الرميصاء أم سُليم
هي واحدة من نساء الأنصار ممن طارت شهرتهن وحلقت في الآفاق، وسمت أعمالهن الجليلة.
ولا خلاف بين أهل العلم أن أم سلَيم هذه هي أم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح عن أنس أنه قال:" قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين " وأن أمه أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم وقالت له: هذا أنس يخدمك، فقبله صلى الله عليه وسلم وكنّاه أبا حمزة، ودعا له بكثرة المال والولد والبركة في الرزق، وكانت أم سليم وأختها أم حرام خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاع، وهي منقبة شريفة لهاتين الصحابيتين الكريمتين رضي الله عنهما.
نسبها:
هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الأنصارية الخزرجية.
وأم سلَيم يقال لها الغميصاء أو الرميصاء، واسمها "سهلة"، وقيل" رُمَيلةُ"، لكنها اشتهرت بأم سليم رضي الله عنها.
دخل الإيمان قلبها الصافي من أول يوم سمعت به، وسجلت أعمالاً طيبة تشهد لها بالفضل والسبق والإحسان .
دخلت أم سليم في دين الإسلام قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم بايعته حين جاء إلى المدينة وكان إسلامها في غياب زوجها مالك بن النضر، والد ابنها أنس ، فلما عاد وعلم بإسلامها غضب غضبًا شديدًا وقال لها أصبوتِ ؟ فقالت: ما صبوت ولكني ءامنت بهذا الرجل .
ولم تتوقف في إيمانها عند هذا الحد، بل جعلت تعلّم ابنها أنسًا - وكان صغيرًا - وتلقنه الشهادة، وتقول له " قل: أشهد أن لا إله إلا الله، قل: أشهد أن محمدًا رسول الله " فاستجاب أنس لأمه ونطق بالشهادتين، فغضب زوجها مالك، وقال لها " لا تفسدي عليّ ولدي. "
ولكن أم سليم أجابته بحكمة وهدوء والإيمان يملأ قلبها " إني لا أفسده .. بل أرشده"، وانطلق مالك بن النضر غاضبًا يريد الشام فلقيه عدو له يتربص به فقتله.
وانصرفت أم سليم إلى تعليم ابنها وتربيته، تعلمه حبَّ النبيّ الكريم، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة إلى المدينة، جاءت أم سليم بولدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت له: " يا رسول الله هذا أنس أتيتك به يخدمك، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم أكثر ماله وولده ."
وكان أنس يومذاك غلامًا كاتبًا ذكيًا، ولم يبلغ الحُلـُم بعد، وقد نال البركة في بيت النبوّة، وغدا بعد ذلك واحدًا من سادات الصحابة رضوان الله عليهم، ونشأ أنس وهو يقول" جزى الله أمي عني خيرًا، لقد أحسنت ولايتي ." ولمـَّا شبَّ أنس، تقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصاري، وكان مشركا، فأبت حتى أسلم وأعلن إسلامه، فكان مهرها الإسلام .
في هذه القصة المباركة يقول ثابت بن أسلم البناني التابعي الجليل رحمه الله : فما سمعنا بمهر قط كان أكرم على الله من مهر أم سليم: الإسلام.
وقال بعض المؤرخين: عنها شهدت حنينًا وأحدًا، وكانت من أفاضل النساء كما شهدت خيبر ومعها عشرون امرأة ، منهن أم سَـلـَمَة زوج النبي الكريم.
بشارتها
لأم سليم رضي الله عنها فضائل كثيرة، فلا يوجد باب من أبواب الخير إلا ولها فيه نصيب، أضف إلى ذلك روايتها للحديث الشريف، فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر حديثًا، أربعة منها في الصحيحين.
وقد نالت بشارة عظمى من رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على فضلها ورفيع شأنها إذ قال صلى الله عليه وسلم:دخلتُ الجنة فسمعتُ خـَشْفـَة ( صوت مشي) فقلت: " من هذه "؟ قالوا: الغميصاء بنتُ ملحان أم أنس بن مالك .
كرمها وشمائلها
كانت أم سُليم تتفقد النبي وتبعث إليه بالهدية والطعام، قال أنس: كانت لها شاة فجمعت من سمنها في عُكة (آنية السمن) وأرسلتها مع ربيبة إلى رسول الله، فقال: أفرغوا لها عُكتها، وجاءت فعلقتها على وتد، فأتت أم سُليم وكانت غائبة فرأت العُكة ممتلئة سمنًا، فلما أخبرت النبي بذلك قال:" أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه، كلي وأطعمي "
تبركها بآثار النبي
ومما يضاف إلى المكارم السابقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما بات عندها - وليست هي في البيت - وكانت تتبرك به صلى الله عليه وسلم ، فقد روى مسلم وأحمد والبيهقي أن النبي قال - أي نام وقت الظهيرة - في بيت أم سليم على نِطع - أي بساط من جلد - فعرق، فاستيقظ وأم سليم تمسح العرق فقال: ما تصنعين؟ فالت ءاخذ هذا للبركة التي تخرج منك، وكانت تخلط بها طيبها، فهو أطيب الطيب.
ورواية مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَىَ فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ علَىَ فِرَاشِهَا، فَأُتِيتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ، عَلَىَ فِرَاشِكِ. قَالَ: فَجَاءتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ علَىَ قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَىَ الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نومه فَقَالَ: "مَا تصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟". فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا.َ قالَ: "أَصَبْتِ".
وقد أُثر عنها أنها احتفظت بفم قِرْبة شرب منها رسول الله وصانته عندها، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها شيئًا من شعره، وكان يخصها بالزيارة والسلام والدعاء والصلاة في بيتها.
تلك هي أم سليم الأنصارية وما تركته لنا من مواقف هي في الحقيقة بطولات في ميادين المنافسة بضروب من الطاعات ومشاهد من التضحيات مع ثبات على المبدأ في السراء والضراء وهذه المواقف عدة للصابرين وزاد يتزود بها السالك في درب الخير.
وفاة أم سليم الأنصارية:
هي واحدة من نساء الأنصار ممن طارت شهرتهن وحلقت في الآفاق، وسمت أعمالهن الجليلة.
ولا خلاف بين أهل العلم أن أم سلَيم هذه هي أم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح عن أنس أنه قال:" قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين " وأن أمه أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم وقالت له: هذا أنس يخدمك، فقبله صلى الله عليه وسلم وكنّاه أبا حمزة، ودعا له بكثرة المال والولد والبركة في الرزق، وكانت أم سليم وأختها أم حرام خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاع، وهي منقبة شريفة لهاتين الصحابيتين الكريمتين رضي الله عنهما.
نسبها:
هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الأنصارية الخزرجية.
وأم سلَيم يقال لها الغميصاء أو الرميصاء، واسمها "سهلة"، وقيل" رُمَيلةُ"، لكنها اشتهرت بأم سليم رضي الله عنها.
دخل الإيمان قلبها الصافي من أول يوم سمعت به، وسجلت أعمالاً طيبة تشهد لها بالفضل والسبق والإحسان .
دخلت أم سليم في دين الإسلام قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم بايعته حين جاء إلى المدينة وكان إسلامها في غياب زوجها مالك بن النضر، والد ابنها أنس ، فلما عاد وعلم بإسلامها غضب غضبًا شديدًا وقال لها أصبوتِ ؟ فقالت: ما صبوت ولكني ءامنت بهذا الرجل .
ولم تتوقف في إيمانها عند هذا الحد، بل جعلت تعلّم ابنها أنسًا - وكان صغيرًا - وتلقنه الشهادة، وتقول له " قل: أشهد أن لا إله إلا الله، قل: أشهد أن محمدًا رسول الله " فاستجاب أنس لأمه ونطق بالشهادتين، فغضب زوجها مالك، وقال لها " لا تفسدي عليّ ولدي. "
ولكن أم سليم أجابته بحكمة وهدوء والإيمان يملأ قلبها " إني لا أفسده .. بل أرشده"، وانطلق مالك بن النضر غاضبًا يريد الشام فلقيه عدو له يتربص به فقتله.
وانصرفت أم سليم إلى تعليم ابنها وتربيته، تعلمه حبَّ النبيّ الكريم، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة إلى المدينة، جاءت أم سليم بولدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت له: " يا رسول الله هذا أنس أتيتك به يخدمك، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم أكثر ماله وولده ."
وكان أنس يومذاك غلامًا كاتبًا ذكيًا، ولم يبلغ الحُلـُم بعد، وقد نال البركة في بيت النبوّة، وغدا بعد ذلك واحدًا من سادات الصحابة رضوان الله عليهم، ونشأ أنس وهو يقول" جزى الله أمي عني خيرًا، لقد أحسنت ولايتي ." ولمـَّا شبَّ أنس، تقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصاري، وكان مشركا، فأبت حتى أسلم وأعلن إسلامه، فكان مهرها الإسلام .
في هذه القصة المباركة يقول ثابت بن أسلم البناني التابعي الجليل رحمه الله : فما سمعنا بمهر قط كان أكرم على الله من مهر أم سليم: الإسلام.
وقال بعض المؤرخين: عنها شهدت حنينًا وأحدًا، وكانت من أفاضل النساء كما شهدت خيبر ومعها عشرون امرأة ، منهن أم سَـلـَمَة زوج النبي الكريم.
بشارتها
لأم سليم رضي الله عنها فضائل كثيرة، فلا يوجد باب من أبواب الخير إلا ولها فيه نصيب، أضف إلى ذلك روايتها للحديث الشريف، فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر حديثًا، أربعة منها في الصحيحين.
وقد نالت بشارة عظمى من رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على فضلها ورفيع شأنها إذ قال صلى الله عليه وسلم:دخلتُ الجنة فسمعتُ خـَشْفـَة ( صوت مشي) فقلت: " من هذه "؟ قالوا: الغميصاء بنتُ ملحان أم أنس بن مالك .
كرمها وشمائلها
كانت أم سُليم تتفقد النبي وتبعث إليه بالهدية والطعام، قال أنس: كانت لها شاة فجمعت من سمنها في عُكة (آنية السمن) وأرسلتها مع ربيبة إلى رسول الله، فقال: أفرغوا لها عُكتها، وجاءت فعلقتها على وتد، فأتت أم سُليم وكانت غائبة فرأت العُكة ممتلئة سمنًا، فلما أخبرت النبي بذلك قال:" أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه، كلي وأطعمي "
تبركها بآثار النبي
ومما يضاف إلى المكارم السابقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما بات عندها - وليست هي في البيت - وكانت تتبرك به صلى الله عليه وسلم ، فقد روى مسلم وأحمد والبيهقي أن النبي قال - أي نام وقت الظهيرة - في بيت أم سليم على نِطع - أي بساط من جلد - فعرق، فاستيقظ وأم سليم تمسح العرق فقال: ما تصنعين؟ فالت ءاخذ هذا للبركة التي تخرج منك، وكانت تخلط بها طيبها، فهو أطيب الطيب.
ورواية مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَىَ فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ علَىَ فِرَاشِهَا، فَأُتِيتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ، عَلَىَ فِرَاشِكِ. قَالَ: فَجَاءتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ علَىَ قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَىَ الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نومه فَقَالَ: "مَا تصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟". فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا.َ قالَ: "أَصَبْتِ".
وقد أُثر عنها أنها احتفظت بفم قِرْبة شرب منها رسول الله وصانته عندها، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها شيئًا من شعره، وكان يخصها بالزيارة والسلام والدعاء والصلاة في بيتها.
تلك هي أم سليم الأنصارية وما تركته لنا من مواقف هي في الحقيقة بطولات في ميادين المنافسة بضروب من الطاعات ومشاهد من التضحيات مع ثبات على المبدأ في السراء والضراء وهذه المواقف عدة للصابرين وزاد يتزود بها السالك في درب الخير.
وفاة أم سليم الأنصارية:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق