بن صهيب وشعيب بن الحبحاب وعمرو بن عامر الكوفي وسليمان التيمي وحميد الطويل ويحيى بن سعيد الأنصاري وكثير بن سليم وعيسى بن طهمان وعمر بن شاكر وبقي أصحابه الثقات إلى بعد الخمسين ومئة وبقي ضعفاء أصحابه إلى بعد التسعين ومئة وبقي بعدهم ناس لا يوثق بهم بل اطرح حديثهم جملة كإبراهيم بن هدبة ودينار أبو مكيس وخراش بن عبد الله وموسى الطويل عاشوا مديدة بعد المئتين فلا اعتبار بهم

وإنما كان بعد المئتين بقايا من سمع من ثقات أصحابه كيزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وأبي عاصم النبيل وأبي نعيم وقد سرد صاحب التهذيب نحو مئتي نفس من الرواة عن أنس وكان أنس يقول قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر ومات وأنا ابن عشرين وكن أمهاتي يحثثنني على خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحب أنس نبيه صلى الله عليه وسلم أتم الصحبة ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر وإلى أن مات وغزا معه غير مرة وبايع تحت الشجرة وقد روى محمد بن سعد في طبقاته حدثنا الأنصاري عن أبيه عن مولى لأنس أنه قال لأنس أشهدت بدرا فقال لا أم لك وأين أغيب عن بدر ثم قال الأنصاري خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه وقد رواه عمر بن شبة عن الأنصاري عن أبيه عن ثمامة قال قيل لأنس فذكر نحوه قلت لم يعده أصحاب المغازي في البدريين لكونه حضرها صبيا ما قاتل بل بقي في رحال الجيش فهذا وجه الجمع وعن أنس قال كناني النبي صلى الله عليه وسلم أبا حمزة ببقلة اجتنيتها وروى علي بن زيد وفيه لين عن ابن المسيب عن أنس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إليه فقالت يا رسول الله لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك قال فخدمته عشر سنين فما ضربني ولا سبني ولا عبس في وجهي رواه الترمذي

عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثنا أنس قال جاءت بي أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أزرتني بنصف خمارها وردتني ببعضه فقالت يا رسول الله هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك فادع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مئة اليوم روى نحوه جعفر بن سليمان عن ثابت وروى شعبة عن قتادة عن أنس أن أم سليم قالت يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده فأخبرني بعض أهلي أنه دفن من صلبي أكثر من مئة حسين بن واقد عن ثابت عن أنس قال دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته فالله أكثر مالي حتى إن كرما لي لتحمل في السنة مرتين وولد لصلبي مئة وستة أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل في سنة اثنتين وتسعين وست مئة أخبرنا محمد بن خلف أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا أحمد ومحمد أخبرنا عبد الله بن أحمد أخبرنا علي بن محمد القرظي حدثنا أبو عمرو بن حكيم أخبرنا أبو حاتم الرازي حدثنا الأنصاري حدثني حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا تمركم في وعائكم وسمنكم في سقائكم فإني صائم ثم قام في ناحية البيت فصلى بنا صلاة غير مكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت يا رسول الله إن لي خويصة قال وما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به ثم قال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه قال فإني لمن أكثر الأنصار مالا وحدثتني أمينة ابنتي أنه دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة تسعة وعشرون ومئة

الطيالسي عن أبي خلدة قلت لأبي العالية سمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم قال خدمه عشر سنين ودعا له وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين وكان فيها ريحان يجيء منه ريح المسك أبو خلدة ثقة عن موسى بن أنس أن أنسا غزا ثمان غزوات وقال ثابت البناني قال أبو هريرة ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعني أنسا وقال أنس بن سيرين كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر وروى الأنصاري عن أبيه عن ثمامة قال كان أنس يصلي حتى تفطر قدماه دما مما يطيل القيام رضي الله عنه ثابت البناني قال جاء قيم أرض أنس فقال عطشت أرضوك فتردى أنس ثم خرج إلى البرية ثم صلى ودعا فثارت سحابة وغشيت أرضه ومطرت حتى ملأت صهريجه وذلك في الصيف فأرسل بعض أهله فقال انظر أين بلغت فإذا هي لم تعد أرضه إلا يسيرا، روى نحوه الأنصاري عن أبيه عن ثمامة. قلت هذه كرامة بينة ثبتت بإسنادين قال همام بن يحيى حدثني من صحب أنس بن مالك قال لما أحرم أنس لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقاءه على إحرامه ابن عون عن موسى بن أنس أن أبا بكر الصديق بعث إلى أنس ليوجهه على البحرين ساعيا فدخل عليه عمر فقال إني أردت أن أبعث هذا على البحرين وهو فتى شاب قال ابعثه لبيب كاتب فبعثه فلما قبض أبو بكر قدم أنس على عمر فقال هات ما جئت به قال يا أمير المؤمنين البيعة أولا فبسط يده حماد بن سلمة أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال استعملني أبو بكر على الصدقة فقدمت وقد مات فقال عمر يا أنس أجئتنا بظهر قلت نعم قال جئنا به والمال لك قلت هو أكثر من ذلك قال وإن كان فهو لك وكان أربعة الاف روى ثابت عن أنس قال صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني وقال إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لا أرى أحدا منهم إلا خدمته

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأنس يا ذا الأذنين وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصه ببعض العلم فنقل أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طاف على تسع نسوة في ضحوة بغسل واحد قال خليفة بن خياط كتب ابن الزبير بعد موت يزيد إلى أنس بن مالك فصلى بالناس بالبصرة أربعين يوما وقد شهد أنس فتح تستر فقدم على عمر بصاحبها الهرمزان فأسلم وحسن إسلامه رحمه الله قال الأعمش كتب أنس إلى عبد الملك بن مروان يعني لما آذاه الحجاج إني خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين والله لو أن النصارى أدركوا رجلا خدم نبيهم لأكرموه قال جعفر بن سليمان حدثنا علي بن زيد قال كنت بالقصر والحجاج يعرض الناس ليالي ابن الأشعث فجاء أنس فقال الحجاج يا خبيث جوال في الفتن مرة مع علي ومرة مع ابن الزبير ومرة مع ابن الأشعث أما والذي نفسي بيده لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة ولأجردنك كما يجرد الضب قال يقول أنس من يعني الأمير قال إياك أعني أصم الله سمعك قال فاسترجع أنس وشغل الحجاج فخرج أنس فتبعناه إلى الرحبة فقال لولا أني ذكرت ولدي وخشيت عليهم بعدي لكلمته بكلام لا يستحييني بعده أبدا قال سلمة بن وردان رأيت على أنس عمامة سوداء قد أرخاها من خلفه وقال أبو طالوت عبد السلام رأيت على أنس عمامة حماد بن سلمة عن حميد عن أنس نهى عمر أن نكتب في الخواتيم عربيا وكان في خاتم أنس ذئب أو ثعلب وقال ابن سيرين كان نقش خاتم أنس أسد رابض قال ثمامة بن عبد الله كان كرم أنس يحمل في السنة مرتين قال سليمان التيمي سمت أنسا يقول ما بقي أحد صلى القبلتين غيري قال المثنى بن سعيد سمعت أنسا يقول ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ثم يبكي حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وقيل له ألا تحدثنا قال يا بني إنه من يكثر يهجر

همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس أنه نقش في خاتمه محمد رسول الله فكان إذا دخل الخلاء نزعه قال ابن عون رأيت على أنس مطرف خز وعمامة خز وجبة خز روى عبد الله بن سالم الأشعري عن أزهر بن عبد الله قال كنت في الخيل الذين بيتوا أنس بن مالك وكان فيمن يؤلب على الحجاج وكان مع ابن الأشعث فأتوا به الحجاج فوسم في يده عتيق الحجاج قال الأعمش كتب أنس إلى عبد الملك قد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين وإن الحجاج يعرض بي حوكة البصرة فقال يا غلام اكتب إلى الحجاج ويلك قد خشيت أن لا يصلح على يدي أحد فإذا جاءك كتابي فقم إلى أنس حتى تعتذر إليه فلما أتاه الكتاب قال للرسول أمير المؤمنين كتب بما هنا قال إي والله وما كان في وجهه أشد من هذا قال سمعا وطاعة وأراد أن ينهض إليه فقلت إن شئت أعلمته فأتيت أنس بن مالك فقلت ألا ترى قد خافك وأراد أن يجيء إليك فقم إليه فأقبل أنس يمشي حتى دنا منه فقال يا أبا حمزة غضبت قال نعم تعرضني بحوكة البصرة قال إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال إياك أعني واسمعي يا جارة أردت أن لا يكون لأحد علي منطق

وروى عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال كان أنس بن مالك أبرص وبه وضح شديد ورأيته يأكل فيلقم لقما كبارا قال حميد عن أنس يقولون لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب وقد جمع الله حبهما في قلوبنا وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن أمه أنها رأت أنسا متخلقا بخلوق وكان به برص فسمعني وأنا أقول لأهله لهذا أجلد من سهل بن سعد وهو أسن من سهل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد