الجمعة، 23 أغسطس 2019

سلمان منا آل البيت

سلمان منا آل البيت





سلمان منا آل البيت (حديث شريف)

" لعمرك ما الإنسان إلا ابن دينه
فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس
وقد وضع الشرك الحسيب أبا لهب

نجائب النجاة مهيّأة للمراد, وأقدام المطرود موثوقة بالقيود..
هبّت عواصف الأقدار في بيداء الأكوان, فتقلب الوجود ونجم الخير, فلما ركدت الريح إذا أبو طالب غريق في لجة الهلاك, وسلمان على ساحل السلامة.
والوليد بن المغيرة يقدم قومه في التيه, وصهيب قد قدم بقافلة الروم, والنجاشي في أرض الحبشة يقول: لبيك اللهم لبيك, وبلال ينادي: الصلاة خير من النوم, وأبو جهل في رقدة المخلفة.
لما قضى في القدم بسابقة سلمان عرض به دليل التوفيق عن طريق آبائه في التمجس (المجوسية), فأقبل يناظر أباه في دين الشرك, فلما علاه بالحجة لم يكن له جواب إلا القيد.
وهذا جواب يتداوله أهل الباطل من يوم عرفوه،
وبه أجاب فرعون موسى:{لئن اتخذت إلها غيري} الشعراء 29,
وبه أجاب الجهمية : الإمام أحمد لما عرضوه على السياط،
وبه أجاب أهل البدع شيخ الإسلام حين استودعوه السجن -وها نحن على الأثر- فنزل به ضيف {لنبلونكم} جزء من الآية 155 سورة البقرة.
فنال بإكرامه مرتبة "سلمان منا أهل البيت", فسمع أن ركبا على نية السفر, فسرق نفسه من أبيه ولا قطع, فركب رحالة العزم يرجو إدراك مطلب السعادة , فغاص في بحر البحث ليقع بدرّة الوجود, فوقف نفسه على خدمة الأدلاء وقوف الأذلاء, فلما أحس الرهبان بانقراض دولتهم سلموا إليه أعلام الإعلام على نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم وقالوا: إن زمانه قد أطل, فاحذر أن تضل, فرحل مع رفقة لم يرفقوا به {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة} يوسف 20..
فابتاعه يهودي بالمدينة, فلما رأى الحرة تولد حرا شوقه, ولم يعلم رب المنزل بوجد النازل. فبينا هو يكابد ساعات الانتظار قدم البشير بقدوم البشير, وسلمان في رأس نخلة, وكاد القلق يلقيه لولا أن الحزم أمسكه كما جرى يوم:{إن كانت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} القصص 10..
فعجل النزول لتلقي ركب البشارة ولسان حاله يقول:
خليلي من نجد قفا بي على الربا
فقد هب من تلك الديار نسيم
فصاح به سيده: مالك؟ انصرف إلى شغلك.
فقال :
..................................
كيف انصرافي ولي في داركم شغل ؟!
ثم أخذ لسان حاله يترنم لو سمع الأطروش:
خليلي لا والله ما أنا منكما
إذا علم من آل ليلى بدا ليا
فلما لقى الرسول عارض نسخة الرهبان بكتاب الأصل فوافقه :
" يا محمد ! أنت تريد أبا طالب ونحن نريد سلمان " .
أبو طالب إذا سئل عن اسمه قال : عبد مناف, وإذا انتسب افتخر بالآباء , وإذا ذكرت الأموال عدّ الإبل.
وسلمان إذا سئل عن اسمه قال : عبد الله , وعن نسبه قال: ابن الإسلام, وعن ماله قال: الفقر , وعن حانوته قال : المسجد, وعن كسبه قال : الصبر, وعن لباسه قال: التقوى والتواضع, وعن وساده قال : السهر, وعن فخره قال : " سلمان منا " ، وعن قصده قال:{ يريدون وجهه} الأنعام 52, وعن سيره قال : إلى الجنة , وعن دليله في الطريق قال: إمام الخلق وهادي الأمة ". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زياد علي

زياد علي محمد